الأربعاء، 23 ديسمبر 2009

الاشقياء قصص قصيرة بقلم فالح الحجية

فالح نصيف الحجية
الكيلاني





الاشقياء



مجموعة قصص قصيرة
























الاهداء



الى رواد الادب العربي
الى هواة القصة القصير ة
الى المعذبين في الارض من بني البشر
الى الذين ينشدون العدل في الارض فينالون الظلم والشقاء
اليهم جميعا اهدي هذه المجموعة

























1
في السجن



مالت الشمس نحو الفغروب وتزاورت وراء بيوت القرية الصغيرة تبعث اشعتها الذهبية الممزوجة بلون احمر اخذ يتزايد ومضت ساعة غربت فيها الشمسوسطعت النجوم تملاء الافق وهداء فيها الضجيج وعمر الكون سكون عميق ومرت ساعة اخرى وفاطمة تنتظر زوجها العامل في المينة القريبة لياءتي كعادته كل يوم مساءا ومرت ساعة ثالثة وفاطمة تنتظر عودته لقد تاخر عن موعد ه لماذا تاخر كل هذه المدة من الذي اخره ماعسى سيكون وراء تتاخيره ماذا اعاقه عن المجيء الى الدار بقيت تنتظر وتنتظر وقد خيم الظلامعلى المدينة والقرية واغرقهما بامواجة المدجنة الموحشة التي زادت قلبها وجيبا سمعت نباح كلاب بعيدة يمزق ذلك السكون الهادىء فنصتت لتتحقق منه فبعث الامل في قلبها ان زوجها قادم كانت تتجول فيباحة دارها وتجول في بصرها الزائغ في الدار ونواحيه ثم تهرع الى الشارع لتنظرفيه ما مد بصرها فلم تجد احدا وقرب ناح الكلاب وزاد لقد اشتعلت في قلبها النيرا ن نار الاتتظار ونار الوحدة في اللليل وازداد وجيبا وضراما وتنفست بصعوبة
كان صالح يعمل في المدينة المجاورة وهمه الوحيد اعالة زوجته وارجاع الكهرباء الى داره كانت في قريته مولدة قطعوا عنه الكهرباء لانه لايستطيع تسديد اجورها وواعده خيرا ان هو دفع الاجور المترتبة عليه



وتقدم نباح الكلاب كثيرا وقطعت الاصوات هذه هذا السكون ومزقته وحولته الى ضجيج ثم اخذ كلب فاطمة ينبح وهي ساندة ظهرها الى الحائط ترى ماذا وطرقت الباب بقوة وعنف ودق قلبها كذلك انا اتى وسارت لتفتح الباب وفتحتها ماذا وجدت فاذا بها امام رجال البوليس فذعرت وارتجف جسدها وحاولت الانهزام الى داخل البيت محاولة غلق الباب بوجوههم لكنها لم تفلح حيث اقتحموا الدار ودخلوا الى ساحتها الوسطية وبادرها احدهم مشيرا بعصاه
اين المنشورات و الاوراق التي يخفيها زوجك
وتلعثمت بدهشة كبيرة ثم جمعت قولهل وتوسلت اليهم ان يتركوا لها دارها اذ لاتوجد مثل هذه الامور عندها اوعند زوجها الا انهم لم يعبهوا بكلامهلا وطفقوا يفتشون الغرف الثلاث واحدة تلوا الاخرى فلم يجوا شيئا ولملا يئسوا تقدم احدهم اليها
- اين المنشورات التي يخفيها زوجك
واجابت بالنفي فما كان منه الا ان انهال عهليها ضربا مبرحا وتدفق الدم من جسدها والدموع من عيتيها كان زوجهاعضوا في منظمة وطنية تعمل في سبيل تحرير الوطن وطرد الاستعمار الاجنبي منه كان مناضلا شريفا انخرط في صفوف الاحرار من بلاده ليكون نبراسا لغيره لذا كان مطاردا من السلطة الحاكمة
تركوا رجال ابوليس فاطمة في دارها باكية مضرجة بدمها وخرجوا يائسين لعدم عثورهم الى شيء ولكنها جمعت قواها وصاحت
اين زوحي الان
التفت اليها احدهم متهكما وقال
في السجن





























2




حلم في اليقظة







كانت شفتاها جافتين يابستين فاخرجت لسانها الوردي وبللت فيه تلك الشفتين الورديتين الصغيرتين ولكن لم يفدهما التبلل فقد جفتا بسرعة وكان نارا تضطرم في جوفها ومن يدري لعل هناك اكثر نمن تار
كانت وحدها في البيت فقد خرجت والدتها عتد الجيران وخرج والدها للتسوق والجلوس في المقهى وذهب اخوتها الى المدرسة بعد الظهيرة ويقيت وحدها في البيت الكيبير الذي كانت تسميه سجنا
ماتلت الشمس نحو الغروب قليلا ونزلت درجة من درجات عرشها العلوي حرارتها منكسرة الجذوة لذلك كان الفرد يشعر بشيء من البرد يلامس جسده وشعرت انها عطشى فاقبلت نحو زير الماء بخطى وئيدة تجر اذيالها جرا لتروي ظماءها او لتطفى نار قلبها المستعرة ومد ت بدهامتناولة قدح الماء الزجاجي مدت يدها لتملؤه وتسكبه في قرارة جوفها اطلقت العنان لخيالها الواله وهي واقفة بجوار زير الماء وبيدها القدح الزجاجي تهم باتراع مافيه من ماء وخفق قلبها وازدادت ضرباته قوة وصلابه وسرت في جسدها رعشة خفيفة هزت كيانها هزا لقد تذكرت من بعد عنها تذكرت حبيبها الغائب
كان يحبها اكثرمما تحبه كانت معبودته لقد ظنت انها في الحياة والسعادة والخير الهناء بل هي كل شيء بالنسبة اليه فقد قضيا في حبهما مدة غير قصيرة احلى الايام واسعدها ايام قرب الحبيب من الحبيب لقد تبادلا كل الحب الصادق والهوى العذب الجميل دون ان ينغص احد عليهما ايامهما الحلوة التي اصبحت اليوم حلما جميلا يتراءى لها وطيفا من اطياف السعادة الوهمية كانت معه في جنة الخلد لكن هلا تدوم الجنة لادم فقد مد الدهر اصابعه المسمومة اليهما ليوقع الفرقة فكان القراق وكان الهجر وكان البعد وكان العذاب والالم والسهاد الطويل فقد هجرها بلا عودة لالشسبب او ذنب ولا كان يود ذلك لكنه القدر فقد رحل الى مدينة اخرى فلم تتركه او تنساه فنار حبه لازالت متاججة في قلبها فقد
تقصت اخباره كثيرا فلم تعثر عليه او على اثر له كاءنه قد اختفي من الوجودولم ييق منه اثر غير ذكرى ذلك الحب الخالد الا تلبك ااصور الخيالية التي يجترها خيالها بين الحين والحين
رفعت الكاس الى فمها وهي في تذكرها لحبيبها – وهذا طبيعي فان الوحدة توحي بكل شيء خفي وتهيج كل عاطفة او خيال – فقد احست برعشة ظنت ان شفتي حبيبها قد التصقت بشفتيها عندما مست فوهة القدح والتصقت بشفتيها فاغمضت عينيها لتتمتع بهذا الحلم الراتئع والخيال السعيد اللذيذ العجيب وتراقص لها خيال حبيبها في قدح الماء وكاءنه يفتح ذراعيه لها وعلى شقتيه ابتسامة حلوة واهرقت عيناها في دمعتين لؤلؤيتين ساحتا فوق تلك التربة العطشى التي علاها الذبول والاصفرار ساحتا على وجتنتيها الجميلتين ثم سقطتا على الارض وقد تركتا على صفحتي خديها اثرين واحست كانه امامها حقيقة فاخذت تناجيه بدون كلام \
انت هنا هنا ياحبيبي لم لم تاتني كل هذه المدة لماذا هجرتني عذبتني أي ذنب جنيت ما ذنبي هاانت تيت لتصالحني اتيت لتبتسم لي مرةاخرى حقيقة ما احلى ابتسامتك انها اكثر حلاوة ورقة من ذي قبل هكذا وتفتح لي ذراعيك من جديد للعجب اذكرتني فانا كذلك ام انسك كل هذه المدة فانت حبي وفي قلبي تعيش وحبك سرى في دمي واعضائي لقد اقفلت با ب قلبي بعد دخولك فيه فلا يدخل فيه غيرك بعد ولا تخرج منه مرة اخرى انت حياتي واملي ورجائي ولم تعجبني الحياة بغيرك لقدهجرت بعدك كل شيء النوم والسعادة والمرح الورد وحتى الضحكة ماتت بفمي اصحيح ما ارى عدت لي عدت عدت اهلا بك والف اهلا تعال لي لاضمك بين احضاني كل ذلك دون ان تنطق ببنت شفة فقد كانت سكرى تحاكي خيال حبيبها الذي يتراءى لها فلا حبيب بقربها ولا عودة عذاب في عذاب كل ذلك مر في لحظات اوقل في دقيقة او دقائق وقدح الماء مايزال في قبضتها بين يديها وفوهته ملاصقة لشفتيها واحست ان حبيبها قد اقترب منها فاتحا ذراعيه لها ففتحت كلتا يديها لتعانقه كما كانا يتعانقان ايام كان بقربها في السعادة رافلين وفتحت ذراعيها وسقط القدح من يدها وتهشم الزجاج وسال الماء ليبلل ثوبها لقد كانت في حلم جميل
























3




د م مراق




دلف المدرسة هذا اليم على غير عادته فقد جاء متاخر عن وقته المحدد كان ياتي المدرسة قبل الدوام بمدة طويلة اما اليم فقد جاء قبل ثلاث دقائق لاغير جاء بعد القت الشمس جدائل اشعتها العسجدية على الارض لتملاء الدنيا الصخب والضجيج وهذا بديهي فما ان يتنفس الاصبح وتطل الشمس حتى تدب الحركة من جديد في الحياة وكاءنما تنبعث الحياة من بعد الموت فتنبعث في النفس الهمة والرجاء ويتوجه الناس كل الى عمله
دخل المدرسة غريب الاطوار متغيرها بادي التغير في محياه وملامحه في سيره وفي وجهه وفي عينيه في كل شيء منه كان يسير بخطوات راسخة يملىء المدرسة ورحا وكاءنه زهرة يداعبها النسيم الجميل في روضة فواحة عطرة وابتسامته اوراق هذه الوردة الفواحة حين ينفرج فمه عن ابتسامة حلوة كان يقهقه بعذوبة منبعثة من اعماق لبه بالفرح والسروروعيناه السوداوتان ساحرتان كان ياتي مصففا شعره الاسود الاكن وكان يعقفه الى الوراء ذو هندام جذاب جميل انيق معجب اما اليوم فلا فقد جاء بخطوات واسعة بل سريعة جدا وما ان وضع كتبه في رحلته الاونزل مسرعا يطوف في المدرسة وعلامات التاثر بادية علي وجهه وجهه يشوبه الاحمرار وعيناه تتقدان غير معتن بهندامه وشعره غير مصفف كل ذلك يدل على هناك امرا
دق جرس المدرسة معلنا ابتداء الحصة الاولى فسارع الى الصف ليلقي بجسمه في احضان رحلته متكاءا وفتح كتابه كان المدرس منهمكا في شرح الدرس اما هو فقد مان جسمه في الصف اما فكره فكان جارجه ولاحظ المدرس ذلك انه على غير عادته وهم ان يوجه اليه سوالا الاانه سكت ولم يساءله وعلى كل حال فقد انتهى الدرس الاول ثم الثاني
ودق الجرس معلنا انتها الدرس الثاني وبت عليه علامات القوة والحزم للقيام بعمل هام فنزل الى الطابق الارضي ووجهه علاه الاحمرار وتسرب بدم نجيع يكاد يخرج من وجنتيه كانه الوردة الحمراء وقت السحر وسار متجها الى وسط الساحة فقد كانت ساعةلصفر وتغير كل شيء فيه ووصل الى وسط الساحة والتفت يمينا وشمالا ثم رفع يده ليطلق شيئا كان يكتمه بين طيات قلبه المفؤود وتحركت شفتاه قليلا وكانها تهم القيام بتمرين قبل البدء بالمعركة الحاسمة وما هي الا لحظة انطلقت من بعدها صرخة من اعماق قلبه وبصوت عال تملؤه القوة والعنف والثبات صوت يدوي في ارجاء المدرسة وهزها هزا ورددت بناية المدرسة صداها لصيحاته- تحيا الامةالعربية لموت لحكومتنا الجائرة- كانت هذه بمثابة الرصاصة الاولى للثورة فقد التف حوله جماهير الطلبة وتجمهروا يهتفون ويرددون معه هتافاتهم معلنينومطالبين بحقوقهم الطلابية المسلوبة وحقوق امتهم العربية المسلوبة ومطاليبهم وحريتهم المقيدة وكرامتهم المفقودة وشق التاف عنان السماء ورددت البناية هتافاتهم مباركة لهم صدى اصواتهم المتعالية كانها شاركتهم همومهم وحثتهم على الانفجا في عصر اليوم الماضي سمع ان الطلابفي المدن الاخرى قاموا باضراب شامل ضد الحكومة الجائرة مطالبين بحقوقهم وحرية شعبهم فالتهب قلبه بنار الحرية المتاءجج فيه ولم يرض ان يذعن ذليلا او ظلم فما دام حقه مسلوبا فليناضل نضال الابطال في سبيل احقاتق الحق واعادة بلده الى احضان امته العربية لذا احب مساندة اخوته الطلبة في مساعيهم رغم كل ماسيحدث له سمع جلاوزة النظام وخدام حكومته المستبدة صوت هذه الهتافات الرعدية المدوية وكاءنها زئير الاسود المغتاضة فاسرعوا كعادتهم يحملون البنادق والهروات والات ارهابهم للشعب ليرهبوا هذه المرة الطلبةالشجعان وليقضوا على كل حركة تحررية وليقضوا على هذه الحركة – الرجعية- كما يسمونها او العصيان ضدالحكومة الذي قام به الخونة كما يسمونه ودخلوا المدرسة اعداد من الشرطة يحملون في ايديهم كعادتهم البنادق والعصي الغليظة وهذه حالة الشرطة في كل زمان ومكان حتى وان كنت اخاه لايعرفك عندما يتمكن منك يعملون على اهانة الاخرين وسحبهم والتنكيل بهم وكانوا حقا عند المثل الاوربي - اذا ردت ان تكون ساقطا فكن شرطيا - وهكذا صوبوا اسلحتهم ورصاص بنادقهم الى صدور الطلبة العزل الذين اخافوهم باصواتهم بكل شجاع ة واقدام الى الصدور الطلابية البريئة كي يقضوا عليها لكن قوة الحق فوق كل قوة وان فشلت في مرة لاتفشل في الاخرى والحرية الغالية يجب التضحية في سبيلها وعدم السكوت على الظلم ترى ومن يذعن للظلم غير الجبان
اصبت رصاصاتهم الطائشة عددا من الطلبة الاحرارفتساقطوا في ساحة الحرية ساحةالشرف ساحة المدرسة كان هومن بينهم فقد اصابته رصاصة الحكم الارهابي المقيت حطم النار ومد يده الى صدره ذلك الصدر الذي في داخله قلب نابض بالحرية والشيمة العربية فهوى على الارض كانه نخلة اجتثت من عروقها فهوت بين هتافات الطلبة الاحرار وازيز بنادق الحكم الجائر فقد تمكن جلاوزة هذا الحكم من احباط المظاهرة والنيل منها والقبض على عدد من الطلبة المصابين واقتادوهم الى السجن ماءوى الاحرار وكاتءنهم يساقون الى الجنة زمرا ونقل معهم مذكى المظاهرة وقائدها والدم ينزف منه دم مراق دم حر زكي دم الثائر العربي وهناك في السجن نظر نظراته الاخيرة الى الحياة الى من حوله من اخوته وهو يودعهم وتلفظ انفاسه الاخيرة وهو يهتف للوطن للحرية وفاضت روحه الطاهرة في سبيل الحق والحرية وهو يردد وطني وطني وطني














4



ار يد عملا



مؤيد رجل مثر من ذوي الاملاك الكثيرة والثروة الطائلة يسكن في احدى عماراته شاهقة عامرة مؤلفة من 84 طابقا مزودة بجميع وسائل الراحة والامان ومؤثثة تاثيثا جميلا وحديثا وكاملا من كل الوجوه
مؤيد قريب العهد بالاجهزة الالكترونية وقد دخلتفب بيته وفي كل اعماله فهي تقوم بالكنس والمسح والطبخ والحراسة وتقديم وجبات الطعام وعسل الاواني وتنظيفها وفتح اجهزة التلفزة وما اليها والتجار ة والصناعة وكل الاعمال بمافيها سياقة سيارته الخاصة
جاء ذات يوم الى قصره متكاسلا مجتو حائرا ماذا يفعل بيديه ففتح الباب له وكان الفاتح جهاز الكتروني فدخل القصر وجلس في احد شرفاته المطلة على ناحية الحديقة التي تنبعث منها رائحة زكية تنبعث من الاوراد والازاهير ينقلها النسيم المتصاعد الممتزج برياها وشذاها الطيب
جلس متفكرا في مصير الناس وفي هذه الاجهزة التي حولت حياته كانسان الى بطالة وكسل دائمين وربما سيزيد وراح فكره سارحا في بحر من تخيلاته فقد ازدادت البطالة في العالم وتعاظم امرها واصبح اكثر الناس بدون عمل كيف يجد العمل بل اين يجده ويحصل عليه كان بوده ان يحصل على عمل لالكسب المال بل للقضاء على البطالة والكسل لاءنه غني ولا يفكر في مال اوكسب يزيد ماله وهكذا ستكون حياة اغنياء العالم في القرون القادمة لقد امتلاء قلبه وجيبا وتنزت افاسه لاغبة حارة تخرج بين الفينة والفينة الاخرى على شكل دفعة نفسية قوية حارة راح في فكر عميق متفكرا في مدى سيطرة الاجهزة الالكترونية التي دخلت كل مفاصل العمل وميادين الحياة وغدت بديلا عن الانسان وجردته من كل شيء الا العاطفة الانسانية
صار كالمحتضر لم يبرحه الاكتواء بهذه الاجهزة فقد كان يمقتها ويحسب انها ستكون بديلة لبني البشر الذي اجتباها وصنعها لتنا فسه وتكون ضده في كل اعماله والعدو ليس من يقضي على عدوه بل العدو من يحرم عدوه العمل وويحاربه في لقمة العيش او لعبة الحياة اتكا على احد الكراسي الالكترونية وقال في نفسه اين اجد العمل وهذه الاجهزة اللعينة لم تترك مجالا للعمل انها تقوم بجميع الا عمال وحتى الفكرية فهى العامل و الخادم والسائق والفلاح والمثقف والحارس الامين فهي كل في كل وراح خياله يقلب الصفحات اذ ن لاعمل للانسان بعد اليوم يالها من مصيبة لا لاتوجد مصيبة ان هذه الاجهزة تقوم بكل الاعمال وتاتمر بامرنا ونحن نقضي اوقاتنا في رادة وفراغ ثم سكت وهو يدعم راءسه بيديه واخذ يقول أي وقت كيف نقضيه افي المقامرة او في اللعب وهذه الاجهزة دخلتها وتفوقت بها علينا فهي امهر منا بها وتكون دوما الرابحة
سكت وازداد ت دقات قلبه وجيبا وتصلبت اخادعه عندما اراد ان يتكلم ثانية ولم يستطع القول بل تصفد ت جبهته بالعرق فامر الجهاز ان يزيله فازاله بطرفة عين وحرك الكرسي الجالس عليه وامره ان يصله او يسير به الى الباب الموصد المطل على النافذه ليرى الناس ماذا يعملون عساه ان يرهم عاملين فذهب به واطل راسه من الباب ناظرا الى الشارع فلم ير احدا يقوم بعمل يذكر كانت كل الاعمال تقضى بالاجهزة الالكترونية
كان متكاسلا لحد ما والعاطل في كسل مستمر دائم لكنه جمع قواه ونشاطه وقام من مقعده الالكتروني ونزلب الى حديقةته ثم فتح الباب بقوته دون الاستعانة بالجهاز وفتحها وخرج يبحث عن عمل ووصل الى وسط الشارع وصاح باعلى صوته اريد عملا اريد عملا
























5


العا رضة


جلس ي غرفةالمكتبة بعد ان ناول كتابا من كتبها عن قصة حب تاريخية
وفتح الكتاب وانكب يلتهم صفحاته التهاما لتشوقه لقراءتها كانت الساعة تشير الى الساعة الثامنة صباحا وقد اشرقت الشمس ملاءت الكون نورا
كان ينظر بين الفينة والفينة الى الشارع من نافذة الغرفة التي اتخذها مكتبة وقد طالع عدة صفحات من الكتاب ثم قلبه على صفحته المفتوحة على المنضدة واستوى جالسا على الكرسي مديده الى جيبه ليخرج علبة السيكائر واخرج واحدة واشعلها وراح ينفث دخان سيكارته بارتياح وهو ينظر من خلال النافذة الى سحابة سوداء قاتمة تدنو من قرص الشمس المشرقة وكنها وحش فغر فاه وتقدمت منها وغدت على مقربة منها ثم بدات تاكل في قرن الشمس وبدء نورها يتضاءل عن الارض حتى تساوى النور والظلمة وبدت الاشياء منغير ظلال لقد اصبح كل قرن الشمس في جوف العارضة السوداء الداكنة راى هذا المنظر فاثر فيه كثيرا وهز قائلا
سبحان الله ثم احس بضيق في صدره دونما سبب وكانه تاءثر لمصرع الشمس بيد اثمة دون مبرر ولوا ان هذا المشهد معتاد وماءلوف لدى الجميع يحدث امام اعين الناس الاف المرات في الخريف والشتاءوخاصة في فصل الربيع وربما في الصيف ايضا ثم انكب لى مطالعته لكتابه الذي تنا وله من علىا لطاولة وقرء منه صفحتيت اثنتين فقط عندما سمع بائع الصحف ينادى وهو يعدد الجرائد التي يحماها هذا الصبا ح واهم منشرته من مواضيع بحروف بارزة فنادى على زوجته –
- سناء سناء
-نعم جئت اليك
- اشتر لنا صحيفة من البائع
وخرجت من سناء من باب المطبخ واتجهت نحو باب الدار الخارجي لتشتري لزوجها صحيفة ثم عادت بها اليه
- عادل هذه الصحيفة
- شكر جزيلا
لقد اكملت عملي في المطبخ
أي عندك شيء
-لا
-اذن طالعي لنا الصحيفة لتنرى ماهي حوادث اليوم والاخبار وما بها
- وانت
- مشغول في مطالعة هذه القصة انها شيقة جدا
وجلست على مقربة منه ونشرت الصحيفةامامها وراحت تقرا فيها بصوت منخفض غير مسموع بينما انهمك عادل في مطالعة قصته
رن جرس الاباب الخحارجي رمت الصحيفة على المنضدة وخرجت لترى من الطارق وفتحت الباب فاذا بها امام رجال البوليس وبادرها احدهم
- اعادل هنا
- نعم مالخبر
- عادل عادل
- نعم من –
لاداعي ايه هو الان
- في النمكتبة يطالع
- افسحي المجال لندخل اليه
وسمع عادل ان شخصا يتكلم مع زوجته في الخارج فنهض واتجه نحو الباب ليستنجلي الخبر وما ان اطل براءسه من غرفة المكتبه الا وبوغت برجال الشرطة يحيطون به ويقبضون عليه ويعجب لهذا الامر ويساءل عن ذنبه اذ لاذنب له ويالهول المصيبة
وتذكر وهو يشمي بين رجا ل البوليس تذكر كيف ابتلعت الغمامة السوداء قرن الشمس في وضح النهار وتمر به دقائق تطل الشمس من جديد لتكسو الدنيا بنورها وهي اشدقوة واكثر حرارة فقد ارتفعت جرجة من درجاتها العلوية
وينظر الى نفسه يحف به رجال البوليس فهز راس ثم قال في نفسه
- الحمد لله الحق يعلو ولايعلى عليه فهذه الشمس التهمتها الغيمة الظالمة فطلعت متخلصة منها وهي اقوى بهاءا واعظم نورا وقد علا راسها وارتفع وخاب كيد العارضة عسى ان اكون مثل هذه الشمس فاعود الى عائلتي بكل خير وسرور





































6


المجنو ن

كانت الشمس قد ارتقت في كبد السملء تبعث اشعتها الذهبية المنكسرة الجذوة من شدة بردة الشتاء تبعثها الىالارض لتسو الحيا ثوب الدفيء والحنان نعن لقد كاتنت الشمس تلك الام الرؤوم تحنو علينا ونحن قابعون في ركن مقهى من مقاهي المدينة وقد البستنا اشعتها ثوبا دافئا حين شعرت باننا نحتاج للدفىء ونحس ببرودة
كنت جالسا وصديقان في المقهى متجاذب اطرافلا الحديث غير عابهين بماحولنا يشغلنات حيث بعضنا البععض وفجاءة ادرت راسي منتبها الى صوت قوي والتفت الىصديقي فوجدتهما منتبهين كل منهما ينصت بذهولة كما بقية الجالين في المقهى الى ذلك الصوت اه صوت رجل كان يرتدي بنطالا قديما ومعطفا رثا لبسه على خشونته ومن غير واق له على جسده ان لبس بنطاله من غير قميص وامعنت النظرفيه في شكله حركاته اثوابه الرثة وقد ساورني الشك اول الامر انه شحاذ مجنون فاقد الوعي فهو يتحرك حركات غريبة وبين الحين والاخر يعض اصابع يديه بقوة وتارة يخرج لسانه من فمه وارتعت لهذا المنظر الغريب و ومن يدري ؤرجل جلس في المقهى المجاورة لمقهانا قد يكون مجنونا
لحظاتن ووقف الرجل على قدميه وصاح باعلى صوته
كلكلم تعلمون اني ضائغ في بعقوبة انفجر علي البريمز
وغلبت عليه دموعه فتوقف عن الكلام برهة ثم استطرد كما استجمع قواه الخائرة- تعالوا اقول لكم - ولم يتمن من اكمال عبارته فقد خانته قواه وزلم تتمكن من حمله ساقاه فوقع على الكويت القريب منه باكيا وراح في بكاء تتحدر منه دموعه على خديه فمعطفه فالارض يلهول المصيبة فقد اقشعر جسمي ووقف شعر راسي كما يقولون وانا اسمع وارى هذا الر جل الغريب الاطوار يعلن نباء احتراقه بين الناس والناس قد انقسموا من قضيته قسمين الاول موقف المتاثر والعطوف وراحوا مادين ايديهم في جيوبهم ومحافظ نقودهم ليفرغونها في حجره واخر موقف المتفرج او الساخر المستهزيء وه قليل معهم الاطفال والصبيان
جمعت له التقود من المحسنين فاخذها بيد مرتعشة ودمع سافح ووضعها في جيب معطفه الكبير واخرج يده من جيب معطفه وةوضعهخا على حافة السرير وهويهزراسه ويداه ترتجفان كالسعفة في النخلة حركها الهواء اردفتها حركة لااخالها حركة ارادية اوشعورية كل ذلك وانا امعن النظر اليه وارقب كل حركة فيه
نهض نهضمن مكانه وتوجه الى السوقحيث ارباب لحرف من تجار وبقالين وتوارى عن انظاري المحدجة به لقيس خطواته وتنعم النظر فيه مليا وخفق قلبي ودق دقات متوالية عنيفة وتنفست الصعداء واسندت ظهري الى حافة السرير الخلفية ولم استطع مقامة رغبتي الجامحة فهناك في نفسي يعتمل شعور شديد لمعرفة ما ستكون عليه حالة هذا المسكين لقد غلبته يد القدر فاحرقته بيته وعياله فاصبح مجنونا تحسن الناس اليه
ان لقدر مجنون بالامس كان يلعب في يديه المليون
واليوم الناس الايه يحسنون
























7



الو هم




تعانق ميلا الساعة بين الرقم لعاشر والحادي عشر عندما اطفا الضوء ورفع الغطاء ليدس جسمه النحيل في الفراش ثم منرت فترة غير قصيرة نام فيها على ظهره ووجهه نحو سماء الغرفة وراح خياله خلالها يسدر في في بحر متناه غارقا في الافكار والاوهام ان فكرة التقدمي واراءه الطيبة جعللاه ينظر الى الحياة بمنظار فاحص وببعد الا انه مقيد بقيود مجتمه ومدينته في ملبسه وهياءته وامور اخر ى كثيرة يعتبرها في قرارة نفسه تافهه انه يكرة ان يكون شاذا في مجتمعه الا انه يحبذ لوكل انسان التزم طريقته التي يريد ونبذ توافه الامور وسفاسفها
لماذا نحن متاءخرون
سوال يطرحه على نفسه ويجيب عليه
--ان سبب ذلك التزامنا بتوافه الامور وقشور الحضارة وهتمام شبابنا باشياء بعيدة عن روح تقدمنا ةحضارتنا ورقينا انهم يحاولون التقدم في الملبس والماءكل والهندام وتقليد الاخرين به ان الانسانية تقدمت الى شاءوى بعيد بينمات لازلنا راسفون في الجهل والفقر والاسذاجة ايه ان السماء ذاتها لم تستطع الافلات من ايدي التقدم فقد غزوها
وراح خياله يرنو الى السماء وما وصل اليه الانسان من تقدم في علم الفلك وغزو الفضاء ويعقد مقارنةبين ما وصل اليه العلم الحديث والتكنولوجيا وبين ما تناقلته اخبار قريته بين الذرة ولاقمار الصناعية ومركبات الفضاء والاطباق الفضائية وعقلية بعض ابناء هذه القرية الذين لايصدقو ن العلم الحديث وربما اعتبروه كفرا ان جده كان يقول له ليس من المعقول ان يصعد الانسان الى الفضاء ان سيغضب الرب وسوف يحرقه فكيف يتمكن الانسان من الصعود الى السماء هكذا كانوا يحكون اما هو فقد راها راى الاقمار الصناعية حقيقة سابحة في الفضاء عبر شاشات التلفزة وعبر واقع الانترنيت ولا مجال للشك في هذا انها حقيقة واقعة وان العلم ليصنع المستحيل اليس فوق كل ذي علم عليم
وراح يتخيل وهو شبه نائم بفراشه يتخيل نفسه في سفيفة فضائية تشق عباب السماء ويحلق فيها ويرى في ام عينيه ملائكة السماء حراس السماء كما يحكون له يحفون به وساورته مخاوف فيما لم صدقت اقوال ابناء قريته وانقض عليه ملكمن فوق واحرقه هو والسفينة السفينة نجري وليس هناك ملك ولا شيطان يالله السماء واسعة لاتحرس انها اكبر من ان يحرسها مخلوق اعظم مما يتصورها عقل ان تلك الاحزمة او التي تشبه الابسطة الضوئية التي يراها في السماء من الارض والتي يطلق عليها ةوالده مسحال الكبش ما هي الا عوالم جديدة اخرى
ما اوسع السماء هناك ملاريين الملايين من لنجوم والكواكب والشموس وربما توجد عوالم اخرى حياة في كواكب اخرى ربما ارض اخرىوبشر اخر لكن ماشكلهم ما مقدار معرفتهم طرق معيشتهم ربما يكونون نسخة اخرى منا من بشرنا هذا اذن هو موجود في عالم اخر لابد اذن انهم ذات ثقافة ولدبهم مضارة وربما اكثرمنا اذن لماذا لايغزون ارضنا ويحاولون التعرف علينا كما نحن نغزو السماء لبنعرف ماذا بها ومايوجد فيها
لقد سمع عن الاطباق الفضائية وهبوطها الى الارض سمع لكن فسرها ابناء قريته تفاسير وهمية لاتستند الى اساس علمي انها خرافة اماهو فقد ظل يتابع ذلك ربما تكون مركبات فضاء موجهة من عوالم اخرى لتغزو عالمنا وراح يتخيل حركة هذه المركبات وانها تنتشر في السماء تقترب منه تخطفه وانتبه فاذا به يسبح في عالم حالك من الظلام في ظلام سماء الغرفة تلمس فراشه فعاد اليه وجوده انه نائم في فراشه حالم و ليس في سفينة فضاء ولا اطباق ان في ظلام الغرفة الدامس ا




















8



من المقبرة




عاد من حقله يحمل كيسا مليء الى نصفه بمحصول اللوبياء الخضراء التي خرج عند الظهيرة لاجل جمعها كي يبيعها حيث كانت الشمس تبعث اشعتها الفضية البيضاء فتلثم كل شجر وحجر وانسان محتضنة الجميع بين احضانها وموزعة بعدالة نورها
سمع عندما اقترب من قريته عويل نسوة تنبعث من القرية وتسمر ليعرف مصير هذا العويل من اين ينطلق وقف يستجلي الامر من سماعه انه عويل نساء كثير ان بشير سوء وخفق قلبه وتنفس بصعوبه وخارت قواه وخانته رجلاه في السير فتباطاء فيه وئيدا قلبه ينبؤه بوفاة زوجته فقد تركها تصارع الموت وغادر بيته ذاهبا الى حقله ليجمع بعض غلته التي سيبيعها غدا صباحا ليشتر ي لااولاده طعاما مضت عدة شهور وزوجته مريضة وقد اخذ منها المرض كل ماءخذ فهي مصابة بمرض عضال خبيث لايمكن معالجته الا بصعوية وجهود مضنية وبمبالغ كثيرة لايقد رعليه فالذي عنده لايكاد يسد رمقه واولاده لذا تركها والموت يتصارعان ليرى لمن الغلبة
تقدم من داره وكلما تقدم سمع العويل زيداد صوته ووصل الى زقاقه الصغير الذي يقع في مؤخرته بيته القديم فاذا الامر حقيقة فقد راى الناس قرب بيته مجتمعين فانحطت قواه الاانه حمل الكيس ورماه جانبا في ركن احدى حجر بيته وقرب من زوجته المسجاة على الارض جثة هامدة
جلس قرب راس زوجته المحتسبة وهي جثة هامدة ملقاة على الارض ملفلفة - في شف قديم- مطرزبه نقوش جميلة ليبكيها ودون ان يشعر سحبته يد الى الخلف والتفت ليرى من سحبه فراه جاره
غسلت النسوة المتوفية حسب العادة وتم تكفينها بعد تفصيل قطعة القماش الابيض التي هي الوحيدة التي تدخل مع الميت الى قبر ه ثم رعت ووضعت في النعش او التابوت ثم تقرب الرجال معه ليحملوها الى المقبرة والحزن يقطع قلبه
مالت الشمس نحو الغروب واصفر لونها فارسلت اشعتها الضعيفة المعلنة عن مقدم الغروب والتي فيه ستذرف الشمس دمعتها الاخيرة ثم تختفي في ظلمات الليل يخفيها بين طياته ويحجب نورها وحملت الجنازة الى الطريق العام حيث تنتظر النعش احدى الدواب هناك لتحمل الفقيدة الى المقبرة وهذه هي جنازة الفقير تحملها الدواب ولا يسير في جنازته الا القليل من الناس اه فلو كانت هذه الجنازة لزوجة احد الاغنياء لترى محمولة على سيارة فارهة ويتبعا قطيع من السيارات ولكن متى يستوي الغني والفقير
وازوت الشمس وراء الافق باكية حزينة ودارت رحى الحرب بين ظلام الليل المتجدد وشيخ النهار العجوز فانتصر الليل وانزوى الشفق الذي كان مختلطا بالغيوم المتقطعة التي اصطبغت بلون الدم حمراء قانية مزركشة بخيوط الظلام السوداء وبدت اشجار النخيل المحيطة بالمقبرة من كل جهاتها وكاءنها اشباحا عندما انتهوا من حفر القبر وعمل اللحد تلك الحفرة التي ستنام المسكينة فيها نومتها الابدية وتلك نهاية كل البشر وتناقلت الايدي الجثة لتضعها في مكانها الاخير
لقد ازداد عدد الموتى هذه الليلة واحدا فقد جاء اليهم ضيف جديد فقير بائس بل كلهم بائسون

في هذا الموقع فقط يتساوى الجميع تنفرج كل الفوارق الطبقية بالموت وبداءت المساحي تهيل عليها التراب ثم تراجع الجميع يلفهم الليل وتحت ضوءا لقمر







9


خيط من السعادة



كان بخرج كل يوم يبحث عن عمل فيعمل اينما وجد فرصةعمل عمله يومي غير محدد خرج ذات يوم فلم يجد عملا ورجع الى بيته حسيرا مفؤودا فقد تلقاه اطفاله كعادتهم نظر اليهم بعين فاحصة وهو يحيطون به من كل صوب مستبشرين بمقدم والدهم من العمل ويتصايحون راهم وحوا نظره عنهم الى الارض ماذا سيقول لهم انه لم يشتري لهم شيئا اذ لم يجد عملا هذا اليوم ان قلبه يؤنبه على مجيئه الى البيت بمثل هذا الوقت اما كان خيرا له ان يتاخر عن المجيء الى االليل اماكان عليه ان يبقى متجولا في الطريق وبين المزارع حتى يخيم الليل فينام صبيته فياتي بيته فيراهم رقودا وصل اليهم فملا في اليد حيلة وجدهم يهتفون بابا جا بابا جا كان في كليوم يلاقونه فرحين فيتغبط بملقاهم فرحا ثم يطبع على خد كل واحد منهم قبلة ثم يحمل الصغير بين احضانه ويدخل اليبيت كان فقيرا يعيش في بحبوحة من السعادة اسرتة يغمرها الوئام لولا شظف العيش زوجته رغم جهلها تحبه كثيرا واولاده كذلك
رجع الاطفال حافين بابيهم على غير عادتهم لاءن والدهم لم بشتري لهم الحلوي والطعام ووجهه لايعلوه الفرح متل كل الايام رجعوا الى الدار وتلقتهم امهم بقبول حسن وايتسمت بوجه زوجها الحبيب ولاحظت عليه اكتئابه
-لقد اتيت على غير عادتك
وحدجها بنظرة اوحت اليها ان قلبه ستقتلع من مكانه تحسرا
- لم اجد عملا ياحبيبتني ماذا افعل لم اجدما اشتري للاولاد طعاما وحلوى
اخرجت زوجته دينارا كانت قد خباءته في وسادة نومها وناولته الى زوجها ليتشري لاولاده طعاما به كان المساء قد اقبل وكانت تلك ليلة باردة شديدة البرد الاولاد يرتجفون فالاغطية لديهم قليلة لاتكفيهم قامت امهم لتغطيهم ثم راحو افي نوم عميق
امتد الوالد بجنب حبيبته واطفاء سراج النور المصباح النفطي متوسدين ذراعي بعضهما وراح يحكي لها
حبيبتي ان الانسان ليولد حرا لكنه مقيد دونما يشعر نعم يولد مقيدا فها نحن احرار ولكنا مقدين فقد قيدتنات الطبيعة ببود اقوى منا قيد الفقر نحن الان نعيش كما يقولون بسعادة ويحسدوننا عليها لدين بيت صغير واولاد مثل الورود والله ابدل احدهم مليء الارض ذهبا لكني فقير محتاج لااجد قوت يومي الا بالعمل كل يوم بعض الناس يحسدوننا على هذا الخيط من السعادة فانا وانت بنعمة من الله وفضل بالنا في راحة وصحتنا جيدة واولادنا صغار لكن الحاجة هي اني فقير فلو اعطاني الله تعالى المال لكنت اسعد من في الارض اليس السعادة كما يقولون الماء والخضراء والوجه الحسن فالماء موجود والخضراء اولادي كل انظر اليهم يمتليء قلبي سرورا وفرحا وما الوجه الحسن فانت ايها الحب الجميل
وراح يصف عواطفه وحبه وشوقه لها بشدة وحرقة ووله ثم نظر اليها فاذا هي في تغط في نوم عميق



هدية الحب الخالص


طلب من أهله البحث عن فتاة مناسبة ذات خلق ودين ، وكما جرت العادات والتقاليد حين وجدوا إحدى قريباته وشعروا بأنها تناسبه ذهبوا لخطبتها ولم يتردد أهل البنت في الموافقة لما كان يتحلى به صاحبنا من مقومات تغرى أية أسرة بمصاهرته وسارت الأمور كما يجب وأتم الله فرحتهم ، وفي عرس جميل متواضع اجتمع الأهل والأصحاب للتهنئة .وشيئاً فشيئاً بعد الزواج وبمرور الأيام لاحظ المحيطون مراد هيامه وغرامه الجارف بزوجته وتعلقه بها وبالمقابل أهل البيت استغربوا عدم مفارقة ذكر زوجها للسانها . أي نعم هم يؤمنون بالحب ويعلمون أنه يزداد بالعشرة ولكن الذي لا يعلمونه أو لم يخطر لهم ببال أنهما سيتعلقان ببعضها إلى هذه الدرجة .وبعد مرور ثلاث سنوات على زواجهما بدؤوا يواجهون الضغوط من أهاليهم في مسألة الإنجاب، لأن الآخرين ممن تزوجوا معهم في ذلك التاريخ أصبح لديهم طفل أو اثنان وهم مازالوا كما هم ، وأخذت الزوجة تلح على زوجها أن يكشفوا عند الطبيب عل وعسى أن يكون أمراً بسيطاً يتنهى بعلاج أو توجيهات طبية .وهنا وقع ما لم يكن بالحسبان ، حيث اكتشفوا أن الزوجة (عقيم ) !! وبدأت التلميحات من أهل صاحبنا تكثر والغمز واللمز يزداد إلى أن صارحته والدته وطلبت منه أن يتزوج بثانية ويطلق زوجته أو يبقها على ذمته بغرض الإنجاب من أخرى ، فطفح كيل مراد الذي جمع أهله وقال لهم بلهجة الواثق من نفسه تظنون أن زوجتي عقيم ؟! إن العقم الحقيقي لا يتعلق بالإنجاب ، أنا أراه في المشاعر الصادقة والحب الطاهر العفيف ومن ناحيتي ولله الحمد تنجب لي زوجتي في اليوم الواحد أكثر من مائة مولود وراض بها وهي راضية فلا تعيدوا لها سيرة الموضوع التافه أبداً .ِوأصبح العقم الذي كانوا يتوقعون وقوع فراقهم به ، سبباً اكتشفت به الزوجة مدى التضحية والحب الذي يكنه صاحبنا لها وبعد مرور أكثر من تسع سنوات قضاها الزوجان على أروع ما يكون من الحب .وبعد تشخيص الحالة وإجراء اللازم من تحاليل وكشف طبي ، صارح الأطباء زوجها بأنها مريضة بداء عضال عدد المصابين به معدود على الأصابع ، وأنها لن تعيش كحد أقصى أكثر من خمس سنوات بأية حال من الأحوال والأعمار بيد الله ..استقدم لزوجته ممرضة متفرغة كي تعاونه في القيام على حالتها ، وتقدم بطلب لإدارته ليأخذ أجازة من دون راتب ، ولكن مديره رفض لعلمه بمقدار الديون التي تكبدها ، فهو في أشد الحالة ، فكان في أثناء دوامه يكلفه بأشياء بسيطة ما إن ينتهي منها حتى يأذن له رئيسه بالخروج ، وكان أحياناً لا يتجاوز وجوده في العمل الساعتين ويقضى باقي ساعات يومه عند زوجته يلقمها الطعام بيده ، ويضمها إلى صدره ويحكي لها القصص والروايات ليسليها وكلما تقدمت الأيام زادت الآلام ، والزوج يحاول جاهداً التخفيف عنها . وكانت قد أعطت ممرضتها صندوقاً صغيراً طلبت منها الحفاظ عليه وعدم تقديمه لأي كائن كان ، إلا لزوجها إذا وافتها المنية .وفي يوم كان الجو ممطراً وصوت زخات المطر حين ترتطم بنوافذ الغرفة يرقص لها القلب فرحاً .. أخذ مراد المسكين الذي نكبه الدهر باعز حبيب ينشد الشعر ال حبيبته ويتغزل في عينيها ، فنظرت له نظرة المودع وهي مبتسمة له .. فنزلت الدمعة من عينه لإدراكه بحلول ساعة الصفر وشهقت بعد ابتسامتها شهقة خرجت معها روحها وكادت تأخذ من هول الموقف روح زوجها معها . ولا أرغب في تقطيع قلبي وقلوبكم بذكر ما فعله حين توفاها الله ولكن بعد الصلاة عليها ودفنها بيومين جاءت الممرضة التي كانت تتابع حالة زوجته فوجدته متعبا متهالكا ، فواسته وقدمت له صندوقاً صغيراً قالت له إن زوجته طلبت منها تقديمه له بعد أن يتوفاها الله ... فماذا وجد في الصندوق ؟‍! زجاجة عطر فارغة ، وهي أول هدية قدمها لها بعد الزواج ... وصورة لهما في ليلة زفافهما . وكلمة ( أحبك ) منقوشة على قطعة مستطيلة من الفضة


-----------------






تمت




الفهرس


الاهداء
في السجن
حلم في اليقظة
دم مراق
اريد عملا
العارضة
المجنون
الوهم
من المقبرة
خيط من السعادة
هدية الحب الخالص

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق