الخميس، 24 أكتوبر 2013

موسوعة التفسير الموضوعي للقرآن الكريم ( الخلق والمعاد ) فالح نصيف الحجية


 

          موسوعة
التفسير الموضوعي للقران الكريم

                 5



     ا لخلق  وا لمعاد

                            في القران الكريم





                                     تاليف

                فالح   نصيف  الحجية

                        الكيـــــــلاني















































                  المؤلف  في سطور

   سيرة ذاتية

الاسم واللقب \ فالح نصيف الحجية الكيلاني
اسم الشهرة \   فالح الحجية
تاريخ الولادة \  بلدروز \  1\7\ 1944
البلد \ العراق - ديالى – بلدروز
 المهنة\  متقاعد
الحالة الثقافية \  شاعر وباحث                                                             
فالح الحجية شاعر وباحث  واديب عراقي معروف  من مواليد \- العراق – ديالى- بلدروز 1944- ومن الاسرة الكيلانية والتي لها تاريخ عريق و ترجع بنسبها  للشيخ عبد القادر الكيلاني الحسني والتي انجبت العديد من الاعلام على مر العصور. 
         كان يشغل  مديرا  في وزارة التربية العراقية حتى إحالته الى التقاعد 2001م
أهم مؤلفاته  "الموجز في الشعر العربي"،  ويعتبر من مراجع الكتب العربية في الأدب، والشعر عبر العصور والأزمنة، ومن اهم الموسوعات التاريخية الموضوعية في الشعر العربي في العصر الحديث، والمعاصر بكل مفرداته وأحداثه وتطوراته وفنونه وتغييراتها بما فيها عمود الشعر والشعرالحر وقصيدة النثر والشعراء وطبقاتهم وأحوالهم.
 السيد فالح  الحجية  هو:
     -    عضو الاتحاد  العام للادباء والكتاب في العراق
-         عضو الاتحاد العام للادباء  والكتاب العرب
-         عضو مؤسس في اتحاد ادباء  ديالى
-          عضو الاتحاد الدولي لعلوم  الحضارة الاسلامية – ممثل دولة العراق
-         عضو  الاتحاد العالمي للشعراء  والمبدعين العرب \ وكيل دولة العراق
-         عضو اتحاد الاشراف الدولي
-         عضو اتحاد المنتجين العرب( جامعة الدول العربية ) \ امانة شعرالتفعيلة – لجنة    التقييم والتصحيح .
-         عضو  اتحاد الكتاب والمثقفين العرب
-          عضو اتحاد  الكتاب والشعراء الاحرار
-         عضو اتحاد  كتاب الانترنيت العراقيين
-          عضو اتحاد الشعراء والادباء العرب
-         عضو اتحاد  الادباء والكتاب  التونسيين
-         عضو رابطة  الادباء والكتاب العرب
-          عضو رابطة  ادباء الامة
-         عضو رابطة  المبدعين اليمنيين
-         عضومؤسسة اقلام ثقافية للاعلام في العراق
-         عضو الملتقى الثقافي العربي
-  عضو منظمة الكون الشعري في المغرب

     *  اما  المقالات الكثيرة  التي كتبها الشاعر في الصحف والجلات العراقية والعربية      والاجنبية  الناطقة بالعر بية  .
  *  الا ف المقالات التي نشرها في موقعه او المواقع والمنتديات الالكترونية على النت او    الفيس  .
* وكذلك مشاركاته في كثير من المهرجانات الادبية مثل مهرجان المربد السنوي في العراق و اتحاد المؤرخين العرب وكل الندوات والمهرجانات التي عقدت في ديالى سواء عربية أو عراقية اومحلية
 * له علاقات وصداقات مع العديد من الأدباء والشعراء العرب والعراقيين منهم الشاعر    محمود درويش  الشاعرالفلسطيني المعروف والشاعر السوداني محمد مفتاح الفيتوري والشاعر نزار قباني والشاعر العراقي سركون بولس والشاعر وليد الاعظمي والادباء والمورخين الاساتذة والدكاترة  منهم  عماد عبد السلام رؤوف وسالم الالوسي وعبد الرحمن مجيدالربيعي وحسين علي  محفوظ  وجلال الحنفي  وغيرهم كثير  ..

     ومن مؤلفات فالح نصيف الحجية الكيلاني

ا-الدواوين الشعرية :

           نفثات القلب                1978
           قصائد من جبهة القتال   1986
           من وحي الايمان          8 0 20 
           الشهادة والضريح         2010
           الحرب والايمان            2011 
          سناءات مشرقة

ب – الكتب النثرية :
1 -في الادب والفن
2 -تذكرة الشقيق في معرفة اداب الطريق – دراسة وتحقيق وشرح للقصيدة التي تحمل نفس العنوان والمنسوبة للشيخ عبد القادرالكيلاني
3-الموجز في الشعر العربي \ دراسة موجزة في  الشعرالعربي عبر العصور بدءا من العصر الجاهلي وحتى عصر النهضة او الحديث ثم المعاصر اعتبر او قيم من قبل اغلب المواقع الادبية على النت - انه احد امهات الكتب العربية في الادب واللغة  في موضوع الشعر والادب       اربعة اجزاء
4-شرح ديوان الشيخ عبد القادر الكيلاني وشيء في تصوفه – دراسة شاملة في ادب الشيخ عبد القادرالكيلاني كنموذج للشعر
الصوفي وشرح القصائد المنسوبة للشيخ             اربعة اجزاء
5    -   كرامة فتاة ( قصة طويلة )
6-   اصول في الاسلام
7-   عذراء القرية (قصة طويلة )
8-  الاشقياء  ( مجموعة قصص قصيرة )
9-  بلدروز عبر التاريخ
10-  دراسات في الشعر المعاصر  وقصيدة النثر
11- الغزل في الشعر العربي
12– عبد القادر الكيلاني  وموقفه من المذاهب والفرق الاسلامية     دراسة
13--شرح القصيدة العينية \ مع دراسة  بحثية في شاعرها  الشيخ عبد القادر الكيلاني
14-  -مدينة بلدروز في الذاكرة
15- شذرات من السيرة النبوية المعطرة

 ج- موسوعة  التفسير الموضوعي للقران الكريم  وقد انجز منها الكتب التالية :
1-اصحاب الجنة في القران الكريم                 جزءان
2-القران في القران الكريم
3- الادعية المستجابة في القران الكريم
4-الانسان ويوم القيامة
05- الخلق المعاد في القرآن الكريم
     6-يوم القيامة في القران الكريم                    جزءان

     د – موسوعة الشعراء العرب   وقد انجز منها الكتب التالية  :
1- شعراء جاهليون
2-شعراء صدر الاسلام
3- شعراء من العصر الاموي
4- شعر اء النهضة العربية

                  ******************************













              الخلق والمعاد
.
                      بســـــم الله  الرحمن الرحيم

        الحمد لله\

            هذا الكون العظيم  ا وجد  بعلم  الله  تعالى  وقدرته   فقد  خلقه الله  تعالى بالتدريج  وكان قادرا ان يخلقه في لحظة  واحدة( كن ) فيكون   فكان الكون  العظيم  سديما  لا  فيه  شيء  غير  الماء  وعرش الرحمن  قال تعالى:
 ( وكان عرشه على الماء )  سورة هود الاية \ 7
قبل الخلق فلما اراد الله تعالى ان يخلق هذا  الكون جعل في الماء  سخونة  فخرج من الماء  نتيجة  لتسخين الماء  بخار  متصاعدا  فكان  هذا  اصل الخلق  وبدايته.    
  
          يثبت الله تعالى بالحقيقة  الثابتة  انه قد خلق السموات  والارض اثباتا  لقدرته العظيمة  اذ خلقهما في ستة ايام   وفي ذلك   تبيان  لعظيم شأن الله  تعالى  وقوة  عظمته  في الخلق   والابداع  وليس هذه الايام الستة  كأي ايام او مثل ايامنا هذه  بل  ربما تكون  كما  يتوقع العلماء العارفون  من ان مدتها  في  كل يوم :
  ( وان  يوما  عند  ربك  كالف  سنة  مما تعدون )
 او مدتها  الليل  والنهار  الحادثان  من مدة  دوران  الفلك  أي  دوران الارض  حول   نفسها   او دوران  الارض  حول الشمس لتحدث  الفصول الاربعة  او التغييرات  الجوية  والحرارية   في هذا الكون  :
 ( وكل في فلك يسبحون)  
 يس \  الاية \40.

       فيتعاقب الليل والنهار حيث لم يكن  الفلك  موجودا  وكذلك  الدورة اليومية  للارض  حول  نفسها  لم  تكن  موجودة  لعدم  وجود  الفلك  ولا   حركتها  ومقدارها  لا نتفاء  الحاجة  اليها   بسبب عدم الوجود  بل هذه الايام  الستة  ايا م الخلق الاول  التي  فيها خلق  الله تعالى  السموات  والارض:
 ( ان ربكم الله الذي خلق السموات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش  يغشي الليل  النهار  يطلبه   حثيثا  والشمس  والقمر  والنجوم مسخرات بامره  الا  له الخلق والامر   تبارك الله رب العالمين  )
  سورة الاعراف  الاية \54
     وقدر فيها  لكل  شيء  محسوس او ملموس : جاذبيته  التي  تحفظه في مساراته  عما  حوله وما يحيط  به  كالنجوم  والافلاك  والسماوية والتوابع  الارضية  والاقمار  والمحيطات  والبحار والخلجان  وجعل هذه الجاذبية  كامنة  في ذات الشيء  المخلوق   وبالقدر الذي  قدره  سبحانه وتعالى  بل اقول ان الله تعالى  خلق  السموات  والارض  في  ستة اطوار احدهم  متمم  للاخر مع  قدرته  العظيمة  على خلقها  في  طرفة  عين .
( انما  قولنا  لشيء  اذا  اردنا ه ان  نقول  له  كن  فيكون )
 سورة النحل الاية \ 40
       فالله تعالى لما اراد ان يخلق السموات  والارض وكان الكون قبل  خلقه بيهما سديما  مغمورا  بالماء  احدث الله تعالى سخونة  فيه  فتصاعد من الماء بخارا  يشبه الدخان  فكان بداية الخلق- كما قلت سابقا-  وفي قوله تعالى  ( و كان عرشه على الماء )
    سورة هود \7
   أي ان عظمة الله تعالى  وقدرته وسلطانه - قبل الخلق – يكون  مقصورا على الماء لعدم وجود خلق غيره .

         اما ما يكون من عرش الرحمن كان على الماء –والله تعالى اعلم -  هو اتصاله  به  أي بالماء  لعدم  وجود  مانع  يمنعه   ولا  مخلوق  اخر يكون  حائلا  بينه  وبينه  حيث ان لكل  موجود  جاذبية  تجذبه الى ذاته – كما اسلفت -  بحيث  يحفظ   نفسه   بنفسه عما  حوله  ولا  يحتاج   الى شيء  اخر لكي  يكون  فعلا  الاعتماد  عليه  في الوجود  سوى  قدرة   الله العظيمة  سبحانه   وتعالى  وهذا  ما يجعلنا  نعتقد  بان  عرش الرحمن  والماء   من اسبق ما خلق الله تعالى أي كانا  موجودين  قبل خلق السموات  والارض  وقد  جاء في تفسير النيسابوري لهذه الاية  ( جاء في اول توراة اليهود  ان عرش الله  قبل خلق السموات والارض كان على الماء فاحدث في ذلك الماء سخونة  فارتفع  زبد ودخان )  أي  ان بداية  الخلق احداث  سخونة في الماء   فكان البخار فتصاعد  هذا  البخار  الى  الاعلى  فكانت  السماء  فالماء  اذن  اصل الاشياء  وكل  شيء  خلقه الله  تعالى من ماء قال تعالى :
 ( والله  خلق  كل  دابة  من  ماء )
 سورة النور الاية \45
   قال تعالى :
       ( ثم استوى الى السماء وهي دخان فقال لها  وللارض  اتيا طوعا اوكرها  قالتا   اتينا   طائعين  * فقضاهن  سبع  سموات  في  يومين واوحى  في  كل سماء  امرها  ثم   خلق الارض  وبارك  فيها  وقدر فيها اقواتها  في  اربعة  ايام  سواءا  للسا ئلين* )
  فكان الخلق هذا  الكون العظيم  بمشيئة  الله  تعالى وتقديره  وحكمته  فيه  وما  وضع  في هذه  الاشياء  التي  خلقها  من جاذبية  وانوار وامور لا زلنا  لا نعلم  منها  الا  القليل(   وفوق  كل  ذي  علم  عليم ).
سورة يوسف الاية \76 .

        فالله  تعالى خلق  السموا ت  والارض  كما ذكر سبحانه وتعالى في ستة ايام وخلق فيها المخلوقات ومن بينها هذا الانسان الضعيف العجيب  في خلقه وابداعه  وقوته  وخلق الله تعالى  كل ما يحتاجه هذا الانسان من اسباب  العيش  والبقاء  وكانما  خلق   الله  تعالى  كل   الخلق  وسخره لاجل هذا  المخلوق- الانسان –
( الذي  احسن كل شيء  خلقه  وبدأ  خلق الانسان من طين) 
سورة السجدة الاية \7.

        الا  انه جعل في  نفسه  انفة  وسعة  وجعل  نسله  من  ماء مهين  لكي لا يتكبر ولا  يتجبر:
 ( ثم جعل نسله  من سلالة من ماء مهين )
    سورة السجدة الاية \ 8.

                 اذ خلق الله تعالى  هذا  الا نسان  بعقله  الراجح  وتفكيره الواسع  ونفسه  السنية واخلاقه  الفاضلة  وعواطفه  الجياشة والهاماته المتسامية  ومنطقه  السليم  واحساساته الصادقة  المنبعثة  من اعماق قلبه  وجعل  بين هذه  القلوب  وهذه والارواح محبة  ومودة  حيث خلق الموت  والحياة  و جعل  قلبه   نابضا  ومتحركا  له   في  كل   شيء او هو ماكنة  حياته  و دوامه . وبقاؤه  مقرون  بدوام  دقات  قلبه  وبقائها  فاذا  توقفت  توقف  الانسان  وهلك . وخلق   نفسه  وفيها  التواضع   وفيها  مسحة من الكبر  والانفة  والاباء  والتعالي   الا  انه  سبحانه  تعالى حدها  بالتعاليم  الدينية  والعقوبات  المعنوية  وليختبر هذا الانسان  بما هيء  له  من هواجس التأمل  والتدبر  والتفكرفي  قدرة  الله وعظمته  العظيمة  ووحدانيته.

             خلق الله تعالى  الانسان  من (طين  لازب)  ثم جعل نسله  من ماء ( مهين)  قذر  تتقزز  منه  نفسه  النفس  البشرية  ذاتها   وتمقته  اليد  ان تمسكه  والعين ان   تنظر  اليه  كراهة  . وهذا  الماء  المهين  حيث  يتكون  في   صلب  الرجل أي   من  جهة  ظهره   ثم  ينحدر الى الاسفل  ليختزن  في موضع  معين هيئ له  الى ان  يحين   خروجه  ويسمى ( الحيامن)  ومفردها  ( حيمن )  ويتكون  في  ترائب  المرأة   أي   في صدرها   من  تحت  ثدييها  ثم  ينزل  الى الاسفل:
 ( فلينظر الانسان   مم خلق * خلق  من  ماء  دافق*  يخرج   من  بين الصلب و الترائب* )
 سورة الطارق الايات \ 5-7

        ثم  ينزل الى  اسفل  فاذا  التقى  ماء  الرجل  بماء  الانثى في عملية التزاوج ( الجماع )  وهي  اشرف وفضل  واقوى عملية  جعل  الله تعالى فيها  بقاء  الجنس  البشري   و جعلها    الله  تعالى  مقرونة    بشهوة  جامحة    ورغبة   شديدة    تتقارب   لها  القلوب  وتتودد   النفوس وتنغرس فيها  المحبة  في  قلب الرجل  للمراة  وقلب  المرأة    للرجل  بحيث يفضل  الاول  الثاني  على نفسه  ويجعله   صنو  نفسه  او اكثر ويمتزج  الجسمان الذكري   والانثوي في رعشة   شديدة  جامحة  تهز الاثنين  هزا عنيفا  من اعلى الراس الى اخمص  القدم لا مثيل لها  وقد تجعل  الانسان  لقوتها  ومتعتها   - في  بعض الاحيان  نساءا  ورجالا – يخرج  عن الحلال  ليقع  في الحرام لاجل هذه المتعة   وهو  ما   يطلق عليه ب (الزنا )  الذي يقضى على اصل المرء ونسبه  فلا يعرف الانسان ابن  من - في سبيل التمتع  بهذه الشهوة  او اللذة العا رمة  هذه الحالة ليست  موجودة  في الانسان وحده   بل  في عموم  خلق  الله  تعالى في البشر والحيوان   والنبات والحشرات   وكل   كائن حي  فتتزاوج البقرة مع  الثور والحصان  مع الفرس  والاسد  مع اللبوة  مثلا  كما  تتزا وج النخلة مع  الفحل-او ذكرالنخل –  والموضوع  طويل  طويل  قد  يخرجنا   عما نقصد  .

         في هذه العملية او في  الاتصال الجنسي  ينزل  ماء  الرجل  الذي  يحمل  ملايين النطف الذكرية التي تسبح في ماء  الرجل   في  المرة الواحدة  ليلتقي  بماء الانثى الذي يتكون من العديد  من البويضات الانثوية   وتتم  عملية  التزاوج  بتخصيب  حيمن  ذكري  واحد  لبويضة  انثوية  واحدة  في الاغلب  لتكون  اصل  الخلق  في رحم المراة  ف الفحيمن الافضل والاقوى هو الذي يفوز بهذه  العملية  ليكون  البقاء  للاقوى:
 ( ياايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى  وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم  ان الله  عليم  خبير * )
 سورة  الحجرات \ 13

   اما بقية الحيامن والبويضات فتموت او تهلك--  وهذه الحالة تذكرني في مملكة النحل  يوم كنت اربي  خلايا نحل قريبا من سكني  في قضاء الخالص حيث تخرج ملكة النحل الحديثة التكوين بعد ان تكتمل وتصبح ملكة تامة عذراء  تخرج من الخلية  لغرض التزاوج   فتطير في السماء ويتبعها  ذكورالنحل في سرب  كثير الا انه تستمر في الصعود وتتهاوى الاذكور  ولا يلقحها  الا القوي الذي يستطيع منهم اللحاق بها  في  جو السماء والارض وهو طبعا الاقوى  فيلتسق  بها في رغبة جامحة  ملقحا اياها   وينزلان  متعانقين الى الارض –.

        وقد تهيأت الاسباب والاماكن  في  كلا الجنسين  للخلق  والانجاب  ومن  هذا   الاتصال  يتكون  الانسان  حيث تتكون هذه  اصلا من عدد من الكروموسومات المتساوية العدد في الذكر والانثى عددها\ اثنان وعشرون كرموسوما  جسديا  وواحد  جنسي أي ثلاثة  وعشرين كرموسوما في الذكر و مثلها   في الانثى فتلتقي او تجتمع   فتكون \ 46  كروموسوما  منها اربعة واربعون  كروموسوما  جسديا  واثان فقط  جنسيا  وهذه اصل الامشاج او النطف  ثم  تتوسع  في رحم المرأة عن طريق  الانقسام مكونة  اول خلية بشرية جديدة  في رحم المرأة  المهيء  اصلا  للحمل والتوسع  لتحمل كل الصفات البشرية والوراثية في داخلها  ثم   تتحول هذه النطفة التي تكونت  نتيجة الا تصال الجنسي   بين المراة  والرجل  الى علقة  في اربعين  يوما  وهي  نقطة  او كتلة   صغيرة   من  د م  ثم  تتحول هذه العلقة الى مضغة  في مدة  اربعين  يوما  ايضا  وهي  اشبه  باللحيمة الصغيرة  ثم تكون  هذه المضغة  عظاما في اربعين يوما  ثم تكتسى هذه العظام  باللحم  فتكون  جنينا  في رحم امه  في اربعين  يوما  اخرى  ثم يستمر هكذا  في رحم  امه  حتى تكتمل  تسعة  اشهر فتكون  الولادة:
( ولقد خلقنا  الانسان من سلالة من طين  ثم  جعلناه  نطفة  في قرار مكين  ثم  خلقنا  النطفة علقة  فخلقنا  العلقة  مضغة فخلقنا المضغة عظاما  فكسونا العظام لحما  ثم انشاناه خلقا اخر  فتبارك الله احسن الخالقين )
 سورة  المؤمنون  12- 14 
    و الخلق الاخر هو نفخ الروح فيه وهو ابن اربعة  اشهر وهذا ما يفسره قوله تعالى  (ثم انشاناه خلقا اخر )  فالروح جوهر لا تدركه الاحاسيس  ولا تبصره  الابصار وانه  متصل  علمه برب العالمين

( يسالونك عن الروح قل الروح من امر ربي وما  ا وتيم  من العلم  الا قليلا )  سورة الاسراء\ 85
            وقد جاء في الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه  قال:
 (  وان احدكم  ليجمع  خلقه  في  بطن امه  اربعين  يوما  نطفة  ثم يكون علقة  مثل ذلك  ثم يكون مضغة مثل ذلك  ثم ياتي اليه الملك  فينفخ الروح فيه   ثم  يؤمر  بكتب اربع كلمات  \ رزقه  واجله  وعمله وشقي او سعيد )
      وكذلك سبق الرسول الكريم صلى الله تعالى  علم الوراثة الحديث في قوله يوم سئل بم يكون الشبه في الولد قال:
 (  فاذا سبق  ماء  الرجل  ماء  المراة  نزع  الولد  له واذا   سبق  ماء المراة  نزعت  الولد)
رواه البخاري وهو يبين حالة شبه الولد لابيه وامه والعوامل الوراثية التي تحملها كما في علم الاجنة ( الكروموسومات ) او ما يسمى بالجينات 
                   وهذه هي عملية الخلق والتكوين

                            *     *        *

                                   2

        ومما لاشك فيه  ان الله تعالى خلق هذا الكون  بجميع احواله واجزائه كانه مسخر  لخدمة هذا الانسان  فهو مختار من بين  كل انواع المخلوقات الكونية   ومفضل عليها والكل تدخل في خدمته  وهذه حقيقة اقرها القران الكريم:
 ( الله الذي  سخرلكم البحر  لتجري الفلك فيه بامره  ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون *  وسخرلكم ما في السموات وما في الارض جميعا منه  ان في ذلك لايات لقوم يتفكرون )
 سورة الجاثية 12و13

       وهكذا تكون الانسان  وقد فضله الله تعالى  على جميع مخلوقاته  وكل شخص جعل له عمرا ينتهي منه  في لحظة موته  وجعل له السمع والبصر والفؤاد ليفهم مايجري حوله وماذا يعمل من  شراو خير ويكون  له معادا من بعد الموت  أي حياة اخرى بعد هذه الحياة  يعود المرء الى الحياة  الاخرة والتي لاتفنى ولاتنتهي وهو يحمل اوزار عمله في حياته الدنيا  على عاتقه ولا احد يعينه على حملها  كل يحمل عمله الدنيوي واوزاره  او يجد ما عمل  في الحياة الدنيا  محضرا سواء كان خيرا او كان سوءا 

     فالانسان تنتهي نهايته بالموت  او بانتزاع الروح منه  هذه الروح التي اودعت في جسده وهو ابن اربعةاشهر في بطن امه  لتمتزج في جسده او  تتلبسه  فتحدث الحياة  جراء هذا التلبس  حيث كان  الجسد دونها  جثة هامدة  اومجرد  كائن يشغل فراغا ثم يتلاشى اذ تأكله  ديدان الارض ويعود اليها   بتفسخ  جسده ترابا  ولم  يبق منه شيئا الا عظيمة  صغيرة   دقة   في  الصغر  اسماها   الحبيب  المصطفى صلى الله عليه وسلم  (عجب الذنب )  تقع  في نهاية  العمود   الفقري  من  جهة العجز هي  اشبه  بالبذرة  لبقية  الاشياء.

        اما  الروح - التي اودعها الله تعالى فيه منذ الصغر وهو في بطن امه- هذا الجوهر العجيب الذي لا يعرف البشر عنه شيئا :
( يسالونك   عن  الروح   قل الروح   من  امر  ربي  وما  اوتيم  من  العلم  الا  قليلا*)
 سورة الاسراء الاية \85
  فتفارق الجسد اثناء  عملية الموت  وتنفصل عنه  وهي تحمل بطياتها او نفحاتها كل ما عمله هذا  المرء  في حياته  الاولى التي انتهت بموته  ولا تنفك  عنها  هذه  الاعمال  او الاوزار الا  في  يوم   البعث   او النشور  وهذا اليوم هو يوم الجزاء  او اليوم الاخر وكثرت اسماؤه  وتعددت.

          فيوم القيامة  هذا اليوم العظيم  يبدا  من   ساعة  موت البشر او لحظة  خروج  الروح  من الجسد  ويبقى  في البرزخ  الى يوم البعث او يوم الحساب  يوم الحساب  ودخوله  الجنة  اوالنار  وهذا اليوم   يسمى القيامة  الصغرى  وهو  يبدا  من  موت  المرء  وسؤال القبر او  انتقال روحه الى العالم الاخر في عالم  البرزخ قال تعالى:
 (  ويسالونك  عن الروح   قل الروح  من امر ربي  وما  اوتيتم   من العلم  الا   قليلا )  
  الاسراء الاية \85
           اذ  تبقى الروح معلقة  بين الموت الاول  والحياة الاخرى وقيل ان الارواح  في الاجساد  المؤمنة  اوالصالحة  تكون  في عوالم علوية والارواح  في  الاجساد الكافرة  او المشركة   او غير  المؤمنة  تكون في العوالم  السفلية  حتى يحين  يوم   القيامة الكبرى الذي فيه تبدل الارض غير الارض    والسموات  وتحدث  المعجزات الكبرى ويتلقى كل انسان جزاءه العادل .


          ان الفناء  لاحق  بالحياة  الدنيا  لا  محالة  قال  تعالى :
(   ياايها الناس اتقوا ربكم ان زلزلة  الساعة  شئ عظيم *  يوم ترونها تذهل كل مرضعة  عما ارضعت  وتضع  كل ذات حمل  حملها  وترى الناس سكارى وما هم بسكارى  ولكن عذاب الله شديد *)  
  سورة الحج الايات 1و2
        حيث  خلق  الله الكون  بما فيه وجعل اسباب نهايته فيه فقد ثبت  ان حقيقة    امكان هذا العالم الهائل هي الحرارة   فكما  كانت الحرارة اساس الخلق الاول ووجود كل موجود  كما بينت سابقا وجدت ايضا انها  اساس فناء هذا العالم حيث انها تنتقل من  وجود حراري الى وجود غير حراري اخر  واستمرار هذه العملية   سيترتب   عليها  ان تتساوى حرارة جميع الاشياء  وعند ذلك لا تبقى اية  طاقة للتفاعل وتنتهي العمليات  الكيميائية  والطبيعية  وعندها تنتهي الحياة ويعم هذا الكون  الفناء  .

        فالانسان والحيوان  والنبات  تحمل اسباب فنائها في داخلها ونحن اذ  نراها  وهي قطعا  جزء من هذا  العالم وجزء من عملية  الفناء الكبرى  وكذلك الزلازل والبراكين  وحدوثها المستمر حيث تدمر مدنا وقرى  كبيرة ومساحات شاسعة  من هذا الكون وتغير معالمه .
               وقبل هذه  الامور  تحدث امور اخرى هي علامات لحدوث يوم القيامة  او  اشراط   الساعة  وهي  كثيرة  تفنن  الكتاب وعلماء الدين في تكثيرها  وتعدادها  الا اني ساذكر اهمها  والتي  وردت  في احاديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم وعلى لسانه  صحيحة   :
1- قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم:
( لاتقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان وتكون بينهما مقتلة عظيمة ودعواهما واحدة)
2-  وهي اشارة الى الحروب التي وقعت بين المسلمين واولهما ماوقعت  بيوم  صفين
3-    قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم:
( لاتقوم الساعة حتى تخرج نار من ارض الحجاز تضيء اعناق الابل  ببصرى ) وبصرى مدينة في الشام
4-  وقال صلى الله عليه وسلم:
 (لاتقوم الساعة حتى يكثر الهرج قالوا وما الهرج يارسول الله  قال  القتل  القتل
5-  وقال صلى الله عليه وسلم:
 ( لا تقوم الساعة حتى ينحسر الفرات عن جبل من ذهب   يقتتل الناس عليه )
6-   وقال صلى الله عليه وسلم :
( لا تقوم الساعة حتى تضطرب اليات نساء دوس حول  ذي الخلصة )وكانت  هذه  صنما تعبدها دوس في الجاهلية بتبالة .
 وهو الاشراك في الله تعالى اوعودة المسلمين لخلط  الايمان بالشرك  وقد قال تعالى :
( وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون ) سورة  يوسف الاية \ 106
7-  وقال صلى الله عليه وسلم:
(  لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه )
8-    وقال صلى  الله عليه وسلم
9-   ( لا تقوم  الساعة  حتى   يقاتل المسلمون  اليهود فيقتلهم المسلمون حتى  يختبيء اليهودي  وراء الحجر والشجر فيقول الحجر او الشجر  يامسلم  ياعبد الله هذا يهودي فتعال  فاقتله  الا  الغرقد فانه من شجراليهود )
 وفي هذا الحديث بشارة  باستعادة  بيت المقدس من ايدي اليهود وقد اشارت المصادر ان اليهود اخذوا بتكثير  زراعة شجر الغرقد في فلسطين في الوقت الحاضر
10-                   وقال صلى الله عليه وسلم:
 ( لا تقوم الساعة  وعلى الارض  من يقول الله  الله  وقيل  من يقول  لا  اله  الا  الله  )
11-                   وقال صلى الله عليه وسلم ايضا :
(  بادروا بالاعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا  ويمسي  كافرا  ويصبح كافرا ويمسي مؤمنا  ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا )-
13- وقال صلى عليه وسلم:
 ( لا تقوم الساعة الا  على شرار الناس )
14-                   وقال صلى الله عليه وسلم:
( لا تقوم الساعة  حتى  تطلع  الشمس من مغربها فاذا طلعت فراها الناس اجمعون  فذلك حين لا ينفع  نفسا  ايمانها  لم  تكن امنت  من قبل او كسبت  في ايمانها  خيرا )
وهذا الحديث مصداق للاية الكريمة:
 ( هل ينظرون  الا ان تاتيهم الملائكة  او ياتي ربك  اوياتي بعض ايات ربك يوم ياتي بعض ايات ربك لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن امنت من قبل اوكسبت في ايمانها  خيرا )
 سورة الانعام الاية \58

15-                 قال صلى الله عليه وسلم ايضا :
( لاتزال طائفة من امتي يقاتلون ظاهرين الى يوم القيامة . فينزل عيسى  ابن مريم فيقول اميرهم) صل لنا)  فيقول عيسى  : ( لا  ان بعضكم  على امراء تكرمة الله هذه الامة )
16-                  وقال صلى الله عليه وسلم  في وقت قيامها :(    تقوم الساعة والرجل يحلب اللقحة – وهي الناقة ذات اللبن -  فما يصل  الاناء الى فيه حتى تقوم  والرجلان  يتبايعان  الثوب  فما  يتبايعانه حتى تقوم  والرجل  يلوط في حوضه فما يصدر حتى تقوم )
17-                   وقال صلى الله عليه وسلم  :(  ان الله يبعث من اليمن ريحا الين من الحرير فلا تدع احدا في قلبه – قال ابو علقمة -  مثقال حبة من ايسمان الا قبضته )
   

        وقد رويت هذه الاحاديث الشريفة في اغلب كتب الحديث بضمنها صحيح البخاري وصحيح مسلم  رضي الله عنهما 

       فالانسان  يتوفاه  الله   تعالى  في   حياته  الدنيا  بأمرين   اما  بالمنام  حيث  تخلد روح المرء  الى النوم   ثم  تعاد  اليه  ثانية  عند استيقاضه  واما  بالموت  والاحتضار  فتخرج  من الجسد  ولا  تعود اليه   ثانية   قال تعالى:
) الله يتوفى الانفس حين موتها  والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت  ويرسل الاخرى الى اجل مسمى  ان في ذلك لايات لقوم يتفكرون * )
 سورة الزمر  الاية \  42

   وفي ساعة  انتزاع الروح من الجسد  وهي   عملية الاحتضار اي النزع   يتبين   طبيعة  المرء  وكونه  مؤمن او كافر  قال تعالى:
 (   ولو ترى اذ   يتوفى الذين  كفروا  الملائكة  يضربون   وجوههم وادبارهم  وذوقوا  عذاب الحريق  ذلك  بما  قدمت  ايديكم * وان الله ليس بظلام للعبيد*)
 سورة  الانفال  الايات\ 50و51
       ومن هنا يتبين  لو تفحص الانسان  في   حالة  النزع  لوجدت   في  وجهه  او ظهره  ان   كان  كافرا او فاسقا  او خارجا عن حدود الله تعالى  اثارا  ومعالم واضحة على سحنة وجهه  وهو ما يدل على  عذابه  عند الموت  وقد  ورد عن الحبيب  المصطفى  صلى الله عليه وسلم  ايضا  فقد جاء  ان ذا الروح الخبيث  من الكافرين والمنافقين ومن اليهم :
 ( ان العبد  الكافر  اذا كان في انقطاع الدنيا واقبال من الاخرة  نزل اليه ملائكة سود الوجوه  معهم المسوح  فيجلسون منه مد البصر  ثم يجيئ ملك الموت  حتى يجلس عند راسه  فيقول: ايتها اللنفس الخبيثة  اخرجي الى سخط الله وغضبه  فتفرق في جسده  فينتزعها كما ينتزع السفود  من الصوف المبلول )
       وهذا  دليل على ان  خروج  الروح من جسد الكافر عند  نزوعها  لا تخرج الا  بصعوبة  شديدة  حيث  تتفرق  في   جسده  وهذه حالة  اصلها  الفزع   والخوف   كانها   تحاول الهرب عند   سماعها   بهذا الامر  فتخرج مرغمة  وبالاكراه  والشدة     .

  اما روح المؤمن  فتخرج برفق   وهدوء  وفي ذلك قال الحبيب المصطفى  صلى  الله عليه وسلم :
(  ان العبد المؤمن  اذا كان في انقطاع من الدنيا  واقبال  من الاخرة  نزل اليه   ملائكة  من السماء  بيض الوجوه  كأن  وجوههم الشمس  معهم كفن  من اكفان الجنة  وحنوط   من  حنوط  الجنة   حتى يجلسوا منه  مد  البصر  ويجيئ  ملك  الموت  حتى يجلس عند راسه  فيقول:    -ايتها الروح الطيبة اخرجي  الى مغفرة من الله  ورضوان -. فتخرج فتسيل  كما تسيل القطرة من السقاء  )

         فالموت هو الحد  والفاصل  بين الحياة  الاولى  وبين الاخرة  واول منازل الموت هو القبر وسمي هذا  الحيز الذي  يكون مكانا  لجسد  الانسان  بعد انفصال الروح  منه  او مفارقتها  للجسد  قبرا  للتغليب  فاكثر الناس تقبر  في حفرة  في الارض  وهذا ما يسمى ( القبر)   ويشمل  القبر  جوف  الحوت او جوف البحر او  حواصل الطير  او اي شيئ  فيه  جسد  الانسان   بعد  موته  اوخروج الروح منه .  فهو  اخر منازل الانسان  في الحياة  الدنيا و  اول منازل الحياة الاخرة . فالقبر  سمي  قبرا  لاحتوائه على جسد  الانسان   بعد  موته  وهو  في الاغلب  يكون  في حفرة داخل  الارض   فهو اذن سمي قبرا  بصفة  تغليبية  .
 
           وقد بحثت  في المصحف الشريف عن الايات التي تتحدث عن ثواب الا نسان ما بعد الموت وعقابه  فوجدتها كثيرة  كثيرة  وكذلك في احاديث الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم  .

          ف(القبر اما ان يكون  روضة من رياض الجنة  او حفرة  من حفر النار ) كما اخبرالحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم 
 فاذا خرجت روح  الانسان  وتحول  جسده  الى جثة  جامدة لا حراك فيها  ولا حياة .  فالانسان  قد  يعرف عن  نفسه  قبل  موته انه مؤمن ام كافر  من خلال رؤى منا مية قد  تاتيه   فيرى نفسه  في  نعيم  مقيم  فيفرح  به  وتسر  نفسه  ولا  ينقطع  عنه  الا  بالاستيقاظ   او يرى نفسه  في عذاب  شديد  والله تعالى اعلم  .

             فالمؤمن  بعد   ان   تقبض  روحه  كما اسلفنا  يقول الحبيب المصطفى محمد صلى  الله عليه وسلم .:
(   ان ملك الموت اذا اخذ  روح  العبد  المؤمن  لم  تدعها  الملائكة  في يد ملك  الموت  طرفة عين  حتى  يأخذوها  ويضعوها  في  ذلك الكفن  وذلك  الحنوط – وهو ما اشرنا اليه  _  ويخرج  منه  كأ طيب  نفحة مسك وجدت على وجه الارض )

   ثم قال صلوات الله عليه وسلامه:
 ( فيصعدون  بها  فلا  يمرون على ملأ  من  الملائكة   الا قالوا :  ما هذا الروح  الطيب ؟؟  فيقولون : فلان ابن فلان   باحسن اسمائه  التي كان يسمى  بها  في الدنيا  حتى ينتهوا بها   الى  السماء  الدنيا    فيستفتحون  له  فيفتح  له  فيشيعه  من كل سماء  مقربوها   الى السماء  التي  تليها  حتى ينتهي بها الى  السماء  السابعة   فيقول الله عز وجل  : اكتبوا  عبدي  في عليين) – اي في اعلى درجة من درجات الجنة -  واعيده  الى الى الارض  في  جسده .
  فيأتيه  ملكان  فيجلسانه  فيقولان :
-  ماهذا الرجل  الذي بعث  فيكم ؟
فيقول: هو رسول الله
 فيقولان  له :  وما  يدريك؟؟
فيقول :  قرات كتاب الله   وآمنت به وصدقته.
 فينادي مناد من السماء:  صدق عبدي  فأفرشوه   من الجنة  وافتحوا له بابا في الجنة .
قال  :    فيأتيه  من روحها  ورائحتها  وطيبها  ويفسح  له  في  قبره مد بصره .
قال : وياتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب  طيب الريح فيقول له :
-        ابشر بالذي يسرك  هذا يسومك  الذي  كنت   توعد.
-        فيقول له : من انت ..؟ فوجهك الوجه الحسن يجيئ بالخير
-        فيقول :  انا عملك الصالح
-        فيقول : رب اقم الساعة  حتى ارجع الى اهلي ومالي .
  وهذا  ما يحصل للعبد المؤمن في قبره  وهو او منازل الاخرة

     اما الشهداء  فتكون ارواحهم في  حواصل طير  خضر اللون  ترعى في الجنة   وتأوي الى قناديل معلقة  بالعرش  وقد قال تعالى :
     ( ولا  تقولوا  لمن  يقتل  في سبيل الله  اموات  بل احياء  ولكن لا  تشعرون )   سورة البقرة  الاية \ 154
 وقال تعالى :
(  ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا  بل احياء  عند ربهم  يرزقون  فرحين  بما  آتاهم  الله  من فضله ))
        سورة  ال   عمران  الايات \ 169 و170
 وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( ارواحهم – الشهداء -  في  جوف طير خضر  لها  قناديل  معلقة بالعرش  تسرح  من الجنة  حيث  شاءت  ثم تأوي الى تلك القناديل  فاطلع  اليهم  ربهم  اطلاعة   فقال :
-        هل تشتهون شيئا ؟
-         قالوا اي شيئ نشتهي  ونحن  نسرح من الجنة حيث  شئنا  ؟؟
 ففعل بهم  ثلاث مرات  فلما رأوا انهم لن يتركوا من ان يسألوا قالوا
-        يارب  نريد  ان  ترد  ارواحنا  الى اجسامنا  حتى  نقتل  في سبيلك مرة اخرى  ) .

  وهذا  ما يحصل للعبد المؤمن في قبره  وهو او منازل الاخرة


         اما العبد الكافر او الضال  عن الحق فيقول الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم  فيه :
     ( ان ملك الموت اذا اخذ  روح العبد الكافر  لم تدعها  الملائكة في يده طرفة عين  حتى يجعلوها في تلك المسوح  وتخرج  منها كأنتن  جيفة  وجدت على وجه الارض  فيصعدون بها فلا يمررون بها على ملأ من الملائكة الا قالوا:
-        ماهذه الروح  الخبيثة ؟؟
-        فيقولون: فلان ابن فلان 
  باقبح اسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا   فيستفتح له فلا يفتح له  وقرا الرسول محمد صلى الله  عليه وسلم الاية الكريمة :
 ( لا تفتح  لهم ابواب السماء  ولا يدخلون  الجنة   حتى  يلج  الجمل في  سم  الخياط *)
  سورة الاعراف  الاية \40
      وسم الخياط  هو ثقب الابرة التي يخاط بها  الثوب  فيكيف  للجمل  هذا الحيوان  الكبير الهائل  ان يدخل في  ثقب الابرة  هذا الثقب المتناهي في الصغر ؟
 فيقول الله عز وجل  :  اكتبوا كتابه فيس سجين  في الارض السفلى .
 ثم تطرح روحه  طرحا
 فتعود في جسده  فياتيه  ملكان  فيجلسان
-        فيقولان  له :  ما دينك ؟
-        فيقول:  ها  ..ها  لا ادري
-        فيقولان له: ماهذا  الرجل الذي بعث فيكم ؟
-         فيقول:  ها .. ها ..  لاادري ..
  فينادي مناد  من السماء  ان كذب  فافرشوه  من النار  وافتحوا  له بابا  الى النار .
 فياتيه حرها  وسمومها  ويضيق عليه قبره  حتى تختلف  ضلوعه    فياتيه رجل قبيح  الوجه  قبيح الثياب  منتن الريح  فيقول له
-        ابشر بالذي  يسوؤك  هذا يومك الذي كنت توعد .
-        فيقول:  من انت فوجهك القبيح يجيئ بالشر ؟
-         فيقول : انا عملك الخبيث
-         فيقول : رب  لا تقم الساعة
       
        ثم  يقيض  له  اعمى   اصم   ابكم   في  يده  مرزبة  لو ضرب  بها  جبل  كان ترابا  فيضربه  ضربة  فيصير ترابا  ثم  يعيده الله  كما كان . فيضربه  ضربة اخرى  فيصيح  صيحة  يسمعه  كل  شيئ  الا الثقلين )   
   والثقلان  المراد  بهما الانس والجن  فهما  لا يسمعان صراخ او صياح  الميت  المعذب  في  قبره .
 ثم يفتح له باب من النار  ويمهد له من فرش النار
 وجاء  عن النبي صلى الله عليه وسلم :
 (   ان   اسم  احد  الملكين  يقال له  - منكر-  واسم  اسم الثاني  يقال له-  نكير -  وانهما  يثيران الارض بانيابهما  يجلفان   الارض بشفاههما - اي يحفرانها –  اصواتهما  كالرعد  القاصف  وابصارهما  كالبرق الخاطف ).

        البرزخ  هو الحاجز بين  شيئين  او الفاصل بينهما   فهو  بمثابة الضفة للنهر او بين النهر والبحر  كمثل  نهر  الاردن الذي يجري ماؤه عشرات الاميال في   وسط  مياه  البحرالميت  ولا  يختلط   ماؤه   بماء البحر المالح   فيبقى  هذا عذب فرات  وهذا  مالح  اجاج 

         وفي   العلوم الدينية عرف  انه هو الحياة المجردة   عن النعيم  او الشقاء  الجثماني التي تستقل الروح عن الجسد  بعد ان تنفصل عن اجسادها  التي كانت  تعمرها  في الحياة الدنيا  .

          بعد انتهاء  الامر  عند انتزاع  الروح وما  يحدث  لها  من ثواب وعقاب  في   القبر  وينكشف  امر  الانسان   وحاله .  فسعيد  وشقي  تودع  الارواح  في  مستودع الارواح  السعيدة  في البرزخ   الى وقت  قيام الساعة  في يوم القيامة الكبرى  حيث تنبعث  الارواح  من  جديد   ويسمى هذا  اليوم  يوم  البعث  او  يوم  النشور   كما سياتي  لاحقا .

  

                                  *       *     *

                                  3

            من المعلوم  أن الشمس  لها  القابلية على حفظ   أماكن الكواكب  في  مجالها  عن طريق  مجال الجاذبية التي تولده بحيث أن قوة جذب الشمس للكوكب أي كوكب  تساوي في المقدار و تعاكس في الاتجاه القوة الطاردة  المركزية المتولدة من دوران ذلك الكوكب حول الشمس.
        فالمجموعة الشمسية ثابتة  الجاذبية مع بعضها ولو اختل توازنها ذرة في كل الف سنة لحدث اختلال عظيم في الجاذبية خلال  هذه الملايين من السنين  التي  تكونت  فيها  وثبت  جاذبية  بعضها  للاخر  وهذا  امر مفرغ  منه  علميا   اقره  علماء   الفلك   وعلماء  الطبيعة   والمعلماء  المتنورون  من علماء   الد ين  في الاسلام  .
   وجاء  في الآية السابعة من سورة الذاريات:
(وَالسَّمَاء ذَاتِ الْحُبُكِ)،
    وهذا  ما يدلل  ا ن  السماء   تتألف من حبك  (  أي  حبال متكونة على هيئة نسيج مترابط ) و بالتالي فإن مجال الجاذبية  للنجوم  تتألف من حبال على هيئة نسيج او مايماثلها  تقوم  بالشد على الأجسام التي تقع  في  مجال  جاذبية  كل  نجم  او كوكب  وليست  هذه  الحبال  من  نسيج  او من  هذه  الخيوط  المتعارف عليها  لدينا  بل هي نسيج من مادة  تفنن الخالق  العظيم   سبحانه وتعالى في صنعها  وقوتها  وثباتها وقدرتها على تحمل ما  لا نتستطيع  تقديره او تصوره  من  قوة   مهما اوتينا  من قابلية  وقدرة  على الفهم   فيما  بينها     و يوم  القيامة يطمس الله تعالى  النجوم  كما  جاء  في الايتين  الثامنة  والتاسعة  من سورة المرسلات ايضا :
 (  فإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ * واذا السماء فرجت* )
 و بالتالي ينتهي مجال الجاذبية المؤثر على الكواكب فتنطمس النجوم وتضمحل ومن هذا نسمع في كل وقت عن ا نفجار نجم او افول نجم في السماء الا ان هذا لا يؤثر على التقديرات العظيمة لهذا الكون كون النجوم اشبه  بقشة  تسبح   في  بحر  محيط  و  ينفطر نسيج  الطاقة   في السماء  قال تعالى:
 ( واذا السماء انفطرت* )
سورة الانفطار الاية \ 1
 أي تنشق السماء
 ( فاذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان *)
 سورة الرحمن الاية \37

        أي ان السماء  ستنشق  وانفراج السماء اوانفطارها او انشقاقها يعني تصدعها وكينونتها واهية  وستكون عند انشقاقها اشبه بالوردة المتفتحة  او مثل لوحة زيتية  لوردة رسمت بدهان اوبالوان زيتية  دهنية زاهية  كما نراها بالعين المجردة   وان هذه اللوحات التي ترسمها النجوم اثناء اوعند انهيارها وافولها تمثل قيامتها ولا تمثل يوم القيامة  وانما  هي صورة مصغرة  لانهيارالسماء  في ذلك اليوم   أي ان في هذا اليوم   قد  تتبعثر الكواكب  فيه  وتنتثر في السماء  تناثر حبات المسبحة حين ينقطع الخيط  الرابط   بينها  وتصبح  مثل  الحصيا   الناعمة  المتبعثرة  وهذا ما يفسره قول الحق تعالى:
 (وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتثرت )
 سورةالانفطار الاية \ 2 
عند  ذلك تفقد هذه الكواكب او النجوم   وما اليها  جاذبيتها  فتهوى الى الاسفل قال تعالى :
 (والنجم اذا هوى )
 سورة النجم الاية \ 1
  ثم ينخسف القمر أي يحدث فيه خسوف عظيم يفقده بعض جاذبيته  فيتخلخل  الكون وينجذب  بفعل  الجاذبية  الاقوى نحو الشمس فيلتصق بها  ثم  تتكور الشمس  باذن ربها  قال تعالى:
 ( فاذا الشمس كورت * واذا النجوم انكدرت )
 سورة التكويرالايتان\ 1و2
فالشمس ستتكور على نفسها وتلتف لتضع القمر في جوفها أي تجتمع مع القمر في كتلة واحدة وهذا ما بينه الله تعالى في قوله:
 ( َوجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَر ) سورة القيامة  الاية \9

 وقد توصل علماء الغرب الى بحوثً جديدة عن إمكانية ابتلاع الشمس للقمر في  اجتماعهما  ليكونا  كتلة  واحدة  وأنهما  لا بد  يجتمعان مع بعضهما،  اذن  هنالك  إمكانية  علمية  لحدوث مثل هذه  الظاهرة  التي حدثنا  الله تبارك  وتعالى عنها  في كتابه الكريم  و لتكون هذه الحقائق وهذه الآيات  حقائق  ثابتة  لازمة الحدوث   بحيث  تصبح   السموات واهية  بعد ان  تقطعت  حبائكها  او حبال  وصلها  واصبحت  ضعيفة ايلة للذهاب  في اقل من لحظة .

        اما في الارض فهناك جملة حقائق  الاولى ان البحار بما فيها المحيطات ستنفجر وسبب هذا الانفجار سجورها قال تعالى :
 (وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ(
 سورةالتكوير الاية \  6  
أي أحميت، والعرب تقول: سجر التنور، اذا  رفعت درجة حرارته، ولكي نتمكن من تخيل هذا الأمر ونستطيع أن ندرك كيف سيحدث هذا الأمر،  نقول إن الله أودع في أعماق هذه البحار شقوقاً وصدوعاً وأماكن تتدفق منها الحمم البركانية المنصهرة لترفع درجة حرارة الماء إلى درجات عالية جدا  وكأن الماء ترتفع حرارته ويتم إحماؤه بشدة، فهذا المشهد لا يمثل يوم القيامة إنما هو صورة مصغرة عن ذلك اليوم، ولذلك فإن الله تبارك وتعالى أقسم بهذه الظاهرة الكونية  العظيمة ظاهرة البحر المسجور  قال الله تعالى:
)  والْبَحْرِ الْمَسْجُور * إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ(   
سورة الطور: 6-7

           اما متى تقوم الساعة   فهذا  الامر قد  حسمه  الله  تعالى  بقوله تعالى  :
( هل ينظرون الا الساعة ان تاتيهم بغتة وهم لا يشعرون )
سورة الزخرف الاية\ 66
     وهذا يدل على أن الله تبارك وتعالى يكلمنا عن يوم القيامة بلغة الحقائق العلمية، ولو تأملنا آيات القرآن الكريم نلاحظ أن هنالك الكثير من الآيات التي تتحدث عن هذا الأمر. فكلمة (البحار) أثناء الحديث عن يوم القيامة ذكرت مرتان في القرآن الكريم  فقط،
الاولى في قوله تعالى في سورة التكوير:
(وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ)
 سورة التكوير\ 6.
والثا نية في السورة التي تليها:
 ( وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَت(
 سورة الانفطار الاية \  3   
         ولوتأملنا هاتين السورتين لنرى إعجازاً في تسلسل مراحل هذا الانفجار، فنحن نعلم انا  إذا درسنا فيزياء المياه وتركيب هذه المياه،حيث أن الماء يتألف من ذرتين من الهيدروجين وذرة واحدة من الأوكسجين، وعندما ترتفع درجة حرارة الماء إلى حدود (مئة مئوية)، تتفكك هذه الذرات وتشكل مزيجاً غازياً شديد الانفجار وهذا ما  يلاحظ حدوثه في المختبرات عندما قيامنا  بوضع كمية من الماء في جهاز لنقوم بتحليله  كهربائياً، نرى أن فقاعات الهيدروجين والأوكسجين تذهب وتتجمع، فهذا المزيج من الهيدروجين والأوكسجين، يقول العلماء عنه هو مزيج شديد الانفجار يعني يمكن أن ينفجر بأقل شرارة. وباسرع وقت  فكيف بالبحار اذ ترتفع الاف الدرجات الحرارية اثناء هذه الظواهرالكونية العجيبة . ?
ولذلك فإن البحار الذي حدثنا الله تبارك وتعالى عنها وجعل قيعانها دائماً تتدفق منها الحمم المنصهرة وملايين الفوهات من البراكين وملايين الشقوق، وهنالك دائرة في قاع المحيطات يسميها العلماء دائرة النار، محاطة بحلقة كبيرة جداً تمتد لآلاف الكيلو مترات وتتدفق منها الحمم المنصهرة  وكأننا  نرى البحر يحترق أو يشتعل  وفي هذا  تثبيت لقول الله تبارك وتعالى:
 ( وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ * إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ )
سورةالطور \7
       فانظروا كيف ربط البيان الإلهي بين البحر المحمَّى (المسجور) وبين عذاب الله للكافرين  والجاحدين نعمه  بنار جنهم، وأن عذاب الله سيكون أعظم من هذا  المشهد   بكثير، فعندما  يأتي يوم القيامة سوف تشتعل البراكين في قاع المحيطات، وهذا ما يؤكده الان  العلماء، وليس هذا  كلاماً نظرياً، إنما هو كلام علمي، لأن هذه الألواح او الطبقات  التي تغلف الأرض  حيث اثبت العلماء ان قشرة الأرض رقيقة جداً، و أقل من 1% من قطر الأرض و هذه القشرة هي عبارة عن ألواح تتحرك باستمرار وكلما تحرك لوحان  وابتعدا عن بعضهما تتدفق ملايين الأطنان من الصخور الملتهبة ودرجة حرارتها آلاف الدرجات المئوية. وتتدفق بكثرة عبر هذ ه الشقوق والصدوع الموجودة في الارض . وسوف يأتي زمن هو يوم القيامة تضطرب فيه حركة هذه القشرة الأرضية، وبعد ذلك سوف تزداد هذه الصدوع وتتدفق كميات كبيرة مما يعني أن البحر ستبلغ درجة حرارته آلاف الدرجات المؤية  وتتفكك هذه الذرات من الماء إلى عناصرها  الاصلية \الأوكسجين والهيدروجين ويتشكل ذلك المزيج المتفجر الذي ينفجر وبانفجاره  يتحقق وعد الله تبارك وتعالى:
 (وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ)
سورة الانفطار الاية \ 3

       لو تأملنا أي انفجار ودرسناه فيزيائياً نلاحظ أن الانفجار لكي  يحدث لا بد من ارتفاع في درجة الحرارة أي أن هنالك عملية تسخين أولاً، ثم يتبعها انفجار، وهذا ما حدثنا القرآن عنه: فقال في سورة التكوير أولاً: (وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ)  ثم في السورة التي تليها قا ل تعالى  (وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ )إذاً.. التسجير والإحماء وارتفاع درجة الحرارة أولاً.. ثم التفجير.
         وليس   في ترتيب هاتين الآيتين  أخطاء علمية أو أنه كما يقولون إن النبي صلى الله عليه وسلم أخطأ أو نسي فتارة يقول فجرت وتارة يقول سجرت كما قال الجاهليون من قبل .  بل  هناك تسلسل علمي من الله تبارك وتعالى أودعه لنا  لنكتشفه في هذا العصر وليكون لنا دليلاً على صدق هذا القرآن العظيم وصدق يوم القيامة. ولذلك بعدما عدد لنا الله تعالى  تلك الأحداث التي ستتم يوم القيامة من تكوير للشمس، وانكدار للنجوم، وتسجير البحار.... يقول:سبحانه وتعالى:
 (علمت نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ ) الاية\  14

     وفي السورة التي تليها يقول الله تبارك وتعالى:
 ( إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ * وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ * وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ * وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ * عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ * يَا أَيُّهَا الْإ ِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الذي خلقك  فسواك فعدلك * في أي صورة ماشاء ركبك ) سورة الانفطار الايات\ 1-8
 وهنا نأتي إلى الهدف من ذكر هذه الحقائق،,و المخاطب دائماً بهذه الحقائق هو الإنسان، لأن هذا الإنسان هو المعني بهذا الخطاب الإلهي ليتذكر يوم القيامة ويعد له العدة، فالله تبارك وتعالى عندما يحدثنا عن هذا اليوم ويحدثنا عن حقائق علمية وظواهر كونية سوف تحدث،  فالعلماء وما يكشفونه من حقائق وجميعهم يؤكدون أن هذه الظواهر ستحدث: الشمس ستتكور على نفسها.و النجوم سوف تنكدر وتنطفئ
 ثم تهوى وتختفي. والزلازل  سوف تكثر  والصواعق  سوف تحدث  فنحن اذا  المت بنا عاصفة رعدية  برقية ما طرة مصحوبة بهواء شديد كالتي تحدث اثناء   المزن  ربما نرتجف  ونخاف هول البرق والرعد والرياح العاصفة فكيف بنا اذا رأينا  الزلازل والبراكين تنفجر وتقذف بحممها  وتزداد درجات الحرارة  الى ما لا  يطاق ويحيط  بنا  الغمام   من كل مكان

         اما حال الأرض  فقد قال الله تعالى :
     (فإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ)، حيث أنه يوجد الآن براكين تحت البحار والمحيطات  بعضها  انفجر سابقا وليس بعيد علينا بركان  ايسيلاند التي انفجر قبل عشرة ايام ولايزال يقذف حممه وابخرته  ودخانه الذي سد اقطار سماء اوربا كلها ووصل الى تركيا في اسيا  ولايزال يتقد وانا اكتب هذه السطور . ويوم القيامة تتفجر هذه البراكين وبالتالي يخرج الحمم البركاني منها والذي يتألف من صخور ومعادن واتربة وغازات عالية الحرارة  وشديدة  و بما أن درجة حرارة هذه الحمم البركانية  كبيرة جداً فإنها ترفع درجة هذه حرارة  البحار والمحيطات و يبدأ ماء المحيطات بالتبخر - بعدما تتفجر وتغرق الارض ومن فيها وتندك الجبال وما عليها في الارض فتغدو متساوية مستوية  -و يتحول كل شيء إلى غمام في  جو سماء الأرض. قال تعالى
 (فارتقب يوم تاتي السماء بدخان مبين * يغشى الناس)
 سورة الدخان الايتان \10و11
         ويغشى الناس أي يحيط  بهم من كل جانب  أي ان الانسان لا يرى غير الغمام والدخان محيط به من كل صوب  و تختفي المحيطات و البحار يوم القيامة و تصبح الارض يابسة مستوية  يتبخر كل ما فيها من ماء نتيجة خروج الحمم البركاني من تحتها لتكون مكانا لحشر الناس وحسابهم، ومن هنا يفهم قول الحق تعالى في الآية \48 من سورة إبراهيم:
 (يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ). حيث تبدل الأرض إلى أرض كلها يابسة مستوية غريبة عن معرفة الإنسان .
    ويقول تبارك وتعالى:
 (إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الاَرْضُ أَثْقَالَهَا )
سورة الزلزلة:الايتان \ 1-2
 وفي ( أَثْقَالَهَا) هذه الكلمة التي تدل على أن في الأرض أشياء ثقيلة،  ويؤكد العلماء انه  كلما نزلنا في الأرض زادت كثافة المادة المكونه لها ، أي أن كثافة القشرة الأرضية أقل من الطبقة التي تليها، وكلما تعمقنا تزداد الكثافة إلى حدود كبيرة ولذلك يزداد ثقل هذه الطبقات، وهكذا نرى أن في قول  الله تبارك وتعالى:
 (إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا * وَقَالَ الاِنْسَانُ مَا لَهَا * يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا * بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَها ( *
سورة الزلزلةالايات \ 1-5
.
     أي اذا  نفخ اسرافيل- وهو الملك الموكل بهذه العملية - في بوقه باذن الله تعالى  هلك كل من على الارض\ الانسان والحيوان والجماد  ودكت الارض والجبال دكة واحدة   فاصبحت مستوية وتفجرت البحار وارتفعت درجات حرارة الماء الاف الدرجات فسجرت البحار جراء البراكين وتعالت  الابخرة وسحب الدخان  حتى لتملا بين السماء والارض  بكثافة عالية  وتكون وقتها ان تكورت الشمس فابتلعت القمر وقيل وكل  كواكب المجموعة الشمسية  وتهاوت النجوم  وتساقطت  فيومئذ  وقعت  الواقعة  وعاد الملك لله  الواحد القهار كما بدء قال تعالى:
( ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الارض الا ما شاء الله)سورة الزمر الاية\ 68  

  ونجد في طيات هذه السورة القصيرة  كل ما نبحث عنه وزيا دة قال تعالى: 
( القارعة * ما القارعة * وما ادراك ما القارعة* يوم يكون الناس كالفراش المبثوث * وتكمون الجبال كالعهن المنفوش * اما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية * واما من خفت موازينه * فامه هاوية * وما ادراك ماهي * نار حامية *).
 والله تعالى اعلم.

                    *      *     *

                             4

           اما النشاة الثانية وهي نشاة او بعث البشر مرة اخرى لغرض الحساب والجزاء  فلم تكن هناك معلومات لدى العقل البشري  عن معرفة الحياة الثانية  وادراكها ونشاتها وكيفية وجودها  بل مرجع معرفتها يعود الى ما اخبرنا به الله تعالى في كتبه وعلى أ لسنة رسله الكرام  فقد جاء في المصحف الشريف :
 ( فسيقولون من يعيدنا قل الذي فطركم اول مرة فسينغضون اليك رؤوسهم ويقولون متى هو   قل عسى ان يكون قريبا * يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده وتظنون ان لبثتم الا  قليلا )
سورة الاسراء الايتان \ 51- 52
 وقال تعالى:
 (  واستمع يوم ينادي المنادي من مكان قريب * يوم يسمعون الصيحةبالحق ذلك يوم الخروج* انا نحن نحيي ونميت والينا المصير * يوم تشقق الارض عنهم سراعا  *ذلك حشر علينا يسير )
  سورة ق  الايات \41- 44
 وقال تعالى ايضا:
  ( ونفخ في الصور فاذا هم من الاجداث الى ربهم ينسلون* قالوا من بعثنا من مرقدا .  هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون * ان كانت الا صيحة واحدة  فاذا هم جميع لدينا محضرون )
 سورة يس الايات \ 51-53
 وقال تعالى :
(  ونفخ في الصور فصعق من السموات ومن في الارض الا ما شاء الله ثم  نفخ  فيه اخرى فاذا هم قيام  ينظرون )
 سورة الزمر     الاية \68
وقال تعالى:
 (  يوم   يدع   الداع  الى شيء نكر *  خشعا   ابصارهم   يخرجون  من   الاجداث   كانهم  جراد  منتشر *  مهطعين  الى  الداع   يقول الكافر هذ ا  يوم عسر )
سورة القمر الايات \6-8
  وقال تعالى:
 (  يوم يخرجون من الاجداث سراعا  كانهم الى نصب يوفضون * خاشعة ابصارهم  ترهقهم ذلة  ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون )
سورة المعارج الايات \43-44

   فبعد مضي اربعين  -كما اخبرالحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم  -  في الحديث المروي عن ابي هريرة رضي الله عنه :
( ما بين النفختين اربعون قالوا يا ابا هريرة اربعون يوما قال ابيت  قالوا اربعون شهرا قال ابيت قالوا اربعون سنة قال ابيت  ثم ينزل من السماء ماءا فينبتون كما ينبت البقل)
 وقال صلى الله عليه وسلم  ايضا:
( وليس من الانسان شيء الا يبلى الا عظما واحدا هوعجب الذنب  ومنه  يركب الخلق يوم القيامة )

         وروي ان هذه المدة  مفسرة  بسنة   ولا  نعلم ان هذه الاربعين هي اربعين   يوما   من الايام التي نعدها نحن بني البشر والمتكونة من دوران الارض حول نفسها  ام انها  اربعون شهرا   ام اربعون سنة    ام انها من الايام التي قال الله تعالى عنها:
 ( وان يوما عند ربك كالف سنة مما تعدون )

           فيكون ما بين النفختين \اربعون الف سنة من سني   البشر التي نعدها الان   اذا كانت اربعين يوما من التي عند الله تعالى  اما اذا كانت المدة اربعين شهرا فتكون المدة \ 30×40000= 1200000 سنة اما اذا كانت مدتها سنة كاملة مما يعد البشر  فتكون مدتها \ 365 يوما × 40000=14600000 سنة  من الايام التي نعدها  نحن البشر  والله تعالى اعلم .

        وبعد هذه المدة تمطرالسماء مطرا كثيرا فتزول الابخرة والدخان وتشرق  الارض بنور  ربها  فتنبت الاجسام البشرية  تحت  الارض كما ينبت نبات  البقل -  كما اخبر  رسول الله  محمد صلى الله عليه وسلم - وهوكل نبات ينبت على الارض طبيعيا  من جراء تفاعل الماء النازل من السماءعلى الارض  وفي الانسان مع بذرة الحياة التي هي تلك العظيمة الصغير ة  التي لا تبلى وبقيت موجودة في تراب الدنيا من يوم خلق الانسان الاول   ادم عليه السلام الى يوم البعث وهي( عجب الذنب )  فكيفما كان موت  الانسان موتا طبيعيا  او اكلته الوحوش او ابتلعته البحار  فاكلته الاسماك والحيتان او احترق في النار فذاب جسده وتفحم اواي حالة اخرى فان جسده كله ينتهي ويفنى بالموت  الا  هذه البذرة
 ( عجب الذنب ) فانها ستبقى لتعيد خلق الانسان من جديد فيبعث من جديد في يوم البعث او يوم النشور    فاذا تم الخلق واكتمل نموها تحت الارض واصبحت الاجسام هياكل تامة التكوين لاتنقصها الا الروح  لتدب الحياة فيها وتتحرك  وتقوم  ارسل الله تعالى الى تلك الارواح التي قبضت من هذه الاجساد يوم موتها في نهاية الحياة الدنيا لكل فرد  عند  نفخة اسرافيل في بوقه نفخته الثانية باذن ربه تعالى :
( ثم نفخ فيه اخرى فاذا هم قيام ينظرون )
 سورة  الزمر  الاية \ 68

         فتعود الحياة الاخرة  من جديد لبني البشر  فاذا هم يبعثون من  قبورهم ا و مراقدهم  احياء  حفاة  عراة  عزلا  قال تعالى:
 ( كما بدا نا اول خلق نعيده وعدا علينا انا  كنا  فاعلين )
 سورة الانبياء  الاية \104
   و يقوم الناس  ليوم الحشر وهو يوم عسير على الكافرين غير يسير  يقول الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم :
 ( يحشر  الناس  يوم القيامة على ارض  بيضاء عفراء كقرصة النقي ليس فيها علم لاحد ) 
 وقرصة النقي هي قرصة الخبز الابيض غير المغشوش أي الابيض الخالي من النخالة او ما نسميه اليوم  بالطحين الصفر .
وقال صلى الله عليه وسلم ايضا:
 (  يحشرالناس يوم القيامة حفاة عراة عزلا   قالت  عائشة ام المؤمنين رضي الله عنها قلت يارسول الله النساء والرجال جميعا ينظر بعضهم الى بعض قال صلى الله عليه وسلم ياعائشة الامر اشد من ان ينظر بعضهم الى بعض )
 فياله من يوم عظيم  مهول
 وهذا هو يوم الفصل او موقف الفصل   او يوم الجزاء
 قال تعالى:
( ونضع الموازين القسط  ليوم القيامة  فلا تظلم نفس شيئا وان كان مثقال حبة من خردل اتينا بها وكفى بنا حاسبين )
 سورة الانبياء الاية \ 47
       وفي هذا اليوم يتم ما  قاله تعالى :
 (  فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المقلحون* ومن خفت موازينه فاولئك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون *  تلقح وجوههم النار وهم فيها كالحون *)
 سورة المؤمنين  الايات \ 102- 104

          ومن عجيب  صنع  الله تعالى ان الصوت  هذا المخلوق العجيب لا يبلى ولا ينتهي الى العدم بل تحتفظ به السماء في طبقاتها العليا وهذا ما اكده علماء الاصوات حديثا  ولما كان الصوت يحدث نتيجة فعل اوعمل ما   لذا تكون  اعمال الانسان واقواله  محفوظة في  جو السماء منذ خلق البشرية والى نهايتها في يوم القيامة ولا يوجد صوت يشبه صوت اخر كما في البنان  اي  لمسات الاصابع لاتوجد لمسة تشبه لمسة اخرى  او مسحتها  لذا فالاصوات كلها محفوظة في طبقات الجو العليا  وقد عمد العلماء حديثا على امكانية استعادة الاصوات لبعض الاشياء فنجحوا  ولو  توصل العلماء اخيرا الى  امكانية استرجاع الاصوات لحدثت في العالم معجزة كبيرة الا  وهي اعادة اصوات الانبياء  ومن هنا نستطيع تثبيت اقوالهم  فنتخلص - نحن المسلمون -  من كل قول نسب الى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم  وهو لم يقله  اوافتري عليه به  وكم تمنيت في نفسي   منذ  ان اطلعت على  هذا الخبر في الثمانينات من  القرن الماضي  ولحد الان  ان يحدث هذا  وانا على قيد الحياة   لارى  واسمع ذلك الصوت العظيم الذي يتمنى كل مؤمن سماعه  ولتزول  هذه الغشاوة التي اكتنفت الاحاديث النبوية الشريفة  فاضطرالعلماء الى  تقسيمها بين ضعيف وحسن وصحيح  ومتواتر – ففي  يوم القيامة  يسمع كل انسان عمله بصوته وكذلك يرى عمله –مستنسخا – صورة وصوت قال تعالى:
 ( انا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون ) 
سورة الجاثية  الاية \ 29

        والحقيقة  التي لا مراء فيها  ان الخلق في يوم القيامة  وفي الموقف العظيم  لم يستطع الانسان  من اخفاء عمله اوفعله لانه مستنسخ وثابت يراه بام عينيه ومهما اراد ان يخفى جزءا من عملعه   أي  عمل سري  فسيظهره واضحا  كما يشاهد اليوم فيلما حيا على شاشة التلفاز ثم قدر فعله وعمله يكون جزاءه قال الله  تعالى:
 ( يومئذ يصدر الناس ليروا اعمالهم * فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره* )
 سورة الزلزلة الايات \ 6-8
      وتفسيرا لهذه الايات المباركة  ان  الخلق يهرعون لرؤية اعمالهم  ويصدرون أي يسيرون  اليها افواجا افواجا وكل امة معها رسولها  او نبيها  فيعطى كل واحد صحائف اعماله  ليراها ويطلع عليها  فهناك من يتسلم صحائف اعماله بيمينه ومنهم من يستلم صحائفه  بشماله . فيكفي الانسان  ان  يكون  حكما  على نفسه بعد رؤيته اعماله وافعاله حية  وتوثيقا لهذ ا المشهد فان اعضاء جسمه تكون شاهدا عليه  في كل مايعمل  أي اذا انكر هذا العبد  بعض افعاله  او اعماله  فتشهد عليه اعضاء  جسمه  جلودهم  او ارجلهم او ايديهم او السنتهم  وكذلك تشهد عليهم ايضا الارض  على وقع عليها الفعل .
   
         اذن في هذا اليوم  يقسم  الخلق قسمين قسم يؤخذ الى الجنة وقسم  يسحب الى النار  وقسم  اخر  ذكرهم الله تعالى هم  قوم قلت حسناتهم  عن  حسنات  اهل الجنة  فلا يدخلوها  وزادت  حسناتهم عن حسنات  اهل النار فلا يدخلون جهنم قهم بين بين  اسماهم الله تعالى
 في  كتابه  العزيز ( اهل الاعراف ) .

       اما اصحاب  الجنة   فينقسمون  الى  مجموعتين  كل حسب عمله  وما اكتسب من حسنات في الحياة الدنيا  \ لاحظ كتابي اصحاب الجنة في القران الكريم :
 المجموعة الاولى  هم السابقون السابقون وهم المقربون من الله قال تعالى :
 ( والسابقون السابقون * اولئك المقربون * في جنات النعيم * ثلة من الاولين * وقليل من الاخرين * على سرر موضونة* متكئين عليها  متقابلين * يطوف عليهم ولدان مخلدون * باكواب واباريق وكاس من معين  * لا يصدعون عنها ولا ينزفون* وفاكهة مما يتخيرون * ولحم طير مما يشتهون* وحور عين*  كامثال اللؤلؤ الكنون *  جزاء بما كانوا يعملون * لايسمعون فيها لغوا ولاتاثيما * الا قيلا سلاما سلاما * )
 سورة الواقعة الايات \ 10-26

        فهم  اذن  السابقون السابقون بالايمان فهم الذين  سبقوا الى الايمان والطاعة من غير تردد وحازوا الكمال في العلوم اليقينية ومراتب التقوي والصلاح  بعد الايمان  وقيل هم الانبياء والرسل  عليهم السلام   حيث انهم مصدر الايمان  من الله تعالى وموصليه لعباده  جميعا . فهم حلقة الوصل  بين  العبد  وربه  فهم المسارعون الى عمل الخير  الذين رفعت  درجاتهم  واعتلت   منازلهم  في  جنات النعيم   وكذلك  الشهداء والاولياء .
    
          وقد ذكر الله تعالى  ان عددهم  من الامم السابقة كثير  وعددهم من امة النبي محمد صلى الله عليه وسلم قليل حيث انهم الصفوة من بين كل الامم  وبما ان الامم السابقة  كثيرة  فانهم كثير  وان امة  محمد صلى الله عليه  وسلم  امة   واحدة  فهم  قليل  بالمقارنة   الى الامم   السابقة  وهؤلاء  من لهم مرتبة  السبق  والقربى   فلا ينال درجتهم  الا  القليل  فقد  رضي الله  عنهم  فاخلصو ا الايمان  لله تعالى  حيث خافوا الوقوف  بين  يديه  في يوم القيامة  فالتزموا  الطاعة  والتزموا  الطريق العدل  السوي  واجتنبوا  النواهي والمكاره  فأعد الله تعالى لهم  كل انواع النعيم  وحباهم  بكل  الخير والسعادة والرفاه  وقد ذكر الله تعالى انهم   جالسون في الجنة  على اسرّة  وارائك  مصفوفة  متجاورة   موشاة  بخيوط الذهب  ومرصعة بالدر والياقوت  جميل  شكلها  بهيج  منظرها  متكئين  عليها  في غبطة  وسرور في   انس تام  مكتمل  وبشر  ظاهر  في  وجوههم  متقابلين يتسامرون فيما بينهم  ويطالع احدهم وجه اخيه فيرى فيه نضرة النعيم .

     وقد  هيأ الله تعالى من يخدمهم  ويمشي بين ايديهم  غلمان مخلدون في عمرالصبا وريعان الشباب ولايكبرون فيصيبهم الهرم  في نضارتهم ثابتون  وببهجتهم  ونشاطهم    ساهرون على خدمتهم فيقدمون  اليهم كل ما يحتاجونه  من شراب  في  كؤوس رائعة  الصنعة  واباريق  يحملونها بايديهم  وفي هذه  الاباريق والكؤوس يسقونهم  الماء من عيون وانهار   ماؤها عذب زلال  سائغ  شرابه  ولبن  طازج  لم يتغير  طعمه ابدا وعسل مصفى  خالص  وخمرة  فيها  لذة  للشاربين  لا يصيبهم  جراء  شربها وتعاطيها اوجاع في الراس ولا فقدان في العقل – كما يحدث للشارب اذا شرب خمرة الحياة   الدنيا – وتبعث  فيهم  الراحة  والنشاط  واالبهجة  والمسرة  ويقدمون  لهم  كل ما  يختارون  من انواع الثمار والفاكهة  ما تشتهيه انفسيهم وتلذ  به اعينهم  ويسارعون  في  تغذيتهم بما يريدون من لحم  طير  وهو افضل واجود انواع اللحوم  واحسنها لجسم الانسان  فيطعمونها كيفما شاؤوا ومتى  ما ارادوا .

         ويأنسون  بنساء   من الحور العين  تفرغن لهم   يحبنّهم  محبة الوفاء  و الشوق  و الوداد  والاخلاص  خلقن  لهم  خاصة فهن  جميلات كاملات الحسن و الجمال  والخلق الرصين  بيض الوجوه كالاقمار. واسعة عيونهن  في اطرافهن حلاوة  وسحر  طويلات الاهداب   في سواد متميز جمعن كل الملاحة والصباحة  والنفاسة  ناصعات البياض  باسمات الوجوه  حمر الخدود  في عيونهن  حور مهيب. حور مقصورات  في الخيام  خلقن لهم خاصة  لم  يمسسهن  قبلهم اي  فرد  من جن اوانس  كانهن  لؤلؤ مكنون  باكرات غير ثيبات  .

     اما  اقوالهم واحاديثهم  فيما  بينهم  فهي مؤدبة  مترعة بالايمان  والصلاح  فلا  فحش ولا سقط  كلام  ولا عنف ولا سخرية  من الاخرين  في كلامهم  فهم  لا  يقولون ولا  يتحدثون الا  بلهجة  سلسة  وكلام جميل  ولفظ  رصين  بليغ  تحيتهم  فيا سلام  وتحياتهم  مباركة . تطمئن القلب  وتسرالفؤاد   كل يبتدئ اخاه في تحية الاسلام السلام  عليكم  . 


         المجموعة الثانية  هم الذين يدخلون الجنة ايضا الا ان حسناتهم اقل من المجموعة الاولى وهم اصحاب اليمين قال الله تعالى :
  ( واصحاب اليمين * ما اصحاب اليمين * في سدر مخضود* وطلح منضود *  وظل ممدود *  وما ء مسكوب* وفاكهةكثيرة * لامقطوعةولا ممنوعة * وفرش مرفوعة * انا انشأناهن انشاءا * فجعلناهن ابكارا* عربا اترابا * لاصحاب اليمين * ثلة من الاولين وثلة من الاخرين  ) سورة الواقعة الايات \27-40

      فهو المؤمنون من اصحاب الجنة  وهم الذين تعطى صحائف اعمالهم في حياتهم الدنيا بايديهم اليمين او اليمنى  وهي من البركة واليمن .فقد وصفهم الله تعالى بانهم اصحاب اليمين  فهم  في افضل حال  واحسن مآل  شأنهم عظيم وقولهم كريم  قد تاب الله تعالى عليهم وغفر  لهم ماتقدم من ذنوبهم  وتجاوز عن سيئاتهم  وصفح عنهم  ورضى عنهم  وهم الذين ثقلت موازين حسناتهم وخفت موازين سيئاتهم  فاثابهم الله فوزا عظيما .

       فهم  اصحاب  الجنة   في  مساكن   طيبة  في  جنات  عدن  يعيشون في   ظل ظليل  واشجار مورقة  من سدر ( نبق ) اوراقها  واسعة  تفيئ عليهم  بظلها  وكثرتها  ترف   رفيفا  لينا  وتحدث  نسيما   طيبا  اثمرت واينعت  فثمارها   مختلفة  الالوان  والاحجام  في  كل  غصن  وعود  كانها   في اشجارها  الورود  او يواقيت  حمر او درر  بيض  لم  تمس او  نجوم  ساطعة  في  سماء  صافية  تمايلت  اغصانها  وتعانقت  فروعها وخضد  شوكها  فلا  اشواك  فيها فهي لا تؤذي الايدي  و لا الاجسام  . وبين هذه الاشجار الكريمة  الكبيرة  الظلال  اشجار من  نخيل  طلحها   منضود  وطعمها موجود  وعذوقها  ناضجة  متدلاة  بين ايديهم . وقد  وجدت في بعض التفاسير انها  اشجار  من  ثمر الموز  نضدت اثمارها  وتراصت  اغصانها  في  اعذاقها  بعضها  فوق بعض . ومن  بين   هذه الاشجار  تجري انهار  وعيون ماؤها غدق عذب فيه  لذة للشاربين  فهم يعيشون   بين   هذه الاشجار متنعمين   بكل انواع الثمار  فهم  في  سدر مخضود  وطلح   منضود  وماء مسكوب وفاكهة كثيرة  لا مقطوعة  لهم  ولا  ممنوعة .عليهم  دانية  في  جميع  الاوقات والمواسم .

         وقد  انعم الله تعالى  عليهم  بالحور العين  وجعلهن  فراشا  لهم   اي ازواجا  يقمن  بخدمتهم  ويسهرن على محبتهم  وراحتهم  قد غرس محبتهم في قلوبهن وافئدتهن  يقمن بامتاعهم بالمؤانسة  انشاهن  الله  تعالى  خاصات  لهم  باكرات  غير ثيبات  لم يمسهن انس قبلهم لا  جان  كلهن في عمر الصبا والشباب لا يشبع المرء  من  كلامهن  و حسنهن  وجمالهم    و الاجتماع  بهن  يملكن قلوبهم  بحسن  الطباع و معسول القول  وجمال العشرة وبشاشة الوجه  وسحرالعيون  ورقة الطباع  . فهم في نعيم دائم وظل قائم  وفرح وسرور وزرق  وحبور . لهم ما يشاؤون ولدى الله تعالى لهم من مزيد  الخير  والسعادة والهناء .

       وهم  في  عددهم  كثير. كثير من الامم السابقة لكثر ة هذه الامم وكثير من  امة  سيدنا  محمد  صلى الله عليه وسلم  نتيجة اعمالهم  الصالحة  وشفاعة  سيدنا محمد  صلى الله عليه وسلم لهم  وشفاعة  الشافعين من هذه  الامة المرحومة  من شهداء واولياء  وصالحين  وصديقين ومن منّ الله تعالى عليهم  بحق الشفاعة منهم   فيكون عددهم كثير كثير  . 

    اما اصحاب النار  فقد وصفهم الله تعالى فهم :
  ( في سموم وحميم * وظل من يحموم * لابارد ولا كريم *  انهم كانوا قبل ذلك مترفين * وكانوا يصرون على الحنث العظيم * وكانوا يقولون ا اذا متنا وكنا ترابا وعظاما ا انا لمبعوثون  * او اباؤنا الاولون *  قل ان الاولين   والاخرين *  لمجموعون الى ميقات يوم معلوم *  ثم انكم ايها الضالون المكذبون * لآكلون من شجر من زقوم * فمالؤون منها البطون *  فشاربون من الحميم * فشاربون شرب الهيم *هذا نزلهم يوم الدين *) سورة الواقعة الايات \42-

           فهم المبعدون  عن  رحمة  الله  تعالى  وهم  الكافرون وهم اصحاب المشأمة   وهم  صنف لا   اعتبار لهم   عند ربهم  وجعلهم  اصحاب المشأمة لشؤمهم  او لان  صحائف اعمالهم  تسلم  لهم  يوم  القيامة في  ايديهم الشمال او اليسرى أي  الذين   تعطى اليهم    صحائف اعمالهم  بايديهم اليسرى  وهم  مخالفون لاصحاب اليمين . فهم  يسيرون على كل امر مخالف  لما  امرالله تعالى به  فهؤلاء وصفهم الله تعالى بانهم يقرأؤن  في  صحائفهم  التي  ستعطى لهم يوم القيامة  قبيح   اعمالهم  وسور مصيرهم  فهم في عذاب   شديد  طويل لا  ينتهي  ابدا  وحالهم سوء  في سوء  وعيشهم   نكد وشقاء   فهم في جهنم خالدون  تلفح وجوههم النار  وهم فيها كالحون يقيمون في ريح  شديدة الحر تنفذ  من مسامات جلودهم الى داخل اجسادهم  وبين اوصالهم  فتوخزهم  اشبه بأبر موخزة شديد الوخز وان شربوا  ما ءا لعطشهم القاتل  يشربونه ماءا حميما حارا يغلي في البطون  لكنه لايطفئ ضمأهم  بل يقطع منهم الامعاء  فيحرقها  واما  اذا  قاموا   في  ظلال  فهي  من  دخان  حار قا تم   يملأ  الجو  اختناقا  والعيون  حرقة  وظلاما   والصدور  حرجا  ونارا   يسؤم  الجسم  و يعنت النفس  كريه الرائحة   قبيح الشكل  وفيه عذا ب اليم  هو جزء  من العذاب  المعد  لهم   و  لسوء اعمالهم  في الحياة الدنيا   حيث كانوا ينعمون بالمال الحرام والمتاع الحرام والربا الحرام والسحت الحرام  والسلب والنهب  وسفك الدماء والبغي  والاثم بغير الحق  والعدوان   . كما  كانوا  يخاصمون  الله  تعالى  ولا يؤمنون به تعالى  ولا باليوم الاخر  ولم   يستجيبوا   للانبياء   والرسل  الدعين  لطاعة  الله تعالى وعبادته  واصروا على الكفر والشرك والفسوق والعصيان  وتيقنت انفسهم ان لا حياة من بعد الموت  فلا قيامة ولا بعث ولا جزاء  ويتعجبون  اذ يقولون ااذا متنا   وفارقت ارواحنا اجسادها وصارت جثثا هامدة  تدفن في الارض  فتطويها القبور وتأكلها الاتربة  وتصبح  جزءا من تراب  ثم تنعدم القبور  و تذهب  فكيف  تعود الينا الحياة  وننهض  احياءا من جد يد  ثم نقدم  للمعاد و للحساب ان هي الا حياتنا الدنيا  نحيا ونموت ويهلكنا الدهر . فهم في ظلمات خامدون وفي العذاب مشتركون

      وهناك قسم اخر ايضا  ذكر في القران الكريم  هم  اصحاب الاعراف وقد ذكرهم  الله تعالى في  سورة الاعراف وهم الذين تساوت حسناتهم وسيئات في الميزان  فهؤلاء بين الله تعالى  مصيرهم انهم يبقون معلقين بين الجنة  والنار فهم  يرغبون  بدخول الجنة  لكنهم لا يستطيعون  لان حسناتهم لا تؤهلهم  دخولها   وهم  يطمعون في  دخولها .

         اصحاب النار  يدخلونها  من ابوابها السبعة  لكل باب منهم جزء مقسوم  ولها  ولها قعر  ودركات واسفل هذه الدركات المنافقون فهم في الدرك الاسفل من النار .

       فاصحاب الجنة  يدخلونها  من  ابوابها  الثمانية منها باب يسمى الريان هو للصائمين  فضلا من  الله  تعالى اليهم والامة المحمدية هي الامة المرحو مة سيدخلون الجنة باعمالهم وافعالهم واقوالهم وبشفاعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم  حيث شفعه الله تعالى في امته  واعطاه حوض الكوثر في الجنة من سقاه منها شربة يدخلها ولايضمأ ابدا  وان الله  تعالى  كرمهم  بامور كثيرة  فمن كانت  كلمة ( لا اله الا الله ) اخر  كلماته دخل الجنة  وفي المحشر والحساب اذا  وضعت  في كفة  الميزان ووضعت السموات والارض في الكفة الاخرى  ستكون (لا اله الا الله ) هي الاثقل و من ثقلت موازينه دخل الجنة .   

       واني والله بطبيعة نفسي لأكره الظلام والافول واليوم الغائم والمغبر والعاصف. واحب الضياء والنوروسطوع الشمس وتنشرح نفسي عند الفجر والشروق .واعشق الزهور

                و الحمد لله رب العالمين



        ************************







       مؤلفات السيد فالح نصيف الحجية الكيلاني


ا . الدواوين الشعرية :

           نفثات القلب                1978
           قصائد من جبهة القتال   1986
           من وحي الايمان          8 0 20 
           الشهادة والضريح        2010
           الحرب والايمان            2011 
          سناءات مشرقة

 ب – الكتب النثرية :

1-    في الادب والفن : مجموعة مقالات وتراجم

2-    تذكرة الشقيق في معرفة اداب الطريق – دراسة وتحقيق وشرح للقصيدة التي تحمل نفس العنوان والمنسوبة للشيخ عبد القادرالكيلاني
3-    الموجز في الشعر العربي \ دراسة موجزة في  الشعرالعربي عبر العصور بدءا من العصر الجاهلي وحتى عصر النهضة او الحديث ثم المعاصر اعتبر او قيم من قبل اغلب المواقع الادبية على النت - انه احد امهات الكتب العربية في الادب واللغة  في موضوع الشعر العربي           اربعة اجزاء

4-    شرح ديوان الشيخ عبد القادر الكيلاني وشيء في تصوفه – دراسة شاملة في ادب الشيخ عبد القادرالكيلاني كنموذج للشعر
الصوفي وشرح القصائد المنسوبة للشيخ             اربعة اجزاء

5 – شعراء النهضة العربية – دراسة مستفيضة  في شعر النهضة العربية  وشعرائها
6 -   كرامة فتاة ( قصة طويلة )
7-   اصول في الاسلام
8-   عذراء القرية (قصة طويلة )
9-  الاشقياء  ( مجموعة قصص قصيرة )
10-  بلدروز عبر التاريخ
11-  دراسات في الشعر المعاصر  وقصيدة النثر
12- الغزل في الشعر العربي
13– عبد القادر الكيلاني  وموقفه من المذاهب والفرق الاسلامية
14--شرح القصيدة العينية \ مع دراسة  بحثية في شاعرها  الشيخ عبد القادر الكيلاني
15-  -مدينة بلدروز في الذاكرة
16-  شذرات من السيرة النبوية المعطرة .
17- شعراء الجاهلية وصدر الاسلام

موسوعة ( التفسير الموضوعي للقران الكريم)  وقد انجز منها الكتب التالية :
 1 - اصحاب الجنة في القران الكريم
2  - القران في القران الكريم
     3  - الادعية المستجابة في القران الكريم
 4 - الانسان ويوم القيامة
 5  - يوم القيامة في القران الكريم 
6   - الخلق والمعاد في القران الكريم



         ****************




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق