الأحد، 30 يونيو 2013

موسوعة( التفسير الموضوعي للقران الكريم ) 6 يوم القيامة في القران الكريم الجزء الثاني القسم الاول تاليف فالح الحجية الكيلاني



              موسوعة
التفسير الموضوعي للقران الكريم

                        6        



             يو م  ا لقيا مة

                   في القران الكريم

                                    ( تفسير )


                                 الجزء الثاني



                                        تأليف

                        فالح نصيف الحجية












































                   يوم القيامة في سورة مريم

                                  1

                   بسم الله الرحمن الرحيم

( فاختلف الاحزاب من بينهم فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم * اسمع بهم وابصر يوم ياتوننا لكن الظالمون اليوم في ضلال مبين * وانذرهم يوم الحسرة اذ قضي الامر وهم في غفلة وهم لايؤمنون * انا نحن نرث الارض من عليها والينا يرجعون *)

سورة مريم الايات \ 37- 40


الحمد لله \

              اختلفت الناس فيما بينهم اديانا ومذاهب واحزاب وجمعيات وجماعات وكل الى حزب وبما يمليه عليه هذا المعتقد اوذاك يميل منهم المؤمن ومنهم الكافر فويل للكافرين في مشهد يوم القيامة هذا المشهد العظيم الذي تبعث الناس من قبورها لنيل الجزاء العادل جراء ما اقترفوه من اعمال في الحياةالدنيا فا سمع بهم أي بالذين كفروا وابصر بهم بصيغة التعجب وتفيد ان اسماعهم تدرك كل صوت حتى لوكا ن رقيقا وضعيفا
يوم ياتوننا  يوم  يعرضون على الله تعالى لا  تخفى منهم خافية فهم في ضلال واضح وبين – لكن من اخوات ان الاانها جاءت غير عاملة لانها مخففه فجاء الظالمون اسما لها .

            وانذرهم ايها الرسول الكريم يوم الحسرة وهو يوم القيامة  الذي يتحسر اويخشى  الناس فيه  الحساب في يوم القيام واذ قضي الامر حيث ينتهي الحساب ياخذ   كل ثوابه فيدخل الجنة   او عقابه فيدخل النار وهم في غفلة عن ذلك حيث ياتيهم يوم القيامة بغتة فيبهتهم فيفزون كانهم في نوم عميق .

            فالله تعالى يرث الارض ومن عليها واليه يرجعون ولا يبقي  احدا منهم اليه اليه يرجعون فينبئهم بماكانوا يعملون في الحياة الدنيا
والله تعالى اعلم


*********************************




2

بسم الله الرحمن الرحيم



(فوربك  لنحشرنهم والشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا * ثم لننزعن من كل شيعة ايهم اشد على الرحمن عتيا * ثم لنحن اعلم بالذين هم اولى بها صليا * وان منكم الا واردها كان على ربك حتما مقضيا * ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا *)

                                                  سورة مريم الايات \68- 72


الحمد لله \

              يخاطب الله تعالى في هذه الايات المباركة ا لحبيب المصطفى  محمد صلى الله عليه وسلم  الذي اختاره وفضله على الخلق اجمع – اقسم بربك الذي خصك بالرسالة والنبوة واصطفاك بالهداية والرحمة – ان الله سيحيي الخلق من بعد الموت جميعا وليحشرن الكافرين مع اخلائهم الشياطين وقرنائهم ويسوقهم الى يوم الحساب الذي لاريب فيه وليجمعنهم حول جهنم جاثين زاحفين على ركبهم اليها ( وترى كل امة جاثية ) من هول هذا الموقف. ويرى اصحاب النار من الاشقياء نارجهنم فيرتاعون منها ويخافون  اوار نارها الشديدة فيزدادوا حسرة وغيظا .

          ثم اقسم الله تعالى وبصيغة التوكيد ان سينزع او يستخرج من    كل قوم او حزب او دين اومذهب او جماعة من هو راس الضلالة وسبب الفتنة واشدهم عتوا  وا كثرهم جحودا وفجورا واستعلاءا وابتعادا عن ايات الله تعالى فيطرحه في النار قبل شيعته او جماعته وبمراى ومسمع منهم لزدادوا خوفا وارتعاشا ا ثم ياتي بالاقل فالا قل منهم عتوا وكبرياءا حتى ياتي عليهم جميعا .

              وقد امر الله تعالى ان يعرض الناس جميعا على النار المؤمنون والكافرون  الاتقياء والفاسقون  والعابدون الله والعصاة ثم ينجي الله تعالى اصحاب الجنة من عذاب النار بعد ان يمرون عليها مر الكرام او كالبرق الخاطف فيدخلهم الجنة ويلقي الكافرين في النار ويبقون فيها خالدين .
   والله تعالى  اعلم


               ******************************


3

بسم الله الرحمن الرحيم


( قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا  حتى اذا رأوا مايوعدون اما العذاب واما الساعة فسيعلمون من هو شر مكانا واضعف جندا * ويزيد الله الذين اهتدوا هدى والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير مردا *)

                                          سورة مريم الايتان \ 75و76

الحمد لله \

            الخطاب في هذه الاية الى الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم يقول رب العزة له ان الذين استقرت الضلالة فيهم واصبحوا غارقين في بحار الجهالة والكفر والغفلة والفسوق قد اقتضت حكمة الله تعالى البالغة ان يطيل عمراحدهم  ويمد في اجله ويوسع له في المال والعيال والمقام الرفيع حتى اذا اخذ احدهم اخذه اخذ عزيز مقتدر في الحياة الدنيا .

          اما في يوم القيامة فيعذبه العذاب الاكبر واعدلهم عذاب الخزي عندئذ سيعلمون انهم اضحوا شرا مكانا واضعف جندا  اواقل انصارا ويمدهم في طغيانهم يعمهون وفي غيهم سادرون .

           اما عباد الله المتقين واولياؤه المهتدين فيزدادون هدى على هدى وايمانا   مع ايمانهم  وان ما  ادخر لهم الله تعالى  من جزاء  اعمال الخير والصلاح والتقى التي فعلوها في الحياة الدنيا لهو خير من كل المال الزائل والحياة الفانية وافضل مرجعا و اسمى عاقبة حيث سيكونون في الجنان خالدين.
 والله تعالى اعلم


****************************



4

بسم الله الرحمن الرحيم

( ان كل من في السموات والارض الا اتي الرحمن عبدا * لقد احصاهم وعدهم عدا * وكلهم اتيه يوم القيامة عبدا *)


                                           سورة مريم الايا ت \ 93 – 95


الحمد لله \

            ان قدرة الله الواسعة والعظيمة حقا جعلت كل من في السموات ومن في الارض من انس وجن وملائكة سياتي يوم القيامة عبدا لله تعالى قارّا  بوحدانيته ومقرا   لربوبيته ومملوكا لله عبادا  له سبحانه وتعالى  يتعرف بمعبوديته والانقياد اليه  فقد ا حصى عباده وجميع خلقه وعدهم اشخاصا وافعالا وانفاسا بحيث لا يخرج منهم عن هذا الامر .

             اما في يوم القيامة فكل واحد منهم  سياتيه بمفرده بلا اتباع او انصار لايفيده شيء الا ما عمله في الحياة الدنيا  فاذا كانت اعماله خيره فسيكون في النعيم واذا كانت اعماله خاسرة فيكون في الجحيم ( فاما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية* واما من خفت موازينه فامه هاوية * وما ادراك ماهي* نارحامية )


***********************************















يوم القيامة في سورة طه

1
بسم الله الرحمن الرحيم

( انني انا الله لا اله الا انا   فاعبدني  واقم الصلاة لذكري * ان الساعة اتية اكاد اخفيها  لتجزى كل نفس بما تسعى * فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها واتبع  هواه فتردى *)
                                                 سورة طه الايات \14-16
الحمد لله \

          يخاطب الله تعالى نبيه موسى عليه السلام في هذه الاية المباركة ليؤكد له بصدق القول \
    (انني انا الله لا اله الا انا فاعبدني) – فالله تعالى هو الاله الواحد في الكون ولا اله سواه وان العبادة له وحده  لا شريك  له فيها –  ومن يشرك بالله تعالى فيعبد غيره فقد حرم الله عليه الجنة وماواه النار – وفي فاعبدني  دعوة لنبيه موسى وكل الانبياء  من قبله ومن بعده لعبادة الله تعالى فالعبادة هي الامرالفاصل بين الكل ومن جعل مع الله شريكا في العبادة   فقد كفر  ( ان الله لايغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )  فالتثبيت في العبادة هو الاساس الذي خلق الله تعالى هذا الكون وما فيه من مخلوقات لاجله .

        اما اقامة الصلاة فهي الدليل الاخر لعبادته سبحانه وتعالى وتشتمل الصلاة في اغلبها على ذكر الله تعالى فهي اذن متممة للعبادة فلا عبادة من غير صلاة .

        ويخبره الله تعالى ان هذا الكون العظيم قد جعل الله تعالى له اجلا وموعدا لزواله والانتقال منه الى حياة اخرى هي اثبت واتم وهذا الاجل هو قيام الساعة والتي اخفى موعد قيامها عن الخلق بما فيهم الانسان لكي يسعى كل واحد الى عبادة الله تعالى بما اوتي من قوة وعقل وتدبر وصلاح   وشتان  بين فساد النفوس  وصلاحها وان سبب الاخفاء ظاهر في هذه الاية الكريمة وهو لجزاء النفوس على اعمالها في الحياة الدنيا وسعيها في نيل هذا الثوا ب العظيم .

           ثم يؤكد الباري عز وجل لنبيه موسى عليه السلام والى جميع الانبياء  والمرسلين  والخلق  اجمع  بتحذيره سبحانه وتعالى بقوله-(فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه فتردى) – اي فلا يبعدك عن عبادة الله تعالى من لايؤمن بهذه العبادة  او بيوم القيامة فيكون حاجزا بينك وبين العبادة او يوم القيامة او الساعة فكل من اتبع هوى نفسه وما توسوس به ويميل الى الشهوات وملذات الحياة الدنيا وابتعد عن عبادة الله تعالى والايمان به  سيهلك ويردى  وهؤلاء الذين يصدون المؤمنين عن عبادة الله تعالى هم شياطين  الجن  والانس  توحي اليهم انفسهم الغرور والتكبر وصد النفس عن الانقياد للذات الالهية ومنعها من التذكر فيكونون سببا في هلاك هذه النفوس ودفعها الى كل مصدر شر وردى والله تعالى اعلم


  ****************************************

2

بسم الله الرحمن الرحيم

         ( كذلك نقص عليك من انباء ما قد سبق وقد اتيناك  من لدنا ذكرا * من اعرض عنه فانه يحمل يوم القيامة وزرا * خالدين فيها وساء لهم يوم القيامة حملا * يوم ينفخ  في الصور ونحشر المجرمين  يومئذ  زرقا * يتخافتون  بينهم ان  لبثتم الا عشرا * نحن اعلم بما  يقولون اذ يقول امثلهم  طريقة  ان  لبثتم الا يوما * ويسالونك عن الجبال فقل  ينسفها ربي نسفا * فيذرها  قاعا   صفصفا  * لا ترى فيها  عوجا ولا امتا * يومئذ يتبعون الداعي لاعوج له وخشعت الاصوات للرحمن فلا تسمع الا همسا * يومئذ لاتنفع الشفاعة الا من اذن له الرحمن ورضي له قولا * يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم   ولا يحيطون به علما   * وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلما * ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما  ولا هضما *)

                                                 سورة طه الايات \ 99- 112

الحمد لله \

          في الايات السابقة  لهذه الايات  من سورة  طه  يبين الله تعالى   قصة نبيه موسى عليه  السلام  من انباء  وقصص  لم  يعلمها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم و وقد اوضحها في القران الكريم او في الذكرالحكيم ليتعظ بها قومه وقد انزل الله تعالى القران الكريم الى محمد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم. وفيه مثل هذه القصص ليكون عبرة وتذكيرا لامة محمد صلى الله تعالى وهو الاجدر بالاعتبار فكل من سمع هذا القران العظيم ولم يؤمن به او لم يطمئن اليه قلبه ويصدق به ويتبع كل ماجاء به  فان الله تعالى سيعاقبه يوم القيامة عذابا شديدا الوزر هو العذاب الشديد او الموجع وسيبقى هؤلاء يتعذبون في يوم القيامة بما اكتسبوه من وزر او عذاب او حمل شديد صعب الحمل وثقيله خالدين في هذا العذاب ابد الدهر .

         وفي يوم القيامة يامرالله تعالى الملك اسرافيل فينفخ في الصور
 او البوق المعد لهذا الغرض والبوق عادة يكون حلزونيا او على شكل مخروط يتسع قليلا قليلا حتى يكبر في منتهاه ومن العجيب ان الاصوات التي تصدر في مثل هذه الالة تتسع ايضا وترتفع نبراتها الصوتية فيها اكثر من اي شكل من الاشكال الهندسية الاخرى لهذه  الاجسام  خاصية جمع الصوت اكثر وعلى هذا الاساس ترى صيوان الاذن البشرية الظاهر اوسع ثم يضيق كلما اقترب من الراس ثم يتحول الى ثقب صغير متناه في الصغر كلما دخل في الراس حتى يصل الى الاعصاب السمعية وفي هذه قدرة الله تعالى البالغة .

         والنفخ في البوق يوم القيامة نفختان ذكرهما الله تعالى في القران الكريم في الاولى يموت كل الخلق وتند رس الا رض وتصبح الجبال قاعا صفصفا وتتبخر البحار بفعل الحرارة التي تحدث وتنعدم الجاذبية فتتناثر النجوم وتنكدرالاكواكب  وتنشق الارض وتنعدم الحياة ( راجع التمهيد في الجزء الاول من هذا الكتاب )وتجتمع الشمس والقمر وكثير من الاحداث الاخرى بحيث تصبح الارض وما فيها من بحار ومحيطات وجبال عالية وتضاريس مختلفة  مسطحة  سمحاء  خالية  من التعرجات  والنتوءات والتغيرات ويصبح كل من عليها منته وزائل ( كل من عليها فان ) ويكون جزءا منها اي ان الانسان سيموت  ويتحول الى تراب   ويتفسخ  جسمه الطري  ويتحلل الى عناصره  الاولية  وينتهي  الى  الرميم  وهو التراب المهيل الا جزء صغير منه وهو (عجب الذنب ) كما اخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وعجب الذنب هو عظيمة دقة في الصغر مكانها في اسفل العمود الفقري  فانها  ستبقى  ولا تتفسخ  وقد  خلقت  كذلك  لامر  قدره الله تعالى .

       اما في النفخة التالية فيوم يبعث الله تعالى الخلق للحساب ان الارض ومن عليها من انس وجن وما عليها من دابة  غير عاقلة وما فيها من اثقال اندرست في النفخة  الاولى واصبحت كما   ذكرت مسطحة  ملساء واسعة باذن ربها وان ما كان عليها من ماء تبخر بفعل الحرارة الشديدة وتحولت هذه البحار  والمحيطات الى بخار شديد وكثيف في جو السماء والارض  وهكذا ستبقى الارض  بلا حياة ما شاء  الله  تعالى من الزمن فاذا  جاء  وعد الحق تعالى ان يعيد الخلق  وينشىء  النشاة    الاخرى ستمطر السماء مطرا شديدا تطفح الارض  المسطحة  وسفوحها لكثرته ويتهيء الجو المناسب لانبات ما كان عليها فينبت الانسان تحت الارض كما ينبت البقل فيها  كما اخبر الحبيب  المصطفى صلى الله عليه وسلم فاذا كانت النفخة الثانية عادت الارواح الى اجسامها وهب الجميع  قياما ينظرون وتحول هذا النبت العجيب الى انسان  سوي  يحمل كل العواطف والنزعات الانسانية  التي  كانت فيه  في الحياة  الدنيا  وقبل موته فيبعث من جديد وهذه هي عملية البعث فهم من القبور ينسلون بين الفزع والهلع والخوف من هول هذه الاحداث التي  ستلم  بهم  ينسلون  من قبرهم حفاة عراة  تتفصد عرقا  اجسادهم  ويتهامسون  فيما  بينهم  وانفسهم  وهنا ينقسمون  الى قسمين  وثالث  بينهم  ا صحاب الجنة  واصحاب الجحيم واصحاب الاعراف بينهم وزاظنهم قليل لانهم لم يذكروا في القران الكريم الا في سورة الاعراف .
       اما اصحاب النار فيساقون وهم في اقبح صورة واسوا حال وقد ازرقت اعينهم واجساهم وتشوهت خلقهم لشدة ما يلحقهم من الخوف والفزع ولا يستطيعون التكلم والتخاطب الا همسا ومن هذا الهمس ان احدهم يهمس في الاخر كم لبثتم فيقول عشرا والاخر يجيب لبثنا يوما واحدا وما الى ذلك منشدة الهول والخوف والله تعالى هو وحده يعلم كم لبثوا ومقدار  المدة التي قضوها  وحقيقتها التي قضوها في الاجل بعد الموت.
         وفي الحيا ة الدنيا هناك من الكفار والمشركين من يسال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم عن الجبال بسخرية وانكارا ليوم القيامة وعما يفعل الله تعالى بها في يوم القيامة وكيف ستكون فالله تعالى يخبر الحبيب صلى الله عليه وسلم ان يخبرهم بان الله تعالى بقدرته وعظمته البالغة سيدكها دكا  وينسفها  نسفها ويفتت  صخورها  الى كثيب مهيل ويذهب عنها نشوزها فيجعلها قاعا صفصفا فلا يبقي لها اثرا ولا عينا حيث  ستندك في الارض  وتتساوى بها  فلا يستطيع  الناظر اليها  ان يميزها عن بقية اجزاء الارض في يوم القيامة .

         وفي هذا اليوم العظيم يؤذن مؤذن بيوم البعث والنشور وهي الاذان بالنفخة الثانية فيقوم الناس من اجداثهم كانهم جراد منتشر او كانهم الى نصب يوفضون  عليهم الهيبة و الجلالة من خشية الله تعالى وخفتت الاصوات خفوتا فلا تسمع الا همسا وفي هذه الاحوال لا توجد شفاعة ولا وسيلة وانما كل امرىء بما كسب رهين ولا تنفع الشفاعة في هذا الموقف الا من اذن له الرحمن ورضي له قولا  وذلك الحظ العظيم فالله تعالى وحده يعلم ما  تقدم  بهم من الاحوال وما  سيكون  عليهم  فلا تحيط  مداركهم وعقولهم  بذاته  وصفاته  فانه تعالى اجل واعظم من ان يحيط  بعلمه اي مخلوق مهما كان او اوتي من قوة الادراك والفهم في هذا اليوم العظيم يظهر على الخلق الخضوع والهلع والذلة والعبودية لله تعالى ويبدي على ملامح وجوههم الانكسار.

          وفي الحيا ة الدنيا هناك من الكفار والمشركين من يسال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم عن الجبال بسخرية وانكار ليوم القيامة وعما يفعل الله تعالى بها في يوم القيامة وكيف ستكون فالله تعالى يخبر الحبيب صلى  الله عليه وسلم ان يخبرهم بان الله تعالى بقدرته وعظمته البالغة سيدكها دكا وينسفها نسفها ويفتت صخورها الى كثيب مهيل ويذهب عنها نشوزها فيجعلها قاعا صفصفا فلا يبقي لها اثرا ولا عينا ولا يستطيع الناظر اليها ان يميزها عن بقية اجزاء الارض في يوم القيامة

           وفي هذا اليوم العظيم يؤذن مؤذن بيوم البعث والنشور وهي الاذان فيقوم الناس من اجداثهم كانهم جراد منتشر او كانهم الى نصب يوفضون  عليهم الهيبة و الجلالة من خشية الله تعالى وخفتت الاصوات خفوتا فلا تسمع الا همسا وفي هذه الاحوال لا توجد شفاعة ولا وسيلة وانما كل امرىء بما كسب رهين ولا تنفع الشفاعة في هذا الموقف الا من اذن له الرحمن ورضي له قولا وذلك الحظ العظيم فالله تعالى وحده يعلم ما تقدم بهم من الاحوال وما سيكون عليهم فلا تحيط مداركهم وعقولهم بذاته وصفاته فانه تعالى اجل واعظم من ان يحيط بعلمه اي مخلوق مهما كان او اوتي من قوة الادراك والفهم .

           في هذا اليوم العظيم يظهر على الخلق الخضوع والهلع والذلة والعبودية لله تعالى ويبدي على ملامح وجوههم الانكسار ( وعنت الوجوه للحي  القيوم ) اي  شخصت  الوجوه  والانظار التي  فيها  بذلة  وانكسار وخضوع الى الله تعالى الذي هو الحي الذي لا يموت والدائم البقاء والقيام ابدا في تدبير شأ ن خلقه سبحانه وتعالى وقد انقسم الخلق كما بينت سابقا – ويظهر ذلك في  سحنات  وجوههم  فالكافرون  والمشركون   والعتاة ساقون الى جهنم زمرا  وهم مقيدون بالسلاسل والا غلال  بعد ان  بانت حقيقتهم  وعلاما تهم  في وجوههم  وفخابوا  وندموا  وباؤوا  بالخسران المبين والذلة .
         واما الاخرون فيعرف في وجوههم نضرة النعيم يستبشرون بنعمة من الله تعالى وفضل لم يمسسهم سوء لما قدموه في حياتهم الدنيا من الاعمال الصالحة والطاعات فسيوفون اجورهم كاملة فلا يتهظم اعمالهم الصالحة ولا يظلمون فتيلا وسيجري العدل الالهي عليهم ( وانما توفون اجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز )
والله تعالى اعلم

               *********************

3

بسم الله الرحمن الرحيم


( قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو فاما ياتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا يضل ولا يشقى * ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى * قال رب لم حشرتني اعمى وقد كنت بصيرا *قال كذلك اتتك آياتي فنسيتها وكذلك اليوم تنسى * وكذلك نجزي من اسرف ولم يؤمن بأيات ربه ولعذاب الاخرة اشق وابقى *)

                                        سورة طه الايات \ 123 - 127

الحمد لله \

        وفي هذه الايات والتي قبلها يبين الله تعالى كيفية غواية الشيطان الرجيم لادم عليه السلام وزوجه واخراجهما من الجنة وسبب هبوطهما الى الارض وما سيحدث لهما وذريتهما على الارض من عداء وتخاصم وذلة بالعيش ونكد وتعب ثم منّ  الله  تعالى عليهما  فغفر لهما  ذنبهما وهداهما الى الحق واخبرهما انه  من اهتدى  بهديه تعالى فآمن   بالله وملائكته  وكتبه ورسله  واليوم الاخر من ذريتهما واتاه هدى الله تعالى فلا يتيه اويضل عن الصراط  المستقيم ولا يشقى او يتعب في حياته الاخرى  انما  مصيره  مامون الى الجنة حيث الخير والنعيم  المقيم .

           واما الكافرون والمشركون والذين اعرضوا عن عبادة الله تعالى فتوعدهم الله تعالى بان لهم معيشة ضنكا ويحشرهم  يوم  القيامة اعميانا يتخبطون  في ظلمات اعمالهم السيئة  وفي  يوم القيامة هذا يتوجه الى الله تعالى بالتوسل والدعاء بذلة وخنوع ( رب لم حشرتني اعمى وقد كنت بصيرا) وبمثل هذا الجزاء السيء  والمعيشة  الضنكى  في الحيا ة الدنيا والعمى  يوم الحشر في الاخرة  نتيجة  تجاوزهم  الحدود  واسرافهم  في المعاصي وانهماكهم في الشهوات وسيكون عذابه في الاخرة اشد من ذلك العذاب وابقى اي دائم البقاء في العذاب في الجحيم والخلود فيها ابدا .
 والله تعالى اعلم



**************************




يوم القيامة في سورة الانبياء

1

بسم الله الرحمن الرحيم

( خلق الانسان من عجل ساريكم اياتي فلا تستعجلون * ويقولون متى هذا الوعد ان كنتم صادقين * لو يعلم الذين كفروا حين لا يكفون عن وجوههم النار ولا عن ظهورهم ولا هم ينصرون * بل تأ تيهم بغتة فتبهتهم فلا يستطيعون ردها ولا هم ينظرون * )

                             سورة الانبياء الايات \ 27 – 40

الحمد لله \
            الا نسان بطبيعته وخلقه الاول خلق عجولا يستعجل الامور ولا يتوانى بها ويطمح ان يحصل على ما يريد باقرب وقت واسرع ساعة فهو مطبوع على العجالة مجبول على عدم الصبر وقلة الثبات حتى في الامور التي فيها ضرره او عذابه  فانه مخلوق في عجالة وهذه سمة ثابتة في كل بني البشر .
       وفي هذه الايات يخاطب الله تعالى الكافرين والمشركين بقوله تعالى ( ساريكم اياتي فلا تستعجلون ) اي ساريكم ايها الكافرون اياتي في الانتقام منكم فلا  تستعجلوني  في سرعة ورود الحدث  او وقوعه عليكم فانه  واقع  بكم لامحالة .وقد يتساءلون عن وقت وقوعه - استخفافا وسخرية – من رسول الله صلى الله عليه وسلم او من المؤمنين من بعده فيقولون متى سيقع علينا هذا العذاب ان كنتم صادقين - وهم صادقون انشاء الله - ولا يحتاج سؤالهم من احد جوابا فقد اغنى الله تعالى  رسوله محمد صلى الله عليه وسلم  المؤمنين الجواب واجاب الكافرين بما يقطع كل سبيل عليهم با نهم  لا يعملون  شيئا ولو علموا كثرة العذاب الشديد الذي هيء  لهم في الجحيم او في الحياة  الاخرى  يوم القيامة  حين لا يستطيعون منع النار المتوهجة ولهيبها العظيم ان يصل الى وجوههم ولا عن ظهورهم ولا عن بقية اجسامهم ولا ناصر لهم  ولا معين يخفف عنهم قليلا من عذابهم هذا العذاب الذي يحل بهم يوم القيامة  والتي ستاتيهم بغتة اوفجأ ة فتدهشهم وتحيرهم او تبهتهم فلا يستطيعون ردها اوتاخيرها ولا هم يمهلون مرة اخرى لتوبة اوعمل  صالح  يعملونه   وينظرون هنا بمعنى يمهلون او يؤخرون او يؤجلون الى وقت اخر . وهذا محال والله تعالى اعلم .

         اما سبب نزول هذه الايات فذكر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على ابي سفيان  وابي جهل فلما رآه ابو جهل ضحك وقال هذا نبي بني مناف - يقصد به  قوم  ابي  سفيان -  فقال له ابو سفيان ( ولم  تنكر ان يكون  لبني  مناف  نبي ) فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم التفت الى ابي جهل وقال له : لا تزال على كفرك حتى يصيبك ما اصاب عمك الوليد بن المغيرة اما انت يا ابا سفيان فقد قلت ما قلت حمية ) .


                     *****************************

2

بسم الله الرحمن الرحيم

( ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وان كان مثقال حبة من خردل اتينا بها وكفى بنا حاسبين * )

                                              سورة الانبياء الاية \ 47

الحمد لله \

          الله تعالى هيء يو م القيامة كل موازين العدالة والحق لحساب الخلائق بما فيهم بني البشر على اعمالهم التي عملوها في الحياة الدنيا بحيث ان هذه الاعمال لوكانت مقدار مثقال ذرة خيرا لرأها فاعلها خيرا او كان بمثلها شرا لكانت شرا فلا تظلم النفوس في يوم الحساب شيئا ولو كانت هذه الامور بوزن حبة الخردل - والخردل نبات معروف وحباته او بذوره  صغيرة  جدا - سيحاسب عليها  وستظهر يوم الحساب  في  ما استنسخه الملائكة الموكلون بمتابعة اعمال العباد وياتون بها حاضرة في يوم القيامة  وكفى بالله  محاسبا عباده على افعالهم واعمالهم وهو اسرع الحاسبين .

*******************************

3
  
   بسم الله الرحمن الرحيم

(واقترب الوعد الحق فاذا هي شاخصة ابصارالذين كفروا ياويلنا قد كنا في غفلة من هذا بل كنا ظالمين * انكم وما تعبدون حصب جهنم انتم لها واردون * لوكان هؤلاء الهة ما وردوها وكل فيها خالدون  *  لهم  فيها زفير وهم فيها لا يسمعون * ان الذين سبقت لهم منا الحسنى اولئك عنها مبعدون * لا  يسمعون  حسيسهها  وهم فيما  اشتهت  انفسهم خالدون * لايحزنهم الفزع الاكبر وتتلقاهم الملائكة   هذا يومكم الذي كنتم توعدون * يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدنا اول خلق نعيده وعدا علينا انا كنا فاعلين *)

                                        سورة الانبياء الايات \97 - 104

الحمد لله \

         الله الله من هذا الانذار العظيم اقترب الوعد الحق اي اقترب يوم القيامة او يوم الحساب وسيجزى كل بعمله  اما الكافرون   فتشخص ابصارهم خوفا وهلعا وافئدتهم هواء وهم يترنحون ويأسفون على ما فعلوه في حياتهم الدنيا ويرددون ياويلنا ياويلنا على ما فرطنا في جنب الله في حياتنا الدنيا حيث عشنا في غفلة وسفه وغرتنا ملذات الحياة ونعيمها وشهواتها وابعدتنا عن ذكرالله تعالى والايمان به بل نحن ظالمون حقا .
فالله تعالى حكم ان يكونوا هم والذين يعبدونهم او يقدسونهم تقديس عبادة كالاصنام والاوثان والتماثيل وبعض بني البشر حصب جهنم اي ان اجساهم ستلقى في جهنم مثلما يلقى الحطب في الناراو الحصى او الحجارة فيها وهي تتقد اذ سرعان ما تكون هذه الحصيات او الاحجار جزءا من النار تحترق وتحرق في ان واحد وهم لامحالة واردون اليها او داخلون فيها فهم والذين يعبدونهم من الالهة والاصنام
وما شاكل ذلك .

         فلو كان هؤلاء الذين تعبدونهم او تقدسونهم – ايها الظالمون – الهة لدافعوا عن انفسهم ودفعوا عنها العذاب و لما القوا في الجحيم وسيبقون فيها ابد الدهر خالدين فهم عاجزون ان يفعلوا اي شيء وقاصرون عن اتيان اي حركة او فعل وسيجازيهم الله تعالى على ما اقترفوه واقترفتموه في حق الله تعالى فيعذبهم واياكم في نار جهنم .

            اما اصحاب الجنه هم الذين سبقت لهم من ربهم الحسنى وبشرهم بالجنة وشرّفهم بأنهم بعيدون عن النار أو جهنم ولا يسمعون صوت لهيبها وهي تحترق و تحرق الكفار . فهم في رحمة الله في عيشة راضية خالدون فيها وفي يوم القيامة يوم الفزع الاكبر لا يخافون بل تتلقاهم ملائكة الرحمة المرسلة من ربهم قائلين (( سلام عليكم طبتم فأدخلوها خالدين )) هذا يومكم الذي وعدكم ربكم ان يدخلكم الجنة .

        في هذا اليوم العظيم الذي تنطوي السماء فيه بما فيها من اجرام ونجوم وكواكب فتزول جاذبية هذه الاجرام فتتهاوى وتزول وتختفي كما تختفي الصفحات عند طوي الكتاب او عند  طي  ورقة الرسالة   فتختفي كتابتها فلا ترى بعد الطي فتعود الى العد م كما خلقت اول مرة من العدم . لانه وعد الله تعالى ولا يخلف الله الميعاد .

            ان الله تعالى وعد في كتبه المنزله ان الجنة وأرضها الطيبة وانهارها الجارية وحدائقها الغناء وفاكهتها الكثيرة وحورها الحسان الجميلات بل وكل ما على ارض الجنة قد اعده  لعباد الله الصالحين خالصا لهم دون غيرهم . وفي هذا الخير موعظة وتذكير لكل العباد الذين صلحت اعمالهم وعبدوا الله حق عبادته والذين ارسل الله النبي محمد صلى الله عليه وسلم رحمة لهم   فالذين  آمنوا به ونصروه واتبعو النور الذي جاء  به وهو القران الكريم واخلصوا لله ورسوله هم اصحاب الجنة .

           **********************************




                يوم القيامة في سورة الحج

                                          1

                           بسم الله الرحمن الرحيم

( ياايها النا س اتقوا ربكم ان زلزلة الساعة شيء عظيم* يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما ارضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى النا س سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد * ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد* كتب عليه انه من تولاه فانه يضله ويهديه الى عذاب السعير * يا ايها الناس ان كنتم في ريب من البعث فانا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة  لنبين  لكم ونقر في الارحام  ما نشاء الى اجل  مسمى ثم نخرجكم طفلا ثم لتبلغوا اشدكم ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد الى ارذل العمر لكيلا يعلم بعد علم شيئا وترى الارض هامدة فاذا انزلنا عليها الماء اهتزت وربت وانتبتت  من كل  زوج   بهيج * ذلك بان الله هو الحق وانه يحيي الموتى وانه على كل شيء قدير * وان الساعة لاريب فيها وان الله يبعث من في القبور * ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب  منير * ثاني عطفه  ليضل عن  سبيل الله  له  في  الدنيا   خزي ونذيقه   يوم القيامة  عذاب  الحريق * ذلك  بما  قدمت يداك وان الله ليس بظلام  للعبيد * ومن الناس من يعبد الله على حرف فان اصابه خير اطمأن به وان  اصابته  فتنة  انقلب على وجهه  خسر الدنيا  والاخرة  وذلك هو الخسرا ن المبين )
                                                   سورة الحج الايات \1- 11

الحمد لله : 

         يوم القيامة يوم عظيم ومهول لا مثيل له لا في الحياة الدنيا ولا في الاخرة لذا خاطب الله العلي العظيم اهل الارض جميعا بقوله تعالى \ ياايها الناس والمقصود بهم اهل الارض منذ بدء الخليقة اي كل من دب على الارض من بني البشر حتى يوم القيامة يخاطبهم الله تعالى انه اذا زلزت الساعة اي قامت القيامة فان اهوالها عظيمة وكبيرة وشديدة لا يتحملها الانسان فيوم تقع ويشهدها الخلق تطير عقولهم وترتجف قلوبهم واجسامهم ويتوقف تفكيرهم ومن امثلة عظمة هذا اليوم ذلك ان النسوة ذوات الاطفال الرضع – والام لايوجد في الحياة الدنيا اعز عليها من وليدها - اذا رات حدوث يوم القيامة واهواله العظيمة تندهش وتبهت وترتجف وتترك وليدها  خوفا وفزعا مرتهبة وناجية بنفسها ومن عظيم اهواله لما يحدث في الكون من امور عظيمة وشديدة وقوية لحد ان تاخذ المراة الحامل بالفزع والارتجاف والخوف حتى يسقط  ولدها الذي هو في بطنها  من هذا الهول - وفي الحياة  الدنيا  كثير ما  تعرضت المراة  الى الاسقاط في حالة تعرضها لامر فضيع او امر شديد - انما ضربه الله تعالى مثلا لشدة الهول والفزع الذي يحدث فيه والا انه اكبرمن ذلك بكثير ولا ملجا يومئذ الا الى الله تعالى والناس فيه كانهم سكارى اثرت في عقولهم الخمرة  كثيرا  فتراخت اجسادهم فهم  يترنحون يمنيا وشمالا لا يستطعون السيطرة على اجسا دهم لكنهم ليست بسكارى ولكنهم فزعوا ودهشوا من هول  هذا اليوم العظيم  وفيه سيكون العذاب كبير وشديد موجع كل الوجع والشدة وهناك من يجادل في الله تعالى  بغير معرفة جهلا وعنادا متبعا كل امر محرم شيطاني او من افعال  الشيطان الرجيم    بعيدا  عن الخير  وقد قضى الله تعالى انه   من اتبع  الشيطان  الرجيم فانه سيقوده الى طريق  الشر  و سيعيش  في الضلال  في الحياة  الدنيا  وفي الاخرة سيكون من اصحاب النار.

                 ويخاطب الله تعالى الناس اجمع وخاصة الذين في قلوبهم شك او ريب من امكانية اعادة الخلائق من بعد الموت الى الحياة بعد ان يكونوا  ترا با   ورفاتا لا اثر لهم ان الله تعالى يبعثهم مرة اخرى في يوم القيامة – واعادة الخلق  ا سهل من الخلق الاول - فيبين الله تعالى لعباده انه تعالى خلق  الانسان الاول من تراب  وخلق ذريته  في صلبه وجعلها نطفة تنزل من ظهرالرجل لتلتقي مع بويضة المراة التي تنزل الى رحمها من ترائب صدرها اي من تحت اضلاع صدرها المقاربة الى قلبها ونهديها لتكون اكثر حنانا وشفقة على وليدها من الرجل في اعظم واشرف واكرم عملية   الا وهي الجماع   فاذا  نزلت هذه  النطفة  او  المني    من الرجل ستخصب   بويضة  الانثى و تنزل هذه  النطفة  من الرجل بشعور عجيب ولذة عارمة شديدة تهز كيانه هزا عنيفا وكذلك المراة تغلب عليها شهوتها وتنقاد الى الرجل  انقيادا  غريبا عجيبا  فتمكنه  من نفسها ( وجعل بينهما مودة ورحمة )   وفي بعض الاحيان  تكون هذه الشهوة غالبة   وفيتقارب الرجل والمراة من بعضهما للأجلها فقط وقد تقودهما الى الحرام وهو ما يعرف بعملية ( الزنا ) ومن التقائهما جمعا سيتحول المني الذي يقذفه الرجل في رحم المراة ليخصب بويضتها الى قطعة  من دم متجمد  صغيرة تاخذ  في الكبر في رحم المراة حيث تهيء لها   مواطن الانبات والنمو فتتحول هذه النطفة الى علقة وهي قطعة من اللحم   صغيرة  لها  قابلية الاتساع والنمو قد تكون مخلقة اي تامة النمو والاكتمال في رحم المراة وقد تكون غير مخلقة فيكون  نصيبها السقوط من رحم المراة والموت – ولا اكون قد خرجت من الموضوع ان قلت ان هذا المني الذي يقذفه الرجل في شبابه  ويضيعه  هدرا في غير  موضعه  هو اغلى  من الذهب مئات المرات لدى بعض الناس الذين يصابون  بالعقم  ويحرمون نعمة الانجاب ويتمنى ان تكون له نطفة  واحدة  منه فيتمكن  من  تخصيب   بويضة زوجته لتنجب له طفلا لينعم به - انها نعمة الله تعالى لعباده ولكن اكثرهم لايشعرون .

           وتتغير هذه النطفة الى علقة في اربعة اسابيع وتتغير العلقة   
الى مضغة في مثلها وتغيير المضغة الى عظام ايضا في اربعة اشهر ثم يكسوها لحما في مثل ذلك فيكون طفلا كامل التكوين في بحر اربعة اشهر ثم الله تعالى ينشء النشاة الاخرة فيبعث اليه الروح  فتدب فيه الحركة وينبض القلب وتتحرك الاعضاء فيكون بشرا سويا ليبقى في رحم الام تسعة  اشهر قبل ان يرى نورالحياة  وبعد الخروج من الرحم يبقى في حضانة امه مدة الرضاعة وهي سنتين اوحولين كاملين لمن ارا د ان يتم الرضاعة ثم يستمر في النمو في كل مجالاته في الجسم والعقل والادراك حتى يكتمل مبلغ الرجال في  سن المراهقة  ثم يكون رجلا  تاما عاقلا ذو قوة  وشكيمة  او امراة  كاملة  النضج  كالورد ة المتفتحة  ثم  يكون  
كهلا بعد سن الاربعين ثم يبدا بالتنازل او العد التنازلي عندما  يكون
  شيخا او شيخة .

      اما عملية الموت فانها مستمرة مع الانسان طيلة فترة حياته مجهولة الوقت والميعاد لانها من غيبيات رب العالمين فمنهم من يموت وهو في بطن امه وهو المقصود بالنطفة غيرالمخلقة ومنها من يموت طفلا او يافعا او شبابا اوكهلا او شيخا ومنهم من يستمر ويطول به العمر كثيرا حتى يصل الى ارذل العمر وهو المقصود بتوقف نمو العقل وعودته الى تغليب الاعمال الطفولية من جديد وتظهر علاماتها عليه ومنهم من يكون مقعدا عاجزا عالة على عائلته حتى تكره العائلة ذلك – اعاذنا الله تعالى من هذا العمر واماتنا في قوة ونحن لا نحتاج الى معونة احد من قريب اوبعيد -ومثل اخر هو الارض التي نراها هامدة جافة يابسة شدية
 اليبوسة  فاذا نزل عليها  الماء من مطر او سقي ا هتزت اي تحركت اصلا في  داخلها وانفرجت فيما بين ذراتها  لتنبت الزرع  والشجر  وانبتت من كل نبا ت يبهج  النفوس  ويريحها  وتكون هذه الزروع والاشجار  وكل ما ينبت في الارض ايضا ازواجا ذكر وانثى او تحمل الانوثة والذكورة .

         ومن الامور  المسلم  بها ان الله تعالى هو الحق  والعدل  وان الله تعالى يحيي الموتى اي يخرج الحي من الميت ويخرج  الميت من الحي وانه  متمكن من خلق كل شيء قادر على كل شيء ومن هذه القدرة الفائقة انه  تعالى سيبعث النا س في يوم القيامة من  قبورهم واجداثهم وان الساعة  قائمة ثابتة في موعدها  الذي لايعلمه  الا الله تعالى فتراهم يومئذ الى ربهم ينسلون .

           مع كل ذلك هناك من الناس من يجادل في امور الله تعالى بالباطل كان ينكر نبوة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم. وينكرنزول القران الكريم ويجادل في ذلك بغير علم  ولا سند ا و استدلال او وجهة   نظر معينة تنيه في جداله سوى تكبره وانفته واعراضه عن قبول الحق مائلا بجانبه عن الناس تكبرا و تزمتا وعن الحق عن دين الله تعالى ومثل هذا الشخص اي المجادل بغيرالحق له في الدنيا عذاب الخزي و الاذلال والهوان ويذيقه الله تعالى في يوم القيامة العذاب الشديد المحرق وانه من اصحاب الجحيم .


*************************



3

بسم الله الرحمن الرحيم

( ولا يزال الذين كفروا في مرية منه حتى تاتيهم الساعة بغتة او
يا تيهم عذاب يوم عقيم * الملك يومئذ لله يحكم بينهم فالذين امنوا
وعملوا الصالحات في جنات النعيم * والذين   كفروا وكذبوا باياتنا  فاولئك لهم عذاب مهين *)

                                            سورة الحج الايا ت \ 55 – 57

الحمد لله \
                 المؤمنون من امن بالله تعالى واطمأن به قلبه واتكل عليه في كل اموره في حياته الدنيا. اما الكافرون فهم المعاندون والعاصون او الذين في قلوبهم شك حيث ستكون حسرة في قلوبهم يوم القيامة فهم في ريب او مرية حتى يموت او حتى تاتي  الساعة  او القيامة  عليهم وهم لايشعرون لانها ستاتي فجاة فتبهتهم فلايستطيعون ردها اوتاخيرها عند ذلك سيكونون في العذاب المقيم او الدائم او ياتيهم عذاب يوم عقيم لامثيل له او لعذابه .

          ففي  يوم القيا مة  يكون  لله تعالى  السلطان  القاهر والتصرف المطلق لامنازع فيه ولا مدافع فيحكم الله تعالى بين عباده بالحق والعدل الكريم  فالمؤمنون سيكون موطنهم جنات النعيم والكافرون او المشركون والذين كفروا بايات الله تعالى سيكونون في العذاب مشتركون وفي الجحيم  خالدون  وبئس المصير

**************************************

4

بسم الله الرحمن الرحيم

( الم تر ان الله سخر لكم ما في الارض والفلك تجري في البحر بامره ويمسك السماء ان تقع على الارض الا باذنه وان الله بالناس لرؤوف رحيم * وهو الذي احياكم  ثم  يميتكم  ثم يحييكم ان الانسان لكفور * لكل امة جعلنا منسكا هم  ناسكوه  فلا  ينازعنك في الامر وادع الى ربك انك لعلى هدى مستقيم * وان جا د لوك فقل الله اعلم  بما تفعلون * الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون *)

                                               سورة الحج \ الايات 65- 69

الحمد لله \

         هذه  الايات  فيها  توجيه  انظار الخلق  الى قدرة  الله العظيمة ورحمته باهل الارض فجعلها مسخرة منقادة للانسان يعمل بها مايشاء ويرغب فيها بالذات او بالقوة التي اودعها الله عنده فيحرثها ويزرعها ويبنيها ويحفرها ويعمرها اويخرب بعض اجزائها او يفعل مايشاء فيها
وكذلك سخر للا نسان السفن والبواخر والزوارق والغواصات وما اليها تجري في البحار والمحيطات وجعلت قدرته تعالى المياه لها القابلية على سيرالسفن عليها .وعلم الانسان كيفية قيادتها او سوقها وتوسعت قدرات الانسان وعقليته في هذا المجال لتشمل حالات كثيرة فيها منفعة الانسان وتسهيل امور تنقله وقضاء حاجاته واحتياجاته ونقلها من بلد الى اخر على  ظهر هذه  السفن  العملاقة  حسب  ما  تقتضيه  اموره  وحاحته
وكذلك  في  مجال السماء الواسع  استخدام الملاحة الجوية من طائرات وتسخيرها  لخدمة هذا الانسان الذي  كرمه الله تعالى وفضله على كثير ممن خلق تفضيلا .

        اما في السماء فالله تعالى امسكها ان تقع الارض اوتنطبق عليها فتميت ما فيها وتهلك ماعلى ظهرها وذلك بخلق جاذبية الاشياء في كل مجالات ومدارات الاشياء  والمخلوقات في هذه السماء الواسعة فجعل  لكل الكواكب السيارة جاذبية معينة تختلف قوة جاذبيتها عن الاخرى فجعل للشمس جاذبيتها الواسعة ومدار هذه الجاذبية وسعتها وقوتها على جذب الاشياء وجعل لها فلكا تسبح فيه لا تتجاوزه وكذلك جعل مثلها للقمر الا انه اقل منها وهكذا بقية الكواكب السيارة والنجوم والاجرام السماوية كل فيها يسبحون ولا يمكن ان يتجاوز بجاذبيته الحد المقرر قيد انملة وهكذا استقام الكون وادرج على هذا المنوال ولو تخلخلت مدارات هذه الاكوان والسموات عما خلق الله تعالى لها لفسدت السموات والارض وتفجرت اجرامها وارتطمت بعضها بالبعض الاخر ولحدث ما لا يمكن تصوره العقل البشري الصغير المدرك لكل الاشياء - الا عظمة الله وقدرته - فانه قاصر عن ادراكها وكنهها وانها سياتي اليوم الذي تختل فيه الموازين القياسات وتنهمر الاحداث وتكون القيامة في امر قدره الله تعالى واجل هذا اليوم رحمة بالناس ورأفة بهم من الله تعالى فانه بالناس رؤوف رحيم وان الله تعالى هو الذي خلق الانسان وجعل له اجلا لا يعلمه وهو مدة  حياته من يوم ولادته الى يوم موته او طيلة مدة حياته في هذه الارض او في هذه الحياة الدنيا ثم  تقبض  روحه من قبل  ملك الموت الذي  وكله الله تعالى بقبض  الارواح  وازهاقها  فيندرس  في الارض وتاكله ديدان الارض ثم سياتي  الوقت  المعلوم  الذي يحيي الله  تعالى فيه البشر من  جديد  ليوم تشخص فيه القلوب والابصار وترنو الى الله تعالى ( وعنت الوجوه للحي القيوم ) الا ان الانسان جبلت نفسه على الكفر بانعم الله تعالى ونكران الائه الا ما ندر .

         وفي سبيل هداية الانسان ورحمةالله تعالى بهم ارسل المرسلين والانبياء مبشرين ومنذرين وجعل لكل نبي او رسول جماعته من البشر يؤمنون به وبشريعنه  المعينة  يتبعونها  وكان الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الانبياء والمرسلين وشريعته خاتمة الشرائع والاديان بحيث توجب ان تنحل كل الشرائع و المناسك فيها فتكون شريعة الناس  اجمع  والنبي محمد صلى الله تعالى مرسل الى البشرية جمعاء والنورالذي انزل اليه ( القران الكريم ) مهيمنا  على كل الكتب السمواوية فهو على نور من ربه  وهداه  ربه الى نور الهداية  والايمان  فهو على هدى مستقيم  فمن رضي  بهذا  فقد فاز ومن جحد به  فقد  خسر. والله تعالى اعلم بمن يجادل في هذا الامر الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في يوم القيامة سيكون الحكم العدل فمن اسلم واخلص ايمانه فقد فاز فوزا مبينا ومن كفر بما جاءبه محمد صلىالله عليه وسلم وهو الحق من ربهم فقد خسر خسرانا مبينا والله تعالى اعلم وارحم بعباده .


*********************************



يوم القيامة في سورة( المؤمنون)
1

بسم الله الرحمن الرحيم

( ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين * ثم جعلناه نطفة في قرار مكين * ثم خلقنا  النطفة  علقة  فخلقنا  العلقة   مضغة   فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما  ثم انشاناه خلقا اخر فتبارك الله احسن الخالقين * ثم انكم   بعد ذلك لميتون  * ثم  انكم  يوم  القيامة  تبعثون*)

                                             سورة المؤمنون الايات \12-16

الحمد لله \

             في هذه الايات الكريمة من سورة ( المؤمنون ) يعيد الله تعالى على الانسان واسماعه ما جاء في ايات سورة الحج وكيفية تثبيت الحياة فيه متى يوم موته ثم في يوم القيامة سيبعث الخلق من جديد الحساب ونيل الجزاء العادل( لاحظ نفسير الايات 1-11 من سورة الحج في هذا الكتاب \ يوم القيامة في سورة الحج \1 )


**************************************

                                       2


                            بسم الله الرحمن الرحيم


         ( وان الذين لايؤمنون بالاخرة عن الصراط لناكبون )

                                                        الاية \ 74

الحمد لله \

           الله تعالى يؤكد ان من لايؤمن بالله وملائكته ورسله واليوم الاخر وبالبعث ما بعد الموت لاجل الحساب في الحياة الاخرة اوفي يوم القيامة فهم الذين عن الحق  مائلون  حيث ان  الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم  دعاهم للايمان والاستقامة وفقا لتعليم الذين الاسلامي القويم الذي تشهد العقول الراجحة والسليمة انه الحق من ربهم وان لاعوج فيه فالذين لايؤمنون بالاخرة او بيوم القيامة والحشروالمعاد والثواب والعقاب فهم مائلون عن الطريق السوي وعادلون عنه الى الطريق الاعوج .راسفون في الزيغ والضلال .
        والله تعالى اعلم


          ********************************
















          يوم القيامة في سورة الفرقا ن

                          1

                    بسم الله الرحمن الرحيم

    ( تبارك الذي ان شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجري من تحتها الانهار ويجعل لك قصورا* بل كذبوا بالساعة واعتد نا لمن كذب بالساعة سعيرا * اذا راتهم  من مكان  بعيد  سمعوا لها  تغيظا  وزفيرا * واذا القوا منها  مكانا  ضيقا مقرنين دعوا هنالك  ثبورا* لاتدعوا اليوم  ثبورا واحدا وادعوا  ثبورا  كثيرا * قل اذلك خير  ام جنة  الخلد  التي  وعد  المتقون كانت لهم جزاءا ومصيرا * لهم ما يشاؤون  خالدين فها .  كان على ربك وعدا مسؤولا * يوم نحشرهم وما يعبدون من دون الله فيقول اانتم اضللتم عبادي هؤلاء ام هم ضلوا  السبيل *  قالوا  سبحانك  ماكان ينبغي  لنا ان نتخذ  من دونك  اولياء  ولكن  متعتهم  واباءهم  حتى  نسوا  الذكر.  وكانوا قوما بورا *)

                                              سورة الفرقان الايا ت 10- 18

الحمد لله \

         تبارك الله العظيم الذي  اراد ان يجعل للحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم  في  هذه  الحياة  الدنيا جنات يفجر خلالها الانهار فتجري من تحتها وخلالها  ونعيما  مقيما  دائما  ويجعله  من اصحا ب القصور العالية  والعمارات الشاهقة الا ان الحبيب المصطفىمحمد صلى الله عليه وسلم  زهد في كل ذلك في الحياة الدنيا وفضل الحياة الاخرة عليها . وعلى هذا الاساس فقد اعد الله تعالى له  نعيما مقيما .

          اما الكافرون والمشركون فقد فضلوا الحياة الدنيا فكذبوا بيوم القيامة واعتقدوا ان لاحياة من بعد  الموت ولا بعث ولا  نشور.  وعقدوا اهتمامهم على  حياتهم الدنيا وحطامها  الزائل  ظانين ان الجاه والمال كل شيء وعلى هذا الاساس فقد اعد الله تعالى لهؤلاء وامثالهم النار المحرقة في جهنم هذه النار التي يسمعون صوت  لهيبها  من  مكان   بعيد  وكانها تتقاتل فيما بينها لشدة لهبها وشدة اتقادها واوارها وكانها لها زفير يشبه زفير الغيظ الشديد حتى اذا القوهم الملائكة الموكلون بعقابهم وهم خزنتها مقرنين مقيدين بالسلاسل والاصفاد مشدودة ارجلهم و ايديهم الى رقابهم واحترقوا  في النا ر الشديدة  تمنوا  او دعوا  الموت  ان  يقضي  عليهم فيستريحوا من هذا العذاب والويل والثبور اجابوهم :  اليوم لاتدعوا ثبورا واحدا ولكن اطلبوا لانفسكم الموت والهلاك المتعدد الانواع والالوا ن حيث سيكون  العذاب كذلك  مختلفا  الوانه انهم  في  مشهد  مهين   وعقيم
فقل لهم ياحبيب الله يامحمد صلى الله عليه وسلم اهذا العذاب افضل ام جنات النعيم الدائم او الخلد التي وعدها الله تعالى للمؤمنين المتقين من عباده الذين يؤمنون بالله تعالى وبيوم القيامة والله تعالى منجز وعده رسله في ادخالهم هذه الجنات الواسعة الدائمة الوارفة الظلال الكثيرة الانهار والفاكهة والنعيم .

         اما يكون الاجدر بهم ان يؤمنوا و يتقوا الله تعالى ويحفظوا انفسهم واجسادهم  من شر هذا العذاب الاليم في النار ففي يوم القيامة يحشر الله تعالى الكافرين والمشركين والفاسقين الى نار جهنم ويسال الذين عبدوهم من دون الله تعالى كالملائكة والجن والانبياء والاولياء والاصنام والاوثان  الذين تعلقت عقيدتهم بهم اعتقاد ربوبية وعبادة وتقديسهم  لهم لا اعتقاد  وتكريم  واحترام يسا لون هل انتم سبب ضلال هؤلاء العباد ووقوعهم في النا ر فيجيبون  سبحان  الله  تعالى ا ينبغي  ان  نعبد  الله تعالى  وندعوا  الناس الى عبادة غيره  فهذا محال  فقد  لا  يكون قطعا  ان  نعبد  غير الله تعالى او ندعوا لعبادة غيره فهؤلاء هم كاذبون  فقد  جحدوا  با نعم الله تعالى والائه  كثيرا حتى  تمردوا  واصبحوا  بالله تعالى  كافرين فقد ظلموا انفسهم فاستحقوا العذاب  الشديد  لانهم  كانوا  فاسقين اعماهم الكفر عن الصواب وكانوا قوما بورا.
 والله تعالى اعلم


              ******************************


2

بسم الله الرحمن الرحيم


( وقال الذين لايرجون لقاءنا لولا انزل علينا الملائكة او نرى ربنا لقد استكبروا في انفسهم وعتو ا عتوا كبيرا * يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ  للمجرمين  ويقولون حجرا محجورا * وقدمنا الى ما عملوا من عمل  فجعلناه هباءا منثورا * اصحاب الجنة يومئذ  خير مستقرا  واحسن مقيلا  * ويوم  تشقق السماء  بالغمام  ونزّل الملائكة تنزيلا* الملك يومئذ الحق  للرحمن وكان  يوما على الكافرين عسيرا *  ويوم  يعض  الظالم على يديه  يقول ياليتني اتخذت مع  الرسول  سبيلا * ياويلتى  ليتني لم اتخذ  فلانا  خليلا * لقد  اضلني عن الذكر  بعد اذ جاءني وكان الشيطان للانسان خذولا*)


                                                  سورة الفرقان الايات\22- 29

الحمد لله \

            الكافرون بيوم القيامة والذين لايؤمنون به وهو لقاء الله تعالى في يوم الحساب يقولون هلا انزل علينا  الملائكة  تخبرنا  صراحة بنبوة محمد - صلى الله عليه وسلم – فنصدقه او نرى ربنا - سبحانه تعالى عما يقولون- فيتكلم معنا مشافهة فنعلم انه بعث محمدا – صلى الله عليه وسلم نبيا  فنصدقه .

         ان هؤلاء قد استكبروا وطغت نفوسهم وتجاوزوا حدود ما رسم  الله تعالى لعباده  .والا كيف يرون الملائكة في الحياة الدنيا وهذا غير ممكن لبني البشر لقد  استكبروا   كثيرا في قرارة  نفوسهم  وافئدتهم  وتجاوزوا على امرالله تعالى تجاوزا كبيرا بجسارة وتعنت وعناد شديد
ففي يوم القيامة سيرون الملائكة يوم ياتيهم العذاب من بين ايديهم اي من قبل وجوههم ومن خلفهم فيقول لهم الملائكة حجرا محجورا وهي كلمة فيها ردع وطرد للمجرمين العتاة العصاة عن رحمة الله تعالى فهم يقولون لهم   حجرا محجورا  عنكم  الرضا والخير والرحمة من الله تعالى و من ساحة القبول ومنعهم من لقاء ربهم وما عملوه في الحياة الدنيا سيجعله الله تعالى هباء منثورا وغبارا متناثرا في جو السماء والارض فلا ينتفع منهم احد .

            اما اصحاب  الجنة  ففي يوم  القيامة  سيكونو ن  في مأمن خير ومستقر جميل وكريم  وفي كلامهم رضا ونعمة وقول حسن ومكان امين
نعم في  يوم  القيامة هذا  اليوم العظيم ونتيجة  ما يكون  فيه  من احداث وتغييرات في جو السماء والارض من انعدام الجاذبية وارتطام الكواكب ببعضها وتهاوي النجوم والكواكب وسقوطهاعلى الارض بعد انتثارها في السماء ودكدكة الجبال بسبب سقوط الكواكب والنجوم عليها بحيث تكون كثيبا مهيلا اي مثل التل الصغير المكون من تراب يتحرك في الصحراء بفعل الرياح وتنسجر البحار بفعل ارتفاع درجة الحرارة نتيجة هذه التفاعلات وما يحدث في باطن الارض من انفجارات داخل البحار لوجود فوهات الحرائق والبراكين فيها فتمتليء السماء بالغمام اي بالضباب وبخارالماء فيسد اقطارها فلا مجال للرؤيا
في هذا الجو القاتم ينزل الملائكة يحملون صحائف اعمال العباد فلا حول ولا قوة الا بالله فالملك في هذا اليوم العظيم لله الملك الحق الرحمن الرحيم بعباده وكان هذا اليوم العظيم يوما على الكافرين الظالمين والمشركين والمعنادين والعاملين السوء والخارجين عن رحمة الله عسيرا شديد الوقع لان فيه عقابهم يوم يسحبون في النارعلىوجوههم في سلاسل مقيدين حتى اعناقهم فيقول احدهم ندما وحسرة عاضين على اصابعهم من الندم والحسرة والتاسف حيث لاينفع الندم ولا الحسرة فيقول احدهم ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا اي ياليتني اتخذت طريقا يوصلني الى الجنة فامنت بالرسول الكريم واطعته ثم ينكفيء علىنفسه بعد ان يعض على يديه شديد ندما وحسرة ياليتني لم اتخذ فلانا خليلا اي ياليتني وهي كلمة تمني زائل لم اتخذ من هذا الكافر او المشرك صديقا لي فاسير في طريق الشر معه فقد اضلني عن طريق الهدى والصلاح ودلني على طريق الكفروالفسوق والالحا د ومنعني من الايمان بالله تعالى واطاعة رسوله – صلى الله عليه وسلم - والتزم طريق الهداية في ذكرالله تعالى بعد ان عرفته ودعوني له وجاءني البشير 0 فاتبعت طريق الشر والضلال طريق الشيطان الرجيم وكان الشيطان عدوا للانسان خذولا له يامره بفعل الشر ثم يتنصل منه ويتركه فيس سواءالجحيم
والله تعالى اعلم

                     *************************

3


بسم الله الرحمن الرحيم


(( وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما *. والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما .* والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم ان عذابها كان غراما . انها سائت مستقرا ومقاما .* والذين اذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما * والذين لايدعون مع الله الها أخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما *. يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا *. الا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما *. ومن تاب وعمل صالحا فأنه يتوب الى الله متابا * والذين لا يشهدون الزور واذا مرو بالغو مروا كراما *. والذين أذا ذكروا بأيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا *. والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين وجعلنا للمتقين أماما .* أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاما .* خالدين فيها حسنت مستقرا ومقاما * قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم فقد كذبتم فسوف يكون لزاما *.))

سورة الفرقان آيه 63 _ 77

الحمد لله \

عباد الله سبحانه وتعالى الرحمن الرحيم الذي منح عباده الصالحين الرحمة وتفضل عليهم بها وصف عباده المؤمنين في المصحف الشريف في آيات كثيرة وبصفات متعددة وفي هذه الايات الشريفة جاء وصفهم بأعمالهم وصفاتهم مع الاخرين . منهم الذين يمشون على الارض هونا لينا ويسرا وليس المشي هنا بالاقدام وانما سيرهم وخلقهم مع الاخرين بين البشر وممن خلق لهم ربهم تعالى
يتعاملون معهم في حياتهم الدنيا . منهم يتعاملون مع الجميع باليسري والهين من الامور ومنحهم الله تعالى القدرة على الصبر فأذا خاطبهم الجاهلون من المشركين او الكفار او حتى عامة الناس من صنفهم ممن هم اقل منهم ايمانا أذا خاطبوهم بلهجة القوة والعنف والبذائه من الكلام وما اليه فأن ردهم عليهم يكون بأفضل اللفظ وأجمل المعنى وأحسن التعبير فجأء قوله تعالى (( قالوا سلاما )) . فهم العافون عن الناس أساءتهم اليهم بعيدا عن الخوف منهم . ومقابلة الاساءه بالاحسان والشده واللين واللطف وجهل الجاهلين بالحلم لهو من فضل الله تعالى وهدايته لنفس المؤمن الثابت الايمان . فهم لا يرجون من عملهم هذا وعفوهم هذا الا رضا الله تعالى والشد في عبادته . فاذا جاء الليل تراهم متوجهين الى ربهم في عبادة وصلاة وذكر الله دائما . منهم يصلون الفرائض ويقومون الليل نافلة طلبا لرضى الله عليهم ومحبته في قلوبهم . وفسجدوهم كناية عن الصلاة المفروضة وذكر يبتغون في كل ذلك . انهم يبغون رضا الله تعالى ويدعونه ان يجنبهم عذاب النار في جهنم وان لا يجعلها سكنا لهم ومستقرا لهم ذلك المستقر السيء الذي هم بعيدون عنه بفضل الله ونعمته عليهم . ومن صفات المؤمنين التقتير في الانفاق والصرف بحسب الحاجه فلا يجعلون أيديهم مغلولة الى اعناقهم بخلا وشحا ولا يبسطونها كل البسط فينقضون كل ما لديهم من مال فيبقون معدمين مدينين بل وصفهم الله تعالى بين هذا وذاك تبعا لما لديهم من ثروة ومال وفقر وغنى .
ثم وصفهم بصفات ثلاث لا يقومون بها ولا يتصفون بها فهم لا يشركون بالله تعالى ولا يقتلون النفس التي حرم الله قتلها الا بالحق وحق قتل النفس هو القصاص النفس بالنفس والخروج على الامام او قل الخروج من الاسلام أي من ارتد عن الاسلام حل قتله ولا يزنون وهي معصية ثالثه من فعل أي منها عاقبه الله تعالى بالاثم وضاعف له العذاب يوم القيامة ويبقى في هذا العذاب خالدا مخلدا .
اما الذين فعلوا هذه المعاصي من الكفار والقتلة والزناة ثم تركوها وندموا على ما فعلوه وتابوا توبة نصوحا الى الله تعالى ورجعوا الى طريق الحق والصواب فأن الله تعالى يمحوا ذنوبهم بالتوبة والتوبة خلاف نسيان الذنب انما تجعل ذنبك اما عينيك لترجع عنه فتستغفر الله تعالى وتتوب اليه وهي ان تتوب عن كل شئ سوى الله تعالى وافضل ماقيل في التوبه - هو التوبة عن كل شي ذمه العلم الى ما مدحه القلم - وهذا الوصف يعم الظاهر والباطن لمن كوشف بصريح العلم لانه لا بقاء للجهل مع العلم كما لا بقاء لليل مع الشمس وهو يستوجب جميع امور التوبة بالوصف الخاص والعام وهذا العلم يكون على الظاهر والباطن بأخص اوصاف التوبة وأعم اوصافها . ومعناها رجوع العبد عن كل ما يخالف الشرع بالانابة لكل ما يرضى الله تعالى وقيل في تفسيرها انها ترك لتسويف زمان الاويه وهي العودة الى الحق تعالى وقيل فيها ان لاتنسى ذنبك يوما ما دمت حيا فالتوبة اذن الرجوع الى طريق الحق والهدى والابتعاد عن كل عمل منكر كان المرء يعمله . بنفس خالصة وروح طيبة وقلب نظيف غسل بماء الايمان عندها يبدل الله سيئات هذا المرء التائب الى حسنات لان الحسنات يذهبن السيئات والحسنة بعشر امثالها غفرانا من الله تعالى لذنوب عباده ورحمة بهم . وهذه التوبه يجب ان تكون توبة ثابتة وخالصة لوجهه تعالى مقرونة بالعمل الصالح والطريق القويم .

ومن صفات المؤمنين أنهم لا يشهدون شهادة زور تلك الشهادة الباطلة الماحقه التي تمحق شاهدها وتلقيه بأمر العذاب بل يؤدون الشهادة على حقيقتها ولا يقولون الا الحق . واذا سمعوا لغوا او كلاما نابيا فحشاً او قبحا او كلاما غير لائق توقفت السنتهم عن النطق به وانفت نفوسهم عن مثله واعرضت عنه ترفعا وتجاوزا مؤثرين العفو والصفح لان من خلقهم انهم العافين عن الناس . فهم لا يرضون الا بالقول الطيب والكلام السمح واللفظ المختار الاحسن لذلك تراهم اذا ذكروا بايات ربهم يتدبرونها ويتفكرون في معناها ظاهرا وباطنا بقلوب يملؤها الايمان وعيون مفتوحة واعية لماترى واذان صاغيه سامعة ما يقال لها فهم لا يخبطون القول خبط عشواء ولا يصدرون حكما الا عن بصيرة واعية وحكم قاطع ثابت .
ومن صفات المؤمنين توكيلهم في كل امورهم على الله تعالى والدعاء بصالح الاعمال والامور ومن هذه الامور دعائهم الله تعالى ان يهب لهم من ازواجهم اولادا صالحين ومن اولادهم افعالا وذرية بعضها من بعض تقر بها عيونهم وتفرح بها قلوبهم مجبولين على الطاعة وعبادة الله تعالى مغروسة قلوبهم ونفوسهم بالايمان واخلاقهم بالخلق الحميدة وصفاتهم كريمة ومن كانت ذريته صالحة سر بهم وفرح بهم في الدنيا وما أجمل وافضل ان يرى المؤمن اولاده وصغاره دائبين على طاعة الله وعبادته مؤدين حقوقه من صوم وصلاة وعبادة فهم واقفون معه في صف واحد في المسجد على سبيل المثال . واضافة الى هذه الامور الدنيوية فانه ثبات بهم كما جاء في حديث رسول الله عن العمل الذي لاينقطع بعد الموت وجعل الولد الصالح منه . فهؤلاء الاولاد هم قرة اعين آبائهم وصدقة جارية لهم من بعدهم . وهم ائمة التقى وهداة الاخرين
الى الطريق الحق والصلاح .

           هؤلاء الذين صفاتهم ما جاء اعلاه هم الذين وفقهم الله لدخول الجنة وغرفاتها وقصورها ينعمون بها . تلك الجنة التي فيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر . من الخير والجمال والنعيم الدائم . تحف بهم الملائكة ان سلام عليكم ادخلوها بسلام امنين يجدون فيها تحية الملائكة لهم وتحيتهم فيما بينهم بالسلام والايمان هذه الجنة ذات النعيم المقيم والاستقرار الثابت الخالد والمقام المحمود جعلها الله تعالى لهؤلاء المؤمنين- الذين يمشون على الارض هونا . واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما –
( لاحظ كتابي اصحاب الجنة في القران الكريم الجزء الثاني ).

             وقل لهؤلاء الناس الكافرين – والخطاب للحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم - بنعم الله  والمستكبرين عن  قبول قول
الحق والايمان بالله تعالى وتوحيده وعبادته قل لهم ما يعبأ بكم ربكم واي اعتداد يعتد  بكم  لولا دعاؤكم وماذا يفعل بكم اي لولا عبادتكم ا لله تعالى ودعاؤكم والدعاء كما اخبر الحبيب المصطفى ( مخ العبادة ) فقد خلق الله تعالى الخلق لاجل عبادته  ( وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون )   فقد كذبتم اي فقد دعوناكم للايمان بالله تعالى فكذبتمونا وولم تستجيبوا لدعاء الايمان  لذا  فسوف يكون  لزاما ان  يحيق  بكم العذاب  جراء  تكذيبكم  لنا واصراركم على البقاء في الكفر وسيكون مصيركم الى النار .



*****************************






        يوم القيامة في سورة  الشعراء
                             1

                           بسم الله الرحمن الرحيم

( فانهم عدو لي الا رب العالمين * الذي خلقني فهو يهدين * والذي يطعمني ويسقين * واذا مرضت فهو يشفين * والذي يميتني ويحيين * والذي اطمع ان يغفرلي خطيئتي يوم الدين* رب هب لي حكما والحقني بالصالحين * واجعل لي لسان صدق في الاخرين* واجعلني من ورثة جنة نعيم * واغفر لابي انه كان من الضالين * ولا تخزني يوم يبعثون * يوم لا ينفع  مال ولا بنون * الا من اتى الله بقلب سليم *)

                                              سورة الشعراء الايات \ 77- 89

الحمد لله \

          ابراهيم الخليل الله عليه  السلام  وجد اباه (ازر) - وازر قيل في بعض الروايات انه عمه وليس اباه الحقيقي والعم يكون بمثابة الاب عند فقد الاب كما تكون الخالة اما في حالة غياب الام الا انها جاءت صريحة بالقران الكريم انه اباه –  وجده وقومه  يعبدون الاوثان  والاصنام  ولا يعبدون الله تعالى فدعاهم للايمان بالله تعالى فلم يستجيبوا له ودخلوا معه في مخاضات من الجدال شديدة ادى ذلك الى قيامه بتحطيم اصنامهم فامر الملك النمرود – والنمرود ملك مملكته في وسط العراق وعاصمة ملكه ( عقرقوف ) التي لا  تزال اثاره شاخصة فيها وقد زرتها في الثما نينات من القرن الماضي وتمتد حتى بابل - ان يؤتى به على اعين الناس ويجادلونه جدالا واسعا حتى يقنعونه ان يعود الى عبادة اصنامهم او يلقى في النار وهذه الايات الكريمة هي جزء من جداله لهم ودعوتهم الى الايمان فقال لهم ان اصنامهم هذه عدو له ولهم وانه يكرهها او يمقتها ولا يؤمن بها فالله تعالى هو صاحب النعم على البشر اي عليه وعليهم   وعلى غيرهم فهو مؤمن  به  وسيهديه الله تعالى الى الخير الذي  يرجو  برحمته  فهو الذي اوجده وخلقه وصوره في الدنيا وهو الذي ارشده الى طريق الخير والامان وهداه الى المنهج القويم لهدايتهم وهداية الناس الاخرين وهو سبحانه وتعالى الذي يتكفل رزقه في الدنيا وحياته من بعد الموت واذا مرض فهو الذي يشفيه ويهب له الصحة والعافية وهو الذي بيده الموت والحياة حيث يمو ت الناس كل في اجله الموعود ويحييهم اويبعثهم من جديد في يوم القيامة للحساب ومما قال لهم : واطمع ان يغفر لي ذنوبي اذا اذنبت ويتجاوز عنها يوم القيامة  ثم توجه ابراهيم عليه السلام في هذا الموقف العظيم وامام الخلق والناس اجمعين وامام ابيه والملك النمورد توجه الى الله تعالى بالدعاء ( رب هب لي حكما والحقني بالصالحين ) اي هب لي حكمة وحكما وفهما واسها ما في معرفتك وكمالا في العمل والعلم واجمع بيني وبين عبادك الصالحين الذين نزهتهم عن الخطايا والذنوب وجعلتهم اصحا ب الجنة وبارك لي في ذكري واجعل لي في كل جيل ياتي من بعدي ذكرا حسنا وثناء حسنا واجعلني من ورثة جنة النعيم اي ممن ينالون رضاك في الاخرة او في يوم القيامة فتدخلهم الجنة واسالك ربي ان تهدي ابي الى الايمان وان  تغفر له  ما هو عليه   من الكفر والضلال واسالك اللهم ان لا تفضحني ولا تخزني امام الخلق يوم تبعث الناس للحساب في يوم القيامة هذا اليوم العظيم الذي فيه لاينفع الناس فيه اموالهم ولا اولادهم بل ينفعهم ايمانهم بالله تعالى واعمالهم الصالحة بقلوب سليمة ملؤها الحب والرجاء والتوجه اليه تعالى بقلوب مطمئة يفعمها بالايمان - راجع كتابي الادعية المستجابة في القران الكريم –

ولما لم يستجب لهم وسفه الهتهم و حطمها فالقوه في النار التي اعدّوها لاحراقه امام الناس ليحترق وهم ينظرون اليه فانقذه الله تعالى منها حيث جعلها باردة لا تنال منه شيئا ( يانار كوني بردا وسلاما على ابراهيم ) وقد بارك الله  تعالى  لابراهيم  بعد  ان  هجر قومه  وسافر الى فلسطين ثم الى مصر ليتزوج فيها ثم الى الحجاز ليبني الكعبة المشرفة مع ولده اسماعيل عليهما السلام  ثم يعود ليسكن في فلسطين وجعل في ذريته الكتاب النبوة فكان كل الانبياء  الذين  جاؤوا من  بعده من ذريته واخرهم سيدنا محمد صلى الله عليه وعليهم اجمعين

                   *****************************  





                  يوم القيامة في سورة النمل
    

                               1
                 بسم الله الرحمن الرحيم   

 (طس  تلك ايات القران وكتاب مبين * هدى وبشرى للمؤمنين * الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم بالاخرة هم يوقنون * ان الذين لايؤمنون بالاخرة زينا لهم  اعمالهم فهم  يعمهون * اولئك الذين لهم سوء العذاب وهم في الاخرة هم الاخسرون *)
                                               سورةالنمل\ الايات 1-5  

الحمد لله \ 

  طس   :/ من حروف المعجم وقد شرحناها كثيرا  . تلك ايات القران وكتاب مبين  :  اشارة الى ايات القرا ن الكريم الواضحة البينة  فهو كتاب بين  واضح  بينه الله تعالى  للناس كل صغير ة وكبير ة  فقد  انزله الله تعالى هداية لهم  يبين لهم طريق الخير والايمان  وبشرى لكل مؤمن مستمسك بما جاء فيه  وعمل  لما اثبته في طريق الحق  فهم يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة  ويؤمنون  بيقين ثابت ان بعد الحياة الدنيا معادا في يوم القيامة يرجعون فيه الى الله تعالى  فيجزي كل نفس بما كسبت  وما عملت في حياتها الدنيا  من خير  فهم اصحاب الجنة  .

           اما الذين لايؤمنون في  يوم الاخرة  فهم  الذين اعتبروا اعمالهم في حياتهم الدنيا هي افضل الاعمال واحسنها فالتزموا  بها وعلامة ذلك انهم  لا يقيمون الصلاة  ولا يؤتون الزكاة  فلا يعرفون لله فضلا عليهم  وانهم اليه راجعون  فهم في اشتهت انفسهم  سادرون قد  اعماهم  سوء اعمالهم  عن  رؤية  الحق  فهم  كمن هو اعمى لا يرى  طريقه  وما هو باعمى ولكنه عن  النور معوج  وفي الظلام سائرون  فقد  بين الله تعالى  ان لهم في يوم القيامة سوء العذاب وهوالعذاب الاشد  فهم  قوم خاسرون   وسيكونون في اسوء الاحوال اذ هم في جهنم  خالدون  . 



******************************


2

بسم الله الرحمن الرحيم


( قل لايعلم من في السموات والارض الغيب  الا الله  وما يشعرون  ايان يبعثون *بيل ادارك علمهم  في الاخرة  بل هم في شك منها  بل هم  منها عمون *)


                                     سورة النمل الايتان \  65و66

 الحمد لله \

       الغيب  كل  ما لا  يستطيع الانسان  فهمهاو رؤيته او الاطلاع على مكنونه  فالانسان بتكوينه قاصر على فهم الغيب  والعلم به  لذا انزل الله تعالى هذه الاية المباركة   بحسم  معرفة الغيب والعلم به من قبل الانسان او غيره من المخلوقات  بخطابه  تعالى  للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ( قل  لايعلم من في السموات والارض  الغيب الا الله ..)  ومن - تستعمل للعاقل فقط   معناها ان الانسان معنيّ  بها  فهو لا  يعلم من الغيب  شيئا وانما الله سبحانه وتعالى  تفرد بعلم الغيب  لوحدانيته   وقدرته   التامة ورحمته العامة  فلا يعلم الغيب الا الله تعالى  وقد انفرد بعلم الغيب وحده سبحانه وتعالى  دون من السموات والارض من ملائكة  او من جن او من انس او من كل ذي عقل ودراية   فلا علم لاحد  منهم  بالغيب  واكبر دليل على ذلك  انهم لا يعلمون متى يبعثون  بعد   موتهم  ووقوفهم   بين يدي الله تعالى ليوفون  جزاء اعمالهم التي عملوها  في الحياة الدنيا .

        اما الكافرون من الناس او البشر  فليس لهم حجة  او حالة يبررون فيها  بقاءهم  في الضلال  وقد  كثرت اسباب  علمهم  وتهيأت  الايات   او البراهين والدلائل  على ان البعث في يوم القيامة لا ريب فيه  ولا  شك فيه   فهو واقع لامحالة  وان الحساب  بعد البعث حق  فهو حقيقة واقعة  صدقا وعدلا   فعلمهم تدارك وتتابع بشأن الاخرة  وحقيقة مفهوميتها  وحسابهم من بعد  بعثهم  فيها  بما  علموا بها نتيجة بعث الله تعالى الرسل والانبياء اليهم  واظهار الدلالات  والبراهين على ذلك  و ان قد  الكافرين  تعاموا  عن كل ذلك  لان على قلوبهم   اقفالها  وقد   صدأت  فلا   تفتح  للحق ابوابها- بل هم منها عمون   -




     ***********************************



                                          3


                                بسم الله الرحمن الرحيم

  ( واذا وقع القول عليهم  اخرجنا لهم  دابة من الارض  تكلمهم  ان الناس  كانوا باياتنا لايوقنون * ويوم نحشر من كل امة فوجا ممن يكذب باياتانا فهو يوزعون *  حتى اذا جاؤوا  قال  اكذبتم  باياتي  ولم تحيطوا بها علما  اما ذا  كنم تعملون * ووقع القول عليهم  بما ظلموا  فهم لا ينطقون * الم يروا  انا جعلنا  الليل  ليسكنوا  فيه والنهار مبصرا  ان في ذلك لايات لقوم  يؤمنون *  ويوم ينفخ في الصور  ففزع من في السموات ومن في الارض الا   من  شاء  الله  وكل اتوه   داخرين  وترى الجبال  تحسبها جامدة وهي تمر مرالسحاب  صنع الله  الذي اتقن كل  شيء  انه خبير بما  تفعلون *)

                                                سورة النمل الايات \82-66
 الحمد لله \


         ان من علامات يوم القيامة كما ورد عن الحبيب المصطفى محمد صلى  الله عليه  وسلم  خروج  الدابة  قال الله تعالى (وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس  كانوا  بآياتنا  لا يوقنون)   .

      وهذه الدابة تخرج في آخر الزمان عند فساد الناس وتركهم أوامر الله تعالى وتبديلهم الدين الحق يخرج الله سبحانه وتعالى لهم دابة من الأرض قيل  انها تخرج  من مكة وقيل من اماكن اخرى  وهذه الدابة لها القابيلية  على تكلم الناس .
   وعن  ابن عباس والحسن وقتادة ويروى عن علي رضي الله عنه_ تكلمهم كلاما - أي تخاطبهم مخاطبة  بالسنتهم و ويسمعون ويفهمون ما تقول .
وقد ورد في ذكر الدابة أحاديث وآثار كثيرة : .
      
    قال الإمام أحمد حدثنا سفيان عن فرات عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال أشرف علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم من غرفة ونحن نتذاكر أمر الساعة  فقال ( لا  تقوم الساعة حتى تروا عشر آيات طلوع الشمس من مغربها والدخان  والدابة  وخروج   يأجوج    ومأجوج وخروج عيسى ابن مريم  والدجال وثلاثة خسوف خسف بالمغرب وخسف بالمشرق   وخسف   بجزيرة  العرب  ونار تخرج  من قعر عدن تسوق أو تحشر الناس تبيت معهم حيث باتوا وتقيل معهم حيث قالوا )  رواه مسلم وأهل السنن. وقد تحدثنا عن هذه الامور  فيما سبق.


وقد اختلف في معنى- وقع القول عليهم - وفي الدابة  ايضا ; فقيل : معنى  وقع القول عليهم أي  وجب الغضب عليهم هذا ما  قاله قتادة  رضي الله عنه . وقال مجاهد  رضي الله عنه : أي حق القول عليهم بأنهم لا يؤمنون . وقال ابن عمر وأبو  سعيد الخدري  رضي الله عنهما :أي  حق   القول عليهم   إذا لم يأمروا   بالمعروف   وينهوا عن  المنكر أي  وجب السخط عليهم . وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما : وقع القول يكون بموت العلماء , وذهاب العلم , ورفع القرآن فقد قال عبد الله : أكثروا تلاوة القرآن قبل أن يرفع , قالوا هذه المصاحف ترفع  ؟؟؟؟ فكيف بما في صدور الرجال ؟ قال : يسرى عليه ليلا فيصبحون منه قفرا , وينسون لا إله إلا الله , ويقعون في قول الجاهلية وأشعارهم , وذلك حين يقع القول عليهم .

       وروى البزار عن ابن لعبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن أبيه  رضي الله عنهم أنه قال : أكثروا من زيارة هذا البيت من قبل أن يرفع وينسى الناس مكانه  وأكثروا تلاوة القرآن من قبل أن يرفع  قالوا : يا أبا عبد الرحمن هذه المصاحف ترفع فكيف بما في صدور الرجال ؟ قال : فيصبحون فيقولون كنا نتكلم   بكلام   ونقول قولا   فيرجعون  إلى شعر الجاهلية وأحاديث الجاهلية , وذلك حين يقع القول عليهم   ونرى الخلق اليوم   يميلون الى الفتنة والفنون  والادب والشعر  وافعال الجاهلية  .
  وورد عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي محمد صلىالله عليه وسلم انه  قال ( تخرج الدابة ومعها  عصا موسى عليه السلام  وخاتم سليمان عليه السلام  فتخصم الكافر على انفه وتجلو  وجه المؤمن  بالعصا )  أي   انها تسم الناس  جميعا  - المؤمن والكافر – فاما المؤمن  فيرى وجهه  كانه كوكب دري  ويكتب بين عينيه مؤمن  واما الكافر فتنكت  بين عينيه نكتة سوداء ويكتب  بين عينيه كافر  ويشترك  الناس مؤمنهم  وكافرهم   في الاموال ويصحبون  في  الامصار حتى ان المؤمن  ليقول للكافر –ياكافر اقض حقي .


         و قد اختلف في تعيين هذه الدابة وصفتها ومن أين تخرج اختلافا كثيرا  فمنهم  من وصفها  ( بان الارض تنشق  عن دابة   جمعت  من خلق كل حيوان  فرأسها  راس ثور  وعينها عين خنزير  واذنها اذن فيل  وقرنها قرن ايل او قرن وحيد القرن  وعنقها  عنق    نعامة  وصدرها صدر اسد  ولونها   لون نمر  وخاصرتها  اشبه  بالهر  وذنبها ذنب كبش  وقوائمها قوائم البعير  وكبرها ان مفاصلها كبيرة وبين كل مفصل واخر اثنتا عشر ذراعا  ) وقيل غير ذلك كثير  وقيل سئل الامام علي بن ابي طالب  رضي الله عنه  عن معنى  الدابة  فقال ( اما والله  مالها  ذنب  وان لها  للحية )  وقد جاء في قول الماوردي  عنها انها من الانس   . ومما يؤيد هذا القول  ما جاء في القران الكريم في سور ة النور ( والله خلق كل دابة من ماء  فمنهم من يمشي  على بطنه ومنهم  من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على اربع )

          و- تكلمهم -  بضم التاء   وتشديد اللام المكسورة - من الكلام - قراءة العامة ; يدل عليه قراءة أبي -  أي تنبؤهم  . وقال السدي : تكلمهم هذه الدابة ببطلان الأديان سوى دين الإسلام . وقيل : تكلمهم بما يسوءهم  ايأن الناس كانوا بآيات الله تعالى  لا يوقنون أي لايقنون   بخروجها
 لأن  خروجها  من الآيات  ( بآياتنا لا يوقنون )   يعني لا يوقنون  بالقرآن  الكريم   وبمحمد  صلى الله عليه وسلم ,  وذلك  حين لا يقبل الله من كافر إيمانا ولم يبق من احد  إلا مؤمنون وكافرون في علم الله قبل خروجها  والله تعالى  أعلم .  وقيل ان هذه  الدابة    تسم   الناس   على   انوفهم  فتوسمهم وسما .

          فقد جاء عن ‏ ‏أبي أمامة ‏ يرفعه إلى النبي ‏محمد ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏( ‏تخرج الدابة فتسم الناس على خراطيمهم  ثم يغمرون فيكم حتى يشتري الرجل البعير فيقول ممن اشتريته فيقول اشتريته من أحد ‏ ‏المخطومين )  .رواه    أحمد .

‏‏     .   وفي خروجها جاء عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم انه قال (  لها ثلاث خرجات  فمرة تخرج في بعض البوادي  ثم تختفي  ومرة تخرج في بعض القرى ثم تظهر في المسجد الحرام ) رواه الحاكم  في المستدرك وقال  حديث صحيح على شرط الشيخين

   اما في يوم القيامة  يوم يبعث الله تعالى الناس من قبورهم  فسيحشر  من كل  امة  جماعة معينة فيكونوا زمرا كثيرة  من الكفار من الذين يكذبون بايات الله تعالى  فيجمعهم  اولهم واخرهم  في هذا اليوم العظيم  وفي  موقفهم  هذا   اذ يتدافعون وهم يساقون ليوم الحساب  لشدة الزحام  بينهم ولكثرتهم  حتى اذا جاؤوا الى  الموقف  العظيم فيكلمهم الله تعالى  ويقول لهم تانيبا وتوبيخا  على تكذيبهم – اكذبتم باياتي  وما انزلت في القران الكريم   من الايات  الدالة  على لقاء هذا اليوم  غير ناظرين في  فحواها  والاحاطة  بها دراية وعلما وتدبرا  وتركتم كل ذلك  ولم تفكروا فيما انزلنا لكم من ايات بينات  كانما  خلقتم للكفر والعصيان فقط  ولم تتحولوا الى الهدى والايمان والصلاح  فحل بكم العذاب   وظلموا انفسهم  ولا يظلم ربك احدا بل هم  بانفسهم يظلمون  فستنعقد السنتهم  ولا يجدون حجة او بينة   يتكلمون بها.

       ويوم  يشأ الله تعالى ان يبعث الناس  في يوم القيامة للحساب فيرسل  في ارجاء الكون صيحة  واحدة  مدوية  عظيمة  تزلزل الارض وما عليها   فينهض الناس من رقدتهم الطويلة  فزعين  مذعورين  خائفين من هولها   الا من شاء الله تعالى حفظه منها  وغرس في قلبه  الامان   والاطمئنان  كالانبياء والمرسلين والاولياء والمؤمنين فهم في امان الله تعالى  وحفظه منها    سبحان الله عما يشركون   الذي مهد   الارض   وخلق  السموات والارض وجعل الظلمات والنور  والليل والنهار  و ارسى الجبال العظيمة التي نراها كانها جامدة  ومستقرة على الارض وهي دائمة الحركة  وتمر  مرورا حثيثا  مستمرا كما  يمرالسحاب في جو السماء   وفي هذا موعظة  ودلالة للناس ان الله تعالى  بكل شيء خبير .



**************************************  












           يوم القيامة في  سور ة القصص

                                     1


                       بسم الله الرحمن الرحيم


        ( وجعلناهم ائمة  يدعون الى النار ويوم القيامة  لاينصرون *  واتبعناهم  في هذه الدنيا  لعنة ويوم القيامة هم من المقبوحين *)

                                                  القصص الايتان \ 41و42

الحمد لله \

              بعد ان بين الله تعالى  قصة موسى عليه السلام  وتجبر فرعون وقومه في هذه السورة المباركة  بين سبحانه وتعالى ان قوم  فرعون  كانوا هم زعماء القوم  وسااتهم  ولهم الصدارة  بين قومهم    حيث قادوهم الى الكفر .   لذا  فانهم في يوم القيامة  سينتهي بهم  السبيل الى النار وبئس الورد المورود  .

          فهم في هذا اليوم العظيم سيخذلون  من  قبل الله تعالى   فهم مخذولون  ومطرودون  من رحمة الله   الواسعة  جزاء  كفرهم واشراكهم بالله العظيم .

      فقد لعنهم الله تعالى لعنتين  لعنهم في الدنيا  اذ البسهم لباس الخزي  وصحبهم العار  والذلة  وقد ماتوا  وهم مغضوب عليهم .  ولعنهم في الاخرة  بان  جعلهم الله تعالى  من المقبوحين  من اصحاب النار  اذ هم فيها  خالدون *


  ****************************** 


                                          2

                             بسم الله الرحمن الرحيم

( افمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه  كمن  متعناه متاع الحياة الدنيا  ثم هم يوم القيامة من المحضرين *  ويوم يناديهم  فيقول اين شركائي  الذين كنتم   تزعمون *   قال الذين  حق عليهم القول ربنا  هؤلاء  الذين اغوينا  اغوياهم  كما غوينا  تبرانا   اليك ما كانوا  ايانا  يعبدون *   وقيل  ادعوا شركاءكم  فدعوهم  فلم يستجيبوا   لهم  وراوا  العذاب  لو ا نهم  كانوا  يهتدون * ويوم يناديهم  فيقول  ماذا اجبتم المرسلين * فعميت عليهم الانباء  يومئذ فهم لايتساءلون * فاما من تاب  وامن وعمل صالحا فعسى ان  يكون من المصلحين  *  وربك  يخلق  مايشاء   ويختار ماكان   لهم الخيرة  سبحان الله وتعالى عما  يشركون *  وربك يعلم  ما تكن صدورهم  وما يعلنون *  وهو الله لا اله الا  هو  له الحمد في الاولى وفي الاخرة  وله الحكم واليه  ترجعون * قل  ارايتم  ان جعل الله عليكم الليل  سرمدا الى يوم القيامة  من اله  غير الله  ياتيكم بضياء ا فلا تسمعون * قل ارايتم  ان جعل الله عليكم النهار  سرمدا الى يوم القيامة من اله غير الله  ياتيكم بليل  تسكنون فيه  افلا  تبصرون *

                                                 القصص الايات \61-72
الحمد لله \


           في يوم القيامة هذا اليوم العظيم سيكون فرق كبير بين طائفتين من البشر  الطائفة الاولى هم المؤمنون الذين هداهم  الله تعالى  في الحياة الدنيا  وغرس في قلوبهم الايما ن  وواعدهم الجنة   فهم سائرون اليها  وسيجدونها  وينعمون  بها  ويلاقونها  .

       اما الطائفة الاخرى  فهم الكافرون  الذين اضلوا السبيل  وتاهو ا في ملذات الحياة الدنيا  وغرورها  وانغمسوا في  شهواتها ولهوها  فسينتهي بهم الامر في يوم القيامة الى الحساب والعقاب ودخول  نار  جهنم  لقاء كفرهم واشراكهم  وبعدهم  عن الهدى في حياتهم الدنيا   فيحاسبهم ربهم ويقول لهم موبخا ومؤنبا -  اين هؤلاء  الذين كنتم تعبدونهم وتقدسونهم في حياتكم الدنيا وتزعمون انهم  كانوا شركائي في الملك ؟؟ 

           فيجيب كبراؤهم وساداتهم وقادتهم في الكفر والغواية واعتاهم قوة  وقد حقت عليهم كلمة العذاب-  ربنا  هؤلاء  الناس  الذين  اضللناهم واطاعونا  بالكفر والعصيان  قد اضللناهم  كما  ضللنا  واغويناهم كما غوينا  انفسنا بجهلنا  ولم نستفد من  نعمة العقل التي انعمت بها علينا وعليهم   فنحن نتبرأ  من تبعة اشراكهم  فهم قد اطاعونا  بما استهوت اليه عقولهم  وبمحض ارادتهم  .  وقيل  لهم   ادعوا شركاؤكم لعلهم يفيدونكم في شيء  فدعوهم ونادوهم فلم يستجيبوا لهم وتبرؤوا منهم
 كما  هم تبرؤوا  من اتباعهم ورؤوا العذاب حقا  .

          وفي هذا اليوم العظيم  وقد جمعهم الله تعالى للحساب  يناديهم  فيقول لهم :  بماذا  اجبتم  المرسلين الذين ارسلتهم لهداية الناس وانتم  بضمنهم    فتنعقد السنتهم   وتنخرس   فلا يستطيعون   الاجابة  او لا يقولون شيئا  وينظر بعضهم الى بعض  ولا يستطيعون  الاجابة او التكلم او سؤال بعضهم لبعض   اذ ان  الحق اخرسهم . فمصيرهم النار هم فيها خالدون .
 اما  الذين تابوا واصلحوا انفسهم باعمالهم الصالحة   واتبعوا الرسل واستجابوا لدعوة الانبياء  عليهم السلام  وعملوا  بما امر الله تعالى به فقد قبل الله توبتهم   فاستحقوا ان يكونوا من الفائزين فهم في الجنة  خالدون .

       ان الله تعالى يعلم ما في قلوب الناس وصدورهم  سواءا اعلنوه او اسروه فيها  فالله تعالى هو العليم الخبير  فالله تعالى  له الحمد والشكر والثناء ةالعبادة في الحياة الدنيا  ومن  خرج عن عبادته  ولم يحمده ويشكره يعذبه عذابا نكرا  وله الحمد والثناء في الحياة الاخرة ايضا اذ يحتضن المؤمنين  وهم الحامدون الشاكرون  ويدخلهم في رحمته  فيكونوا من اصحاب الجنة  هم فيها خالدون .
    
        الليل والنهار  من ايات الله تعالى لعباده  فهو تعالى يذكرهم   بهما فيقول لهم  ان جعل الله تعالى  كل حياتكم ليلا  وظلاما دائما ومستمرا الى يوم القيامة فلا ليل بعده  فماذا تعملون ومن يستطيع ان ياتيكم بضياء ونور تسيرون فيه وتعملون فيه  وتقضون حوائجكم  واذا جعل الله تعالى- وهو القادر على كل شيء -  النهار دائما  قائما  كل اليوم أي الى يوم القيامة   فلا ليل فيه او بعده  فكيف تسكنون وترتاحون  فقد جعل الله تعالى  جسم الانسان  مستجيبا  لحركات الليل والنهار  بان جعل هذا الجسم يحتاج الى الراحة بعد العمل   وافضل اوقاتها  في هجوع الليل  فالليل يسبغ على  الجسم الراحة  التامة بما فيها كل الاعضاء ومنها الفكر  والقلب والعين التي  يضر بها الضوء المستمر فترتاح في نومها في الظلام  لذا  فالليل والنهار من نعم الله تعالى على عباده



              ***********************  


3

بسم الله الرحمن الرحيم


        ( ان  قارون   كان  من قوم موسى  فبغى عليهم  وآتيناه  من الكنوز   ما  ان  مفاتحه  لتنوء  بالعصبة اولى القوة  اذ  قال  له  قومه  لا تفرح  ان الله  لا  يحب  الفرحين * وابتغ  فيما  آتاك الدار الاخرة  و  لا تنس   نصيبك  من الدنيا  واحسن  كما  احسن  الله  اليك  ولا تبغ  الفساد  في الارض  ان  الله لا يحب  المفسدين  *)                      
                                            القصص الايات \ 76و77

 الحمد لله \

            قارون  احد  اغنياء  بني اسرائيل   وقد  عاصر  موسى عليه السلام  عندما بعثه الله تعالى نبيا  ورسولا الى بني اسرائيل .   واحد اقاربه القريبين منه   فقد كان احد ابناء عمومته  عرف بثرائه المفرط وبحبه لهذا  المال  والحرص عليه  وكان لا ينفق  من ماله الا  بما يزيد ثروته ويكثر ماله  او جاهه  و عرف  بحبه   لنفسه  وعجبه  بها   ويحب المكابرة  و  الظهور  والابهة  والتبختر .

        عرف  ببخله   الشديد  فجمع   ا موالا  طائلة  وكثيرة   وكثرت  خزائنه  وكنوزه  حتى   ظن انها  لا تفني  ولا تزول   فاصابه  الغرور في  نفسه  وفي ماله .

     ارسل الله تعالى موسى عليه السلام الى بني اسرائيل  نبيا  ليخرجهم من الظلمات  الى النو ر  ويخلصهم  من  عبودية  فرعون  مصر  الذي  سامهم  سوء العذاب  والضيم  والذل  والهوان  وامر بقتل اولادهم الذين  يولدون حديثا  بحجة  ان الذي سيقتله  من بني اسرائيل ( حيث قال له ذلك الكهنة ورجال الدين و السحرة )  وانه لم  يولد    لحد هذه المقولة  .  فلعله  يحفظ  نفسه  من  القتل  او الموت  بدء  بقتل  كل  طفل  ذكر  يولد  لأ حد  ابناء  بني  اسرائيل  وكان  يستحيي نساءهم  ويشغلهم في اعمال السخرة  بالعنف  والاكراه  كي  يذلهم  و يبقيهم  اذلاء  تحت  سيطرته وحكمه  وعبوديته .

      قارون كا ن نقيضا لموسى عليه السلام  وكان عونا  لفرعون  على قومه بغية   نيل  الحضوة والجاه عند فرعون   ويجعله رئيسا لهم  فخاف  قارون ان   يفلح   موسى عليه السلام  في دعوته  ورسالته  بعد  ان حث موسى عليه السلام  ابناء اسرائيل على الخروج  من مصر  باتجاه فلسطين  فيفلس الجاه  والحضوة والسطوة    فصار قارون  ينهاهم  عن اتباع  موسى عليه السلام .   وبالنظر لغناه  وكثرة  ماله  فكان  يمشي مزهوا  فخورا .

       وفي احد الايام  بينما كان موسى عليه السلام  يجتمع بقوم من بني اسرائيل  يعلمهم  ويرشدهم  مر قارون بعربته  الفخمة وخيوله المطهمة  وكبريائه عليهم فتعلقت  اعين الاسرائليين به   في دهشة  واعجاب واخذ  بضهم  يقول ممن  استهوته  مباهج الحياة   وملذاتها (  ياليت لنا  مثل ما اؤتي قارون  انه  لذو حظ  عظيم ) .

          اما  الذين  دخلت  في قلوبهم  تعاليم موسى عليه السلام  فامنوا  بالله تعالى  واطاعوه   واتوا المعرفة  والعلم  والايمان  فقد قالوا لهذه الجماعة التي لم تؤمن قول الله تعالى :
  ( ويلكم  ثواب الله خير لمن امن  وعمل صالحا ).

                  وقالوا لقارون  لاتفرح بمالك ولا تجعل كثرته  يبطرك  ويستخفك فان الله تعالى  لا يحب  من استكبر  بماله  ويتجبر على الاخرين  به  انه من نعم الله تعالى  والله تعالى قادر على ذهابه  واجعل  قسما  مما  تفضل الله تعالى  عليك  من اموال  وجاه واجعله  في الخير والثواب  لكي  يرضى الله تعالى عنك  ويجعلك من المؤمنين  ثم لا  بأس  ان  تتمتع  بمتع الحياة  التي  احلها الله تعالى  للناس  واحسن  اليهم  كما  احسن الله تعالى اليك  فان  فعلت  هذا  كنت  من الصالحين الطيبين   وان  فعلت غيره واستأثرت بمالك  وتكابرت  ومنعته عن   الفقراء من   قومك  كنت  مفسدا  والله تعالى  لا يحب المفسدين .

         وفي يوم من الايام جاء موسى عليه السلام الى  قارون  يرجوه  دفع زكاة ماله  - وهو كثير -  لمساعدة  فقراء  بني اسرائيل  ومعوزيهم   فأظهر قارون استعداده  لهذه المساعدة  مشافهة  واضمر غير ماقال حيث انه استغل هذه الحالة ليبين  لجماعته من بني اسرائيل  ان موسى عليه  السلام  لم ياتي  لخدمتهم  انما  جاء  لجمع  المال  والجاه  لنفسه  و دليل ذلك  فرضه الزكاة على اموالهم  ومواشيهم  ومزارعهم  فصدقه  بعضهم  وطعنوا  ان موسى عليه السلام من انه  كاذب  في  دعواه  في اصلاحهم .  فقالوا  لقارون:
-        كيف التخلص منه  .
فدبر  قارون مكيدة لموسى عليه السلام فبينما كان موسى عليه السلام   يعظ قومه ويحثهم على الفضيلة ويحثهم على اجتناب المحرمات  ويبين شناعتها  وعقاب مرتكبيها يوم القيامة  سأله قارون
      ماجزاء من اجتمع بامراة  محرمة عليه  واتى معها المنكر ؟؟   فاستغرب موسى عليه السلام  لسؤاله  واجابه :
      عليه  الرجم  حتى الموت –
 والرجم ان يدفن المرء الى وسطه ثم يرمى بالحجارة من كل مكان  حتى  يموت  - 
قال قارون  لموسى عليه السلام:
-  حتى لو كنت انت؟؟
قال موسى عليه السلام:
- وحتى لو كنت انا.
 قال له قارون وقد  دبر له مكيدة :
- ان القوم  يشهدون بانك اتيت منكرا مع امرأة يعرفونها  فماذا تقول ؟؟؟
قال موسى:
-  اين هذه المرأة؟؟
 فأ ظهر قارون من بين القوم  امرأة  زانية معروفة بهذه الامور  .
 فعرف موسى المكيدة  فرفع يديه الى السماء    منكسر القلب  متوجها الى الله تعالى  قائلا :
-        اللهم ربي اهدي قلب هذه المرأة للايمان وانطق لسانها  بالحق.

         فشعرت هذه المرأة  برعشة ورجفة في جسدها وقلبها واحست ان  قلبها قد امتلا بالايمان وتكلمت  قائلة :
-        يا القوم ان موسى  لصادق  وانه  بريئ   مما  نسب اليه  وان قارون وجماعته  اعطوني  مالا  وجواهر للاجل  ذلك  والمال  موجود   في بيتي.

         فتجمع  بنو اسرائيل حول موسى  يهنؤونه على براءته عند ذلك رفع  موسى يديه الى السماء قائلا :
- ربي  أخسف به وبداره الارض.
 فخسفت   به وبداره الارض بما  فيها   من  اموال وكنوز  ومتاع  ورجال ونعم وانعم  وهلك كل شيء .

    واصبح  الذين  تمنوا ان يكونوا مثله في  المال الوفير والمتاع  بعد ان زال عنهم عجبهم  وأ نابوا الى انفسهم  واعترفوا بفضل الله تعالى عليهم  اعتبروا بقاءهم على قيد الحياة من  لطف الله تعالى عليهم وان كل كافر او مشرك  مهما  كان غنيا  او فقيرا  فانه  لا  يفلت  من عذاب  الله  تعالى  في الدنيا  وسيذيقه  في الاخرة  اشد العذاب.
                    والله تعالى اعلم  
  

**********************************

                         4

                   بسم الله الرحمن الرحيم

( تلك الدار الاخرة  نجعلها للذين لا يردون علوا في الارض ولا فسادا والعاقبة للمتقين *  من جاء بالحسنة  فله  خير منها  ومن جاء بالسيئة فلا يجزى  الذين يعملون السيئات  ا لا ما كانوا يعملون *)

                                           القصص\ 83-84

 الحمد لله :

           بين الله تعالى لحبيبه المصطفى محمدا صلى الله عليه وسلم  ان الجنة  في الاخرة  وانه جعلها للمتواضعين  الذين لا يريدون ان يظهروا بمظهر المتكبرين ولا  المتجبرين  ولا  يعتدون  ولا  يظلمون احدا من  الناس . ويخافون من الله تعالى  ويخشونه  ويفعلون ما يؤمرون به  فكل  من اتقى الله تعالى بقلبه ولسانه  وعمل الحسنات  في الحياة الدنيا  فله  اجرها وخير منها وهو  من  جاء  بقلب سليم  يوم  القيامة   فان  الجنة  له  هي  المأوى . 
        اما الظالمون  الذين يعملون السيآت في  حياتهم الدنيا  فسيعاقبهم الله تعالى يوم القيامة  اشد العذاب  بما  كانوا  يعملون  من   سيآت  ويكونون من اصحاب  النار .


          *************************