السبت، 20 أغسطس 2016

موسوعة ( شعراء العربية ) تاليف د فالح الحجية الكيلاني المجلد العاشر - الجزء الثاني (شعراء المعاصرة ) القسم الاول





موسوعة شعراء  العربية


دراسة موسوعية  لشعراء  الامة  العربية  في عشرة  مجلدات



المجلد العاشــر

شـعراء المعاصرة
    
الجزء الثاني



تأ ليف
الشاعر والباحث
امير البيـــــــــــــان  العربي
د. فالح نصيف الحجية الكيلاني































حامد خضير الشمري

                             (  شيخ البادية )



       ولد الشاعرالعراقي  حامد خضير الشمري سنة \ 1956 في مدينة (الحلة )  مركز محافظة (بابل ) وهي من المدن العراقية الجميلة الرائعة وتحمل نسمات  بابل الاثارية وثقافتها  وفيها من الشعراء والادباء الكثير قديما وحديثا  .

    أكمل  دراسته  الاولية  في ( مدرسة الخواص الابتدائية ) ودراسته المتوسطة في (متوسطة الأحرار) واكمل دراسته الإعدادية في (الإعدادية المركزية )  ثم انتقل الى بغداد  لاكمال دراسته الجامعية  فالتحق  بكلية الاداب – جامعة بغداد – قسم اللغا ت الاوربية فدرس اللغتين  الانكليزية والالمانية .  وتفتحت افاق  شاعريته  عندما اطلع على الادب الانكليزي والالماني وفطاحل الادباء العالميين  اضافة الى دواوين الشعرالعربي  وما انشده الشعراء العرب  قديما وحديثا  حيث احب الشعر وولع به في صباه  فنظم الشعر ونشره في الصحف المحلية والعربية .وفي احدى قصائدة الجميلة  يقول :

كفاكَ  صمتا فإني كدت أنفجر
فهل بصدرك قلب أم به حجر

أحوم حولك ظمأى الروح من كبَتٍ
والحب ينثر أشلائي فأستعر

قد كان ثلجك نارا في دمي اندلعت
فافتح ذراعيك علي فيك أنصهر

أشم ريحك عن بعد ويطربني
في هدأة الليل سرا صوتك العطر

ما زال قلبي كالصحراء قاحلة
فاسكب رضابك حتى يهطل المطر

أومئ بكفك تأتِ الروح طائعة
وكل ما فيَّ منك الأمرَ ينتظر

وأنت سجادتي في كل نافلة
وأنت في الليلة الظلماء لي قمر

تجسدت فيك أحلامي بأجمعها
إن الرجولة دوما فيك تختصر

أنا الأميرة إن شرفت مملكتي
ما عدت أعنى بمن غابوا ومن حضروا

يخر قلبي إن كلمتني صعقا
كطود موسى ولا يبقى له أثر

ليلي قوافل آهات تؤرقني
فيهطل الدمع من عينيَّ والشرر

ما أوحش الليل لكن حين تهمس لي
أرى جداول شهد فيَّ تنهمر


     تعرفت على الشاعر حامد الشمري عبرشبكة التواصل الاجتماعي  منذ سنوات  والتقيته يوم دعينا الى بغداد في كانون الاول (ديسمبر )عام \2015 لتكريمنا - نحن الاثنين - من قبل( منظمة  الكلمة الرائدة الانسانية الثقافية)  ب( درع حضارة العراق والعلم العراقي وميدالية فضية  وكتاب شكر وتقدير ) لكل منا .  وقد وجدت فيه مثال الرجل الشهم  والخلق القويم  والشاعر الفذ الملهم  فهو حقا  كما وسموه (شيخ البادية ) .

     نظم الشعرالعمودي وبرع فيه الا انه كتب الشعرالمنثور واجاد فيه ايضا وافضل ما كتبه  فيه  قصيدته ( نقوش على  كوفية ابي جهل ) والتي تمثل حال العراقيين في فترة معينة عصيبة وقد اكتوينا بنارها الجميع  فكتب عما في دواخله ازاءها يقول:

 كل من نافسني في الذل خاب
 فأنا الفائز بالإجماع 
 قبل الانتخاب
 جئت من وادي اليرابيع
 ولم أعرف حروف الأبجدية
 ولكـَم أخطأت في الجمع أو الطرح
 أو القسمة في درس الحساب
 لم أكن أتقن غير الضرب...
بالسيف علي كل الرقاب
وأنا الأبله والأغبى بدرس الوطنية
وأنا المالك للماء وللريح وما فوق التراب
 وأنا الوالي وما دوني رعية
 فاسجدوا لي حين تمسون
 ولما تصبحون
فأنا المهووس في إذلالكم حدّ الجنون
إنني اللاشيء أبغي كل شيء
 إنني الأجبن في السلم وفي الحرب
وفي كل المحافل
 أنا لا أعرف حتى جهة القبلة وحدي
 فاتركوني جالسا بين حريمي
 وضعوا فوقي علامات السكون
 أنا أممت جميع الكلمات
 أنا شوّشت علي كل الإذاعات
 لئلا تعرفوني
 أنا ضيقت عليكم كل شيء
ثم وسّعت سجوني
 إنني أسلبكم في الليل حتى تشحذوا في الصبح مني
 فأنا الأهوج والأعوج والأخرق والأحمق
 في علم السياسة نشوتي
 في الحكم أن يجثم فوق الناس كابوس التعاسة
 إنني الأوحد بين الشعب
 من نسل العرب
فأنا الوارث والعابث بالأموال من غير شريك
وأنا الحائز من دون منافس قصب السبق بمضمار الهرب
 إنني أكره أصحاب الشهادات
وفي كل المرافق
 أنا سلطت عليهم كل أمي ونمام ودجال منافق
قد سكبت السم في ماء الينابيع
 وفي الواحات أضرمت الحرائق
 إنني ألقي رماد الموت في كل الحدائق
إنني أدفع بالشعب الذي جردته من كل شيء لجحيم المهلكة
 إنني الطالع مثل القرد في كل بيوت المملكة
 كل أيام السنة
إنني النابت مثل الفطر
 والمنبوذ دوما كالمياه الآسنة
 وأنا الداعي جيوش الغزو من كل الأمم
 يضع الحجاب عند الرأس
 لي إبريق دم
فبـِهِ كل همومي تغتسل
آه ما أجمل موسيقي الألم
حشرجات الموت
 أنـّات الضحايا
 صرخات الرضّع الجوعى
وآهات اليتامى والثكالى
 واللواتي قد ترمّـلن بلا شهر عسل
 يطحن الأعداء رأسي
 وأنا بين بني قومي أكابر
 أنا قد ساهمت بالشعب لإعمار المقابر
 إنني أحمل للأصنام في الليل نذوري
 ولقد خبأت تحت الثوب نصبا
 يستدر الخصب لي
 أنا آذيت أبا بكر وآلمت عمر
 ولقد أحزنت عثمان
 وأغضبت عليّ
أنا بحر للرزايا دون شطآن وقاع
 في دمي سم تلظـّى من أفاعي قينقاع
 إنني أهذي بما أسمع مثل الببغاء
 أنا ما شيدت بيتا من بيوت الله
بل فاخرت بالآلاف من دور البغاء
وأنا السارق أكفان الضحايا
وأنا الناهب جيب المفلس
وأنا المخلوع والثابت في الحكم بأمر الأطلسي
 وأنا الجاثم كالطاعون شئتم أم أبيتم
وأنا الطامع بالسلطة حتى بعد موتي
وأنا المجذوم والمجذوذ من أصلي
ولا أعرف من أين أتيت
أذبح الناس قرابينَ لعرشي
وإذا ساومني الأعداء عند الغزو بالقصر اكتفيت
إنني القابع مثل الجرذ في المخبأ
قد أتقنت فن الإنبطاح
أنا حققت الدم ...
 قراطية الكبرى بعصر الإنفتاح
في فمي من لبن الناقة شيء
 وبأنيابي بقايا لحم ضب
لم يعد يندي جبيني
 فحيائي قد... نضب .. ....


    يتميز شعره بدقة التصوير ورقتها، وتدفق المشاعر وتالقها ، وحلاوة الألفاظ وتانقها ، مع وقوة التعبير واحتدام الصور الشعرية  لتنساب زلالا عذبا باساليب  قد ترقى لشعر فطاحل الشعراء، فيروي القلوب العطشى ، ويبعث الحياة فيها من جديد . وقد قال الشعر في اغلب الفنون الشعرية الا انه غلب على شعره الغزل والشعرالعربي  يحتفظ  بالعديد من شعراء الغزل منذ العصرالجاهلي  وحتى الان – راجع كتابي ( الغزل في الشعرالعربي )  امثال ، عبد الله بن عجلان النهدي وعمر بن ابي ربيعة ومجنون ليلى وليلى الاخيلية  والعباس بن الاحنف وابن زيدون  والبهاء زهير ونزار قباني وحامد الشمري وغيرهم كثير .

       فالشاعر الشمري عندما يكتب الغزل يبعث الحياة في افئدة ربما فارقتها الحياة وبسمتها  فتقوقعت  في كهوف التعاسة المظلمة ، وتوقفت قدرتها عن التواصل والانفتاح للاسمى  فيبعث الأمل في القلوب والافئدة ويجعلها تتشبث بحياة ملؤها البهجة والراحة والتواصل
 وهذا ما ينشده  يقول :

من التــراب نساء الأرض قــد خُلِقــت
وانتِ إمراة منـها هــمى العسلُ

ما بيــن شهديكِ دربٌ حيــن أسلــكه
لــعالم الغيب إما شئتُ انتــقلُ

وإن غفوتُ بأعلى الصدر يهبط لي
طوعا بساطُ سليمان فأرتــحلُ

أراكِ قِبلة حبٍ حين أقصدها
أذوبُ في ركنــها طوعاً وأبتــهلُ ....

  وفي قصائده يمنح المرأة مزيدا من الهيبة والإجلال، ويضفى عليها هالــة من القداسة والحب، فتسامت على كل المخلوقـــات، بعد صياغتها بصورة نقيــة طاهرة وجذابــة . خلافا للكثير من الشعراء الذين اتخذوا من المرأة موضوعا مثيراً من خلال الوصف الحسي او الجسدى طمعا في مداعبة او اثارة غرائز القراء ومن ثم نيل إعجابهم،.. ليسمو بمشاعرهم إلى آفاق رحبــة، ويخرجوا من دائرة المفهوم الحسي  فهو يجمع بين اسلوب عمر بن ابي ربيعة المخزومي في العزل ومعاني العباس بن الاحنف وعفتها  ولعلي اراه يناغي احب الناس اليه واقربهم الى قلبه حين  يقول :

لي درة في شغاف القلب غافية
إن  غادرته   فماذا  بعدها  أجد

بكيتها قبل أن تنأى وواعجبا
من  أدمع  كاد  منها  الثلج  يتقد

إذا تهادت تراءى الكون أغنية
وأزهد الخلق في محرابها سجدوا

تحفها   أينما  حلت   ملائكة
لأنها  عن  بنات الوحي تنفرد

أهفو إليها بصمت كي أعانقها
كما  يعانق  جوعاً  ظبية ً أسد

حتى إذا اقتربت أنفاسنا شغفا
وقفت في روضها القدسي أرتعد

ترنو إلى ظلها روحي لتلثمه
وما   دنت شفة  مني  لها  ويد

لقد جنى القلب من حرمانها نِعَما
لم يحظ َ مثلي بها بين الورى أحد

قد أصبحت لنساء الأرض عاصمة
لأن  في  كنهها  الأقدار تتحد

نسيت فيها ومنها كل إمرأة
ولم  أعد بسواها  بعد أعتقد

قل أن ملهمتي في الكون واحدة
                                                  يأتي من الملأ الأعلى لها مدد    

قد فاقت الحور طرا في مفاتنها
                                                  ولم  يُحِط   أبدا  آلاءها  عدد

ترتد عنها عصا موسى إذا بزغت
                                            ويركع السحر أو يُرقى بها الحسد

لو أنها أرسلت ما أشركت أمم
                                            ولو تراءت لأهل الكهف ما رقدوا

قد أسكر الخمرَ شهدٌ سال من فمها
                                           وخط َّ في الريح نقشا صوتها الغرد

أغض طرفي حياء حين أبصرها
                                                 فلا  أحدق  إلا   حين   تبتعد

روحان  فيها فلا  تبدو  لرقـتها
                                           فقد تسامى بها حتى اختفى الجسد              

من سدرة المنتهى فرع يظللها
                                                 والعالمون بإعجازاتها شهدوا

تجري الرياح رخاء حيث تأمرها
                                            ولو مشت فوق وجه الماء ينجمد

عيطاء ما أمطرت أعذاقها رطبا
                                                حتى  رأتني إلى أفيائها أرد

أحببتها لم تكن في ناظري امرأة
                                                بل آية مثلها الأرحام لا تلد

إن مر في خاطري من طيفها عبق
                                               أرى قوافل ورد فيَّ تحتشد

ذرفت في ربعها دمعي دما ولظىً
                                           ورحت أبطئ في خطوي وأتئد

لعل  فيه  ترابا  من  مواطئها
                                            أو نفحة من شذا أنفاسها تفد

لو صرت في جنة الفردوس ما رغبت
                                        نفسي سواها ففي أحضانها الرغد

أكننتها وسط روحي خير لؤلؤة
                                              ومَن سواها هباء ثم أو زبَد

قد أوثقـتني أسيرا في محبتها
                                             وإن   عتقيَ  يأتي  قبله الأبد

أجنني الحب حتى صرت أعقلهم
                                             ولو عقلت تناءى عني الرشَد

أنا  الغرام  أنا  للحب  مبتدأ
                                           والعاشقون على كتفيَّ قد صعدوا

لم يغرني وهي في عينيَّ ماثلة
                                               يومٌ    يحلُّ   وأمسٌ  آفلٌ وغد

قد ذبتُ في حبها حدَّ الفناء ومن
                                            يفنَ اشتياقا يكنْ خير الألى عبدوا


       استمد أصاله شاعريته  من جذور بابل في حضارتها العريقة  ثم ان ( بابل ) المدينة لا تزال مدينة  ثقافية  تسمو بشعرائها وادبائها وعلمائها ومهرجاناتها  الادبية والثقافية فاحتضنته شاعرا غزير الانتاج وفتحت له المجال واسعا ، ثم سعة اطلاعه على آداب التراث العربي وثقافات الأمم الأخرى ، كونه يجيد  الانكليزية والالمانية  بطلاقة و مترجما من الطراز الأول ، فأتحف قراءه بالكثير من النصوص العالمية شعرا ونثرا مما زاد في افاق معرفته وشاعريته المتالقة  و إبداعه الشعري ، ليشكل علامة فارقة بين شعراء عصره  خاصة وانه اتخذ من فن الغزل القريب من الانفس والافئدة  ليقربها اليهم و ليحتفي احتفاء ا مهيبا بالمرأة ، ويسـمو بها إلى فضاءات روحية  انيقة من خلال جملته الشعرية المهذبة بعيدا عن  الإبتذال فهو كمثل عاشق  يبحث في ثنايا معشوقته وروحيتها  وليشدها اليه شدا عنيفا  فيما  يبديه من ملامح عشقه لها وما فعلت به تباريح هذا العشق ، فتاتي تجربته الوجدانية  سنائية الضوء في شموليتها قريبة من النفوس ولتغدق عليها شعرا طالما احتاجت اليه  يقول :

  يزيد ناريَ إيقاداً  وزمجرة ً
 لمّا يُصَبّ على أشلائيَ الماءُ

عبّ الندامى كؤوسَ الراح ِ مترعة ً
 وقد جلستُ وما في الكأس صهباء

يا من أتيتُ لرؤياهم وتفصلني
 عنهم من البؤس والحرمان صحراء

 كم هرّ  خلفي  ندّ  ما التفت له
 وكم صبرتُ فأضنى القلبَ إعياء

 ورحتٌ أسالُ مَنْ قد مرّ في عجَلٍ :
 يا سالكَ الدربِ هل عاد الأخلاء ؟

يا غادة ً شيـّعتها عندما هبطتْ
 من   السماء    تراتيلٌ     وآلاء

 أوحى ليَ الربّ أن الشهْد في فمها
فاسلكْ إليه سبيلا ً يبرأ الداء

لو لامست شفتاها الخمرَ ما نزلتْ
 آيٌ   بتحريمها   يوماً   وأنباء

أنى سرَتْ تبزغ الأقمار مبهرة ً
 وتوقظ الوردَ في الأكمام أنداء

 حلـّت ببغدادَ حتى فاض دجلتها
شهداً وراحا ً وعامت فيه أضواء

 تهفو الرصافة إن مرّت لرؤيتها
 وإن تهادت أصاب الكرخ إغماء

قد أودع الله فيها سرّ قدرته
 لو لم تكن لم يكن في الأرض أحياء

بارزتـُها وبكفـّي كل أسلحتي
 فأسقطتني شظايا وهي عزلاء

 وإذ أفقتُ هجرتُ الكونَ معتكفا
وحاق في خافقي وهـْنٌ وإعياء

 لكنما الصبّ لا يخبو تأجّجُهُ
وليس   ينفعه  وعـْظ ٌ  وإفتاء

فعدت أرنو إلى أطيافها رَهِقاً
فإن بَدَتْ شعّ وسط القلب لألاء

وأشتكي البُرْحَ في صمتٍ فتعرفه
 وتشتكي الوجـْد والأقوالُ إيماء

لم تـُخلقي من ترابٍ قط ّ يا امرأة ً
 وكلّ ما فيكِ قدسيّ ووضّاء

 في معبد الحب قد أصبحتِ مئذنة ً
 لصوتِها في عمومِ الأرض أصداء

 حشد من الحور في خديك مؤتلق
 وومْضُ عينيك معراج ٌ وإسراء

ما عاد بَعدكِ طعم ٌ للهوى أبدا ً
ولم يكن قبل أن ألقاكِ إغراء

ولكي لا اغفل عن شعره المترجم  وهو كثير اذكر هذه القصيدة للشاعرة الروسية (اولكا فوكينا )  ترجمة الشاعر حامد الشمري :

لا تخَفْ
أن حياة مختلفة قد غيرتني تماما
ولا تعتقد
أن أحلامي ستذوي كالصيف الآفل
والخريف كذلك
والخريف كذلك يعيد أفكارك لي
وفصول الشتاء
وفصول الشتاء ستتحدث عنك أيضا .
رائحة دخان الخشب
تتدلى فوق الحقول في الهواء الخريفي
والكراكي
رحلت وهي تطلق صيحة الوداع
حاملة على أجنحتها بعيدا … بعيدا
هذه الأغنية َ
هذه الاغنية التي لحنتـُها لك وحدك يا حبيبي

لا أعرف تحت أي سقف تعيش
هذه الأيام
ولا أعرف
أية أغنية تترنم بها مع أصدقائك هناك
لكنني واثقة
بأن كراكيّ ستحلق في الفضاء على مهل
وسترى
وتخبرني حين يأتي الربيع كيف تسير الأمور معك .
قد لا تأتي
أية اهتمامات تسرق هدوء بالك
فلا تفكر
بما يمضي عندما تقتضي الحياة
قد تذهب حيث تشاء
لتصطاد أو تطلق النار أو تصيد السمك
فلا ابتغي منك إلا شيئا واحدا :
أرجوك … آه …أرجوك
لا تطلق النار مازحا على كراكيّ الجميلة


  حامد حضيرالشمري  هو :
*- شاعر ومترجم وصحفي .
*- عضو الاتحاد العام  للأدباء والكتاب في العراق
* -عضو مؤسس جمعية الرواد الثقافية المستقلة المركز العام بابل
* - أمين سر جمعية الرواد الثقافية
* عضو اتحاد ادباء وكتاب بابل
* نائب رئيس تحرير مجلة ( أهلة ) الفصلية الثقافية
* مسؤول القسم الثقافي في صحيفة ( الإقليم )
* عضو الكلمة الرائدة الانسانية الثقافية

  نشر قصتئده  في معظم الصحف والمجلات العراقية والعربية والعديد من المواقع الألكترونية
 * حصل على درع الإبداع لعام 2012
* حصل على درع بغداد عام 2015
* حصل على درع  حضارة العراق 2015
* حصل على شهادات تقديرية عديدة

        شارك في العديد من المهرجانات الشعرية منها :

*  المهرجان الأول للشعر العربي والثاني والثالث والرابع والخامس في العتبة الكاظمية المطهرة ببغداد .
*  مهرجان مربد الكوفة
*  مهرجان الرافدين
* مهرجانات الحشد الشعبي المتعددة

 أصدر مجموعة من الدواوين الشعرية  منها :
1-  نقوش على كوفية أبي جهل
 2- عيناها وأشرعة السندباد
 3- أميرة البنفسج
4- امراة من عسل
5- عندليب من الجنائن المعلقة ( مترجم إلى الإنكليزية )
6- حتى إشعال آخر ( مترجم إلى الإنكليزية )
7- موسيقى الكائن ( مترجم إلى الإنكليزية )
8- قصائد حب عالمية ( مترجم )
9- خمائل ( مختارات من الشعر العالمي )


 ولديه عدة مؤلفات مخطوطة تنتظر النشر

   كتب عنه كثير من الباحثين و النقاد منهم الدكتور سعد الحداد
اذ يقول عنه :

    (عشق الحرف فاخضرّت الكلمة بين شفتيه ، وراح مداده يدوّن همسات العشق أغنيات ساحرة ، لم يكتفِ بعتبة الضاد حتى استقلّ عربة الحروف ليحط رحاله في أبجدية ثانية ... وبين كلمات يصوغها عشقا وأخَر يصوغها انبهاراً يترجل الشمري عن صهوة الشعر ليمتطي صهوة الترجمة تارة أخرى ، وهو في كليهما فارس كما صرّح النقاد بإبداعه ، ونطق المترجمون بأمانته وجمال أسلوبه. حاد في طبعه إلا أمام الحق وليّن الجانب والعريكة ، طيب القلب، لذلك يطلق عليه ( شيخ البادية ) . وهذا الوصف أو اللقب بات ملاصقا له من خلال زاوية أسبوعية يحررها بأسلوبه الساخر بعنوان (مرويات شيخ البادية ) اشتبك فيها وبها مع الطارئين والملوثين والخونة كلهم ، ولم يستثنِ أحدا من أية جهة كان .وقد سببت له مشاكل جمة مع بعض الانتهازيين وتعرض لمضايقات بعض النكرات من أشباه الأميين الذين تسنموا مواقع لا تليق بهم ولا يصلح بعضهم أن يكون بوابا في الدائرة التي صار دكتاتورها العام .)

 وصديقه الشاعر جبار الكواز يقول فيه   :  

(يضع الشاعر  حامد خضير الشمري  نفسه في مختبر الشعرية الغامض الذي يفيض بكل ما هو غرائبي وآسر ملتبس في توقع واع تحكمه رؤيته الفكرية والمعرفية ورؤاه التي تنطلق من مشاهده الخاصة واكتشافه للواقع العاري ومحاولة بناء واقع ثان ٍ على أنقاضه . وهو يتوخى من خلال نصوصه اشتغالا خطابيا يفعل حركة القارئ عبر جر النصوص إلى منطقة الفعل القرائي وإحداث جدل مراوغ بين الفهم والتأويل . وإذا كانت نصوصه وبتأثير غواياتها تغور لاستكناه البنى الداخلية للاشتغال قيد القراءة فتغدو عملية التأويل تمهيدا لانتقالة تفسيرية يتلقاها متلق ٍ تال ٍفتتجلى الكتابة فعلا إجرائيا ينتقل من الذات إلى الموضوع . ويتحول الشاعر الشمري في نصوصه من الأنوية إلى الجمعية ، وتلك هي أمّ بؤرة نصوص الشمري التي بين يدي ، ومن خلال قراءتي لنصوص مختارة من شعره أتاحت قراءتي هذه لي أن أوزعها على محورين أساسيين يشكلان علامتين مميزتين في اشتغاله الشعري الذي ينطلق من الموضوع أولا ليؤثثه بتكوينه اللغوي وبمقدرته الفائقة على روح الإيقاع واسترجاعاته المشرقة للتاريخ الإنساني والإسلامي والعربي والأساطير التي دونت وروايات الشفاهية العربية عبر الأمثال المتداولة والمنقولة إضافة إلى وثائق برقية يعتمدها كركائز لفضح الواقع الذي يعيشه . )

  واختم  بحثي  بهذ القصيدة الغزلية(ملاك الانس ) من شعره :

عبدتك يا ملاكَ الإنس طوعا ً
                                          لأدرأ   عن جلالتك   الذئابا

ولن يهواك طول الدهر مثلي
                                           فتىً غضّ ولا شيخٌ تصابى               

أطوف بروضك الزاهي وأبغي
                                          به أفني  من العمر  الشبابا

لذكرك قد طربت وهاج قلبي
                                           ولم  أهوَ  القيان أو الربابا

كفرت بما عداك وسوف أبقى
                                            وإن  إبليس  بعد الغيِّ تابا

وإني مذ عرفتك بعد شوق ٍ
                                             فلا  دينا ً تبعت  ولا كتابا

ومن حاز الجنان وكان حيـّا ً
                                        فبعد الموت لا يخشى الحسابا

فهاتِ الكأس قد فاضت وقولي
                                           هم  العشاق  ينسون العتابا

ومهما باعدت منا الليالي
                                             فإن  القلب  يزداد اقترابا  

وكم أهوى العمى إن غبتِ عني
                                            وأشكو بين خلاني اغترابا

وما عرف الورى قلبا كقلبي
                                             إذا ما مرّ طيفك  فيه ذابا

ولم يكفِ الأحبة َ ألفُ قلبٍ
                                        فهل يكفي الذي أضحى خرابا           

عذابك في فمي عـَذ ْبٌ وإني
                                            أود السم َّ عنك لي شرابا

وإن تطئي الثرى يوما برفق
                                             فإن  الدُرَّ قد حسد الترابا

وإني إن بذلت إليك روحي
                                             وقلبي والحياة فلن أعابا

يروم رحيلنا قوم وكانوا
                                        كمن يبغي من الصخر احتلابا

ولو علم الفراق وكان مرّا ً
                                           حبيب ما أحب ولا استجابا

ولو أوفت لعاشقها بصدق
                                           حبيبته  لما هرمت  وشابا

سينساك الصحاب إذا تناءوا
                                             وقلبي سوف يضطرم التهابا

وفي ذكراك صومعتي ستبقى
                                            ولن أغشى الكنائس والقبابا

فكم من نافحات الطيب فيها
                                               تعيد لقلبي الذاوي الرضابا

فلا تخشي حدودا نصّبوها
                                             فضوء البدر يخترق السحابا

ستخمد إن نأيتِ الروح وجدا
                                              وعيني سوف تنطفئ انتحابا

يذوب القلب لم يهجرك يوما
                                                ولم  أفتح  لغيرك فيه بابا

يداعبني غرامك كل حين
                                                 فأحسب كل حسناء سرابا            



             *************************************     











بهنام عطا الله



     الدكتور بهنام عطا الله  شاعر من العراق

  ولد بهنام عطا الله سنة \1956 في ناحية (قرة قوش) في قضاء الحمدانية من محافظة ( نينوى) وتعلم دراسته الاولية  فيها  ثم انتقل الى مدينة الموصل  ودخل جامعة الموصل في كلية الاداب – فرع الجغرافية  عام\  1974م وحصل على شهادة البكالوريوس في الجغرافية سنة \1979
     كتب الشعر ونظمه في صباه واول قصيدة كتبها يوم كان في الدراسة  الثانوية  من الشعر الحر( شعر التفعيلة ) بعنوان ( البحث عن الارض )ونشرها في صحيفة( الرسالة ) الموصلية عام\  1972

  ويقول في شعره :

يمد الشاعر كفه

من نافذة الكون

يدخل من بوابة الحلم

وثقب الكلمات

ينعس كتاب الحب

يتشظى ببكاء طفولي أجش

لم يرث إلا دموعا ً ثكلى

أنهكها التأرجح بين المواسم

فالعظمة أمست لكلب القبيلة

والقبيلة ما انفكت بصمتها التتري

تقبض الريح خلف بوابة الظنون

هو الشاعر وحده ...

يتلو مزامير التحدي

ويجر خيولا ً من الكلمات

في (غرفة ٍ مهجورة)
يهرول ..

يتسلق هواء الدهشة

يحتضن سومر وأكد وبابل

يرمم أصابع الموتى

التي أدمنها الحزن في زمن القطيعة

فهو على مقربة فرسخين

ما زال يحث الخطى

ويرتب الكبوات

كبوة ...

كبوة ...

وفي فمه ملعقة من الكلمات

يقذفها على أرصفة الجراح

شواهد متخمة برائحة التراب

وهي تستغيث من دبق الحروب

(أساطير وغبار) تسرج النشيج

تلقي به على وسائد العانسات

منذ أن جاء هذا السومري

باحثا عن ضوء الكلمة

بين خبايا المكائد

وموائد الدهاء والعويل

(حاملا فانوسه في ليل الذئاب)

بدت ْ خلفة أرتال من القصائد

تتدثر بحنين الأبجديات

وهو يتأمل ضجيج الشوارع

(هكذا الشاعر، هو المطوق
بصيحات القبيلة

حين يجول الخرائب

ويرثي أبناء مدينته

يلقي بمراراته

حلما ً ودموعا ً شجية

   اكمل دراسته العالية (الماجستير ) في موضوع (علم الخرائط)في علم الخرائط ) سنة \1989 ثم نال شهادة ( الدكتوراه  ) في (علم الفلسفة ) من نفس الكلية  كلية الاداب – فرع الجغرافية – جامعة الموصل  سنة 1999 .

           استمر في كتابة  ونشر قصائده الشعرية  اضافة الى دراساته النقدية والبحوث التخصصية في الجغرافية  في الصحف والمجلات المحلية في الموصل وفي بغداد  وكذلك الصحف المجلات العراقية والعربية  وقد ترجمت بعض دراساته الى  الانكليزية والسريانية والكردية
  وحصل  على جوائز وعشرات الكتب التكريمية  من المؤسسات الثقافية والعلمية التي تهتم  بالبحوث .  ويقول في  صاحبه وصديقه ( الشاعر العراقي سركون بولص ) في قصيدته ( الدخول من بوابة الحلم ):
اهداها الى الشاعرالعراقي المغترب سركون بولس  فيقول :

(إلى سركون بولص حتما ً)

من ْ يقرأ سفر الأسماء

وقواميس اللغة ؟

من ْ َيتـَطلع ُ عبر

مخاضات الحلم ؟

انه الشاعر ...

يرسم مجد الكون

ُيعمده بدم الأشياء

يحرق صمت الأبجديات

يؤثثها بالحرف ِ

والحرف ُ بالكلمة

والكلمة بالعبارة ِ

والعبارة ُ بالقصيدة ِ

هوامش ٌ ومتن ٌ كثيرة

مبثوثة ٌ بين .. بين

خيوله تركض مسرجة

في ساحة الشعر

ما بين أمكنة الخراب

و( َحمّال ُ الكلمات)

يتدلى – سركون - بهيئته البهية
تهرول القلوب منفلقة

تحتضن بريق السموات

يفهرس أبجدياته التالية واللاحقة

وما سيأتي ...

بعناوين ومتون ٍ وأبهة

  اصبح عضوا الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين     
وعضو الاتحاد الدولي للصحافة  .   
 كتب  تقديم ومقدمات للعديد من الكتب والمجاميع الشعرية لاصدقائه ومحبيه و معارفه . وكذلك اعد عشرات الحلقات الدراسية لمبرناج(شاعر وقصيدة ) لصالح اذاعة صوت السلام التي كانت  تذيع  من بخديدا في ناحية ( قرة قوش ) وشارك في  اغلب المؤتمرات والندوات والمهرجانات الشعرية والثقافية التي كانت تحصل في ( الموصل ) وما جاورها.
  رئيسا لمنتدى ( الحمدانية الأدبي) من العام 2001 لغاية 2003 وكان
  ورئيس اتحاد الأدباء والكتاب الكلدان والسريان في العراق من الفترة 2004 ولغاية 2007 من
  واشتغل رئيسا لتحرير جريدة (صوت بخديدا) الثقافية منذ حزيران 2003 وما زال.
وعمل رئيسا لتحرير مجلة (موتوا عمايا) المجلس الشعبي بالعربية والسريانية منذ عام 2010 لغاية عام 2014
ورئيس تحرير مجلة (الإبداع السرياني) الثقافية منذ عام 2007 وما يزال يمارس عمله فيها .
  وعمل مدير تحرير جريدة سَورا (الأمل) ومسؤول القسم الثقافي فيها ومديرا لتحرير  جريدة ( نينوى الحرة ) في اعادها الاولية وكان من  مؤسسي جريدة (صدى السريان) ورئيساً لتحريرها لسنوات عديدة .

        كتب عن تجربته الشعرية العديد من الادباء من الكتاب والنقاد
  عمل مدرساً منذ عام 1979 في العديد من المدارس الثانوية والإعدادية ومعهدي إعداد المعلمين والمعلمات في محافظة نينوى فضلاً عن إلقاء محاضرات على طلبة الدراسات العليا بكلية التربية – جامعة الموصل/ بمادة تصميم الخرائط.

  يعمل حالياً مدرساً لمادة الخرائط وتقنيات الجغرافية في معهد إعداد المعلمين _ الحمدانية ومحاضرا ً لمادة الجغرافية في قسم التاريخ بجامعة الموصل / كلية التربية _ الحمدانية.

  ناقش العديد من الرسائل العلمية بجامعة الموصل / كلية التربية - قسم الجغرافية2015

: أصدر المجاميع الشعرية والكتب الآتية  :

-1- فصول المكائد شعر، سلسلة نون الأدبية رقم (13  
2- إشارات لتفكيك قلق الأمكنة، شعر،   
- 3- مظلات تنحني لقاماتنا، شعر، 2002
- إضاءات في الشعر والقصة، دراسات ومقالات نقدية، 2002 4-
- 5-الضفة الأخرى، دراسات ومقالات نقدية، 2005 
-  6-النشاط المسرحي في قره قوش ... البدايات وآفاق التطور، 2002
- 7-هوة في قمة الكلام، شعر، اليونان / أثينا، 2008
- 8-من أعلام بخديدا، إبراهيم عيسو، حياته وآثاره الأدبية والصحفية، مطبعة شفيق، بغداد، 2008
- 9-سفر بخديدا الثقافي، موسوعة بخديدا الثقافية، الجزء الأول، مشترك مع الأب لويس قصاب، 2009
- 10-مشكلات إدراك الرموز الحجمية في الخرائط الموضوعية، مطبعة شفيق، بغداد، 2011 
- 11- وهج القصيدة يقظة الذاكرة، مقالات وانطباعات وقراءات نقدية، دار تموز للطباعة والنشر، سوريا- دمشق، 2012 
- 12-رهكذا أنت وأنا وربما نحن، مجموعة شعرية، دار تموز للطباعة والنشر، سوريا- دمشق،
 - 13- تنافر المفترض المكاني، في إشارات لتفكيك قلق الأمكنة، يعرب السالم، مكتب الفادي، الحمدانية، 2001 .
- 14- تضاريس شهوة الانحناء، شوقي يوسف بهنام ، دراسات وقراءات نقدية في مجموعة (مظلات تنحني لقاماتنا)، دار أدي شير، اربيل، 2006.
- 15 الوصف بين تشكيل الصورة ورؤيا الذات، دراسة نقدية في مجموعة (هكذا أنت وأنا وربما نحن) لـ بهنام عطاالله، لؤي ذنون الحاصود، دار صحارى، الموصل، 2013
- 16- اسئلة الذات في نصوص بهنام عطاالله، بشير إبراهيم سوادي، دار غيداء، الأردن، الطبعة الأولى، 2015.
- 17-جماليات النص وتمظهرات المعنى، دراسة نقدية عن المجموعة الشعرية (هكذا أنت وأنا وربما نحن) لـ بهنام عطاالله، زياد عبدالله، مطبعة الدباغ، اربيل،
  مع العرض انه لايزال يمارس نشاطه الادبي والفكري لحد هذا اليوم

 واختم بحثي بهذه السطور من شعره :

 ها اعلن عن رقم الرحلة

نحو المجهول ...

نحو أرصفة ملأها السأم

وغطتها رياح التمدن

كتل الكونكريت

بنايات تعانق النجوم بالقبل

تخوم تحرسها القابلات

جنود ترمم تجاعيد الحروب

رموز باركتها آلهة الجمال

والمحيطات الخمسة

***
من يشتري الصمت من أفواه الشعراء ؟

من يرتق المتاهة على حبال الكلام ؟

كل ما قاله الشاعر

(عظمة أخرى لكلب القبيلة)

انه يندرج تحت فهرست الظنون

في لجج البحار وأرخبيلاتها

أو في ثياب العذارى

وخيام الجاهلية

فهو وحده كان يهادن الوطن

ويمور بالصلوات

خشية من كلب القبيلة

يرسم النهرين فوق خرائط الزمن



                    *************************








باسل محمد البزراوي





         ولد باسل محمد البزراوي  الشاعر الفلسطيني  في قرية ( رابــا ) الواقعة على القمم الجبلية جنوب شرق محافظة (جنين ) في فلسطين المحتلّة عام \ 1958

       باسل من اسرة فلسطينية تعمل في الزراعة البدائيّة.وقد اخذ تعلمه الاولي  في المدرسة  الابتدائية في قريته  واتم  الدراسة الثانوية فيها حتى الفصل التاسع  أي بما يعادل الدراسة المتوسطة  بالعراق  ومن ثمّ أكمل دراسته الثانوية  في( مدرسة  قباطية الثانوية ) .

        وفي عام 1976 انتقل الى (عمان ) في( الاردن )ملتحقا ب ( الجامعة الأردنية) , فدرس اللغة العربية لمدة ثلاث سنين , الا انه لم يكمل تعليمه فيها  اذ تم اعتقاله في الضفة الغربية من قبل سلطات الاحتلال الصهيوني عام \1979 ,ولما خرج من الاعتقال منعته من السفرخارج منطقته فلم يستطع اكمال تعليمه الجامعي في الاردن  .

      دخل (جامعة  بير زيت )في مدينة ( رام الله ) في الضفة الغربية  واتم دراسته فيها , وتخرج من قسم اللغة العربية وآدابها عام 1984حاصلا على شهادة ( البكالوريوس).

        عمل الشاعر بعد تخرّجه في الجامعة دقّاقاً لحجارة البناء واستمرّ في عمله عشر سنوات بهذا العمل حتى عام 1994 حيث تسّلمت السلطة الوطنية الفلسطينية بهذا العام  وزارة التربية والتعليم فتم تعيينه معلّما للغة العربية في مدارس محافظة ( جنين )حيث عين معلما في قريته ( رابـا ) وما زال يمارس  عمله  التعليمي لحد الآن .خلال ذلك  استطاع ان  يعمل مدرّساً غير متفرغ  (محاضرا ) في جامعة ( القدس )المفتوحة
 ثم حصل على شهادة (الماجستير) في النقد الأدبي عام \2008

       مما لاشكّ فيه ان باسل كان شابا مثقفا ثائرا  فأملت عليه  فلسطينيّته دورا كبيرا في تشكيل الوعي الوطني والاجتماعي والسياسي منذ صباه, وكان لها تاثيرها الكبير في تشكيل تجربته الشعورية من خلال ما تراآى امام عينيه ما يفعله اليهود  بابناء بلدته والمدن المجاورة ووطنه فلسطين فيقول  :

الآن أمضي ووهج الشوق يحملني
 إلى البعيد إلى ماضي الهوى المضني

إني نذرت لأرضي الشعر مذ نظرت
 عيناي  للنّور  والمأساة   والمحن

فالأرض عرض وحلم يستظلّ به
 وروح جدّي في   عينيّ   لم   تبن

تراب أجدادنا في الأرض مكرمة
 أصخ ستسمع حكايات الشجا الشجن

فالحقل يحكي كذا الزيتون قد برقت
 عيناه من دمهم عند الدجى الدجن

ونسمة  الفجر  أن   تفترّ  باسمة
 تلوح كالشمس ترخي الهدب من وسن

وصحوة الصبح والقندول قد خلجت
 له  الصدور  بقلب  خافق    وهن

وجلسة الأهل في الشاغور مشرقة
 ونكهة التبغ عن عطر الورى تغني

"كل يغني على ليلاه" من جذل
 مثل البلابل ناغت فارع الغصن

وحبة القمح تكسو الأرض بهجتها
 وعابق الزهر ناد في ذرى الفنن

وراية الفخر في جينين قد حملت
 على رعاف طهور من سنا وسن

ونغمة الناي والارغول كم أسرت
 قلبا ودغدغت الآهات باللحن

وصرخة الآوف إن أرخت جدائلها
على فلسطين ردَ الرجع في عدن

فهام  في حبها   الزيتون  منتشيا
 برقة   القول  لا برما  بذي  وطن

وهاجر الشيب رأسا كان  يشعله
 ورددت سجعها الورقاء من حزن

وان أظلت ربا  سخنين  صرختها
 تهمي الخليل بغيث عارض المزن

وان   تردد   رام  الله    أغنية
 هز الجليل الجبال الصّم من ركن

وان أهاجت جراح الأرض حنجرة
 نسلّ بالصوت ناب الموت والفتن


     وقدعاش ظروفاً صعبة منذ طفولته وفي صباه وشبابه - فكان يعيش في خط التماس مع العدوّ الصهيوني في المرحلة التي كان يشقّ فيها طريقه  للدراسة  وقول الشعر يقول :

أنا لم أكنْ   أهذي   بهنّ  وأهذرُ
وأبوحُ  ما  كنّ  الفؤادُ    وأنثرُ

فمنَ البدايةِ كنتُ أعلو صهوَةَ ال
شعرِ الجريحِ .. وموجُهُ يتفجّرُ

غازلتُ موطِنِيَ الحبيبَ وهاجَني
عشقُ الربا وجراحُها تستنفرُ

ونسجتُ من عشقِ الترابِ ربابَةً
تشدو بأحلامي وحلمي يكبرُ

وغزلتُ من نَوْحِ السحابِ قصائدي
ومنَ الهمومِ شربتُ ما يتعكّرُ

وحفرْتُ في صدري فلسطينَ الهوى
وبكيتُ من أطلالها ما دمّروا


     لقد اعتقل عام\ 1979 وهو في الحادية و العشرين من العمروكان طالبا في المرحلة الجامعية  وكان  هذه السنة في بداياته الشعرية,  فكتب في فترة سجنه أكثر من ثلاثين قصيدة, ومن هنا يتبين ان بدايته الشعرية ولدت  خلف قضبان السجون من خلال ما يعانيه فيها من ظلم وحرمان وقهر واسى ويتحسس ما يحيق ببلده وشعبه من ظلم  المعتدين وفي ظل التعذيب في أقبية السجون فاثر ان لا يحيد عن القضية الوطنية وكيف له  أن ينأى بنفسه عما يعانيه أبناء شعبه وعما يعانيه  اخوته واحبائه وجماهيره, لذا كانت القضية الفلسطينينية وما زالت هي البوصلة التي توجّه مسيرته ولا يستطيع الازاغة عنها  فكان غالبيّة شعره المنشور ملتزما بالقضية الفلسطينية ومعبرا عما يعانيه  الانسان الفلسطيني في ظل الاحتلال . ويتضح في شعره وصف حبه الهادر للوطن و الوفاء المطلق للكلمة و القيمة الإنسانية التي تتجسد فيه  في روح الصمود   يقول:

أنا لن أخونَ دمي ولا كلمَاتي
وأزيِّفَ النبضَ الأصيلَ  بذاتي

أنا لن أخون قصيدتي فحروفُها
روحي ال تحلّقُ في مدى شرفاتي


     ويحدثنا عن نفسه  وحاله  في بادئ حياته فيقول :

( قال لي والدي - رحمه الله- ذات يوم ( إنّ الشعر لا يُطعمُ خبزاً وستعيش فقيراً ) ورغم ذلك تابعتُ مسيرتي مع الشعر وشققتُ طريقي معه غير آبهٍ بما يمكن أن يحمله إليَّ الشعرُ في المستقبل من مفاجآت, كنتُ وحيداً وما زلتُ وحيداً , كتبت قصائدي على الحجارة وكتبتهاعلى وُريقات وحملتها من مكان لآخر, حملت قصائدي أيها الإخوة في بطني حين خرجتُ من السجن عام 1980, ربّما تستغربون! نعم, ولكن حملتها في بطني على شكل كبسولات صغيرة لأنني خفتُ أن يصادرها الاحتلال وأنا خارج من المعتقل, كانت قصائدي ترافقني في الجامعة وفي العمل لكنّني لم أستطع أن أفرضها على أحد, لم أستطع أن أقنع بها أحداً, لذا لا تستغربوا إن قلتُ لكم أنها لا تجد صدى التأثير السحري في الأسرة إلى الحدّ الذي يغري بمحاولة التقليد أو السير في ذات الاتجاه, صحيح أنّ زوجتي (معلّمة اللغة العربيّة) تقرأ, وتشجّعني, وتقدّر ما أكتب لكنها في الأصل لا تحب الشعر , وهذا ما وجدته عند أبنائي فقد كان يجيبني بعضهم حين أطلب منه أن يدرس اللغة العربية في الجامعة , يقول هل تريدني أن أصير مثلك شاعرا , أنت تقضي وقتك في الحصّة أعرب يا بنيّ, وقال الشاعر؟ نحن نكره الإعراب ولا نحب الشعر, وكنت آنذاك معلمهم في الثانوية,لذا رفضوا دراسة العربية إلا إحدى البنات فقد درستها عن رغبة ونجحت فيها نجاحاً باهراً وهي الآن في كليّة الدراسات العليا في مرحلة الماجستير, تحب الشعر وتروي بعض قصائدي ولكنها لا تكتبه. فكل منهم له اهتمامات مختلفة ولا تتلاءم مع الشعر )

   ويتيز الشاعر باسل البزراوي بوفائه لاحبته واصدقائه وما يحمله من قيم إنسانية و كلمة صادقة تمتد حتى  خارج وطنه  لتشمل اصدقاءه في الوطن العربي الكبير فنراه يقول لصديقه  وتوأم روحه  الشاعر التونسي (محمد نجيب بلحاج) :

يا توأمَ الروحِ وشّيتَ الجوى شالا
فباتَ شعرُك في خدِّ الورى خالا

لا فرق (ميدة) أو (رابا) إذا صرختْ
تفي إليها لضمْد الجرحِ رئبالا

فتونسُ الطهر مثل القدس تبرقها
سهماً يصول على الأعداء قتّالا

 وميدة : هي البلدة التي ولد فيها الشاعر محمد نجيب بلحاج في تونس  وربا هي البلدة التي ولد فيها شاعرنا  باسل البزراوي

وعندما قامت الثورة في  تونس يقول:

خضراءُ نبضُكِ فيالوريد جداولُ
وعلىربوعك تستفيقُ صواهلُ

وعلى ثراكِ الحرّمنبتُ عزّةٍ
تزهو بهافي راحتيكِ خمائلُ
.

      ومصطلح أدب المقاومة على الصعيد الفلسطيني ظهر في ستينيّات القرن الماضي على لسان الشاعر الشهيد (غسان كنفاني ) حيث أطلقه  في حينها على شعراء الداخل الفلسطيني في كتابه (أدب المقاومة)وتحديدا عام \1968 وقد بدأ عمله الشعري من منطلق رفض الاحتلال ومقاومته ورفض سياساته القمعية والتعسفية ضد شعبه ,لذا  نعتبره من شعراء المقاومة  الفلسطينية امثال سميح القاسم ومحمود درويش ولطفي الياسيني و لما انتج من شعر في ظل ما يعانيه او تعانيه جماهير الشعب الفلسطيني.  وفي ذلك يقول :

بلادي رغم أنياب المنونِ
ورغم القهر والليلِ الحزينِ

ستبقيْ في القلوب دماً وروحاً
وآمالاً وكحلاً في العيونِ


فمهما طال ليلُ الجوعِ يبقى
شموخُ الشعب كالحصن المكينِ

فسلْ إن شئت غزّة والنواحي
برام الله في ساح المنونِ

ستنبيك الحجارة كيف أدمت
رؤوسَ المجرمين بدون لينِ

وتنبيك الشهادة عن أريجٍ
تضوّع في الربا كالياسمينِ

تذكّرْ يا أخي ما دمت حيّاً
فلسطين المقرّحة الجفونِ

تذكّرها ولا تنسى ثراها
ولا تعميك آفات الجنونِ

       وقد بدأ عمله الشعري من منطلق رفض الاحتلال ومقاومته ورفض سياساته القمعية والتعسفية ضد شعبه لذا  نعتبره من شعراء المقاومة  لما انتج من شعر في ظل ما وتعانيه جماهير الشعب الفلسطيني ومن قصيدة إلى روح (الشهيد أحمد سعيد شعبان) من( الجلمة )من مدينة ( جنين)  حيث يقول :

مضيتَ أحمدُ والفرسانُ تنتظرُ
مضيتَ شهماً هماماً خافه القدَرُ

مضيت كالريحِ في ليلٍ تناوبَه
رعدٌ وبرقٌ, وما شابَ الدجى القمرُ

أنت الكبير بعين الشعب إن نظرتْ
أنت العظيمُ إذا ما عُظّم البشرُ

قد مِتّ موتاً شريفاً من مهابته
تبكي الجبالُ, ويبكي الساحلَ البحرُ

لا بأسَ فالموتُ في الأوطان مكرمة
لمن شجته جراح الأرض والحجرُ

لا بأس أحمدُ فالأيامُ شاهدةٌ
والله يشهد والمقلاعُ والشجرُ

ويشهد الله والمقلاع ما غمضت
عيناك يوماً ولا أغضى بها النظرُ

تقضي الرجولة أن نحيا على وجَلٍ
وأن نموت وفي قبضاتنا الجمرُ

وأن نسجّلَ تاريخ الجوى بدمٍ
يروي الترابَ إذا لم ينزلِ المطرُ

أبكيك أحمدُ, فالدمعات نازلة
والقلبُ يحزن للذكرى وينفطرُ

تبكيك"جلْمَةُ "والأطفال إذ ذكرت
كرَّ الرجال بسهل الجلمةِ العُصُرُ

تبكيك " جلمة" والأيام تذكركم
والروحُ تهذي فقد أزرى بها الخبرُ

        فمسألة الالتزام بقضايا العروبة وقضايا الأمّة هي ذاتها القضية الفلسطينية ولا فرقٍ عنده بين شاعرٍ وآخر وبين شخصٍ وآخر كماعودته الظروف,لذا ننراه يجد تلك الفروق بين من ينتمون إلى الجنسية أو البيئة ذاتها, هي التي ترتبط بالظروف الموضوعية والذاتية للأديب, فمعاناة الشاعر الفلسطيني معاناة مركبّة, فقد تعرّض وطنه لأبشع أنواع الاحتلال الاستيطاني ويتشرّد هو كما تشرّد شعبه وعانى الغربة بأنواعها وتعرّض للسجن والاعتقال والقمع على أيدي الغرباء ,اما معاناة  الشاعر العربي فهي معاناة اجتماعية اقتصاديّة في مجملها وناتجة عن الصراع بين الفئات الاجتماعية المختلفة أو ربما تكون نتاجاً لأسباب سياسيّة مختلفة , بينما وهنا لا بدّ له من أن يجد نفسه في خندق المواجهة مع المحتل الأجنبي الذي يستهدف وجوده القومي .هذا الأمر يشكّل بحد ذاته سبباً في نضاله لاجل العروبة والانصهار بها في نضاله وصراعه مع العدو القومي الذي يسعى لمحو ملامح شخصيته الوطنية والقوميّةوكان لايبتعد عنها إلا حين يتناول بعض القضايا القومية العربية والتي لا يجدها منفصلة عن القضية الفلسطينية
.
         وبالنسبة له كان الوطن والقضية الوطنية أكبر من السياسة, فلم يلتزم سياسة معيّنة ولم يدع مجالا للسياسة كي تتحكّم بإنتاجه الأدبي لأنه يرى  ان قضيته الوطنيّة أكبر من السياسة.  والحقيقة  المرة انه كان يرى نهم يعانون من الاضطهاد القومي وليس الطبقي وإن وجد , لذلك  كتب للوطن وتجاوز عن كل ما يمكن أن يؤدي  الى الانحراف عن الوطنية, وقدلجأ الى الشعر العمودي الذي يراه يجسّد عروبة الشعر في تقاليده الفنية للقصيدة العربية فجاء شعره  في قصيدة العمود الشعري ذي الوزن والقافية والذي يراه  هو القاسم المشترك في كل الاقطارالعربية قديما وحديثا وسيبقى  .

ملكتُ القوافي فاستقامَ هجينُها
وأزهرَ ما بين السطورِ رصينُها

وألقت على وهج الحروف خمارَها
وسلّت لحاظاً كالسهامِ جفونُها

ليَ ابتسمت عشرينَ عاماً ولم تزلْ
تضاحكُني في النائباتِ سنونُها

فأنهل منها ما أشاءُ وأستقي
قراحاً, إذا ما جنَّ ليلاً جنونُها

ولولا إباءُ النفسِ والبأسُ والنوى
لثمتُ زهورَ الوردِ أو ما يصونُها

ولولا نزيفُ الأرضِ كانت قصائدي
ترِقّ لها بيضُ الليالي وجونُها....

تنازعُني نفسي فقلتُ ألومُها
كفاني افتتاناً في القوافي عيونُها

فلي وطنٌ ملء الجوانحِ شوقُهُ
وملء فؤادي في بلادي أنينُها

شحذتُ لساني في معاناة أهلها
وقد غيّبتْهم في العذابِ سجونُها

رأيت بعيني بعضَ أشلاء فتيةٍ
تئنُّ, وآهاتٍ تميدُ شجونُها

وذقتُ مرارَ العيشِ في غيرِ مرّةٍ
ورمتُ منَ الشدّاتِ ما أستهينُها

         ومن هنا لا بدّ له من أن يجد نفسه في خندق المواجهة مع المحتل الأجنبي الذي يستهدف وجوده القومي .هذا الأمر يشكّل بحد ذاته سبباً في نضاله لاجل العروبة والانصهار بها في نضاله وصراعه مع العدو القومي الذي يسعى لمحو ملامح شخصيته الوطنية والقوميّة وكان لايبتعد عنها إلا حين يتناول بعض القضايا القومية العربية والتي لا يجدها منفصلة عن القضية الفلسطينية .

        فعندما تم احتلال بغداد عام 2003 على يد الامريكان واعوانهم هب الشاعر ثائرا  حيث  لم يكن حدثاً عابرا , إنّما يمثل سقوطا للكرامة العربيّة التي مثّلتها بغداد ومثّلها العراق فالعراق دولة عربية, تمثل قوّة  ضاربة وعمقاً ستراتيجيّا للثورة  الفلسطينية فاحتلال بغداد يمثل نقطة  ضعف ومهانة للكرامة العربية وتحطيما لإرادتها القومية , تعرّض العراق وما يتعرّض له العراق من احتلال كان بسبب مواقفه الوطنية والقومية المعادية للقوى الامبريالية و الصهيونية والقوى الرجعية العربية التي كانت حامية  للمصالح الغربية في المنطقة العربية فهو بمثابة  حلقة من حلقات مشروع كبير يستهدف الوطن العربي ككل للسيطرة على مقدّراته والهيمنة عليه  وللاسف  احتل العراق  وحكم  من قبل حفنة ابنائه جاؤوا مع المحتلين وكانوا اذنابا لهم ومن هنا نبع موقف الشاعر باسل البزراوي  وهو  ينشد بغداد الحبيبة ويواسيها في محنتها  فيقول :

أبكيكِ بغدادُ أبكي من جراح غدٍ

تلوح في الليل من صفوانَ للنّقب

أبكيك بغدادُ أبكي الصبح من ألمٍ

فذي ابتسامة ثغر الصبح لم تَؤُبِ

أبكي الرّياح فما في الريح من خبرٍ

يهذي إليّ بما في القلب من سغب

يا عينُ بكّي على بغدادَ وانتحبي

فقد شجاني الجوى في صدرها التّرِبِ

أبكيكِ بغدادُ أبكي من جراح غدٍ

تلوح في الليل من صفوانَ للنّقب

أبكيك بغدادُ أبكي الصبح من ألمٍ

فذي ابتسامة ثغر الصبح لم تَؤُبِ

أبكي الرّياح فما في الريح من خبرٍ

يهذي إليّ بما في القلب من سغب

أظل في الأفق آمالٌ تعلّلنا

والرِّجسُ يجثم في الصحراء و الكُثب

أبكيك بغدادُ أبكي العُرْبَ قاطبة

أبكي العواصم في تاريخها الجَدِب

أبكي الطوائف والأزلام من وجعٍ

أبكي الزّعاماتِ في الأوكار و الرُّتب

هاموا بليل الأمِركانيّ وانطلقوا

في موكب الخزي نهّاباً وذا شغب

جسّوا وجاسوا خلال الدارواتخذوا

خازوق عار من الفولاذ لا الخشب

واستضحكوا الكل حتى قاء بعضُهم

ودنّس الارض فيما قاء من خطب

ما كنت أعلم أن يأتي الغزاةُ بمن

يقود شعبا عريق الاصل والحسب

شعب العراق تقدم فالذرى فزِعت

فلا الزبيديُّ يحميها ولا الجلبي

فمن يخون دماء العُرْبِ قد برئت

منه الشعوب طَوال الدهر والحقب

ولن يكون رئيس القوم راوية

يجتر ما قاءه الاوغاد في ريب

ولا يكون حراميّا ومجتلبا

مع الصواريخ والأرتال والرُّعب

 فمن أراد العلا يمشي له بطلا

ولا يزيّن وجه القوم بالقصب

ومن يلاق ِالرياح الهوج عاصفة

أحقُّ ممّن يُغّذ الخطو بالهرب

إني أشُكُّ ببعض القوم إذ ولجوا

باب العروبة من مصراعها الخَرِب           

لو تحفرون قبورا تأنسون بها

أحياء َكانت لكم سترا من العتب

أما تذودون عن أرواحكم كذبا

قداّم شعري وما في الشعر من كذب

يا صاغرين أمام الشعر لا تقفوا

فلن تنالوا سوى التوبيخ من أدبي

فاستحكموا بل ولوذوا في وجاركم

إنّ الوِجار لكم خير من القبب

يغيّر الله أحوال الورى أبَداً

فيما تغير أمريكا دم العرب

حاشا الشريعة والقرآن ما رسموا
من قلب دبابة غربية النسب

        وكانت المرأة حاضرة في  شعره ولذا لا تخلو أشعاره من قصائد غزليّة  لكنها قليلة. فقد كتب قصائد في الغزل وكتب  للمرأة المناضلة وكتب للمرأة الام  ومن شعره في المراة هذه الابيات :                                         

هنّ  الشذا   والعِطرُ   والأدبُ
وهنّ  أمّك أو أمّي  فلا  عجَبُ

وهنّ أرقى الورى روحاً ومنزلةً
عند الكبارِ, وهنّ القطرُ واللهبُ

فكم  سَهِرنَ وأيّامُ   النوى عبرتْ
ونحنُ نلهو وما لفّ الرؤى النصَبُ

وكم تجافى لهنّ الدهرُ وامتطرتْ
سودُ المآقي دموعاً  لُجُّها   لَجِبُ

هنّ القواريرُ طهرُ الروحِ عابقة
شذا الغرام الذي رقّت له الحِقَبُ

فارفقْ بهنّ ستشتار الهوى عسلاً
ما رفّت العينُ أو ماست بها الهدُبُ

نثرْن طيبَ الهوى في خمرةٍ ثمِلتْ
بها الحياةُ   ولَذّ  الشرْبُ   والعبَبُ

نهلنَ  من  زهرةِ   القندولِ  رقّتَها

فكُنّ  نخلاً  وفي  أعبابِهِ   الرطبُ

وكنّ صُبحاً أضاء الأفقَ وانتشرتْ
طيوبُهنّ  فلجّ   الشعرُ   والخطبُ

ما الشعرُ فيهنّ إلا الحسنُ مُجتلباً
منهنّ, والحبُّ بالتحنانِ مجتلَبُ

والشعرُ   فيهنّ   يحلو حين تبرقُهُ
عيونُهنّ   التي   تزهو  بها النقُبُ

ما أجملَ  الشعرَ  في عيني  فاتنةٍ
بدَتْ "حديثَةُ" فيها أو بدتْ "حلَبُ"

لا الشمسُ تسطعُ ما افترّتْ مباسِمُها
عن العوارضِ بيضاً حين ترتضِبُ

هنّ  الملائكُ  أضفى  اللهُ  حكمتهُ
على وجوهٍ الغواني زانَها الأرَبُ

 وفي تغزله بانثاه حبيبته  يقول:

كتبت من الهوى آيات عشقي
إلى السمراء ما عشقت كتابي

أحبّ الدلَّ في عينيك يصبي
وفي خمر الجواب على الجواب

أحبّ الشالَ حتى الشالَ يروي
حنيني والجوى حلوَ الشرابِ

أحبُّ عباءةَ السمراءِ حُبّي
لسمرائي ويُغريني التصابي

تصابت لي العباءةُ حين رفّت
رفيفَ الفجرِ في اليوم الضبابي

أحبُّ مِنَ البناتِ " ندى" لأني
عشقتُ الشَّعرَ ورديَّ الذؤابِ

فلي حبٌّ بها قد ضاعَ عمري
إذا ما ضاع حبي كالسرابِ

جلستُ فأجلسَتْ ظبياً أمامي
كمريمَ  زيّنتْ  آيَ   الكتابِ

لها وجهٌ    كأنَّ  البدرَ منهُ
أطلَّ على الحبيبِ مِنَ النقابِ

فلسطينيةُ   العينينِ   تبدو
بدلِّ  عيونها  نارُ  العذاب

فلسطينيتي السمراء أوهت
فؤاداً في ربوعِ الجيدِ صابي

ألا تدرينَ حينَ مَسَسْتِ قلبي
فقدتُ ببنتِ "أحلامي" صوابي

تهيمُ على دياركِ بعضُ روحي
وجسمي يضمحلُّ بأرضِ رابي

إذا أحببتُ  أحببتُ  السواقي
على الشفتينِ حاليةَ الرِّضابِ

وأحببتُ العيونَ وقد تراءى
سوادُ الليلِ من تحتِ الهدابِ

وفي قصيدة اخرى بعنوان ( جهينة ) يقول :

عهدتُ النوى حتى أذيبَت حُشاشتي
وفاضَ شفيفُ القولِ وامتدّني جِسْرا

فميلي كما شاءَ الزمانُ وكلّ  لي
ربيعَك نأياً طال واستوقد الفكرا

لك العهدُ أن تبقيْ على الشعر ديمةً
تهلُّ بغيثٍ يخصبُ الروحَ والطهْرا

أغنّي على ليلى وليلى  تُريقُني
على صهوة الهجرانِ إذ تمتطي الهجرا


  وللشاعر باسل  البزراوي مؤلفات عدة منها  :

1- سميح القاسم: دراسة أدبية نقديّة في قصائده المحذوفة,  
2- ملامح الغربة والحنين في الشعر الشعبي الفلسطيني

ونشر الشاعر دواوين شعريّة أيضاً,منها :

1- أغنيات في الزمن المستعار عام 1986.
2- أقول لكم, عام 1992.
3- ترنيمات على أوتار الزمن منشورات المركز الفلسطيني للإعلام – جنين عام 2010.
4- قصائد , جمهورية مصر العربية عام 2011.

        اشترك الشاعر مع شعراء من جنين في مجموعتين شعريتين وهما:
1- نفحات من مرج ابن عامر.
2- أشرعة.
والشاعر هو عضو في اتحادالادباء و الكتاب الفلسطينيين منذ عام 1992.
 واخت بحثي بهذه القصيدة الرائعة من شعره :

 
  يا طائرَ البرقِ ما للبرقِ يُصبيني؟
ويوقدُ الشوقَ في صدري ويغريني
   
أبيتُ أرقبُ خلـفَ الغيـمِ مطلعَـهُ
وفي الحكايـا وأزهـارِ البساتيـنِ

 أرى الوميضَ كأنّ الصبحَ يسكنـهُ
 وحولهُ الغيمُ سارٍ فـي شرايينـي
   
أسامرُ الغيمَ علّ الهمسَ يحمِلنـي
 إلى فضاءٍ سرى في الفجر يَحكيني

   أضمُّ عطرَ الثرى فالصبحُ يألفنـي
 ويشربُ الخمرَ من دنّي ويروينـي

وأسْكِرُ الصبحَ من خمر القصيدِ بها
 وإن تنكّر لـي صبـوُ الشياطيـنِ 

    فقد غدوتُ حروفاً مـن حكايتهـا
تشيخُ فيها أساطيـري وتوحينـي

    مضى الزمانُ بها, ما للزمانِ ولي
 حتى تبعثرَنـا ريـحُ الخماسيـنِ؟

    تلوذُ فـيَّ وتـذرو دمعَهـا ألمـاً
وما تظـنّ بـأنّ الدمـعَ يُدمينـي

    وما تظنّ بـأنّ الـروحَ تسكنهـا
وتسكنُ “الطيرةُ” النجوى و”سيرينـي”

    وفيّ حلّت ربا “حيفا” ومـن ألمـي
 تبوحُ “ميعارُ” أسـراري و”مَيْرونـي”

    تعيش فيّ وتحلو حيـن تنبضنـي
 بين الضلوع وعند الليل تهذينـي

    تجيشُ في الصدر آهـاتٌ أعلّلهـا
 بما أمِلتُ وهل دهـري يُوافينـي؟

    فلستُ أدري إذا ما شاخ لـي أمـلٌ
 والليـل يظلـمُ والأيـام تعيينـي

    فمنذُ أن كنتُ كنتِ الجرحَ يُؤلمنـي
وكنتِ دفءَ حروفي في دواوينـي

    وكنتِ لي وطناً في القلب أحملُـهُ
 وما يَزالُ علـى الآمـالِ يحيينـي

    لك القصائد مثل السيـل تسكبهـا
 روحي فتسقي لماها ما تُساقينـي

    ما أنت إلا احتراقاتـي وموجدتـي
 ولستِ إلا عبيرَ الشعـر يعرونـي

    أدمنتُ روحك أسقيها الهوى
بدمي وأعزفُ الدهرَ ألحـانَ المجانيـن

    فمـا ذكرتـك إلا بـتّ أبصرنـي
من رقّة الشوقِ قد تاهت عناويني

    فهل نعودُ وهل للنفس مـن وجـعٍ
 إلا فـراقٌ, وأرضُ الله تَطويـنـي

    وهل تروقُ الليالي بعـد جفوتهـا
 وتشرقُ الشمسُ بينَ الغيمِ تحدوني

    ظمئتُ واللهِ, إذ ضاقت بما رحُبـت
 كلُّ الحدودِ وغيضَ الحبرُ من دوني

    وتاق قلبي شذا الأغصان مائسـةً
 مع النسيم وأصـواتِ الحساسيـنِ

    فكيف أسلو وما في سلوتـي أمـلٌ
 إلا اجتراحُكِ من عطر الرياحيـنِ؟

    فما سلاني اختلاجُ الروح أو بكرتْ
 إليّ تسعى الخوافي كي تُناجينـي

    فصرتُ أهذي وتهذي بي مخيّلتـي
في كلّ ناحيةٍ قـد تـاهَ مكنونـي

    وقفتُ ليلاً أناجي الظلّ واشتعلـت
 في مقلتـيّ أساريـري لتصبينـي

    فتثملُ الروحُ من راحٍ بها انسكبت
 على القوافي فكانت فيـكِ أفيونـي

    لك الدواوينُ من جرحٍ ومـن أمـلٍ
يسري بقلبي وروحي يومَ تكويني

    فلا تظنّـي بـأنّ الشعـرَ ينبضُـهُ
سوى ربوعك في الوهج الفلسطيني




             ******************************







                       عمـر  ســــبيكة


      ولد الشاعر التونسي عمر سبيكة بمدينة ( حمام الانف ) التونسية
في الرابع عشر من تموز(يوليو) سنة \1958

      تعلم حروفه الاولية او (التعليم الابتدائي ) في مدرسة (طليانة كازا) ثم انتقل الى ( معهد الحبيب بو رقيبة ) بمدينته (حمام الانف) لاكمال تعليمه الثانوي فاتمه واخذ شهادة الدراسة الثانوية وبعدها زاول تعليمه العالي بالمعهد الاعلى للنسيج –اختصاص اصباغ وتكملة النسيج بمدينة  ( قصر هلال ) فحصل على شهادة الهندسة باختصاصه وتخرج منها مهندسا مساعدا .

     يعمل حاليا في بالمركز الوطني للبحوث في علوم اول للمختبر الوطني) تقنيا في مهندسا للقطب التكنولوجي ببرج (السدرية ) .

      عمر سبيكة احب الادب والشعر منذ صباه وارح يكتب القصيدرغم مخالفة دراسته وعمليتها لهوايته واستطاع الجمع بين الهندسة واللغة والادب والشعر فكان شاعرا غزير النتاج الشعري يقول :

رغبة الفجر عارية
و المشاعل عائمة في عيون السّماء
و الصّدى يتكرّر
ملتحفا كفن الصّمت
بين بلاد و مقبرة
الرّؤى تتسكّع في مدن الذّاكرة
أيّ ضوء يبلّل وجهي عبابه
حين تجفّ رمال السّماء
الّذي كان
و الصّمت لمّا ارتوى
و الّذي سيكون انعكاسا لما كان
فوق المرايا الّتي ارتكبت
خطايا الإله
هو ذا البحر يبحث عن ساحل آخر
و الشروق البديل تعرّت معاقله
هو ذا الماء يشعل مصباحه
و الزّجاج الّذي اخترقته التجاعيد
قد يقتفي أثر الماء
حتّى يسمّي الرّمال الّتي تلتقي بالسماء
حين يرتسم الفجر في رغبة الطفل
مذبحة لقرون العدم
حين تقترف الأرض أخطاءها القدسيّة
تسقط تفّاحة الرّغبات
على جسد صاخب النّظرات
و حين ترفرف رايات مملكة اللّه
فوق جبين الهزيمة
حين يسيل الزّمان إلى ساحل آخر
و ترتّل كلّ السّواحل أشواقها
حين تقفر ذاكرة الكون
من زمن لم يعرّ معاقله
حين يعترف اللّيل
و الطّفل
و الوثن المغترب
حين تسخر منّا عيون النّهار
و فكرتنا المقفرة
نتظاهر بالغثيان
و نخفي عن الموت
تمثاله المختفي في شوارعنا
في بقايا مدائننا
في أساطير صحرائنا
في عيون المسافر قبل الوصول
و في رغبة الفجر
في سنوات السّماء
و في شجر الوهم
أخضر كان...
آخر تفّاحة تتدلّى
و آخر نافذة تتعرّى
و آخر أسئلة تتخطّى
زجاج السّماء.

       فالشاعر عمر سبيكة له في هذه الحياة موقفا واحدا و نظرة مماثلة المطالع لشعره وقصيده يرى ان له منطلقا في رحابالحياة كاشعة الشمس لاحدود لانطلاقته متفائل فرح يملأ قلبه السرور والانشراح كانه الربيــــــــع بازاهيره واخضراره وحبوره فشعره مرآة صافية لشخصيته فهو قد يكون حكيما وقد يكون عاطفيــــــــــــــا تغلــــــب العاطفة وله القدرة على التماس مواطن الجمال بالبصيرة القوية والذوق السليـــــم فينفذ الى ذات الشيء ويزيل الستار عنه فيبدو كما هو حقيقة .

فهوشاعر فنان يتجاذب مع الحياة باحساسه وشعوره المرهف ويصــــوغ شعره بخياله البارع فتسمع اجراس قلبه تجلجل بين سطور قصيدته مع هــــــــــواه يرتشف من بحر خياله تسمع نغمات عواطفه تتصارع مع الحدث في كل مايكتب ليعبر بخياله الواسع عما في وجدانه وذلك هو الشاعر الجيد .

     وقد كتب شعره في قصيدة النثر ليكون قريبا من الكلمة والعاطفة والاسلوبية الشعرية والفكر الفياض .

       فالاساليب الشعرية هي ذاتها في الحديث و القديم الا انها اختلفت مراميها ومراقيها تبعا لتغير الحياة الحديثة بالقديمة وتبعا لما حدث في الشعرمن تجديد تغير ت بعض اساليبه تبعا لتطوير هذه الحياة وما ينعكس فيها . فالشعر مرآة واسعة موضوعة في مكان عام تعكس ما يقع عليها من صور واحداث وشاعرنا عمر سبيكة ككل الشعراء المعاصرين ينظم في كيفية كينونة الحركة الشعرية والحادثة التي يكتب فيها وربما يستقي شعره من مفهوم التاريخ العربي والاسلامي يقول :

أختلق الصّمت في تمتمات الصّدى المتصاعد،

أرسم في غمغمات الغمام غماما،

أبدّد في ظلمات الظّلام ظلاما،

و أهزأ من دولة يعتلي عرشها سادس الخلفاء.

و أطفئ كأس المذلّة في صيحتي،

أستحي من دم دافق يتدفّق،

يطفئ سيف الخليفة آه الفقير المقيّد،

يقطف سيف الخليفة شوق الشّروق المشرّد،

أسرح خلف ذهول المشاهد،

أسمح للنّازحين إلى أفق البلد

أن يضيفوا إلى الأفق الأحمق

أفقا خافتا يتمادى

    اما عندما يكتب في حالة معينة تراجيدية او دراماتية اختلفت مراميها ومراقيها تبعا لتغير الحياة اليومية وما ينعكس فيها فالشعر عنده مثل مرآة واسعة موضوعة في مكان عام تعكس ما يقع عليها من صور واحداث واضحة جلية فنراه عندما يكتب عن الشاعرالفلسطيني يقول :

أوشك الشّاعر،
أو تناهى كما يتناهى من الواله الآه،
أوشك أن يتأوّه في مقتل العاشق الله،
أوشك أن يتماثل تمثاله
كإله الدّنى يتألّه في ظلمة الأرض،
أوشك أن يتقلّد أوصافه الله،
أوشك اللّيل أن يطفئ الفجر،
أوشك أن يجلد الشّاعر،
هل نرى ما نرى من دموع على وجنات النّهار؟
هل نرى ما نرى من غبار يشقّ سماء الغبار؟
هل نرى ما نرى من دمار يرتّل آي الدّمار المقدّس؟
أم هل نرى ما نرى من وضوح المشاهد؟
أوشك أن يقصل الشاعر كي نوضّح؟
أم هل نوضّح في وضح الذّبح سمح السّماحة؟
إن يقصل الشّاعر،
سيعاود قدّام محكمة اللّيل أوصافه،
سنعاود،
ثمّ نعاود أوصافه ـ
و نحنّط تمثاله،
إن يقصل الشّاعر،
سنعاود قدّام محكمة القتل عصيانه ،
ستئنّ القصائد في دمه المتعنّي،
إن يقصل الشّاعر،
يعتلي دمه
و يغنّي،
تغنّي له الأغنيات،
يغنّى له الله
حين يؤذّن للقتل،
إن يقصل الشّاعر
سيردّد آياته الخاشعون،
يردّد آياته الكافرون،
يردّد آياته الثّائرون،
يردّد أبياته الشّارع الكافر....

عمر سبيكة الان هو :

*عضو الرابطة التونسية للسينمائيين الهواة ب (نادي حمام الانف )
*عضو الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان
* عضو ؤسس للنقابة الاساسية للموظفين والتقنيين في التعليم العالي بالقطب الجنوبي ب (برج السدرية )
*عضو اتحاد الكتاب التونسيين
* احد ادباء وشعراء تونس

اصدر الشاعر عمر سبيكة ثمانية مجموعات شعرية لحد الان وهي كما يلي :
1- عناق شعر - دار الإتحاف للنّشر سنة 2001.
2- الأرض تركض خلف خطاها - شعر دار الإتحاف للنّشر
3- كليم الورد شعر - دار الإتحاف للنّشر سنة 2003 .
4- أفق النّاي... جناح القطا شعر - دار الإتحاف للنّشر سنة
5- قتلى حتّى مطلع الأرض شعر - دارسنابل للنّشر سنة 2007.
6- بيان الحديقة شعر - دار سنابل للنّشر سنة 2009.
7- إلى آخر المطر شعر- دار سنابل للنّشر سنة 2011.
8- الوثبة البيضاء - دار سنابل للنّشر سنة 2011.

اعماله السينمية :

     اما اعماله السينمائية فقد كتب عمر سبيكة العديد من السّيناريوهات للعديد من الأشرطة السّينمائيّة أخرجها في إطار نشاطه ضمن الجامعة التّونسيّة للسّينمائيّين الهوّاة منها ما يلي :

*- شريط نظرة عام 1994 وقد حصّل هذا الفيلم على جائزة أجمل صورة و الجائزة الثّالثة في المهرجان الوطني لفيلم الهوّاة بال(منستير)
سنة 1994
شريط حمّام الشّطّ أو الذّاكرة الرّهينة سنة 1995 *-
-شريط لماذا تركت الحصان وحيدا سنة 2003 *
شريط عصيان سنة 2004 *-
- شريط بعيون دامعة وثائقي سنة 2005*
- شريط حوت يأكل حوت وثائقي سنة 2006*
*- شريط مجزرة بيت حانون وثائقي سنة 2007
- شريط -خدّام- وثائقي سنة 2007*
شريط أحلام مستحيلة - وثائقي سنة 2008 وقد حصل هذا الفيلم - *
على الجائزة الثّانية للمسابقة الوطنيّة بالمهرجان الدّولي لفيلم الهواة بمدينة (قليبية) .
*-شارع الحكايات المبتورة سنة\ 2010 إخراج مشترك مع أنيس التّونسي ويشمل تنويه خاص للجنة التنويه خاص للجنة التّحكيم المسابقة الوطنيّة بالمهرجان الدّولي لفيلم الهواة ب(قليبية)

* - شريط وثائقي حول أصحاب الشّهائد المعطّلين عن العمل،
*- شريط وثائقي حول المفقّرين في تونس،
*- شريط أوتو بيوغرافيا حول التّجربة الشّعريّة و السّينمائيّة و الجمعيّاتيّة الشّخصيّة و الموانع السّياسيّة و الصّحيّة الّتي حالت دون مواصلة المشوار السّينمائي خاصّة، و الحصار الإعلامي المضروب حول هذه التّجربة الفنيّة الخاصّة.

اختم بحثي بهذه السطور الشعرية :

رقصة غرقى المساءات
أراقى نجيّ السّؤال
و أقفو خطى لحظة تتوارى
على شفة اللّيل،
يشتعل الحرف
في زحمة النظرات
إلى قمر يتعنّى على راحة الشّوق...
وجه الحبيبة محتفل
بالسّماء الّتي ستلي،
و العصافير غائمة في سماء المساء البعيد،
تصوغ مداها من الورد،
من لغة لا تجفّ،
تراقص غرقي المساءات،
يخترق الضّوء صدري
و تحتفظ الرّيح فيّ بحمق الخطى.
البلاد على شفتي وردة
أذعنت لرسائلها خفقات الجدار،
مناراتها أوشكت أن تلامس أجنحة الفجر
حين تضيق العبارة،
أفتح بوّابة الحلم
تنساب قافيتي و السّواقي تبلّل خطوي،
و كانت يداي جناحين من معدن و هتاف،
و كان الزّمان دما
يتدفّق من جسد العابرين
إلى وجهها المتألّق،
أجراس قافية،
دبكة الانتصار،
و ماء يبلّل سوسنة الرّوح.
أراقى نجيّ السّؤال
و أفتح نافذة العشق،
وجه الحبيبة محتفل
و البلاد البعيدة غائمة في ضياء العناق
أودّ اختراق الفصول،
فأولد حيث الدّوار يبدّد مرتفعات الهتاف،
و أفترش البحر أغنية تتموّج،
أرتاح في حلبات الغرق،
و ترتفع الجدران،
رياح السّماء ترتّل ذاكرة الموج،
و الماء
قدّاس شوقي يسيل على راحتي
يضيء طفولة أغنيتي،
أصل الآن حيث القرنفل يمشي،
إلى آخر الحلم...
باب المديح انطفائي،
و ضوء الكمنجات يهتف بي
كزجاج الصّباح،
وهذا الهديل المسافر بوحي
إلى أفق يتدفّق
في خفقة الرّوح...
أعلم أنّ المدينة غائمة في رؤاها،
و أعلم أنّ النّوافذ مشرعة للنّجوم الّتي
تتساقط من شفتيها.
و كانت تحرّر أجنحة الطّير،
كانت تحرّر أجنحة العشق،
تنساق من وتر إلى وتر،
كلّ شيء يحدّثني عن مدن من خطى شجر،
عن مشاهد عابرة لبداياتها،
عن عناق يؤرّخ كلّ حروب القبيلة.
أراقى نجيّ السّؤال،
و يمتدّ ظلّي
إلى السّاحل المتراجع
نحو زجاج قصّي،
أذلّل ساقية الورد،
مازالت منحدرا من تراب مدمّى،
و من لغة لا تجفّ على شفة الطّفل،
الرّيح ذاكرة،
دون أجنحة
تتسلّل رقصتها
لسماء الرّؤى...
الرّصاص صباح
تدلّى إلى سقف أغنية من دم،
صلاة العساكر فاتحة لطقوس النهار الجديد،
خشوع الحديقة عند العبور،
صدى مذبحة الأرض
أجراسها تتعالى،
و أمضي بلا نجمة
أتذكّر ثلج اللّقاء
لأرتجل الذوبان على وجنات الوطن.



************************




                                        عز الدين  مهيوبي






     عزالدين ميهوبي   بن جمال الدين بن محمد الدراجي   اديب وشاعر جزائري معاصر من  ولد  بمدينة ( المسيلة ) او العين الخضراء  سنة \ 1959وكان جده من اتباع الشيخ عبد الحميد بن باديس الشاعر والاديب الكبير من رواد النهضة العربية ومن اعضاء جمعية  العلماء المسلمين في الجزائر  وكان قاضيا وابوه  حمال الدين  احد المجاهدي الثورة الجزائرية  - راجع  كتابي ( شعراء النهضة  العربية ) وهو المجلد الثامن من موسوعتي هذه(شعراء العربية ) .
        درس في الكتّاب بمسقط رأسه ( مدينة المسيلة)،وتسمى محليا  عين خضرة) والتحق بالمدرسة النظامية سنة \1967 بمدرسة)ب في عين اليقين (تازغت- باتنة) في السنة الرابعة ابتدائي، ثم انتقل إلى مدرسة مدرسة السعادة بمدينة (بريكة )، ثم مدرسة (لسان الفتى)  (تازولت- باتنة) ثم متوسطة (بن باديس) (باتنة)، ودرس بثلاث مدارس هي ثانوية(عبد الحميد قيرواني) بمدينة ( سطيف ) و  ثانوية (عباس لغرور)  بمدينة (باتنة) وثانوية (عبد ، العالي بن بعطوش ) بمدينة (بريكة ) حيث حصل على شهادة الباكالوريا (آداب ) 79: المدرسة الوطنية للفنون الجميلة ثم معهد اللغة والأدب العربي بجامعة باتنة)  دراسة متقطعة ثم  درس تخصص الادارة العامة  في المدرسة الوطنية للادارة  وحصل على شهادة الدبلوم) وعلى اثر ذلك عين رئيس المكتب الجهوي لصحيفة الشعب بمدينة ( سطيف )  ثم رئيسا لتحريرها ثم عين المؤسسة للانتاج الاعلامي والفني  في (سطيف) ثم عين مديرا للاخبارفي التلفزيزن الوطني الجزائري  ثم اصبح نائبا في البرلمان الجزائري عن حزب  التجمع الوكني الديمقراطي ثم درس بجامعة الجزائر  للدراسات العليا –تخصص ستراتيجي ) عام2006-2007                                                                              
   وبعد اكمال دراسته العليا  عين مديرا عاما لمؤسسة الاذاعة الوطنية  ثم مديرا عاما  للمكتبة الوطنية الجزائرية  ثم رئيسا للمجلس الاعلى للغة العربية بالجزائر  واخيرا شغل منصب وزير الثقافة الجزائرية عام \ 2015                                                                                 
      وكان خلال ذلك قد شغل رئيس  اتحاد الكتاب الجزائريين خلال السنوات 2001 وحتى  2005
وعضو مجلس  الامناء في مؤسسة البابطين الكويتية   ونائب الامين العام لاتحاد للادباء والكتاب العرب  ثم  رئيس الاتحاد العام للادباء والكتاب العرب  من 2003 وحتى عام 2006-
    وقد اصبح  وزيرا للثقافة والاعلام  في الجزائر منذ  سنتين ولا يزال وزيرا للثقافة في الحكومة الجزائرية .
           يتسم شعره  بجمالية الصورة الشعرية والخيال الواسع  لما فيه من التزاوج بين الفكرالعربي والاوربي وخاصة الفرنسي  واسلوبيته الراقية  واختياره لمفردات لغوية قريبة من قلب المتلقي  يقول في قصيدته ( روما ) :
وتطِلُّ كالحسناء من شُرفاتها  
والهامُ يشمخُ عالياً بالغارِ   
تحنو على البحر النديّ بقلبه  
    وتُزِين معصَمَها بكل نُضار   
ظلت تغازلُ عاشقيها فاكتوتْ
 في لحظةٍ - حمقى - بلفحة نار  
حتى استحالت كالرّماد فجمَّعت  
    أشلاءها.. وتجمَّلت بالعار  

ويقول في مقطوعته الشعرية (بيروت ):

تأتي لتكْبُر في مدى الجرح الصموتْ  
لتمدَّ قامتها فتنكرها البيوتْ  
كلُّ الأحبَّة يلْعقُون دماءها   
    ويضمِّدون جراحها والعُمْرُ توت  
كتبوا بنار الحقد سرَّ فنائها  
ثم استباحوا عزَّها ملء السُّكوت  
كل المدائن أعلنت أحزانها  
    وعلى رصيف الأرض عاشقة تموت  

 وفي  مقطوعة غزلية يقول :

رأتهُ   يُحدِّثها   صامتاً
ويقرأُ بالصَّمت أقمارَها
 أشاحتْ بوجه الهوى عن فتى  
    يُفسِّرُ بالصمت أسرارها  
مشتْ خطوة فارتخى ظلُّها
    وألهَبَ صمتُ الهوى نارها
مشت خطوتين ولم تلتفت  
وظلَّ يحاصرُ أسوارها

      نظم الشعرالعمودي وكذلك الشعرالحر وقصيدة النثر  فهو قد ابدع  في كل  فنون الشعر والوانه ومن  قصيدة  له  من الشعر  المنثور  يقول فيها:
من قصيدة: بكائية بختي
أستحي  
أن أمد يدي ليدٍ صافحَتْني   
صباحاً   
وعند المسا..   
ذبحَتْني  
أستحي  
أن أرى وجه أمي التي علّمتني     
حروف الهجاء..       
ومن صبرها أرضعَتْني       
وحين انتبذتُ مكاناً من الإثم        
ناديتها..  
أنكرتْني   
استحي  
أن أمنح النّاس ظلالاً وأماني  
ومواويل احتراقٍ وأغاني  
يا عصافير زماني  
امنحي قلبي مفاتيح الرؤى  
وانثري عطرك
وشْمًا في الثواني     
امنحيني
مطراً أو عاصفه       
أو وروداً نازفه        
يسقُطُ العُمرُ وأبقى    
مثلما النخلة    
دوماً واقفه     
امنحيني
ساعةً من دفء عينيك       
لأحيا ساعتين  
وارسميني قمراً        
يقطرُ نوراً ولُجينْ     
امنحيني
وطناً أو زنبقه
كفناً أو مشنقه
امنحيني أي شيء    
كلُّ ما بين يديْ
فَرَحٌ تحمله هذي المساءات إليْ    
اما نتاجه الثقافي والفكري والابداعي   فكان غزيرا
 ففي مجال الشعر اصدر الدواوين التالية :
في البدء كان أوراس 1985
- اللعنة والغفران 1996
- النخلة والمجداف 1996 –
- خيرية 1996
- شيء كالشعر 1997
 الرباعيات 1998
- الشمس والجلاد 1998.
أعماله الإبداعية الأخرى:
 فقد كتب الأوبيريت والمسرحية واذكر منها:
 ستيفيس
- ماسينيا
- زابانا
- قال الشهيد
- الدالية.
واختم بحثي  بهذه القصيدة الطائية الجميلة له  يقول :
قل أيَّ شيءٍ صديقي لا تقف وسطا
    واخترْ مكانك.. صحّاً كان أو غلطا
قل أي شيء.. فإني لا أرى وطنًا
    للمرء غير الذي في قلبه ارتبطا
 قل أي شيء فإن الصمت أتعبنا
    والصمت موت إذا ما زدته شططا
 قل أي شيء فإن الصمت أتعبنا
    والصمت أصبح للمأساة خير غطا
 قل أي شيء فإن الصمت أتعبنا
ورحلة النصر. نبداها ببضع خطى
 إن الجزائر ليست لعبة.. وكذا
فأر يلاعب - من جهْلائه - قططا
إن الجزائر من دمعي ومن دمكم
وألف ألف شهيد باسماً. سقطا
 الشعب قال فهل من بعد قولته
قول يقال, وهل ما قال كان خَطَا?
إن الجزائر يا أحباب .. ما انكسرت
لكنها انتصرت والعِقْد ما انفرطا

**************************





 خالد اغبارية




     ولد خالد  احمد اغبارية في مدينة ( ام الفحم ) من اعمال (حيفا ) من فلسطين في العشرين من شهر مارس(اذار) سنة 1959 وتعلم دروسه الابتدائية والثانوية فيها ثم انتقل الى مدينة ( حيفا ) حيث دخل جامعتها في كلية الادارة قسم الحسابات وكذلك كلية الصحافة  ثم تخرج منها .
 تزوج من امؤاة فلسطينية ايضا  فانجبت له اربعة اولاد .
 اشتغل في صحيفة( صوت الحق والحرية )   مديرا اداريا وماليا ومسؤولا لقسم الاعلانات والعلاقات العامة سنة \1996 وحتى سنة 2006

        ثم اصبح  مديرا ماليا لمجلة ( اشراقة )  ومجلة ( آباء  وابناء ) سنة 2001 الى سنة 2006  حيث  اصدر صحيفة (الزمان)  في سنة 2007 فاصبح مدير تحريرها المسؤول مديرالامور المالية والادارية  والعلاقات العامة فيها حتى  بداية عام 2007

   نظم الشعر وحاوله وهو في الدراسة الثانوية  وكتب  مقا لات كثيرة في الصحف العربية في فلسطين  وفي الصحف العربية مثل سوريا والعراق والسعودية  وتونس )  كذلك في الصحف الالكترونية  والمواقع  الالكترونية  المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي  والمنتديات الادبية  في  فلسطين وبقية الاقطار العربية . كتب الشعرالحر (التفعيلة ) وكتب قصيدة النثر الا ان اغلب  شعره من قصيدة النثر  يقول :

يا أنتِ ..
 سأمنَحُكِ حُلمي
 وأرسُمُكِ لَوحةً وأكونُ الإطار
 أُعَلِّقُكِ على جدارِ لَيلي لتأتيني بشمسِ النَّهار
 وتزورينني ..
 لَوِّحي بيدِكِ فلا تُوَدِّعيني
 فأنا لا أُؤمنُ بالوداع
 سآخذُ بعضاً منكِ وأمزِجُكِ بِحُلْوِ الذِّكريات
وأزرعُكِ زنبقةً بيضاء بريشةِ رَسّام
فمُغامَرتي بكِ تَروقُني
تَمَدَّدي في قلبي
وحَدِّثيني عن رائحةِ وشَذا الياسمين عن لحظةِ …

 الشاعر خالد احمد اغبارية  شارك في النوادي والمنتديات الادبية التي اغلبها الكترونية  وحصل على عضويتها  فهو :
عضو اتحاد الكتاب العرب الفلسطينيين  .
عضو رابطة البيت الثقافي العراقي التونسي.
عضو رابطة شعراء العرب.
عضو الاتحاد العالمي للثقافة والآداب.
عضو رابطة الادباء العرب.
عضو مؤسسة ايزيس الثقافية.
عضو رابطة أدباء المرفأ الأخير.
عضو فرسان النقد المعاصر.
عضو جمعية ابداع الثقافية.
عضو مجلة درة الوجدان
عضو مؤسسة الديوان الأدبية
عضو مجلس أمناء مؤسسة عرار للشعر والثقافة والأدب العربية . عضو نجوم شعراء العرب
 عضو منتدى هالة الشعر الأدبي

 اصدر  المجموعات الشعرية  التالية :

1- ديوان (سيرين الحب) صدر عن مطبعة كفر قاسم – فلسطين – الطبعة الأولى سنة 2013
2- ديوان (بلادي) صدر عن دار الجندي للنشر والتوزيع –فلسطين ، الطبعة الأولى سنة 2014
3- ديوان (سلام على مطلع الفجر) إصدارات رابطة ادباء المرفأ الأخير رقم الإيداع في في دار الكتب والوثائق العراقيّة 1249لسنة 2015

4- ديوان (بقايا عشق) ديوان الكتروني صدر عن منتدى أدبيات الجسور(د. حليمة بوعلاق) – تونس سنة 2015
5- ديوان (ياقدس )  صدر الكترونيا  في تونس 2015
6- ديوان  (خيوط العنكبوت )
7-  ديوان ( بوح الزهور )
8- ديوان ( نبض قلب وصرير قلم)
9- ديوان (  عطر مقدس)
10- ديوان ( عبق الياسمين )
11- ديوان ( احلى الكلام في مرايا الغرام)
12- ديوان ( سواحل مقيدة )
  الا ان الدواوين  في التسلسل من 6 – 12 غير منشورة  كما قال شاعرنا موضوع البحث .

* شارك في موسوعة جمعية ابداع الثقافية – مصر بقصائد مع عدة شعراء
*مشارك في موسوعة صدى الفصول – العراق بقصائد مع عدة شعراء *
شارك في موسوعة إبحار في الرغيف التي صدرت عن مجموعة الثقافي ثقافي في العراق بقصائد مع عدة شعراء

 ولم اجد مصادر تفيدني في البحث كثيرا  عن شخصيته  الادبية اوشاعريته  الاماذكرته اعلاه .

 واختم بحثي بهذه السطور الشعرية من شعره :

في ليلتي هذه
تركتُ قلمي يغني لكِ
كلماتِ حبٍّ
وعطراً يفوحُ على أهداب النهار
يوشكُ القمرُ على الرحيل
وأتخيّلُ أطرافَ يديكِ تناديني ..
تطوِّقني .. تحتضنني ..
أقتربُ أكثر ..
بقربكِ أبقى ..
قمراً ينيرُ دربَكِ ..
يحتضرُ قُرصُ الشّمس
يوشكُ على المغيب
وأنتِ في الأفقِ تطوقين فصولَ شوقي
تحتويني ..
تسكبين ألحانَكِ
على ابتهالاتِ الشُّموع ..
تملئين الجوَّ فرحاً
ومن عينيكِ ..
يوشكُ ثغرُ الشَّمسِ على الشُّروق
يبدأ الندى بالانصهار والذوبان
وينسكبُ مداعباً ثغرَ الزُّهور
ينتشرُ الدفء ..
ويكتسي نهاركِ لحناً ..
تنتشي منه الأرواح ..




***********************************





عبد السلام حسين المحمدي



       ولد عبد السلام حسين  صالح المحمدي في مدينة ( الصقلاوية ) التابعة  لقضاء ( الفلوجة ) من اعمال محافظة ( الانبار ) العراقية في   سنة \1959.

        اخذ دروسه الاولية في مسقط راسه ( الصقلاوية ) ثم انتقل الى     ( الفلوجة ) لدراسة  الثانوية فيها فحصل على البكالوريا منها ثم انتقل  الى بغداد  للدراسة  في معهد اعداد المعلمين  وحصل على شهادة ( دبلوم  تعليم )  ثم  عين  معلما  في  وزارة التربية العراقية .
 اكمل دراسته الجامعية في بغداد  وحصل على شهادة البكالوريوس في  موضوع  ( حوار  الاديان والحضارة )
      
     أحب عبد السلام  قراءة الشعر والقصص وقرأالكثير من الكتب والدواوين الشعرية  بنهم لكبار الأدباء العراقيين والعرب.  واحب الشعر منذ نعومة  اظفاره  وكانت له موهبة في  قول الشعر في الدراسة الثانوية  صقلها كلما تقدم في الدراسة  حتى اذا كان في بغداد في معهد اعداد العلمين  نظم القصيدة وفي المرحلة الجامعية  اصبح شاعرا مشهود له  .
وكانت بداياته مع الشعر في منتصف السبعينات حيث نشر عشرات القصائد في الصحف والمجلات العراقية آنذاك غير أن عطائه الأدبي توقف عن قول الشعر قرابة  خمسة عشر عاما بسبب الانظمة  السياسية في البلد اذ كانت  اغلب قصائده  تنتقد  - وبشكل لاذع – الأوضاع السياسية   وتتعارض مع سياسة النظام الحاكم .  ومن شعره  يقول :

 ظَمَأ السحابةِ والشِــــتا صُنــــــوانُ

 فهل ارتوتْ من بحـــرها الشُّــــطآنُ

 الليلُ يفهـــمُ ما يبــــــوحُ به الفتــى

 ولقلبـــــهِ من بوحــِــه خَفَقـــــــــانُ

 حتى الحروف على القصيـدِ تلعثمتْ

 محمومــــةً فكأنهـــــــا الهذَيـــــــانُ

 وكفرتُ بالشـــــعر الذي لن ينحنــي

 متوجِّعــــــــاً يغلي بـه الغليــــــــــانُ

 عن أيِّ شيءٍ والمنــــازل أقفــــرتْ

 وتباعدتْ أفلاكُهـــــــا الازمـــــــــانُ

 وربابتي هتفت تناشـــــــدُ ربَّهـــــــا

 وسـفينتي ينأى بهـــــا الرُبّـــــــــانُ

 قد كنتُ أمشـــي والرصيفُ معانــــدٌ

 فلأيِّ دربٍ يســــــلك الولهــــــــــانُ

 وأذوب كالثلج المشمَّس في الضحى

 متبخِّـــــراً يقتاتنـــي الذوبـــــــــــانُ

 ما بين أضداد المعانــــي تائــــــــــهٌ

 ويلفنـــــي في بردِه التيهـــــــــــــان

 فأشـــــدُّ أزرار الخريــف معاطفـــــاً

 وتفكُّ من أزرارِهـــــا الأغصـــــــانُ

 إنَّ الفصـــولَ إذا تثائـــب ليــلهــــــا

 ناياتُهـــــــا عند المســــــا أشـــجانُ

 وتطيـــرُ ما بين النجـــــوم عرائسي

 وعرائسي يحلـو لهـــــا الطيـــــرانُ

 آثار أجنحتي ترفرف في الفضـــــــا

 وبدا علـــــى آثارهــــــا اللمعــــــانُ

 ماكنت في دنيـــــا الســحابة عابــرا

 ظمِئَ الســـحابُ لأننـــي ظمـــــــآنُ

      كان  المحمدي مع الحركة الشعرية والحداثة في كتابة الشعر ولايزال مع التجديد في نظرته الشعرية  لكنه لا يؤيد تحطيم ثوابت الشعر العربية فقد نظم القصيدة العمودية وكانت  جل قصائده في القصيدة التقليدية  الموزونة والقفاة  ويرى أن المشهد الثقافي في العراق بدأ ينهض رغم كل الظروف التي يمر بها البلد والأجواء المعتمة التي تغلف الوضع الحالي  ويشيد بانتشار المؤسسات الثقافية في المدن العراقية ويطمح ان تكون مدينته (الفلوجة) عاصمة للثقافة العربية في يوم من الايام . الا اني ا رى السياسات  الحاكمة الحالية بعيدة عن تحقيق مثل هذا الامل .

وله بحوث عديدة في تخصصه (حوار الاديان والحضارات ) وبهدف انجاز بحوثه تنقل بين دول عديدة حيث أقام فترة في ( أذربيجان) للاطلاع على (الحضارة القوقازية) هناك ثم عرج الى( تركيا) باحثا في مكتباتها عن أثار العرب وتأثيرهم على الحضارة (العثمانية ) وبعدها سافر إلى (السعودية ) باحثا في الحوار الديني، حيث كتب عن الحوار الديني المعاصر وكتب عن أسلوب النبي محمد صلى الله عليه وسلم  خلال  محاورة الوفود لإقناعهم بدخول الإسلام واحترام الرأي الآخر. ويؤكد  في بعض كتاباته عن حاجة العراق – بلده -  إلى حوار ثقافي وديني يخرجه من الازمات السياسية الخانقة  التي يمر بها بلده  والتواصل بين أفراد المجتمع والشعوب.

قال الشعر في  اغلب الفنون الشعرية وخاصة في الإنسان وقضاياه فهي عنده محور قصائده وكذلك في الامور السياسية الوطنية .

يتسم  شعره بالسلاسة والوضوح بعيدا عن التعقيد وحوشي الكلام .الا ان افكاره تنم عن سطحية في اسلوبيته ومعاني شعره ومواضيع  قصائده ومن قصيدة  يتحدث فيها  عن نفسه  هذه الابيات :

على أيِّ  ديـنٍ  تُستباحُ   مواهبي ‍
                   وفي أيِّ شرعٍ تنكرون مذاهبـــــي

أنا الطائر المنفيُّ أحمــل غربتـــي ‍
                   فيا دولة المنفى عليَّ تكالبـــــــــي

أطوف بلا ريشٍ سمــاء مطالعــي ‍
                   وتمشي بلا ساقٍ اليَّ مغاربـــــــي

واني على الجوزاء أسـهــر ليلتي ‍
                   ومن ضوئها الوضّاح كانت مشاربي

لكلِّ زمان ٍ ما حييت فضــــــائــــلٌ ‍
                   وكل مكانٍ فيه نــورٌ لراغـــــــــبِ

لكــــل امرئٍ في العالمين عقيـــدةٌ ‍
                   وصــوتٌ نديٌّ يُـنـتـقى لمخـــاطَب

من النــاس من يلقي اليك مسامعاً ‍
                   ومنهم الى رؤيــاك ليس براغـبِ

فكم تزدهــي بالاختلاف حدائـــــقٌ ‍
                   وكم فكــــرة تُلغى لأجلك صاحبي

تكامل نقصــي فــي كمالك مثـلــما ‍
                   تعالتــك أنوارُ وأنت بجانبــــــــــي

لآدمَ أفضالٌ عليـــــك يمنُّـــــــــــها ‍
                   فلا تلتوي مثل العقوقِ المصاقــبِ

فحتى متــى نبقــى نمزِّقُ بعضـــنا ‍
                   وتشتم أركاني لديَّ جوانبــــــــــي

على منبر الأحرار أســكب لوعتي ‍
                   وأشكو الى بعضي رجيع مصائبي

فلي أملٌ أن أستعيد بشــــــــاشـتي ‍
                   وأن تنجلي عن كاهلــيَّ متاعبـــي

      وقال في الحبيب المصطفى محمد  صلى الله عليه وسلم مادحا قصائد كثيرة  ومن قصيدته ( دوحة الحب ) هذه الابيات :

رقـَصَ الفـؤادُ بمهجـةِ المتصابـي ‍
والكونُ أمطرَ من ربيع سَــحابي

لـمُحـمَّدٍ قـد جـئتُ أكـتـبُ أحـرفــي ‍
                   وأرى البشاشة في سطور كتابي

وتعـثــَّرتْ لغة ُ القصيدةِ وانـحنـتْ ‍
                   أدبـــــــا ً لــــهُ وتلعثمتْ بجواب ِ

ماذا عـســاني أنْ أقـــول مُـمَـجِّـدا ‍
                   والمجدُ عند مواطئ الأعتـــــاب ِ

وجعلتُ أسمو للســماءِ بـمـدحـــهِ ‍
                   وأطوفُ أبراجَ السَّــما بشــهاب

أرأيتَ مـجـنـونا يـهـيــــم فــــؤاده ‍
                   عند الكرى بمحبـَّــــة الأحبـــاب ِ

أرأيتَ مَنْ حَمَلَ الشاشة في الحَشى ‍
                   وعـيـونــُه بمظلــَّـــــة الأهــداب ِ

ومتـَيـَّــم ٌ لـلـحُبِّ يـحـمـلُ صـورة ً ‍
                   ويطوفـنــــا بـمـجـيـئـةٍ وذهــاب ِ

الـيـوم أنشــدُ لـلـحـبـيـبِ لعلـَّنــي ‍
                   بـمـديـحـه أشفى من الاوصــاب ِ


    حصل على الكثير من الجوائز خلال مسيرته الادبية  وقد اصدر لحد الان  الدواوين التالية :

*   رقصات على جبين الشمس   
*   مواويل العاشقين  
*   عرائس المهجر   
*   غابات الصفصاف
*   زفرات عاشق  

وقد  اصدر  الكتب التالية:

·       مفاتيح العروض
·        الحوار الحضاري في عام الوفود
·       التصوف في العراق – بالاشتراك مع الباحثين تركي الدخيل ورشيد الخيون

   عبد السلام المحمدي  هو :
   عضو الاتحاد  العام للادباء والكتاب في العراق
   عضو  رابطة شعراء العرب

   واختم بحثي بهذه القصيدة من شعره :

دع دهـــاليز الســـُّــــباتْ و إســــتلمْ زهــو الحياة ْ

واصحب الأخيــار دومـا ً صُحبـة ً فيـــــها النجــاة ْ

لــو مُنِحتُ الخـلـد َ فردا ً في جـِنـان ٍ خالـــــــــداتْ

لا أطـيـق العيـــش بُعـدا ً عنكَ يــا حلوَ السـِـــمـاتْ

 طـلعـــة الاصبـــاح كانت في دُجـى اللـّيل ِ تبـــــاتْ

لستُ أدري كيف أحيـــى بانطـواء ٍ أو شـَــــــــتاتْ

 في ظلالـي كــــلُ شـــيءٍ وطـُيـوري في الفـَـــــلاة ْ

 يا جـــذور الأرض إنـّــي كــــــرياض ٍ مُـزهــــراتْ

 بُرتـُقالُ الحقل ِ دومــــــا ً في ظِــــــلال الباســــقاتْ

 ومروج الحقل ِ تحلــــــو باللـّيــالي المُــقـــــمِـراتْ

 والفتــى يحيى ســــعيدا ً إذ ْ يُـغـنـّي للفتــــــــــــاة ْ

والفتاة اليــــوم تســـعـى ما أحَـيْلاهــــــا الفتـــــاة ْ

 باتـّـِئـــاد ٍ و حيــــــــــاء ٍ وسموّ ٍ فـــي الصفـــــاتْ

والفتــــى يـَبقى غيـــوراً واثقـــــاً رغم الوشـــــاة ْ

صالــح ٌ مَن عاش دوما ً ليحــــــبَّ الصالحـــــــاتْ

 وجميـــلُ النفس ِ يبقـــى كـَلـَيــــــال ٍ مشـــــــرقاتْ

 بالتـَّمنـّي يـــــا حبـيـبـــي لا تـُنـــــالُ الأمنيــــــــاتْ

 كـُنْ شُــجاعاً وصَبــــوراً كالجبــــــال الراســـــياتْ

 هكـذا العصفور غنــــّــى حيثُ تحلـــــو الأغنيـاتْ

لو حبست الطير يومـــــاً لَبكى بؤســــــــــــاً وماتْ

ثـُلـَّتي فيـــها وجـــــودي إنهـــم عنـــدي الحيــــاة ْ

وترانــي يـــوم هَــجـــر ٍ كبقايــــــا مــــــن رُفــاتْ

 ثــــــمّ أصحــو للقـــــــاءٍ كالخيــــــول الســــابقاتْ

لا أطيــــــق العيــــش إلاّ في ربيع الأمســــــــــياتْ


*********************************









حسن  مبارك نجمي



       ولد حسن  مبارك نجمي  في مدينة ( ابن احمد ) من اقليم( سلطات ) بالمغرب سنة\1960  تعلم دراسته الاولية  والثانوية في منطقة اسكنه  ثم انتقل الىمدينة  ( الدار البيضاء) العاصمة الثانية للمغرب ملتحقا بجامعة الملك محمد الخامس ملك المغرب  كلية الاداب – اللغة العربية . وحصل على الاجازة شهادة الليسانس الدراسات العليا في شعرية الفضاء الدراسات الشعرية الحديثة . كما حصل على شهادة  الدكتوراه في الشعر الشفوي   .
  اشتغل منذ منتصف الثمانينات بالصحافة بعد تخرجه من الجامعة . وقد انتخب رئيسا لاتحاد كتاب المغرب من 1998 إلى 2005

  حسن نجمي شاعر ومؤلف وصحفي مغربي، رئيس اتحاد كتاب المغرب بين 1998 - 2005ورئيس سابق لبيت الشعر في المغرب يشغل حاليا منصب مدير هيئة الكتاب والمطبوعات في المغرب.

     انتسب في اتحاد كتاب المغرب في تموز ( يوليو) من سنة \ 1981، وانتخب عضوا في مكتبه المركزي في المؤتمر العاشر الذي  عقد  بمدينة ( الرباط ) سنة 1992. وفي سنة 1998 انتخب رئيسا لاتحاد كتاب المغرب في المؤتمر الرابع عشر

     أسس بيت الشعر في المغرب  بالتعاون مع  مجموعة من الشعراء المغاربة منهم محمد بنيس, ومحمد بنطلحة, ومصطفى نيسابوري في  تشرين الاول (ديسمبر )سنة \ 1995 وانتخب نائبا لرئيس البيت وناطقا باسمه. من شعره :

شَجَرٌ سَامِقٌ يَتَعَانَقُ َكَالعُشَّاقِ.

يَسْتَريحُ تَحْتَ زُرْقَةِ سَمَاءٍ صَدِيقَةٍ.

يشكلُ أَجْمَلَ مَمَرٍّ لِعُبُورِ الظِّلاَلِ.

هُنَا يُمْكِنُ لِلطُيُورِ المُهَاجِرةِ أَنْ تَتَوقَّفَ لِتَسْتَجْمِعَ أَنْفَاسَهَا.

وَيُمكنُ لِلعَنْدَليبِ أَنْ يَرقُصَ فِي الظِّلِّ.

عَلى أَغْصَانٍ هَيَّأَتْ لَهُ سَرِيرَ الخُضْرَةِ.

لِلقُبَّرَاتِ أَنْ تَرَى وَجْهَهَا عَلَى مَرَايَا الشَّجَرِ.

وَيُمْكِنُ لِلثَّعْلَبِ أَنْ يَعْبُرَ دُونَ أَنْ يَخَافَ ذَيْلَهُ.

هُنَا أَيْضاً -يُمْكِنُ لِلشَّاعِرِ المَغْرِبيِّ أَنْ يَمُرَّ صَامِتاً.

فَيَنْعَكِسَ الاخْضِرَارُ عَلَى مِعْطَفِهِ المَطَرِيِّ.

كَمَا كَانَ يَمُرُّ بّْسُوَّا عَلَى الرَّصِيفِ المُبلَّطِ فِي لَشْبُّونَةَ.

وَهُو يُعَدِّلُ قُبَّعَتَهُ قَلِيلاً.

مُمْسِكاً بِرَأْسِ الخَيْطِ فِي قَصِيدَةٍ -

وَقَدِ ازْرَوْرَقَتْ بِجِوَارِ المَاءِ كَلِمَاتُهُ.


   شغل الشاعر حسن نجمي  رئيس تحرير سابق لمجلة (الرائد)، ورئيس تحرير سابق لصحيفة (النشرة)، كما شغل منصب المدير المسؤول لمجلة (آفاق)  التي كانت تصدر عن اتحاد كتاب المغرب ولسانه الناطق  ولا تزال كذلك حاليا.

انتخب مرتين عضوا في المكتب المركزي لمنظمة الشبيبة الاتحادية او مايسمى (المؤتمر الوطني الثالث بفاس، مارس 1987، المؤتمر الوطني الرابع بالدار البيضاء  1991)

    مارس نشاطا إعلاميا وصحافيا بصحيفة  (الاتحاد الاشتراكي) منذ  تموز ( يوليو) 1984 حيث  عمل محررا صحفيا منذ 1984، ثم مديرا لمكتب الصحيفة بالرباط منذ 1999

     انتخب مرتين عضوا في المكتب المركزي لجمعية المواهب والتربية الاجتماعية  .

عمل استاذا بمعهد الإعلام والتكوين الصحفي الخاص بمدينة (الدار البيضاء )

حاضر في قضايا الإبداع الشعري والفن التشكيلي في المغرب والعالم العربي، الخطاب الثقافي، المسألة الإعلامية، قضايا الديموقراطية وحقوق الإنسان، قضايا واهتمامات الشباب الفكرية والسياسية.

صدرت له عدة أعمال أدبية ونقدية، منها:

لك الإمارة أيتها الخزامى -شعر، البيبضاء 1982)
سقط سهوا- شعر، البيضاء، 1990
الرياح البنية - شعر، الرباط 1993 – باشتراك مع الفنان محمد القاسمي
حياة صغيرة -شعر، البيضاء 1995
الحجاب - رواية، البيضاء 1996)
الناس والسلطة -مقالات، طنجة 1997
مسار فكر - حوار – سيرة ذاتية مع المهدي المنجرة، مراكش 1997 – باشتراك مع محمد بهجاجي
الكلام المباح - حوار – سيرة ذاتية مع أحمد فؤاد نجم الدار البيضاء 1987)
الشاعر والتجربة - نصوص نقدية، البيضاء 1999
شعرية الفضاء - دراسة نقدية، بيروت 2000
على انفراد - شعر - دار النهضة العربية -2007
جيرترود - رواية- المركز الثقافي العربي – 2011
القصيدة الزجلية الحديثة في المغرب  2014
 أذى كالحبّ -  شعر، دار مرسم، الرباط، 2011، وقد نالت هذه المجموعة جائزة المغرب للكتاب، عام 2012

         وقد ترجمت أعماله الشعرية إلى اللغات  الفرنسية:
 الإسبانية، اليونانية،الهولندية، الأنجليزية والألمانية
 واختم بحثي بهذه السطور من شعره :

 النَّخَلُ مَغْسُولُ –

.وَهَذَا المَدَى قَاحِلُ في عَيْنَيْكَ

.هَاكُلُّ الوَاحَاتِ مُوحِلَةُ بِاتِّسَاخِ الرَّايَّاتِ

الوَرْدَةُ الأكْثَرُ حظًّا ـ

.أَفْلَتَهَا ظِلُّ القَصْفِ في اللَّيْلِ

.العُشْبُ الَّذِي كَانَ يَبْحَثُ عَنْ شَمْسٍ

الحَجَرُ الَّذِي يَنْتَظِرُ لَيْلَهُ ـ

.يَسْتَديَانِ البُكَاءَ

التِّلاَلُ الَّتِي بِلاَ اِسْمِ ـ

.يُظَلِّلُ مَوْتَا ضَلِيلاَ، تَحْتَ رَمْلِ الوَقْتِ

.لَدَيْنَا يَكْفِي مِنْ حِدَادِ

لِنَتَرَحَّمَ على الأحْجَارِ القَتِيلَةِ ـ

... على وَسَادَةِ الرِّيح

.شَمَمْنَا رَائِحَةَ الحَرْبِ مُنْدَسَةَ في العُشْبِ

خَشْخَشَاتُ السَّدِيمِ ـ

.يُعْلِنُ يَقْظَةَ الدَّمِ البَاقِي

النَّهْرُ الَّذِي تَرَكَ الجُسُورَ أَشْلاَء

.كَانَ يَتَقَدَّمُ صَافِيَا نَحْوَ سَرِيرِ نَوْمِهِ

تَسْقُطُ الجُسُورُ فِي النِّهْرِ

ولاَ تَسْقُطُ جُسُورُ الكَلِمَاتِ ـ

.ونَاهِضَا يَمْضِي المَاءُ إلى سَرِيرِهِ

.دَعْ نَهْرَ الدَّمِ الآنَ

ثَمَّةَ نَدَى لَنْ يَجِفَّ فِي العَيْنِ

أَنْتَ تَراهُ ـ

.وتَغَارُ العَيْنُ مِنْ دَمْعَتِهَا

!يَاهْ

.رَأَيْتُ النَّافِذَةَ المَفْتُوحَةَ عَلَى النَّهْرِ عَزْلاَءِ

...تَنْزُفُ دماَ

.فِي آخِرِ اللَّيْلِ

والجِسْرُ محْظُوظُ بِمَا يَكْفِي ـ ...
!الجِسْرُ

هَلْ زُرْتَ الجِسْرَ المَكْسُور؟

الجِسْرَ ـ

!كَمْ يَصُونُ لِلأَيَّامِ أَبْهَى الأَيَّامِ

!كَمْ يَصُونُ لِلدَّمِ مِنْ دَمِ







************************














              وهاب شريف الجبوري





       ولد الشاعر وهاب بن رزاق بن حسن ال شريف الجبوري في مدينة النجف الاشرف  بتاريخ \ 3\4\1961

      واكمل دراسته الاوليه الابتدائية والثانوية في مسقط  راسه (النجف الاشرف )  والجامعية في  بغداد  وحصل  على البكالوريوس في الصحافة عام \1983

   وهاب شريف    يشغل الان مايلي :

رئيس بيت الشعر في النجف الأشرف.
.عضو اتحاد الأدباء والكتّاب العراقيين
رئيس تحرير مجلة المنهال الثقافية
عضو مجلس السلم والتضامن
عضو هيأة أمناء ملتقى الحضارات في النجف الأشرف
 حصل على الجوائز  الاتية:
فاز بجائزة الجود العالمية للشعر العربي الميدالية الفضية
فاز بجائزة الديار الثانية للشعر العربي.
.فاز بجائزة أفضل قصيدة في مهرجان الحسين العالمي
نال درع الابداع من جامعة واسط
حصل على شهادات إبداع من كليات الفقه والآداب والتربية
كرمته وزارة الثقافة العراقية عدة  مرات

صدرله ديوان (اشراقات الحب الأول)

 ومن قصائده  النثرية  المعاصرة في الغزل :


الأفق مكتئب على تثاؤب الباب
ومن أعشاب الروح أبتكر العصافير
التي تكره المسامير
التي سقطت على مساحة الهمّ
كأنها الزمن
وحدها الثقوب تلتئم
بينما السياج افترش الأنقاض
وحدها الأحلام تفتش عن حارس لها
طفلة أصبحت غيمة
أي نبيّ جديد يئن
أنحني ممتلئا بنعاس ديك أصمّ
وبين أنامل الجمر أرى ورقة خائبة
من رماد
غير أن المسافة للقبر
ذراع مفتولة بالتأنّي
تركع تحتها الرياح
لغة خرساء في الزقاق
والصوت حجر ملقى بحذر
لاشيء في الساقية
رغم المياه الراكدة
ومناقير تلتقط البذور
كلما يختفي خيال السيقان
أخطو نحو/ أدري/
تبتلع العينان التواجد المرّ
أحتطب الطريق
أستلّ رغيف لطفولة
من قائمة الضلوع
أرتمي في الغياب
هل حقا حدث هذا دون ان يصرخ الأنكسار؟!
في حنجرة الآلآم
يتّحد الماضي السفرجل
بالغموض المتدارك
أقبلي ايتها المسرات الغافية
في أعماق طيوفي
يا أجنحة الصقر المكسور من الصدمة
ها هي توبة الذنوب
تتدحرج مثل شعاع جميل مجنون
في ذاكرة تذبل
ما هذا الأرق الراحل في أفياء ظهيرة شارع
هاربة آمال مفاتيح الآتي
مثل العيد لدى المخبولين الرحّل
أو مثل شطارتنا في رأس الزاجل
نهر مرميّ من أحشاء الحوت النهم
الصبر السرعة
والضد وحصى وسراب وعطش
حبة قمح في أحشاء الياقوت
عيد من صخر وهدوء
من قسوة
في رأس الزاجل
كلمات يعبق منها مذهولا تفكير الصبح
ذاهبة لزمان آخر
شعر من دمع متكلس
وذنوب كما البكاء الوديع
أو كما التحدي الوقح الأخطاء
فانسحب ايها الشجر المنتفخ بجنائز المحبين
أيها الزمن المشاكس دون وعي
البيت يدخّن غليان الأحلام
ومثل رغوة الصابون
هي المسرة تحت طائلة القبح والسكوت النتن
فوق غيمة من الهزيمة
شوكة نبتت من الصداع
عد أيها المولع بالنسيم وأغنيات المطر
عند حبّات الغروب
احتضن وجهك بالدفء
أنت تمتلك الطين والنار والذاكرة
وليست الاشياء
الدموع
كلها تزول
اكتشفت لديك عناد اللقالق
والذباب اللزج
وعداء الحروف قبل ان تكتمل للمرايا
ليست الصدفة وحدها تصادق المستحيل
أيتها السيقان الشفافة
ليس ثمة مغامرة غير القبول
بالبقاء في ذاكرة الليل
الدافيء بالسذاجة
ولي أنا النهر المولود
من طين الرغبة
فانتهزي عفوّيتي
وأيّاك أيّاك من الأنطفاء



              *****************************







  








المعز عمر بخيت

       


        ولد في مدينة (أم درمان ) – بيت المال. بحدود سنة \1961  ثم انتقلت عائلته  وسكنت مدينة الخرطوم (الخرطوم) في  شرقها  ودرس بمدرسة العزبة الإبتدائية ب (بحري ) ثم في (بحري الأميرية ) وتخرج منها عام \1973  ثم اكمل دراسته الثانوية  بمدرسة ( الخرطوم الثانوية)  وحصل على شهادة الدراسة الثانوية  بتفوق عام \  1979ثم دخل كلية الطب- جامعة الخرطوم  وتخرج منها  عام 1985 وكان يكتب الادب والشعر  وقد نشر شعره في الصحف المحلية والعربية  ومنها مايلي :

- 1982 – 1984 جريدة الأيام
- 1985 – 1987 جريدة الصحافة
- 1987 – 1989 جريدة السياسة
- 1990 – 2002م صحف سودانية وعربية متفرقة. وفي  احدى قصائده بعنوان (سودانيات ) يقول :

سودانيات..

يا وطن الحلم الساكن في النجمات

ومساء الورد الأجمل وأحلى

على الغالين وعلى الحلوات

ونسيم العافية النضّر فينا

حنين غنوات..

يا ليل ممهور بعشا البايتات

يا ريحة الصندل والإحساس

الأخضر يانع والآهات

الساكنة صدور النفس القايم

لمن غابت لحظة وجات

سودانيات..

يا نبض العلم الرفرف في آفاقنا

ووزع لينا الضو شربات

بين ميعادنا الصاخب همسو

وبين ريحان نادي ورايات

يا أعلى منابر قامت لمّت

سقف السما واتمدت فينا

طريق وثبات

أيامك حلوة وناسك عافية

وشوقك موت وحنين ما مات

ولمن غبتي

القمر اتدسى في راس البيت

والبحر اتاوق لينا وفات

حزنان الموج والصدف استشهد

وحتى حفيف الشجر

اتحنط في الغابات

وخريف الفرحة الكان

مزروع في المطرة دعاش

نجوى وآيات

اتضارى بعيد في رمل السكة

وتاه في الشارع وفي سِكّات

يا الليل النايم وصبحك شايل في

أكتاف الضحى لحظات

«ممكونة» بحبك من سنوات

 ثم سافر الى السويد لاكمال  دراسته الطبية وتخصص في امراض المخ والجهاز العصبي فحصل على شهادة الدكتوراه في تخصصه عام \1993ثم حصل  على درجة بروفيسور مشارك من جامعة (كارولينسكا) بمدينة (استوكهولم ) العاصمة السويدية عام \ 1996 ثم انتقل الى جامعة الخليج العربي في دولة البحرين  فحصل على درجة الأستاذية الكاملة عام \2002.

 ثم عاد الى السويد  فاشتغل عدة سنوات رئيسا للابحاث ومدير معامل ابحاث المخ ومناعة الجهاز العصبي  بمستشفى (هودينقا الجامعي – جامعة كارولينسكا- السويد ) .

       ثم عاد الى البحرين  ثانية  ليعمل  فيها  أستاذا وبروفيسور في علم المناعة بكلية الطب – جامعة الخليج العربي و استشاري لأمراض الدماغ و الجهاز العصبي بالمستشفى العسكري  ومدير لمركز الأميرة  الجوهرة للطب الجزيئي وعلوم الجينات  الوراثية  بالبحرين .


      احب الادب والشعر  منذ صباه وكتب في قصيدة التفعيلة  وقصيدة النثر المعاصرة واستطاع بخبرته الفائقة ان يجمع بين الطب والشعر فافلح  في كليهما  فهو طبيب متخصص في طب المخ والدماغ وما اليه

  * عمل لأكثر من عشرة سنوات كاستشاري لأمراض المخ و الجهاز العصبي بالمستشفى العسكري ويعمل الآن أستاذ وبروفيسور في علم المناعة، رئيس قسم الطب الجزيئي بكلية الطب – جامعة الخليج العربي ومدير لمركز الأميرة الجوهرة لعلوم الجينات والأمراض الوراثية واستشاري أمراض المخ والجهاز العصبي بالمركز الطبي الجامعي، مدينة الملك عبد الله الطبية بالبحرين.                                       
  * توصل لأول مادة بروتينية تعمل كحلقة وصل بين الجهاز العصبي وجهاز المناعة واكتشف الجين الخاص بها مما يساعد على فهم آلية .  *عمل جهاز المناعة الطبيعي، هذا المركب سيفتح باب الأمل لإيجاد علاج لأمراض فقد المناعة، وسيكشف الحالات التي يتسبب من خلالها جهاز المناعة في أمراض ناتجة عن زيادة نشاطه مما يؤدي إلى تدمير الأنسجة .                                                                      .
 . * وصف العلاقة بين المخ وخلايا المناعة والميكروبات
   اكتشف الدور الدقيق لبروتينات المناعة في نمو المخ*
  * وصف كيفية التحكم في بروتينات المناعة في الدم عبر بعض المضادات الطبيعية
  وصف طريقة جديدة لرصد المضادات المناعية *
  أسس أول قسم للطب الجزيئي في الوطن العربي *
 . * وفي مجال التعليم الطبي شارك في أكثر من عشرين دورة متخصصة وحاضر في أكثر من أربعين مؤتمر
قدم أكثر من 45 ندوة علمية في الجامعات العالمية *
 . في مجال التعليم الطبي قدم عدة دراسات تعليمية متعلقة بمنهج التعليم الإبداعي
 . *أسهم بعدد من الأبواب في الكتب المرجعية وعدد من الكتب والبروتوكولات والملصقات التعليمية ومراجع التدريب التخصصي لطلاب الطب في مجال المناعة وعلم الأعصاب
 . *ترأس عدد من لجان الوحدات التعليمية لطلاب الطب هذا بالإضافة للعديد من الحلقات الدراسية وورش العمل
 . *في مجال البحث العلمي أشرف على برنامج الماجستير والدكتوراه بجامعة الخليج العربي – كلية الطب – وعلى برامجها التعاونية مع جامعات طبية بكندا والسويد وفرنسا كمقرر لتلك البرامج
  * أشرف على أكثر من 11 رسالة دكتوراه وضعف ذلك العدد من الماجستير بالسويد والبحرين..
 . *قام بنشر أكثر من مائة بحث علمي بأكبر المجلات العلمية
  *يعمل كمحكم لكثير من المجلات والصحف ومؤسسات الدعم العلمي والشركات الطبية
   *شارك في لجان الامتحانات المختلفة
  *حصل على العديد من المنح والجوائز المحلية والعالمية في مجال البحث العلمي.

اما  في مجال الأدب والشعروالثقافة :
 
   فقد أصدر سبعة عشر ديواناً شعرياً ثم جمعت في
 مجاميع شعرية المجموعة الشعرية الكاملة الأولى وتشمل  أربعة دواوين شعرية له  و هي:
السراب و الملتقى
 البعد الثالث
 أوراق للحب والسياسة
 مداخل للخروج.

 أما المجموعة الثانية فقد شملت أيضاً على أربعة دواوين شعرية وهي:

البحر مدخلي إليك
 والشمس تشرق مرتين
 ومرافئ الظمأ
 وشذى و ظلال.

 أما المجموعة الشعرية الثالثة فتحتوي على الدواوين التالية:
 البحر رسول هواك
 وطن بحجم التوبة
 بيان أول لحلم قادم
 وبأي آلاء حسنها تكذبون.

  اما المجموعة  الرابعة فتشمل الدواوين التالية :
 بحر من رحيق العاصفة
 إلى امرأة تحيرني الآن   

وله مجموعة شعرية خامسة غنائية تحتوي على الدواوين التالية:
 لون الشجن
 مشتهيك
 دسيني في مسامك 
من شعره قصيدته الجميلة (معركتي ) اقتطع منها هذه السطور :

على مد الهوى والشوق
هل نضارك الفتان
وأنت السحر منهمراً
ودرب النور والإحسان
ولون العشق مستتراً
بعطر التوق والريحان
جلال الله سواك
ملاك في رؤى إنسان
وبدر الكون حياك
وداعب لحظك الوسنان
إذا ما طل بارقك
تداعت عنيّ الأحزان
ولاح البرق في عينيك
والإشراق والإيمان
وهذا اليم في خديك
ذاب بحسنك الفتان
وحتى الشمس احتجبت
فشمسك أنت خير بيان
فأنت أميرة الدنيا
وأنت مليكة الأزمان
وسيدتي وساحرتي
وساكنتي بكل أوان
سألتك بالذي سوّى
لنا في العمق ما قد كان
من حب ومن صب
ومن وله ومن تحنان
بأن تستلهمي صمتي
في محرابك المزدان
فبعض البوح يقتلني
ورسم الحرف والهذيان
وهذا الحسن يجعلني
أحلق في زهى الأكوان
بين النجم متكأً
وبين سحابك النديان
أغزل من رحيق الورد
بستاناً من الألوان
أسافر في لهيب الوجد
صوبك داخل الوجدان
فأملك بيني الأسرى
سبايا الظلم والطغيان
فمعركتي هي الأشواق
والأحداق والأجفان
وساحة حربي النجوى
وقائد جيشي الخفقان
لزحف جمالك الرائع
بكل مواقع الميدان
وأسلحتي هي التحديق
والتسليم والإذعان
مقاومتي هي التوبات
نيل العطف والغفران
إذا ما اشتدت الآهات

اما مشاركاته الإبداعية فتشمل الاتية :

  * شارك في العديد من الملتقيات الثقافية والفكرية والإبداعية في بلدان العالم المختلفة مثل مهرجان المربد في العراق عام 1987م
  * شارك في مهرجان الرمثا الثالث عشر للشعر العربي بالأردن في 13-18 أغسطس 2007م
  * قدم العشرات من الأمسيات الشعرية في المحافل والمنتديات الثقافية بمدن عربية مختلفة وبأوروبا وأمريكا وآسيا
  * استضاف عبر تلفزيونات وإذاعات وفضائيات عربية وغربية كان آخرها استضافته في سهرة كاملة على التلفزيون الكوري في برنامج من القلب إلى القلب وعلى الإذاعة الكورية والتلفزيون والإذاعة السويدية وفي إذاعة البي بي سي (BBC) من لندن
  من مؤسسي جمعية الثقافة العربية السويدية
  * رئيس جمعية الثقافة والسكرتير الثقافي لرابطة طلاب الطب بجامعة الخرطوم
  * عمل  مقدم لبرامج وسهرات تلفزيونية بتلفزيون السودان في الفترة من 1985 وحتى 1989 كان أشهرها برنامج زملاء مهنة من إعدادي وتقديمي وهو سهرة الخميس من كل أسبوع ولمدة ساعتين متواصلتين
 * أسس ملتقى فكري ثقافي رائد على الإنترنت.

المشاركات الصحفية والإعلامية :

  *  كتابات صحفية ومقالات وأشعار منذ بداية الثمانيات في فترة الدراسة الجامعية نشرها في جريدة الايام خلال السنوات 1982-  984
وفي جريدة الصحافة نشرها  بين عامي 1985-   1987
            في جريدة السياسة نشرها بين عامي 1987—1989  ا
* كما نشر مقالاته وقصائده في  صحف سودانية وعربية بين عامي 1990- 2003  
   *اصدر عمود إسبوعي صحيفة الحرية 2003م
  *حرر صفحة ثقافية اجتماعية وفنية اسبوعية صحيفة الحرية2003  
  *حرر عمود اسبوعي صحيفة الدائرة 2003م
  *حرر صفحة ثقافية اجتماعية وفنية اسبوعية صحيفة الدائرة 2003م
  *حرر صفحة ثقافية اجتماعية وفنية اسبوعية صحيفة الحياة 2003م
  *كان له عمود اسبوعي صحيفة الأضواء 2003م-2006م
  *حرر صفحة ثقافية اجتماعية وفنية اسبوعية صحيفة الأضواء 2003م-2006م
  *كان له  مقال أسبوعي بصحيفة الأهرام اليوم
 *كانت مقالات متفرقة وأشعار بالصحف العربية و العالمية
  *حائز على جائزة الشعر في مهرجان الثقافة الثالث
*اشتغل مقدما للعديد من البرامج الثقافية والسهرات التلفزيونية والإذاعية  
*كان له عمود أسبوعي بموقع (سودانايل) أول صحيفة سودانية على الإنترنت
  *كان له عمود أسبوعي بصحيفة المشاهير الإلكترونية
  *كتب بالعديد من المواقع الصحفية على الإنترنت
   *غنى  بشعره وبكلماته  عدد من المطربين المطربين السودانيين والعرب وكانت اغانيهم ناجحة على صعيد الوطن العربي 

 واختم  بحثي بهذه السطور الشعرية من قصيدته :

(أصداء الرحيل والعودة)

الحزن أطرق فى جبينك هائما ً
والبحر اوغل مودعا احساسه
بالغربتين فغاص ما بين الشواطئ و اختبأ
هذى مسام الارض تفتح للسنابل بابها
فأفرد شراعك للتصافح و أتنى
ما تاه صاحبك القديم و ما صبأ
وسما هواك بأضلعى
متفجرا فى كل ركن من عميقى
شاهرا وهج الصبابة و التهابات النبأ
هيهات فى ليل المهابة ما احترقت
ولم يضل النجم عرشى
فليعد للحلم طيفك عابرا
بحر العوالم كى يحط على سبأ
ماذا يخفف من أنينك ايها الرامى على
جنح الحوائط شاهدا يقتات اشلاء المسافة والربا
اعياك احساس المدى بالبعد
والهمس المسافر للنجوم
يسوق للأفق البعيد ظلاله
شفقا يناور وجنتيك
مغازلاً ومداعبا ..
قد هزنى ولهى اليك
و قبلك الأيام لم تعرف شروقا ً للصباح
و ها هو القمر الموشح بالضياء
يعود بعدك شاحبا
الوقت كان السابح المقذوف فى غرف الفضاء
اخاله لا خطو يملك راجعا او ذاهبا
حتى افاء بك الجبين وضاق بعدك بالمسافة
كى تظل الأقربا ..
وطنى واحساس المهابة عبرة الصوت الحزين
اذا اقام مودعا لقياك
يمضى فى الطريق مشتتا ً
لا انس بعدك يبتغى
لا سامرا او صاحبا
ما عادنى الاّ شذاك
و ها هى الذكرى اليك تشدنى
ان كنت قربك حاضرا
او عشت بعدك غائبا
لكننى سأظل بالباب الوحيد اليك اطرق آملا
ان يهطل الغيث المبارك ادهراً متعاقبة ..
وصمتُ لحظة عودة الاصداء من رهق التصنت
ثم عدت بطرقتين من الفؤاد
على شعيرات الصبا
ويجئ خطوك من عميق النفس يمشى مثقلا بالجرح
هوِّن من جحيمك
غابة الاقدار طوقت اختيارك
والدموع الساخنات سوائل للحرق
تخترق اشتعالك
و المدائن غرّبت احشائها تلك الجذور ..
ما كان يسكن فوق مخيلة التشبث باعتناقك
اننى مذ طال بعدى ها هنا عن ساعديك
اعود لا اجد احتضانك دافئا بالشوق
يا لهفى
و يا حزن القبيلة حين ترفض ان تزور
فى بعدى المسكون بالآهات
ظل هروبى الماضى اليك
مجنزرا بالثلج والاوهام والنوم الغريب
وساكنات القطب غلّفت ابتسامى بالفتور
اواه يا حزنى سأبدأ فى احتراف الرقص فى شمس الدواخل
سوف انتشر التهابا
فى عيون الجوع اعزف للقوافل
مقطع الوله المفارق
والغيوم المزن غيثك و القصائد والحبور
قد كان توقى فى بلاد الزيف اكبر من جحيم المعركة ..
قد كان وقتى بين اوراق البحوث
و بين اركان المعامل و العنابر
بين قصدير المشاعر يستثير الوقت
ان ينجو و يخرج ساخطا مما رأيت
فجئت اركض صوبك
قد عادت الآهات تخرج من تراب النار و الفولاذ
والصبر النحاسى الحواف
نبت الشعور على قميصى
واحتوانى فى الختام اللهث
نبضى رج كالبركان اذ هبط الطواف
كان الرحيل اليك من برج المطار الساحلى
محاذيا للأرخبيل
و كنت ارقب فى احمرار تلهفى
للقاك استرعى تواريخ الرحيل
اسد اذنى من ازيز الطائرات بهمس آهك
حين يشتد الجفاف
ومضى رحيلى فى اتجاه الغيم منتشرا
بأركان الفضاء يقوده ولهى اليك ..
هذا الشعور الدامئ المملوء بالخوف القديم
تشرّبت اوصاله طلل الترقب
كى يحوذ بناظريك
تمضى على شوك الدروب
ممالك الاصرار عندى
نصبتك الصاحب الموعود باللقيا
فعد من كهف دفئك
واستحم برغوة المطر الجديد ..
البحر متكئٌ عليك
فمد يمينك للرياح و طوق الحزن الوليد
واشدد وثاقات انقسامك قد رمىَ
للظل عودك زهرة الجرح المجيد
كان المدرج نازفا وعلامة تستفهم المارين
ماذا يحملون من الشعور
الجند و السياح و المتربصون
يراقبون خطى المرور
آه من الموت المصاحب للحياة
بكل ارصفة الحبور
آه من الخوف المخيم فى المنازل
و الجروف
و فى المحابر و السطور
وطنى واحزمة المداخل
و الضياع بكل خارطة الدمار
اواه ياوطنى
و يا وجع المواطن يا زحام الانتظار
طالت عليك الغفوة الكبرى
سقتك الذاريات دخان قاذفة الشرار
كان القطار الراحل المملوء بالاوجاع
يخترق العيون الناظرات الى الغيوم توددا
ان تستجيب و لا مجيب




*********************************

















  


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق