الجمعة، 18 ديسمبر 2009

الوجز في الشعر العربي ج२ تاليف فالح نصيف الحجية



فالح نصيف الحجية
الكيلاني





الموجز في الشعر العربي



الجزء الثاني

دراسة في شعر العصرالعباسي والا ندلس




نشرت على الانترنيت بموقعنا
اسلام سيفلايزيشن ( الحضارة العربية)






































الباب الرابع

ا

العصر العباسي الاول

الفصل الاول – الشعر في العصر العباسي الاول
الفصل الثاني - الاوضاع السياسية
الحالة الاجتماعية والمعاشية
الفصل الثالث – اساليب الشعر في العصر العباسي الاول ومعالنيه
اساليب تطور الشعر
تطور معاني الشعر
تطور اوزان وقوافي الشعر
الفصل الرابع – الفنون الشعرية في العصر العبلاسي الاول
الفصل الخامس- شعراء العصر العباسي الاول
الفصل السادس- نماذج من شعر العصر العباسي الاول




























الفصل الاول


الشعر في العصر العباسي الاول




ان الشعر من اوائل الامور التي تتاثر حيث ان الشعراء هم اعلى طبقة بشرية في احاسيسهم فهي عالية لديهم تبثق مما يشعرون به من خلال تعاملهم مع الحياة ومع الاخرين والطبيعة ومع كل شيء ولما كانت الحياة في هذا العصر قد تطورت كثيرا فلا غرو ان الشعر تطورايضا فقد تطورؤ تطورا واسعا تبعا لتطور الحياة ومنافذها واتجاهاتها والشعر يدخل كل المنافذ ويسمو في كل الاتجاها ت فقد اتسعت افاقه واخيلته الشعراء والشعراء اخصب الناس خيالا الم يقل الله تعالى فيهم – وانهم في كل واد يهيمون – فاز داد الخصب الشعري وتفتقت الاخيلة واتسعت الفنون الشعرية فيه في كل منازل الحياة فظهرت اغراض وفنون جديدة لم تكن موجود ة في العصر الاموي وما قبله نشاءت هذه تبعا للتطور الفكري ومن التماذج والتزاو ج بين الثقافات العربية وغير العربية من اقوام المجتمع الذي اختلطت به في العربية الفارسية والرومية والتركية وغيرها
نعم لقد تطور الشعر بتطور الحياة وبهذا تطورت معانيه ثم تصرف الشعراء بمعاني واساليب الشعراء قبلهم وحللوها وزادوا عليها او انقصوا منها تبعا لحاجتهم وتطور التصوير الشعري وكثر الابداع فيه فوجد التشبيه وكثرت المحسنات اللفظية ورقت واستعمل الفاظا جديدة ارق واسهل كما استعملوا بعض الكلمات غير العربية في اشعارهم واحسنوا استعمالاتها وصياغتها وربط الجمل العربية بها واصبحت معربة
وكذلك الاوزان الشعرية وبحورالشعر العربي ازدادت وتطورت فظهرت بحورا جديدة واوزان لم تكن معروفة من ذي قبل مثل المواليا والمزدوج والمسمط والموبع والمخمس هذا بالاضافة الىالتغيير في الفاظ الشعر واساليبه
لقد فتتح الشعراء قصائدهم بالغر ض الذي نظمت القصيدة من اجله في بعض الاحيان عازفين عما كان الشعراء
يسيرون عليه من استهلال القصيدة بالغزل والبكاء على الاطلال ولو ان بعضا منهم ظل ينشد على الطريقة المالوفة
استعمل الشعراء المحسنات البديعية من طباق وجناس وتشبيه واستعارات وكثرت هذه بشكل ملفت في هذا العصر
وبالاجمال ان الشعر في هذا العصر تطورا تطورا واسعا وعظيما في جميع
اموره وفي شتى المجالا ت الشعرية واللغوية والفنية
والمعاشية والثقافية ولا غروفي ذلك اذ ان الشعر مراة العصر المجلية
-------------------------------------














الفصل الثاني




اثر التيارات في شعر العصر العابسي الا ول


ان الشعر العربي في هذا العصر نتيجة تطوره الواسع وافاقه المتسعة تاثر بكل التيارات والاحوال السياسية والاجتماعية تعكس كل ما تراى لها هذا بالاضافة الى تطور الثقافة في الشعر وسناتي على شرح كل حالة \


الاوضاع السياسية –
--------------------------
كان من اسباب سقوط الدولة الاموية وقيام الدولةالعباسبة والذي له ابلغ الاثر في الناحية الثقافية والادبية ان الامويين اتبعوا سياسة التعصب للعنصر العربي الذي اعتبروه هو النسغ الصاعد او الناقل الحياة الى جسم الدولة المترامية الاطراف مما الب عليها الفئات غير العربية التي اصبحت ضمن حدود الدولة الاسلامية المحكومة من قبلهم اضافة الى ذلك ان العرب انفسهم من اعداء الامويين مثل العباسيين ومنهم العلويين خاصة وضعوا ايديهم باءدي هذه الفئات وتحالفوا معها على اضعاف الهيمنة العربية على مرافق الدولة والعمل على اسقاطها ومن اكبر هذه التحالفات الفارسية حيث اخذ الفرس يشعرون بقيمة رد عتبار الدولة الفارسية واتخذوا من الاسلام ذريعة واتخذوا من العلويين والعباسيين شموعا لتنير لهم طريقهم في ذلك وبدات تظهر لديهم حركات سياسية ومن ثم قوة عسكرية متحالفة مع من اراد الاستحواذ على هيبة الدولة واسقاطها

وهذه الامور يعرفها الساسة المنصفون وعرجنا عليها قليلا لارتباطها بالثقافة الادبية التي شملتا كل مناحي الحياة ومنها السياسة
كما ان للمنازعات الحزبية والتعصب القبلي يد طولى في سقوط الحكم الاموي فتجمعت كل هذه الاسباب والاحوال على بغض العنصر العربي الاموي او ماسار عليه الاموييون اثناء حكمهم فتجمعت كلها يقيادة العباسيين وقاموا بثورة انطلقت شرارتها من بلاد فارس لتقضي على الامويين وتسقط حكمهم وتقوم الدولة العباسية الجديدة الفتية سنة 132 هجرية
قامت الدولة العباسية في العراق اثر سقوط الدولة الاموية في الشام وكان للفرس اثر عظيم وكبير في قيام الدولة الجديدة وفي سياستها وشؤونها وقد ادى ذلك الى تدخل الفرس بسياسة الدولة وقيادتها وقد ادى ذلك الى اقتباس الكثير من النظم والعادات والتقاليد الفارسية التي حلت محل العربية واخذ الناس في تقليد الفرس في اشياء كثيرة فادى ذلك الى هيمنتهم على بعض المناطق وخاصة في بلاد فارس والثغور الشرقية للدولة الاسلامية فضعفف نفوذ العرب وقل تدخلهم في شؤون الحكم والدولة التي اصبح الكثير من رجالاتها وقادتها من الفرس واصبح العربي الذي كان يانف ان يعمل في بعض الاعمال الحرة التي كان العربي يحتقرها يزاولها طلبا للعيش والبحث عن لقمة تسد رمقه
واان ضعف النفوذ الفارسي نتيجة قوة الخلفاء العباسيين في الصدرالاول كالمنصور والرشيد وضربهم الحركات المجوسية التي ظهرت في وقتهم والقضاء عليها- الاووظهر التطرف التركي او النفوذ التركي بدلا عن الفارسي وسيطرت الاتراك على الوضع وساءت حالة المواطن العربي في وطنه في هذا الدور حيث لم يبق للدولة غير الخلافة وبالاسم فقط
هذه وغيرها ادت الى تغيير وجه الشعر العربي حيث ارتفع صوت الشعر السياسي ضد الامويين ونعي حكمهم المنهار وتمثلت العصبيات القلبية بين العرب بين قيسية ويمنية وظهر ت حركة الشعوبية قوية وادت هذه الاحوال الى ظهور خلافات واسعة بين الهاشميين من العرب انفسهم وخاصة بين العباسيين والعلويين وصلت الى حد المقاتلة والعصيان والكراهية كما ظهرت الخلافات العقائدية والمذهبية بين الطوائف والنحل أي الفرقة وصلت في كل شيء نتيجة التوسع الطامي في الدولة الاسلامية وكان لكل فرقة او عنصر او قوم او قومية ادباء وشعراء ورجال يقودونها ويحركونها سواء كانت حركات سياسية او دينية او عنصرية او ثقافية
----------------------------------------------------





الحالة الثقافية
------------------
عنى الخلفاء العباسيون في الثقافة عناية كبيرة وبذلوا المال بسخاء لتطويرها وغدقوه على الشعراء والادباء والمفكرين وذوي الالباب والعلوم والثقافة بحيث تطورت كثيرا وانت المنافسة بين هؤلاء واسعة وشجعوا الترجمة من الالغات الاجنبية الى العربية فكانت رافدا جديدا يصب في بحر اللغة العربية فاتسعت الافاق وتبارى الرجال في السباق في ميادين العلم والثقافة والادب واللغة والدين
فكان لذلك الاثر الكبير في قيام ثقافة عربية واسعة في هذا العصر مازالت لحد الان تعد مفخرة من مفاخر الامة العربية
وكانت الثقافة العربية مستقاة من مصدرين الاول الثقافة العربية التي كان عليها العرب قبل هذا العصر من الاداب الجاهلية من شعر ونثر والاسلامية التي نبعت من القران الكريم والسنةالنبوية الشريفة او قل كان القران الكريم رافدا واسعا لها وكذلك الحديث الشريف ومن اقوال الشعراء الامويين و الادباء والعلوم التي اخذت بالاتساع في زمنهم لتصل في نهاية الدولة الاموية الى الثقافة العربية المييزة بعد ان نمت جذورها وعلت منابتها الاانها ازدهرت في هذا العصر وفاتت ثمارها
اما المصدر الثاني فهي الثقافة الاجنبية التي ترجمت من الامم المجاورة للعربية كالفارسية والتركية واليونانية او كانت نتيجة حتمية ذلك لانصهار هذه الاقوام في يوتقة الامةالعربيةو بالاسلام فاتت اكلها حيث اثرت التاثيرالكبير على اخيلة الشعراء وثقافاتهم فتوسعت افكارهم وازدادت علومهم وتفتقت قرائحهم لتاتي بخيالا ت ومعان شعرية جديدة كان الاقتباس واضحا وجليا فيه


-الحالة الاجتماعية
----------------------------

كان العرب امة واحدة في عاداتهم وتقاليدهم وما الفوه من ابائهم واجدادهم فاختلطو بغيرهم من الاقوام نتيجة توسع رقعة الدولة العربية الاسلامية اونتيجة الفتح الاسلامي وامتزجوا بهم نتيجة التعامل او التقارب في العصرين الاموي والعباسي والاخير كان له اثر عظيم الى تفرق العرب لاندساس الاقوام الاخرى وعملهم الجاد في ايجاد كيناتهم ضمن الكيان العربي وهيمنتهم على امور الدولة وتقريبهم للفئات التي جاؤوا منها وابعادهم العرب عنها بقيام حركات شعوبية معادية للعنصر العربي لامة اوجامعة للعناصر غير العربية فيها وخاصة من الفرس والاتراك
لقد تاثر العرب بالفرس كثيرا فظهر هذا التاثر اعيادهم واحتفالاتهم اقتناء العرب الجواري والغلمان وشيوع العبث واللهووالخلاعة والفساد واللامبالاة وما لم يالفه العرب من ذي قبل وبث الافكار الالحادية المستقاة من المجوسية والوثنية فظهرت الزندقة والشعوبية و كل امن شائن مماحدى ببعض الخلفاء العباسيين في صدر الدولة من ممطارة دعاة هذه الاعمال للحد منها كالخليفة المهدي والمنصور وكذلك الحنابلة وطغت هذه الامور حتى على الماءكل والملبس والسكن في امورالحياة الاجتماعية فوجد من تزيا بزي جديد نصف عربي وشيدت القصور وتوسعوا في الانشاء وشملت كل مرافق الحياة


فقد تنوعت اساليب الحياة وطرق الكسب والمعيشة وكان لكل ذلك اثره الكبير في تيار الشعر العربي بحيث ظهرت فنزن شرية جديدة لم تكن موجودة او معروفة كالغزل بالمذكر ووصفت الحياة ومظاهر الحضارة الجديدة على حالتها الي وصلت اليها من قصور ورياض ومواسم واعياد وقد ادى ذلك الى ارتقاء الشعر درجات على في سلم الثقافة العربية



-----------------------------------------------------
















الفصل الثالث




اساليب الشعرفي العصر العباسي الاول ومعانيه


1- تطور اساليب الشعر
-----------------------------
لقد تطورت اساليب الشعر العربي في العصر العباسي الاول كثيرا جراء اطلاع الشعراء على الثقافات الاجنبية ونمو مداركهم وزيادة معلوماتهم وتطور الحياة الحضارية في هذا العصر فقد مال الشعراء الى استخدام الاساليب السهلة المفهومة المنسجة مع واقع الحياة المعاش وابتعدوا عن اللفظة الغريبة او البدوية التي قل استعمالها او هجرت في الاغلب واستعملوا المحسنات البديعية والالفاظ الجديدة تبعا لتطور الامور وحتى وصلت الحال لبعضهم من استخدام الفاظا اعجمية في شعره
وقد ترك اغلب شعراء هذا العصر كثير مما كان يسير عليه الشعراء في الجاهلية كاستهلال القصيدةبالغزل ووصلت الامورالى ان يتهكم بعضهم بهذه الطريقة يسخر ون من الشعراءالذي حافظوا عليها يقول ابوا نؤاس \


قل لمن يبكي على رسم درس
واقفا ما ضر لوكان جلس

كما ولاحظ دخول الشعر بعض الالفاظ والاصطلاحات العلمية واللغوية كقول الشاعر ابو تمام في الخمرة

خرقاء تلعب بالعقول حبابها
كتلاعب الافعال بالاسماء

وكذلك كثر استمال المحسنات الكلامية البلاغية كالبديع وطباق وجناس وتشبيه واستعارات وتففن الشعراء فيها وتزيينهم لشعرهم بها كل قدر امكاناتهه

وقوة شاعريته يقول البحتري

فلم ار مثلينا او مثل شاننا
نعذب ايقاظا وتنعم هجدا

او كثر استعمال الكلمات الاعجمية في الشعر فوجد فيه كلمات فارسية والشعراءالذين ادخلوا هذه الالفاظ اما من اصل فارسي او يميلون الى الاصول الفارسية واو لهم اطلاع واسع في الفارسية كابي نؤاس وابن الرومي وابن المعتز يقول ابن المعتز \

قم نصطبح فليالي الوصل مقمرة
كانها باجتماع الشمل اسحار

اما ترى اربعا للهو قد جمعت
جنك وعود وقانون ومزمار

كم دخلت اساليب الشعر الاالفاظ الفلسفية والعلمية وكل ما احاط بالشعراء من امور ومعالم وتطور وابتذال وقوة اسلوب وجد في شعر هذا العصر والشاعر من ابدع فيها واجاد


----------------------------------------------



2 -تطور معاني الشعر
-----------------------------------


كان من اثار تطور الحياة العامة في العصرالعباسي الاولان تطورت الحضارة والثقافة والسياسة وتطورت تبعا لها معاني الشعر واختصبت اخيلة الشعراء وازدحمت بشتى معالم الحياة وتفنن الشعراء في نعاني الشعر فقد تصرف الشعراء اولا بمعاني شعر الاقدمين قبلهم واضفوا عليها طابعا من الحسن والطرافة ورقت حواشي الصور الشعرية والبلاغية فاستخدم الشعراء اقيسة منطقفية وتعبيرات لغوية تكاد تكون جديدة فيما البسوه لها من قشابة الالوان وتباين الانواع فاحسنوا التصوير والابداع واتسعت اخيلتهم اللى افاق واسعة ضافية فجاؤوا بها وتظهر هذه الابداعات في التشبيه وسعة الخيال الشعري وما اكتنفه من اضافات في محسنات اللغة من طباق وجناس و بيان اضافة الى التراكيب اللفظية والصور الجميلة وتسلسل المعاني وتلاحمها
فمن تصرف الشعراء بمعاني الاقدمين قول الشاعر سلم الخاسر-

فانت كالدهر مبثوثا حبائله
والدهر لاملجاء منه ولا هرب

ولو ملكت عنان الريح اصرفه
في كل ناحية مافاتك الطلب


---------------------


ومن تطور واستعمال الاقيسة المنطقية قول الشاعر البحتري

دنوت تواضعا وعلوت مجدا
فشاناك انحدار وارتفاع

كذاك الشمس تبعد ان تسامى
ويدنوا الضوء منها والشعاع

ومن حسن الابداع والتصوير الحسن قول الشاعر بشار بن برد متغزلا

ياقوم اذني لبعض الحي عاشقة
والاذن تعشق قبل العين احيانا



--------------------------------------


3-تطور اوزان وقوافي الشعر
----------------------------

علم العروض علم اوزان الشعر وكيفية تنظيم الشعر والنطق به والفارق بين الشعر والنثر نشاء بنشوء الشعر فهو روح الشعر ومحركه اذا اتفق مع حسن المعاني وارتبط بافضل الاساليب او قل هو الموسيقى التي تسري في جسد الشعر العربي ومن خلال الاذن الموسيقية العربية لا نشاءالشعر او سماعه او تذوقه
لم يكن العربي بحاجة الى تلقي موسيقى الشعر عن طريق الدراسة اوتثبيتها باوزان معينة بل كانت الاذن الموسيقية لدى العربي صاغية حساسة الى مدى البعيد فانشد العربي الشعر على انغام وزاصوات حركة الابل ومسيرها في ليل او نها راومن خلال تهادي الجسم العربي وهو راكب عليها تتهادى به قليلا قليلا او امراة تهتز فوقه في هودجها و من حركة الهواء الضارب في الخيام وعبثه فيها ومن حركة الخيل الزاحفة للقتال من كل هذه ومن غيرها نشات وتطورت الموسيقى الشعرية فبقيت الاذن العربية عارفة انغامها وترابطها و طيها وخبنها واوتادها واعمدتها والقول في هذا طويل- لاحظ مقالتي بعنوان النغم الايقاع المنشورة في كتابي في الادب والفن في مدونتي على النت –
ازدحمت الحياة وكثر اللغط وتشابكت الاصوات كلما كثرت البشرية واختلطت ببعضها كثرة على الاذن العربية كل هذه بعد تطور الحياة وزادهارها وتمازج العرب بالاعاجم وبالحياة العامة والحضارة وتشابكها
والاسواق وما فيها فاتصبح من الضروري ايجاد امر مكتوب لتفهمه وتتذوقه الاذن عند سماعه فنشاءعلم العروض في العصر العباسي الاول على يد الخليل بن احمد الفراهيدي
درس هذا العالم العربي العظيم كل ماقاله الشعراء والانغام والتباين بين نغمة واخرى وقيد كل ذلك ووجد ان الشعر العربي قديما وحديثا لاتتعدى انغامه الخمسة عشر نغما اسماها بحورا هي بحو رالشعر العربي الذي انشد فيها الشسعراء العرب قصائدهم واشعارهم

ثم اجهد نفسه ليجد بحرا اخر ابتكره ابتكارا من خلال معرفته الواسعة في الموسيقى الشعرية اسماه المتدارك تدارك اخر النغمات من حيث الوزن
فاصبحت بحور الشعرالعربي ستة عشرا بحر ينظم بها الشعراء قصائدهم واشعارهم منها الطويل على وزن فعولن\ مفاعيل\ فعولن \مفاعل
ومنها الكامل على وزن متفاعلن\ متفاعلن\ متفاعلن
ومنها البسيط على وزن مستفعلن \ فاعلن\ مستفعلن \فعلن ومنها الهزج على وزن مفاعيل \ مفاعيل \ مفاعيل وهكذا
اما القوافي فهي تعتمد على الحرف الاخير من البيت وحركته وحركةالذي الذي قبله فقديما كانت القصيدة يجب ان تكون نهاية ابياتها الى وتيرة واحدة ونسق واحد وروي واحد ويشكل الحرف الاخير قافية القصيدة فقال هذه قصيدة بائية اذا كانت قافيتها منتهية بحرف الباء و رائية اذا كانت قافيتها منتهية بحرف الراء وهكذا اما في العصرالعباسي الاول فقد اوجد التطور انواعا اخرى من القصيد منها المربع ومنها المخمس والمشطور ومنمها مايسمى المواليا وهكذا الاانها الجميع كانت تحتكم الى الببحور الشعرية العربية ولا تخرج منها الا نادرا وحسب مقتضات القصيدة والضرورة الشعرية التي اجازت للشاعر مالم تجز لغيره واعتذر ان اطلت قليلا فالدراسة موجزة والموضوع طويل


----------------------------






الفصل الرابع


الفنون الشعرية في العصر العباسي الاول



كان من الطبيعي ان تتطور الاغراض الشعرية في هذا العصر لتلائم روح وحضارة العصر الجديد وما اكتنفه من امور ونوازع شتى فقد توسع الشعراء في الاغراض الشعرية القديمة توسعا كبيرا متماثلا مع تطور الثقافة والاداب فيه بالوقت التي بقيت بعض هذه الاغراض جامدة متقوقعة وهي التي كانت تنشد في البوادي والصحارى وتمث الحياة القاسية لديهم
كما ابتكر الشعراء اغراضا جديدة لم يتم النظم في مثلها سابقا اوجدتها طبيعة الاختلاط مع الاعاجم وسناتي عليهال تفصيلا موجزا =

ا - الاغراض القديمة

1- الوصف
----------------
الوصف من الفنون التي قام عليها الشعرالعربي منذ بدايا ته في العصر الجاهلي وبقي موجودا لحد وقتنا الحاضر فنا قديما حديثا مسايرا لكل وقت وزمان
وفي هذا العصر توسع هذا الفن كثيرا وتفنن الشعراء في وصوفهم وتمثيل خواطرهم ومايجول بها فوصفوا كا ماهو جديد وبالاخص الا مور الشديدة الصلة بالحضارة كوصف القصور والرياض والرياحين ومجالس الخمرة والغناء ابنما وصف بعض الشعراء بيئاتهم التي اعاشوها من صحراء وابل واطلال وغيرها فقد وصف الشعراء أي شيء وقعت عيونهم عليه وكل حسب طبيعته وطريقة معيشته وحالته الاجتماعبة فالبحتري وابو تمام ومسلم بن الوليد وابوا نوءاس اشتهروا في الوصف ومن قصيدة لشاعرالوصف الكبير في العصر العباسي الاول البحترى وهو اشهرهم فيه يقول في وصف
قصر من قصور الفتح بن خاقان وزير الدولة يقول فيه\

مقاصير ملك اقبلت بوجوهها
عن منظر في عرض دجلة مونق

كاءن الرياض الحور يكسين حولها
افانين من افواف وشي ملفق

اذا الريح هزت نورهن تضوعت
روائحه من فاءر مسك مفتق

كاءن القباب البيض والشمس طلعة
تضاحكها انصاف بيض مفلق

-----------------------------


2- الامور السياسية
-------------------------

الشعر السياسي وجد منذ الشعر العربي يوم تصارع العرب فيما بينهم ويوم تصارعوا مع الاقوام ا لمجاورة لهم كالفرس في وقعة ذي قار قبل الاسلام حيث انشد الشعراء العرب لها تغنوا بنصرهم على الفرس فيها
تطور هذا الفن من الشعر في عصر صدر الاسلام ايضا فكان يمثل جهة الاسلام على اعدائه وازداد توسعا اثنا ءالعصر الا مويوكثر الانشاد فيه لكثرة الاحزاب التي وجدت والنزاعات بينها وقد بينا ذلك فيما سبق
اما في العصر العباسي الاول فقد ركد وضعف وقلت اهميته لاعتماد الدولة العبا سية على القوة والضرب بيد من حديد على كل من يقف حيالها فتلاشت الاحزاب وكادت تنتهي الا انه ظهرت الحركةالشعوبية للوجود والحركة الشعوبية حركة معادية للعرب في كل مفاهيمها الا انها باللغة العربية تهدف الى اعادة مجد المجوسية القديم وتشويه كل امر عربي فقاومها الشعراءالعرب ووقف معها العنصر الفارسي او الذي تفرس حديثا ركضا وراءالمصلحة الخاصة وطمعا بالفائدة الرجوة
وكذلك ظهر الخلاف شديدا بين ابناء العم والذين هم من ذرية اب واحد أي بين العباسيين وبين العلويين وقد قام الحاقدون علىالعنصرالعربي زيادة شقة الخلاف بينهم واذكاء نيران الحقد والكراهية بين الاخوة المتناحرين في حركات شقت الدولة العربية واضعفت من قوتها وخاصة الفارسية التي انقسم ابناوها بين مشجع مع الدولة وضوحا وعلانية ومع العلويين سرا والقسم الاخر اعلن ولاءه للعلويين منذ البدء وعداءه لكل ماهو عربي وكل هذه الامور لها شعراؤها ولهذا ظل الشعر السياسي موجودا لكنه اضعف حالا مما كان في الرعصر الاموي
من اشهر شعراء هذا الفن دعبل الخزاعي ومروان بن ابي حفصة وبشار بن برد ومن شعر مروان في الرد علىابناء العلويين يقول =

خلوا الطريق لمعشر عاداتهم
حطم المناكب عند كل زحام

وارضوا بماقسم الاله لكم
ودعوا وراثة كل اصيد سام

انى يكون وليس ذاك بكائن
لبني البنات وراثة الاعما م

--------------------------------


3- المد ح
-----------
لقد توسع المدح في هذا العصر الى حد بعيد ودخلت اليه حد المبالغة التي وصلت في بعض الاحيان لدى بعض الشعراء الى حد الكفر والالحاد وتبين قوة وعظمة الخلفاء وغطرستهم ووصفهم بصفات فوق صفات مستوى البشر من ذلك قول ابي نؤاس في مدح الرشيد \

واخفت اهل الشرك حتى انه
لتخافك النطف التي لم تخلق

والسبب في هذا الغلوفي المدح يرجع الى الخلفاء انفسهم اذ رضوا ان يوصفون بذلك اولا ثم انهم اجزلوا العطاء لمن مدحهم واجاد في مدحهم وخرج به علىالماءلوف فقد كانوا يهبون العطايا كواما مما دفع الشعراء الى الغلو والاسرف في المدح طمعا في كسب المال ومن اشهر شعراء المدح ابو تمام والبحتري وابو نواس و العتابي ومن قول ابي تمام في مدح ابي دلف العجلي هذه الابيات\

تكاد عطاياه تجن جنونها
اذا لم يعوذها بنغمة طالب

تكاد مغانيه تهش عراضها
فتركب من شوق الى كل راكب

اذا افتخرت يوما تميم بقومها
وزادت على ماوطدت من مناقب

فانتم بذي قار امالت سيوفكم
عروش الذين استرهبوا قوس حاجب


------------------------------------


4-الهجاء
------------------
والهجاء من الفنون التي بقيت دون توسع ايضا ان لبم نقل انه ضعف وكان هذا يمثل في هذا العصر ضعف النفس والادعاء بلا دليل وضعف الايمان وقد سار الهجاء كما كان عليه في العصر الاموي في صياغته فتلحظ فيه السباب والشتم وبذاءةالقول
والقذف بغير الحق وعم المبالاة بالقول فالهجاء استخدم كل قبيح وغير الجميل ومن اشهر شعراء الهجاء في هذا العصر بيشار ودعبل وبم الرومي ومن قول بن الرومي في هجاء قينة مغنية اسمها كنيزة قوله\

شاهدت في بعض ماشاهدت مسمعة
كانما يومها يومان في يوم

تظل على من ضم مجلسها
قولا ثقيلا على الاسماع كاللوم

لها غناء يثيب الله سامعه

ضعفي ثواب صلاة الليل والصوم



-------------------------




5- الرثاء
----------
الرثاء من فنون الشعر العربي منذ الجاهلية وقديم قدم الشعر وقد توسع في العصر العباسي هذا وكان الرثاء فيه اما رثاء خليفة او عظيم من الولاة والقادة او من اقارب الشاعر كابنائه اومن وسعت وعت منزلته منزلته من اصحاب الجاه والثراء ويتميز شعر الرثاء بصدق العاطفة وعمقها خاصة في رثاء عزيز او قريب
في كل حالة يصف الشاعر عجز الانسان في مقارعة الموت الذي اخذ عزيزه منه والتفكر بماساةالموت اللامتناهية ومن اشهر شعراء الرثاء ابو تمام وابن الرومي ودعبل الخزاعي ومن قول دعبل في رثاء الرشيد يقول \

اربع بطوس على القبر الزكي اذا
ماكنت تربع من دين على وطر

قبران في طوس خير الناس كلهم
وقبر شرهم هذا من الصبر

ماينفع الرجس من قرب الزكي ولا
على الزكي بقرب الرمس من ضرر

هيهات كل امرئ رهن بما كسبت
له يداه فخذ ماشئت او فذ ر


--------------------------------------




3- الغزل
-------------------


الغزل معروف منذ العصرالجاهلي وقد تغزل الشعراءبالمراءة في العص الجاهل والاسلامي والاموي والعباسي وفي عصر وزمان وكانوا يستهلون به قصائدهم الطوال وتطور هذا الفن في العصرالاموي فكان فيه الغزل التقليدي والغزل الحضري والغزل البدوي والعذري وسبق الاشار ة اليها الاانه في هذا العصر انكمش الغزل البدوي وضعف بل اندرس لولا اشارات من شعر العباس بن الاحنف بينما ظل الشعر التقليدي موجودا في مطالع قصائد بعض الشعراء
اما الغزل الحضري فقد توسع واتخذ طوابع جديدة تبعا لحالةالمجتمع حيث وصل الى حد التهتك والاسراف في القول الفحش والفسق والمجون حتى تعمد بعض شعراء الغزلقول الشعر الغزلي الجنسي المفضوح يقول احدهم

لما كشفت الثوب عن سطح فرجها
وجدت مضيقا كخلاق

اولجت فيها نصفه فتنهدت
فقلت لماذا قالت على الباقي

ومن اشهر شعراءالغزل ابو نؤاس وبشار بن يرد ومن قول ابي نؤاس

وعاشقين التف خداهما عند التثام الحجر الاسود

فاشتفيا من غير ان ياءثما كاما كانا على موعد

لولا دفاع الناس اياهما لما استفاقا اخر المسند


---------------------------


7 - الحكمة
--------------
الحكمة عرفت منذ الزمن الجاهلي وقد توسعت كثيرا في هذ ا العصر
ومن شعراء الحكمة في هذا العصر ابوتمام وبشاربن برد وصالح عبد القدوس
ومن قول بشار \

اذا بلغ الرائ المشورة فاستعن
براءي نصيح او نصيحة حازم

ولا تجعل الشورى عليك غضاضة
فان الخوافي قوة للقواد م


-------------------------------------------




ب - الفنون الجديدة

1 – الزهد
--------------
لم يعرف الزهد في العصورالسابقة كفن مستقل بل جاء كبيت اوبيتين في القصيدة ونظرا لتطوره الواسع في هذا العصر يمكن ان نعتبره فن قائم بذاته له شعراؤه
قبل هذالعصر كان ممتزجا بين ثنايا قصائد الرثاء كالحكمة وان اسباب توسعه نتيجة حتمية لرد الفعل الذي اوجده شعراء التهتك الخلقي والمجون والامور الالحادية والفسوق فكان هذا الفن سوطا يقصم ظهور الادعياء والزندقة والشعراء المتهتكون خلقبا واشهرالشعراء شهرة في هذا الفن الشاعرابوالعتاهية يقول\

كل حي عند منيته حظه من ماله الكفن

ان مال المرءليس له منه الا ذكره الحسن

في سبيل الله انفسنا لكنا للموت مرتهن


------------------

4- الغزل بالمذكر
------------------
لم يكن لهذا الغرض وجود في االعصور العربية المختلفة الاانه وجد في هذا العصر نتيجة تطور الحياة الاجتماعية وانتشارالفسق والفجور فقد اقتبسه العرب من الاعاجم بل قل جاءبه الفرس ونشاء من الامتزاج والايتذال والتفسخ الخلقي وهو الدليل القاطع على وجود الفساد والانهيار الخلقي في هذا العصر لدىفئة ضلت عن سواء السبيل وقدج انتشر بين شعراء هذا العصر كانت خلقهم تسمح لهم في قوله ومن اشهر شعراء التغزل بالمذكر ابو نؤاس و مسلم بن الوليد والحسين بن الضحاك ووالبة بن الحباب ومن شعر ابي نؤاس
هذه الابيات


انا مستهتر بحبك صب لست اشكوهواك اليكا

يابديع الجمال والحسن والدل حياتي ومنيتي في يديكا

بابي انت لوبليت بوجدي لم يهن مالقيت منك عليكا

-------------------------------


5- الشعر التعليمي ونظم الحكايات
-------------------------------
نشاء هذا الغرض في العصرالعباسي الاول ولم يكن معروفا قبله وهذا الشعر يتميز بخلوه من كل عاطفة وغيرممتع
الشعرالتعليمي نظم لسهولة فهم المعلومات العلمية والبيانية واللغوية ونظم القصص والحكايات اللمتعة والتسلية والدعاية ومن اشهر شعراء هذين الغرضين اوقل انه مبتكرها واول القائلين فيها الشاعرابان بن عبد الحميد اللاحقي وجماعة اخرون ومن قوله في الشعرالتعليمي \تعريف بكتاب الصوم

هذا كتاب الصوم وهو جامع
لكل ماقامت عليه الشرائع

من ذلك المنزل في القران
فضلا من كان ذا بيا ن

ومنه ماجاء عن النبي
من عهده المتبع المرضي

------------------------------------------------------


الفصل الخامس


اشهر شعراء العصر العباسي الاول





1- ابوتمام الطا ئي
------------------------

هو حبيب بن اوس الطائي ينتمي الى قبيبلة طي العربية وقد اختلف مؤرخوا الادب في نسبه الى طي كما اختلفوا في مكان ولادته وزمنها
ولد ابو تمام سنة 188 هجرية في احدى القرى التابعة لاعمال دمشق ويقال انه ولد من اسرة فقيرة معدمة تدين بالنصراتية وقد انتقلت عائلته الى دمشق طلبا للرزق والمعاش وهو لما يزل طفلا صغيرا ودمشق انذاك جنة من جنان الله تعالى في الارض متقدمة في كل امورها وكان لهذا الا نتقال اثر كبير على نفسية هذا الطفل وتفتح مواهبه في سن مبكرة
ولما بلغ مبلغ الرجال وسن الرشد نبذ النصرانية واسلم واحسن اسلامه فكانت قصائده في شبابه تدل على انه شديد الحماس للاسلام قوية عقيدته وقد استبدل اسم ابيه فجعله اوسا بعدان كان في النصرانية تدوس
انتقل ابو تمام الى حمص ونظم شعره فيها بمدح عائلة طائية النسب متاثرا بشاعر حمص – ديك الجن - فاعجب به وعرض عليه شعره
وبقي في حلب ردحا من الزمن ثم رحل بعدها متوجها الى مصر وفي مصر التي بقي فيها مدة لاباس بها استسقى الناس الماء في الجامع الكبير فيها واستقى هو الادب من مناهله في ذلك الجامع الذي كانت تعقد فيه مجالس للدرس والتعلم في كل العلم بمافيها الادب والشعر فكان فيه يسقي الماء ويستسقي العلم مكانه وقد اطلع اطلاعا واسعا على القران الكريم وتا ثرفي اسلوبه حتى قيل انه حفظ القران الكريم كله
بعد خمس سنوات قضاها في مصر مدح خلالها رجل حضرمي اسمه عياش من الاثرياء طمعا في المال حيث كان بامس الحاجةاليه وامله به كثيرا ولماخاب امل ابي تمام منه هجاه اقذع هجاء وترك مصر عائدا الى الشام وفي اثناء عودته الى الشام استغل وجود الخليفة الماءمون فيها فمدحه لكن الخليفة اعرض عنه لاءنه علوي الراءي كما قيل
بقي ابو تمام متجولا من بلد الىاخر ناظما الشعر حتى طارت شهرته وعرف في كل الاوساط العربية ولما تولىالخليفة المعتصم الخلافة قربه المعتصم وجعله من شعرائه وفضله لقوة شعره
مدح ابو تما م المعتصم وبعض القادة والولاة واصحاب اللنفوذ اذ كان من المكسبين في الشعر وظل يتنقل بين البغداد والشام وزار خراسان واتصل بكثر من الرجال ومنهم الزيات الذي ولاه بريد الموصل
بعد سنتين من استقراره في الموصل ويعمل في بريدها توفي سنة 231 هجرية

ابو تمام من غذراء تبدو تارة وتخفر

ابو تمام من فحول شعراء العربية ويمتاز شعره بالصياغة اللفظية حيث كان ينتقي لقصائده افضلها ذو شاعرية وقادة متفتحة اشهر بالمدح والوصف والرثاء واغراض اخرى برع فيها كثيرا ومن شعره في وصف الربيع هذه الابيات الجميلة \

رقت حواشي الدهر فهي تصور
وغدى الثرى في حليه يتكسر

ياصاحبي تقصيا نظريكما
تريا وجوه الارض كيف تصور

تريا نهارا مشمسا قد شابه
زهر الربى فكانما هو مقمر

دنيا معاش للورى حتى اذا
حل الربيع فانما هي منظر
اضحت تصوغ بطونها لظهورها
نورا تكاد له القلوب تنور

في كل زاهير ترقرق بالندى
فكاانها عين اليك تحدر


-----------------------------------







2- البحتر ي
----------------
هو الوليد بن عبيد الطائي ولقب بالبحتري نسبة الى عشيرته – بحتر – الطائية
ولد في قرية يقالها منبج من اعمال حلب في الشام وفيا نشا وقد تعلم الفصاحة من محيطه وذويه وقيل فطر على الشعر أي قال الشعر طفلا وقيل قال الشعر مدحا وهو صغير
اتص البحتري بابي تمام كلاهما في الشام وعرض عليه شعره فاستحسنه ابوتمام وشجعه كثيرا وكا في البحتري نزعة للتنقل والترحال فرحل الى بغداد واتصل بابن الزيات وزير الواثق وكذلك بابن خاقان وزير البمتوكل على الله فاوصله ابن خاقان الىالمتوكل الذي استحسنه وشعره وجعله من شعراء بلاطه المقربين
استمر البحتري في مدح المتوكل وابن الزيات وابن خاقان حتى قتل المتوكل ووزيره فسافرالبحتري الىالشام ثن عاد مرةاخرى الب بغداد ليدخل في مدح من جاء بعد المتوكل من الخلفاء
توفي الشاعر البحتري في الشام في مسقط راسه منبج سنة 284 هجرية
ويغلب على شعره المدح بالاضافة الىقوله الشعر في جميع الاغارض الاانه عزف عن قول الشعر في الهجاء ويتميز شعره بجمالية اللفظ وحسن اختياره والتصرف الحسن في اختيار بحوره وقوافيه وشدة سبكه ولطافته وخياله المبدع
ومن قوله في الغزل \

رُدّي، على المُشتاقِ، بَعضَ رُقادِ أوْ فاشرِكيهِ فياتّصَالِ سُهَادِهِ

أسْهَرْتِهِ، حَتّى إذا هَجَرَ الكَرَى، خَلّيْتِ عَنهُ،وَنُمْتِ عَن إسعَادِهِ


وقَسَا فُؤَادُكِ أنْ يَلينَ لِلَوْعَةٍ،
بَاتَتْ تَقَلْقَلُ فيصَمِيمِ فؤَادِهِ

وَلَقَدْ عَزَزْتِ، فَهَانَ قَلْبي للهوى
وَجَنَبْتِهِ، فرَأيتِ ذُلَّ قِيَادِهِ

مَنْ مُنْصِفي مِنْ ظَالِمٍ مَلّكْتُهُ
... وُدّي، وَلَمأمْلِكْ عَزِيزَ وَدادِهِ

إنْ كُنتُ أمْلِكُ غَيرَ سَالِفِ وُدّهِ، ...
فَبُليتُ،بَعدَ صُدُودِهِ، بِبِعَادِهِ

-------------------------------------------

3- ابن الرومي
----------------------


هو علي بن العباس بن جريح ولقب بابن الرومي لرومية والده فوالده رومي وامه فارسية ولد في بغداد سنة 221 هجرية نشاء في بيئة عربية وتثقف بثقافتها العربية
ابن الرومي شاعر ظلمه الدهر ونكبه بنكبات كثيرة فقد توفي ابواه وكان صغيرا فاحتضنه اخوه الاكبر ورباه الا انه توفي هو الاخر بعد مدة وتركه بلا معيل فنشاءعلى اليتم والفاقة
وبعد ما تزوج انجب ثلاثةاولاد خطفهم الموت منه الواحد بعد الاخر ثم تبعتهم زوجته حيث ماتت كمدا وغما عليهم وهكذا بقي وحيدا في حياته وتعقدت الحياة عليه ولم يكن له اصحاب
مكث ابن الرومي في بغداد ولم يبرحها الا مرة واحدة حيث ساف رالى سامراء على امل الوصول الى الخليفة المعتضد وتوصل الى وزيره القاسم بن عبد الله ولما اراد ان يصل الى الخليفة قتل الخليفة مسموما قبل ان يصل اليه ويقف بين يديه وذلك سنة 283 هجرية وهكذا عاش بين الفاقة والحرمان والفقرمع انه شاعر فحل
يتميز شعره بوضوح االفكرة والمعنى الصريح ويغل عليه طابع تشاؤمي شديد نيجة ارزاءالدهر ونكباته المتتالية عليه شعره بعيد عن غريب اللفظ خال من التعقيد واجود شعرهما قاله في الرثاء والشكوى والهجاء ومن قوله هذه الابيات -

كفـى بالشيـب من نـاهٍ مطـاعِعلـى كَـرهٍ ومن داعمـجـابحططت إلى النهى رحلـي وكلَّـتمطيَّـة باطلــي بعـدالهبــابوقلـتُ مسلِّمـاً للسيـب : أهـلاًبـهادي المخطئيـن إلىالصـوابألسـت مبشِّـري فـي كل يـومبوشـك ترحّلـي إثـرالشّبـابلقـد بشَّرتنـي بلحـاق مـاضأحـبَّ إليَّ مـن بـردالشَّـرابفلسـت مسمِّيـاً بشـراك نعْيـاًوإن أوعدت نفسـيبالذهــابلك البشرى وما بشـراك عنـديسـوى ترقيع وهيـكبالخطـابوأنت وإن فتكت بـحبِّ نفسـيوصاحب لذَّتـي دونالصِّحـابفقد أعتبتنـي ، وأمـتَّ حقـديبِحَثِّـك خلفـهُ عَجِـلاًرِكابـيإذا الـحقتنـي بشقيـق عيشتـيفقـد وفَّيتنـي فيـهثـوابــيوحسبـي من ثوابـي فيـه أنـيوإيَّـاه نـثـوب إلـىمــآبلعمـرك ما الحيـاة لكـل حـيٍّإذا فقدت الشبـاب سوى عـذاب


----------------------------------------










4- ابو نؤاس
-----------------
هو الحسن بن هانيء وكنيته ابو نؤاس ولد في الاحواز من اب عربي وام فارسية ثم انتقل الى البصرة نشافي البصرة وترعرع فيها في رعاية ام فقير ةالحال معدمة بعد ان رزاءه الموت في ابيه صغيرا
ردد ابو نوءاس على مجالس الادب واللغة في البصرة التي كانت حاضرة ومركز اشعاع من مراكز الثقافة الاسلامية وقد اكتسب من الادب والشعر الشيءالكثير ثم سافر الى الكوفة مع جماعة اخرين في الكوفةتتلمذ على يد شعراء ماجنين خلعاء كوالبة بن الحباب والحسين بن الضحاك فتاثر بهم كثيرا وقال الكثيرمن الشعر في الغزل الفاسد والخليع وسار في طريق اللذة والانهيار الخلقي
نزح ابو نؤاس الى بغداد واتصل بالرشيد ومدحه فقربه الخليفة الرشيد واعتبره نديمه الخاص وسافر الى مصر ومدح واليها هناك وظل فيها سنة كاملة رجع بعدها الى بغاد وبقي في بلاط الخليفة الامين الى ان توفي في بغداد سنة 198 هجرية
نظم ابو نؤاس الشعر في اغلب الفنون الشعرية واجاد فيها واكثر من شعر الخمرة ووصف مجالسها وتغزل بالمذكر ولديه نزعة شعوبية ويعتبر من شعراءالبلاط العباسي ومن قوله في الخمرة

نظم ابو نؤاس الشعر في اغلب الفنون الشعرية واجاد فيها واكثر من شعر الخمرة ووصف مجالسها وتغزل بالمذكر ولديه نزعة شعوبية ويعتبر من شعراءالبلاط العباسي ومن قوله في الخمرة

نظم ابو نؤاس الشعر في اغلب الفنون الشعرية واجاد فيها واكثر من شعر الخمرة ووصف مجالسها وتغزل بالمذكر ولديه نزعة شعوبية ويعتبر من شعراءالبلاط العباسي ومن قوله
في وصف الخمرة -

دع عنك لومي فإن اللوم إغراء
وداوني بالتي كانت هي الداء

صفراء لا تنزل الأحزان ساحتها
لو مسها حجر مسته سراء

قامت بإبريقها والليل معتكر
فلاح من وجهها في البيت لألاء

فأرسلت من فم الإبريق صافية
كأنما أخذها بالعين إغفاء

رقت عن الماء حتى ما يلائمها
لطافة وجفا عن شكلها الماء

فلو مزجت بها نوراً لمازجها
حتى تولد أنواراً وأضواء

دارت على فتية دان الزمن لهم
فما يصيبهم إلا بما شاؤوا

لتلك أبكي ولا أبكي لمنزلة
كانت تحل بها هند وأسماء

حاشا لدرة أن تبنى الخيام لها
وأن تروح عليها الإبل والشاء

فقل لمن يدعي في العلم فلسفة:
حفظت شيئاً وغابت عنك أشياء




-----------------------------------


5- ابو العتاهية
--------------------
هو اسماعيل بن القاسم ولد بقرية عين التمر في بادية الرمادي سنة 131 هجرية وكان اهله يشتغلون في صناعة الفخار وبيعه الا انه عزف عند وانصرف الى قول الشعر واختلف الى الحلقات الادبية والشعرية التي كانت تعقد في الكوفة لقربها من موقع سكنه وفيها اكتملت شاعريته وذاع صيته وقد قال اول الامر الشعرالخليع الماجن لعلاقته بشعرائه وعدواه انتقلت منهم اليه لتاثيرهم عليه واحتكاكه بالشراء الذين كانوا ينظمونه
قصد ابو العتاهية بعد ذلك بغداد عاصمة الخلافة وام الدنيا واتصل بالخليفة المهدي وراح يمدحه فقربه الخليفة وجعله من شعراء بلاطه وكذلك مدح الامراء والقادة وذوي المنا زل الرفيعة
احب ابو العتاهية جارية من جواري البلاط العباسي اسمها – عتبة الا انها لم تحبه ولم تبادله الحب فتعذب بحبها كثيرا وانشد قصائد غزلية كثير ة يستعطفها ويتغزل بها دونما فائدة
درس اسماعيل هذا الفلسفة في العقيدة وعلوم الدين فنبذ قول الشعر الخليع وتنصل مما قال فيه في صباه وشبابه ونبذ ملذات الحياة وانقطع الى قول الشعر في الزهد في الدنيا والتذكير في الاخرة بعد الموت لذا فضل الحياة الاخرة واحبها وهجرالدنيا لمن يريد وبقي هكذا الى ان وافته المنية سنة 212 هجرية
يتميز شعره بسهولة عجيبة واضح المعاني والالفاظ يمثل روحية شعب بائس فقير معدم هجر الحياة وملذاتها وسلك طريق الاخرة وما اليها ومن قوله في الزهد\

الم تر ريب الدهر في كل ساعة
له عارض فيه المنية تلمع

اياباني الدنيا لغيرك تبتنى
وياجامع الدنيا لغيرك تجمع

تبارك من لايملك الملك غيره
متى تنقضي حاجات من ليس يشبع

ارى المرء وثابا الى كل فرصة
وللمرء يوما لامحالة مدمع
وايامرئ في غاية ليس نفسه
الى غاية اخرى سواهـا تطـلـع


-----------------------------------

6- دعبل الخزاعي
-----------------------


دعبل بن علي الخزاعي من قبيلة اليمانية نشأ في الكوفة وتتلمذ على يد جماعة من ادبائها منهم مسلم بن الوليد ثم رحل الى بغداد بعد ان غلض عوده واشتد ساعده وبرع في قول الشعر
اشتهر في الشعر السياسي وكان متعصبا للقحطانية على العدنانية وللعلويبين على العباسيين وقد هجا العباسيين وخلفائهم كثيرمن الناس حتى اصبح مرهوب الجانب تخاف الناس لسانه وقيل انه هجا استاذه مسلم بن الوليد فلم يرد عليه وذلك عندما سافر الى جرجان في بلاد خراسان وعاش طوال حياته مكروها غير محبوب النقيبة توفي سنة 246 هجرية
يتميز شعره بالمتانة وقوة الاسلوب واشتهر بالهجاء والمدح والرثاء وكان هجاؤه موجعا مثلبا
ومن قوله في هجاء الماءمون \

ايسومني الماءمون خطة عاجز
او ما راى بالامس راس محمد

اني من القوم الذين سيوفهم
قتلت اخاك وشرفتك بمقعد

شادوا بذكرك بعد طول خمولة
واستنقذوك من الحضيض الاوحد

-------------------------------------


7- ابن المعتز
-------------------------

هو عبد الله بن الخليفة المعتز بن الخليفة المتوكل خليفة بن خليفة نشأ في البلاط العباسي نشاءة ترف ودلال وتتلمذ على ايدي اكابر العلماء في اللغة والادب والثقافة فنشاء محبا للا دب الوف والشعر
قيل ان تولى الخلافة يوما واحدا قتل بعدها شر قتله وهكذا كان القادة والامراء من غير العرب بالخلفاء يفعلون قتل في سنة 296 هجرية
كان لحياته السعيدة المترفة اثرا كبيرا في شعره وقد طغى على شعره الوصف فوصف الطبيعة والقصور والحياة السعيدة المترفة ومن قوله فيوصف نفسه\

قليل هموم القلب الا للذة
ينعم نفسا اذنت بالتنقل

فان تطلبه تقتنصه بحانة
والا ببستان وكرم مظلل

يعب ويسقي اويسقى مدامة
كمثل سراج لاح في الليل مشعل

ولست تراه سائلا عن خلافة
ولا قائلا من يعزلون ومن يلي

وهناك شعراء كثيرون غير من ذكرنا وسنذكر نصوصا لبعض منهم في الفصل القادم انشاء الله تعالى





























الفصل السادس

نماذج من شعر العصر العباسي الاول


هذه نماذج من شعر هذا العصر نقدمها بين يدي
بحثنا ليستكمل دراسته الموجزة وتساعدنا على تفهم دراسته علىاكمل وجه
يقول الشاعر ابو تمام الطائي في معركة عمورية وانتصار المسلمين في هذه المعركة
والقصيدة من عيون الشعر العربي \

السيف اصدق انباءا من الكتب
فيس حده الحد بين الجد واللعب

بيض الصفائح لا سود الصحائف في
متونهن جلاء الشك والريب

والعلم في شهب الارماح لامعة
بين الخميسين لافي السبعة الشهب

اين الرواية بل اين النجوم وما
صاغوه من رفرف فيهاومن كذب

يا يوم وقعة عمورية انصرفت
عنك المنى حفلا معسولة الحلب



ابقيت جد بني الاسلام في صعد
والمشركين ودار الشرك في صبب

ام لهم او رجوا ان تفتدى
فداءها كل من برة واب

وبرزةالوجه قد اعيت رياضتها
كسرى وصدت صدودا عن ابي كرب

في عهد اسكندر اوقبل ذلك قد
شابت نواصى الليالي وهي لم تشب

حتى اذا مخض الله السنين لها
مخض البخيلة كانت زبدة الحقب

اتتهم الكربة السوداء سادرة
منها وكان اسمها فراجة الكرب

كم بين حيطانها من فارس بطل
قاني الذوائب من اني دم سرب

بسنة السيف والخطي صادمه
لا سنة الدين والاسلام مختضب

لقد تركت اميرالمؤمنين بها
للنار يوما ذليل الصخر والخشب

اغادرت فيها بهيم الليل وهو ضحى
يشله وسطها صبح من اللهب

حتى كان جلابيب الدجى رغبت
عن لونها او كاءن الشمس لم تغب

ما ربع مية معمورا يطيق به
غيلان ابهى ربى من رلابعها الخرب

ولا الخدود قد ادمين من خجل
اشهى الي ناظري من خدها الترب


----------------

ومن قول مسلم بن الوليد في الغزل بالمذكر \

خليلي لست ارى الحب عارا
فلا تعذلاني خلعت العذارا
وكيف يصير من قلبه
كان من الحب ان يستطارا
واحور وسنان ذي غنج
كاءن بوجنته الجلنا را
شربت ونادمني شادن
صغير واني احب الصغارا

------------------------

ونقتطف من شعر البحتري هذه الابيات في مدح الخليفة المتوكل على ا لله ويهنيه بعيد الفطر المبارك


بالبر صمت وانت افض صائم
وبسنة الل الرضية تفطر

فانعم بعيد الفطر عينا انه
يوم اغر من الزمان مشهر

اظهرت عز الملك فيه بجحفل
لجب يحاط الدين فيه وينصر

خلنا الجمال يسير فيه وقد غدت
عددا يسير بها العديد الاكثر

فالخيل تصهل والفوارس تدعي
والبيض تلمع والاسنة تزهر

والارض خاشعة تعيد بثقلها
والجو معتكر الجوانب اغبر

حتى طلعت بنور وجهك فانجلت
تلك الدجى وانجاب ذاك العيثر

وافتن فيك الناظرون فاصبع
يوما اليك بها وعين تنظر

ومشيت مشية خاشع متواضع
لله لا يزهى ولا يتكبر

فلو ان مشتاقا تكلف فوق ما
في وسعه لسعى اليك المنير


----------------------------

ومن قول العباس بن الاحنف في الغزل العذري الذي يكاد يندرس في هذا العصر هذه الابيات وكنت قد حفظتها منذ المرحلة الثانويةاي عام 1962\1963-على ما اذكر وبقيت عالقة في ذهني الى الان-
أَزَينَ نِساءِ العالَمين َأَجيبي
دُعاءَ مَشوقٍ بِالعِراقِ غَريبِ
كَتَبتُ كِتابي ما أُقيمُ حُروفَهُ..

. لِشِدَّةِ إِعوالي وَطولِ نَحيبي
أَخُطُّ وَأَمحو ما خَطَطتُ بِعَبرَةٍ
... تَسُحُّ عَلى القرطاسِ سَحَّ غُروبِ
أَيا فَوزُ لَو أَبصَرتِني ما عَرَفتِني .
.. لِطولِ شُجوني بَعدَكُم وَشُحوبي
وَأَنتِ مِنَ الدُنيا نَصيبي فَإِن أَمُت ...
فَلَيتَكِ مِن حورِ الجِنانِ نَصيبي
سَأَحفَظُ ما قَد كانَ بَيني وَبَينَكُم .
وَأَرعاكُمُ في مَشهَدي وَمَغيبي
وَكُنتُم تَزينونَ العِراقَ فَشانَهُ
... تَرَحُّلُكُم عَنهُ وَذاكَ مُذيبي

كنتُم وَكُنّا في جِوارٍ بِغِبطَةٍ ...
نُخالِسُ لَحظَ العَينِ كُلَ رَقيبِ
فَإِن يَكُ حالَ الناسُ بَيني وَبَينَكُم
... فَإِنَّ الهَوى وَالودَّ غَيرُ مَشوبِ
فَلا ضَحِكَ الواشونَ يا فَوزُبَعدَكُم .
.. وَلا جَمَدَت عَينٌ جَرَت بِسُكوبِ
وَإِنّي لَأَستَهدي الرِياحَسَلامَكُم ..
. إِذا أَقبَلَت مِن نَحوِكُم بِهُبوبِ
وَأَسأَلُها حَملَ السَلامِإِلَيكُمُ ..
. فَإِن هِيَ يَوماً بَلَّغَت فَأَجيبي
أَرى البَينَ يَشكوهُالمُحِبونَ كُلُّهُم
... فَيا رَبُّ قَرِّب دارَ كُلِّ حَبيبِ
أَلا أَيُّهاالباكونَ مِن أَلَمِ الهَوى
أَظُنُّكُم قدُ أُدرِكتُمُ بِذَنوبِ
تَعالَوانُدافِع جُهدَنا عَن قُلوبِنا ...
فَنوشِكُ أَن نَبقى بِغَيرِقُلوبِ

_________

وقال علي بن الجهم في قصيدة له في الغزل وتعد هذه من روائع الشعر العربي

عيون المها بين الرصافة والجسر
جلبن الهوى من حيث ادري ولا ادري

اعدن لي الشوق القديم ولم اكن
سلوت ولكن زدن جمرا على جمر

سلمن واسلمن القلوب كانما
تشك باطراف المثقفة السمر

وقلن لنا نحن الاهلة انما
تضيء لمن يسري بليل ولا تقري

------------------------------------

ومن قول ابي نؤاس في الخمرة

لاح لحاني كي يجيء ببدعة
ةتلك لعمري خطة لااطيقها

لحاني كي اشرب الراح انها
نورت وزرا فادحا من يذوقها

فما زادني اللاحون الا لحاجة
عليها لاءني ما حييت رفيقها

اارفضها والله لم يرفض اسمها
وهذا امير المؤمنين صديقها

هي الشمس الا ان الشمس وقدة
وقهوتنا في كل حسن تفوقها
فيا ايها الساقي الحني ثم غنني
فاني الى وقت المماة شقيقها



-------------------------


وهذه ابيات من شعر بن الرومي يرثي ولده الاوسط
يوم وفاتهيقول\

بكاؤكما يشفي وان كان لايجدي
فجود ا فقد اودى نظيركما عندي

توفى حمام الموت اوسط صبيتي
فلله كيق اختار واسطة العقد

على حين شمت الخير من لمحاته
وانست من افعاله اية الرشد

الح عليه النزف حتى احاله
الى صخرة الجادي عن حمرة الورد

واضحى على الايدي تساقط نفسه
ويذوي كما يذوي القضيب على الرند

واني وان متعت بابني بعده
لذاكره ما حنت النيب في نجد


اولادنا مثل الجوانح ايها
فقد ناه كان الفاجع البين الفقد




----------------------------

ونختم هذا الفصل بمسك ختام شعر الزهد
لاءبي العتاهية

لمن طلله اسائله معطلة منازله

غداة رائيته تنعي اعاليه اسافله

وكنت اراه ماهولا ولكن باد اهله

وكل لاعتساف الدهر معرضة مقاتله

فبصرع من يصارعه وينضل من يناضله

وينازل من يهم به واحيانا يخاتله

واحيانا يؤخره وتارات يعاجله

وكم قدعز من ملك تحف به قنابله

ويخاف النا س صولته ويرجى منه نائله

ويثي عطفه مرحا وتعجبه شمائله

فلما ان اتاه الحق ولى عنه باطله

فغمض عينيه للموت واسترخت مفاصله

الا فانظر لنفسك أي زاد انت حامله

قصير السمك قد رصت عليك من جنادله

بعيد تزاور الجيران ضيقة مداخله

الا ان المنية منهل والخلق ناهله

اواخر من ترى تفنى كما فنيت اوائله

ليعلم كل ذي عمل با ن الله سائله

فاسرع فائزا بالخير قائله وفاعله














الباب الخامس



الشعر في العصر العبا سي الثاني



الفصل الاول – الشعر في العصر العباسي الثاني
الفص الثاني- الشعر واثر التيارات المختلفة فيه
الفصل الثالث – معاني واساليب الشعر
الفصل الرابع- الفنون الشعرية
الفصل الخامس- اشهر شعراء العصر العباسي الثاني
الفصل السادس- نماذج من شعر العصر العباسي الثاني











































الفصل الاول


الشعر في العصر العباسي الثاني



سيطر البويهيون على الحكم الاسلامي في بغداد سنة334 هجرية بعد ضعف سيطرة الاتراك عليها وان اغلب هؤلاء الامراء كانوا ضعافا في ادارتهم للدولة فسارت الدولة نحو الانهيار والتقهقر والانحلال وادى ذلك الى استقلال او انفصال بعض الامارات عن الخلافة العباسية في بغداد فبعد ان كانت خلافة اسلامية واحدة
اصبحت خلافة في بغداد وامارات مستقلة عنها كالامارة الاخشيدية في مصر التي قامت عاى اثر انقراضها الدولة الفاطمية التي استقلت عن الخلافة العباسية في بغداد بل نازعتها الخلافة وامتدت اجنحة حكمها شرقا وغربا وكذاك ظهرت امارات كالامارة الحمدانية في حلب وشملت الشام كلها تقريبا الا انها بقيت معترفة بالسلطان العباسي عليها اسميا فقط وكذلك مثلها ا مارات قد نشاءت في الثغور الشرقية للبلاد الاسلامية وهكذا تفرقت الدولة الاسلامية الموحدة وظهرت خلافات وامارات في البلاد نازعت الخلافة الاصلية في كل امورها وخاصةالثقافية والادبية
كان هؤلاء الخلفاء والامراء قد جمعوا حولهم الشعراء والادباء والعلماء ورجا ل الثقافة والعلم وتباروا فيما بينهم حول جمع كل منهم العدد الكبير من هؤلاء وبذلوا الاموال لهم منافسة بينهم فاثر هذا في ازهار كل العلوم وعلى راسها الشعر حيث كثرت فنونه وارتفعت رايته الا ان اللغة العربية بدء عليها علائم الضعف في نهاية العصر وخاصة في الثغور الشرقية من الدولة الاسلامية لعجمية سكانها فبدات تحل مكانها اللغات المحلية او اللغة الاصلية لاءهل البلاد مثل اللغة الفارسية التي حلت محل اللغة العربيةبعد قرنين من الزمن ودفعت الحالة شعراءهم من النظم فيها كما فعل الشاعران عمرالخيا م والشيرازي
وكذلك ظهرت في البلاد الاسلامية عصبيات اشتد النزاع بينها ومذاهب دينية تقاسمت البلاد اا لاسلامية بينها كما اطلقت الحكومات الاسلامية العنا ن لليهود والنصارى للعمل كيفما يشاؤون
وكذلك اختلفت وجوه المعاش وكسبالرزق او الحالة الاجتماعية والافتصادية في البلاد وانقسم الشعب بين مترف وفقير فالقسم الاول سعى وراء الترف والغلو والاسراف الى حد لا معقول في كل امورهم في اللملبس والمسكن وهم طبقات الخلفاء والامراء والشعراءالمقربين والاغنياء واما السواد الاعظم وهو الفقراء في المجتمع فهم راسفون في قيود في فقر مدقع وعيش ذليل وكسب قليل لايسد اودهم وقد انعكست كل هذه الاحوال على الادب والشعر في البلاد فكان ادب الاغنياء يتمثل بوصف القصور الفخمة والرياض الزاهرة والغزل الغناء والشرب والخمرة واللهو والترف والاخر الفقيريتسم بالشكوى والحنين والبكاء وذم الزمن وصروف الدهر
اجتمع الشعراء حول الخلفاء والامراء واصحاب النفوذ والجاه فانتشرت الثقافة في هذا العصر امتدادا لثقافة العصر العباسي الاول والتي اتت اكلها في هذا العصر نمت في ذاك واينعت في هذا العصروكذلك لصناعة الورق اثر عظيم في انتشار الثقافة ككل ونشوء المكتبات العامة والخاصة والمدارس النظامية الحكومية لكل هذا اثر عظيم في تقدم الثقافة ووصولها الى اوج عظمتها في الدولة الاسلامية وتقدم الشعر واتساع افاقه واخيلته وتحسين معانيه فازدهر في هذا العصر اكثر من باقي العصور العربية وبلغ شاؤته وظهر فحول من الشعراء كالمتنبي وابي العلاء المعريوالحمداني وابن النبيه والشريف الرضي وغيرهم
لذا يمكننا ان نقول انه العصر الذهبي للشعر العربي


الفصل الثاني


الشعر في العصر العباسي الثاني واثر التيارات فيه



لقد تاءثر الشعر كما اسلفنا في الفصل السابق في جميع مناحي الحياة وعكس لنا صورة حية لما كانت عليه في هذا العصر وسنشر في بحثنا هذا لكل هذه الاحوال التي تاءثر بها الشعر

الحالة السياسية
------------------
كان لسيطرة الاتراك على الدولة العباسية وادارتها زمن الخليفة المعتصم بالله وما بعده اثر بالغ في ضعف الدولة وسيرها في طريق الانحلال والتقهقر فقد عمل الرشيد على تقوية دولته – كما توقع- فتزوج من زوجة فارسية ليقرب الفرس منهويامن جانبهم لانهم سيكونون اخول اولاده منها وهم كثير في دولته اذ يشكلون الجزء الشرقي منها ويتخذهم انصارا له وتزوج من اخرى تركية ليقرب الاتراك منه وليشدوا على عضده في صيانة دولته وكانوا كذلك في زمنه فانجب من زوجته ابنة عمه زبيدة ابنه
الا مين ومن زوجته الفارسية ابنه الماءمون ومن زوجته التركيه ابنه المعتصم وكان هذا فيما بعد سببا من اسباب سقوط الخلافة العباسية فبعد وفاة الرشيد اقتتل الامين والمامون الاخوة بينهم على سدة الحكم واستعان كل منهم بما لديهم فاستعان الما مون بالفرس اخواله وقربهم اليه واعتمد عليهم في كل امورالدولة وانعكس ذلك حتى في الامورالدينية والمذهبية وتفرق الخلق واقتتل الناس بينهم فكان ماكان و كتب التاريخ خير شاهد علىذلك وما فيها من معارك واحداث
وبعدها أي بعد وفاة الامين والمامون استخلف المعتصم وامه تركيه فقرب اليه الاتراك واعتمد عليهم في اغلب مفاصل الدولة العربية الاسلامية وعلى كل حال فقد دخلت جسم الدولة او جسم الخلافة العربيية من ليس منها وعمل على تقويضها كان كل هذا قد حدث في العصر العباسي الاول واستمر اوزاد في العصر العباسي الثاني
وكان في اثناء وجود الاتراك في الحكم يتحين الفرس الفرص من اعادة مجدهم الغابر او السالف فقاموا بفيادة ال بويه بحملة قوية اعلنوا سيطرتهم على بلاد خراسان واكتسحوا الخلافة العباسيةفي بغداد التي كان الاتراك مهيمنين على الحكم فيها ونصب معز الدولة الفارسي اميرا على بغداد في ظل الخلافة العباسية التي لم يبق منها الا اسمها والخلفاء تحولوا الى بيادق شطرنج يلعب بهم اللاعبون من ال بويه ومن بعدهم من ال سلجوق
وفي هذ العصر استقلت بعض الامارات عن الخلافة العباسية ببغداد قسم استقل استقلالا ذاتيا مع الاعتراف بالخلافة العباسية بالاسم فقط فظل الخلفاء خلفاء عليهم كاالامارة الحمدانية في الشام وامارات خراسان وبلاد المشرق والقسم الاخر استقل استقلا لا تاما وفعليا وانفصل عن جسم الخلافة العباسية بل اخذت في مزاحمتها ومخاصمتها ومحاولة انتزاع السلطة والخلافة منها كالولة الفاطمية التي نشات في مصر
لم يدم الحكم البويهي في العراق طويلا اذ اكتسحه السلاجقة الاتراك سنة 447 هجرية وكونوا امارتهم في بغداد في ظل الخلافة العباسية وبقى السلجوقيون في الحكم في بغداد الى ان اكتسحتهم والخلافة العربية الاسلامية معهم الموجة المغولية التترية سنة 656 هجرية فاتت على الاخضر واليابس وعم البلاد الخراب والدمار وانهارت كل الامور
كان لهذه التطورات السياسية اثرها العظيم في خط الشعرالعربي وتقدمه وازدهاره فقد ماتت بغداد ام الدنيا ومركزالخلافة ومركز الثقافة والعلوم وفيها جل الشعراء الا انه ظهرت مدن اخرى اجتمع فيها الشعراء هي مراكز الا مارات كحلب والقاهرة وجرجان وبخارى وسمرقند وغيرها كل امير حاول ان يجمع حوله العديد من الشعراء والادباء والمثقفين ويتباهى في جمع اكبر عدد منهم لحبهم الادب وخاصة الشعر وليمدحوهم ويذكروهم في شعرهم فادى هذا التنافس حتما الى ايجادامور دفعت الشعر نحو علائم التقدم والرقي الثقافي والحضاري في كل مجالات الحياة
لذالك فقد اجزل الخلفاء والامراء العطاء للشعراء الذين نالوا حضوة كبيرة عندهم حتى بلغ بهم حد الاستيزار ورئا سات الدواوين الكتابية وخاصة اذا علمنا ان بعض الا مراء والخلفاء كانوا يجيدون الشعر وقرضه ونقده
----------------------------------




الحالة الثقافية
---------------

كان لتشجيع الخلفاء والامراء للادب والشعر والثقافة عموما اثر الكبير في تقدم الشعر وتطوره فقد كانت الثقافة في العصرالعباسي الاول قد شهدت تقدما كبيرا ومالت نحوالتقدم والرقي ميلا عظيما اتت اكلها في العصرالعباسي الثاني في هذا العصر حيث بلغت اوج عظمتها من التقدم والرقي والحضارة في كل المجالا ت الثقافية فتطورت الاداب وبالاخص الشعر فتحسنت اساليبه وسهلت و كثرت معانيه وشملت وازدادت فنونه واغراضه لتشمل كل امور الحياة ومتطلباتها
وكان لنشوء المكتبات العامة اوالخاصة وتسهيل الدراسة والتحصيل العلمي والادبي اثره العظيم في ذلك فقد انكب الناس وبالاخص الشعراء على المطالعة والتدارس ومحاولة الايتاء بماهوافضل فزاد هذا في تفتق افاق الشعر واخيلةالشعراء وكذلك فتحت مدارس نظامية درس بها الطلاب الادب والشعروفنونه وعلوم اللغةالعربية في النحو والبلاغة والصرف والعلوم الصرفة والفلسفة والرياضيات والهندسة والبناء والري وفي كل امورالحياة
كل هذا كان من اسباب تطور الشعر ودفعه نحو التقدم والرقي والاكتمال والعظمة وايجاد شعراء لم تسبقهم سابقة مثل المتنبي والمعري

--------------------------------------






الحالة الا جتماعية والمعاشية
---------------------------

الحالة الاجتماعية والمعاشية في هذا العصر اختلفت عما كانت عليه في العصرالسابق
فقد ادى ضعف الخلفاء العرب في هذا العصر الى ظهور العصبيات التي كانت مكبوته في العصورالسابقة اوالتي كانت تعمل في الخفاء على نطاق واسع ودون تخوف من احد اوردع من رادع واصبح لكل قومية جماعتها التي يناصرونها ويؤيدونها ولها رجالها وشعراءها فانتشر الانحلال الجتماعي وعم الضعف مفاصل الخلافة العباسية وتدهورت الحالة السياسية وتبعتها بقية الامور
وكذلك انقسمت الدولة الاسلامية الى مذاهب عديدة وشاعت الفرقة والتباغض بين المسلمين اوقل بين اتباع مذهب واخر حتى وصل في نهاية الامر حد الاقتتال والتخريب بين المسلمين بعضهم يخرب ممتلكات البعض الاخر ويسفه اراءه ويقتله
اما غيرالمسلمين من الطوائف الاديان الاخرى كاليهودية والنصرانية والمجوسية وما اليها فقد اطلق لهم العنان يعملون ما تشاؤون ويؤدون شعائرهم ومعتقداتهم بحرية تامة وربما عاونهم بعض المسلمين على اداء هذه الشعائر وقد حضر بعض الخلفاء العباسيين بعض شعائرهم واعيادهم
وكان لاختلاف هذه العصبيا ت والمذاهب وتنازعها اثره البالغ في الشعر فظهرشعراء غير مسلمين وغير عرب تمجدوا بدينهم او بفارسيتهم
اما اختلاف طرق المعيشة فقد انقسم الناس في معيشتهم ومعاشهم الى طبقات عديدة فمنهم طبقة الخلفاء والامراء والمترفين الذين اوغلوا في الاسراف والتبذير والغلو الفاحش فانكبوا علىاللهو والمجون والصخب وعاشوا حياة مترفة مبتذلة بين شرب الخمرة واقتناءالجواري الحسان والغلمان والولدان الذكور
وقسم اخر دون ذلك وهو طبقات التجار واصحاب المهن والحرف فكان التجار يجلبون البضائع والمواد من الهند والصين ومن شرق البلاد وغربها واواسط اسيا وهؤلاء في اكثر الاحيان تنهب الحكومات اموالهم بحجة الضرائب اوالمصادرة مما ادى بهم ان يتضاهر اغلبهم بالفقر والعوز وما هم بفقراء ولا معوزين
اما الاقسم الاخر فهم السواد الاعظم من الشعب فقد كانوا يعيشون في حالة من البؤس والفاقة والحرمان عظيمة
وقد رسم لنا الشعر الصور الواضحة والجلية لكل هذه الاحداث فقد كان مراة صقيلة صافية تعكس كل ما في البلاد من احداث وكل مافي المجتمع من امور
فقد كا نالشعر سجلا حاضرا يسجل كل كبيرة وصغيرة فالشعراء هم ابناء الامة وكل يصور حالته والحالة التي يعيش بها امثاله فهو صورة حية تمثل الحقيقة الواقعة فعلا الا ما ندر




------------------------------------






ضعف اللغة العربية
------------------------



وهكذا غربت شمس اللغة العربية عن مناطق كثيرة كانت قد اشرقت عليها وانارتها بنور الاسلام ونور العلم والادب
ظلت اللغة العربية لغة الدين والعلم والادب والدولة طوال هذ العصر والعصور التي قبله وهي في اتساع وامتداد حتى وصلت فرنسا وشواطيء البحرالمتوسط وجزره مثل صقلية ومالطة وحول بحر الادرياتيك و وصلت الى اواسط افريقيا و الى الهند والصين وانشات مدنا وعواصم للعربية فيها مثل بخارى وسمرقند فاينما توجه العرب نشروا الاسلام دينا والعربية لغة الا ان استقلال الامارات عن الخلافة في هذا العصر وما بعده و تاميرها بامراء غير عرب وخاصة الامارات الشرقية فقد جعلتهم يتعصبون للغاتهم الاصلية واخص الفارسية حيث شجعوها تلك اللغة التي كانت عاجزة من ان تقوم بالاعمال الادبية اوالعلمية فقد تطورت في تلك الامارات وحلت محل اللغة العربية وظهر فيها شعراء وادباء وعلماء دونوا بها مؤلفاتهم وقصائدهم مثل عمر الخيام والشيرازي وهكذا ضعفت اللغة العربية في هذه الاصقاع وانكمشت وبقيت لغة الدين فيها فقط
اما في الجها ت الغربية من الدولة الاسلامية في سوريا ومصر وشمال افريقيا ووسطها وبلاد الاندلس فقد بقيت اللغة العربية فيها قوية وهي لغة الكلام والدين والعلم والادب لاءن الشعب هناك من اصل عربي لذا حافظ على عروبته فيها وخاصة اللغة وحرص الخلفاء والامراء في الدول والامارات على تقدم اللغة العربية والحفاظ عليها فتقدمت
اما في بلاد الاندلس فايضا انحسرت اللغة العربية بمرور الزمن وحلت محلها لغة البلاد الاصليين بعد ان طرد العرب منها بعد ظهور دويلات الامارات التي كانت وبالا عليهم فيما بعد وتقاتل الامراء العرب فيما بينهم في بلاد الاندلس وضعفهم نتيجة هذه المقاتلة الطويلة الامد

لاحظ مقالتي نظرة في تاريخ اللغة العربية المنشورة على النت في موقعي\ اسلام سيفلايزيشن وكتابي في الادب والفن




-------------------------







الفصل الثالث

اساليب ومعاني الشعر في العصر العباسي الثاني



اساليب الشعر\
------------------

اختلفت اساليب الشعر العربي في هذا العصر لما اصابها من تقدم وتطور بحيث اصبح لكل شاعر اسلوبه الخاص به او يكاد ان يكون هكذا وكذلك اختلفت هذه الاساليب وفق البيئة التي قيل فيها الشعر بعد امتداد الدولة العربية من الصين شرقا حتى بلاد الاندلس والمغرب العربي غربا فالبيئة الشرقية في فارس وشرقيها اختلفت اساليب الشعر فيها عما هي عليه في مصر والشام وبلاد الاندلس كما اختلفت اساليب شعراء الجد عن اساليب شعراء الهزل
فالشعراء الجادون اسلوبهم فيه القوة والمتانة وحسن اختيار اللفظ والديباجة على غرار الاساليب الشعرية في العصور التي قبل هذا العصر مع فارق التقدم والتطور الذي شمل اللغة العربية وادابها على ايدي هؤلاء الفحول مثل المتنبي والمعري والحمداني والشريف الرضي وغيرهم بينما امتاز الشعر الهزلي بسهولةاسلوبه وسطحية فكرته وادخال الشعراء بعض الالفاظ الفارسية والعامية فيه
الشعر عامة في هذا العصر هوشعر المحسنات اللفظية والبديعية وطغيان الصناعة اللفظية عند كثير من الشعراء فقد اهتموا باللفظ على حساب المعنى وخاصة في شرق البلاد وفي بغداد وغيرها
اما في سوريا ومصر فقد ظل الشعر قويا متين البناء الاانه دخلته بعض الكلمات الغريبة والتعقيدات الكثيرة ودخلت اليه العلمية والفلسفة على ايدي بعض الشعراء كالمعري مثلا الا انه ساير التقدم الحضاري
وكذلك غلبت عليه المحسنات اللفظية والصناعة الشعرية عند كثير من الشعراء بل اغلبهم وقد ظهر شعراء الموشح والزجل والمواليا حتى ان بعض الشعراء من ادخل اللهجات الدارجة او العامية في الشعر مع المحافظة على بيان وروعة وبلاغة العربية
كل حسي مقدرته وكفاءته الادبية
---------------------




معاني الشعر \
----------------
اما معاني الشعر في هذا العصر فقد تطورت وتوسعت كثيرا الى حد لايمكن حصره وتحديده بكلمات نكتبها عنه فمنها ما قيلت على طريقة جيدة بعيدة عن الا بتذال والاسراف فكانت تلك القصائد ذات معان راقية متطورة وخاصة تلك التي قيلت في المدح والفخر او تلك التي اختصت بالسياسة والاجتماع
ومنها من اكثر في الاسراف الى حد الغلو في المجون والابتذال وبالكلمات الرخيصة وخاصة تلك القصائد التي قيلت في الغزل والغزل بالمذكر وما اليها والتي لم تكن معروفة لدى الشاعر العربي او ياءنف منها

وكذلك ظهرت المعاني الفلسفية في الشعر فكانت في اغلب الاحوال معقدة وصعبة الفهم
وعلى العموم صارت المعاني يتصرف بها الشاعر او ياءتي بها على هواه وامتداد خياله الذي فاق الافاق عند بعض الشعراء الخالدين
وبالاضافة الى ذلك فقد بولغ في المدح الى حد الغلو وادخلت على الشعر الرموز الصوفية والفلسفية والاخلاقية وقد رقت معاني الشعر في هذا العصر في الاغلب وكثرت فيه المحسنا ت اللغوية والبلاغية والتشبيهات والصناعة الشعرية ايضا





-----------------------------------


















الفصل الرابع



الفنون الشعرية في العصر العباسي الثاني



1- الوصف
-------------

الوصف من الفنون الشعرية التي توسعت ولحقها التطور والتقدم في هذا العصر كثيرا فقد وصف الشعراء المعارك الحامية التي دارت بين المسلمين والاقوام الاخرى ووصفوا البلدان التي فتحت على ايديهم كما وصفوا بل واكثروا من وصف الطبيعة ومناظرها الرائعة ومظاهرها وجمالها الساحر ووصفوا مجالس الخمرة ومجالس الغناء ووصفوا النساء المشاركات فيها وهن يرقصن ووصفوا الرياض والقصور والعمران والورود في الحدائق تنفننت اخيلتهم في هذه الوصوف وظهرت مقدرتها لدي العديد من الشعراء مثل الصنوبري الذي اختص في وصف الطبيعة والوءواء والحمداني والمتنبي في المعارك
يقول الصنوبري في وصف زهرة الشقائق

كاءن محمر الشقيق اذا تصوب او تصعد

اعلام ياقوت نشرن على بساط من زبرجد

-----------------------------

2– الغزل
----------

والغزل ايضا من الفنون اوالاغراض الشعرية التي توسعت وتشعبت في هذا العصر فقد تشعب الى عدة فنون جديدة تكاد تكون فنونا مستقلة منها الغزل التقليدي والغزل بالمذكر والغزل الخليع وغزل الحب الصادق والالموالحسرة والغرام والشكوى والوله القاتل ومايحس به الشاعرالواله اوالعاشق
فقد تغزل بعض من الشعراء على الطريقة القديمة في مطالع قصائدهم وبالاخص القصائد المدحية والفخرية كالمتنبي وابي فراس الحمداني
كما تغزل الشعراء في هذا العصر بالغزل العذري المحتشم كالذي تكلمنا عليه في العصر الاول وما قبله فكان فياضا لوعة والما ومعبرا عن يخالج قلوبهم من شوق ومحبة صادقة الاحساس والتعبير
وكذلك انتشر الغزل بالمذكر وبالجواري الجميلات وانتشر هذا الفن كثيرا خاصة في بلاد فارس والعراق اوبغداد وكذلك الشعر الخليع الذي نشأ في هذه المواقع وتسرب منها الى الشام ومصروقد خرج عن الحدودفي بعض الاحوال عند بعض الشعراء وتلفظ بعض الشعراء باقوال لم يتلفظ بها قبلهم من احد فقد وصفوا اعمال الخلاعة والاعمال- السكسية- بابرع مايصفون غير مكترثين بماحولهم من موانع دينية واجتماعية واخلاقية ولا وجلين منها
الا ان اغلب الشعراء تغزلوا بالغزل المحتشم وقد تغزل المتنبي فاجاد ونقتطف من شعره هذه الابيات التي تغزل بها بالبدويات من النساء وجمالهن الحقيقي البعيد الزروقة والتخضيب


ما اوجه الحضر الستحسنات به
كاوجه البدويات الرعابيب

حضن الحضارة مجلوب بتطرية
وفي البداوة حسن غير مجلوب

افدي ضباء فلاة ما عرفن بها
مضغ الكلام ولا ضبغ الحواجيب

ولا برزن من الحما م مائلة
اوراكهن صقيلات العراقيب

ومن هوى كل من ليست مموهة
تركت لون مشيبي غير مخضوب


--------------------------------------






3-الشعر الاجتماعي
----------------------

لم يكن موجودا من قبل الا شذرات في قصائد الشعراء الا انه ظهر كفن جديد في هذا العصر ويتميز بذكر الحوادث والاحدات التاريخية ونقد المجتمع نقدا تحليليا والشكوى منه
ومن اجود الشعراء فيه المتنبي الذي شكى الزمن لكونه لم يحصل على مراده والمعري الذي تجرد عن شخصيته وشكى الزمن وانتقده كثيرا وكذلك الشريف الرضي الذي يذكرالحوادث التاريخية في هذا المجال
نقتطف من شعر ابي العلاء المعري هذه الابيات –

دنياك دار شرور لاسرور بها
وليس يدري اخوها كيف يحترس

بينا امرؤ يتوقى الذئب عن عرض
اتاه لبث على العلات يفترس

الا ترى هرمي مصر وان شمخا
كلاهما بيقين سوف يندرس



------------------------------
4- المديح
-----------
اما المديح فقد بلغ من التوسع شاءوا كبيرا وعظيما واتسعت افاقه وكان من اهم اسباب تقدمه ورقيه واتساعه تقرييب الخلفاء والامراء الشعراء اليهم ووكثرة وجود العديد من العواصم والمدن التي يتواجد فيها الامراء ومحاولة كل منهم جمع اكبر عددمن الشعراء في مجلسه ليكون افضل من مجلس الاخرين وبذخهم المال والعطايا السنية للشعراء وغيرهم ومنهم من امل الشعراء بالامارة كما فعل الاخشيد مع المتنبي ومنهم من اهدى الشعراء الضياع والجواري الحسان اضافة الى المال الكثير وكل هذا زاد من همة الشعراء في المدح والغلو فيه
يتميز المدح في هذا العصر بالاطراء والمبالغة الغالبة ووصف المعارك والامراء وهم فيها يقتلون وينافحون عن البلاد وكذلك مدح الامراء القواد والشجعان من المقاتلين والانتصارات التي حققوها في هذه المعارك
ومن اشهر شعراءالمدح في هذا العصر المتنبي والشريف الرضي وابن الهباريةوابن مطروحوابن النبيه وغيرهم
يقول المتنبي في مد ح سيف الدولةالحمداني

رايتك محض العلم في محض قدرة
ولو شئت كان الحلم منك المهند ا

وما قتل الاحرار كالعفو عنهم
من لك بالحر الذي يحفظ اليدا

اذا انت اكرمت الكريم ملكته
وان انت اكرمت اللئيم تمر دا

ووضع الندى في موضع السيف بالعلى
مضر كوضع السيف في موضع الردى

ولكن تفوق الناس راء يا وحكمة
كما فقتهم حالا ونفسا ومحتدا

-----------------------------

5 -التصوف والفلسفة
--------------------------

ظهرت من الاغراض الجديدة في هذا العصر الشعر الصوفي والشعرالفلسفي وكان منبت الشعر الصوفي في العراق وانتقل منه الى باقي الانحاء والبلاد
اما الشعر الفلسفي فقد نشأ في الشام منها تسرب وكانت روح العصر تتطلب ايجاد مثل هذه الفنون
من اهم شعراء الفلسفة ابو العلاء المعري وابن سينا والرازي ومن المتصوفين القشيري وابن الفارض وابن عربي
ومن شعر ابي العلاء المعري نقتطف هذه الابيات
اذا رجع الحصيف الى حجاه
تهاون بالشرائع وازدراها

فخذ منها بما اتاك لب
ولا يغمسك جهل في صراها

وهت اديانهم من كلب وجه
فهل عقل يشد به عراها





------------------------


6- الهجاء
------------------

اصاب الهجاء في هذا العصر بعض التوسع و كان من اسبابه التنافس بين الشعراء حول الحضوة لدى الامراء والخلفاء
يتميز الهجاء في هذا العصر بالاسراف في القول البذيء مما يذكرني بهجاء الحطيئة في العصرين الجاهلي وصدرالاسلام حيث انه من الشعراءالمخضرمين والنيل من الاعراض
ومن اشهرالشعراء الذي اشتهروا بالهجاء المتنبي وابن الصياد
ومن قول المتنبي في هجاء كافور اميرالدولة الاخشيدية بعد ان مناه وامله ثم نكث فصب المتنبي عليه غضب الدهر ولعنة الزمن مدى الدهور والازمنة يقول \

كلما اغتال عبد السوء سيده
اوخانه فله في مصر تمهيد

نامت نواطير مصر عن ثعالبها
فقد بشمن وما تفنى العناقيد

العبد ليس صالح باخ
لو انه في ثياب الحر مولود

لا تشتري العبد الا والعصا معه
ان العبيد لانجاس مناكيد

ما كنت احسبني ابقى الى زمن
يسيء بي فيه كلب وهو محمود

ولا توهمت ان الناس قد فقدوا
وان مثل ابي البيضاء موجود



----------------------------------




7- الاخوانيات والشكوى
-----------------

والاخوانيات من الاغراض التي ظهرت حديثا ايضا في هذا العصر في القصائد والاشعار التي قيلت بين الاصدقاء والاخوان والتي اطلق عليها اسم الاخوانيات ومنها قول ابي فراس الحمداني يعاتب صديقه المسيء بالاحسان والعفو

لم اؤاخذك بالجفاء لاءني
واثق منك بالوفاء الصحيح

فجميل العدو غير جميل
وقبيح الصديق غير قبيح


اما شعرالشكوى فهو ندب الدهر والزمن وشكوى الحظوظ ويتمخض هذا عن فساد الحالة الاقتصادية وانتشار البؤس والشقاء في نهاية هذا العصر وصروف الدهر التي تذل الشريف وتقدم الوضيع وترفعه الى غير مكانه فيكون وبالا على نفسه وعلى مجتمعه ومن قول السري الرفاء هذين البيتين

وكانت الابرة فيما مضى
صائنة وجهي واشعاري

فاصبح الرؤزق بها ضيقا
كانه من ثقبها جاري

-------------------------------



8- نظم الحكم والامثال
------------------------

وقد توسع الشعراء في نظم الحكم والامثال كما اولع الشعراء بترجمتة الامثال من اللغات اوالامم الاخرى مثل الفارسية الى العربية ومن اشهر من قال الحكمة في الشعر المتنبي والمعري ومن الذين نقلوا الامثال الابيوردي والبلخي وغيرهم ومن قول المتنبي في الحكمة
يقول –

على قدر اهل العزم تاءتي العزائم
وتاءتي على قدر الكرام المكارم

وتعظم في عين الصغير صغارها
وتصغر في عين العظيم العظائم


هذه هي اهم اغراض الشعر في هذا العصر الاانه بقيت هناك اغراض اخرى لم نشراليها في هذا الموجز كالعتاب والهزل والمطايبة والمفاكهة وغيرها كثير

-----------------------------------------------









الفصل الخامس

شعراء العصر العباسي الثاني




الشاعر أبو الطيب المتنبي

المتنبي أبو الطيب احمد بن الحسين الكندي ولد بالكوفة سنة 303 هجرية
كان أبوه ساقياً يسقي الماء لاهالي الكوفة وقــــــــــد نشـــــــاء طموحا جدا ذو نفسية ثورية وامل قوي عزم منذ البداية وهو طفل الى مناه ومن سار على الدرب وصل فطن إليه أبوه منذ الصغـــــــر فاجراه الى كتاتيب الكوفة ومجالسها وكانت الكوفة يومذاك جامعة العلم والثقافة فتعلم القراءة والكتابة وأحـــب مجالس الأدب والشعر وكان ذا فكر وقاد وقريحة ثاقبة وحافظة عجيبة فحفظ الشعر تعلم العربية وأصولها ثم رحل في صباه الى بادية السماوة ليتعلم اللغة الفصحى البعيدة عن اللحن وبقي فيها سنين تعلم الكرم الشجاعة والشهامة العربية وحدة المـــــــزاج واحب الحرية حتى عاد إلى الكوفة وكأنه بدوي صميم وقد تفتحت منابع الشعر فيه من مناهلها الأولى منذ الطفولة
المتنبي هذا ذو النفسية العالية المتكابرة كان يـــرى كل الناس اقل منه شاءنا وانه أفضل من الملوك وأولادهم في ملكهم والأمراء
مــــــــــن عروشهم غير هياب من احد انظر إليه في شبابــــه يقول:-

أي محل ارتقــي أي عظيم اتقــــــي
وكل ما خلق الله وما لم يخلـــــــــق
محتقر في همتي كشعرة في مفرقي

لذا حقد على كل شيء في الزمن لعدم نيله امانيه الواسعة وتمرد على دهره وعلى المجتمع والظلم الاجتماعي المخيم علـــــــــى الناس في حينه ويعود ذلك الى نفسه المجبولة على التمرد والثورة وحبه لذاته واعجابه المتغطرس بنفسه المتعاليــــــــــة اولا وللافكار القرمطيــــة التي تفهمها وكانت سائدة انذاك ثانيا هذه الافكار التي تحمل الردة على الدين والثورة على الاوضـــــــاع الاجتماعية السائدة يومـــــــذاك والتي لاقت صدى واسعا في نفسية هذا الشاب المراهق المتمرد على كل شىء فكان مـــــــــــن دعاتها0 بعد جلاء القرامطة عن الكوفـــــــــة توجه الى بغداد حاضرة الدنيا وعاصمة الخلافة لكنه لم يستقر بها ورجع الى الكوفة ليجد جدته التي هي بمثابةوالدته قد توفيت فرثاها اجمل رثاء وصب نقمته على الدهر الذي سد عليه منافذ الحرية مطلعها-

أحـن إلـى الكـأس التـي شربت بها
وأهـوى لمثواهـا الـتراب ومـا ضما
سافرالى الشام سنة 321 وساح في البادية داعيا للمـــــــــــذهب القرمطي متكسبا بشعره ليعيش فيه حيث ذاع صيته في الشام وحين وصل الى حلب وكان خبره مشتهرا بها من انه شاعر فـــــذ وانه قرمطى الافكاروقدم لبث الدعاية لهذا المذهب0 قبض عليـــــه واودع السجن وكانت حاب يومذاك تحت سيطرة الاخشيد وواليهــــــا ابو لؤلو الغوري ولبث في السجن مدة مكابرا متعاليا متمسكــا بافكاره وارائه الاان طول مكوثه فيه و تعرضه للمرض اذل جمـــــاح نفسه المتمرده فطلب العفو وثاب الى رشده وكان الوالي الجديد لحلب اسحاق بن كيغلغ فاطلق سراحه على شرط ان يغادر حلــــب ولم يبق بها ابدا0 بقي ابو الطيب متجولا في الشــــــــام متكسبا بشعره مادحا هذا وذاك ممن يراهم دونه حتى كره هذه الحياة وبغضها وقد لبث في ا نطاكية اربع سنوات ثم غادرهــــا ساخطا على نفسه ودهره وانحدر نحو الجنوب الى طبرية فاتصل هناك ببدر بن عمـار واليها ومدحه وكان هذا وال عباسي بعد ان طرد العباسيون الاخشيد من ارض الشام ولما كثر حساد ابو الطيب على حضوته لدى بدروكثرةالوشايات وخال المتنبي نفسه في مازق فرمن طبرية عائدا الى انطاكية واتصل بابي العشائر الحمداني والي انطاكية مـن قبل الامارة الحمدانية ثـــــــم توجه الى حلب مقا م الامارة الحمدانية0 انقطع المتنبي الى مدح سيفالدولة الحمداني وكانت شهرته قــــــــد طبقت الافاق وقد اناله هذا منزلة عظيمة منها انه كان ينشد شعره في حضرة الامير جالسا ووهبه سيف الدولة بما لم يهب بـــــه من قبلـــــــه لابعده فعاش بترف ورفاه واحب سيف الدولة لمكانته الكبيرة عنده طيلة مكوثه عنده وقد منح الشاعر سيف الدولة قصائــــد في المدح والفخر خلدت ذكراه على مدى العصور وستبقى ولم يمدح شاعر خليفة او اميرا مثلما مدح المتنبي سيــــــــف
الدولــــــة يقول:-

وقفت وما في الموت شك لواقــف

كأنك في جفن الردى وهو نائــم

تمر بك الابطال كلمى هزيمـــــــــة

ووجهك وضاح وثغرك باســــم

تجاوزت مقدار الشجاعة والنهى

الى قول قوم انت بالغيب عالــــم

ولست مليكا ها زما لنظيـــــــــره

ولكنك التوحيد للشرك هــــــازم

تشرف عدنان به لا ربيعــــــــــــــة

وتفخر الدنيا به لا العواصـــــــم

طول بقائه وحضوته الكبير ة اكثر الحساد والاعداء بحيث اوغروا قلب سيف الدولة عليه فجفاه وتغير عليه ولم يترك المتنبي هذه الحالة فشكاها الى سيف الدولة في شعره مرات واستنجد به منهم ورجاه عدم سماع الوشايات
الكاذبه يقول

ازل حس الحساد عني بكبتهم
فانت الذي صيرتهم لي حسدا

والشاعر المتنبي معتد معتز بنفسه تجد ذلك في قصيدته الميمية المشهورة والتي على كل لسان نظمها في مدح سيف الدولة وفخر بنفسه فيها وبين
حساده واعداءه فيها يقول فيها:-


انا الذي نظر الاعمى الى ادبي
واسمعت كلماتي من به صمــــــــم

الخيل والليل والبيد اء تعرفني
والسيف والرمح والقرطاس والقلم

وكان اخر عهده بسيف الدولة الحمداتي مجلسه بمناظرة لغوية بيه وبين ابن خالويه النحوي المعروف الذي شج وجهه بمفتاح كان معه بعد غلبة المتنبي له واجرى دمه امام مرآى ومسمع سيف الدولة ولم يحرك سيف الدولة ساكنا فغضب المتنبــــــــــي وتــــــــرك المجلس وولى مغادرا حلب سنة 346 هجرية متوجها الى دمشق ثم الى الفسطاط بمصر بعد ان اغروه الاخشيـــــــــد واطمعوه بالولاية ان قدم هو اليهم فذهب ومدح كافورا الاخشيدي الذي كان على راس الدولة الاخشيدية في مصر يقــــــــــــــــول

قواصد كافور توارك غيـــــره
ومن قصد البحر استقل السواقيا

فجائت بنا انسان عين زمانـــه
وخلت بياضا خلفها وماءقيـــــــا

وظل يمدحه مدة من الزمنن لكنه يئس من حصوله على الولاية فاراد السفر فاستاذن الامير كافور للسفر فلم ياذن لــــــــــه وشددعليه الا انه عزم على السفر وغادر مصر خلسة والناس مشغولون افراح عيد الاضحى وبعد سفره هجا كافورا هجاءا مقذعا وصـــــب عليه خزي الدهر كله وكذلك
الشعراء اذا ماغضبوا يفعلون يقول\

امينا واخلافا وغدرا وخســــــة
وجبنا اشخصا لحت لي ام مخازيا

تظن ابتساماتي رجاءا وغبطـة
وما انا الا ضاحك من رجائيــــــــا

وتعجبني رجلاك في النعل اننـي
رايتك ذا نعل اذا كنت حا فيــــــــا

توجه المتنبي بعد هروبه من مصر الى الكوفة مسقط راسه وفي الكوفة شارك في قتال القرامطة الذين كان من دعــــــــــاة مذهبهم في صباه ثم قصد بغداد ولبث فيها اشهرا ثم غادرها الى الاحواز فمدح فيها ابن العميد ثم تلقى رساتل من عضــــــــد الدولة يرجوه التوجه اليه فذهب ومدحه وظل مدة بشيراز ثم استاذن وغادر0 شد رحاله الى بغداد والتقى فيه بمنتصــــــــــف الطريق في قرية الصافية قـــــرب النعمانية من اعمال واسط فاتك الاسدى واعراب من جماعته وكان المتنبي قد هجاه وجدته ووسمها بالطرطبة وانال من عرضــــه فقاتله وقتله فيها سنة 354 هجرية مع ولده وغلمانه ونهبوا اموالهم ابو الطيـــــــب شاعر عظيم جمع بين الشعر والعاطفة والحكمـــة والخيال والعلم والبلاغة وروحه الشعرية شذية فواحة غلابة وكانـــــــــــت عواطفه هي الدم في جسد قصائده فكسبتها الحياة الابديــــــــــة والروعة والجمال والكمال فهو ذو شاعرية فريده وهو شاعر العرب بلا منازع 0 مذهبه الشعري عجز الشعراء ان ياتوا بمثلــــه او مجاراته حتى عد شاعر العربية وقد شغل الناس وملاء الدنيا كما قيل فديوانه في كل مكتبة صغيرة اوكبيرة اوقل في كــــــــــل دار واشعاره على كل لسان ولم يحض شاعر حضوة مثله فقد سار شعره في الافاق مثل اشعة الشمس وذلك يعود لسببيـن الاول رعاية الملوك والامراء له وعنايتهم به وبشعره الذي خلدهم بمدحه والثاني قوة شاعريته وتظلعه في اللغة والادب خاض المتنبيى كل فنون الشعر وابدع فيها فكان شعــــــره تصويرا لحياة عصره وما فيه اضف الى ذلك انه امام العربية ومعجمها حافظا لاصولهـا ومفرداتها وتعابيرها و معانيها وبلاغتها جم شعره فنون موسيقية شعرية اهتم بالبديع والبلاغة وادخل الفلسفة والحكمة الــــــــى شعره واكثر منها فهــــو شاعر حكيم وحكيم شاعر لايشق له غبار فهو شاعر
العربية الذي ما ولدت العربية مثله على مرالقرون والدهور ومن شعر ه في صباه هذه القصيدة التي تمثل طريق حياته وبناء شخصيته وهواجسه وعواطفه تجاه نفسه والاخرين ونوازع هذه النفس المتكابرة المتعالية يقول منها \
ما مقامي بارض نخلة الا
كمقام المسيح بين اليهود

ومفرشي صهوة الحصان ولكن
قميصي مسرودة من حديد

اين فضلي اذا قنعت من الدهر
بعيش معجل التنكيد

ضاق صدري وطال في طلبالرزق
قيامي وقل عنه قعودي

ابدا اقطع البلاد ونجمي
في نحوس وهمتي في صعود

عش عزيزا او مت وانت كريم
بين طعن القنا وخفق البنود

فرؤوس الرماح اذهب للغيظ
واشفى لغل صدر الحقو د

لا كما حييت غير حميد
واذا مت مت غير فقيد

فاطلب العز في لظى وذرالذل
ولوكان في جنا ن الخلو د

لابقومي شرفت بل شرفوا بي
وبنفسي فخرت لا بجدودي

وبهم فخر كا من نطق الضاد
وعود الجاني وغوث الطريد

انا ترب التدى ورب القوافي
وسمام العدا وغيظ الحسو د



----------------------------------------


ابو فراس الحمداني
--------------- ----------
ولد ابو فراس بن سعيد الحمداني في الموصل سنة 350 هجرية من اسرة بني حمدان المؤسسة للامارة الحمدانية في حلب في الشام
قتل ابوه ولم يبلغ الثالثة من العمر فكفله ابن عمه سيف الدولة فشب محاطا برجال العلم والادب والثقافةالعالية وتعلم الفروسية والشجاعة والقتال في صباه حيث كان يخرج في طفولته مع الجيش للجهاد وعندما بلغ سن الرشد ولاه سيف الدولة ولاية –منبج - قرب الحدود البيزنطية فصد هجمات الروم دفاعا عن حياض الامارة وجهادا في سبيل الله
اسر مرتين الاولى افرج عنه بعد مدة قصيرة والثانية لبث في الاسر اسيرا مدة طويلة
فكانت هذه الايام اخصب ايام حياته الادبية او الشعرية حيث انشد فيها اروع قصائده
ولما توفي سيف الدولة امير الدولة الحمدانية كان ابو فراس في حمص فلزم امور الامارة رجل اسمه – فرغويه- فاستقل ابو فراس بحمص التي كان واليا عليها الا ان معارك طاحنة دارت بين ابي فراس وبين فرغويه قتل فيها ابو فراس وهو في زهو شبابه ومقتبل عمره سنة 386 هجرية وبمقتله انهارت الامارةالحمدانية في الشام حيث قضي عليها بمقتله
ابو فراس شاعر صادق
العاطفة امير لم يتكسب بشعره وشعره يتميز بالعاطفة الصادقة وسهولة لفظه يدخل الى القلب مستساغا كانه الماء الزلال اشتهر بالفخر والرثاءو الوصف والغزل ومن قوله في وصف الشيب الذي الم به في مقتبل عمره يقول –

عذيري في طوالع من عذاري
ومن رد الشياب المستعار

وثوب كنت البسه انيق
اجر ذيله بين الجواري

وما زادت على العشرين سني
فما عذر المشيب الى عذاري


وما استمتعت من داعي التصابي
الى ان جاءني داعي الوقا ر

ايا شيبي ظلمت ويا شبابي
لقد جاورت منك بشر جار

يرحل كل من يهوي اليه
ويختمها بترحيل الد يا ر

امرت بقصه وكففت عنه
وقر على تحمله قرار ي



---------------------------------------------------



ابن النبيه



هو كمال الدين علي بن محمدابن الحسن بن يوسف المصري لقب ابن النبيه لنباهته واياسه نشاء في نصيبين ولما شب واكتمل عينه الملك الايوبي كاتبا لديوان الانشاء وتوفي سنة 615 هجرية في نصبين ذاتها
اشتهر بالدح وبالغ فيه وقال الهجاءوقال الشعر الغزلي والخمري في شعره الصناعة اللفظية طاغية ومن قوله في ذكر الموت ورثاء عزيز عليه –

الناس للموت كخيل الطراد
فالسابق السابق منها الجواد

والموت نقاد على كفه
جواهر يختار منها الجيا د

والمرء كالظل ولابد ان
يزول ذاك الظل بعد امتداد

دفنت في الترب ولز انصفوا
ما كنت الا في صميم الفؤاد




---------------------------------------------------












السري الرفاء
-----------------

السري هو ابن احمد الكندي ولد في الموصل واشتغل في طفولته وصباه مطرزا ورافيا لذا سمي بالرفاء من الريافة وقد درس الشعر والادب ونظم الشعر في صباه ولما اشتد عوده واكتمل في نظم الشعر قصد الامارةالحمدانية ومد ح اميرها سيف الدولة وبقي في بلاطه مدة من الزمن مادحا له ثم انتقل الى بغدا د فيها مدح بعض اشرافها وعوائلها وشيوخها وتوفي سنة 366 هجرية
يتميز شعره بسهولةاللفظ وجزالته وغلبة الصناعة عليه اذ كانت سمة العصر لدى الشعراء قال الشعر في المدح والغزل والوصف و الرثاء
من قوله في الغزل-
بنفسي من اجود له بنفسي

ويبخل بالتحية والسلام

وحتفي كامن في مقلتيه
كمون الموت في حد الحسام

ومن شعره ايضا هذه الابيات -

فؤادُ عليٍّ بالسَّماحِ عَلوقُ
و بِشْرُ عليٍّ بالسَّماحِ يَروقٌ
فمَنْ كانَ أضحَى للمَكارِمِ صاحباً
فأَنتَ لها يا بْنَ الحُسَينِ شَقيقُ
طَرَقتُكَ مَمتاحاًو ليسَ لِطَارِقٍ
يَرومُكَ من وَقْعِ الضَّريبِ طَريقُ
جَنوبٌ تَحُثُّ المُزْنَ حَثّاً وشَمْأَلٌ
يُعَبِّسُ منه الوجهُو هو طَليقُ
و حَرُّ حريقٍ ألبسَ الأَرْضَ ثَوبَه
يُخافُ على الأقدامِ منه حَريقُ
تُثيرُ الصَّبا في الجَوِّ منه عَجاجَة ً
كما انتشَرَ الكافورُو هو سَحيقُ
فقد هجرَ الخُلُّ الوَصولَ خَليلَه
و لم يَحْظَ فيه بالصَّديقِ صَديقُ
و عادَ خَفيفُ الفَرْضِو هو مُنَفلٌ
عليَّو رَقَّ الدِّينُو هو صَفيقُ
و ما انفلَّ حَدُّ القُرِّ إلا بِقَهْوَة ٍ
تَرَقرَقُ في كاساتِها رقريق
إذا لَبِسَتْ أثوابَهافعَقيقَة ٌ ؛
و إن نَشَرَتْ أنفاسَها فَخَلوقُ
تَدورُ علينا كأسُها في غَلائِلٍ
رِقاق تَرُدُّ العَيْشَ وهو رَقيقُ


الصنوبري
---------------

هو ابو بكر الصنوبري ولد بمدينة انطاكية وفبها شب وترعرع وقال الشعر ثم قصد سيف الدولة الحمداني فانشده شعره مادحا ايا ه فاولاه الامانة على خزانة كتبه بحلب
اولع الصنوبري في الطبيعة ووصفها حتى عد من اوائل شعراء الوصف فيها توفي سنة 334 هجرية
ومن قوله في وصف الترجس –

درر تفتق عن يواقيت على
قضب الزمرد فوق بسط السندس

اجفان كافور حففن باعيين
من زعفران ناعمات الملمس

كانها اقمار ليل احدقت
بشموس افق فوق غصن املس


ومن لطيف شعره هذه الابيات –
شجتك العيس حنت إثر عيسِممارسة المَرَوْرَى المرمريـسِ
متى ما تهوِإِحداهـا بسـدْسٍهوت حرف مغيبـةُ السَّديـس
لها من حيث ما وخدتلهيـبلهيبُ النارِ يلهبُ فـي يَبيـس
فلم تد دختنـوس لهـا قتيـلاًوأينَدياتُ قتلـى دختنـوس
ولا لمس الغـرام حشـاي إِلاتلقى ما التمست لدىلميـس
ونار الصب تذكو ثـم تخبـوونارُ صبابتي نـار المجـوس
ستبقيني لمـنيبقـى حديثـاعروض حديث طسم أو جديس
فتـاة حبهـا للقلـب سـلـمولكن دونهاحـرب البسـوس
تـرى شمسـاً مقنعـةً بليـلٍوخداً فـي غلالـة خندريـس
أيادمـن أب بالشـام أفضـىإِليـه إِرثهـا وأب بـطلمـوس
لهم خلـقُ الأسـودِ ممثـلاتٌعلى أمثال أخـلاقِ التيـوس
للدن ظلـت دنانيـر القوافـيتـرد عليه ـمُرد الفـلـوس
كأن غشاءهـا الملقـى قنـاعٌعلى عيطاءَ بكـرٍعَيطَمـوس
وأعلامٌ من الأشجـارِ تُنسـيخميسَ الرَّوع أعلامَ الخميـس
فكنتُ متى أقِس لا أَخشَ لَبْساًإذا التبسَ القياسُ على لقَيُوس

-----------------------------------------------

البهاء زهير
-----------------

ولد البهاء زهير قرب مكةالمكرمة ونشأ فيها في بيت عز وترف وجاه وغنى قال الشعر في طفولته وقد هاجر الى مصر وسكن مدينة –قوص- وبرع في الادب
اتصل بخدمة الملك الايوبي في مصر الاانه ظهرت خصومة بينه وبينه سياسية في اواخر ايامه اخالها من وشايات حساده اضطر الى لزوم داره بعدها فاشتد به الفقر والعوز وشظف العيش حتى توفي في قوص سنة 656 هجرية
يتميز شعره يالسهولة ورقة الحواشي ودقة واختيار المعاني اللطيفة والالفاظ العذبة الرقيقة شعره من الشعر السهل الممتنع الذي تحفظه بسرعة وتنساه بسرعة ويصعب القول
فيه او بمثله
ومن قوله متغزلا

لو تراني وحبيبي عندما
فر مثل الضبي من بين يدي

قال ما ترجع عني قلت لا
قال ما تطلب مني قلت شيء

فانثنى يحمر منني خجلا
وثناه التيه عني لا الي

كدت بين الناس ان الثمه
اه لو افعل ماكان علي



-------------------------------------------------









الشريف الرضي-
----------------

هو محمد ابو الحسن بن الحسين الرضي الحسيني العلوي ولد ونشاء في بغداد في الكاظمية في بيت عز وترف وجاه وفيها درس الادب وتظلع في الثقافة وخاصة الدينية وكان طموحا تواقا لنيل الخلافة وقد رشح نفسه اليها الا انه توفي دون نيلها سنة 406 هجرية
يتميز شعره بالجدية في الامور والتهكم من الحياة كثير المعاني شعره صا دق العاطفة

اشتهر بالدح والفخر والوصف والغزل ومن قوله في التعريض لحكومة العباسيين وحبه للفاطميين قوله-

مامقامي على الهوان وعندي
مقول صارم وانف حمي

أي عذر له الى المجد ان ذل
غلام وفي غمده المشرفي

االبس الذل في ديار الاعادي
وبصمر الخليفة العلوي

من ابوه ابي ومولاه مولا
ي واذا ضامني البعيد القصي


--------------------------------------
الماءموني –
----------------

هو عبد السلام بن الحسين الماءموني ولد في بغداد وغادرها في صباه متجها ناحيةالشرق وقد وصل الى بخارى حيث حط المقام بها وتحسنت حالته وكثر رزقه وكان همه الرجوع الى بغداد مدينة صباه على راس جيش ليفتحها وينصب نفسه خليفة عليها حلم راوده كثيرا الا انه لم يتحقق
مدح الوزراء والامراء وفخر بنفسه وقومه العباسيين ووصف كل ماوقع في نفسه وبصره حتى اصغر الاشياء توفي عام 383 هجرية
يتميز شعره الجودة وحسن اختيار اللفظ وغلب عليه الصناعة اللفظية اسوة بغيره اغلب شعراء العصر
اشتهر بالدح والوصف ومن قوله يصف اسطرلا با –

وشبيه الشمس يسترق الاخبا
ر من بين لحظها في خفاء

فتراه ادرى واعرف منها
-وهو في الارض – بالذي في السماء

-------------------------------------------------










ا الفصل السادس


نماذج من شعر العصر العباسي الثاني

هذه نماذج من الشعر لشعراء هذا العصر نذكرها كعادتنا في بحثناهذا ليستكمل البحث اهميته
يقول الشاعر ابو فراس الحمداني في الفخر –

غيري تغيره الفعال الجافي
ويحول عن شيم الكريم الوافي

لا ارتضي ودا اذا هو لم يدم
عند الجفاء وقلة الانصاف

نفس الحريص وقل ما ياتي به
عوضا عن الالحاح والالحاف

ماكان فوق البسيطة كافيا
واذا قنعت فبعض شيء كافي


اف لي طمع الحريص فتوتي
ومرؤتي وقناعتي وعفافي


ماكثرة الخيل العتاق بزائدي
شرفا ولا عدد السوام الضافي

خيلي وان قلت كثير نفعها
بين الصوارم والقنا الرعاف

ومارمي عدد النجوم ومنزلي
ماءوى الكرام ومنزل الاضياف




----------------------------


ومن شعر الشريف الرضي في الحكمة قوله=

وفي شدة الدهر اعتبار لعاقل
وفي لذة الدنيا غرور لواثق

واكثر من شاورته غير حازم
واكثر من صاحبت غير المرافق

اذا انت فتشت القلوب وجدتها
قلوب الاعادي في جسوم الاصادق

وعندي من الود الذي لايشوبه
لحاظ المرائي او كلام المنافق

وما جمعي الاموال الا غنيمة
لمن عاش بعدي واتهام لرازقي



-----------------------------

ومن قول ابن سناء الملك في الرثاء وهو من الموشحات التي ظهرت هذا العصرقوله

ماذا عرا قلبي ماذا دهاه مضى نهاه
لما نهاه الوجد مع من نهاه
مازال لي منذ دهاني الزمان
انس شجاع واصطبار جبا ن
وعبرة خالصة للعيان
لاتقبل الصون وترضى بالهوان

وناظري قد غاب عنه كراه ترى سراه
او يفسح الدهر له في ثراه
صبرا جميلا اين صبر جميل
ذاك سبيل ما اليه سبيل
وقتي قصير وحديثي طويل
حسبك من راحته في العويل
وجل ما يبغيه لقيا الوفاة وهي شفاه
يشري خطوبا خاطبنه شفاه

--------------------------------

ومن قصائد المدح هذه الابيات من قصيدة للشاعر المتنبي في مدح سيف الدولةالحمداني ووصف احدى معاركه مع الروم منتصرا بها يقول –

اتوك يجرون الحديد كاءنهم
سروا بجياد مالهن قوائم

اذا برقوا لم تعرف البيض منهم
ثيابهم من مثلها والعمائم

خميس بشرق الارض والغرب زحفه
وفي اذن الجوزاء منه زمازم

تجمع فيه كل لسن وامة
فما تفهم الحدات الا التراجم

فلله وقت ذوب الغش ناره
فلم يبق الا صارم او ضبارم


تقطع ما لايقطع الدرع والقنا
وفر من الابطال من لايصا دم

وقفت وما في الموت شك لواقف
كانك في جفن الردى وهو نائم

تمر بك الابطال كلمى هزيمة
ووجهك وضاح وثغرك باسم


ضممت جناحيهم عن القلب ضمة
تموت الخوافي تحتها والقواد م

بضرب اتى الهامات والنصر غائب
وصار الى اللبات والنصر قا دم

ومن طلب الفتح الجميل فاءنما
مفاتحه الببيض الخفاق الصوارم

نثرتهم فوق الاحيدب نثرة
كما نثرت فوق العروس الدراهم




----------------------------------

ومن شعر الابيوردي يذكر فيها فاجعة القدس مستنهضا النخوات العربية لدراء الخطر عنها يقول –


مزجنا ماءا بالدموع السواجم
فلم يبق الا عرضة للمراجم

وشر سلاح المرء دمع يفيضه
اذا الحرب سبت نارها بالصوارم


فاءيها بني الاسلام ان وراءكم
وقائع يلحقن الذر ا بالمناسم

اتهويمة في ظل امن وغبطة
وعيش كنوار الخميلة نا عم

وكيف تنام العين ملء جفونها
على هبوات ايقضت كل نائم

واخوانكم بالشام يضحي مقلهم
ظهور المذاكي او بطون القشاعم

يسومهم الروم الهوان وانتم
تجرون ذيل الخفض فعل المسالم

ارى امتي لايشرعون الى ا لعدا
ولا يحسبون العار ضربة لا ز م

فليتهم اذا لم يذودوا حمية
عن الدين ضنوا غيرة بالمحار م

وان زهدوا في الاجر اذ حمي الوغى
فهلا اتوه رغبة في المغانم

---------------------------



ومن قول الشاعر والفارس العربي اسامة بن منقذ المولو د بضواحي حلب والمتوفي سنة 584 هجرية )


كل يوم فتح مبين ونصر

واعتلاء على الأعادي وقهر

قد أتاك الزمان بالعذر والإعـ

ـتاب مما جناه إذ هو غر

صدَق الَّنْعتُ فيك، أنتَ معينُ الـ

ـدين إن النعوت فأل وزجر

أنت سيفُ الإسلامِ حقاً، فلا

ـل غراريك أيها السيف دهر

بك زادَ الإسلامُ يا سيفَه المِخـ

ـذم عزاً وذل شرك وكفر

ثق بإدراكِ ما تؤمِّلُ؛ إنْ الـ

ـلّهَ يجزِي العبادَ عمَّا أسرُّوا

لم تزل تضمر الجهاد مسراً

ثم أعلنت حين أمكن جهر

كل ذخر الملوك يفنى وذخرا

ك هما الباقيان: أجر وشكر

للنَّدى مالُك المباحُ، وما ما

لك إلا جرد وبيض وسمر

عم أهل الشآم عدلك لكنـ

ـا بعدنا وغاية البعد مصر

فَحُرْمنا من بينهِم رَيْعَ ما كنَّا

زَرعنا، وقال زيدٌ، وعمرُو

أمِنَ العدلِ أنّنَا في بلادِ الكُفـ

ـرِ شَفعٌ، وأنتَ في الغزوِ وِتَرُ

كان حظي من ذاك ذكراً شنيعا

ثم ما لي فيمن يجاهد ذكر

لا تَنَاسَى مَن كانَ ظلَّكَ في العُسـ

ـر وضيق الزمان إذ جاء يسر

إن حسن الوفاء من ملك مثـ

ـلك فضل يرويه بدو وحضر

فابق واسلم وزد على رغم أعدا

ئك جدا ما أعقب الليل فجر

لا أغبَّ الزَّمانُ قصدَ أعاديـ

ـك ولا شد من تهيضت جبر








ومن قول ابن حيوس في وصف دمشق والحالةفيها وكثرة الاضطرابات فيها قوله\

لقد دفعنا الى حالين لست ارى
مابين ذاك وهذا حظ مختار


اما المقام على خوف ومسغبة
او الرحيل عن الاوطان والدار

والموت ايسر من هذا وذاك وما
كرب الممات ولا في الموت من عار

من جاور الاسد لم ياءمن بوائقها
وليس للاءسد ابقاء على الجار



---------------------------------

ومن شعر شاعر معرة النعمان ابي العلاء المعري شاعر الفلسفة والحكمةنقتطف هذه الابيات في ذم التنجيم والمنتجمين وكذبهم وخرافاتهم يقول

لوكان لي امر يطا وع لم يشن
ظهر الطريق مدى الحياة منجم

يغدو بزخرفة يحاول مكسبا
فيد ير اسطر لابه ويرجم

وقفت به الورهاء وهي كانها
عند الوقوف على عرين تهجم

ساءلته عن زوج لها متغير
فاهتاج يكتب بالرقا ن ويعجم


ةيقول ما اسمك واسم امك انني
بالظن عما في الغيوب مترجم

علي بان الجن تطرق بيته
وله يدين فصيحها والاعجم

افما يكرعلى معيشته الفتى
الا بما نبذت اليه الانجم

رجم التنائف بالركاب اعز ما
كسب يحق لربه لو يرحم


------------------------------------


ومن شعر الشاعر ابن الهبارية في ذم الحكام نقرأ هذه الابيات-

فانه لن يفسد الاحوالا ويوحش الاحرار والرجالا

شيء كتفضي الدنيء الناقص والبر للشهوة لا الخصائص

وان من يمنع الغر يبا ويحفظ البعيد والقريبا

يستوجب التعنيف والملامة وفعله مثل ابي نعامة

وهو ظليم كان في اليما مة جديته باق الى القيامة

خلى سفاها بيضه وحضنا بيض ا لقطاة اذ راه حسنا

وظنه يفقس عن رئال احسن من رئاله في الحال

فلم يكن ذاك وضاع فعله وبيضه ايضا وذم فعله



----------------------------------

وقال االشاعر ابو الفرج محمد الدمشقي الملقب بالواءواء في الغزل وهي من القصائد
الغنائية الرقيقة=


يامن سقام جفو نه لسقام عاشقه طبيب

حزت المودة فاستوى عندي حضورك والمغيب

كن كيف شئت من البعاد فانت من قلبي قريب


--------------------------


وفي ختام هذا الفصل نقرا هذه الابيات من شعر ابن مطروح جمال الدين يحيى بن عيسى
في التهكم بحق الملك لويس التاسع عندما اراد غزو مصر بعد ان دحر في معركة دمياط الشهيرة وينذره انه اذا حاول التقدم ستكون نهايته حتمية كما كانت في معركةدمياط سيخسرها ويكون نصيبه الفشل والاسر مصيره يقول -

قل للفرنيس اذا جئته مقال صدق من قؤول نصيح

اتيت مصرا تبتغي ملكها تحسب ان الزمر باصبل ريح

وكل لاصحابك اودعتهم بحسن تدبيرك بطن الضريحح

خمسين الفا لاترى منهم غير قتيل او اسير ا و جريح

وفقك الله لامثالها لعل عيسى منكم يستر يح

فقل لهم ان اضمروا عودة لاءخذ ثاء ر او لقصد صحيح

دار ابن لقمان على حالها والقيد باق والطواشي صبيح



---------------------------------------------
















الباب السادس


الشعر العربي في الاندلس



الفصل الاول – الشعر العربي في الاندلس
الفصل الثاني- الاساليب و المعاني الشعرية في الاندلس
الفصل الثالث – الموشحات والازجال
الفصل الرابع – الفنون الشعرية في الاندلس
الفصل الخامس- الشعراء العرب في الاندلس
الفصل السادس- نماذج من الشعر العربي الاندلسي














































الفصل الاول


الشعر العربي في بلاد الاندلس


فتح العرب شبه الجزيرة الاسبانية – الاندلس - في زمن الخليفة الاموي الوليد بن عبد الملك سنة 93 هجربة عندما وجه اليها حملة قوية بقيادة القائد العربي طارق بن زياد ومن المفارقات ان هذا القائدالعظيم عند عبوره البحر احرق كافة السفن التي اقلته هو وجنوده المقاتلين بحيث اصبح الجيش الغازي امام امرين اما الفتح والحياة واما الهزيمة والموت فكان النصر العظيم حليفهم
غزت اللغة العربية بلاد الاندلس مع الفاتحين وانتشرت بمرور الوقت لتصبح بعد فترة لغة سكان الاندلس وما جاورها فقد انتقل عدد كبير من العرب الى الاندلس بعد فتحها وتمركز الحكم العربي الاموي فيها وبالاخص من الشام ومصر
ولما كان الشعر متاءصلافي العرب فقد عبر معهم البحر الى البلد الجديد وانتشر فيه وطغت عليه الصفةالتقليدية العربية في البدء ثم بدء التاثر في المجتمع الاسباني والطبيعة الاندلسية الجميلة فتحولت الا ندلس الى جنة في الارض
افتخر العرب في الاندلس بانسابهم ومدحوا اقوامهم وخلفائهم وامراءهم وهجوا اعداءهم والمنافسين لهم فكان الشاعر الاندلسي اول ذي بدء مقلدا الشاعر العربي في المشرق فقلد ابن زيدون في شعره ا لبحتري وابن هانىء المتنبي
انتشر الشعر العربي في الاندلس بعد ان دخل فاتحا مع الفاتحين العرب اينما توجهوا فبلغ ايطاليا وبحر الادرياتيك ووصل الى جزيرة صقلية وجزيرة مالطة بل وكل بقعة في البحرالمتوسط فازدهر في كل مكان صار اليه لجزالته ورقة اسلوبه ووضوح معانيه وخاصة انه نظم في هذه الاصقاع الجيدة الغناء والخضرة الدائمة والجو اللطيف
لقد انتشر الشعر العربي في الاندلس حتى وصل الى منتهاه في الرقي والتطور في زمن ظهور دول الطوئف حيث ان كل امير جمع حوله الادباء والشعراء وبذلك حصل الشعر العربي على مكانة عظيمة وثروة ادبية كبيرة نتيجة هذا التنافس بين الا مراء والشعراء و الطبيعة الخلابة التي بهرت الفكر العربي فابدع
فظهرت نتيجة هذا الابداع معان جديدة واساليب جديدة متطورة ومتمدنة وظهر الموشح في الشعر والذي لايزال مفخرة من مفاخر الشعر العربي

-----------------------------------
















الفصل الثاني

اساليب ومعاني الشعر العربي في الاندلس


معاني الشعر الاندلسي
--------------------------

كان الشعر العربي في الاندلس امتدادا للشعر العربي في الشرق لقد تشابهت معاني الشعر الاندلسي اول الامر معاني الشعر العربي في جميع مناحي الحياة والا مور التي قيل فيها فكان هناك شعر عالى النشاءة شريف المعاني نشاء بجانبه شيء من شعر المجون والابتذال والخلاعة اوجدته الطبيعة الاتدلسية الاانه قليل وبمرور الوقت دخلت الفلسفة الى الشعر الاندلسي كما دخلته في الشعر العربي الشرقي و غالىالشعراء في المدح الى
حد ان اتوا بالمستحيل وغير الماءتي به في وصف الممدوح في المشرق الا انه بعد الاستقرار السياسي والاجتماعي في البلاد وتمركز الحكم فيها واحساس الشعراء بتغيير البيئة والمجتمع انعكس ذلك في شعرهم فرق ولطف وابتعدوا عن البدوية التي كانوا عليها الى شعر محدث جديد وكان للطبيعة ومشاهدها الجميلة الحضور العظيم في الشعر العربي الاندلسي فتبدلت الطبيعة الصحراوية الجافة بطبيعة خصبة خضراء قد افاض عليها الله كل نعم الجمال وحباها بماشاء من خير ونعمة بين الخضرة وعطرالورد والجمال الخلاب ينشد الشاعر قصيدته بل هي القصيدة ذاتها
وكان لاتصال العرب بالغرب نتيجة هذا الفتح المبارك وتطلعهم على عاداتهم وتقالبدهم ان اثر هذا في تقدمهم فكان الشعر الاندلسي رقيق الحواشي رفيع المعاني رقيق الشعور الشعري عذب الالفاظ جميلها واضحة البيان في تعبيرها
كل ذلك ظهر في الشعر العربي في الاندلس حتى تطور في معانيه وفي كل مالبسه من اثوا ب قشيبه وحلل ناعمة رقيقة فكان الموشح الجديد في الشعر العربي وكذلك ظهور الزجل تبعا لما اقتضته طبيعة المجتمع هناك و حاجته الىايجاد فن الغناء وموسيقى تنسجم معه فترنم الشاعر الاندلسي بكل مايحس به وما تفرضه عليه ظروف الحياة الحلوة الجميلة والطبيعة الغناء من ابتكار في المعاني ورقتها
وانتقاء الكلمات الخفيفة الرقيقة في النفس والتاثير في الاخرين



----------------------------

















اساليب الشعر
----------------

الاساليب الشعرية في الاندلس تتشابه مع الاساليب الشعرية في المشرق العربي في بداية تكوين الدولة الاتدلسية وتختلف عنها باختلافات بسيطة باختلاف شخصية الشاعر وعلى العموم كان هناك اسلوب رصين ومتين بنى عليه الشعراء قصائدهم دخلت عليه بعض من كلمات غريبة الا انه بقي جزل العبارة فخم اللفظ شديد البناء
الا ان الشعراء تاءثروا بالامم الغربية بعد اطلاعهم على عاداتهم وتقاليدهم وتغيير البيئة عليهم والشعراء اول الناس يتغيرون ويتاثرون بمثل هذه الامور ويهيمون بمثل هذه الاشياء فادى هذا التغير الى تطور باساليب الشعر فتطور الاسلوب الشعري الغنائي اولا وما ل الشعراء الىالتحرر من القيود الشعرية والانطلاق منها فكانت هناك قصائد في الشعر في الاسلوب السهل والتفعلية القصيرة او قل قطعت تفاعيل الخليل الى النصف في بعض الاحيان او الى الربع وحسب الحاجة وموازنة الموسيقى الشعرية الغنائية فظهر الموشح في الشعر العربي في الاندلس واقتبسه الغربيون بعد عشرات السنين والموشح هو من الاوزان الشعرية المألوفة في الشعر العر بي موشح الاواخر اما بقواف ثنائية او ثلاثية
واما بجمل متحدة القافية ومتوازنة المعنى
وعلى العموم اساليب الشعر العربي في الاندلس سهلة رقيقة مفهومة المعنى جعلت الشعراء يركضون وراء التقدم والحضار ة ويلقون بانفسهم في مهاوي الحياة السعيدة المحاطة بالرفاهية وسبل العييش الهني ينشدون للحياة المرفهة بين الروضة والجنة وبين الغنوة والرقصة واللحن الجديد اوبمعنى اخر ينشدون وفق ما املته الطبيعة الاندلسية الخضراء فتركت لنا ثروة شعرية ما زالت تطوي الايام وتقف كالجبل الشامخ في وجه كل الصروف الدهرية بقصائدها العصماء التي هي من عيون الشعر العربي ولا تطويها الايام رغم مرور مئات ومئات السنين
وسبقى هذا القصائد وذلكم الشعراء يذكروننا ان العرب فتحوا الاندلس وعمروها واقاموا بها حضارة عربية لم تكن موجودة في المجتمع الاوربي كله وكانت هذه الحضارة رافدا من روافد النهضة الاوربية الحديثة وفي تقدم الانسانية جميعا




-----------------------------------------------




















الفصل الثالث


الموشحات والازجال الاندلسية


الموشحات
---------------

الموشح منظومة شعرية مؤلفة من اربعة عشرا بيتا على الاكثر على وزن ايقاعي غنائي معين وقد يزيد او ينقص عن ذلك
والموشح هو وزن من اوزان الشعر العربي الماءلوفة في الشعر العربي الا ان اواخره موشحة اما بجمل متوازنة متحدة القوافي يؤتى بها في اخر كل مقطع من مقاطع الموشح العديدةاو موشح بقواف ثنائية او ثلاثية اورباعية
ظهر الموشح على حقيقته كفن قائم في بلاد الاندلس لاول مرة أي ان الموشح قصيدة كانت موجودة في الشعر العربي تطورت وفق تطور الحياة العربية في الاندلس وما املته هذه الحياة من ايجاد نوع من الشعر احتاجته الاذن العربية او النفس العربية هناك ليتفاعل معهما في الغناء والنفس الطرية التواقة الى كل جميل وجديد
اول من ابتدع الموشح في شكله الجديد في العربية الشاعر الاندلسي -مقدم الغريري – وقد اكثر الشعراء بعد ذلك من نظمه والتغني به وانشاده كثيرا في دواوين وبلاطات الامراء الاندلسيين أي كانه ابتدع من قبل شعراء هذه البلاطات والداخلينفي خدمة الامراءوالخلفاء
في تلك البلاد وذلك لحاجة هؤلاء الى الغناء والطرب وباساليب ومعان جديدة واضحة المعاني جلية الصورة سهلة الاسلوب تشنف الاذان وتطرب السامع بالحانها الجميلة وكلماتها الفياضة الداخلة الى القلب مباشرة
ومن هذه الموشحات هذا الموشح الذي يتغنى به المغنون لوقت قريب

ياحلو يااسمر غنى بك السمر
رقوا ورق الهوى في كل ما صورا

---------------------

ما الشعر ماسحره ما الخمر ماالسكر
يندى على ثغرك من انفاسك العنبر

--------------------------

والليل يغفو على شعرك او يقمر
انت نعيم الصبا والامل الاخضر
ما لهوانا الذي اورق لايثمر

-------------------------

قد كان من امرنا ماكان هل يذكر
نعصر من ر وحنا اطيب ما يعصر

----------------------------

نوحي الى الليل ما يبهج او يسكر
نبنيه عشا لنا ياحلو يا ا سمر

------------------------------------

الا زجال
----------------

الزجل هو الصوت المردد او المتسق بالاطراد والاستقامة وقد ظهر لاول مرة في الشعر العربي في بلاد الاندلس واول من انشد وتغنى به الشاعر العربي الاندلسي ابو بكر بن قزمان في القرن الخامس الهجري أي قبل الف سنة تقريبا ثم انتشر بعد ذلك بين شعراء الاندلس وانتقل وشاع في البلاد العربية الاخرى وبالاخص في لبنان وما حوله لتقارب البيئة الاندلسية من البيئة اللبنانبة
والزجل نوع من الانشاد العربي القريب الى اللهجة االعامية او هو شعر سهل الالفاظ يحسبه السامع انه من اللهجة العامية لسهولته وتطويعه القريب في الغناء وقد جاء على اوزان مختلفة وربما تكون غير مظبوطة الوزن الشعري يظبطها اللحن والتناسق الموسيقي المتجاوب معه أي يفضل فيها التناسق الموسيقي على الوزن في حالة التفاضل بينهما ولو انهما الواحد يكمل الاخر بحيث يعدها السامع متناسقة ماءلوفة وقد قربت الى اللهجات العامية منها الى الفصحى في اغلب الاقطار العربية فيما بعد تبعا لطبيعة البلد وحاجته الى الغناء
- راجع مقالتي النغم الايقاع في كتابي في الادب والفن – ولكي لا اطيل فمن الزجل هذه الابيات الشعرية المغناة –

فلا بثقهم ينسد ولا نهرهم يجري
خلو ا منا زلهم وساروا مع الفجر

--------------------------------------




























الفصل الرابع

الفنون الشعرية في الشعر العربي الاندلسي



1- الفخر والمديح -
-----------------------

انتقل فن الفخر والمديح مع العرب الى الاندلس ودخل بلاد الاندلس يوم دخلوها العرب فهم في طبيعتهم ونفسياتهم يحبون هذا النوع من الشعر وقد بالغ الشعراء الاندلسيون في المدح والفخر كما بالغ فيه اخوتهم الشرقيون وكان المديح و الفخر ممتاثران الى حد كبير باسلوب المدح والفخر في المشرق الاانه تحسن ورق في اخر الامر تبعا لطبيعة التا ءثرالنفسي واشاعة روح الحضارة والطبيعة الخلابه الجميلة التي توجب الرقة والعاطفة الرقيقة الرهيفة - بربك قل لي الا ترى فرقا بين نفسية من يمشي راكبا بعيره في صحراء قاحلة تلفحه الرياح الساخنة الهاجرة وبين نفسية من يجلس في حديقة غناء تحيط به الخضرة والورود العطرة الفواحة من كل مكان ايها اطرب -
لقد تمجد شعراء العرب في الاندلس بانفسهم وانسابهم وبالاخص عندما اشتدت المنازعة بين القبائل العدنانية والقحطانية في المشرق وانتقال هذه المنازعة الى الاندلس
ومن قول بن زيدون في المدح يمدح الوزير ابا حفص
فيقول \
يا ابا حفص وما سا واك في فهم واياس

من سنا رايك لي في غسق الخطب اقتباس

انا حيران والامر ر وضوح والتبا س

ما ترى في معشر حا لوا عن العهد وخاسو ا

-------------------------------

2- الغزل


الغزل انتشر وذاع متسعا في بلاد الاندلس انساعا كبيرا ولا غرو في ذلك فالقول ينتشر ويكثر اينما يجد بيئة طبية حسنة يكثرفيها رفاهية الحياة والطبيعةالجميلبة فتميل النفوس الى التغني وانشاد الحبيب
يمتاز الغزل الاندلسي برقة الاسلوب وجمال المعنى وقد انشد او اشعرفيه اغلب بل كل الشعراء العرب في الاندلس وتفننوا في وصف الحبيب ووصف لوعاتهم وهواهم اليه ومن شعر ابن زيدون في الغزل مخاطبا حبيبته ولادة ابنة الخليفةالمستكفي
يقول \

اني ذكرتك بالزهراء مشتاقا
والافق طلق ووجه الارض قد را قا


يوم كايام لذات لنا انصرمت
بتنا لها حين نام الد هر سراقا

-
لوشاء حملي نسيم الريح
حين هفا اضناه ما لا قى

---------------------



3- الرثاء

الرثاء من الفنون التي كتب بها الشعراءالعرب منذ القدم وقد انتقل معهم الى بلاد الاندلس -افلا يكون هو رثاء حبيب او قريب يؤثر في نفسية الراثي فتظهر على لسانه شعرا - فقالو ا الشعر فيه ورثوا الاقارب والاخوان والاحباب والامراءوالخلفاء
تميز بعذوبته وصدق العاطفة فيه ومنه قول الشاعر الحصري في رثاء ابيه\

ارى نير الايام بعد ما اظلما
وبنيان مجدي يوم مت تهدما

وجسمي الذي ابلاه فقدك ان اكن
رحلت به فالقلب عندك خيما

سقى الله غيثا من تعمد وقفة
بقبرك ما استسقى له وترجما

وقال سلام والثواب جزا ء من
الم على قبر الغريب فسلما


--------------------------------------------------

4- الوصف
--------------

الوصف وما ادراك ما الوصف في بلاد الاندلس فقد توسع شعراء العربية في الاندلس فيه وتاثروا بطبيعة البلاد الخصبة الخضراء الجميلة الموارد مناظرها الفاتنة الساحرة التي تفتح النفوس لتغني القلوب فتطرب الاذان وتحدق العيون فتطيرالنفوس فيها كالفراشات الملونة فتمتلىء بنور الحب واشراق الزهر وعبق الشذى وخفة النسيم وتفننوا في الوصف ويعد الوصف الطبيعي
الا ندلسي من جيد الوصوف الشعرية في العربية
من قول الشاعر ابن خفاجة في الوصف يصف روضة-

في روضة جنح الدجى ظل بها
وتجسمت نو را بها الانوا ر

قام الغناء بها وقد نضح الندى
وجه الثرى واسيتيقظ النوا ر

والماء في حلي الحباب مقلد
زرت عليه جيوبها الاشجا ر


وهناك اغراض اخرى غير هذه الاغراض فقد قال الشعراء في الخمرة كثيرا و في الزهد وفي نظم الملاحم والاحداث والقصص وفي كل ما وقعت عليه اعين الشعراء وهاموا به في هذه الارض ذات الطبيعة التي لم ير العرب اجمل منها في بلادهم عامة

-----------------------------------



























الفصل الخامس


من شعراء العربية في الاندلس



ابن زيدون \
----------------

هو ابو الوليد احمد بن عبد الله بن احمد بن زيدون المخزومي ولد في مدينة قرطبة سنة 394 هجرية وكانت قرطبة انذاك عاصمة البلاد ومنارا للعلم والادب والثقافة فدرس الشعرالعربي حتى تمرس فيه
احب ابن زيدون الشاعر ة والاديبة ولادة ابنة الخليفة المستكفي التي كانت تعقد الندوات والمجالس الادبية والشعرية في بيتها وبادلته حبا بحب وقد انشد في حبها الشعر الكثير شعرا فياضا عاطفة وحنانا وشوقا ولوعة وولها الامرالذي جعلنا نتغنى في شعره الى وقتنا هذا وسيبقى خالدا للاجيال بعدنا حبا صادقا
. فراح يتقرب منها حتى حتى لان له قلبها فبادلته الحب وكتبت له
ترقب إذا جـــــن الظـــلام زيارتي
فإني رأيت الليــل أكتــم للســر

وبي منك ما لو كان للبدر ما بدا
وبالليل ما أدجى وبالنجم لميسر.
وتواصلت لقاءاتهما حتى حدث أن فرقت بينهما الأيام ففاض الوجدوالحنين بعشيقته فكتبت إليه تقول:ألاهــل لنا من بعـد هذا الــتــفرق
سبـــيل فيشكو كل صب بما لقي
وقد كنت أوقاتالتزاور في الشتا
أبـيـت على جمر من الشوق المحرق
تـمـر الـلــيالي لاأرى البين ينقضي
ولا الـصبـــر من رق التشوق معتقي
سقـا الــلـه أرضا قد غدت لك منزلا
بـكل سـكـون هاطــل الـوبـل مـعدق
وقد علمت ولادة بإن محبوبها قد تولعبغيرها فمالت عنه كل الميل فأحبت الوزير ابي عامر فندم ابن زيدون فراح يتوسل بغيرجدوى وينظم الشعر مهددا الوزير شاكيا إلى ولادة تباريح الهوى ، وكتب إلا الوزيررسالته المعروفة بالرسالة الهزلية سخر فيها منه على لسان حبيبته، فلم يلبثالوزير أن عمل على سجن الشاعر، فراح ابن زيدون في سجنه يكتب الشعر مسترحما ،كماكتب إلى أبي حزم رسالته المعروفه بالرسالة الجدية مستعطفا ولكن لم يجد اذنا تصغيوقلبا يرحم، فصمم على الهرب ، ففر ليلة عيد الأضحى وظل متخفيا عن الانظار حتى عفاعنه ابو حزم فبعث إلى ولادة بقصيدته المشهورة جدا التي من أجلها كتبت عنه وجمعت مااستطعت جمعه من عدة مؤلفات والتي يقول مطلعهاأضحى التنائي بديلا من تدانيناوناب عن طيب لقيانا تجافينا.غزل ابن زيدون الغزل عند ابن زيدون حاجة في النفس يلبي نداءها ، وميل جامح يسير في ركابه ،وثورة في القلب يندفع في تيارها، فهورجل المرأة الغاوية يهواها إلى حد الجنون والمرض ، ويريدها ابدا طوع هواه ، ويوجهنحوها جميع قواه ، في ترف أندلسي ، وجماح نواسي ، وقد عانى من جراء الحب الوانا منالألم واللوعة ، وقاسى في سبيل المرأة أمرّ العذاب ، فوجدها رفيقة حياة، ولقي فيكأس هواها الف مرارة ومرارة ، فراح يسكب نفسه حسرات ، ويعصر قلبه ويرسله تأوّهاتوزفرات ، وإذا قصائدة مزيج من شوق ، وذكرى , وألم ، وأمل ، وإذا غزلة حافلبالاستعطاف والاستراحام، حافل بالمناجيات الحرّى ، والنداءات السكرى ، وإذا الأقوالمنثورة مع كل نسيم ، مرددة مع كل صدى ، وإذا كل كلمة رسالة حبّ وغرام ، وكل لفظةلوعة وانطلاقة سهام. هكذا كان غزل ابن زيدون روحا متململا ، وكيانا تتقاذفها الامواج ، وهكذا كان شعره كلام العاطفة والوجدان ، يترقرق ترقرق الماء الزلال ، فيصفاء البلور ، ولين الأعشاب على ضفاف الغدران ، وفي عذوبة تتماوج على أعطافهاموسيقى هي السحر الحلال ، موسيقى تنام على أوتارها الدهور ويغفو بين حناياها الجملوالنور, وهكذا كانت الفاظه سهولة تنمو في أجواء الطبيعة الزاهية ، وتمتزج بهاامتزاج الارواح بالارواح ، وإذا كل شيء في القصيدة حي نابض، وإذا كل شيء رونق وجمال، وكل شيء حلقة نورانية بين الذكرى والآمال . فهذا شاعر الاندلس وبلبلهاالغرّيد ، وهكذا كان شاعر العبقرية التي تعطي النفس من خلال الطبيعة التى تصف ،وتعصر القلب في كؤوس الحب التي ترتشف ، وتصعّد الزفرات والآمال أنغام سحر وروعة ،وتعتصر اللغة وتستخرج منها كل ممكناتها الموسيقية لتشدو الحانها المشجية التي ملكتعلى العرب ألبابهم في عصورهم القديمة والحديثة


وترقى ابن زيدون في الادارة الى ان تمكن من ادارة الدولة سياسيا ومشرفا على الديوان فيها ا لا انه نكل به فسجن ولبث في السجن بضع سنين هرب من السجن في اخرها وانتقل الى مدينة بلنسية ثم الى الزهراء ثم استقربه المقام في مدينة اشبيلية فتلقاه اميرها انذاك المعتضد بالله بلقاء حسن فاكرمه واستوزه ولقب بذي الوزارتين واقر بقاءه في منصبه ثم اثبته المعتمد بن عباد ايضا وبقي في اشبيلية حتى وافاه الاجل سنة 463 هجرية
يمتاز بسلاسة النظم وعذوبة وسهولة اللفظ ورقة المعاني وحسن الصناعة الشعرية وبراعتها ونظم في اغلب الاغراض الشعرية
ومن قوله في حب ولاده بعد ان هجرته واحبت غيره لكنه بقى محبا لها ذاكرا شوقه حبه ولوعته اليها هذه الابيات من قصيدة تعد من روائع وعيون الشعر العربي
يقول فيها

اضحى التنائي بديلا عن تدانينا
وناب عن طيب لقيانا تجافينا

بنتم وبنا فما ابتلت جوانحنا
شوقا اليكم ولا جفت ماء قينا

تكاد حين تناجيكم ضما ئر نا
يقضي علينا الاسى لولا تاء سينا

حالت لفقدكم ايامنا فغد ت
سو دا وكانت بكم بيضا ليا لينا

اذ جانب العيش طلق من تالفنا
ومورد اللهو صاف من تصافينا

ليسق عهدكم عهد السر ور فما
فما كنتم لا رواحنا الا رياحينا

ياساري البرق غاد القصر فاسق به
من كان صرف الهوى والود يسقينا

يانسيم الصبا بلغ تحيتنا
من لو على البعد حيا كان يحيينا

لاتحسبوا ناءيكم عنا يغيرنا
اذ طالما غير الناء ي المحبينا

لسنا نسميك اجلا لا وتكمرمة
فقدرك المعتلي عن ذا ك يغنينا


-------------------------




ابن خفاجة الاندلسي
------------------------

هو ابو اسحاق ابراهيم بن ابي الفتح الاندلسي ولد في جزيرة\شقر احدي الجزرالتابعة لبلنسية في الاتدلس سنة 450 هجرية وفيها نشأ ودرس الادب والشعر في جو مفعم بالثقافة والادب وبرع في نظم الشعر واجاد فيه اجادة تامة وتوفي في مسقط راءسه سنة 533 هجرية
يتميز شعره بالعذوبة والرقة واشتهر بالوصف خاصة الطبيعة وشعره تلاحظ الصناعة الفنية طاغية فيه
ومن قوله في وصف شجرة الاراكة وتحتها مجلس للخمروالغناء ضمه مع اخرين يقول –

واراكة ضربت سماءا فوقنا
تندى وافلاك الكؤوس تدار

حفت بدوحتها مجرة جدول
نثرت عليه نجومها الازهار

فكاءنها وكاءن جدول ماءها
حسناء شد بخصر ها ز نا ر

زف الزجاج بها عروس مدامة
تجلى وانوار الغصون نتار

قام الغناء وقد نضج الندى
وجه الثرى واستيقظ النو ا ر





----------------------------



ابن الخطيب
----------------------

هولسان الدين ابو عبد الله بن سعيد اللوشي الاندلسي ولد علم 713 هجرية في مدينة لوشة قرب غرناطة وتوفرت له اسباب الدراسة والتتبع وكان ابوه وزيرا لعامل غرناطة
برع لسان الدين في الشعر والادب وترقى مناصب في الدولة هناك الى ان اصبح وزيرا مكان ابيه في غرناطة وتغيرت الاحوال عليه فسجن ونفي الى فاس في شمال افريقيا متهما بالزندقة
توفي في مدينة فاس سنة 776 هجرية
اشتهر ابن الخطيب في شعره بالموشحات وفي شعره وموشحاته بداعة ورقة وصناعته الشعرية ظاهرة في شعره ومن موشحاته هذا الموشح اللطيف \

جادك الغيث اذا الغيث همى
يازمان الوصل بالاندلس

لم يكن وصلك الا حلما
في الكر ى ا و خلسة المختلس

---------------------------

اذ يقود الدهر اسياب المنى
تنقل الخطو على ما ترسم

زمرا بين فرادا وثنى
مثلما يد الو فود الموسم



والحيا قد جلل الروض سنا
فثغو ر الرو ض فيه تبسم


---------------------------------


ابن هانيء الاندلسي
----------------------

هو ابو القاسم محمد بن هانيء الازدي المهلبي الاندلسي ولد با شبيلية سنة 326 هجرية وكان ابوه شاعرا فجبل هذا علىالشعر وتوفرت له دراسته على يد والده والاخرين
كما هو الحال لكثير من ابناء الاندلس
قال الشعر الفلسفي ونبغ فيه فاتهم بهامن قبل الامويين في الاندلس فهاجر الى شمال افريقيا ليلتحق بالدولة الفاطمية في مصر ومدح خلفاءها
توفي سنة 362 هجرية
يمتاز شعره بطابع العذوبة والرقة وقد قال في المدح وبالغ فيه اضافة الى اجادته في الاغراض الاخرى وتغلب على شعره الصناعة والتكلف
ومن قوله متغزلا ونلاحظ التكلف ظاهر ا فيه يقول –

المشرقات كاءنهن كواكب
والناعمات كاءنهن غصون

ادمى لها المرجان صفحة خده
وبكى عليها اللؤلؤ المكنون

اعدى الحما م تاءوهي من بعدها
فكاءنما فيما سجعن رنين


--------------------------

الحصري
------------------------

هو علي بن عبد الغني الفهري ولد في مدينة القيروان ونشاء فيها ضريرا ثم ارتحل من شمال افريقيا الى الاندلس في منتصف القرن الخامس الهجري وقد عاد في شيخوخته الى شمال افريقيا وسكن مدينة طنجة وتوفي فيها سنة 488 هجرية
شعره جيد رائع ويعتبر من الشعراء المجددين في الاندلس ابتكر اوزانا جديدة او بمعنى اخر ولد اوزانا من اوزان الشعر العربي ومن قوله هذين البيتين \


اذا كان البياض لباس حزن
باندلس فذاك من الصواب

الم تر ني لبست بياض شيبي
لاءني قد حزنت على شبابي


-----------------------------------




الفصل السادس


نماذج من الشعر العربي في الاندلس


يقول الشاعر ابن زيدون ذاكرا ا يام صباه وشوقه وحبه
اولادة حبيبته في قرطبة –

تنشق من عرف الصبا ما تنشقا
وعاوده ذكر الصبا فتشوقا

وما زال لمع البرق لما تاءلقا
يعيب بدمع العين حتى تدفقا

وهل يملك الدمع المشوق المصبأ

----------------------------

خليلي ان اجزع فقد وضح العذر
وان استطع صبرا فمن شيمتي الصبر

وان يك رزاءا ما اصاب به الدهر
ففي يومنا خمر وفي غده امر

ولا عجب ان الكريم مرزأ

------------------------------------
رمتني الليالي عن قسي النوائب
فما اخطاءتني مرسلات المصائب

اقضي نهاري بالاماني الكواذب
واوي الى ليل بطيء الكوا كب

وابطاء سار كوكب بات يكلأ

----------------------------------

اقرطبة الغراء هل فيك مطمع
وهل كبد حرى لبينك تنقع

وهل للياليك الحميدة مرجع
اذ الحسن مراءى فيك واللهو مسمع

واذ كنف الدنيا لديك موطأ

--------------------------------------


ومن قول الشاعرة حمدة بنت زياد الا ندلسية نقرأ هذه الابيات الرائعة-

وقانا لفحة الرمضاء واد
سقاه مضاعف العيش العميم

نزلنا دوحه فحنا علينا
حنو المرضعات على الفطيم


وقفنا على ظماء زلا لا
الذ من المدامة للند يم

يصد الشمس انى واجهتنا
فيحجبها وباءذن للنسيم

تروع حصاه حالية العذارى
فتلمس جانب العقد النظيم


-------------------------------



ومن شعرالشاعر الامير المعتمد بن عباد الذي قاله في الاسربعد ان نكبه الدهر وزال ملكه

لما تملكت الدموع وتنهنه القلب الصديع

قالوا الخضوع سياسة فليبد منك لهم خضوع

والذ من طعم الخضو ع على فمي السم النقيع

ان تستلب مني الدنا ملكي وتسلمني الجموع

فالقلب بين ضلوعه لم تسلم القلب الضلوع

لم استلب شرف الطبا ع ايسلب الشرف الرفيع


قد رمت يوم نزالهم ان لاتحصنني الدروع

وبرزت ليس سوىالقميص عن الحشا شيء دفوع

وبذلت نفسي كي تسيل كما يسيل بها النجيع

اجلي تاءخر لم يكن بهواي ذلي والخضوع

ماسرت قط الى القتا ل وكان من املي الرجوع

شيم الاولى اانا منهم والاصل تتبعه الفروع

------------------------------------------

ومن قصيدة للشاعر الحصري على وزن جديد في العربية وقد نسج على منواله الشاعر المجدد احمد شوقي رحمه الله
قصيدة منها

مضناك جفاه مرقده بكاه ورحم عوده

وانشدت على نفس الوزن قصيدتي –جمالك - في
الغزل مطلعها

جمالك العذ ال تحسده ويفتن القلب تورده

لاحظ مجموعتي الشعرية الاولى – نفثات القلب –

يقول الحصري في قصيدته-

ياليل الصب متى غده اقيام الساعة موعده

رقد السمار وارقه اسف للبين يردده

فبكاه النجم ورق له مما يرعاه ويرصده

كلف بغزال ذي هيف خوف الواشين يشر ده

نصب عيناي له شركا في النوم فعز تصيده

وكفى عجبيا اني قنص للسرب سباني اغيده

صنم للفتنة منتصب اهواه ولا اتعبده

صاح الخمر جنى فمه سكران اللحظ معربده

ينضو من مقلته سيفا وكاءن نعاسا يغمده

فيريق دم العشاق به والويل لمن يتقلد ه

يامن جحدت عيناه دمي وعلى خديه تورده

خداك قد اعترفا بدمي فعلام جفونك تجحده

بالله هب المشتاق كرى فلعل خيالك يسعده

--------------------------------------

ومن موشح لابراهيبم بن سهل الملقب بالاسرائيلي يقول فيه-

يا باخلا لا اذم ما فعلا
صيرت عندي محبة البخلا مذهب

يامنيتي وال منى من الخدع
مانلت سؤلي ولاالفؤاد معي
هل عنك صبرا او فيك من طمع

افنيت فيك الدموع والحيلا
فلا سلو في الحب ولا موا





-------------------------------------------



تم الجزء الثاني بفضل الله ومنته
ويليه الجزء الثالث
انشاء الله
تعالى


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق