الخميس، 17 مارس 2016

موسوعة ( شعراء العربية ) تاليف فالح الكيلاني المجلد التاسع - (شعراء العصرالحديث ) الجزء الثاني القسم الثاني





محمد  الناصر الخريّف


هومحيي الدين بن محمد الناصر خرّيف من(تونس).
      ولد بمدينة( نفطة ) وهي احدى الواحات في الجنوب التونسي. في الرابع عشر من شهر جوان ( ايار ) من سنة\ 1932 بمدينة ( نفطة ) في الجنوب التونسي . ينتمي إلى عرش المواعدة المنتسبين إلى جدهم الولي الصالح ( سيد أحمد معاد ) المنحدر من أصل جزائري واستقر بمدينة( نفطة ) بداية من سنة\ 93 هـجرية  وقد هاجر من ( تلمسان ) بالغرب الجزائري إلى مدينة ( نفطة ) واستقر بها أثناء ثورة الأخوين .
    وفي هذه الواحة ( نفطة ) قضى حياته الاولى وطفولته  وصباه وكان لها اهمية كبيرة في إبراز المكونات الأساسية لشخصية شاعرنا ففيها نشأ وفيها تفتحت بصيرته في نفسيته ومجتمعه وعلى العالم وفي (نفطة ) انخرط في التعليم الزيتوني بفرع مدينة ( قفصة) بداية سنة \1947وقد ونشطت  تجربته الشعرية من طبيعة الواحة. وبالإضافة إلى جو هذه الواحة وما يحيط بها من مهاد طبيعية أسهمت في تحديد تجربة الشاعر الإبداعية.
      ثم انتقل إلى (تونس) العاصمة حيث التحق بالتعليم بالفرع الزيتوني فيها واتصل بالنوادي والمجتمعات الطلابية والجمعيات الأدبية.
     وفي تونس أحس الغربة الا انه وجد في عمه المرحوم الشاعر مصطفى خريف سندا ماديا وأدبيا أتاح له الحصول على أشهر كتب التراث الأدبي العربي ودراستها مثل كتاب الأغاني- والعقد الفريد. ونفح الطيب وغيرها من أشعار أبرز أعلام الشعر العربي. وكان لعلاقته بعمه الشاعر مصطفى خريف أثر كبير في تكوينه الأدبي شجعه ودفعه الى نظم الشعر وكتابته وقد أتاحت له فرصة الإطلاع الاستفادة من كتب التراث. و نشر في هذه الفترة أول قصيدة له عنوانها (باكورة )، عام \1949. الا انه مرض  فاضطر سنة \1950 إلى الانقطاع عن الدراسة بسب المرض . وعاد إلى مدينته الاصلية ( نفطة ). وعندما توفت امه  قال فيها :

أمّــــــــاه يا حزني ويا فرحي
يا امة    الأطفال    في   المهد
يا فرحة المشتــــاق هدهده
بوح    الصّفاء    وباعث    الودِّ
يا مشعلَ الهَدْيِ المبينِ بــــدا
للتّــــائه      الحيران    من    بعد
يا أنت ... يا غُرَفًا مظلَّلّةً
بالآس       والنِّسْرينِ      والوَرْدِ
يا معبـــدًا شَيَّدْتُـــهُ بيـــــدي
أبدا     يضوعُ    بأطْيَبِ    النِّدِّ
نمّقتُــــهُ من نسْجِ أَخْيِلَتِــــــي
وحَبَوْتُهُ    بأّعَزِّ   ما    عندي
حبّـــــي الكبيرِ وألفِ أُغْنِيَةٍ
ترجيعها    من   جَنَّةِ    الخُلْدِ
      وفي سنة\ 1956 عاد إلى الدراسة بمدينة ( قفصة) وبها حصل على شهادة الأهلية ثم  عاد إلى مدينة ( تونس)  العاصمة . وبها انكب على الدراسة إلى أن حصل على شهادة التحصيل الزيتونية سنة\ 1965  ثم تم  انتسابه إلى سلك التعليم فعين معلما  بمدينته ومسقط راسه ( نفطة ) وذلك عام \  1967
      ثم انتقل الى تونس  من جديد  وفي نفسه  طموح  فحققه حيث اصبح   مرشدا ( بيداغوجيا ) . وقد عمل بتجربة جديدة حيث  اشتغل عام \1969  في الاذاعة والتلفزيون التونسي. وفي هذه الفترة  استطاع أنتاج عدد من البرامج المتنوعة ومجموعة مسرحيات إذاعية وكتب عددا من المسلسلات الاذاعية والتلفزيونية  وأعد الكثير من الابتهالات  والاناشيد  الوطنية والدينية وأنتج الكثير من برامج الأطفال  وكذلك نظم عددا من القصائد التي  تحولت إلى أغان رائعة و إلى جانب نشاطه في  الاذاعة والتلفزة  كان له نشاط صحفي مرموق فقد نشرنتاجه الادبي  والفني  في مختلف الصحف التونسية وكذلك  الصحف العربية.و كتب عدة دراسات في الصحف والمجلات.
      و في سبيل البحث  والتقصي سافر إلى بلدان كثيرة للاطلاع  على ما في العالم في الامور الثقافية والادبية وخاصة الشعر  فسافر  الى الكويت و ليبيا وسوريا والعراق واليمن من الاقطار العربية وزار ايضا كل من يوغوسلافيا وفرنسا من الدول الاوربية وقد استفاد من تراث هذه البلدان الحضاري والأدبي  وعليه نقرر ان ثقافة محي الدين خريف برغم أصالتها لم تكن منغلقة بقدر ما كانت منفتحة على حركات الحداثة الفكرية و المدارس الأدبية الحديثة في البلاد العربية والعالمية .
        وفي سنة\ 1978 التحق بوزارة الشؤون الثقافية وأشرف على مصلحة الأدب الشعبي. وقد أتاحت له فرصة وجوده في هذه المصلحة التفرغ للإطلاع على الأدب الشعبي والبحث فيه وكذلك اصبح مشرفا على مجلة (الحياة الثقافية) ونشر فيها الكثيرمن نتاجه الثقافي والادبي . وكانت هذه الفترة من اخصب الفترات عنده من حيث الإنتاج الأدبي والشعري في حياته  ومع كل هذا  بقي على ارتباط وثيق في التعليم حيث كان عام\ 1981من الشعراء المقررين في البرامج المدرسية واصدر مجموعته ( كلمات للغرباء)  فيها  بعض القصائد والاناشيد منها( رحيل في الشتاء) يقول فيها :
رحيل لأن الشتاء الحزين
وزحف الثلوج بأرض غريبة
يلوح بالخبز للكادحين
ويغلق بيتا لأمي الحبيبة
ويفتح نافورة من حنين
        وبقي بوزارة الشؤون الثقافية الى حدود\ 1992 حيث تمت احالته الى التقاعد (المعاش) .
         توفي محي الدين  خريف الشاعر التونسي المعروف في يوم الجمعة التاسع عشر من تشرين الثاني ( نوفمبر) سنة \ 2011
         كان الشاعر ذا ثقافة موسوعية وقد نظم في الشعرالعمودي والشعر الحر وتمثل نتاجه الأدبي المنشور في مؤلفات منها المنشور وفيها المخطوط فهو علم من أعلام الأدب التونسي والعربي الحديث لما تميزت به مسيرته الإبداعية في غزارة الإنتاج وانتظامه على مدى نصف قرن في شتى الأجناس الأدبية. فهو شاعر مجدد وقد  نظم الشعر وقدم الدراسات الادبية والثقافية  والمسرحيات الهادفة  وكتب بصورة خاصة في ادب الطفل  الكثير وكذلك حقق بعض الكتب .
    حصل على عدة جوائز منها :
 جائزة ساقية سيدي يوسف 1960
 جائزة بلدية تونس لشعر الطفولة 1983
 جائزة البنك التونسي للشعر 1988
 والجائزة التقديرية في الفنون والأدب للجمهورية التونسية 1991
وجائزة الإبداع الشعري لمؤسسة البابطين 1992.
مؤلفات محي الدين خريف المنشورة:
مؤلفات محي الدين خريف المنشورة:
الشعرية :
كلمات للغرباء – ديوان شعر
حامل المصابيح  - ديوان شعر-
السجن داخل الكلمات-ديوان شعر
مدن معبد - ديوان شعر -
الفصول- ديوان شعر-
رباعيات،- ديوان شعر  
طلع النخيل-ديوان شعر  
البدايات والنهايات  - ديوان شعر
سباعيات  - ديوان شعر
رباعيات- ديوان شعر 
نبيذ الكرخ – ديوان شعر
الطفل والفراشة الذهبية - للاطفال
أغاني الطفولة   - للطفال
محاورات الأطفال  -للاطفال
محفوظات للأطفال
العصفور الأبيض للا طفال
اغاني الطفولة

 اما الدراسة الأدبية فمنها مايلي:  
صور وذكريات مع مصطفى خريف
العروض المختصر
مختارات من الشعر العربي التونسي
مختارات من شعر العربي النجار
أبو تمام: دراسات ومنتخبات
ابن حمديس الصقلي
مختارات من شعر أحمد بن موسى
الشعر الشعبي في تونس: أوزانه وأنواعه
مختارات من شعر( قاسم شقرون
حدّي ( شاعرة الصحراء الجزائرية )
         كان الشاعر ذا ثقافة موسوعية وقد نظم في الشعرالعمودي والشعر الحر وتمثل نتاجه الأدبي المنشور في مؤلفات منها المنشور وفيها المخطوط فهو علم من أعلام الأدب التونسي والعربي الحديث . لما تميزت به مسيرته الإبداعية في غزارة الإنتاج وانتظامه على مدى نصف قرن في شتى الأجناس الأدبية. فهو شاعر مجدد وقد  نظم الشعر وقدم الدراسات الادبية والثقافية  والمسرحيات الهادفة  وكتب بصورة خاصة في ادب الطفل  الكثير  وكذلك حقق بعض الكتب  ومن رباعياته هذه القصيدة الموسومة ( رباعيات ):
(1)

قل لقمْريّـة الغصون تركنا ال    ماء من  بعدما  أَذَبْنا  المراشفْ

تختفي موجة وتظهر أخرى      والمُنى كالزهور وسط العواص

ليس يجديك قولها إننا كنْـ        ـنا وقد سَوّدت بياض الصحائف

مزقت معطف الربيع وباتت        أملا  ضاع  بين  راجٍ   وخائف
(2)
قلت مهلا للعمر قال وإنَّهْ         ذ         هب   العمر   بين   دمع  وأنَّهْ

لو تفيد المنى لجئنا بها في       طبق  الحب  بين    شدو   ورنّه

غير أن المنى كطيف خيال       تترك   المرء  وهو   يقرع سِنّه

ضُمَّها فهي دفء أيامنا وامـ     ـض    وخلِّ    الزمان  يُفرغ  دَنَّه
(3)
لو تَرَاني أعلُّها الماء في الصيـ ـف,   وأشدو    لها   بحلو الأغاني

لعرفتَ الذي تتيم بالحيْ يِ         وعاطى    العشاق    خمر   الأمان

شفَّني وجدها فعشت كطير                                                                                                                          ل                                          لائذ  في  الشتاء   والأغصان

همَّني همُّها وما كنت يوما       عن هموم  المحبوب   بالمتواني

(4)
لاح لي كالفَرَاش يستعجل المو       ت   ويرمي    بنفسه   للنـار

وهْو مازال في طفولته الأو         لى يساقي النهار ضوء النهار

 يالثار الحسين إن حمّ أمرٌ              ودعا   هاتفٌ  لأخذ   الثا ر

من يداوي الجراح وهي حِرارٌ           وبردّ    الطيو  ر للأوكار

واختم بحثي للشاعر محيي الدين خريف ببعض السطور من قصيدته الطويلة  بعنوان ( الكلمة... والنسيان... والزمن) يقول  فيها:
1
كلمة كنت أسألها
أن تقول ولو كلمة واحدة
تقتل الصمت في كلمة واحدة
تشرع الباب بالكلمة الواحدة
غير أني تبيّنتها جاحدة
2
كلهم عرفوه وأصبح حسّا يهمهم
في داخل المدن الآسيةْ
سوف تسقط أنجمها في البحيرات
فابحث لنفسك
من بعدها عن مكان
ليأوي عذاباتك القاسية
3
يمتطي كاهل المتردّي
ولا يحسب الخطوة الثانية
قل له:
إن تركت الديار فلا تلتفت
إن ما سوف يأتي
لأغرب مما عرفت
وأكبر في العين من غربة نائية


**************************




الشاعر خالد الشواف


         هو خالد بن عبد العزيز بن أحمد بن عبد الرزاق الشواف الكبيسي الانباري القيسي .
       ولد خالد الشواف ببغداد عام \ 1924 واكمل دراسته الاولية والاعدادية فيها .
       كان والد الشاعرخالد الشواف أستاذاً في علوم اللغة العربية والعلوم الا سلامية وعلى يديه   تتلمذ خالد و نهل من والده نقاء المورد  وصفاء الخلق وفيض العلم في مطلع حياته فأصبح الإنسان المتكامل خلقاً واخلاقا وأدباً، فبزغ نجمه في حداثة سنه فقيل نظم الشعر وهو لم يتجاوز العاشرة من عمره وبتشجيع من والده .
      ينتسب خالد الشواف إلى عائلة الشواف وهي من العوائل العراقية العريقة في محافظة الانبار وبالتحديد في منطقة ( كبيسة ) والتي ما زالت تحتفظ بمكانتها المرموقة التي قد نزح بعض أفرادها إلى بغداد طلباً للعلم ومنهم والد خالد الشواف .
    اشتهرت عائلة الشواف بالتقوى والصلاح وظهر فيها دعاة ومصلحون  وشعراء ورجال دين و ساسة . فقد انجبت هذه العائلة المرحوم عبد الفتاح الشواف صاحب كتاب (حديقة الورود) والذي ترجمت له كثير من المراجع العربية. و المرحوم الأديب الشاعر (طه الشواف) وهو جد خالد الشواف من جهة امه وكذلك النحوي أحمد الشواف و الذي هو جد الشاعر خالد الشواف من جهة والده .

      فخالد  الشواف  شخصية عراقية  ادبية معروفة  فهو شاعر  وأديب ومسرحي اعتمد كتابة المسرحية الشعرية في نتاجه الادبي والشعري بعد ان انتشرت المسرحيات الشعرية في عشرينات و ثلاثينات واربعينات القرن العشرين وكتب فيها عدد من الشعراء العرب مثل احمد شوقي و كثير غيره . ويعتبر خالد الشواف من العراق من كتب فيها  حتى لقّب برائد المسرحية الشعرية في العراق.
       التحق بكلية الحقوق العراقية تخرج فيها عام\ 1949 وامتهن بعد تخرجه المحاماة، لكنه لم يلبث أن تركها ليشغل عدة مناصب في الدولة  في عدد من الوزارات العراقية منها ما يلي :
مديرا للتفتيش والتدقيق في مديرية الإعاشة العامة.
مشاورا حقوقيا في مديرية الاعاشة العامة .
مديراً عام للثقافة في وزارة الثقافة والإعلام.
مشرفا تربويا اختصاصيا في وزارة التربية.
ثم أحيل الى التقاعد عام \ 1979م.
     وقد لاقت المسرحيات الشعرية في العراق اهمية ورواجا واقبالا عليها اكثر من المسرحيات النثرية وذلك لتاثير المسحة الشعريه على المتلقين العراقيين وحبهم للشعر ، والتي هي غير غريبة عما كان متداولا في الثقافة الشعبيه آنذاك، ثم انها اعتمدت المواضيع التاريخية الشائعة التي يعرفها الجمهور او سمعوا بها اذ كانوا على اطلاع ومعرفة مسبقه بها، أو لديهم فكرة أولية عامة عن مجريات أحداثها. فتم اعادة تمثيلها على خشبة المسرح العراقي من من قبل فرقة الفنان المعروف( حقي الشبلي) وقد نجحت نجاحا باهرا فيما قدمته . ومما زادها رواجا ظهور المسارح المدرسية ومحاولة الطلبة تمثيل بعض فقراتها او غيرها مماثلة لها من المسرحيات الشعرية .وهنا تكمن اهمية شعرية خالد الشواف في مسرحياته وانتشارها وظهوره كشاعر مسرحي في العراق . اذ انه مثل بعض المسرحيات على المسرح المدرسي منذ الصغر قبل ان يكتب المسرحية الشعرية حيث مثل في صغره العديد من الأدوارفي المسرحيات، وولع بها، وقد شجعه والده على التمثيل والكتابة وقيل انه كانت هدية نجاحه في البكالوريا التي قدمها له والده هي المجموعة الكاملة لمسرحيات أحمد شوقي الشعرية، وعكف خلال العطلة المدرسية الصيفية على قراءة المجموعة كاملة بنهم وشغف .
       وحين ابتدات دراسته لمرحلة المتوسطة كان يكتب الشعر، وقد اطلع على مؤلفات شوقي بما فيها من شعر عمودي ومسرحي و على كل ما وقع بيديه من كتب شعرية و ما كان مترجماً من مسرحيات شعرية عالمية إلى العربية، وقد حضر وشاهد الممثلة (فاطمة رشدي)  اثناء زيارتها للعراق وكيفية تقديمها لمسرحيتي (مجنون ليلى) و(مصرع كليوبترا) مما زاده تعلقا بهذا النوع من النتاج الادبي المسرحي الذي انتشر انذاك.
    كتب خالد الشواف اول مسرحية شعرية عراقية عندما بلغ العشرين من العمر وهي مسرحية( شمسو) في عام \1944 .
  وبعدها كتب مسرحية (الاسوار) وقد استقى موضوعهما من التاريخ العراقي القديم .
      ثم حدثت الحرب العالمية الثانية \ 1939 لتكون حدا لحياة المسرح الشعري في العراق والبلاد العربية الأخرى وهو في بدء نموه فأوزار الحرب هذه كانت ثقيله على الجميع، على من اشترك فيها و من لم يشترك، وما عاد الخطاب الشعري في المسرح مقنعا  او ذو تاثير امام مرارة الواقع المعاش الذي خلفته الحرب فظهرت الافكار الواقعية  مع الافكار الديمقراطية والاشتراكية و ظهرت في الادب والمسرح بحالتيه الشعرية والنثرية والفنون الأخرى ،واخذ المبدع العربي  يجنح  نحو ما تهفو اليه الانفس وتستسيغه من البساطه والصدق في تناول الجوانب الإنسانيه ومن الهموم الانسانية  اليومية حيث  اقتلعت التوجهات الحادثة والمستجدة كل معطيات المسرح الشعري الرومانسي من عروشه وسطوته على المسارح .
       فالمسرحية التاريخية الشعرية التي كانت مشرقة في الثلاثينات في العراق قد ظهرت وانتشرت  على يد خالد الشواف ولكن في نهاية الحرب العالميه الثانية، أي في فترة افول المسرحية الشعرية  في العالم العربي عموماً اذ جاءت إلى العراق متأخرة فادى ذلك الى موتها في مهدها  مبكرا ودون ان تترك ورائها اثرا على الحركه المسرحية الحديثة في العراق.

     وقد كتب خالد الشواف مسرحيات لا تتسم بالخلفية التاريخية وانما بعضها تتسم بالكوميدية منها مسرحية( الزيتونة ) ومسرحية (منيرالسعدي) ومسرحية( قرة العين) وغيرها .
     توفي الشاعر خالد الشواف يوم الاربعاء 24 كانون الثاني عام 2012 وقيل في يوم 28 منه .
اما اثاره التي تركها من بعده فهي الكتب التالية :
دواوينه الشعرية:
من لهيب الكفاح 1958
حداء وغناء 1963
المسرحيات الشعرية:
شمسو 1952
الأسوار 1956
الزيتونة 1968
قرة العين 1991
الروم 1993
الصوت الجهير 1996
ومن مؤلفاته ايضا :
في كل واد (مجموعة شعر قصصي) 1990
نبوخذ نصر – مسرحية ممثلة

ومن شعره :

بالأمس كانت فلسطين قضيتنا
                                            والقدسُ في يومنا والباقيات غدا

وكان  أدنى  أمانينا   عُروبتها
                                             فصار تدويلُها الحلم الذي افتقدا

وأنتم يا رجالَ العُرب ما فعلت
                                             آياتكم تلك بالجمع الذي احتشدا؟

متى ستوحي لكم أحداث عالمكم
                                                يا حاكمين بأن العدل قد فُقدا؟

وأن أسطورةً يدعونها شرفاً
                                               باخت وكل ضمير بعدها جمدا

وأن شيئاً يُسمَّى الحق بينهمُ
                                                أودى وآخر يُدعى واقعاً وُلِدا

ملأتم مسمع الدنيا بجعجعةٍ
                                             جوفاء ليس لها بالعالمين صدى

ماذا تقولون للتاريخ ويحكم
                                                  إذا بعار الليالي حدّث الأبدا؟

يا ساسة العُرب سقيتم شعوبكم
                                               من كرمة الخور القتّال ما قصدا

لا تحسبوا  أنها  أغفت وإن  ثمِلت
                                         ويل الحكومات من ثأر الشعوب غدا

و من  شعره ايضا.:

لا تحسبوه يراعاً قد من قصب
                                            هــذا فم وفـــؤاد خـــافق ويـــد

ومشعل لسواد الشـــــعب مشتعل
                                              لا كوكب في سماء الفرد يتقد

ونـاصح بمراقي الخيــر مــؤتمن
                                               وفاضــح لمهـاوي الشر مـنتقد

ما صر بالحق إلا خـر منحطمــا
                                                للظلم ركن من الأركان أو عمد

ونافخ في حديد الصور يبعث من
                                             اجداثهم قبل يوم البعث من رقدوا

لا يحفظ الدهر إلا ما تخط يد
                                                    بناءة فجرت من خلفها كبد


*******************













يوسف عز الدين السامرائي


      هو يوسف بن عزالدين بن السيد أحمد بن عبد الرزاق السامرائي البعقوبي كان ابوه ضابطا في الجيش العثماني، وشارك في معارك الجيش في الاناضول وقفقاسيا وغيرها من الحروب التي خاضتها الدولة العثمانية ضد اعدائها وفي الحرب العالمية الاولى حتى اذا انتهت الحرب التي استمرت اربع سنوات عام \1918 بهزيمة الدولة العثمانية، عاد والده مع من عاد من الضباط العراقيين والعرب إلى بلادهم.
       عُرف ابوه بالكرم والاباء والاخلاق الحميدة، وكان يطلق عليه لقب (السيد ) لانه من عائلة كانت تسكن مدينة سامراء،وكان لها سدانة الروضتين ( علي الهادي والحسن العسكري) و يرجع نسبه الى الامام (علي بن ابي طالب )رضي الله عنه وارضاه . الا ان والده انتقل من مدينة (سامراء ) بعد نشوب معركة دامية شرسة بين عائلته واقاربه لم تنتهي الا بعد تجهيز داود باشا والي بغداد حملة عسكرية لفض النزاع بينهم وحقن دماء الاخوة وابناء العمومة ومعاقبة المسيئين فتفرقت الاسرة في انحاء شتى من العراق والدول المجاورة وحتى البلاد البعيدة مثل مدينة (راجات) في الهند، وسكن آخرون منهم ( إيران ) وكان نصيب والده السكن في مدينة ( بعقوبة ).
      ولد الشاعر يوسف عز الدين في مدينة ( بعقوبة ) مركز محافظة ديالى سنة \ 1922ميلادية .

       اتم يوسف عز الدين دراسته الابتدائية والمتوسطة متنقلا بين المقدادية وبعقوبة . ثم انتقل الى (بغداد ) للدراسة في دار المعلمين الابتدائية وتخرج منها معلما .ثم انتقل الى ( مصر) سنة\ 1946 للدراسة في كلية الاداب بجامعة ( الاسكندرية ) فحاز على شهادة الليسانس بشرف اوالماجستير بشرف. ثم عاد الى (بغداد) فعين مدرسا في المدارس الثانوية في تشرين الاول عام\ 1951 ثم حصل على اجازة دراسية فانتقل الى ( لندن ) ودرس فيها . وتتلمذ على يد المستشرق (الفرد كيوم ) ونال الدكتوراه في الاداب عام\ 1957.
       بدأ يوسف عزالدين حياته العملية والثقافية حيث عين معلما في مدرسة قرية ( امام عسكر) احدى قرى ناحية ( بلدروز ) التابعة لمحافظة ديالى والتي تبعد عن مركز الناحية عشرة كيلومترات ثم انتقل الى بغداد ليكون مدرسا بين الأربعينيات والخمسينيات ثم اصبح استاذا في جامعة بغداد بين الاعوام (1957 - 1978)، ثم انتقل الى دول الخليج ليكون عميدا للدراسات العليا في جامعات الإمارات والرياض والطائف خلال السنوات (1979- 2001).

        وقد عمل مدرسا ومحاضرا ايضا في معهد الدراسات العليا في الجامعة العربية خلال ستينيات القرن الماضي . وبذلك يكون قد أمضى زهاء سبعة عقود في مجال التربية والتعليم والثقافة.

         ساهم الاستاذ يوسف عزالدين في بناء صروح ثقافية وأدبية إلى جانب عمله التعليمي والجامعي، منها:

انشاء المكتبة العامة في مركز مدينة (بعقوبة) خلال عمله في التعليم الابتدائي؛
ساهم في انشاء جمعية الكتّاب والمؤلفين العراقيين
ساهم في انشاء مجلة ( الكتاب) – تلك المجلة التي كانت تصدر عن جمعية الكتاب والمؤلفين العراقيين
انشاء مجلة الأقلام الثقافية التي ضمت إلى اصدارات وزارة الثقافة العراقية  
اشرف على ادارة وتنظيم أعمال المجمع العلمي العراقي خلال فترة الستينيات والسبعينيات حيث كان سكرتيرا للمجمع العلمي العراقي ثم أمينا عاما له من بعده وبقي امينا عاما للمجمع العلمي العراقي حتى مغادرته العراق سنة \ 1978 .

        وهذا ما يؤكد دوره الفاعل في تطورحركة الثقافة العراقية خلال فترة وجوده في العراق بما في ذلك مشاركته الفاعلة في المهرجانات والندوات والمؤتمرات الثقافية والفعاليات الثقافية والعلمية عربيا وعالميا. وقد تعرفت عليه في سنة \1966 عندما كان رئيسا لجمعية الكتاب والمؤلفين العراقيين فكان يرسل لي نسخا من مجلة الكتاب كل عدد في حينه ولازلت احتفظ ببعض الاعداد التي ارسلها لي في مكتبتي الخاصة .

       كان عضوا عاملا في مجمع اللغة العربية في القاهرة لم ينقطع عن الحضور الفاعل لدورة من دوراته حتى مرضه الأخير. ورغم انشغالاته وتراكم أعبائه الصحية والعائلية يحرص على اعداد عدد من البحوث سنويا للمشاركة في جلسات مجمع اللغة العربية وكان يتمتع بمحبة وتقدير أعضاء المجمع والمجتمع الثقافي المصري والصحافة المصرية. وكانت له مواقف وآراء واضحة في موضوعات الساعة كالحداثة وتجديد اللغة العربية، والمفردات الدخيلة في اللغة العربية على صعيد الاعلام والشارع. وإلى جانب عمله في المجمع العلمي العراقي او ما تسمى ( دار الحكمة ) ودوره في مجمع اللغة العربية في القاهرة، فقد كان عضوا في مجامع اللغة والترجمة في دمشق والقاهرة ودلهي وجمعيات الأدب المقارن في بريطانيا وكندا والولايات المتحدة وغيرها.

      شغف يوسف عزالدين بالشعر منذ نعومة أظفاره وكان ينشر شعره في الصحافة الأهلية منذ الثلاثينيات بأسماء مستعارة، منها (سمير الريف)، كما كان يعدّ رسائل ثقافية عن أخبار النشاطات الأدبية في مدينته ( بعقوبة ) ويرسلها الى الصحف والمجلات في بغداد. وتهيمن العاطفة الوجدانية والإنسانية في شعره المبكر خلال عمله ( معلما) في قرية (أمام عسكر) التابعة لناحية ( بلدروز ) في ديالى كتب مسرحية شعرية بعنوان (الفلاح) شخص فيها معاناة ومكابدات الفلاحين في المجتمع العراقي وما تتعرض له من جور اجتماعي واقتصادي على أيدي الاقطاع، كما كتب مسرحية أخرى عن المرأة، وهي تكشف اهتماماته الاجتماعية وتأثره بالأفكار الاشتراكية في وقت مبكر حيث تعد من آثار الكتب والاصدارات التي كان يتبادلها مع زميله (يوسف عبد المسيح ثروت) . ومعظم شعره وكتاباته في هذه الفترة قد تعرضت للضياع، سواء منها المنشور في الصحافة بأسماء مستعارة، أو ما دفن تحت الأرض وتلف في أعقاب الاحتلال الثاني للعراق عقب حركة مايس \1941 الوطنية. ومن شعره في هذه الفترة يقول:

ليته جاء بكورا ومع الفجر الحبيب

وأنا فوق سرير الفل من نسج حبيبي

مخمليِّ الدفء ما أجمله دفء القلوب!!

ونوافيريَ جذلى بين كأس وحبيب

كنت قارورة أشواقٍ وإلهام وطيب

كنت للحب مروجا عطرت كل الدروب

      وفي عام 1942 التحق يوسف عزالدين بجامعة (الإسكندرية) بمصر للحصول على ليسانس الآداب ثم إجازة الماجستير. وهنا في (مصر) تبدأ مرحلة جديدة في حياته الأدبية والثقافية. وفي عام 1950 اصدر مجموعته الشعرية الأولى بعنوان (في ضمير الزمن) ثم اصدر مجموعته الثانية بعنوان ( ألحان ) عام \1953 ومعظمها كان من شعره الذي نظمه في مصر.

           يوسف عز الدين أديب ومفكر عربي وعلم من أعلام العراق والعرب المحدثين . انجب من زوجته السيدة خيرية رشيد الصابري اربعة اولاد : الدكتور ( اسل ) طبيب جراح واستاذ جامعي والدكتور( موئل) استاذ في الشريعة قي جامعة ويلز وقطر والدكتور( سعد ) خبير في الجيولوجيا و( ندى ) محاضرة في الادارة. وقد توفيت زوجته خيرية رشيد الصابري بتاريخ 21 نيسان 2001 .

    وفي سيرته الشعرية نلاحظ مراحل عديدة في حياته :
    ا ولها مرحلة ما قبل عام\ 1941 (ومعظم شعره غير مجموع)
،لكنه في سنواته الأخيرة حاول أن يجدد مسودة مسرحياته الشعرية المبكرة (الفلاح) و( ثلاث عذارى) لاعادة النظر فيها ونشرها.

   اما المرحلة الاخرى المرحلة المصرية تمثل الفترة التي قضاها في مصر من عام (1942- 1953) ومدتها احد عشر عاما فقد جمع شعره فيها واصدره في دواوين مع العلم ان شعره في هذه الفترة منشور في الصحافة المصرية.

    اما المرحلة الثالثة فهي المرحلة التي عقبت عودته إلى بغداد حيث تغلب النزعة الاكاديمية البحثية والفكرية على شخصيته الأدبية وتنعكس على شعره وقد جمعها ونشرها في دواوينه (لهاث الحياة) عام / 1960و(من رحلة الحياة)عام / 1969 ، و (همسات حب مطوية) عام (1988).
اما المرحلة الاخيرة فهي مرحلة الغربة وتشمل شعره الذي نظمه خارج العراق في عام\1978 وما بعده وتتوزع بين السعودية ومصر والمملكة المتحدة، ويشيع الحنين والألم ومكابدات الغربة والفراق في شعر هذه الفترة ، ويمكننا اعتبار دواوينه ( لماذا يا بغداد ) و( هكذا يا بغداد )تعبر عنها افضل تعبير. وتمثلت هذه المرحلة بنظمه قصائد مطولة صدرت مستقلة منها: (أوجاع شاعر)عام / 1991و(شرب الملح) عام / 1992، و(النغم الحائر) عام/ 1993، واخيرا(رجع الصدى) عام/ 1994.

     توفي الشاعر يوسف عز الدين في بريطانيا في التاسع من شهر نيسان ( ابريل) سنة \ 2013حيث كان مقيما في مقاطعة ( ويلز ) بالمملكة المتحدة عن عمر ناهزاحدي وتسعين سنة في مدينة (كارماذن ) ودفن في مقبرة المسلمين في مدينة ( سوانزي).

اما مؤلفاته فهي كثيرة اهمها مايلي :
ا - دواوينه الشعرية :
1- في ضمير الزمن
2- أ لحـــان
3- لهاث الحياة
4- من رحلة الحياة
5- همسات حبّ مطوية
6- صدى الطائف
7- شرب الملح
8- النغم الحائر
9- أيام ضاعت
10- أوجاع شاعر
11- ليس يدري مصيره
12- رجع الصدى
13- وفاء الحسان مسرحية شعرية
14حنين الهمس
15-هكذا يا بغــداد!
ب- اما في مجال النثر فاشير الى اهمها :
1- قلب على سفر رواية
2- ثلاث عذارى مجموعة قصص قصيرة
3- النورس المهاجر رواية ا
4- إلى الديار الممنوعة (الصين والاتحاد السوفيتي)
5- حلو الذكريات ومرّها ( قصة حياته)
6-الشعر العراقي الحديث واثر التيارات السياسية والاجتماعية
7- بين الحداثة والمحافظة،   
8-اثر الادب العربي في مسرى الادب الغربي،
9-الشعر العراقي خصائصه واهدافه في القرن التاسع عشر،
10- خيري الهنداوي حياته وشعره،
11- الرواية في العراق تطورها واثر الفكر فيها،  
12- داود باشا ونهاية المماليك في العراق  
13- الاشتراكية والقومية واثرهما في الادب الحديث،
14-شعراء العراق في القرن العشرين
،15- في الادب العربي الحديث بحوث ومقالات نقدية،
16- فهمي المدرس من رواد الفكر الحديث.
17-المشاكل الاجتماعية في العراق وتأثيرها في الشعر
18-النساء وتاثيرهن في الحياة والشعر العراقي
19-الشعر والمجتمع العراقي
20-الشعر الحديث في العراق
21- وعادت الذكرى بغرائبها وطرائفه

      نظم الشعر بكل فنونه واغراضه وكتب القصص والبحوث الادبية.
وقال عن نفسه انه تأثر بشعراء وادباء كثيرين، منهم الجاحظ وابن هانئ الاندلسي والمتنبي والرصافي والصافي النجفي والشبيبي وشوقي والبارودي.

وقال عن نفسه ايضا :
( انا احب الناس، وما دخل قلبي بغض لأحد منهم لايماني بان الحب يغير كثيرا من النفوس الخيرة التي غيرتها المصاعب).

     ترك وطنه الذي احبه وخدمه اكثر عمره وغنى له اجمل الالحان واعذبها وسكن الغربة فتجرع كأس المرارة والأسى، يقول :

قلت: لا تذهبي حبيبة روحي
                                           ودعينا نحسو الكؤوس سويا
ودعيني أشكوك آلام قلبي
                                              وحياتي  وكل  شيء   لديا
كل أفراح صبوتي وهناها
                                              وشبابي  وما  غدا   مخفيا
قلت: أنت الحياة تسفح عطرا
                                               وتغنت  بكل  لحن    حبيبِ
فدعيني أُذيب أسرار روحي
                                               بلحوني وبالرفيق الطروب
كيف خلّفتني وأفسدت دنياي
                                                وحلمي وزدت في تعذيبي
كيف   خلَّفتني     وحيداً
                                          أداري بعدك المرَّ حائرا ولهانا

قال عنه خضر عباس الصالحي:

( ان الدكتور يوسف عز الدين شاعر استوحى موضوعاته من صلب البيئة التي عاش فيها، وعكس تجارب الحياة في شعره، ذلك الشعر المفعم باصالة الفن من حيث مضمونه، وصوره الجمالية وتدفق حرارة الحياة في شرايينه. تسمو فيه الافكار الخيرة والمعاني السامية والاحاسيس الجميلة)

وقال عنه الدكتور داود سلوم:
( ان اسلوب يوسف عز الدين يتميز بقوته وشدة الفاظه وتركيبه مما يترك اثرا في نفس القارئ. انه خال من روح الطراوة التي تسود اثار العصر. لكنه لا يلوم الشاعر اخذا في الحساب المستمر الادب العربي القديم واتصاله الدائم بالمكتبة العربية بحكم عمله وواجب الدراسة) .

قال عنه الدكتور عبد الله العبادي:

( إن ريادة يوسف عز الدين لم تقتصر على الابداع في التأليف والرأي والمنهج، بل تعدتها الى ريادته في المساهمة اللغوية الحديثة في مجامع اللغة )

واختم بحثي بهذه الابيات من قصيدته (شرب الملح ):

ربة الشعر، هل علمت بحب
                                             بين هجر تشنقينه ويقرب؟

والعشيات رخمت صوت وجد
                                            همسات النجوم من كل درب

اترى يوقد الحنين رواء؟
                                             من اتون الجراح ينزف قلبي

ليت شعري، والرمل رمل بلادي
                                                ومياهي بها تساغ لشرب

نزفت من جراحها موج هم
                                          ترتوي من دماء اهلي وصحبي

شرب الملح كل عضو جريح
                                             ايداوي بالملح جرح المحب؟

كم وضعنا من التفرق سما
                                                لدغته اسنان افعى وذنب

شهداء النضال في كل ساح
                                              رويت من دمائهم كل شعب

وتغنت بهم ثغور المعالي
                                               وزهت  فيهم الماء بشهب

بدمانا نذود كل شنار،
                                              بشباب ما هاب حمأة حرب

حرقوا ذلة الهوان بعزم،
                                              مهروا  في الخلود اصعب





*****************************

















سليمان العيسى


     ولد الشاعرسليمان بن احمد العيسى في قرية (النعيرية) من اعمال لواء (الاسكندورونة) السوري  في سنة\ 1921 وتعلم في هذه القرية على يد أبيه أحمد العيسى فحفظ القرآن الكريم والمعلقات وديوان المتنبي وآلاف الأبيات من الشعر العربي. ولم يكن في القرية مدرسة غير (مدرسة الكُتَّاب) الذي كان بيت الشاعر الصغير والذي كان ابوه الشيخ أحمد يسكنه، ويعلّم فيه الاطفال .
     ثم انتقل الى مدينة ( أنطاكية ) لاكمال دراسته  وقد وترك
( الاسكندرونة) بعد ان   بعد سلخه الاستعمارعن سوريا في سنة\ 1939 واضافه الى تركيا ، ثم درس الثانوية في ( حماة )و( اللاذقية ) ثم انتقل الى  مدرسة (التجهيز الأولى) في ( دمشق ) حيث شارك في تأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي عام \1947. ثم انتقل الى بغداد  لاكمال دراسته و تخرج من دار المعلمين في بغداد وعاد الى سوريا معلما  للغة العربية في مدارس ( حلب ) وعمل موجهاً للغة العربية في وزارة التربية السورية.
     بدأ سليمان العيسى بكتابة الشعر وهو في التاسعة من عمره، في  وصف  معاناة  أهله من الفلاحين في الشام  وندد بالاستعمار الفرنسي كثيرا وقد سجنته سلطات الاحتلال الفرنسية في شبابه بسبب مواقفه المعادية للانتداب،ولأنه كان يناضل بالكلمة من أجل تحقيق الوحدة العربية،  وكان من أهم الشعراء العرب القوميين ومن أكبر شعراء الأطفال، ويعد احد مؤسسي اتحاد الكتاب العرب في سنة 1969 في سوريا.
     كانت حياة الشاعر سليمان العيسى، متعبة  فقدٍ طالته و منذ نعومة أظفاره. بدءا من مسقط رأسه في غرب( أنطاكيا ) ضمن  لواء  الاسكندرونة الذي أصبح جزءا من الأراضي التركية فيما بعد. ومرورا بالأحلام السياسية التي جعلته  طريد السلطات المحلية والعربية. والتي انتهت بغربته حيث آثر أن يقضي  في( اليمن ) خمسة عشرا عاما.
   وكذلك أثرت عليه ( النكسة )  في فلسطين وانشاء فيها دولة   لليهود  كما أثرت على أبناء جيله، فآثر ان ينصرف إلى كتابة شعر الأطفال بشكل كبير، وعرفه السوريون في شكل خاص، في شعر الأطفال. وعند هذه النقطة بالتحديد ،اصبح سليمان ضحية  للاستخدام الآيديولوجي المفرط من قبل حزب البعث في سوريا ،الذي شارك في تاسيسه  حيث تم طبع قصائده في الكتب المدرسية على نطاق واسع، ولشدة ولع النظام البعثي به، وقتذاك،وبهذه الامور كان يتم التشديد على تلامذة المدارس لحفظ قصائده إلى درجة حفظ اسم الشاعر مع النص حتى نفر الأطفال من شعره بعدما كبروا، ولم تتسنّ لهم الفرصة الأخلاقية الكافية لقراءة تجربته الشعرية بمعزل عن الاستخدام الآيديولوجي المفرط لها، فقد كان جزءا من سياسة الدولة، وطرفا أساسيا في معاركها الآيديولوجية المفتوحة على كل الجهات. فادت هذه الحالة الى توقف تجربة قراءة العيسى عند مراحل التعليم الأساسي، مما ألحق ضررا جسيما بتجربة شاعر أضرّه التوحد مع الدولة أكثر مما أفاده. بحيث وقعت تجربة سليمان العيسى ضحية ثقافة الحداثة الشعرية العربية،وكان يقول :
(أدبنا العربي،- والكلام للشاعر العيسى- محروم من شعر الأطفال، وشعراؤنا ما زالوا يخجلون من وضع بسمة الملائكة على شفتي طفل، أعني من كتابة نشيد للصغار يخجلون أو يترفعون أو يتهيبون….. لا أدري… تظل النتيجة واحدة ويظل أطفالنا محرومين من بسمات الملائكة على شفاههم، أعني من الأناشيد الجميلة، من الشعر الحقيقي، ويظل أدبنا العربي ذو التاريخ العظيم محروماً من أحلى ينابيعه، أعني الأطفال،ورحم الله شوقي الذي أحس هذا فلبّي وفتح لنا الطريق، أياً كان الطريق. الأطفال هم فرح الحياة ومجدها الحقيقي لأنهم المستقبل، لأنهم الشباب الذي سيملأ الساحة غداً، لأنهم امتدادي وامتدادك، في هذه الأرض، لأنهم النبات الذي تبحث عنه أرضنا العربية لتعود إليها دورتها الدموية التي تعطلت ألف عام وعروقها التي جفت ألف عام )
ومن احدى قصائده للاطفال في قصيدته (رفيقي الأرنب) :
قفز الأرنب خاف الأرنب
كنت قريباً منه ألعب
أبيض أبيض مثل النور
يعدو في البستان يدور
يبحث عن ورقات خضر
يخطفها كالبرق ويجري
يا موجاً من فرو ناعم
فوق العشب الأخضر عائم
لا تهرب مني يا أرنب
أنت رفيقي هيا نلعب
وفي بعضها  يشد الاطفال للواقع العربي المعاش ويغرس في اذهان الاطفال  الاحداث الجارية والوطنية  يقول :
 فلسطين داري
ودرب انتصاري
تظل بلادي
هوى في فؤادي
ولحناً أبياً
على شفتيا
وجوه غريبة
بأرضي السليبة
تبيع ثماري
وتحتل داري
وأعرف دربي
ويرجع شعبي
إلى بيت جدي
إلى دفء مهدي
فلسطين داري
ودرب انتصاري
ومن مسرحياته الشعرية للاطفال  هذه المقاطع :
سَمّوْنَا: حُورَ الماء
كنا حلم الشعراء
غنوا.. سبحوا بجدائلنا
سرقوا كلماتِ رسائلنا
ونروحُ هنا ونجيءْ
نغماً في الشطّ يُضيءْ
والأفقُ لنَزْوتِنا زَوْرَقْ
الشاعر: يا إلاهاتِ الهوى.. هذا ربابي!
وبقايا من لهيبٍ وترابِ
قطرةً من رَوْعةٍ في وَتَري
يا إلاهاتُ.. ونَضَّرْنَ يبابي!
.......
الحوريات: سَمّونا حور الماءْ
وندامانا الشعراءْ
مَرَّ "الملكُ الضِلّيلُ"* بنا
وجميل بثينة.. كان هنا
ومجانينُ الفَلَواتْ*
وقوافلُ من زَفَراتْ
ما زالت في نَهْدٍ تشْهَقْ
............
أبدَعناكُمْ وتراً وترا
أعطينا الأجفانَ السّهرا
لم نبخلْ بالجسدِ البضِّ
من قُبلتِنا عطر الأرضِ
قطّرنَا اللذة في الحبِّ
وأعرْنا النّبضةَ للقلْبِ
وبقيتُمْ شوقاً يتحرّقْ
...............
الشاعر: قُدِّسَ السرُّ الذي تَحْمِلْنَهُ!
قُدِّسَتْ فتنتُهُ أمُّ العذابِ!
يا إلاهاتِ الهوى.. هذي يدي
لهفةٌ ضارعةٌ، هذا سَرَابي!
............
حورية أولى: لا تلمسْ بالفاني جسدي
خُذني همساً خلف الأبدِ
تعطَى شفتي وتُباحْ
من يملِكُ ظِلَّ جَناحْ
تَتَلوَّى كالأَفعى الرّغبَةْ
فافتح لي جنّتكَ الرحبَهْ
وتعالَ بأغنيةٍ نَغْرَقْ
.حورية ثانية: أترنّحُ مثلَ شِراعْ
أتعرّى مِثْلَ شُعاعْ
لا أُومِنُ بالحُلُمِ الأخضرْ
الأرضُ لنا.. هيا نَسْكَرْ
الأرضُ تمدُّ ذِراعيها
أشواقي منها وإليها
في صدري لَيْلُكَ.. لا تأرَقْ
............
الشاعر: يابْنَةَ الماءِ.. تعرّيْ فِتنةً
اوفرِ في هاجساً خلفَ الضبابِ
أنتِ ينبوعي.. وطاغٍ عطشي
وأنا وحدي أختارُ شرابي
...............
حورية ثالثة: في فجرِ الحبّ.. غريراتُ
تتفجّرُ، تغلي الصّبَواتُ
الشطُّ الصامتُ وشوشني:
ما جدوى النسمةِ تلمِسُني..
وتطيرُ بلا أصداء
يملأُنَ حياة الماء
يسقينَ من الظّمأِ الأعمقْ؟
...............
الحوريات: أين (الملكُ الضلّيلْ)؟
جُوعٌ في الرملِ قتيلْ
أين الآتونَ على الدربِ؟
للنشوةِ نحنُ، وللحُبِ
لا تنطفئُ الزّفراتْ
وضفائرُنا عطِراتْ
المواةُ تهتِفُ.. فَلْنَغرقْ!
 **************
       لكنه على العموم خسر كثيرا  فتم التعامل معه اعتباطيا بصفته شاعرا مدرسيا عاديا، بينما نشأت أجيال أدبية كاملة دون حتى أن تعطي لنفسها فرصة التعامل الفني مع تجربته، وتم الحكم على ما انتج من شعر بـالإعدام الفني، فأُهمِل من قِبل كل الأجيال الأدبية الجديدة وتم التعامل معه بلا مبالاة وضاع مستواه الادبي  والشعري حتى وصل إلى حد الظن بأن العيسى قد فارق الحياة أكثر من مرة.
     لذا يبدو سليمان العيسى وكأنه كتلة من الخسارات، منها ضياع مسقط رأسه الذي أصبح في دولة أخرى، بعد إلحاق لواء الاسكندرون بالأراضي التركية. ومنها أحلامه القومية التي جعلته يتنقل ما بين حلب ودمشق وبغداد وصنعاء، وسواها من المدن. حتى كادت  لتضيّق الأرض من تحت قدميه حيث  اصبح لا يجد مكانا في الآونة الأخيرة يركن إليه بعد عودته إلى( دمشق)، فقد شهدت (ضاحية دمّر) التي سكنها في الفترة الأخيرة، عنفا عسكريا مثلها كباقي المدن السورية.وخير دليل على ما نقول قصيدته في وصف سجن (المزة )  سيء الصيت اذ يقول:
هذي هي (المزة) السوداء واجمة الركابِ
هذي سلاسل أمتي نثرت على تلك الشعابِ
هذا هو السجن الملفّع بالحديد وبالحرابِ
في هذه الظلمات يرقد من تركت من الصحابِ
في هذه الظلمات كم جسد تقطّع كم إهابِ!
      قضى سليمان العيسى أعوامه الأخيرة من حياته في (اليمن) حيث  بقي فيها خمسة شرة سنة  بصحبة زوجته الأكاديمية وأستاذة الأدب (ملكة أبيض)، وهي رفيقة حياته وكانت إلى جانبه في كل مراحل عمره.
    اهتم سليمان العيسى باليمن، وخصها بكثير من أشعاره التي صدرت في كتاب اسماه (اليمن في شعري) الذي يضم نصوصاً شعرية مختارة ومميزة اختارتها زوجة الشاعر( ملكة أبيض) وقامت بنقلها إلى الفرنسية وطبعت في هذا الإصدار باللغتين العربية والفرنسية.  وقد عرفه اليمنيون بقصائد الأطفال كما عرفه السوريون. ثم عاد إلى دمشق وسكنها في فترة  الأخيرة من حياته .
      توفي الشاعر سليمان العيسى،يوم الجمعةالتاسع من  اب (اغسطس)\ 2013  عن عمر ناهز الـ 92 عاما في العاصمة السورية  (دمشق) بعدماعانى من مرض عضال لكنه حافظ على وعيه حتى آخر دقائق حياته وبقي مهتماً بما يحدث حوله، ولو أنه عانى من صعوبة في النطق.ودفن جثمانه في مقبرة الشيخ ارسلان  بدمشق.
      وصدر له عشرات الكتب والمسرحيات الشعرية ومن كتبه مايلي:
 شاعر بين الجدران  
 قصائد عربية 
 أمواج بلا شاطئ  
 رسائل مؤرقة   
 أزهار الضياع   
 دفتر النثر  
اليمن في شعري
 أعاصير في السلاسل
 رمال عطشى - حيث ضمّنه نقدا وسخطا على ما آلت إليه أمته، حيث صار اسمه  متلازما مع حزب البعث، ليصبح  شاعر البعث بلا منازع فاثرهذا على حالته الادبية والشعرية .
   سليمان العيسى  شاعر عربي كبير عاصر الحداثة العربية وكان رائدا فيها الا انه لم يكن بمستوى الطموح الذي وصل اليه اقرانه الشعراء مثل عمر ابو ريشة او محمود درويش اونزار قباني  لاسباب بينتها اعلاه .
 واختم بحثي بهذه الابيات من شعره:
أنا لا أعرفهم .. لكنه    
                                      نبأ يَرْعش منهم في عروقي
اقفِلِ المذياع .. قبرٌ باردٌ
                                  راح يروي لي انفجاراتِ الشروق
اقفل المذياع .. أنباؤهمُ 
                                    بدمي تسري ، بنبضي ، بشهيقي
أنا لا أعرفهم .. لكنهم
                                         قبَسي في كل خطوٍ وطريقي
ليس فيهم – والصحارى بيننا
 -                                       غير هدّارٍ بصوتي ، ورفيقِ
الربيع الحلو في مَعقلهِم
                                           يتحدى  كلّ   نارٍ   وحريقِ
صخرة عطشى ، وفهدٌ ثائر    
                                      قصة البركان ، والشعب الطليق
حملةٌ رُدَّتْ ، ووحشٌ مزقوا   
                                        نابه ، فالصخر ريّان السّموقِ
امطري ما شئا ناراً فوقنا      
                                        واسفحي عطراً دمانا وأريقي !
يا قوي البغي .. صخوري ، جبلي
                                        بسمةٌ تهزأ "باللص" الغريقِ !
أخضرٌ موطئ أقدامهم
                                     أخضرٌ ، يضحك للنصر الوريقِ
أقفل المذياع .. إني معهم       في
                                      الذرى ، في كل هضبٍ مستفيق
بالوضيئين : الضحى في رأدِهِ 
                                        وانتصار الحق والشعب وثوقي
مُزِّق الإخوة حيناً ، والتقى
                                         في لظى الثأر شقيقٌ بشقيقِ
أيها الأخضر .. يا معقلهم        
                                          أيها الشامخ كالنسر العتيق
ليس ثوّارك .. إلا أمتي    
                                         زحفَتْ  من كل  أخدودٍ  عميق
في عمانٍ جذوةٌ من فجرها
                                            وعلى المغرب  تزأر بروقِ
أنا لا أعرفهم .. لكنهم  
                                    في دمي أحرار شعبي ، في عروقي
كلما جلجل عنهم نبَأ    
                                             سكر النصر بعُلْويِّ الرحيق
لن تطيقي يا قوى البغي سوى
                                       أن تزولي من ثرانا .. لن تطيقي !

                **************************************



حسام الآلوسي




       هو الدكتور الفيلسوف  حسام  محي الدين عبد الحميد  الالوسي  الكيلاني .

     ولد حسام الألوسي عام \1934 وقيل 1936 في مدينة ( تكريت ) مركز محافظة صلاح الدين العراقية، من عائلة دينيـة معروفـة  تنتسب الى الاسرة الكيلانية وتشكل جزءا منها  .

      أكمل حسام الكيلاني دراسته الابتدائية والثانوية في تكريت  ثم انتقل بعدها عام \ 1952م إلى بغداد لاكمال دراسته الجامعية فدخل الى كلية الاداب – قسم الفلسفة في جامعة بغداد  . وبعد  تخرجه عين مدرسا بوزارة التربية  في المدارس الثانوية فعمل مدرسا في متوسطة ( طويريج) في قضاء طويريج في محافظة بابل، ثم نقل الى ثانوية تكريت  ثم نقل ثانوية كربلاء،

        في عام\ 1961م سافر حسام الآلوسي ببعثة على نفقة الدولة إلى انكلترا  لاكمال دراسته العليا، فدخل (جامعة كمبرج) فاكمل دراسته فيها  وحصل على شهادة الدكتوراه عام\ 1965م وقدم  اطروحته (مشكلة الخلق في الفكر الإسلامي) .

        وبعد عودته من  انكلترا عين استاذا في قسم الفلسفة في جامعة بغداد في عام \1968م، ثم ترأس قسم  الفلسفة فيها ،  وشغل عدة  مناصب منها عضو الهيئة الادارية لجمعية العراق الفلسفية، والمسؤول عن الجانب العلمي والانتاج العلمي في الجمعية، ونائب رئيس الجمعية الفلسفية العربية التي مقرها في (الأردن)، وعضو مشارك في الجمعية المصرية الفلسفية. ورئيس قسم الدراسات الفلسفية في بيت الحكمة في بغداد منذ عام 2006م حتى  وفاته .

     كذلك أشرف كذلك على العديد من طلبة الدراسات العليا، في شهادات الماجستير والدكتوراه، وخلال مسيرته التدريسية، عمل مستشارا لمجلة دراسات معاصرة في( كندا)، كما عمل مستشارا لمجلة( أوراق فلسفية ) التي تصدرها جماعة ( أوراق فلسفية ) في  ( جامعة القاهرة ) وعضو الهيئة الادارية ل ( جمعية العراق الفلسفية)، والمسؤول عن الجانب العلمي والانتاج العلمي في الجمعية. ونائب رئيس (الجمعية الفلسفية العربية )التي مقرها الاردن، وعضو مشارك في( الجمعية المصرية الفلسفية).ورئيس قسم الدراسات الفلسفية في (بيت الحكمة) ببغاد.  كما درّس في (جامعة بنغازي) في ليبيا و( جامعة صنعاء) في اليمن . وعمل في الفلسفة في عدة مؤسسات علمية مثل( المجمع العلمي العراقي)، و(هيئة الرواد) و(بيت الحكمة)  ببغداد.

       حسام الآلوسي أشتهر انه فيلسوف وعرف بذلك اهتم  بكتاباته في الفلسفة الإسلامية، الا انه كان شاعرا ينظم الشعر ، وقد انسحبت كتاباته  الفلسفية في شعره فكانت تسوده نزعة تأملية وفلسفية تصوفية . في قصيد ته (رؤياك) تتضح هذه الرؤيا  التأملية الصوفية واضحة وجلية ولو عدنا الى تكوينه العائلي لوجدناه حقا يتمتع بهذه الرؤيا  الواضحة من خلال انتسابه الى العائلة الالوسية التي ترجع باصولها الى الاسرة الكيلانية المعروفة بالتصوف ومما يقوله  الالوسي في قصيدته   :

رؤياك رؤيا النور من بعد العمى
أو مثل غيث فوق يمس قد هما

تـمضي الشهور ولا أراك كـأنـما
أنا في الحضيض وأنت في أعلى السما

إنـي  لـفي  شوق  إليك   وإنما
حكم المروءة أن أعف وأحرما

ظمئي إليك يزيد في قلبي الظمـا
ويزيدني ظمأ رضاي بذي الظما

     قال عنه الناقد العراقي  فاضل ثامر رئيس اتحاد الأدباء والكتاب في العراق:

 (عرفنا الدكتور الالوسي مفكرا وفيلسوفا على درجة كبيرة من الوعي والثقافة كما تعرفنا على الوجه الآخر له، وهو ان يكون شاعرا يمتلك موهبة شعرية كبيرة، كما ان الآلوسي وبرغم كل ما قدمه لم يفهم كما يفترض ان يفهم فيه، فهو ينحدر من عائلة دينية لكنه تمرد بسبب موجات الشك واليقين التي تعتليه، فانتقل إلى الفكر الليبرالي وصار يحمل مفهوما عقلانيا وعلمانيا، )

     الشاعر حسام الآلوسي في ديوانه ( زمن البوح ) - وهو الديوان الوحيد الذي اصدره في حياته  ديوان رائع وجميل وكبير وعدد صفحاته  (730 ) صفحة -  قدم فيه العديد من القصائد العمودية  حيث كان يكتب الشعر العمودي  التقليدي ففي بعض قصائده  اقترب من بعض الشعراء الرومانسيين، وكانت قصائده تتسم  بالصراحة   المعهودة حين  تناول في شعره  الجانب الشخصي سواء على مستوى العائلة أو على مستوى الاصدقاء ربما  نسميها بالقصائد ( الاخوانية ) كما تناول  الاوضاع  في  بلاده بقصائد وطنية مثل قصيدته المهداة إلى الزعيم العراقي الراحل عبد الكريم قاسم أو قصيدته التي حملت عنوان (الشهداء الثلاثة ).

     ويؤكد العارفون في منظمة اليونسكو والعالمين العربي والاسلامي فضله  ونتاجاته الفلسفية الكبيرة، كما هومعروف الذاكرة العلمية العراقية كواحد من الفلاسفة العراقيين  الكـبار
وقد نهل من علمه وفلسفته الباحثون العراقيون والعرب .

       حسام  الالوسي كان شاعرا ايضا  وقد أصدر مجموعته الشعرية الوحيدة عام \2009 بعنوان (زمن البوح)، ضمت أكثر من سبعين قصيدة عمودية . اذ تتسم  قصائده بمسحة الحزن  والالم وشعوره بالغربة في  هذا العالم ، وكشف إن سبب شعوره المرير بهذه الوحدة هو توزعه بين الشك واليقين والايمان ونقيضه، فهو يقول عن ديوانه :

      (هذا الديوان يحمل غربة عن الزمن وعن الآخرين وعن تراثي، وأنا ليس كما يراني الناس منتظماً، فأنا أعرف أنني ربما ضللت الطريق، وحين تجدوني وحدي، فأنا كذلك في الديوان وفي سلوكي، حيث أنكم ستجدون في القصائد انساناً يتكلم بعقله في بيت شعر ما، وفي بيت آخر يتحدث بقلبه).

  اختار الفيلسوف حسام الآلوسي في اخريات حياته  ليكون بعيدا عن انظارعن المهتمين بالشأن الثقافي أو العلمي وخاصة حين داهمه المرض مدة عام قبل وفاته. اذ اشتكى من  مرض شخصه الأطباء بأنه قصور في الشريان التاجي من القلب فانتابته الكآبة وأحس بدنو اجله فاستهل وداعه لاحبائه شعرا لمن كان يكن  لهم الحب والشـوق في قلبـه الكبير كالحياة وبما وسع . فناشـد ابنتيه  وزوجته واحفاده وجيرانه واقاربه وبغداد  الحبيبة فيعلن  وداعه  لهم وداع مجبر مسير لا مخير فيقول :  

سلام على الدنيا وبغداد والدار 
                                     سلام على الأحفاد والآل والجار

سلام على كلتا ابنتي وزوجتي
                                   ومن سوف بعدي يكتوون بناري

وما حالهم بعد ارتحالي عنهمو  
                                     على مضض مني ودون خــيا ر

ولو كنت مختارا بقلبي وضعتهم     
                                    مدى الدهر ابغي خيرهم وأداري

ولكن جسمي لم يعد مثل أمسه    
                                    ونبض فؤادي فــاتر متـــــــــوار

        ولكن بالرغم من حركته الدؤوب ومشاركته في المنتديات الثقافية  اذ ان اسمه  كان لامع في مجال الفلسفة،وتخرج على يديه المئات من الطلبة وطلبة الدراسات العليا وقد اصبح بعضهم زملاء له، فقد فضل ان يكون في عزلة عن الناس  أواخر حياته، حتى وافته المنية.

     توفي في بغداد، يوم الاثنين الثاني من ذي الحجة سنة \1434 – الموافق  للسابع من شهر تشرين الاول ( أكتوبر) 2013م عن عمر ناهز الـسابعة والسبعين من العمر.

 ترك علما نافعا في الفلسفة والشعر فمن مؤلفاته :

1- حوار بين الفلاسفة والمتكلمين، بغداد 1967م، بغداد - بيروت 1980م.
2- مشكلة الخلق في الفكر الإسلامي، 1968م، باللغة الإنكليزية.
3- الاسرار الخفية في العلوم العقلية، تحقيق ودراسة، بيروت 1975م.
4- من الميثولوجيا إلى الفلسفة او بواكير الفلسفة قبل طاليس، الكويت 1973م.
5- الزمان في الفكر الديني والفلسفي القديم، بيروت 1980م.
6- دراسات في الفكر الفلسفي الإسلامي، بيروت 1980م.
7-   فلسفة الكندي وآراء القدامى والمحدثين فيه، بيروت 1975م.
8- التطور والنسبية في الأخلاق- دار الطليعة بيروت 1989م.
9- الفلسفة والإنسان، جامعة بغداد 1990م.
10- الفلسفة اليونانية قبل أرسطو، جامعة بغداد 1990م.
11- مبادئ علم الاجتماع والفلسفة، 1990م.
12- مدخل إلى الفلسفة، بيروت 2005م.
13- حول العقل والعقلانية، عمان 2005م.
14- الزمان في الفكر الديني والفلسفي وفلسفة العلم، بيروت 15-  زمن البوح  - ديوان شعر

       يتسم شعره باسلوبه الشيق ومعانيه الرائعة المختلطة من الشعر والفلسفة وبين الفردية والجماعية ونراه يعبرعن شعره الذي يعتز به بمقدمة ديوانه فيقول :

       ( الشعر أمر ضروري، فهو أنا ويعبر عني بمستوى ما تعبر عني كتبي المطبوعة نفسها، والتي تطبع، والتي تنتظر الإكمال، والتي تصل إلى ثلاثين كتابا بمستوى ما تعبر عنه مقالاتي ولقاءاتي مع الصحفيين، وهي كثيرة جدا، ولا يخلو أسبوع او شهر من واحد او أكثر منها في الصحف العراقية، وأيضا في الصحافة العربية حينما أشارك في مؤتمر او مؤسسة ثقافية في الأردن او جمهورية مصر العربية او حينما كنت في ليبيا، وبمستوى ما تعبر عنه مشاركاتي نفسها في المؤتمرات العربية في طول العالم العربي وعرضه، ولكنني أقول انني في شعري اعبر عن نفسي بشكل مباشر وواضح، وأكثر شفافية إذا أمكن استعمال هذه الكلمة التي كنت اجهل معناها إلى وقت قريب )

   لذا نلاحظ ان شعر الالوسي كتب في اربعة مراحل اساسية  حددها بنفسه في ديوانه  وبين اعتزازه بها فهي :


  المرحلة الأولى :  تشمل قصائده التي نظمها قبل عام 1952 ، وتشمل أواخر الدراسة المتوسطة والثانوية، وفي هذه المرحلة كتب رباعياته على طريقة الشاعر الايراني عمر الخيام، وفيها مناجاة لله، وبعض قصائد من شعر وطني وعواطف إنسانية، وتأملات فلسفية وشعر مناسبات، وقصائد شعر عمودي وشعر مقطوعات.

المرحلة الثانية : مرحلة دراسته الجامعية في كلية الآداب والتخرج فيها، ومزاولته التدريس في التعليم الثانوي ثم السفر  لإكمال دراسة الدكتوراه بجامعة كمبردج في بريطانيا ، والقصائد في هذه المرحلة تتناول هموم الوطن والعاطفة والعقل، وتهتم بتسجيل أحداث سياسية وثورات في الوطن العربي وفي مصر والعراق، والصراع السياسي داخل القوى السياسية العراقية، والحنين إلى الوطن والأهل، ونلاحظ اهتمامه بالصورالشعرية وحسن في الأسلوب، وتزداد قصائد ه طولا ويميل بعضها إلى المقاطع المختلفة القوافي،على غرارالشعر المهجر الذي اعتمد في اغلبه مقاطع .

المرحلة الثالثة : وبداية مرحلتها عودته من انكلترا حيث مارس التدريس في جامعات عراقية وعربية، وتضم هذه المرحلة أربع عشرة قصيدة من الشعر الحديث او الحر والعمودي، وتتميز قصائده بهذه الفترة بشحنات عاطفية كبيرة وتعبر عن شدة غربة  وشوق وحنين، وتتناول في متنها  قضايا عائلية وشخصية مؤثرة في نفسيته ومشاعره  وذات طابع يخيم عليها الحزن .

المرحلة الرابعة:  هي مرحلة عمله التدريسي في جامعات اليمن من منتصف عام 1999 إلى عام 2003وهي اصغر الفترات  وتتميز بارتباط  قصائد هذه  المرحلة  بالمراحل قبلها حيث انه كان يحسب كل مرحلة صدى لوضعه الفكري والوجداني وصدى للأوضاع الاجتماعية والسياسية المحلية والعالمية، وكل مرحلة مختلفة عن الأخرى من حيث السبك والأداء الفني، فيقول عن هذه الرحلة :(مرحلة اليمن وهي المرحلة الرابعة – تعبر عني وعن مجمل الخلفية الاجتماعية والسياسية والفكرية وقوميا وعالميا تماما، كما ان شعر المراحل السابقة يؤدي المهمة نفسها مهما اختلفت الرؤية ) .

       وكان شخصا  متسامحا في مجرايات اموره  يهتم باحترام ودي لآراء الآخرين، وذلك ويعتبر  هذه الآراء مساهمة في الحقيقة الشاملة، واستعداد عقلي او قاعدة سلوكية قوامها ترك حرية التعبير عن الرأي لكل فرد مهما كان فالاحترام والقبول لديه  يتوزع بتنوع واختلاف الثقافات العالمية، كواجب اخلاقي وضرورة سياسية وقانونية فيجعل السلام ممكناً وتساعده على استبدال ثقافة الحرب بثقافة السلام. وهي نظرة قلما نجدها لدى الاخرين .

       ومن الواضح ان شعره اشبه بشعر فلاسفة الاسلام في العصور القديمة فشعره يشكل امتدادا  لشعر الفلاسفة الذين جمعوا بين الشعر والفلسفة مثل ابن سينا وبعض المتصوفين، وبعض شعراء المهجر، و بعض فلاسفة الشرق والغرب الذين نجحوا في الجمع بين العقلية والوجدانية ، فكان يهرع للشعر بحسه ووجدانه . لاحظه يقول :

اسفاً على ما مرّ من ايامي 
مزقت اوراقي وصنت كلامي

فلقد غوى عقلي ، وآمن داخلي
    وأنا الى لقيا الحقيقة ضامي

     سأسير في دربين ، علّ توّحدا
    في الدرب يطلع قادم الايام

      وفي شعره  نلاحظ عاطفة جياشة تنبثق من قلب الشاعرنحو أهله ومحبيه ووطنه وامته  فقصائد ه جميلة رائعة جديرة ان تحمل في طياتها  التامل في الحياة  وفلسفتها بروح شاعرية عذبة . 

 واختم بحثي بهذه الابيات من قصيدته الطويلة :


سلام على الدنيا وبغداد والدار        
               سلام على الأحفاد والآل والجار

سلام على كلتا ابنتي وزوجتي         
              ومن سوف بعدي يكتوون بناري

وما حالهم بعد ارتحالي عنهمو      
على مضض مني ودون خــيا ر

ولو كنت مختارا بقلبي وضعتهم     
                مدى الدهر ابغي خيرهم وأداري

ولكن جسمي لم يعد مثل أمسه      
                ونبض فؤادي فــاتر متـــــــــوار

قسوت على نفسي لأسعد لحمتي   
                  ويمضي إلى بر الأمان صغاري

ولم ادخر للعلم وقتا وهمــة        
                 ويــــسرته للمستــــضيء بنـــــاري

وخضت بحار الفكر اغرق تارة    
                 وأنجو بنفسي تــــارة وأداري

فيا أسفا امضي وأنسى وينتهي    
                  جميــع الذي أعليته لــــــدثاري

سلام على تكريت مهد طفولتي
وداري وعند النهر يسكن داري

سلام على الديوان في العصر يزدهي
برواده    من   زائـر   ومــزار

ويتلو عليهم والدي وشيـــوخنا                    
من الآي أو من مسلم وبخار ي

سلام على بغداد عمرا سكنتها
فطبت بها عيشا وطاب جواري

يقولون عند الموت يصدق ميت         
         ومن بات يورى ليس قط يواري

ألا كل ما أدريه دنيا أعيشها                      
وماذا وراء القبر لســت بـــدار

وأخرى بها ادري اشتهاء دوامها
ولو أنها من علـــقم ومـــرار

أرى هذه الدنيا على اللؤم وطدت         
       وكل مــسار ينتهي بخــسـا ر

وتبدو لذي فكر ســوي ومنطق
سفينا هوى في البحر دون قرار

ولكنـها  كل  المـــتاح    وأننا
أساري وماذا يرتجى بإسار

ابنتي أما صرت في القبر ثاويا
فلا تجزعا أو تقنطا وحذار

ادخرت بجهد ما قدرت ادخاره
وما أنا بالآتي المريب بدار

فكونا معا إن المسالك وعرة
وقد ربما تـــــسلمكما لعثار

وفي كل عـــام اذكراني وطوفا
بقبري مرارا واجلـــسا بجواري

أعيدا شريط العمر بيني وبينكم          
وثم أسهبا في ذكر حال صــغاري



   *****************************************












سعيد عقل



   ولد سعيدعقل في مدينة( زحلة) بشرقي لبنان سنة\1912،
 وتلقى تعليمه فيها  وكان متفوقا دراسيا  وله رغبة جامحة في دراسة الهندسة  الا انه توفي ابوه وهو الخامسة عشرة من عمره   فخسر خسارة كبيرة معنوية ومادية افضطر الى تغيير مدار دراسته  وتحمل نفقاته الدراسية ونفقات بيت عريق معروف في ( زحلة) واضطر للممارسة الصحافة والتعليم  فانتقل الى ( بيروت ) واستقر بها  في مطلع الثلاثينات من القرن العشرين  وكتب بكل جرأة وصراحة في صحيفة ( البرق ) وصحيفة ( لسان الحال) وصحيفة ( المعرض )و صحيفة ( الجريدة ) ومجلة ( الصياد)

    مارس سعيد عقل التدريس في مدرسة الآداب العليا، وفي مدرسة الآداب التابعة للأكاديمية اللبنانية  للفنون الجميلة، ودار المعلمين والجامعة اللبنانية. كما درس تاريخ الفكر اللبناني في جامعة الروح القدس وألقى دروساً دينية لاهوتية في معهد اللاهوت في ( مار أنطونيوس الأشرفية) .
 
وكان من أكبر دعاة القومية والوطنية في لبنان ، وأسهم بشكل كبير في تأطير فكره الإيديولوجي من خلال التركيز على (الخاصية اللبنانية). كما أنه دعا إلى استعمال اللهجة العامية اللبنانية، متصورا  أن المستقبل هو لهذه اللهجة كلغة للبلاد ، وقد أثارت مواقفه جدلاً كبيراً

  وقد أثارت مواقفه اعلاه جدلاً واسعا ومنها ترحيبه باجتياح إسرائيل للبنان في عام\ 1982، ودعوته لها القضاء على الفلسطينيين، واعتباره لبنان بلدا ( فينيقيا )لا ينتمي إلى المحيط العربي، ودعوته للتخلي عن اللغة العربية الفصحى واعتماد اللهجة  اللبنانية العامية كلغة قومية لبنانية ابجدية  لبنانية ) أي لبنانية عامية وبحروف  )التي تكتب بحروف ( لاتينية ) لكن دعوته  هذه لم يطبقها حتى على نفسه فنظم الشعر باللغة العربية الفصحى وكذلك مسرحياته ونثرياته .
     يعد سعيد عقل شاهداً على التاريخ اللبناني المعاصر ابتداء من سقوط الدولة العثمانية وخضوع لبنان للانتداب الفرنسي واستقلاله، إضافة إلى المراحل العصيبة التي عصفت بلبنان، سيما الحرب الأهلية والاجتياح الإسرائيلي، الذي كان له موقف خاص إزاءه. وكثيرون من عشّاق شعر سعيد عقل يتمنّون لو أنه لم يخضْ غمارَ السياسة ولم يغرقْ في وحولها.  فهو شاعرٌ لبنانيّ ارتقى باللغة العربية  والشعر إلى أرقى مصافِ الجمال والرفعة وهو أكبر من أن ينزل من عليائه إلى متاهة السياسة اللبنانية.

     توفي سعيد عقل في الثامن والعشرين من شهر تشرين الثاني ( نوفمبر) عام\ 2014 في لبنان بعد ان عمر (102) سنة تقريبا .

 إما اعماله الادبية فكثيرة  نذكر منها الاتي :
•      سائليني (قصيدة)
•      نشيد جمعية العروة الوثقى - للنسور ولنا الملعب
•      بنت يفتاح (مسرحيّة)  
•      المجدليّة (ملحمة)
•      قدموس (مسرحيّة)
•      ردنلى -
•      مشكلة النخبة
•      أجمل منك... لا!
•      لبنان إن حكى (تاريخ وأساطير)
•      كأس الخمر
•      يارا (بالحرف المحلي اللبناني
•      أجراس الياسمين
•      كتاب الورد
•      قصائد من دفترها
•      دُلْزى
•      كما الأعمدة
•      خماسيّات (بالحرف المحلي اللبناني)
•      الذهب قصائد (بالفرنسيّة)-

     سعيد عقل هو شاعر كلاسيكي مجدّد لم يتخيّل القصيدة يوماً، خالية من عروض الشعر العربي ومن جماليات البيان والبديع التي حفل بها تراث  الشعراء القداما.فهو شاعر كبير، - بلا شك – وربما كان آخر الشعراء الكلاسيكيين الكبار بعد رحيل روّاد النهضة  العربية في الشعر امثال  البارودي وشوقي   القروي  وغيرهم ،فقد أحدث ثورة في شكل القصيدة العمودية وفي اللغة الشعرية العربية التي أدرك أسرارها باكراً وتمرّس فيها حتى أخضعها  لقلمه الثر  صوغاً وسبكاً، فغدت بين يديه كالذهب الخالص بين يدي صائغ متمكن  وفي قصيدة يخاطب بها بردى نهر الشام الجميل  يقول:
مرّ بي  يا واعداً  وعداً
مثلما النسمة من بردى                              
تحمل    العمر    تبدده
                                آه   ما  أطيبه   بددا 
رب أرض من شذا و ندى
                               وجراحات بقلب عدى
سكتت يوماً فهل سكتت؟
                              أجمل التاريخ كان غدا
واعدي لا كنت من غضب
                         أعرف الحب سنى و هدى
الهوى     لحظ       شامية
                              رق   حتى  قلته  نفذا
هكذا السيف ألا    انغمدت
                          ضربة و السيف ما انعمدا
واعدي الشمس   لنا   كرة
                               إن  يد  تتعب فناد يدا
أنا    حبي  دمعة   هجرت
                            إن تعد لي أشعلت بردى
      عاش سعيد عقل في قلب القرن العشرين وخارجه في آن، لم تؤثر فيه الثورات الثقافية والشعرية التي شهدها هذا القرن ولا الحروب ولا المآسي. التي وقعت فيه  حتى الحداثة الثقافية  لم يعرها اهتماما كثيرا   وكان  يصرّ على عدم  اعتبار قصيدة النثر.
 ومن قصيدته بحق ( دمشق ) يقول :
أحب دمشق هوايا الأرقا
 أحب جوار بلادي ثرى من صبا
 ووداد رعته العيون جميلة و قامة كحيلة
 أحب أحب دمشق
دمشق بغوطتك الوادعة حنين إلى الحب
 لا ينتهي كأنك حلمي الذي أشتهي
 هوى ملء قصتك الدامعة تمايل سكرى به
دمشق كشمس الضحي الطالعة
هنا و البطولات لا تنضب
 تطلع شعب حبيب العلي إلى المجد بالمشتهى كلل
 دمشق و أنت الثرى الطيب غضبت و ما أجمل
فكنت السلام إذا يغضب

    كان شاعراً كبيراً مكتفياً بذاته،و بذائقته الأصيلة التي طالما تغذّت من منابت الشعر العباسيّ والقرآن الكريم وعيون المصنّفات الأدبية التراثيّة،  وان اطلاعه  على الشعر الكلاسيكي الفرنسي،وشغفه  دفعته حماسته لهذا الشعر أن يكتب قصائد بالفرنسية الا انها موزونة ومقفّاة.

         كان سعيد عقل شاعرَ المجد والعظمة، شاعر الحبور والفرح، شاعر الطمأنينة والخلاص، شاعر الغزل العذريّ والحب الصافي الذي لا تشوبه شائبة ولا خطيئة. كتب عن المرأة حبيبةً وأختاً وأمّاً ولم يقربِ البتّة من إباحية الإباحيين. ولعل هنا تكمن فرادته وخصال شعره الغزلي ففي قصيدته (زهرة الزهور)   يقول :

كُن أنتَ للبِيضِ، وكُنّ للسُّمْرْ
ما هَمَّني؟ حُبِّي أنا يَبقى
سَعيدةٌ به، وإن أشْقا
تُحبُّني، أو لا تُحِب، أنتَ أنتَ العُمرْ!
أما كَفَى أَنّي على يَدَيْكْ
أَشْتاتُ أُلهِيْهْ..بي نِيَهْ
يا حلوُ، أن أغرقَ في عينيكْ؟
تُميتُني، تُبقى عَلَيّْ
إشفاقةً أو ترضِيَهْ،؟
ما هَمَّ، أنتَ الضَّوءُ في عينيّْ
وأنتَ في ثَغْريَ أُغنيةْ!
تذكُرُه بَوحَكَ لي؟ تذكُرُها تلك العُهودْ
فَمٌّ، ولا وَهْمُ الزَّهَر،
لَونٌ، ولا حُلمُ القَمَرْ،
عينانِ غَرِّب يا وُجودْ!
وكانت اليَدانْ  بمِعصَميَّ تَلعبانْ
غدٌ أنا وأَمسْ
شَعري شُعاع الشَّمسْ
في ظِلَّه مختبىءٌ نَيسانْ
وكان في قلبك جَمْرْ
وخلف ثوبي لؤلؤٌ وماسْ
تقول: «أنتِ خَمْرْ
متى أصِيرُ كاسْ؟»
أوّاه كم لي هَهنا
من ذكرياتٍ، من مُنى
لا تَنْسَني، لا تَنْسَنا
لي أنتَ أم لا؟ أنا لَكْ
نَبْقَى على كَرِّ العصورْ
أنا الفَلَك  أنت تدورْ
يخونها ولا تخون العطر زهرة الزهورْ!

 وشعر سعيد عقل كان سهلا  سلسا قريبا من اذن السامع اليه اذ اهتم المغنون  بغنائه  فتغنى به المطرب محمد عبد ه والموسيقار محمد عبد الوهاب والاخوان رحباني وسنديانة لبنان  فيروز  فغنت له قصائد في الغزل واناشيد وطنية تهز النفس هزا منها :
سيفٌ فَلْيُشْهَرْ في الدنيا ولتصدعْ أبواقٌ تَصْدَعْ
الآن الآن وليس غداً أجراس العودة فلْتُقْرَعْ
أنا لا أنساكِ فلسطينُ ويشدّ يشدّ بِيَ البعدُ
أنا في أفيائك نسرينُ أنا زهر الشوك أنا الوردُ
سندكُّ ندكُّ الأسوارَ نستلهم ذاك الغارْ
ونعيدُ الى الدارِ الدارَ نمحو بالنارِ النارْ
فلتصدعْ فلتصدعْ..
أبواقٌ أجراسٌ تُقْرَعْ.. قد جُنَّ دمُ الأحرارْ
 واختم بحثي بهذه القصيدة  بعنوان ( مكة واهلها الصيد )
غنيت مكة أهلها الصيد
                                  و العيد يملؤ أضلعي عيدا
فرحوا فلألأ تحت كل سما
                                  بيت على بيت الهدى زيدا
و على أسم رب العالمين
                                 على بنيانهم كالشهب ممدودا
يا قارئ القرآن صلي لهم
                                      أهلي هناك  و طيب البيدا                   
من راكع و يداه أنساتاه
                                      أليس يبقى الباب موصودا
أنا أينما صلى الأنام رأت
                                     عيني السماء تفتحت جودا
لو رملة هتفت بمبدعها
                                     شجوا لكنت لشجوها عودا
ضج الحجيج هناك فاشتبكي
                                           بفمي هنا يغر تغريدا
و أعز رب الناس كلهم
                                        بيضا فلا فرقت أو سودا
لا قفرة إلا و تخصبها إلا
                                         و يعطي العطر لا  عودا
الأرض ربي وردة وعدت بك
                                    أنت تقطف فإروي موعودا
و جمال وجهك لا يزال رجا
                                   ليرجى و كل سواه مردودا

****************************











                         سميح القاسم

      سميح القاسم  من  قرية ( الرامة ) في (فلسطين)
     وروى بعض شيوخ عائلته  أنَّ جدَّ عائلتهم الأول( خير محمد الحسين) كانَ فارساً مِن أسياد القرامطة قَدِمَ مِن شِبه الجزيرة العربية لمقاتلة الروم واستقرَّ به المطاف على سفح (جبل حيدر )  في فلسطين على مشارف موقع كانَ مستوطنة للروم. وما زالَ الموقع الذي نزل فيه معروفاً حتى يومنا هذا باسم (خلَّة خير)على السفح الجنوبي من   ( جبل حيدر)  وكان (ال حسين )معروفين بميلهم الشديد آلى الثقافة
            ولد سميح القاسم سنة \1939  بقرية ( الرامة ) من (فلسطين )  وقيل أن والد سميح القاسم كان ضابطاً في قوّة حدود (شرق الأردن)، وفي إحدى رحلات العودة إلى فلسطين في القطار خلال الحرب العالمية الثانية ونظام التعتيم، بكى الطفل (سميح ) فذُعر الركَّاب وخافوا أن تهتدي إليهم الطائرات الألمانية. وبلغَ بهم  حد الذعر درجة التهديد بقتل الطفل  فاضطر والد ه إلى إشهار السلاح في وجوههم  لردعهم، وحين رُوِيَت الحكاية لسميح القاسم  بعد ان كبر ، قال:
 ( حسناً... لقد حاولوا إخراسي منذ الطفولة سأريهم  سأتكلّم متى أشاء وفي أيّ وقت وبأعلى صَوت، ولن يقوى أحد على إسكاتي) .
      وتعلّم في مدارس (الرامة ) ومدارس ( الناصرة ).  حتى اكمل دراسته  ثم عين مدرسا ، ثم انصرف لمزاولة النشاط السياسي في (الحزب الشيوعي)  ثم اعلن الخروج من الحزب ليتفرغ لعمله الأدبي. يقول في احدى قصائده :
هنا.. في قرارتنا الجائعهْ
هنا.. حفرت كهفها الفاجعهْ
هنا.. في معالمنا الدارساتِ
هنا.. في محاجرنا الدامعهْ
نَبوخَذُ نصّرُ و الفاتحون
و أشلاء رايتنا الضائعهْ
فباسمكَ يا نسلَنا المرتجى
و باسمكِ يا زوجنا الضارعه
نردُّ الزمان إلى رشده
و نبصق في كأسه السابعه
و نرفع في الأفق فجر الدماء
و نلهمه شمسنا الطالعه
       يعد سميح القاسم أحد أهم وأشهر الشعراء العرب والفلسطينين المعاصرين  حيثر ارتبط اسمه بشعر الثورة والمقاومة من داخل أراضي فلسطين  عام\ 1948. ويتناول في شعره الكفاح ومعاناة الفلسطينيين، وما أن بلغ الثلاثين حتى كان نشر ست مجموعات شعرية حازت على شهرة واسعة في العالم العربي .
        سُجن القاسم أكثر من مرة، كما وُضِعَ رهن الإقامة الجبرية والإعتقال المنزلي وطُرِدَ مِن عمله مرَّات عدّة بسبب نشاطه الشِّعري والسياسي وواجَهَ أكثر مِن تهديد بالقتل، داخل وطنه ( فلسطين )  وخارجه. يقول:
و بكينا.. يوم غنّى الآخرون
و لجأنا للسماء
يوم أزرى بالسماء الآخرون
و لأنّا ضعفاء
و لأنّا غرباء
نحن نبكي و نصلي
يوم يلهو و يغنّي الآخرون
       *  *     *
و حملنا.. جرحنا الدامي حملنا
و إلى أفق وراء الغيب يدعونا.. رحلنا
شرذماتٍ.. من يتامى
و طوينا في ضياعٍ قاتم..عاماً فعاما
و بقينا غرباء
و بكينا يوم غنى الآخرون
        *   *    *
سنوات التيهِ في سيناءَ كانت أربعين
ثم عاد الآخرون
و رحلنا.. يوم عاد الآخرون
فإلى أين؟.. و حتامَ سنبقى تائهين
و سنبقى غرباء ؟!
      وكان سميح القاسم من مؤسسي صحيفة (كل العرب) ورئيس تحريرها الفخري، إلى جانب إسهامه في تحرير صحيفتي (الغد) و(الاتحاد)  ثم شغل رَئِسَ تحرير جريدة (هذا العالم) عام\ 1966. ثم  عاد وعمل مُحرراً أدبياً في (الاتحاد) وأمين عام تحريرصحيفة  (الجديد) ثمَّ رئيس تحريرها. و قد أسَّسَ منشورات (عربسك) في مدينة (حيفا )، مع الكاتب ( عصام خوري ) سنة \ 1973، ثم  تسلم ادارة (المؤسسة الشعبية للفنون) في( حيفا ). ثم اصبح رئسا للإتحاد العام للكتاب العرب الفلسطينيين منذ تأسيسهما.  يقول في قصيدته ( اطفال سنة 48 ):
كَوَمٌ من السمك المقدّد في الأزقة . في الزوايا
تلهو بما ترك التتار الانكليز من البقايا
أُنبوبةٌ.. و حطام طائرةٍ.. و ناقلةٌ هشيمه
و مدافع محروقة.. و ثياب جنديٍّ قديمه
و قنابل مشلولة.. و قنابل صارت شظايا
               *  *   *
((يا اخوتي السمر العراة.. و يا روايتيَ الأليمه
غنّوا طويلاً و ارقصوا بين الكوارث و الخطايا ))
لم يقرأوا عن (( دنُ كشوت )) و عن خرافات القتال
و يجنّدون كتائباً تُفني كتائب في الخيال
فرسانها في الجوع تزحف.. و العصيُّ لها بنادق
و تشدّ للجبناء، في أغصان ليمونٍ، مشانق
و الشاربون من الدماء لهم وسامات الرجال
                  *  *   *
يا اخوتي !
آباؤنا لم يغرسوا غير الأساطير السقيمه
و اليتم.. و الرؤيا العقيمه
فلنجنِ من غرسِ الجهالة و الخيانة و الجريمه
فلنجنِ من خبز التمزّقِ.. نكبة الجوع العضال
               *  *  *
يا اخوتي السمر الجياع الحالمين ببعض رايه
يا اخوتي المتشرّدين و يا قصيدتيَ الشقيّه
ما زال عند الطيّبين، من الرثاء لنا بقيّه
ما زال في تاريخنا سطر.. لخاتمة الروايه
       توفي الشاعر الفلسطيني سميح القاسم، بعد صراع مع المرض الذي اصيب به (  سرطان الكبد )  لمدة  ثلاث سنوات أدى إلى تدهور حالته الصحية في الأيام الأخيرة وانتصر عليه المرض اخيرا  فوافته المنية  يوم الثلاثاء الموافق التاسع عشر من شهرآب ( اغسطس ) 2014 .
صَدَرَ له أكثر من (70 )كتاباً في الشعر والقصة والمسرح والمقالة والترجمة، وصدَرتْ أعماله الناجزة في سبعة مجلّدات عن دور نشر عديدة في القدس وبيروت والقاهرة. كما تُرجِمَ عددٌ كبير من قصائده إلى الإنجليزية والفرنسية والتركية والروسية والألمانية واليابانية والإسبانية واليونانية والإيطالية والتشيكية والفيتنامية والفارسية والعبرية واللغات الأخرى.
   سميح القاسم  حف بهالة من الالقاب  والمسميات الكثيرة بحيث كان  الشاعر الوحيد الذي تظهر في أعماله ملامح ما بعد الحداثة في الشِّعر العربي فكان ( قيثارة فلسطين ) و( متنبي فلسطين ) و(شاعر  العرب الاكبر ) و( الشاعر المبدع ) و( مغني الربابة وشاعرالشمس ) و( شاعر المقاومة الفلسطينية ) و(شاعرالقومية العربية ) و( الشاعر العملاق ) وكثير غيرها  فهو بحق الرجل المتفوّق في قوة مخيلته والتي يصعب أن نجد مثلها لدى شعراء آخرين ويمتلك هذه العمارة وهذه القوة التي تسمح له بأن يكون البطل الدائم في عالمه الشعري فهو بحق الشاعرالمبدع والشاعرالعملاق والشاعر الذي أعطى الشعر صفوة الروح والعمر، فانتصبت القصيدة شجرة عطاء لا ينضب. فهوالشاعر الإنسان لا يبرح الشباب وعنفوان الإنسان الممتلئ بالحيوية والمرح والأمل، فكان بحق  شاعر المقاومة ورئة الكلمة الصامدة يقول في احدى قصائده :
طعام الشهيد يكفي شهيدين
يا أمنا الريح .. يا هاجر المتعبه
أعدي الطعام القليل لأبنائك العائدين
على عربات المنافي
خذي كفني شرشفاً للأواني العتيقة
قومي افرشي للضيوف الأحبة كوفيتي..
إنهم متعبون جياع
أعدي لهم وجبة من بقول الخراب
أعدي كؤوس العذاب
وإبريق أحزانك المرعبه
سيجمعنا الخبز والملح عما قريب
وتجمع أشلاءنا لقمة العودة الطيبه
 واختم بحثي بهذه القصيدة الجميلة ( صوت الجنة الضائع ) :
صوتها كان عجيباً
كان مسحوراً قوياً.. و غنياً..
كان قداساً شجيّاً
نغماً و انساب في أعماقنا
فاستفاقت جذوة من حزننا الخامد
من أشواقنا
و كما أقبل فجأة
صوتها العذب، تلاشى، و تلاشى..
مسلّماً للريح دفئَه
تاركاً فينا حنيناً و ارتعاشا
صوتها.. طفل أتى أسرتنا حلواً حبيباً
و مضى سراً غريبا
صوتها.. ما كان لحناً و غناءاً
كان شمساً و سهوباً ممرعه
كان ليلا و نجوما
و رياحاً و طيوراً و غيوما
صوتها.. كان فصولاً أربعه
لم يكن لحناً جميلاً و غناءا
كان دنياً و سماءا
     *   *   *
و استفقنا ذات فجر
و انتظرنا الطائر المحبوب و اللحن الرخيما
و ترقّبنا طويلا دون جدوى
طائر الفردوس قد مدّ إلى الغيب جناحا
و النشيد الساحر المسحور.. راحا..
صار لوعه
صار ذكرى.. صار نجوى
و صداه حسرةً حرّى.. و دمعه
***نحن من بعدك شوق ليس يهدا
و عيونٌ سُهّدٌ ترنو و تندى
و نداءٌ حرق الأفقَ ابتهالاتِ و وجْدا
عُدْ لنا يا طيرنا المحبوب فالآفاق غضبى مدلهمّه
عد لنا سكراً و سلوانا و رحمه
عد لنا وجهاً و صوتا
لا تقل: آتي غداً
إنا غداً.. أشباح موتى !!




********************************










أدونيس



      هو علي بن أحمد بن  سعيد اسبر المعروف ب(أدونيس).

      ولد في  الاول من كانون الثاني ( يناير ) سنة \1930 في قرية (قصابين) التابعة  لمنطقة (اجبلة )ب (سوريا) . درس في قريته على يد أبيه حيث حفظ القران الكريم  وهو دون الثالثة عشرة من العمر وحفظ العديد من قصائد الشعراء القدامى  ومما يذكر انه لما زار ( شكري القوتلي ) رئيس الجمهورية السورية المنطقة  عام \ 1944 القى قصيدة وطنية من نظمه امام الرئيس والحضور فنالت استحسانه واستحسان كل الحاضرين معه  مما حدى بهم ان يرسلوه الى الدراسة في  ثم في ( الليزيه الفرنسية ) في مدينة (طرطوس) وحفظ العديد من قصائد الشعراء القدامى  ثم انتقل الى مدينة ( اللاذقية ) فأكمل دراسته الإعدادية وأنهى المرحلة الثانوية في الثانوية الرسمية فيها وكان في بداية مرحلته الثانوية  وحصل على الشهادة الجامعية  في الفلسفة من الجامعة السورية في  مدينة ( دمشق )عام \1954 ثم التحق بالخدمة العسكرية ثم اعتقل سنة كاملة  بسبب انتمائه الى ( الحزب السوري القومي الاجتماعي ) مما اضطره الى مغادرة سوريا الى لبنان عام \ 1956وهناك التقى الشاعر (يوسف الخال )  حيث أصدرا معاً ( مجلة شعر ) في مطلع عام1957. ثم أصدر أدونيس مجلة ( مواقف) في  عام \1969 ثم حصل على  الدكتوراه في الأدب العربي سنة\ 1973 من جامعة (القديس يوسف) في  (بيروت ).

     أثارت أطروحته  لنيل شهادة الدكتوراه ( الثابت والمتحول )  سجالاً طويلاً. بدءاً من عام 1955 وادى هذا السجال الى اشتهاره عربيا وعالميا  فتكررت دعوته كأستاذ زائر إلى جامعات ومراكز عديدة  للبحث في فرنسا  والمانيا  وسويسرا  وامريكا .وحصل على عدد من الجوائز العالمية وألقاب التكريم وتُرجمت أعماله إلى ثلاث عشرة لغة.
     اطلق على نفسه لقب (ادونيس ) تيمناً باسطورة ادونيس الفينيقية وهو أحد ألقاب الآلهة في اللغة الكنعانية-الفينيقية، فالكلمة (أدون  تعني  سيد أو إله بالكنعانية مضاف إليها السين وهو علامة التذكيرباليونانية وهذا هو معشوق الألهة عشتار كما تنقل الروايات . وقد انتقلت أسطورة أدونيس للثقافة اليونانية وحبيبته صارت (أفروديت ). فهو يجسد الربيع والخصب لدى الكنعانين والإغريق. وكان يصورها  شاب رائع الجمال . فخرج ادونيس  بهذا اللقب على تقاليد التسمية العربية . ليكون لذلك الشاب ذي السبعة عشر عاماً في ( دمشق )سبقته شهرة الاسم، وشهرة قصائده، عندما يمّم نحوها، وكان عائداً لتوه من الخدمة العسكرية، وفي طريقه للالتحاق بالجامعة، وكانت (خالدة سعيد ) الفتاة الشابة المتقدة ذكاء  وجمالا وحساً أدبياً، طالبة دار المعلمين في (دمشق)، قد قرأت بعض تلك القصائد وأخذت بها وبالاسم البراق يلمع تحتها، كان بيت المذيعة (عبلة الخوري) يومئذٍ، قبلة للمثقفين والقوميين السوريين، فانفتح أمام أدونيس، وأمام البنت الذكية (خالدة سعيد) وشيئاً فشيئاً تكشفت للشاعر الحالم المتمرّد على كل شيء، قوة عقل تلك الفتاة، وأسرته رزانتها ودقة أفكارها، فرأى فيها ما يمكن أن يساعده على أعباء ثورته الأدبية التي بدأ يستكشف اتجاهاتها، ورأت هي فيه مشروع شاعر كبير وثوري من الطراز الاول و الرفيع، فسلمته زمامها، وتبعته في مذاهبه التي لم يكن يعرف إلى أين ستقوده، لكنه يعرف شيئاً واحداً، أنها ينبغي أن تزعزع كل شيء، وتتجاوز كل الحدود والخطوط الحمر.
       وفي بيروت فُتحت لهما أبواب الثقافة على مصراعيها، فدخلا اليها بإخلاص واجتهاد، لا نظير له، دراسة وإبداعاً وتنظيراً. وفيها أكملا دراستهما الجامعية، وفيها انخرطا في التجربة الثورية لمجلة (شعر)التي اجتمع فيها شعراء الحداثة الشعرية كما اشرت  وكانت( خالدة ) في قلب   ذلك الزخم الحداثي، فتزوجها فانجب  منها ابنتين  هما ارواد  ونينار وفيها يقول :.
حينما أُغرقُ في عينيكِ عيني,
ألمح الفجر العميقا
وأرى الأمس العتيقا
وأرى ما لست أدري,
وأحسّ الكون يجري
                               بين عينيكِ وبيني

 توفي ( ادونيس ) الشاعرالسوري المجدد بتاريخ الثامن والعشرين من شهر تشرين  الثاني( نوفمبر )2014.

      يعد ادونيس من الشعراء المجددين في الادب العربي  والشعر بصورة خاصة  ومن رواد الشعرالحديث  فكتب الشعر الحر والمنثور بدلا من الشعرالتقليدي  وقد التف حوله مجموعة من  شعراء  هذا النوع من الشعر اذكر منهم  محمد الماغوط  و انسي الحاج و ويوسف الخال  وغيرهم . يقول في قصيدة له بعنوان (وطني في لاجئ) :
وليكنْ وجهيَ فيئًا!
دهْرٌ من الحجر العاشق يمشي حولي أنا
العاشق الأول للنار
تحبلُ النار أياميَ نارٌ أُنثى دَمٌ تحت
نهديها صليلٌ والإِبطُ آبارُ دمعٍ نهَرٌ تائهٌ وتلتصق
الشمس عليها كالثوبِ تزلقُ جرحٌ فَرَّعتْه
وشعشعَتْهُ ببَاهٍ وبهارٍ (هذا جنينُكِ?) أحزانيَ وَرْدٌ.
دخلتُ مدرسة العشب جبيني مُشقّقٌ ودمي يخلع
سلطانَه: تساءلتُ ما أفعلُ? هل أحزم المدينة
بالخبز? تناثرتُ في رواقٍ من النار اقتسمْنا
دمَ الملوكِ وجعْنا
نحمل الأزمنه
مازجين الحصى بالنجومْ
سائقين الغيومْ.
كقطيعٍ من الأحصنَه.
       أدونيس من أكثر الشعراء العرب إثارة للجدل.كما يقول النقاد  فقد  استطاع بلورة منهج جديد في الشعر العربي يقوم بتوظيف اللغة الى قدر كبير من الإبداع والتجربة بحيث تسمو كتاباته على الاستخدامات التقليدية دون أن يخرج على اصول عن اللغة العربية الفصحى ومقاييسها النحوية.
استطاع أدونيس نقل الشعر العربي إلى العالمية. وقد رشحه النقاد لنيل جائزة ( نوبل ) للاداب لفترة طويلة الا انه لم ينلها  كما أنه، بالإضافة لمنجزه الشعري، يُعدّ واحداً من أكثر الكتاب العرب إسهاما في المجالات الفكرية والنقدية.ويعد الشاعر العربي العالمي الأول.  وكذلك كان رساما  ونجد في شعره  مهارة من رسمه  في  صورة شعرية  رائعة  يقول :
جالسٌ قربها
والستار الذي نسجتْه تباريحُنا مُسْدَلٌ.
قَامةُ الأفق مكسـورةُ الخصرِ،
والشمسُ تمضي الى نومِها.
مِشْطها، قلمُ الحبر، كرسيُّها، الفراشُ
على الأرض، أكداسُ أوراقِها -
كتباً ودفاترَ، بستانُ وردٍ
تتناثر أكمامهُ.
أتذكّر حتَّى كأني أرى الآنَ: ها بيتُها
يَتنهَّدُ، هَا شُرفاتُ النوافذ تُسلم أحضانَها
للمُريدِ المولَّه،
والشمس في أوّل اللَّيل،
تخلع آخر قمصانها.
    حصل ادونيس على جوائز كثيرة اهمها الجائزة الكبرى ببروكسل سنة 1986 ثم جائزة الإكليل الذهبي للشعر في جمهورية مقدونيا تشرين الأول 1997.

   ترك الشاعر السوري علي احمد سعيد اسبر ( ادونيس ) اثارا كثيرة  بعد وفاته اثرت المكتبات العربية  منها مايلي :

        قصائد أولى، دار الآداب، بيروت، 1988.
        أوراق في الريح، دار الآداب، بيروت، 1988.
        أغاني مهيار الدمشقي، دار الآداب، بيروت، 1988
         قالت الأرض،
         وقت بين الرماد والورد،
         كتاب الحصار
        كتاب التحولات والهجرة في أقاليم النهار والليل،
        دار الآداب، بيروت، 1988.
        المسرح والمرايا، دار الآداب، بيروت، 1988.
        وقت بين الرماد والورد، دار الآداب، بيروت، 1980.
        هذا هو اسمي، دار الآداب، بيروت، 1980.
        منارات، دار المدى، دمشق 1976.
        مفرد بصيغة الجمع، دار الآداب، بيروت، 1988.
        كتاب القصائد الخمس، دار العودة، بيروت، 1979.
        كتاب الحصار، دار الآداب، بيروت، 1985.
•       شهوة تتقدّم في خرائط المادة، دار توبقال للنشر، الدار البيضاء، 1988.
•       احتفاءً بالأشياء الغامضة الواضحة، دار الآداب، بيروت، 1988.
•       أبجدية ثانية، دار توبقال للنشر، الدار البيضاء، 1994.
•       مفردات شعر، دار المدى، دمشق 1996.
•       الكتاب الاول، دار الساقي، بيروت، 1995.
•       الكتاب الثاني دار الساقي، بيروت، 1998.
•       الكتاب الثالث دار الساقي، بيروت، 2002.
•       فهرس لأعمال الريح، دار النهار، بيروت.
•       أول الجسد آخر البحر، دار الساقي، بيروت، 2003.
•       تنبّأ أيها الأعمى، دار الساقي، بيروت، 2003.
•       تاريخ يتمزّق في جسد امرأة، دار الساقي، بيروت، 2007.
•       ورّاق يبيع كتب النجوم، دار الساقي، بيروت، 2008.
•       الأعمال الشعرية الكاملة، دار المدى، دمشق، 1996.
الكتاب الخطاب الحجاب 2009.
 اما في  مجال  الدراسات فقد اصدر العديد من الكتب اهمها :

•       مقدمة للشعر العربي، دار الفكر، بيروت، 1986.
•       زمن الشعر، دار الساقي، بيروت، 2005.
•       الثابت والمتحول، بحث في الإبداع والإتباع عند العرب،
.        رمز الشعر،
 .       الصوفية والسريالية،
 .      النظام القرآني وآفاق الكتابة.
.       تأصيل الأصول،
.       صدمة الحداثة وسلطة الموروث الديني،
.       صدمة الحداثة وسلطة الموروث الشعري،دار الساقي،                             بيروت، 2001.
•       فاتحة لنهايات القرن، دار النهار، بيروت.
•       سياسة الشعر، دار الآداب، بيروت 1985.
•       الشعرية العربية، دار الآداب، بيروت 1985.
•       كلام البدايات، دار الآداب، بيروت 1990.
•       الصوفية والسوريالية، دار الساقي، بيروت 1992.
•       النص القرآني وآفاق الكتابة، دار الآداب، بيروت 1993.
•       النظام والكلام، دار الآداب، بيروت 1993.
•       ها أنت أيها الوقت، (سيرة شعرية ثقافية)، دار الآداب، بيروت، 1993.
•       موسيقى الحوت الأزرق، دار الآداب، بيروت، 2002.
•       المحيط الأسود، دار الساقي، بيروت، 2005.
كونشيرتو القدس، بيروت - بلومبرغ - باريس تموز

 كما قام بترجمة الكتب التالية الى العربية :

•       حكاية فاسكو، وزارة الإعلام، الكويت، 1972.
•       السيد بوبل، وزارة الأعلام، الكويت، 1972.
•       مهاجر بريسبان، وزارة الإعلام، الكويت، 1973.
•       البنفسج، وزارة الإعلام، الكويت، 1973.
•       السفر، وزارة الإعلام، الكويت، 1975.
•       سهرة الأمثال، وزارة الإعلام، الكويت، 1975.
•       مسرح جورج شحادة، طبعة جديدة، بالعربية والفرنسية، دار النهار، بيروت.
•       الأعمال الشعرية الكاملة لسان جون بيرس،
•       منارات، وزارة الثقافة والإرشاد القومي، دمشق، 1976. طبعة جديدة، دار المدى، دمشق.
•       منفى، وقصائد أخرى، وزارة الثقافة والإرشاد القومي، دمشق، 1978.
•       (فهرس لأعمال الريح) دار كشب للشعر، تل أبيب، ترجمة إلى العبرية
•       مسرح راسين
•       فيدر ومأساة طيبة أو الشقيقان العدوان، وزارة الإعلام، الكويت، 1979.
•       الأعمال الشعرية الكاملة لإيف بونفوا، وزارة الثقافة، دمشق، 1986.
•       كتاب التحولات، أوفيد، المجمع الثقافي، أبوظبي، 2002.
•       الأرض الملتهبة، دومينيك دوفيلبان، دار النهار، 2004.

 

          وقام  بالتعاون مع زوجته (خالدة سعيد )باصدار الكتب التالية  كمختارات من نتاج الشعراء والادباء الاخرين :

  • مختارات من شعر يوسف الخال، دار مجلة شعر بيروت، 1962.
  • ديوان الشعر العربي،
1.  الكتاب الأول، المكتبة العصرية، بيروت، 1964.
2.  الكتاب الثاني، المكتبة العصرية، بيروت، 1964.
3.  الكتاب الثالث، المكتبة العصرية، بيروت، 1968.
ديوان الشعر العربي (ثلاثة أجزاء)، طبعة جديدة، دار المدى، دمشق، 1996.
  • مختارات من شعر السياب، دار الآداب، بيروت، 1967.
  • مختارات من شعر شوقي (مع مقدمة)
  • مختارات من شعر الرصافي (مع مقدمة)،
  • مختارات من الكواكبي (مع مقدمة)،
  • مختارات من محمد عبده (مع مقدمة) بيروت، 1983.
  • مختارات من محمد رشيد رضا (مع مقدمة)،
  • مختارات من شعر الزهاوي (مع مقدمة
  • مختارات من الإمام محمد بن عبد الوهاب بيروت، 1983.

 اختم بحثي بهذه السطور الشعرية من  شعره  :

خَرَجَ الوردُ منْ حوضِه
لملاقاتها،
كانتِ الشمسُ عُريانةً
في الخريفِ، سِوَى خَيْطِ غيمٍ على خَصْرِها.
هكذا يُولَدُ الحبُّ
في القريةِ التي جئتُ مِنْها.
- 2 -
نهضتُ أسْألُ عَنْكِ الفجْرَ: هَلْ نَهضَتْ؟
رأيتُ وجهَكِ حولَ البيتِ مرتَسِماً
في كلِّ غصْنٍ. رميْتُ الفجرَ عن كَتِفي:
جاءَتْ
أمِ الحلمُ أغواني؟ سألتُ ندىً
على الغصونِ، سألتُ الشمسَ هَلْ قَرأَتْ
خُطاكِ؟ أينَ لمسْتِ البابَ؟
كيفَ مَشى
الى جوارِكِ ورْدُ البيتِ والشجرُ؟
أكادُ أشطرُ أيّامي وأنْشَطِرُ:
دَمي هناكَ وجسمي هَا هُنا - ورقٌ
يجرُّهُ في هَشيمِ العالَمِ الشَّررُ.
- 3 -
صامتٌ ليلُنا.
مِنْ هُنا زهرٌ ينحني
مِـنْ هنـالك ما يُشبـه التَّلَعثُمَ.
لا رَجَّةٌ. لا افْتِتانْ.
ليلُنا يتنهّد في رئتَيْنا
والنوافذ تُطبِق أهدابَها.
- تقرأين؟
- ضع الشايَ. ضوءٌ
يتسرّبُ مِنْ جسدينا الى جسدينا
ويغيّر وجْهَ المكانْ.
- 4 -
هكذا - في عناق الطّبيعةِ والطَّبْعِ، نعصفُ أو نَهْدأُ
لا قرارٌ، ولا خِطَّةٌ، - عَفْوَ أعضائِنا،
ننتهي، نَبْدأُ.
جسدانا
كوكبٌ واحِدٌ.
نتبادَلُ أحزانَنا
نتبادل أحشاءَنا،
جسدانا دَمٌ واحِدٌ.
نحن صِنْوانِ في الجرحِ، مفتاحُ أيّامِنا
ومفتاحُ أفراحِنا وأَحزانِنا،
جَسدانا.
- 5 -
فَكَّتِ الأرضُ أَزْرارَها، وسارَتْ
حُرَّةً في خُطانَا،
عندما سألَتْنا وقلنا:
نعرف الحبَّ يا أرضَنا. جَبَلْنا
طينَنا مِن هَباءِ مسافاتِهِ، وجَبَلْنَا
فتنةَ القمر المتشرّد في طَمْثهِ بأوجاعِنا،
ورسَمْنا
كُلَّ ما لا يُرى مِن تقاطيعهِ،
بتقاطيعِنا.
هي ذي أرضُنا، -
نتوقّعُ أن يعشقَ الحبُّ أسماءَه
كيفما دُوِّنَتْ
في دفاتر أيّامِها.
- 6 -
نَهَرٌ - مِنْجَمٌ
نهرٌ غامرٌ
يتلبّس أعضاءنا
ويسافر فيها -
يدخلُ البحرُ فيه
تخرجُ الأرضُ منه،
والبقيةُ لا تُفهَمُ.
لا أحدّدُ لا أرسمُ
الدخول الى ليل حبي مضيءٌ
والخروج هو المعتمُ.

******************************

*******************************












احمد محمد الصديق



       ولد احمد محمد الصدبق  في (شفا عمرو )على مقربة من مدينة (عكا ) بفلسطين سنة\ 1941م. و درس المرحلة الابتدائية في (مدرسة شفا عمرو.) و درس في  (حيفا )سنتين بعد الابتدائية. –ثم  درس في( مدرسة كفر ياسيف ) سنة واحدة.  ثم انتقل  الى ( قطر)ثم التحق ب (المعهد الديني ) ب( قطر )حيث التقى بخيرة الأساتذة والعلماء، وتخرج من المعهدعام\ 1966م. ثم لنتقل الى السودان لدرس الشريعة في جامعة ( أم درمان الإسلامية) في السودان ونال شهادة الليسانس عام 1970م. ثم  حصل على( الماجستير) في الشريعة الإسلامية من (جامعة الأزهر الشريف). ثم حصل على الدبلوم العام في التربية من (جامعة قطر)

. اما حياته العملية: - فقد بدأ بنشر قصائده في الصحف اليومية في (فلسطين المحتلة) أيام دراسته الإعدادية والثانوية قبل خروجه منها عام 1956م. و شارك هناك بشعره في مهرجانات ومناسبات وطنية عديدة، وكان له نشاط طلابي ملحوظ. و نشرت له( مجلة الحق )القطرية ومجلتا (المجتمع) و(الوعي الإسلامي) الكويتيتان، ومجلة (البعث الإسلامي ) في الهند ومجلة (الشهاب )اللبنانية

     وكان  له حضورمميز حيث شهد الندوات الشعرية في (الدوحة )في قطر ، وفي جمعيات الإصلاح في الإمارات والكويت والبحرين
فقد شاعراً محلقاً مجلياً أصيلاً. وقد  دخلت بعض قصائده ضمن المقررات الرسية  في  مناهج  اللغة العربية  بدولة  قطر  ودولة الإمارات، وفي المدارس الفلسطينية  في لبنان.  أنشد الكثير من قصائده  الدينية والوطنية  والاجتماعية،  وانتشرت  أشرطته المسجلة على نطاق واسع.  كذك كان له في السودان نشاط شعري كبير في الاحتفالات والندوات وفي الصحف والمجلات، وأشهر المجلات التي نشرت له (مجلة الميثاق الإسلامي ولما احتلت الولاياتى المتحدة الامريكية  العراق وكانت  محافظة (الانبار )عصية  عليه قال قصيدته ( هي الانبار )  يقول فيها :


هِيَ  الأنبارُ  يا عَرَبُ        بوجْهِ  الظُّلْمِ   تَنْتَصِبُ 

وساحاتُ  العراقِ  جم       يعُها بالسُّخْطِ  تَلتَهِبُ

 أَيدْري الغاشمُ المَغْرو       رُ - يا أنبارُ - ما السَّبَبُ؟ 

حذارِ حذارِ إنْ ثارَ ال         حَليمُ، وجَلْجلَ الغَضَبُ

وضاقَ  بكلِّ  طاغوتٍ        على  أكتافِهِ ر ر  يَثِبُ   

أيُبصِرُ ما الذي يَجْري؟         أيَجهلُ ما الذي يَجِبُ؟ 

هَشيمُ  حصادِهِ   شَوكٌ         وكلُّ   بِنائِهِ      خَرِبُ  

يَبيعُ  الشعبَ أوهاماً               وُعوداً.. كلُّها  كَذِبُ 

على  دبَّابَةِ  المُحْتَلِّ             جاءَ  الرأسُ   والذَّنَبُ 

• • •
يَعيثُ كلاهُما في الأرْ            ضِ إفْساداً، ويَنْتهبُ

وما للشعبِ  إلاَّ القه          رُ والحِرمانُ   والسَّغَبُ

وشاعَ الموتُ في الطُّرُقا         تِ.. والتَّدميرُ والرَّهَبُ

وكمْ في قَبضةِ السجَّا             نِ يَشكو الفِتيةُ النُّجُبُ

وأعراضُ الحَرائرِ في             جَحيمِ الأَسْرِ تُغْتَصَبُ

ومَنْ يدعو لرفعِ الضَّيْ          مِ.. حامَتْ حولَه الرِّيَبُ

وبالتَّهميشِ لا يُقْضَى                   لنا أمرٌ ولا طَلَبُ

ونحنُ الدِّرعُ للأوطا               نِ، والأوتادُ والطُّنُبُ

نُدَعُّ.. فلا حُقوقَ لنا              ودونَ مُرادِنا الحُجُبُ

ويا كُلَّ العِراقِ انْظُرْ                دِمَشْقُ تلوحُ أو حَلَبُ

هناك تدورُ مَعركَةٌ              وَوَجْهُ الأرضِ مُخْتَضَبُ

وحَولَ القُدْسِ والأَقْصَى           حِرابُ البَغْيِ والكُرَبُ

وللتحريرِ جُنْدُ اللهِ                     في الأكنافِ تَرْتَقِبُ

لَنا البُشْرىَ.. وسوف يَزو        لُ جَيْشُ الفِتْنَةِ  اللَّجِبُ

وراياتُ  الجِهادِ  الحُرِّ                   للإسلامِ    تَنْتَسِبُ

لَنا البُشْرَى، أجَلْ، والفتـ             حُ والتمكينُ والغَلَبُ.

   وكان  قد عمل في قطر مدرساً لمدة ثماني سنوات ثم انتقل للعمل بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية رئيساً لأحد أقسامها، ويتولى خطابة الجمعة  فيهالا  لمدة اكثر عشرين عاماً. -
 ثم  حصل على الجنسية القطرية.

صدر له الدواوين الشعرية التالية :

    1- هو الله

    2- البردة الجديدة

    3- ويخضر غصن الامل

    4- راح وكلمات

    5- يا سراييفو الحبيبة

    6- ملحمة الشيشان

    7- طيور الجنة

    8- قادمون مع الفجر

    9- هكذا يقول الحجر

   10- قصائد الى الفتاة المسلمة

   11- نداء الحق

   12- ملحمة القدس

   13- أناشيد للطفل المسلم (3اجزاء)

واختم بحثي بهذه الابيات من شعره:


كم قتلوا البرعم في الكـُـمِّ

وتعالت صيحات الأم

والمجرم يمعن في الجُرم

وعقاب القاتل ممنوعُ

ويقال دفاع مشروعُ

****************
أحصار الشعب إذن جائز؟

لا معبر يفتح أو حاجز

ويئن شيوخ وعجائز

وتسيل دماء ودموع

ويقال دفاع مشروع

************    

بصدور عارية ندفع

نيران الغارة والمدفع

لن نركع أبدا لن نركع

وإذا ما اشتد بنا الجوع

أيقال دفاع مشروع؟

************* 

نستعذب في الله المحنا

ونعانق بالروح الوطنا

وسكوت العالم يحفزنا

أيعربد لص مخدوع

ويقال دفاع مشروع؟

***************  

قتلانا في الجنة تنعم

قتلاهم في نار جهنم

والبيت الآهل إذ يهدم

ويجث الشجر المزروع

أيقال دفاع مشروع؟

***************

يا أمنا مجلسه انحازا

الظلم يجر استفزازا

أيصير العدوان مجازا؟

فتصول جنود ودروع

ويقال دفاع مشروع؟

************** 

هانحن نلقنهم درسا

بدمانا سنزيل الرجسا

ونعيد لأمتنا القدسا

ولواء العزة مرفوع

ولدينا الحق المشروع

*****************

من حيث أتيتم فارتحلوا

في أرضي ليس لكم أمل

ستضيق بكم فيها السبل

ويحرر شعب وربوع

وجهادي حق مشروع




*****************************



  





سعاد محمد الصباح





       ولدت الشاعرة سعاد الصباح في 22/5/1942 ، وهي الابنة البكر لوالدها الشيخ (محمد صباح )

الصبـاح الذي حمل أسم جده الشيخ (محمد الصباح) حاكم الكويت من العام 1892-1896

    وقدتلقت علومها الأولية في مدرسة (الخنساء) بالكويت والمرحلة الثانوية في ثانوية المرقاب للبنات / الكويت

في 15/9/19960 اقترنت بالشيخ (عبد الله مبارك الصباح )، نائب حاكم الكويت والقائــد العام للجيش و القوات المسلحة

حصلت على شهادة البكالوريوس في الاقتصاد / كلية الاقتصاد والعلوم السياسية / جامعة القاهرة عام 1973

حصضلت على شهادة الكتوراة من جامعة (ساري جلفورد )البريطانية في
الاقتصاد عن دراستها بالانجليزية " التخطيط والتنمية في الاقتصاد الكويتي ودور المرأة " 1981
• بعد تخرجها عادت الى الكويت لمباشرة نشاطها الثقافي و السياسي و الاقتصــادي فشاركت في عشرات النـدوات الاقتصادية و السياسية و القافية في القاهرة و الخرطوم و عمان و دمشق و البحريـن و دبي و تونس و مسقـط و الريـاض و لنـدن وواشنطن و باريس و جنيف و مراكش و ليماسول

اهتمت بقضايا حرية الرأي وحقوق الإنسان، والتخطيط والتنمية، واقتصاديات العمالة والنفط ، والمرأة والطفل .

وقد شاركت في العديد من الأمسيات الشعرية العربية والأجنبية .

أسست دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع وقد شجعت الابداع الفكري والثقافي والادبي كثيرا من خلال رصد جوائز باسمها واخرى باسم زوجها لتشـجيع
ا لإبداع الفكري والعلمي والأدبي .

• كتبت مئات المقالات و الدراسات الاقتصادية و القومية و الوجدانية في العديد من الصحف و المجلات العربية ، داخل العالم العربي و خارجه .

• لقي إبداعهـا الشعري اهتمـام الدارسين الجامعيـين فكان محور رسالات ماجستير و دكتوراه في الاردن و مصر و لبنان و البحرين و الصين .فضلا عن عشرات المقابلات التليفزيونية التي سجلت صـورا مـن سيرتها و من عطائها الشعري . و احتفت الأوساط الثقافية بها فأحيت أمسيات شعرية في مصر ،لبنان ، سورية ، مسقط ،الامارات ، الاردن ، سويسرا ,فرنسا ، البحرين ، السعودية ، بريطانيا ، الولايات المتحدة ، العراق ، تونس ، قطـر ، المغرب ، السودان

• شغلت الثقافة و حقوق الإنسان و قضايا المرأة و الطفل حيزا كبيرا من اهتمامها لذلك اختارها الامين العام للأمم المتحدة بين خمس سيدات منهن حرم الرئيس الامريكي و حرم الرئيس الفرنسي لتكون ضيفة شرف للمؤتمر العالمي للمرأة الذي عقد ببكين عام 1995 وقد تم أختيارها لشغل المواقع التالية :

  شغلت الشاعر سعاد الصباح  العديد من المناصب وتصدرت الكثير من المؤتمرات والمهرجانات الادبية والثقافية والانسانية وقد شاهدتها في مهرجان المربد الشعري في ( بغداد) فكانت نعم الشاعرة الرائدة متمكنة رائعة الالقاء حلوة الحديث مثقفة ثقافة عالية وانها مثال المراءة العربية الناضجة

اصدرت اكثر من اربعة عشر مجموعة شعرية وعددا من الكتب في الاقتصاد والثقافة والتنمة وشؤون المرأة وغير من منابع الحياة

قرر الشيخ عبد الله المبارك و د. سعاد الصباح في عام \ 1988 تأسيس أول هيئة عربية تتولى تشجيع مواهب الإبداع لدى الشباب العربي فكانت جوائزهما التي خصصت أربع منـها للإبداع العلمي و أربع أخرى للإبداع الفكري و الأدبي مـع جــائزة خاصة للأبداع الفلسطيني . و تستمر هـذه الهيئـة في عملها السنــوي المميز مفسحة الطريق أمام ظهور المواهب الواعدة و طبع نتاج الأوائـل

        ومن قصائدها الرائعة هذه الابيات من قصيدة احب العراق التي القتها على اسماعنا في مهرجان المربد في بغداد -

ا نا إمرأة قررت أن تحب العراق

وأن تتزوج منه أمام عيون القبيلة

فمنذ الطفولة كنت أكحل عيني بليل العراق

وكنت أحنّي يدي بطين العراق

وأترك شعري طويلاً ليشبه نخل العراق
......
أنا امرأة لاتشابه أي امرأة

أنا البحر والشمس واللؤلؤة

مزاجي أن أتزوج سيفاً

وأن أتزوج مليون نخلة

وأن أتزوج مليون دجلة

مزاجي أن أتزوج يوماً

صهيل الخيول الجميلة

فكيف اقيم علاقة حب

إذا لم تُعَمّد بماء البطولة

وكيف تحب النساء رجالاً بغير رجولة

.......أنا امرأة لاأزيف نفسي

وإن مسني الحب يوماً فلست أجامل

أنا امرأة من جنوب العراق

فبين عيوني تنام حضارات بابل

وفوق جبيني تمر شعوب وتمضي قبائل

فحيناً أنا لوحة سومرية

وحيناً أنا كرمة بابلية

وطوراً أنا راية عربية

وليلة عرسي هي القادسية

زواجي جرى تحت ظل السيوف وضوء المشاعل

ومهري كان حصاناً جميلاً وخمس سنابل

وماذا تريد النساء من الحب إلا

قصيدة شعرٍ ووقفة عزٍ وسيفاً يقاتل

وماذا تريد النساء من المجد

أكثر من أن يكن بريقاً جميلاً

بعيني مناضل





***********************


























الشاعر محمد الفيتوري




      ولد محمد  مفتاح  رجب  الفيتورى، في الرابع والعشرين من شهر تشرين الثاني (نوفمبر ) عام\1936 في  مدينة ( الجنينة ) من ولاية  ( دارفور) في السودان  ) اما والده فهو الشيخ مفتاح رجب الفيتوري،  كان صوفيا بدرجة ( خليفة (في الطريقة (الشاذلية ) العروسية، الأسمرية من اصولها الطريقة القادرية .

       نشأ في مدينة (الاسكندرية)،وفيها حفظ القران الكريم ودرس بالمعهد الديني ب(الاسكندرية) ثم انتقل إلى( القاهرة) فأكمل تعليمه بالأزهر (كلية العلوم )

يقول الشاعر محمد مفتاح الفيتوري عن ولادته وطفولته :
  ( لو سألتني في أي أرض ولدت لكانت اجابتي أسهل لانني ممن يؤمنون بوحدة الأرض العربية‚ وهكذا تختلط في عيني الحدود الجغرافية مادامت داخل هذه الأرض‚ وتتداخل التجمعات السكانية مثلما تتداخل الأزمنة والخصائص واللهجات)

    ومحمد الفيتوري شاعرالعرب و شاعر إفريقيا‚فقد وقف الى جانب قامات شعرية وأدبية كبرى‚ يقول عن نفسه وولادته :

 (ولدت في أقصى الغرب السوداني في مدينة اسمها (الجنينة)‚ الجزء الأكبر منها يقع داخل حدود (السودان)‚ والجزء الآخر يقع داخل ( تشاد‚) وأسرتي بسيطة جدا تتكون من أب وأم وشقيقة‚ الوالد هو شيخ صوفي كبير‚ الشيخ مفتاح رجب الشيخي الفيتوري خليفة من خلفاء الطريقة العروسية الشاذلية الأسمرية‚ أو كما يسمونها شيخ السجادة الصوفية والوالدة السيدة فاضلة‚ وفي جذور القبيلة تتداخل دماء كثيرة لقبائل بعضها ليبي والآخر مصري والثالث افريقي‚ هذه المركبات المتداخلة فيها امتدادي في أجساد وأرواح الاخرين‚ ومنذ دب الوعي في وجداني‚ وبدأت أدرك معنى بعض الكلمات التي كان يرددها والدي ليلا مع بعض زواره من أدعية وترانيم دينية‚ تعلقت بما أسمع وبدأت أفكر تفكيرا عميقا‚ لدرجة أنني تركت رفاقي في اللعب وانا طفل لأنضم الى رفاق أبي في فناء البيت مستمعا ومستمتعا بآيات الذكر الحكيم والتواشيح الصوفية والاوراد والقصص) .

        عمل محررا ً أدبيا ًبالصحف المصرية والسودانية وعين خبيرا ً إعلاميا ً بالجامعة العربية1968- 1970 ثم عمل مستشارا ً ثقافيا ً في السفارة الليبية بإيطاليا  ثم شغل منصب مستشارا ً وسفيرا ً بالسفارة الليبية ببيروت  ثم مستشارا ًسياسيا ً وإعلاميا ً بسفارة ليبيا بالمغرب وتزوج امراة مغربية .

       أسقطت عنه الحكومة السودانية في عام\ 1974في عهد الرئيس جعفر نميري الجنسية السودانية وسحبت منه جواز السفر السوداني لمعارضته للنظام آنذاك وهذا في رايي ياتي عن عقلية صغيرة لاتعي تقوم بها الحكومات المتخلفة ضد رعاياها - وتبنّته الجماهيرية الليبية فأصدرت له جواز سفر ليبي . وارتبط بعلاقة قوية بالعقيد معمر القذافي وبسقوط نظام القذافي سحبت منه السلطات الليبية الجديدة جواز السفر الليبي فأقام بالمغرب مع زوجته المغربية (رجات ) في ضاحية سيدي العابد، جنوب العاصمة المغربية ( الرباط. )وفي عام \2014، عادت الحكومة السودانية ومنحته جواز سفر دبلوماسي  واعتبر محمد الفيتوري جزءا ً من الحركة الأدبية السودانية .

  يقول: ( قصيدتي الاولى من حيث احساسي الشخصي بنضجها الفني كانت في مدينة الاسكندرية‚ حينذاك كنت طالبا في السنوات الأولى من الدراسة الثانوية معهد الاسكندرية الديني أظن أنها كانت قصيدة (خطوط) أو ربما كانت قصيدتي التي أقول في مطلعها:

فقير أجل
ودميم  دميم
بلون الشتاء  بلون الغيوم
يسير فتسخر منه الوجوه
وتسخر حتى وجوه الهموم
فيحمل أحقاده في جنون
ويحضن أحزانه في وجوم
ولكنه أبدا حالم
وفي قلبه يقظات النجوم

      تعرفت الى الشاعر محمد مفتاح الفيتوري عام\   1986 وكان رجلا اسمر اللون يميل الى السواد قصيرا بدينا  مدحدحا  تعرفت عليه في مهرجان المربد الشعري في بغداد سنة \1986  فقد القى قصيدته  في قاعة الرشيد  وكانت طويلة تجاوزت الوقت المقرر لكل شاعر  كثيرا  كثيرا  جعلت السيد لطيف نصيف جاسم وزيرالثقافة العراقية انذاك يمتعض ويتبرم  ويبدي ملله وا نزعاجه من هذه الحالة  فطلب من الفيتوري ان يحسم موضوع قصيدته ويقتطع منها الا انه استمر في الالقاء وبعد ان  انهى قصيدته  بدقائق غادر القاعة   ثم  سافر تاركا بغداد ومربدها . وفي اليوم التالي من ايام المربد كانت احتفاليتنا في مبنى قاعة نصب الشهيد ببغداد وقد علمنا ان الشاعر محمد مفتاح الفيتوري  غادر العراق  من ساعته منزعجا  وقد اعتذرالوزير لطيف نصيف جاسم  للشاعر في كلمة القاها بالمناسبة .
ومن اجمل ما قال:
       
غرسوا الحب فلما أثمر الحب
أهدوه إلى الناس وهاموا
غرباء ومغنين
وأحلى أغانيهم على الأرض السلام
ومن شعره قصيدة تحت المطر منها مايلي


أيها السائق
رفقاً بالخيول المتعبة!
قف..
فقد أدمى حديد السرج لحم الرقبة
قف...
فإِن الدرب في ناظرة الخيل اشتبه
هكذا كان يغني الموت حول العربة
وهي تهوي تحت أمطار الدجى مضطربة!
غير أن السائق الأسود ذا الوجه النحيل
جذب المعطف في يأس
على الوجه العليل..
ورمى الدرب بما يشبه أنوار الأفول
ثم غنى سوطه الباكي
على ظهر الخيول..
فتلوت
وتهاوت
ثم سارت في ذهول !

طفل القدس

ليس طفلاً‚ ذلك الخارجُ من أزمنة الموتى
إلهيُّ الإشارة
ليس طفلاً وحجارة
ليس شمساً من نحاس ورماد
ليس طوقاً حول أعناق الطواويس
محلى بالسوادْ
إنه طقس حضارة
إنه إيقاع شعب وبلادْ
إنه العصر يُغطي عُريَهُ‚ في ظل موسيقى الحدادْ
ليس طفلاً ذلك الخارج من قبعة الحاخام
من قوس الهزائم
ليس طفلاً وتمائم
إنه العدل الذي يكبر في صمت الجرائم
إنه التاريخُ مسقوفاً بأزهار الجماجم
إنه روح فلسطين المقاوم
إنه الأرض التي لم تخن الأرض
وخانتها الطرابيشُ
إنه الحقُّ‚ الذي لم يخُن الحقَّ
وخانته الحكومات
وخانته المحاكم
فانتزع نفسك من نفسك
واسكب أيُّها الزَّيت المقدسي أقمارك‚‚
واحضن ذاتكَ الكُبرى وقاوم
وأضئ نافذةَ البحر على البحر

      تعد  قارة  افريقيا باجمعها  أساساً في نص الفيتوري الشعري حيث نجد في شعره محنة الإنسان الأفريقي وصراعه ضد الرق والاستعمار والجهل   ونضاله التحرري في أهم الموضوعات التي تناولتها قصائده، وقد اصدر عدة دواوين شعرية  بهذا الخصوص منها ديوان (أغاني أفريقيا) و(عاشق من أفريقيا) و(اذكريني يا أفريقيا) ونشر ديوان(أحزان أفريقيا) حتى أصبح صوته صوتَ أفريقيا وشاعرها. يقول في إحدى قصائده:
جبهة العبد ونعل السـيد
وأنين الأسود المضطهد
تلك مأساة قرون غبرت
لم أعد أقبلها لم أعد
      وكان للهّم العربي مكانة واسعة في أعمال الفيتوري من خلال تناوله للقضايا العربية، مثل قضية فلسطين  فهو قد تنقل بين العديد من بلدان  الوطن العربي ومدنه مثل الاسكندرية والقاهرة والخرطوم وبيروت وبنغازي وطرابلس وبغداد والرباط  وكتب الكثير من القصائد  التي جعلته واحدا من كبار الشعراء العرب المعاصرين، ففي احدى قصائده  يقول:
لقد صبغوا وجهك العربي
آه... يا وطني
لكأنك، والموت والضحكات الدميمة
حولك، لم تتشح بالحضارة يوما
ولم تلد الشمس والأنبياء
وكتب الفيتوري عن الحرية والإنعتاق ومناهضة القيود والإستبداد والإعتزاز بالوطن منذ بدايات كتاباته  الشعرية يقول:
أصبح الصبح ولا السجن فلا السجن ولا السجان باق
وإذا الفجر جناحان يرفان عليك
وإذا الحسن الذي كحل هاتيك المآقي
التقى جيل البطولات بجيل التضحيات
التقى كل شهيد قهر الظلم ومات
بشهيد لم يزل يبذر في الأرض بذور الذكريات
أبدا ما هنت يا سوداننا ويوما علينا
بالذي اصبح شمساً في يدينا
وغناء عاطرا تعدو به الريح، فتختال الهوينى

وفي قصيدة أخرى يقول:
كل الطغاة دُمىً
ربما حسب الصنم، الدمية المستبدة
وهو يعلق أوسمة الموت
فوق صدور الرجال
أنه بطلاً ما يزال
توفي الشاعر الكبير محمد مفتاح الفيتوري في يوم الجمعة الرابع والعشرين  من نيسان (ابريل )  من عام \2015 في  المغرب العربي حيث كان يعيش فيها مع زوجته المغربية عن عمر ناهز  الخامسة والثمانين سنة  بعد صراع طويل ومرير مع المرض .

        كتب محمد الفيتوري العديد من الأعمال النثرية والنقدية وبعض من الدراسات في الصحف والمجلات العربية وترجمت  بعض أعماله إلى لغات أجنبية  ومن اثاره الشعرية والمسرحية والنثرية ما يلي:
·                      أغانى إفريقيا (أول دواوينه،  )
·                      عاشق من إفريقيا  
·                      اذكرينى ياإفريقيا  
·                      أحزان إفريقيا  
·                      البطل والثورة والمشنقة 
·                      سقوط دبشليم 
·                      معزوقة درويش متجول 
·                      ثورة عمر المختار 
·                      أقوال شاهد إثبات
·                      ابتسمى حتى تمر الخيل 
·                      عصفورة الدم 
·                      شرق الشمس... غرب القمر 
·                      يأتي العاشقون إليك 
·                      قوس الليل... قوس النهار 
·                      أغصان الليل عليك
·                      نار في رماد الأشياء
·                      عريانا يرقص في الشمس 
·                      سولارا (مسرحية شعرية) 
·                      يوسف بن تاشفين  (مسرحية) 
·                      الشاعر واللعبة (مسرحية) 
     نحو فهم المستقبلية       (دراسة)
       التعليم في بريطانيا      ( دراسة)
       تعليم الكبار في الدول النامية (دراسة)


يعد محمد الفيتورى جزءًا من الحركة الأدبية العربية المعاصرة، و من رواد الشعر الحر الحديث،حيث كتب في الشعر التقليدي في  قصيدة الوزن والقافية وفي الوصف والغزل والمدح والتامل والحكمة وغيرها  ثم  كتب قصيدة التفعيلة ( الشعرالحر ) وفي قصيدة النثر ، ليعبر عن وجدان وتجربة ذاتية يشعر بها وغالبًا ما كان  يركّز شعره على الجوانب التأملية، ليعكس رؤيته الخاصة المجردة تجاه الأشياء من حوله مستخدماً أدوات البلاغة والفصاحة التقليدية والإبداعية يقول:

في حضرة من أهوى عبثت بي الأشواق
حدقت  بلا  وجه   ورقصت  بلا  ساق
وزحمت  براياتي   وطبولي    الآفاق
عشقي يفني عشقي وفنائي استغراق
مملوكك   لكني   ســلطان    العشاق

        يقول الشاعرمحمد الفتوري في إحدى الحوارات الصحفية:
( إنني أشعر بالانتماء الوجداني إلى كل أرض عربية أقمت فيها، لأنني مزيج مركب لما تميز به غيري من الشعراء، في كل المحطات الحياتية التي مررت بها، ستجدها حاضرة في أشعاري بصدقها وعفويتها، في صور ذكريات طفولتي التي تمثل مسرح أحلامي، حيث سعيت من خلالها إلى أن ألتزم الصدق في التعبير عن ذاتي وعن علاقتي مع الآخرين، إنني أشعر أن هويات متعددة تخترقني، هذا ما عَبّرت عنه في قصائدي.
لا أدعي التميُّز والتفرُّد، لقد كنت في شعري مثل الآخرين، إنسان يحلم بأن تصل كلمته إلى الإنسانية جمعاء. وأن تنمو كلمتي الشعرية وتتلاقح مع أفكار الآخرين..
وقد سعيت منذ أن وعيت وجودي إلى أن أكون مخلصاً لعدالة كفاح شعوب إفريقيا، التي مازالت تجري في عروقي. كل ما أتمناه لإفريقيا السمراء أن تستمر في كفاحها. وأن تتخلّص من مستغليها الجدد ومن حكامها الفاسدين، الذين يقبلون بالسيادة المنقوصة مقابل بقائهم في السلطة، أنا متفائل بأن إفريقيا قادرة غداً أن تتخطى عثراتها، وأن تجتاز بنجاح حروب الحقد والكراهية التي تجتاحها، ومواجهة حروب الإبادة العرقية التي تتعرّض لها شعوبها نتيجة للانقلابات العسكرية التي تنتج عنها أنظمة استبدادية، وذلك بالتحدي اليقظ لشعوبها ضد كل المناورات الخارجية التي تُحاك ضدها.
أعيش قلقاً، نتيجة للأوضاع المتدهورة التي تعرفها إفريقيا في مجال الحريات وحقوق الإنسان، التي لا تتجاوب ولا تنسجم مع تطلعاتنا التي حلمنا بها بعد الاستقلال. إن تغيير إفريقيا إلى الأحسن، لن يتحقق في ظل واقع الفرقة والتجزئة وتكريس الحدود المُصطنعة وتأجيج الصراعات القبلية التي تعرفها اليوم شعوب إفريقيا المتناحرة)
واختم بحثي بقصيدته (من أغاني إفريقيا) يقول ::
يا أخي في الشرق ، في كل سكن
يا أخي فى الأرض ، فى كل وطن
أنا أدعوك .. فهل تعرفنى ؟
يا أخاأعرفه .. رغم المحن
إنني مزقت أكفان الدجى
إننى هدمت جدران الوهن
لم أعد مقبرة تحكى البلى
لم أعد ساقية تبكى الدمن
لم أعد عبد قيودى
لم أعد عبد ماض هرم عبد وثن
أنا حى خالد رغم الردى
أنا حر رغم قضبان الزمن
فاستمع لى .. استمع لى
إنما أذن الجيفة صماء الأذن
إن نكن سرنا على
الشوك سنينا
ولقينا من أذاه ما لقينا
إن نكن بتنا ولقينا من أذاه ما لقينا
إن نكن بتنا عراة جائعينا
أو نكن عشنا حفاة بائيسنا
إن تكن قد أوهت الفأس قوانا
فوقفنا نتحدى الساقطينا
إن يكن سخرنا جلادنا
فبنينا لأمانينا سجونا
ورفعناه على أعناقنا ولثمنا قدميه خاشعينا
وملأنا كأسه من دمنا
فتساقانا جراحا وأنينا
وجعلنا حجر القصر رؤوسا ونقشناه جفونا وعيونا
فلقد ثرنا على أنفسنا ومحونا وصمة الذلة فينا
الملايين افاقت من كراها ما تراها
ملأ الأفق صداها
خرجت تبحث عن تاريخها
بعد ان تاهت على الأرض وتاها
حملت فؤسها وانحدرت
من روابيها وأغوار قراها..!
فانظر الإصرار فى أعينها وصباح البعث
يجتاح الجباها
يا أخى فى كل أرض عريت من ضياها
وتغطت بدماها
يا اخى فى كل ارض وجمت شفتاها
واكفهرت مقلتاها
قم تحرر من توابيت الأسى
لست اعجوبتها
أو مومياها انطلق
فوق ضحاها ومساه
**********************************






عبدالرزاق عبدالواحد



       عبد الرزاق عبد الواحد اصله من جنوب العراق من محافظة ميسان حيث يقطن الصابئة المندائيون في مناطقها وخاصة في منطقة ( الطيب .) حيث يتعمدون في مياه نهر ( الطيب )

      ولد في بغداد عام\ 1930 وبعد ولادته انتقلت  عائته الى محافظة (ميسان ) وسكن في مدينة( العمارة ) وقضى فترة طفولته هناك  ثم انتقلت عائلته الى ( بغداد ) ثانية  ودرس فيها و تخرج من دار المعلمين  ( كلية التربية) عام \1952  وعمل مدرساً للغة العربية في المدارس الثانوية.

 عبد الرزاق عبد الواحد  عاصر وزامل رواد الشعر الحر(بدر شاكر السياب) و( نازك الملائكة) و(شاذل طاقة) حيث كانوا طلاباً في دار المعلمين (كلية التربية) حتى نهاية اربعينات القرن الماضي ،كتب الشعر  منذ صباه  فكتب الشعر الحر ولكنه كان يميل يميل إلى كتابة القصيدة العمودية  (التقييدية )  العربية بكل ضوابطها. فكان اغلب شعره تقليديا

     نقل الى معهد الفنون الجميلة في بغداد  لتدريس اللغة العربية  ثم عينا معاونا  لعميد معهد الفنون الجميلة .  

 

وفي عام\ 1970 نقلت خدماته من وزارة التربية والتعليم الى وزارة الثقافة والإعلام، فعمل فيها سكرتيراً لتحرير مجلة الأقلام، وبعدها عين رئيساً للتحرير في مجلة الاقلام . ثم مديراً للمركز الفولكلوري العراقي، ثم أصبح مديراً لمعهد الدراسات النغمية، ثم عين عميدا لمعهد الوثائقيين العرب، ثم مديرا عاما للمكتبة الوطنية العراقية، ثم اصبح المدير العام لدار ثقافة الاطفال، ثم عين  مستشارا لوزير الثقافة والإعلام .

      عبد الرزاق عبد الواحد شاعر  مجيد فطحل  قال الشعرفاجاد فيه  وقد تعرفت عليه  من خلال مشاركاتي في مهرجا ن المربد الشعري  حيث كان مشاركا في  اغلب جلسات المهرجان المربد الشعري  وقد تقرب كثيرا من شخصية ( صدام حسين )ومدحه كثيرا فنال حضوة كبيرة  ومكانة واسعة  وكان اذا انشد شعرا في مهرجان المربد لا يتوانى ان يصرح بقوله ( انا شاعر صدامي )  فمنحه الكثير  وارتقى نجمه في  سماء الشعر في العراق   حتى لقب ( بشاعر ام المعارك )ومنح الجوائز  الكثيرة  ومنها ما يلي :

1- وسام بوشكين في مهرجان الشعر العالمي بطرسبرج 1976.
2- درع جامعة كامبردج وشهادة الاستحقاق منها 1979.
3- ميدالية {القصيدة الذهبية} في مهرجان ستروكا الشعري العالمي في يوغوسلافيا 1986.
4- جائزة صدام للآداب في دورتها الأولى بغداد 1987.
5-  جائزة نوطي(الاستحقاق العالي) من رئاسة الجمهورية العراقية 1990 وما يترتب عليها من استحقاقات مالية واسعة
6- الجائزة الأولى في مهرجان الشعر العالمي في يوغوسلافيا 1999
7- وسام {الآس}، وهو أعلى وسام تمنحه طائفة الصابئة المندائيين للمتميزين من أبنائها 2001.
8- نوطا{الاستحقاق العالي} من رئاسة الجمهورية العراقية 1990
9- ومنح درع دمشق برعاية وزير ثقافة الجمهورية العربية السورية، في 24 و 25 / 11 / 2008 بمناسبة اختيار (دمشق ) عاصمة للثقافة العربية، وحضر التكريم عدد من كبار الأدباء العرب، وألقي فيه عدد كبير من البحوث والدراسات.
10-  وقد لقب  ب(شاعر ام المعارك ) و(شاعر القادسية الثانية ) اثناء الحرب العراقية الايرانية التي احرقت بنيرانها البلدين وقتلت الاف البشر من الطرفين  المتحاربين .ومن أشهر قصائده الحماسية  قصيدة 
(روعتم الموت ) ومنها:

وهؤلاء الذين استنفروا دمهم
                                           كأنما هم إلى اعراسهم نفروا

 السابقون هبوب النار ما عصفت
                                         والراكضون إليها حيثُ تنفجرُ

الواقفون عماليقا تحيط بهم
                                          خيل المنايا ولا ورد ولا صدرُ

وكان صدام يسعى بينهم اسداً
                                       عن عارضيه مهب النار ينحسرُ

        الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد  يعتنق الديانة الصابئية المندائية وهو الذي أعد إلى اللغة العربية ( الكتاب المقدس ) للدين الصابئي المندائي كنز ربا ) وهذا الكتاب يعد اول كتاب  للصابئة المندائية في اللغة العربية  وقد  كتب  ايضا  بحثا مطولا  عن الديانة المندائية  في مجلة ( صروح ) السورية  شرح فيهِ أصول هذه الديانة  والجواهر اللاهوتية التي تعتبر أساسياتها ، وتاريخها. كما شرح في البحث العقائد التي يستند عليها هذا الدين كالعقيدة  في الله والعقيدة في الروحانيات والعقيدة في النبوة وأخيراً العقيدة في الموت والحياة اللإخرة والجنة والنار. وهو أحد مؤسسي (نادي التعارف)  للديانة الندائية  في العراق  في بداية السبعينيات .

  عبد الرزاق عبد الواحد  شاعرالعراق  الكبير اضطره الاحتلال الامريكي للبلاد  للخروج من بلده العراق منفيا  مثله كمثل كل  الشخصيات  ذات الاهمية  وجل  الكفاآت الثقافية والادبية والعلمية  الى الخارج الا انه استمر في  قول الشعر وكتابته في المنافي  كما كان يكتبه  اثناء وجوده في العراق  ومما كتبه في منفاه   ومما قاله  عام\ 2006 وبعد مرور ثلاث سنوات على احتلال بلاده يوم وقف على الفرات  في منطقة ( الرقة ) ودمعه ينهمل من عينيه  ليمتزج بمياه الفرات الخالد  فيقول :

وقفتُ على نهرِ الفراتِ بأرضِكم
                          وعينـايَ فـَرط َ الوَجدِ تـَنهَـمِلان ِ                 
فـقـلـتُ لهُ يـا ماءُ أبلـِغْ تـَحـيـَّتي
                          إلى كلِّ نـَفس ٍفي العراق ِتـُعاني
وخُـذ دَمعَة ًمنـِّي إلى كلِّ نـَخـلـَةٍ
                        تـَمُرُّ بها.. وانْحَـبْ بـِألفِ لـِسـان ِ  
على كلِّ غـُصن ٍفي العراق ِمُهَدَّل ٍ
                          وكلِّ عـزيزٍ في العراق ِ مُهـان ِ
وَمُرَّ بأحفادي، وقـُلْ قلبُ جَدِّكم
                         يَـظـَلُّ عـلـيـكم داميَ الـخـَفـَقـان ِ
وسـَلـِّمْ على أهلي، ونـَثـِّرْ مَدامِعي
                          على وطني يا مُسـرِع َالجـَرَيان ِ
سَلاما.. سَلاما.ً. بعدَ يوم ٍوليلـَةٍ
سَتشتاقُ حَدَّ الموتِ للفيَضان ِ                          !

ومما قاله قصيدة (يانائي ) وهي قصيدة (  احتلال ا لعراق )
قالها في باريس  بتاريخ 14 تموز\ 2004  بعد الغزو الامريكي
للعراق واحتلاله  يقول :
   
لا هُم يَلوحـُون .. لا أصواتـُهُم تـَصِلُ
لا الدار ، لا الجار ، لا السُّمّار ، لا الأهَلُ
وأنتَ تـَنأى ، وَتـَبكي حولـَكَ السـُّبـُلُ
ضاقـَتْ عليكَ فـِجاجُ الأرض ِيا رَجُـلُ !
سـَـبعـينَ عاما ً مَلأتَ الكـَونَ أجنِحَـة ً
خـَفـْقَ الشـَّرارِ تـَلاشـَتْ وهيَ تـَشـتـَعِـلُ
لا دَفــَّأتـْـكَ ، ولا ضاءَ الـظـَّلامُ بـِهـا
طارَتْ بـِعُـمرِكَ بَـيْـنـا أنتَ مُـنـْذهـِلُ
تـَرنـُو إلـَيهـِنَّ مَبهـُورا ً.. مُعـَلـَّقـَـة ً
بـِهـِنَّ روحُـكَ ، والأوجـاعُ ، والأمَلُ
وَكـُلــَّما انـطـَفـَأتْ منهـُنَّ واحـِـدَة ٌ
أشـاحَ طـَرفـُكَ عـَنهـا وهوَ يـَنهـَمِلُ !
سـَبعـونَ عـاما ً..وهذا أنتَ مُرتـَحِـلٌ
ولـَسـتَ تـَدري لأيِّ الأرض ِتـَرتـَحِـلُ !
يا نـائيَ الـدّار.. كلُّ الأرض ِمُوحِـشـَة ٌ
إنْ جـِئتـَهـا لاجـِئـا ًضاقـَتْ بـِهِ الحِـيَـلُ !
وكـنـتَ تـَملـِكُ في بغـــدادَ مَملـَكـَة ً
وَدارَ عـِزٍّ عـَلـَيـهـا تـَلـتـَقي المُقـَـلُ
وَالـيَومَ ها أنتَ ..لا زَهـوٌ ، ولا رَفـَلُ
وَلا طموحٌ ، وَلا شـِعـرٌ ، وَلا زَجَـلُ
لكـنْ هـمومُ كـَسـيرٍ صـارَ أكبـَرَهـا
أنْ أيـنَ يَمضي غـَدا ً..أو كيفَ يـَنتـَقـِلُ !
يا لـَيـلَ بغـداد.. هـَلْ نـَجـمٌ فـَيـَتـبـَعُـهُ
مِن لـَيـل ِباريس سـَكرانُ الخُطى ثـَمِلُ
الحـُزنُ والـدَّمعُ سـاقـيـهِ وَخـَمـرَتـُهُ
وَخـَيـلـُهُ شـَوقـُهُ .. لـَو أنـَّهـا تـَصِـلُ
إذ َنْ وَقـَفـتُ على الشـُّـطآن ِأسـألـُهـا
يا دَجلـَة َالخـَير،أهلُ الخـَيرِ ما فـَعَـلوا ؟
أما يَـزالـونَ في عـالي مَرابـِضِهـِم
أم مِن ذ ُراهـا إلى قـِيعـانِها نـَزَلـوا ؟
هَل استـُفـِزُّوا فـَهـِيضُوا فاستـُهـِينَ بهـِم
عـَهـِدتُ واحـِدَ أهـلي صَبـرُهُ جـَمَـلُ  !
فـَأيُّ صائح ِمَوتٍ صـاحَ في وَطـَني
بـِحَيثُ زُلـزِلَ فيـهِ السـَّهـلُ والجـَبـَلُ ؟
وأيُّ غـائـِلـَة ٍ غـالـَتْ مَحــارِمـَهُ
وما لـَدَيـهِ عـلى إقـصـائِهـا قـِبـَـلُ ؟
يا دَجلـَة َالخَيرِ بَعضُ الشـَّرِّ مُحتـَمَلٌ
وَبـَعـضُه ُليسَ يُدرَى كيفَ يُحـتـَمَلُ 
خـَيرُ الأنـام ِالعـراقـيـُّونَ يا وَطني
وَخـَيرُهُم أنَّ أقـسى مُرِّهـِم عـَسـَلُ !
وَخـَيرُهُم أنـَّهـُم سـَيفٌ .. مروءَتـُهُم
غـِمْدٌ لـَهُ..والتـُّقى ،والحِلـْمُ ،والخَجَلُ
وهُم كـِبارٌ .. مَهـيـبـاتٌ بَـيـارِقـُهـُم
شـُمٌّ خـَلائـِقـُهُم .. خـَيـَّالـُهُـم بَـطـَلُ
لا يَخفِضونَ لـِغـَيرِ اللهِ أرؤسـَهـُم
ولا يـَنامونَ لو أطفـالـُهـُم جَفـَلـُوا
فـَكيفَ أعراضُهُم صارَتْ مُهَتـَّكـَة ً
وَحـَولـَهـُنَّ سـتـورُ اللهِ تـَنـسـَدِلُ ؟
وكيفَ أبوابـُهُم صارَتْ مُشـَرَّعَة ً
لـِكلِّ واغـِل ِسُـوء ٍبـَيـنـَهـا يَغـِلُ ؟
وكيفَ يا وَطنَ الثـُّـوّارِ داسَ على
كلِّ المَحـارِم ِفيكَ الـدُّونُ والسـَّفـِلُ ؟
أهؤلاء ِالذيـنَ الـكـَونُ ضاءَ بـِهـِم
وَعَلـَّموا الأرضَ طـُرّا ًكيفَ تـَعتـَدِلُ
وَمَنْ أعانـُوا،وَمَن صانـُوا، وَمَن بَذ َلوا
وَمَن جَميعُ الوَرى مِن مائِهـِم نـَهَـلوا
دِماؤهُم هذهِ التـَّجـري ؟..هَـياكِـلـُهُم
هـذي؟؟..أقـَتـلى بأيْدي أهـلِهـِم قـُتِـلوا ؟
تـَعـاوَنَ الكـُفـْرُ والكـُفـّارُ يا وَطني
عـَلـَيهـِمو.. ثمَّ جـاءَ الأهـلُ فاكتـَمَلـُوا 
يا ضَوءَ روحي العـراقيـُّين..يا وَجَعي
وكبـريائي .. ويا عـَيني التي سـَمَلـُوا
أنتـُم أضالـِعُ صَدري ..كلـَّما كـَسـَروا
ضلعـاً أحِـسُّ شـِغـافي وهوَ يَنبـَزِلُ
فـَكيفَ تـَجـرؤ ُ يا أهـلي بَـنـادِقـُكـُم
على بـَنـيكـُم ولا تـَندى لـَكـُم مَقـَلُ ؟
وكيفَ تـَسـفـَحُ يا أهلي خـَنـاجـِرُكُم
دِما بَـنـيـكـُم ولا يَـنـتـابُهـا شـَلـَلُ ؟
وكيفَ يا أهـلـَنـا نالـُوا مروءَتـَكـُم
فأوقـَعـُوا بـَينـَكـُم مِن بَعدِ ما انخـَذلـُوا؟
يا أهلـَنـا.. ليسَ في حَـربِ العـِدا خـَلـَلٌ
بـَلْ قـَتـلـُكـُم بَعضُكـُم بَعضا ًهوَ الخـَلـَلُ
لا تـَكسِروا ضِلعـَكـُم أهلي فـَما عُرِفـَتْ
أضلاعُ صَـدر ٍلـِكي تـَحميـه ِتـَقـتـَتـِلُ
فـَدَيـتـُكـُم أنـتـُم الـبـاقـُون .. راحـِلـَة ٌ
هـذي المُسـوخُ كـَما آبـاؤهـُم رَحـَلـُوا
فـَلا تـُعـينـُوا عـليكـُم سـافِحي دَمِكـُم
كي لا يـُقـالَ أهـالـيـهـِم بـِهـِم ثـُكِـلـُوا
صُونـُوا دِماكـُم ، فـَيَوما ًمِن قـَذارَتـِهـِم
كلُّ العــراق ِبـِهـذا الـدَّمِّ يَغـتـَسـِلُ!

     توفي الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد صباح يوم الاحد  الأحد 26 محرم 1437 هـجرية  الموافق 8 تشرين الثاني (نوفمبر)2015م، عن عمر ناهز الخامسة والثمانين  عاما في  باريس   بعد مرض عضال الم به  وصارعه   ودفن في باريس  بحسب رغبة عائلته  الا انه اوصى( ان تحرر العراق  وعاد السلام  لربوعه وعادت الحياة الى بغداد  ان ينقل جثمانه الى بغداد  ويدفن فيها ) .

    للشاعرالعديد من الدوواين الشعرية تعداد ها تسع وخمسون ديوانا   اضف اليها القصائد التي قالها  في اخريات ايامه والقصائد التي لم تنشر  منها  مايلي :
لعنة الشيطان
طيبة
قصائد كانت ممنوعة
أوراق على رصيف الذاكرة
خيمة على مشارف الاربعين
الخيمة الثانية
في لهيب القادسية
أنسوكلوبيديا الحب
قمر في شواطئ العمارة
في مواسم التعب
  120 قصيدة حب
 قصائد كانت ممنوعة
 في لهيب القادسية
أوراق على رصيف الذاكرة
الخيمة الثانية

   كذلك  نظم  عشر مسرحيات شعرية من ضمنها (الحر الرياحي) و(الصوت) و(الملكات)  بالاضافة إلى ما كتب إلى دار الأزياء العراقية و كتب واثنتين وعشرين رواية شعرية للأطفال والعديد من الأناشيد الوطنية.

 وقد ترجمت  قصائده إلى لغات مختلفة منها الإنكليزية والفنلندية والروسية والألمانية والرومانية واليوغسلافية.

        الشاعرعبد الرزاق عبد الواحد يتميز بأسلوبهِ القريب من شعر المتنبي في فخرهِ ومدحهِ ذو حنكة شعرية فذة وأسلوب شعري يميل إلى قوة الشاعرية والبلاغة غير المقصودة بحيث تجعله من أوائل الشعراء المعاصرين في قصيدة  العمود الشعري في  الادب العربي   فهو اقرب الشعراء في شعره الى المتنبي  ولا يجاريه شاعر من الشعراء الرواد اوالمعاصرين .

واختم بحثي  بهذه القصيدة الرائعة من روائعه :


دَمعٌ لبغداد.. دَمعٌ بالمَلايين ِ
مَن لى ببغداد أبكيها وتبكيني؟

مَن لى ببغداد؟.. روحى بَعدَها يَبسَتْ
وَصَوَّحتْ بَعدَها أبهى سناديني

عدْ بى إليها.. فقيرٌ بَعدَها وَجعي
فقيرَة ٌأحرُفى.. خرْسٌ دَواويني

قد عَرَّشَ الصَّمتُ فى بابى وَنافِذ َتي
وَعششَ الحُزنُ حتى فى رَوازيني

والشعرُ بغداد، والأوجاعُ أجمَعها
فانظرْ بأيِّ سهام ِالمَوتِ ترميني؟!

*   *     *
عدْ بى لبغداد أبكيها وتبكيني
دَمعٌ لبغداد.. دَمعٌ بالمَلايين ِ

عُدْ بى إلى الكرخ.. أهلى كلهُم ذ ُبحُوا
فيها.. سأزحَفُ مَقطوع َالشرايين ِ

حتى أمُرَّ على الجسرَين.. أركضُ في
صَوبِ الرَّصافةِ ما بينَ الدَّرابين ِ

أصيحُ : أهلي... وأهلى كلهُم جُثثٌ
مُبعثرٌ لَحمُها بينَ السَّكاكين
 ِ
خذنى إليهم.. إلى أدمى مَقابرِهم
للأعظميةِ.. يا مَوتَ الرَّياحين

وَقِفْ على سورِها، واصرَخْ بألفِ فم ٍ
يا رَبة َالسور.. يا أ ُمَّ المَساجين
 ِ
كم فيكِ مِن قمَرٍ غالوا أهلتهُ؟
كم نجمَةٍ فيكِ تبكى الآنَ فى الطين ِ؟

وَجُزْ إلى الفضل ِ.. لِلصَّدريَّةِ النحِرَتْ
لحارَةِ العدل ِ.. يا بؤسَ المَيادين ِ

كم مَسجدٍ فيكِ.. كم دارٍ مُهدَّمَةٍ
وَكم ذ َبيح ٍ عليها غيرِ مَدفون ِ؟

تناهَشتْ لحمَهُ الغربانُ، واحترَبَتْ
غرثى الكِلابِ عليهِ والجراذين ِ

يا أ ُمَّ هارون ما مَرَّتْ مصيبتنا
بأ ُمةٍ قبلنا يا أ ُمَّ هارون ِ!

*   *     *
أجرى دموعا ًوَكبرى لا يُجاريني
كيفَ البكا يا أخا سبْع ٍوَسبعين ِ؟!

وأنتَ تعرفُ أنَّ الدَّمعَ تذرفهُ
دَمعُ المُروءَةِ لا دَمعَ المَساكين ِ!

*   *   *

دَمعٌ لفلوجةِ الأبطال.. ما حَمَلتْ
مَدينة ٌمِن صِفاتٍ، أو عناوين ِ

للكِبرياءِ.. لأفعال ِالرِّجال ِبها
إلا الرَّمادى.. هنيئا ًللمَيامين ِ!

وَمرحبا ًبجباه ٍ لا تفارِقها
مطالعُ الشمس ِفى أيِّ الأحايين ِ

لم تألُ تجأرُ دَباباتهم هلعا ً
فى أرضِها وهيَ وَطفاءُ الدَّواوين ِ

ما حَرَّكوا شَعرَة ًمِن شيبِ نخوَتِها
إلا وَدارَتْ عليهم كالطواحين ِ!

*   *     *
يا دَمعُ واهملْ بسامَرَّاء نسألها
عن أهل ِأطوار.. عن شمِّ العَرانين ِ

لأربع ٍ أتخمُوا الغازينَ مِن دَمِهم
يا مَن رأى طاعنا ًيُسقى بمَطعون ِ!

يا أ ُختَ تلعفرَ القامَتْ قيامَتها
وأ ُوقدَتْ حولها كلُّ الكوانين ِ

تقولُ برلين فى أيام ِسطوَتِها
دارُوا عَليها كما دارُوا ببرلين ِ

تناهبُوها وكانتْ قرية ًفغدَتْ
غولا ًيقاتلُ فى أنيابِ تنين ِ!

*   *    *
وَقِفْ على نينوى.. أ ُسطورَة ٌبفمى
تبقى حُروفكِ يا أ ٌمَّ البراكين ِ

يا أ ُختَ آشور.. تبقى مِن مَجَرَّتهِ
مَهابَة ٌمنكِ حتى اليوم تسبيني

تبقى بوارِقه ُ، تبقى فيالقه ُ
تبقى بيارِقهُ زُهرَ التلاوين ِ

خفاقة ًفى حنايا وارِثى دَمه ِ
يحلقونَ بها مثلَ الشواهين ِ

بها، وَكِبرُ العراقيين فى دَمِهم
تداوَلوا أربعا ًجَيشَ الشياطين ِ

فرَكعُوه ُعلى أعتابِ بَلدَتهم
وَرَكعُوا مَعهُ كلَّ الصَّهايين ِ!

*   *    *
يا باسقاتِ ديالى.. أيُّ مَجزَرَة ٍ
جَذ َّتْ عروقكِ يا زُهرَ البَساتين ِ؟

فى كلِّ يَوم ٍ لهُم فى أرضِكِ الطعِنتْ
بالغدرِ خِطة ُ أمْن ٍ غيرِ مأمون ِ

تجيشُ أرتالهُم فوقَ الدّروع ِبها
فتترُكُ السوحَ مَلأى بالقرابين ِ

وأنتِ صامِدَة ٌتستصرِخينَ لهُم
مَوجَ الدِّماءِ على مَوج ِالثعابين ِ

وكلما غرِقوا قامَتْ قيامَتهم
فأعلنوا خطة ً أ ُخرى بقانون ِ!

*   *     *

يا أطهرَالأرض.. يا قدِّيسة َالطين ِ
يا كربلا.. يا رياضَ الحُورِ والعِين ِ

يا مَرقدَ السيدِ المَعصوم.. يا ألقا ً
مِن الشهادَةِ يَحمى كلَّ مِسكين ِ

مُدِّى ظِلالكِ للإنسان ِفى وَطني
وَحَيثما ارتعشتْ أقدامُهُ كوني

كونى ثباتا ً لهُ فى ليل ِمِحنتهِ
حتى يوَحدَ بينَ العقل ِوالدِّين ِ

حتى يَكونَ ضَميرا ًناصِعا ً، وَيَدا ً
تمتدُّ للخيرِ لا تمتدُّ للدُّون ِ

مَحروسة ٌبالحُسَين ِالأرضُ فى وَطني
وأهلها فى مَلاذٍ منهُ ميمون ِ

ما دامَ فى كربَلا صَوتٌ يَصيحُ بها
إنَّ الحُسينَ وَليٌّ للمَساكين ِ

*   *    *
يا جرحَ بَغداد.. تدرى أننى تعِبٌ
وأ نتَ نصلٌ بقلبى جدُّ مَسنون ِ

عدْ بى إليها، وَحَدِّثْ عن مروءَتها
ولا تحاولْ على الأوجاع ِتطميني

خذ ْنى إلى كلِّ دارٍ هدِّمَتْ، وَدَم ٍ
فيها جرى، وَفم ٍحرٍّ يناديني

يَصيحُ بى أيها الباكى على دَمِنا
أوصِلْ صَداكَ إلى هذى المَلايين ِ

وقلْ لها لمْلمى قتلاكِ واتحِدى
على دِماكِ اتحادَ السين ِوالشين ِ

مِن يوم ِكانَ العراقُ الحُرُّ يَغمُرُهُم
حبا ً إلى أن أتى مَوجُ الشعانين ِ!

*   *     *
دَمعٌ لبغداد.. دَمعٌ بالمَلايين ِ
دَمعٌ على البُعدِ يَشجيها وَيَشجيني




********************************














هـدى النعماني


    هي هدى خانم النعماني الدمشقي  النابلسي كاتبة وشاعرة 
 ولدت  هدى في مدينة (دمشق ) في عام\ 1930 وتعلمت بمدرسة الفرنسيسكان ومدرسة الليسه بدمشق ، فمدرسة الليسه الفرنسية – العربية وتخرجت من ثانوية الفرنسيسكان ب(دمشق) سنة\ 1947 . التحقت بكلية الحقوق في الجامعة السورية ب(دمشق) سنة\ 1950 ومارست المحاماة بعد تخرجها  في مكتب خالها المحامي (سعيد الغزي)
   هدى النعماني نشأت في بيوت تكتنفها  الرؤى الصوفية, فجدها الأكبر الشيخ (عبد الغني النابلسي),كان صوفيا وكذلك العلامة (نجم الدين الغزي) فكانت تذهب إلى المنطقة السابحة في عالم الصوفية, ففهمت لغة حساسة وناعمة, ودخلت ذلك الحيز المفتوح ما بين الأرض والسماء لتتقن الصوفية واصولها ومعتقداتها من اصولها كما يذكر صاحبا كتاب (الكاتبات السوريات) مروان المصري ومحمد علي الوعلاني
    وقد تزوجت من  قريبها  (عبد القادرالنعماني) .
     كتبت بالعربية والإنكليزية والفرنسية.   وبدأت النشر منذ الستينيات وعرفت بكتاباتها الصوفية فهتفت للحب الإلهي.. وكان لها حضور واسع في الاوساط الادبية والفنية  من مؤتمرات وندوات عالمية كشاعرة لها صوتها الخاص ورؤاها الفنية والفكرية وفي توحد الانسان والكون .
  ثم  انتقلت ا لى  مصر عام 1962 واقامت في القاهرة  بمصر حوالى عشر سنوات .
  هدى كاتبة وشاعرة وفنانة  . كتبت القصة و المقالة تتلمس الشاعرة بين سطورها ، و نظمت الشعر فترى الرسوم تتراقص بين ابياتها في صور شعرية رائعة  ، وفنانة رسامة  ان رسمت منحت لوحاتها  بريق عينيها المستبشرتين بالامل  حتى ولو حزنت او تألمت و موسيقية  تعزف انواع الموسيقى  فهي جملة فنون في تجمعت في شخصيتها  الواحدة لتكون هدى النعماني .
      الا انها  شاعرة قبل كل شىء ، تعلقت بالسراب فما زالّت أقدامها لتغرق في اللاأمل .. فسرابها بمثابة جسر عليه ان يبقى … وان يدوم.وكان شعرها مترفا, وكانه  يطرق الحياة بمطرقة لدنة رقيقة فشعرها  يغرق في قلق غامض  ينتظرالولوج  الى باب الجنة الصوفية اللذيذة, الملولة, التي تعذبها غربة, وربما نعرفها, نحن الذين درسنا  التصوف وكتبنا فيه  ذلك الشعر المرهف الصاخب, اللاهث  اتجاه  مشكلات وقضايا ونتائج غالباً ما تكون مدهشة تقول في قصيدتها
 ( الخندق ) لتتخيل قصة سوء الفهم بين الشرق والغرب :
 عالق في قفص ضائع
 مدينة ضائعة
 قارة ضائعة
يقيّمونَه
 مئات الباحثين
مئات الميكروسكوبات
 مئات المصابيح الزرقاء
 نصف عربي، نصف مسلم، نصف إرهابي!
المجهر يقول.
 الحكم بالموت.
 نصف رجل آلي
 نصف عبد
 نصف حيوان
 تقول المصابيح الزرقاء
 نصف عربي، نصف مسلم، نصف إرهابي!
المجهر يقول.
 الحكم بالموت.
 نصف رجل آلي
 نصف عبد
 نصف حيوان
 تقول المصابيح الزرقاء
 الحكم بالموت.
 نصف جرثومة
 نصف قاتل
 نصف وحش!
 يقول العالم.
الحكم هو الموت. الكتب جناية!
 الصح والخطأ مزحة!
همهم الفأر لنفسه
..
        فهدى النعماني  تسير في رحلة الشعر الصوفي في ديوانها(رؤيا على عرش)  لتنشد  تجربة شعرية  صوفية تطلق زفيرها الممض عبر آلام تتفجر بمساحات واسعة فالكلمة هي الجرح المتوثب الحر المدهش الواثق الحائر فكانت  تصهر الواقع والحلم .في واقعيته  والسر في سريته  وعليها ان تنزف وتضحك .. وان تضيء وتختفى
لاحظ قولها :
هل المعنى الخروج من الذات, طي
الأزمنة والذات نهر؟
النحاس ذوب في الآخر, والذوب
جذور؟
أغالبٌ البهاءُ الباهظ والأرض المقدسة؟
أمغلوبة صفعة تتحول إلى صراخ؟
وفي موضع آخر من الديوان تقول:
السر يرتجف على الشفاه, والشفاه ضفدع
تلتقط النجوم
عذب كحبة توت, تتدحرج من سماء
دافئ ككتاب مغلق, أزرق كالبحر
كطفل من رماد كان جمراً..
 تقول عن تجربتها الشعرية :
    (كثيرا ما صرت اشعر انني اودع و استقبل عصراً في الماضي، فالشعر هو رؤية تساوي او تشمل العالم بأثره وهو خلقاً يُشبه الخلق السماوي بلا أعمدة ولا حدود، للأسف هو اليوم في مأساة تجابهه موأمرة دولية و عالمية لإطفاء الشعلة المقدسة التي تحملها العروبة والإسلام، فجأة بعد غلبة الشيوعية في العالم انتصب السلام عدوا شامخا امام الغرب، الشعر اليوم في مأساة و في قلق وضياع، ماذا تقول الصوفية امام حوادثاً دامية لا نعرف منبعها ولا نعرف منفذيها ولا نعرف مخططيها؟ الشعر الصافي كالمرآة الشعر الخلاق كموج البحر يرى الحدود امامه تنقلب اعداءً وأبالسة معاً، الشعر ليس هو صحارى فقط، بل هو السماء برؤياه وسُبله التي تغنى بها العرب والمسلمون، وهي الآن محاطة بمؤامرة شاسعة عرضها الأرض من شمالها الى جنوبها ومن شرقها الى غربها، هو الآن سجين ماساة كبرى آمل ان يستطيع التغلب عليها و العودة الى ايمانه و ثقته وأبائه وفخره، وكما قلت الشعر ليس صحارى في ضوء القمر، بل هو قمراً في ضوء السماء، يجب ان نتمسك به تمسك الروح بالجسد، تمسك الماضي بالمستقبل، تمسك الأرض بالماء، الشعر الذي في الماضي كلمة الأرض والسماء، كلمة الوطن والسماء، كلمة النبل والسماء، هو في مأزق اليوم وكثيرا ما تسير سير الهدم بأسم الحرية والتجديد، وهو الآن يتزلزل في مؤامرة نعرف مداها ونعرف هدفها وامام هذا الخطر الفتاك علينا ان نتمسك بقداسة ما عندنا حرفاً حرفاً و كلمة كلمة و قصيدة قصيدة، الشعر هذه حبات الرمل التي جعلت من الصحارى و الماضي ابريزاً من الذهب ومن الفضة، اظن انه هو سيظل أملنا في الحياة واملنا في تقديس الأرض و السماء).
من دواوينها الشعرية:
: إليك 1970
، أناملي ..
 لم ..1971
، قصيدة حب 1973
، أذكر كنت نقطة كنت دائرة 1978 ،
 هاء تتدحرج على الثلج 1982
 ، رؤيا على عرش    1989 .
 لاعذر للدم  
 كتاب الوجد والتواجد

 وفي عالم الصوفية تنفتح قصائدها  من خلال رؤى وأحاسيس الشاعرة التي تحاول أن تحيط بالإنسان العالم في أبعاد تضيء أمام عينيها محاولة معرفة معلومة (الشطحات) الروحية لعقل يتفجر بالبحث عن ذات الإنسان ومعرفتهما من حيث هي وكينونتها تقول :
 
أنت هو لأنه خلقك صنعك, أعطاك , البحر فيك
أنت هو لأنه يراك يعرفك, يضيئك, يكلمك
يحملك, يرميك
لأنه يدوسك, يفتتك ينثرك
يجمع فيك
أنت هو لأنك موجود
والعالم في يده فراشة
والفراشة أعظم منك.. أجمل منك
لأنها أصغر منك وأكبر منك

 ولتلقي ضوءاً على الشاعرية الذي تراها وتعيشها, كما نظن, عبر استدراج نفسي لأسئلة قد تلقيها شاعرتنا عن ذاتها وعن علاقتها بما حولها  تقول :
 
 أترونه جاعلاً من عذابه لكم درعاً, من ذاته
 مرآة من صوته
 ثوباً, من حياته مسرحاً, من روحه
 بئراً, من جسده
أرصفة تدوسون عليها
 وزجاجاً محطماً لا يلتئم.. لا يبرأ.
مزقوا صدره ستتوقد خناجركم على وجهه كالحرير,
ارجموه تكراراً
 سيجد في حصاكم ألوان الشفق,
 قطعوا ثوبه
ستلقون له ثوباً من النقاء لا يلمس.
لم يرمي نفسه يذبحها؟
لربما كان مثل الشتاء يريد أن يموت
لربما كان مثل المسيح يريد أن يحيا
لو سألتموه ما هو الشعر ؟
لأجابكم لا أدري

      هدى النعماني ذات  تجربة  تطفح  عمقاً توجد مساحاته في النشأة الأولى في حضرة الصوفية التي وجدت تناغماً مع روح الشاعرة فتندفع إلى أحضانها تطرح أسئلتها ولغتها, وتعيد تشكيلها عبر تجربتها الشعرية في مداها الجديد وكتابة تتناول الفلسفة والحكمة والدين والسياسة معاً وتتحدث عن الماضي والحاضر والمستقبل ليقف أمام الوجود،و التاريخ  الغيب و الإنسانية  وقفة الشعر ووقفة التصوف كوقفة الحلم ووقفة و
السحر ووقفة الشهادة وفي ذلك تقول :.
مديةٌ مذهلة مديتكَ إن التعود فيك
رادعٌ مد الموت وجلله حاضٌ سمة الإذكاء والفوح
لو بات صوتك حبلاً طويلاً يجني الثمار
حرمة أسلاف وأنساب وأصلاب
فتنة كهنة وأحبار ونساك
عطف صيرورة وقبالة وقرابين
لك القبلة المحيية؟ قدر محتم أنت
بدء درب ولانهاية درب.
واختم بحثي بهذه السطور من شعرها :

قيل لها تنبهي أيتها النائمة إلى نومك
وتيقظي أيتها القائمة إلى قيامك
من مشارق ومغارب الكون
سينبلج الفجر على صدرك
لن تنامي أبدًا
فلم تنم أبدًا.
قيل لها تغاوي في أثوابك
وتوهجي في قلائدك
فقد آثرتُ فيك الأناة والبهجة
وجئت أنتظرك على كل فج
فأسلمت طواعية إلى عصارة قلبه
وأحاطت خزامى قلبها
بدفئ العناق.




*******************************************













               الشاعر  الياس لحود


 هوالشاعر إلياس  حبيب لحود – شاعر لبنان  وبلبلها الشادي
   ولد الياس  لحود عام \1942 م في مدينة  (مرجعيون) – من اعمال جنوب لبنان - تعلم تعليمه الاولي   في بلدته،(مرجعيون ) في مدرسة الراهبات في جديدة مرجعيون  ثم تابع دروسه الثانوية والعالية في (صيدا) و(بيروت)  حصل على  اجازة  اللغة العربية وادابها  من الجامعة اللبنانية في بيروت عام \ 1969 وبعد  تخرجه  - مارس التعليم فترة طويلة، ثم انتقل إلى الصحافة الثقافية فشارك في تأسيس مجلتي (الفكر العربي)، و(الفكر العربي المعاصر) ، وأنشأ مع عدد من أصدقائه مجلة (كتابات معاصرة)، وترأس تحريرها منذ\ 1989 م – ثم  عمل مديراللامور الادارية لاتحاد الكتاب اللبنانيين، و عضوا في المجلس الثقافي الجنوبي .
     كان والده ميكانيكيا متخصصا بإصلاح السيارات و شاعراً شعبياً وكذلك كان بعض أقاربه شعراء الشعبيين. تأثر كثيراً بهذا الجو الشعري والأدبي منذ صغره. وكان هذا الميل الأدبي يزداد لديه نمواً كلما تقدم في دراسته الثانوية والجامعية، فتأثر ببعض أدباء وشعراء العرب التجديديين أمثال صلاح عبد الصبور وبدر شاكر  السياب وعبد الوهاب البياتي وخليل حاوي. ومن شعره الحر يقول :
شهقت فساتين النساء مزغردات
حين طلّ الأشبهيّ على أكفّ الأمّهات.
ألقوا على حانوت بطرس دمعتين
وكاد أحمد أن يكون جريدة من أذرع أو ضفّتين
 من الحجارالأرض بيت النار
بندقية جارنا عباس
تغمزه أذا لمعت غمامه
الأرض مملكة القيامة
الجسم بيت لا يكف عن المسير..
قال جدي يا ذكي إذن الأرض جسمك
لا يضاع ولا يباع/الأرض خبزك...
أنت خبز الأرض للشهداء/من عرق جبينك
أنت من عرق الجبين...
وغمرت دفء تراب جدّي مثل تفّاح تصدّى
ووقفت وحدي
بين كفّ الأفق والريحان
قطف قبلة من ثغر يولا 
    يقول لحود عن فترة تكوينه الادبي  إنه كان يقرأ كل شيء يصل اليه  من الشعراء الجاهليين حتى شعراء الحداثة مروراً بالرومانسيين من العرب والأجانب.وكان  لا يميز في الثقافة بين الشرق والغرب. وما كان   يهمه الا الشعر الإنساني و الوصول إلى فنيّة تجاوزيّة تؤكد  تقدم  الشعر و مستقبله  يقول في احدى قصائده من الشعر الحر :
يُمطرُ دمعتَيْهِ:
 صور) دمعةٌ في البحر و(الخيام) دمعةٌ في البرِّ)
والضحى قبور
تدحرجت إلى الفضاءِ أوْرَقت
برقاً وسنديان
أزقَّةُ البرِّ على أكفّها الخيامُ أقحوانةً حمراءً
من يافا إلى حنينها النائي وبازوليني:
موجةٌ أعمدةٌ، وموجةٌ من الصخور خلفها
موجات أرجوان
أزقَّة البحر على هدوء (صورَ) عطلةٌ تنزفُ :
  (صور) أرجوانةٌ مُسافره
تبسط كفَّها وتبسطُ الخيام ُكفها
يُسلِّمانِ فوق قلعة (الشقيف) كلّ قبضة منارةٌ
وصرْخَتا نسور
     عمل الياس لحود مدرساً في المدارس الثانوية وصحفياً في مجلتي الكفاح العربي والفكر العربي المعاصر، وأصبح عضوا في نقابة المعلمين وأمين الامور الإدارية في اتحاد الكتاب اللبنانيين وعضواً في اتحاد الكتاب العرب
       كتب قصائده الأولى باللغة الفرنسية وهو في التاسعة والنصف من عمره، ثم كتب القصيدة العمودية وهو في العاشرة  واتجه وهو في الثالثة عشرة من عمره إلى القصيدة الحرة.و في قصيدة لجدته  من الشعرالعمودي يقول :
ايا جدتي كلّما لاح طيف
                                              كئيب نسائله عن صبانا
وعن ذكريات يعود صداها
                                              عتيقاً فيرتاب منه صدانا
ايا دمعتي افرغ العمر كأسي
                                             كما تفرغ ألحانه الزاخره
وأرسلني في طلاب شبابي
                                            وما زلت في سنه الباكرة
نوافذنا.. والمساء توارى
                                              حزيناً يعاتبنا من جديد
وأنظارنا.. والسناء بطيء
                                          تسوح على عالم من جليد
أيا جدتي اين احطابنا
                                             لقد ملّ اصغاءنا الموقد
ايا ليتنا ما نسينا زماناً
                                              اقمنا  به– حوله– ننشد

 -اما  دواوينه الشعرية فله العديد من الدواوين الشعرية منها :
 على دروب الخريف 1962 م
السد بنيناه 1967
فكاهيات بلباس الميدان 1974 م
المشاهد 1980 م
 شمس لبقية السهرة 1982 م
الإناء والراهبة 1990 م
ركاميات  الصديق توما
 وكرت المسبحة
قصائد الشرفة
      ثم جمعت  اعماله الشعرية وصدرت له في عام \ 2012 الأعمال الشعرية الكاملة في أربعة مجلدات 
  شعرالشاعر الياس  لحود وقصائد ه تمتاز بإيقاعات شعريةعالية فقد كتب في بداية حياته الادبية القصائدة العمودية  ذات الوزن والقافية ثم  كتب في شعر  التفعيلة،(الشعرالحر )المنفتحة على عوالم ومشهديات متعددة متاثرا  بشعراء هذا النوع من الشعر الجديد  ذلك  في القصائد الطويلة بل حتى في قصائد مضغوطة وقصيرة.  نلاحظ فيها  نبرة أشبه بالتلاوة المتعالية أو الإنشاد الخفيف تفرض نفسها على المتلقي وعلى ما يقرأه من حيث الإيقاع والدندنة والغناء، وهي صفات وممارسات تفتح القصيدة  ذاتها  على  مساحات  واسعة  للتعبير في  الإنشاد والترجيع والتدوير التي تنشأ من لغة القصيدة، ولكنه يظل مطارداً بالوزن والإيقاع وأحياناً بالقافية فشعر الياس لحود يستثمر خصوبة وطراوة اللغة العامية التي كتب بها  ايضا شعراً عاميّاً وانشد القصيدة المفتوحة على لغة  او لهجة تسمح بتغيير الإيقاعات والانتقال في الزمن وتبديل الضمائر، وهو ما نراه في شعره   يقول في احدى قصائده  :
الإناء والراهبة -1
الفجر  إناء ٌ من الضّوْءِ
يكسرُهُ الفجْرُ حولَ البيوت ْ
السكوت
أوَّلُ ما تفتح ُ الشمْسُ أجفانها للسُّكوتْ
النافذة
تُودِّعُ كلَّ المصابيح ِ سرَّاً
و تسْتقبِل ُ العُمْرَ في النافذه
* راهبة
بينما الورْدُ يبني إناءً بَنَتْهُ بأجفانِها الراهبهْ
* المشاوير
يمرُّ النهارُ
وينسى مساميرهُ في النوافذ ِ
يَلْوي مَشاويرَهُ في القلوبْ
يسيرُ النهار ُ
ويلْهو وحيدا ً على ضفَّة ِ الوقت ِ يستقبل ُ الذاكرهْ
المشاوير ُ زَوْبَعَة ٌ ذابِله
* المساء
ترجع ُ الراهبات ُ من الأُقْحُوَانات ِ قبل انتباه ِ المساء
* البراري
زُمرة ٌ من زهور البراري تجرُّ الإناءَ إلى الطاوله
* البيوت
ضمَّة ٌ من زَوابع َ في وجْهِها تَنْطفي
ضمَّة ٌ من شوارعَ في يدِها
ضمَّة ٌ من بيوتْ
* ابتهالات
عندما نسِيَتْ فمَها في الحديقة ِ
عندما تركَتْ وجهَها في الزجاج ِ المُقَطَّب ِ يَسْتنطِق ُ الهاويه
ضمَّة ٌ من ورود ِ النوافَذ ِ تُطفئها ضمَّة ٌ من هواء ٍ ضرير
* الأُقحوانة
تجيء ُ من الأُقْحوانة ِ راهبة ٌ تقطف ُ الأقحوانَه
لمن تَهْدمُ الشمس ُ ذاهلة ً كل َّ هذا البهاءْ
ركام ٌ من العشق ِ في الصوت ِ في المقْلَتَيْن ِ حُطَامُ السَّماء

       واختم بحثي  بقصيدته ( مقفاة في حالة انعدام الوزن) يقول فيها:
ماضٍ كماضٍ وآتٍ من جروح نبي
                                       كأنه الموت مصلوباً على الشهبِ
عروقه الجمر كفَّاهُ دجى شجَرٍ
 دموعه البحر عيناه مدى لهَب
ترابُهُ الحزنُ دنياهُ فضاء ضنيً 
       في قلبه انهدّ بركانٌ من التعَب
كؤوسهُ النارُ تذكيها سفائنهُ
       مشتْ على النار لم تغرق ولم تغِب
رمادُهُ المنتهى يمتد أوله       
فيه وآخرهُ في دمعة العرب
ضٍ كماضٍ وآتٍ من جروح نبي_
كأنه الموت مصلوباً على الشهبِ
عروقه الجمر كفَّاهُ دجى شجَرٍ
       دموعه البحر عيناه مدى لهَب
ترابُهُ الحزنُ دنياهُ فضاء ضنيً
في قلبه انهدّ بركانٌ من التعَب
كؤوسهُ النارُ تذكيها سفائنهُ   
مشتْ على النار لم تغرق ولم تغِب
رمادُهُ المنتهى يمتد أوله              
فيه وآخرهُ في دمعة العرب
مرابضُ الأهلِ أنقاضٌ مشرّعة 
من (دارميّة) حتى (ربعها الخرب)
كل الرِّماحِ حنتْ والخيلُ راكعة
والكتْبُ خاشعة والحكيُ في القرب
لا الليلُ ليلٌ ولا الخيل العِرابُ كذا    
خيلٌ... ولا الشمس والبيداء بعض أبي
الخيلُ من ورقٍ... والليل من حجرٍ...
       والدمعُ من إبرٍ... والسيفُ من خشب
 كأنما كلُّ حرفٍ في فمي قدرٌ  
أعمى يعلّمني (التجليس) بالأدب
       منه تزاورني لكنني كلما جلَّستُ
 ساقطةً في حومة الغضب
تحمرُّ في فمها الألفاظ شاحطةً
       كما الصواريخ في صحراء من علب
كأنما كل شيء راكب غلطاً
من درفة الباب حتى نشوة الطرب
كأنما كل شيء راكبٌ خطأ
       سهواً على كل شيء في مطال صبي
كأنما كل شيء يمتطي بشراً
       يمضي يُخيّل فوق البحر في عجب
فوارسٌ في رحاب الدهر صارخها
 يعلو بلا سببٍ يهوي بلا سبب
حتى إذا أفحلتْ واشتدَّ فارسها
 فالحبلُ من فمه والذيلُ من قصب
كل يسوق بكلّ والجبالُ هوتْ  
(ياأمَة العُرْبِ سوقي أمّةَ العَرَب)
قبيلة من خليج الويلِ مركعه   
إلى محيط الشقا والليل والنُّوب
بطونُها في بطون (المجد) ضامرة   
كأنها حِصرم مصُّوه في حلب
قصيدة من غروب الشعر مطلعُها
 إلى الغروب دواليها بلا عنب
قبيلة في عروق الغزْو ضاربة
       قصيدةٌ مزَّقتْها الريح في السحب
كلٌّ يغنّي على ليلاهُ يدفنُها     
حيناً مع النصر أو حيناً مع الهرب
لكنّما الأرضُ أرض والبلادُ بلا...
       أَمَّا بلادي بلادٌ.. آه واعجبي
قالت بلا أبداً نامت بلا أبداً     
ماتت بلا أبداً موتاً على الطلب


**************************************












سلمى الخضراء الجيوسي



      هي سلمى صبحي الخضراء الجيوسي، أديبة فلسطينية   شاعرة وناقدة ومترجمة أكاديمية.
      ولدت عام\ 1928 في مدينة ( السلط ) في الاردن من اب فلسطيني وام لبنانية  ترعرعت في مدينة ( عكا ) من فلسطين واخذت تعليمها  الاولي فيها  ونشأت في مدينة ( القدس)  ودرست الثانوية  ثم دخلت كلية ( شميت ) في (القدس) الا انها بعد نكبة عام\ 1948 واحتلال اليهود لفلسطين واغلب مدنها  ارتحلت الى الاردن  وعاشت فيه .
     نشأت سلمى الجيوسي في اسرة مجاهدة . فوالدها صبحي الخضراء كان من مؤسسي حزب (الاستقلال) في فلسطين وكرس حياته للدفاع عن الحق العربي .  و امها(انيسة يوسف سليم) اللبنانية الاصل وقفت بحماس وصلابة الى جانب زوجها (الاب ) وشاركته رؤياه وهمومه الوطنية . وكان احد اخوتها (فؤاد سليم )قد  استشهد اثناء الثورة السورية عام \1925 . وهكذا نشأت الشاعرة في محيط تغلفه روح النضال الوطني والقومي وتشربت من والديها مبادىء الثورة و العزة والمقاومة.  
       بدأت كتابة السطرالشعري يوم كانت في روما . ولما نقل زوجها الى بغداد كان صيتها كشاعرة قد سبقها الى بغداد. وبعد ثورة\ 1958 في العراق عادت العائلة الى عمان  فجددت سلمى اتصالها بالحركة الادبية العربية واصدرت ديوانها ( العودة من النبع الحالم ). تقول في احدى قصائدها المنثورة :
حبيبة قلبي
رأيتك , قلت : هنا الوجد
قلت : لها رونق البدرْ
وعينان حالمتان
وعنقٌ كعنق الغزال
وخصر مريض ( تمنيت أطويه بالحب )
ونهدان رمَّانتانِ
وشعر تموج كالبحر
 أرخت عليّ الهوى غدائره السابحاتْ
       ..................
حبيبة قلبيَ ما أطيب الحب !
أصبحت ملكي
فشهد ودفء وريّ حلال
وما أطيب الحب !
ما كنت أعلم ....
الحب يغري ويعمي .
      ثم درست الادب العربي والادب الانكليزي في الجامعة الامريكية في ( بيروت ) ثم  حصلت على درجة الدكتوراه في الادب العربي من ( جامعة لندن ) ثم عملت كاتبة في الصحافة والاذاعة . وكانت قد أسست سنة\ 1963( التنظيم الانساني الفلسطيني) في الكويت  .
     سافرت مع زوجها - الاردني الجنسية والذي اشتغل في السلك الدبلوماسي ممثلا لبلده - إلى عدد من البلدان العربية والأوربية، ودرَّست في جامعات( الخرطوم) و(الجزائر) و( قسنطينة)، ثم سافرت إلى (أمريكا) فدرّست الادب العربي في عدد من جامعاتها إلى أن أسست عام \1980 مشروع (بروتا )-وهو مشروع  ترجمة و نقل الثقافة والادب العربي الى الانكليزية واللغات الحية - لنقل الأدب والثقافة العربية إلى العالم الأنكلوسكسوني، وقد أنتجت (بروتا) الموسوعات الواسعة وفي الثقافة والادب وكتبا في الحضارة العربية الإسلامية، وروايات ومسرحيات وسيراً شعبية وغيرها. وقد اقدمت على هذا الشروع العظيم بعد ان هالها مقدار التجاهل والإهمال الذي يلقاه الأدب العربي والثقافة العربية في العالم.
     عملت مديرة لمؤسسة (بروتا) التي أنشأتها عام \1980 ؛ لنشر الثقافة والأدب العربيين في العالم الناطق بالإنجليزية.واستمرت بالتنقل والإقامة بين (لندن )و(أمريكا ) وتتابع مشروعاتها الثقافية عبر ( بروتا ) وعبر محاضراتها في عدد من المحافل والهيئات الثقافية العربية والعالمية و نشرت شعرها في العديد من المجلات العربية. دواوينها الشعرية (العودة من النبع الحالم) .
 ومن شعرها هذه السطور  تقول :
أعبرنا الحدودْ؟

 قد عبرنا. أيعلم عشّاقنا  كم صلاة تلونا؟

 وكيف استطالت إلى الضوء أشواقُنا؟

 كم هدمنا على دربنا من سدودْ؟

نحن جُزنا الحدود إلى عالمِ

لا  ينام  به  العاشقونْ

وعبرنا السياجاتِ من نبعنا الحالمِ

حيث كان هوانا الرضا والسكونْ

ودخلنا إلى منبع النارِ

          سلمى الجيوسي أشرفت على تحرير السيرة الشعبية الشهيرة (سيف بن ذي يزن) التي ترجمتها وأعدّتها( لينة الجيوسي) وصدرت عن دار جامعة إنديانا (1996). ونتيجة لهذه الدراسة خطّطت لإعداد كتاب شامل عن الثقافة واللغة والأدب في عصر ما قبل الإسلام وعقدت لهذا الكتاب ورشتي عمل في معهد الدراسات العليا في( برلين) في صيف \1995.

        عملت سلمى الخضراء الجيوسي منذ عام\ 1989 على أنطولوجيا جديدة للشعر العربي بالإنجليزية بعنوان(شعراء نهاية القرن)، كما اعدت مجموعتين من المقالات النقدية بالعربية والإنجليزية

        وقد بدأت منذ عام\ 1993 مشروعاً شاملاً لدراسة الأدب والثقافة في دول المغرب العربي: ( الجزائر والمغرب وتونس وليبيا وموريتانيا،) وأقامت لهذا المشروع مؤتمراً كبيراً في طنجة عام\ 1995. وقد دعيت إلى معهد الدراسات العالية في( برلين) فأمضت عام 1994 – 1995 فيه حيث أجرت دراسة عن تاريخ تقنيات الشعر العربي من عهد ما قبل الإسلام حتى الوقت الحاضر. وصدر لها موسوعة الأدب الفلسطيني المعاصر .

           و لها عدد كبير من الدراسات والمقالات النقدية المنشورة في عدد من الصحف العربية والأجنبية ، وحضرت عددا من المؤتمرات والندوات وشاركت فيها  ببحوث متميزة .وعضو الهيئة الاستشارية لشبكة مرايا.

  ومن اهم اعمالها الادبية :
العود من النبع الحالم   ديوان شعر
الشعر العربي الحديث
أدب الجزيرة العربية
الأدب الفلسطيني الحديث؛
المسرح العربي الحديث،
القصة العربية الحديثة،
المسرح العربي الحديث
سيف بن ذي يزن
شعراء نهاية القرن
موسوعة  تراث اسبانيا المسلمة
الاتجاهات والحركات في الشعر العربي الحديث  في جزأين

ترجمت في مطلع الستينات عدداً من الكتب عن الإنجليزية منها ::
كتابانجازات الشعر الامريكي في نصف قرن- مؤلفه لويس يوغان    
 انسانية الانسان - مؤلفه  رالف  ارتون باري
الشعر والتجربة - مؤلفه في جزأين ارشيبالد اكليش
 حصلت  على عدد من الزمالات من الجامعات الأمريكية،
حصلت على عدد من الاوسمة منها :
 على وسام القدس للإنجاز الأدبي
.وسام اتحاد المرأة الفلسطينية الأمريكية للخدمة الوطنية المتفوقة  .
        شعرها كما وصفه  الناقدون  به  نور يشعّ  فيتمدّد  ليغمر زوايا الذاكرة. تجلّي  قصائد ها  حرَفيّة عالية في إدارة فنّ القول؛ و تتبع نسقا معينا وبنية خاصة ونظاما وتَحْرِفُهُ جملةً وصورةً شعر سلمى الجيّوسي، على قلّته ـ و التي نظمته في مرحلة مبكّرة من عمرها؛ يزوّدنا بمفاتيح الجماليّة التي كانت سائدة عند أبرز شعراء الحداثة في ستينات  القرن العشرين تقول :

ـ وحذّرتها،

 آه حذّرتها، قلت جاعوا فكان المطرْ

وقد حصدوا بالمجاعة شوكَ الطريق

 أنا اخترت أنشوطتي

 وحملتُ ضميري إلى المحرقهْ

وأكذوبة للرياح رويتُ

أتتني العصافيرُ تروي حكايايَ للزنبقهْ

 ولمّا رأيتُ الجناحَ بكيتُ
 .
لم تنشر سلمى الجيوسي  ديوانها الاول  الا بعد ان نشرت قصائدها الرائعة تقول في قصيدة :   
 أعبرنا الحدود?
قد عبرنا. أيعلم عشاقنا
كم صلاة تلونا ?, وكيف استطالت إلى الضوء أشواقُنا?
كم هدمنا على دربنا من سدود ?
نحن جُزنا الحدود إلى عالم
لا ينام به العاشقون
وعبرنا السياجات من نبعنا الحالم
حيث كان هوانا الرضا والسكون ودخلنا إلى منبع النار,
ماتت براءة أحلامنا ,
واستبدَّ بنا الساهرون .
      
يا اتقاد الهجير
نحن في رحلة الشوق جُزنا إليك المحال
عابرين على عالم غسقيٍّ غريرْ
فيه حتى الطحالب ترمي الظلال الطوالْ
آه ماذا وجدنا وراء الحدودْ ?
      
أرهقتنا الأصابع
عرّى شجانا اللهيبْ
واستبد بأسرارنا
هاتكا سترنا  
جاريا للرياح بأخبارنا
( يا عبودية الضوء   لن أتعرى
أحب الـظلام الكئيب ْ
وأحب الزوايا القريرات ,
أوثر أمسية معْ حبيبْ
وأحب التغرُّب بين الجموع  

   واختم بحثي بهذه القصيدة  من شعر سلمى الجيوسي  وفيها  تقول:

تغوص سفينتي في البحر , تغرقُ لا أنجّيها
صقيع الليل , ياويلي , يكدِّس ثلجه فيها
فلا تقرب
أنا الموت الذي يغشى
ذرى الأعماق , لا تقرب
أنا الموت الذي تخشى,
أنا الحزن القديم ,
أنا ارتعاش الخوف والعار ,
أما جاءتك أخباري?
صقيع الليل مد جذوره عندي ,
وعشّش في شِغاف القلب
من ينجيك من بردي ?
أحبك ? أمس أحببنا ,
تقاسمنا جنون الدفء , غامرنا وأخصبنا,
ولما هاجت الأنواء, كنت أمامها وحدي .
      
تغور سفينتي في البحر , تغرق , لا أنجّيها
صقيع البحر والذروات يحضنها ويطويها ,
وكم قاومت من شغف لأدفن جذوتي فيها
      
تحاول جذوةً قُتِلتْ ?
أما جاءتك أخباري ?
أنا موت على الذروات , في الأعماق
أغسل صفعة العار
أنا الموت الذى أهوى
وفي الميدان أشباح
وفي الشارع أشباح , وفي المقهى
أنا وحدي التي أحيا
طوتني دون هذا العالم المحموم أرياح ,
ومزقني نقاء الثلج , هل جاءتك أخباري ?
أنا وحدي التي أحيا
فإني مت بالأمس
ضباب الليل لف بصمته رأسي
غَشَتْني لُجّة النسيان تشفي الطعنة الخرساء في نفسي
أفيض نقاوةً في الموت
هل جاءتك أخبارى ?
أنا أم , أنا أنثى بلا حب
وأمس قضيت من عاري
بلا قلب , بلا وطن , بلا دار
    بعيدا دون أستاري
تطاول غربة الأعماق ?
حاذر كشف أسراري
ستبصر رعبك المكتوم... في قلبي


         ********************************











         شعراء العصرالحديث  كثيرون وما اتينا عليه الا غيض من فيض واكتفي بهذا القدر في هذا المجلد  ولعي ارجع مرة اخرى اليه فاكتب فيه لما تبقى من شعرائه  و الله ن وراء القصد.

      انتهى المجلد التاسع من مجموعتي (شعراء العربية) يليه المجلد العاشر باذن الله تعالى . 
   

                                                   ****************













                    الفهرس



المقدمة                                      3
سيرة ذاتية                                 5
الجزء الاول                                9
 تمهيـــد                                   11
 الشعراء                                   29
مصطفى ابراهيم الطرابلسي           31
فؤاد بليبل                                  35
ابراهيم طوقان                            45
محمود عبد الرحيم                       53
مصطفى وصفي التل –عرار            63
على محمود طه المهندس               69
بدر شاكرالسياب                          83
حسين مردان                              94
محمد عزيز اباظة                        105
محمد مهدي المجذوب                  120  
مفدى زكرياء                             132
محمود ابو الوفا                         152
عبد الله القباج                             164
شفيق جبري الدمشقي                   170
عبد الكريم الكرمي                       184
صلاح عبد الصبور                      198
 امل دنقل                                  206
عبد الحي التاب                           218
محمد عبد السلام الشلمان              224
صقر بن سلطان القاسمي               231
محمد خيرالدين                           241
بلند الحيدري                              250
عاتكة الخزرجي                           258
محمد مهدي الجواهري                  265
 فهرس  الجزء الاول                     277
الجزء الثاني                                278
نزار قباني                                    279
عبد الوهاب البياتي                         297
عبد الله البردوني                            306
فدوى طوقان                                320
وليد الاعظمي                               342
خديجة عبد الحي                           349
يوسف الصائغ                              363
محمد الماغوط                              359
نازك الملائكة                                377
سركون بولص                              385
محمود درويش                             390
احمد السقاف                                404
عبد المالك البلغيثي                         408
نعمان ماهر الكنعاني                        413
حسين عبد الله الساعدي                    422
محمد ناصر  الخريف                        429
خالد الشواف                                  438
يوسف عز الدين                              445
سليمان العيسى                               454
حسام الالوسي                                466
سعيد عقل                                      475
 سميح القاسم                                 483
ادونيس                                        491
احمد محمد الصديق                         501
سعاد محمد     الصباح                      508
محمد مفتاح الفيتوري                       513
عبد الرزاق عبد الواحد                      524
هدى النعماني                                  539
الياس لحود                                    547
سلمى  الخضراء  الجيوسي                  557
 الفهرس                                         569    



***************************************     


















       من مؤلفات فالح نصيف الحجية الكيلاني

ا-الدواوين الشعرية :

           نفثات القلب                1978
           قصائد من جبهة القتال   1986
           من وحي الايمان          8 0 20 
           الشهادة والضريح         2010
           الحرب والايمان            2011 
            سناءات مشرقة           2014
            نبض الحياة                2016
ب – الكتب النثرية :
1 -في الادب والفن
2 -تذكرة الشقيق في معرفة اداب الطريق – دراسة وتحقيق وشرح للقصيدة التي تحمل نفس العنوان والمنسوبة للشيخ عبد القادرالكيلاني
3-الموجز في الشعر العربي \ دراسة موجزة في  الشعرالعربي عبر العصور بدءا من العصر الجاهلي وحتى عصر النهضة او الحديث ثم المعاصر اعتبر او قيم من قبل اغلب المواقع الادبية على النت - انه احد امهات الكتب العربية في الادب واللغة  في موضوع الشعر والادب       اربعة اجزاء
4-شرح ديوان الشيخ عبد القادر الكيلاني وشيء في تصوفه – دراسة شاملة في ادب الشيخ عبد القادرالكيلاني كنموذج للشعرالصوفي وشرح القصائد المنسوبة  اليه             اربعة اجزاء
5    -   كرامة فتاة ( قصة طويلة )
6-   اصول في الاسلام
7-   عذراء القرية (قصة طويلة )
8-  الاشقياء  ( مجموعة قصص قصيرة )
9-  بلدروز عبر التاريخ
10-  دراسات في الشعر المعاصر  وقصيدة النثر
11- الغزل في الشعر العربي
12– عبد القادر الكيلاني  وموقفه من المذاهب والفرق الاسلامية     دراسة
13--شرح القصيدة العينية \ مع دراسة  بحثية في شاعرها  الشيخ عبد القادر الكيلاني
14-  -مدينة بلدروز في الذاكرة
15- شذرات من السيرة النبوية المعطرة

 ج- موسوعة  التفسير الموضوعي للقران الكريم  وقد انجز منها الكتب التالية :
1-اصحاب الجنة في القران الكريم                 جزءان
2-القران في القران الكريم
3- الادعية المستجابة في القران الكريم
4-الانسان ويوم القيامة
5- الخلق المعاد في القرآن الكريم
6-يوم القيامة في القران الكريم                    جزءان

     د – موسوعة  ( شعراء العربية )  وفيها الكتب التالية  :

1- شعراء جاهليون                            المجلد الاول
2-شعراء صدر الاسلام                        المجلد الثاني   
3- شعراء  العصر الاموي                    المجلد الثالث            جزءا ن
4- شعراء  العصرالعباسي الاول            المجلد الرابع            جزءا ن
5- شعراء العصر العباسي  الثاني           المجلد الخامس         جزء ان
6- شعراء العربية في الاندلس               المجلد السادس         جزء ان
7 - شعراء  الفترة الراكدة والعثمانية       المجلد السابع
8- شعر اء النهضة العربية                   المجلد الثامن 
9- شعراء  الحداثة  العربية                  المجلد التاسع           جزءا ن
10- شعراء  المعاصرة العربية              المجلد العاشر           جزءا ن





     *******************************








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق