الثلاثاء، 30 أبريل 2013

يوم القيامة في القرآن الكريم - الجزء الاول - القسم الثاني - تاليف فالح نصيف الحجية








                يوم القيامة في سورة  يونس  

                                1

                      بسم الله الرحمن الرحيم

    ( وما ظن الذين  يفترون  الكذب  يوم القيامة . ان الله لذو فضل على الناس ولكن اكثرالناس لايشكرون *  وما تكون في شأن وما تتلوا من قرآن ولا تعملون من عمل  الا كنا عليكم شهودا  اذ  تفيضون فيه  وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الارض ولا في السماء ولا  اصغر من ذلك ولا اكبر  الا في كتاب مبين *  الا  ان اولياء  الله  لا خوف عليهم  ولاهم يحزنون * الذين امنوا وكانوا يتقون *  لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الاخرة  لاتبديل لكلمات الله ذلك الفوز العظيم *)
                                 
                                                    الايات \ 60-64

 الحمد لله :

           بين الله تعالى  للنبي محمد صلى الله عليه وسلم والى الناس جميعا انه ما ذا  يظنون هؤلاء  الذين  يكذبون على ا لله  تعالى  ويفترونه  مايظنون ان يفعل الله تعالى بهم يوم القيامة  هذا اليوم العصيب عليهم؟   ان الله انعم على الخلق  وخاصة الا نسان بنعم كثيرة والاء اكثر  فهو ذو فضل عليهم كبير  الا ان كثيرا منهم  يجحدون هذه النعم و ينكرون بعضها ولا يشكرون الله عليها .

             واولياء الله تعالى هم المؤمنون حقا الذين أخلصوا له عبادة وأوكلوا اليه أمورهم جميعها  فوقاهم  الله  شر الخوف والحزن في الحياة الدنيا  وفي الاخرة  يقينهم  بثبات أيمانهم . هؤلاء الذين أحبهم الله وفرض محبته على قلوبهم ونفوسهم لهم البشرى بقبول أعمالهم الصالحة والتجاوز عن سيأتهم  أن وجدت في الحياة الدنيا .

_  اما في يوم القيامة  فالله تعالى وعدهم ببشارة الخير والرضا والحب   لانه سبحانه وتعالى (( يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم خالدين فيها ابدا )) وهذا هو الفوز العظيم .. جمعوا سعادة الدنيا ونعيمها بالرزق الحلال والعمل الصالح والخير والفرح الغامر وتيسير أمورهم بفضل الله فيها وسعادة الاخرة برضى الله تعالى عنهم  ودخولهم الجنة .. ولا تغيير لما أمر الله تعالى  به ..  فقد وعدهم الخير في الدنيا والاخرة فلا تبديل لما حكم فهم في الجنة  خالدون.                                  ا
         ان  كل الامور والاحوال  التي  تحدث في هذه الحياة صغيرة مثل الذرة  وكبيرة كبر الجبل  وكل  حركة وحس وكل ركود وتوقف  وكل ضحك وبكاء  وسرور او هموم  وكل ماهو في الدنيا  في الارض او في السموات العلى او فيما بينهما او ما تحت الثرى وجد وصار بعلم الله تعالى وامره ان شاء كان وان لم بشأ  لم يكن  وكل ما كتب او تلي من القرآن الكريم ولو حروفا قليلة يعلمه الله تعالى ويثيبه الله تعالى عليه  والخطا ب في هذة الاية  موجه الى الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم خاصة وللناس عامة فكل حركة وسكنة من أي انسان  مسجلة  ومثبته  في علم الله تعالى  ويحاسب فاعلها بما فعلها  يوم القيامة  فاولياءالله تعالى هم المؤمنون حقا  الذين اخلصوا  له عبادة  وتوكلوا عليه واوكلو ا اليه  امورهم جميعها فوقاهم الله  شر الخوف  والجوع والحزن في الدنيا  والاخرة بقوة يقينهم وثبات  ايمانهم  . هؤلاء  الذين ا  حبهم الله تعالى وفرض محبته على قلوبهم  وفي نفوسهم لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الاخرة فالله تعالى وعدهم  بشارة الخير  وبشارة الحب والرضا في الدنيا والاخرة  لانه سبحان وتعالى   يبشرهم ربهم  برحمة  منه ورضوان وجنات  لهم  فيها  نعيم مقيم خالدين فيها ابدا  وهذا هو الفوز العظيم فجمعوا سعادة  الدنيا ونعيمها  بالرزق الحلال  والعمل الصالح  والخير الكثير والفرح الغامر  وتيسير  امورهم وسعادة الاخرة برضى الله تعالى فلا تغيير لأمرالله .  فقد وعدهم الخير في الدنيا  والاخرة  ولا تبديل  لحكم  الله   تعالى  ولا تغيير  فيما امر من انهم من اصحاب الجنة  هم فيها خالدون  .          


 .           -----------------------------------------------


                                       2

                           بسم الله الرحمن الرحيم

( قل ان الذين يفترون على على الله الكذب لا يفلحون* متاع في الدنيا        ثم الينا مرجعهم  ثم نذيقهم العذاب الشديد بما كانوا يكفرون * )   


                                                           الايتان \ 69 و70

الحمد لله\

            قل يا  محمد ( صلى الله عليه وسلم )  ان  من يفتري على الله وينسب اليه مالا  يليق من امور واعمال  لمقامه العظيم  مثل اتخاذه زوجة او له ولد او له  شريك  في الملك او غيرها من الافترآ ت  سوف لا يفلح    في هذه الحياة الدنيا  ولا يكون سعيدا  فيها  اما في يوم القيامة اوفي الحيا ة الاخرة فانه في عذاب شديد  فما  تمتعوا فيه من اموال او متاع  اوغير  ذلك من امور في الدنيا  فانه  لا  يلبث ان يزول وينتهي  بانتهاء اعما رهم بالموت .

     اما في يوم القيامة فانهم مرجعهم الى الله تعالى فيحاسبهم الحساب العسير ويؤاخذهم  باعمالهم وكفرهم واشراكهم ويحاسبهم على كل ما فعلوه من قول اوعمل  فيعذبهم عذابا شديدا في نارجهنم جزاء بماكانوا يصنعون  . فبئس المصير.   



                    **************************


                                 3

                         بسم الله الرحمن الرحيم

( ولقد  بوأ نا  بني اسرائيل  مبوأ  صدق ورزقناهم من الطيبات  فما اختلفوا حتى جاءهم العلم ان ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا     فيه يختلفون ) 
                                                  
                                                          الاية \  93

  الحمد لله \

        بنو اسرائيل اوقوم موسى عليه السلام  بوأهم الله تعالى مكانا ممتازا  بصدق  فاسكنهم – من  بعد  تشردهم وتيههم في الصحراء – الشام في ارض  فلسطين  المباركة  واغدق عليهم  الكثير  من نعمه وفضائله  الا انهم اختلفو ا في  امر دينهم  ولم يرعوا حرمة لهذه النعم وتلك  الالاء  فبدت العدا وة  والبغضاء  بينهم  وتفرقوا  شيعا  واحزابا  وتشتتوا  في كل بلاد العالم  وفي  يوم القيامة هذا اليوم العظيم  سيكون فيه مرجعهم الى الله تعالى  فيقضي   بينهم  بحكمه العدل في كل شيء اختلفوا فيه  وخاصة امر  الدين  فيعاقب الذين حرفوه اوغيروا  فيه او   لم يدخلوا   في الاسلام  عند  مجيئه او بعبارة اخرى  لم  يؤمنوا برسالة الحبيب المصطفى  محمد صلى الله عليه وسلم عندما دعاهم للاسلام  فكانوا كافرين.

  
 
*********************************    








               يوم القيامة في سورة هو د
                                    

                                          1

                       بسم الله الرحمن الرحيم

(  وهو الذي  خلق السموات والارض في ستة ايام وكان عرشه  على الماء  ليبلوكم ايكم  احسن عملا  ولئن  قلت  انكم  مبعوثون  من   بعد الموت  ليقولن  الذين  كفروا  ان هذا الا سحرمبين * ولئن اخرنا عنهم العذاب الى امة  معدودة   ليقولن ما  يحبسه  الا  يوم  يأتيهم    ليس مصروفا عنهم  وحاق بهم ماكانوا  به يستهزؤن *)

                                              الايتان \ 7و8

   الحمد لله \
       
          يثبت الله تعالى بالحقيقة الثابتة انه قد خلق السموات والارض اثباتا لقدرته العظيمة  اذ خلقهما في ستة ايام   وفي ذلك تبيان لعظيم شان الله تعالى  وقوة عظمته  في الخلق والابداع وليس هذه الايام الستة  كاي ايام فليس كما يتوقع العلماء العارفون ان مدتها في كل يوم كالف سنة ما تعدون  او مدتها  الليل والنهار  الحادثان من مدة  دوران الفلك أي دوران الارض حول حول نفسها  او حول الشمس  ( وكل في فلك يسبحون) فيتعاقب الليل والنهار حيث لم يكن  الفلك موجودا وكذلك الدورة اليومية لم تكن موجودة لعدم وجود الفلك ولا حركتها ومقدارها لا نتفاء الحاجة اليها بسبب عدم الوجود  بل هذه الايام الستة ايا م الخلق الاول  التي فيها خلق الله تعالى  السموات والارض وقدرفيها  لكل شيء محسوس او ملموس جاذبيته  التي تحفظه  في  مساراته عمن حوله وما يحيط به . بل اقول ان الله تعالى خلق السموات والارض في ستة اطوار احدهم متمم للاخر مع قدرته العظيمة على خلقها في طرفة عين ( انما  قولنا لشيء   اذا  اردنا ه ان نقول له كن فيكون)  فالله تعالى لما اراد ان يخلق السموات والارض وكان  الكون قبل  خلقه   لهما مغمورا  بالماء  احدث الله تعالى سخونة  فيه  فتصاعد من الماء بخارا  يشبه الدخان  فكان بداية الخلق  وفي قوله تعالى كان (عرشه على الماء) أي ان عظمة الله تعالى  وقدرته وسلطانه - قبل الخلق – ربما  يكون  مقصورا على الماء  لعدم   وجود مخلوق غيره .

         اما مايكون   من عرش الرحمن  كان على الماء –والله  تعالى      اعلم -  هو اتصاله به أي بالماء لعدم وجود مانع يمنعه ولامخلوق اخر يكون حائلا بينه وبينه  حيث ان لكل موجود جاذبية تجذبه الى ذاته –   كما اسلفت -  بحيث يحفظ  نفسه  بنفسه عما حوله  ولا يحتاج الى شيء   اخر لكي  يكون فعلا الاعتماد عليه في الوجود  سوى قدرة الله العظيمة سبحانه وتعالى  وهذا  ما يجعلنا نعتقد  ونجزم بان  عرش الرحمن والماء من اسبق ما خلق الله تعالى أي كانا موجودين قبل خلق السموات والارض  وقد جاء في تفسير النيسابوري لهذه الاية  ( جاء في اول توراة اليهود  ان عرش الله  قبل خلق السموات والارض كان على الماء فاحدث في ذلك الماء سخونة  فارتفع زبد ودخان )  أي  ان بداية الخلق احداث سخونة في الماء   فكان البخار فتصاعد هذا  البخار  الى  الاعلى فكانت السماء  فالماء اذن اصل الاشياء وكل شيء خلقه الله تعالى من ماء  والله تعالى اعلم.

       فالله تعالى  خلق السموا ت والارض كما ذكر سبحانه وتعالى في ستة ايام وخلق فيها المخلوقات ومن بينها هذا الانسان الضعيف العجيب  في خلقه وابداعه  وقوته  وخلق الله تعالى  كل ما يحتاجه هذا  الانسان من اسباب المعاش  والبقاء  الا  انه جعل  نسله من ماء مهين قذر لكي لا يتكبرولا يتجبر اذ خلق الله تعالى  نفس الانسان وفيها مسحة من الكبر  وحدّها بالتعاليم الدينية والعقوبات  المعنوية  وليختبر هذ الانسان  بما هيأ له  من هواجس التأمل والتدبر والتفكر في قدرة الله العظيمة  ووحدانيته فارسل الله تعالى النبيين مبشرين ومنذرين  وكان خاتم الرسل سيدنا محمد صلى الله تعالى وسلم فارسله بما ارسل به النبيون من قبله وليبين للناس  ان الله لا اله الا هو  وحده لا شريك له . و ان من بعد الموت  حياة  اخرى  فيها يحاسب المرء على ما  فعل في حياته الاولى هذه . وان الله تعالى سيجزيه على اعماله  خيرا  فخير وشرا  فشر  في  يوم  القيامة  .
   
      فالكافرون  سيقولون للحبيب المصطفى محمد  صلى الله عليه وسلم الذي دعاهم للايمان والاسلام  وبين لهم  ان هناك بعثا  ونشورا وحسابا من بعد الموت  سيقولون  ان هذا لسحر مبين.  واذا اخرالله تعالى عنهم العذاب - والله تعالى اعلم بما  يفعلون –  ما الذي اخرعنا العذاب فأين العذاب الذي تهددنا به كذبا  يقولون  ذلك  في نبرة او لهجة  فيها سخرية واستهزاء بيّن  امعانا به ومبالغة  في تكذيب الحبيب المصطفى  صلى الله عليه وسلم  فاثبت الله تعالى  لهم في القران الكريم  ان هذا العذاب  لا  محالة واقع  بهم وانه ليس مصروفا عنهم  ولا يتمكنون  من دفعه  او تاجيله  او رده  ا ذا جاء هم   فهو  واقع  ومحيط  بهم  هذا الذي كانوا   به يستهزئون.


*********************************   

                              2

                           بسم الله الرحمن الرحيم

(من كان يريد الحياةالدنيا  وزينتها نوف اليهم اعمالهم  فيها وهم لايبخسون * اولئك الذين ليس لهم في الاخرة الا النار وحبط ماصنعوا  وباطل ماكانوا يعملون *)
                                             
                                              الايتان \  15 و16

 الحمد لله \

     النا س  صنفان  صنف يريد الاخرة وسعى لها سعيها وهومؤمن  وهم الذين انعم الله عليهم من الانبياء والشهداء والصديقين  والمؤمنين
 و صنف يريد الحيا ة الدنيا وملذاتها  وزينتها  في المال والولد والمتاع من قصور شامخات وخدم وحشم وابهة و تكابر على الاخرين وعلو وجاهة وتربع على الكراسي الحكومية و سيارات فا رهة  وحدائق غناء ونساء يتمتع بهن  وغيرها مما لايرضي الله تعالى ويغضبه 0فالفريق الاول ينعم هليهم بالجنة والنعيم الدائم والفريق الثاني الذين يريدون الياة الدنيا سيمتعون في حياتهم الدنيا  ثم الله تعالى حكمعليهم ان ليس لهم في الاخرة  الا النار وسيبطل كل كل عملوا فيجعله هباء منثورا   فهم في  يوم القيامة في  جهنم خالدون

     ****************************
    
                                   3 

               بسم الله الرحمن الرحيم

(ومن اظلم ممن افترى على الله كذبا اولئك يعرضون على ربهم ويقول الاشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم  ا لا لعنة الله على الظالمين * الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا وهم بالاخرة هم كافرون * اولئك لم يكونوا  معجزين في الارض وما كان لهم من دون الله من اولياء يضاعف لهم العذاب  وما  كانوا  يستطيعون السمع  وما  كانوا  يبصرون*  اولئك الذين خسروا  انفسهم  وضل عنهم  ماكانوا  يفترون *  لاجرم  انهم  في الاخرة هو الاخسرون *)
                                    
                                                
                                    الايتان \  18 – 22

الحمد لله \

        اظلم الظالمين واتعس خلق الله تعالى هم الذين ظلموا انفسهم فعملوا الاعمال السيئة في الحياةالدنيا فاغضبوا الله تعالى  على انفسهم  بما كسبوه  لها ثم انهم  من صفاتهم انهم اضافة الى ظلمهم انفسهم  يظلمون  الاخرين  ويعملون على  ضلالتهم  باختلاقهم  الكذب عليهم وعلى  الله تعالى  فلم يصدقوا بالانبياء  ولم يؤمنو ابما جاؤوا به من دعوة الحق تعالى  فهؤلاء  يعرضون يوم القيامة  على ربهم  وتعرض اعمالهم  فيحاسبون عليها  ويشهد عليهم سمعهم وابصارهم وايديهم وارجلهم وجلودهم  بما كانوا يكسبون  فعليهم  لعنةمن الله  تاعالى يوم القيامة .

       فهؤلاء الظالمون  انفسهم  وظالمي الناس معهم  ملعونون  في    يوم القيامة  وهم  مطرودون من رحمة  الله  التي وسعت كل شيء الا  هؤلاء  الذين  يمنعون الناس من الايمان  بالله  تعالى  والدخول في طاعته  ويبغونها  عوجا  حتى سولت  لهم انفسهم  بان   يحاربوا  الله   ورسوله  ويقاومون  كل دعوة الى الحق تعالى  فالله تعالى لم  يكن عاجزا  على ان يعذبهم في حياتهم الدنيا  بسبب  غيهم وضلالهم  فيها  فهم في قبضة  الله تعالى وحكمه   فما  هم  بمعجزين  في الارض  وما كانوا   منتصرين  في الارض وما لهم من اولياء الا من امثالهم فهم وهم سواء في الاثم  فكل قد حكم الله تعالى  انهم كافرون  حيث انهم قد خسروا انفسهم فا وردوها النار وكل فيها خالدون   والحقيقة ان هؤلاء اخسرالناس واضلهم  لانفسهم وللاخرين  فهم في جهنم خالدون.      


**********************************


                                       4

                        بسم الله الرحمن الرحيم

     ( وتلك عاد جحدوا بايات ربهم   وعصوا رسله واتبعوا امر كل جبار  عنيد *  واتبعوا  في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة  الا ان عادا  كفروا  ربهم الا بعدا لعاد قوم هود*)

                                                          الايتان 60 و61

  الحمد لله \

        عا د مملكة كبيرة وعظيمة كانت في منطقة الاحقاف من الجزيرة العربية وعاصمتها مدينة ا رم المشهورة  والتي كانت توصف بجنة الله في الارض   و كان اهلها يرفلون  بالسعادة  والنعيم  والحياة  المترفة فقد وصفهم الله تعالى ( كذبت عاد المرسلين * اذ قال لهم اخوهم هود الا تتقون *  اني لكم رسول امين * فاتقوا الله واطيعون *  وما اسالكم اجرا  ان اجري الا على رب العالمين * اتبنون  بكل ريع اية تعبثون *  وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون * واذا بطشتم بطشتم جبارين * فاتقوا  الله واطيعون  * واتقوا الذي امدكم  بما  تعلمون * امدكم   بانعام  وبنين * وجنات وعيون *)  سورة الشعراء  الايات 123- 134   ( الم تر كيف فعل ربك بعاد *  ارم ذات العماد * التي لم يخلق مثلها في البلا د )  الفجر الايات \  6-8      فكفروا  بأ نعم  الله  تعالى  وجحدوا  بدلائل الايما ن وعصوا رسله وخاصة رسولهم الذي ارسل اليهم - هود عليه السلام -- فلم يطيعوه  واطاعوا ساداتهم وكبرائهم فاضلوهم عن سبيل الله  فاتخذوا الغي سبيلا  فغضب الله عليهم  ولعنهم في الحياة  الدنيا  فاذاقهم العذاب الشديد  بصاعقة ا حلت بهم .  وفي يوم القيامة  سيكونون ملعونين ايضا   ذلك انهم بربهم كانوا كافرين  فابعدهم الله تعالى عن رحمته  وجعل مصيرهم الى النار  هي مثواهم وهم فيها خالدون  .



**************************************   

                                         5  

                           بسم الله الرحمن الرحيم

( ولقد ارسلنا  موسى  باياتنا وسلطان مبين * الى فرعون وملئه فاتبعوا امر فرعون وما امر فرعون برشيد* يقدم قومه يوم القيامة فاوردهم النار وبئس الورد المورود * واتبعوا في هذه لعنة ويوم القيامة بئس الرفد المرفود *)
       
                               الايات \ 96 – 99

 الحمد لله \

            فرعون حاكم  مصر ورئيسها  وكل  ملك  يملك مصر في تلك الحقبة الزمنية  يدعى ب(فرعون )مصر وجماعة ملوكها هم الفراعنة  الذين بنوا الاهرام فيها والتي لاتزال شاخصة وتعد من معالم وعجائب الدنيا  .

          وفرعون هذا ارسل الله تعالى اليه والى قومه  موسى  عليه السلام  بعد ان  كفروا  بانعم الله  يدعوهم الى عبادة  الله تعالى  بدلا من عبادة فرعون والهته  فارسله بالايات البينات التسع المذكورة في القرآن الكريم وهي \ العصا  واليد البيضاء و الطوفان والجراد والقمل والضفادع  والدم  ونقص في الاموال والانفس .

        وفرعون  يقدم قومه  في الدنيا  فيجرّهم الى الضلال ويقدم قومه في الاخرة  اويوم القيامة  الى النار لانهم ملعونين  في الاخرة حيث كانوا على الكفر  فعذبهم الله تعالى في الدنيا ولعنهم  ويلعنهم في الاخرة  فاوردهم النار  او ساقهم  اليها  وبئس الورد المورود


**********************************

                                6

                     بسم الله الرحمن الرحيم

    ( وكذلك اخذ ربك اذا اخذ القرى وهي ظالمة ان اخذه اليم  شديد * ان في ذلك لاية لمن خاف عذاب الاخرة ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود *  وما نؤخره الا  لأجل معدود * يوم يأ ت  لا تكلم نفس الا باذنه  فمنهم شقي وسعيد * فاما الذين شقوا  ففي النار لهم فيها زفير وشهيق* خالدين فيها ما دامت السموات والارض الا ماشاء ربك  ان ربك فعال لما يريد*  واما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها مادامت السموات والارض الاما شا ء ربك عطاء غير مجذوذ*)

                                                 الايات \ 103 – 108

الحمد لله \

         الظالمون  والكفار  الذين لم  يستجيبوا  لدعوة الانبياء  وتعنتو ا بالكفر والضلال  فان الله تعالى  ياخذهم اخذ عزيز مقتدرهم  وقراهم او مدنهم  التي يسكنون فيها  في تعذيب اليم وشديد  وهم متلبسون  بالظلم او الكفر والعناد  والاستكبار والتعنت فانه تعالى  اخذه مؤلم وموجع شديد الوجع والوقع عليهم  وفيه  قسوة ومرارة  حادة  وفي هذا العذاب  عبرة للامم  الاخرى ولمن خاف  وارتجف خوفا  من يوم القيامة  الذي سيحل بالخلق  فانه تعالى قادر على تعذيبهم  العذاب الاليم  حيث  سيجمع  الله تعالى في هذا  اليوم المشهود الذي اذا جاء  موعده لا يؤخر وعلمه عند الله تعالى فقد  يجمع  الناس المؤمنون   والكافرون والمنافقون والمشركون  ثم يحاسبهم كل بقدر عمله في الحياة الدنيا.  
              
                 وفي هذا اليوم العصيب  لايجرؤ الانسان ان ينطق ببنت شفة مهما
       كانت  منزلته ومكانته الا باذن الله  تعالى  وينقسم الناس صنفين لينالوا
       جزاء ما فعل كل فريق منهم  فان كان عمله شرا حرم عليه الجنة  وحشره    
       الى جهنم  وبئس المصير  الذي ينتظره اذ يعذبه في نار جهنم عذابا شديدا
  
       وان خيرا فان الله تعالى اعد لعباده الذين أصطفى السعادة الابدية ثوابا منه لهم وجزاءا لما عملوا من خير في الحياة الدنيا  فاطمأنوا في الاخرة  انهم في  الجنة خالدين لا يخرجون منها  أبدا  سعادتهم  دائمة ومنازلهم رفيعة وقدسيتهم عالية وعطائهم دائم غير منقوص ثابت غير مقطوع ..  لهم فيها نعيم مقيم . هؤلاء هم أصحاب الدرجات العلى وهم أصحاب الجنة .                     


   *******************************  


     

            يوم القيامة في سورة يوسف


                                  1

                       بسم الله الرحمن الرحيم

(وكذلك مكنا ليوسف في الارض يتبوأ منها حيث يشاء نصيب برحمتنا  من نشاء  ولا  نضيع  اجرالمحسنين * ولأجر  الاخرة  خير للذين امنوا وكانوا يتقون *)

                                                     الايتان \ 56 و57
 
 الحمد لله \

      يوسف الصديق  نبي الله تعالى  ابن يعقوب بن ابراهيم الخليل   عليهم السلام  وقصته ذكرت في القرآن و معروفة وعلى كل لسان  .

        فبعد ان  خرج من سجنه  اثر  تفسيره  رؤيا الملك  قرّبه  الملك  وولاه الامورالمعاشية والاقتصادية  في مملكته  فا طلق يده فيها يتصرف كميفا يشاء  وانعم الله تعالى عليه بما اراد له . لانه كان من المحسنين  من الذين يشكرون النعمة  ويهتدون بهدي الله  وتوفيقه  واذا كان الله تعالى قد انعم عليه  في الحياة الدنيا  فانه سينعم عليه وعلى  من يشكر نعمه والا ءه من الخلق يوم القيامة ويحسن اليهم فان الاجروالثواب في  يوم القيامة  اكثر اجرا  وافضل  ثوابا  ذلك ان مصيرهم الى الجنة التي هيئها وزينها لعباده المؤمنين  



*********************************  

                                         2

                               بسم الله الرحمن الرحيم

( وما يؤمن ا كثرهم بالله الا وهم مشركون *  أفأ منوا ان تاتيهم غاشية من عذاب الله او تاتيهم الساعة بغتة وهم لا يشعرون *)

                                                      الايتان \  106 و107

  الحمد لله \
       
               من المسلم به  ان  الانسان يمر  بكثير من ايات الله تعالى البينات  ولكنه  لايتدبرها  ليرى حقيقة امر الله تعالى فيها   فهم كالاعمى الذي يمر  بجنب كومة نقود   او كمثل  اصم  يرى رجلا يتحدث  ولا يسمع ماذا يقول   فاذا كان الامر كذلك  اتضح  انهم  بعيدون عن الايمان  وان آمنوا بالله تعالى .لذا فما يؤمن اكثرهم بوجود الله  تعالى الاوهم مشركون  في عبادته  وطاعته  فلا يؤمنون على شيء من الاحوال الا على حال الاشراك  بالله تعالى  والايما ن بهذا الشكل يسمى الايمان المجرد .

        فالايمان  في الشرع  هو التصديق  بما جاء به النبي محمد صلى الله عليه وسلم  بالقلب  في جميع   الامور والاحوال    وربما  المشرك المصدق بوجود الله تعالى  وصفاته العلى  لا يكون  مؤمنا  الا  بحسب القول لا بحسب المعتقد  وهذا اخلال  بالتوحيد  وعليه  جاءت  الاشارة  بقوله تعالى ( وما يؤمن اكثرهم  بالله  الا  وهم  مشركون ) اي غير موحدين  له .

          فالتوحيد  يكمن  في وجوب  وجود الله تعالى من  انه خالق  كل شيئ  وفي عبادته  حقا  فهو الموجود  وهو المعبود ( الا له الامر والخلق  تبارك الله احسن الخالقين )   فالعرب قديما اقروا  بوجود  الخال الرازق  المميت  لكنهم اشركوا  بعبادة الاصنام . 
         اذن  التوحيد  توحيد في  الذات والخلق والعبادة  لذا هدد الله عباده المشركين  بعقوبة العذاب  يوم  يغشاهم في الحيا ة الدنيا  بشتى انواع  العقوبة  مثل الحروب والقتل او الغلاء . اما  في يوم القيامة هذا اليوم العظيم  الذي سيأ تيهم بغتة  وهم لا يشعرون  وكل  عامل في عمله مهتم به لنفسه   فسيكون مصيرالمشركين  في نار جهنم هم فيها خالدون .
         والله تعالى   اعلم .

            


           **************************


                                      3


                                   بسم الله الرحمن الرحيم

( وما ارسلنا من قبلك الا رجالا  نوحي اليهم من اهل القرى . افلم  يسيروا في الارض فينظروا  كيف كان عاقبة الذين  من قبلهم  ولدارالاخرة  خير  للذين اتقوا افلا  تعقلون *)

                                           الاية  \  109

  الحمد لله\
  
           يبين الله تعالى لحبيبه  ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم  انه تعالى  قد اوحى لكل الانبياء  والرسل الذين ارسلهم قبله  الى اقوامهم  اوحى اليهم  رسالاتهم الى  اقوامهم  وما  ارادوه منهم هو عبادة  الله تعالى وتوحيد ه  الا  ان  الكافرين منهم  استمروا في عبادتهم للاوثان والاصنام  والافعال المنكرة  ولم يعبدوا الله تعالى .  فغضب الله تعالى  عليهم  ودمرهم ولاتزال اطلال اماكن  تواجدهم  وقراهم  ظاهرة وهي مدمرة  .

     فالكافرون  او المشركون من امة محمد صلى  عليه وسلم   يمرون على هذه القرى  في ترحالهم وسفرهم  الى الشام او اليمن  للتجارة او غيرها  فيرونها  مدمرة  مهجورة  ويرون كيف عاقبهم الله تعالى الا انهم لا يتعضون  . 

         اما في الاخرة  فسيكون مصير المتقين من المؤمنين والمسلمين افضل منهم   واسمى  فسيكون  مصيرهم  الى المغفرة  والجنة باذن الله تعالى  ومصيرالكافرين الى  الجحيم .

             وزالله تعالى اعلم


   -******************************























                يوم القيامة في سورة الرعد

1
بسم الله الرحمن الرحيم

( للذين استجابوا لربهم الحسنى  والذين لم يستجيبوا له لو ان لهم مافي الارض جميعا ومثله معه  لأ فتدوا  به  اولئك لهم سوء الحساب وماواهم جهنم وبئس المهاد * افمن يعلم انما انزل اليك من ربك الحق كم هو أعمى أنما يتذكر أولوا الالباب *. الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب .* والذين صبروا أبتغاء وجه ربهم وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرأ وعلانية ويدرؤن بالحسنه السيئة أولئك لهم عقبى الدار *. جنات عدن يدخلونها ومن صلح من ابائهم وازواجهم وذرياتهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب *. سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار .* والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما امرالله به ان يوصل ويفسدون في الارض لهم اللعنة ولهم سوء الدار * الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر وفرحوا بالحياة الدنيا وما الحياة الدنيا في الاخرة الا متاع * ))

                                      سورة الرعد الايات \ 18_  26
 
   الحمد لله :

           ان الله تعالى يبين لنا في القران الكريم  امرين مهمين فيها ينقسم الناس الى حالتين اولها الايمان بالله تعالى فالمؤمنون  الذين استجابوا  لامرالله تعالى واخلصوا  في استجابتهم وعملوا بما  انزل  في القران الكريم والشريعةالمحمدية  السمحاء  وثبتوا على  دينهم فلهم عند الله تعالى  الدرجات  العلى يوم القيامة  والامرالاخر امرالذين يخالفون عن امرالله تعالى ويكفرون  بما جاء في القران الكريم وما امرالله تعالى به ان يوصل ويفسدون في الارض فاولئك ماواهم النار  خالدين فيها ويبين الله تعالى لنا ان هؤلاء لوكانوا يملكون كل  الارض و ما فيها من خيرات وخزائن وذهب ومعادن اخرى وانعام وجنات وانهار وحتى الجبال وما فيها لوان  لهم هذه الامور كلها وافتدوا انفسهم بها وبمثلها مرات لما تقبل الله  تعالى منهم فقد قرر الله تعالى واثبت  ان الكافرين والمشركين والمنافقين والعاملين السوء يوم القيامة في جهنم خالدون  فالنارمثواهم الاخير .

        سؤال يوجه الى الرسول المصطفىمحمد صلى الله عليه وسلم من ربه تعالى بصيغة الاجابه ان القرآن الكريم نزل بالحق ويعلم بذلك المؤمنون واصحاب العقول الراجحة والقلوب الحية فهم مثلهم كمثل الاعمى الذي أغمض عن الحق وجحد بمكابرة وتعصب.. طبعا لا يستوون .هذه  عقولهم النيرة أنهم يوفون بما عاهدوا الله عليه وعبادته والوفاء بالعهد من شيم المؤمنين ومن أكرم الصفات الانسانيه وهو من اسس الدين القويم فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( لادين لمن عهد له )) صدق رسول الله . وانهم يصلون ذوي قرباهم في كل أمورهم ويصلون المؤمنين بالمساعدة  والزيارة والمرض والصدقة  وكل الامور التي من شأنها ان تقربهم اليهم . ويخشون الله تعالى فيكثرون التزامهم بعبادته واطاعة اوامره و ترك معاصيه سرا وعلانيه رغبة في عطا ئه وخوفا من عقابه وحسابه فهم يلتزمون الصبر وتحمل الاذى في الشدة والمصيبة ويؤدون الصلاة في اوقاتها وينفقون مما رزقهم الله تعالى على المحتاجين من المسلمين وذوي قرباهم . ويقابلون كل السيئات بالحسنات والغضب بالحلم والمصيبة بالصبر .

         وعلى العموم يتخلقون بخلق الاسلام والايمان وما أمر الله به من خلق قويم فهؤلاء هم الذين وعدهم الله تعالى جنات عدن .وجنة عدن من اسماء الجنة . وزادهم على ذلك ان من صلح من أبائهم وأزواجهم وذرياتهم يدخلون الجنة معهم ان كانوا صالحين  . وقد أمر الله تعالى الملائكة بالدخول عليهم من ابواب مساكنهم في الجنة وهم يسلمون عليهم ويلقون عليهم تحية الاسلام (( سلام عليكم )) هذا جزائكم بما صبرتم في حياتكم الدنيا وقاسيتم بها اشد المصاعب  فقد رزقكم الله  تعالى  الدار الاخرة فأصبحتم من أصحاب الجنة فيها خالدون  .    


                     

               ************************** 




              يوم القيامة في  سورة  ابراهيم

                                 1  

                       بسم الله الرحمن  الرحيم


(  الله الذي له مافي السموات ومافي الارض وويل للكافرين من عذاب شديد * الذين يستحبون الحياة الدنيا على الاخرة ويصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا  اولئك في ضلال بعيد* )

                                        سورة ابراهيم الايتان \ 2و3

  الحمد لله :

           يبين الله تعالى  ان كل ما في السموات وما في الارض ملك الله تعالى فهو صانعه ومالكه  ولا حيازة لاحد اي شيئ فيما خلق  فالكافرون الذين يكفرون بوجود الله  تعالى  او بوحدانيته في  الخلق والتملك فهم خاطئون  و في عذاب شديد .
   
         فهم كما وصفم الله تعالى  يستحبون الحياة الدنيا  ويفضلونها على  الاخرة   وهذه صفة  الجهلاء والسفهاء  من الذين لايتفكرون في  ملكوت السموات والارض  ونظام كل منهما هذا النظام العظيم في  سيره وحدثانه   فهم لم يعرفوا  نفوسهم الا انهم  كائنات  حية ترزق  وتاكل لتعيش  مدة من الزمن ثم يموت  وتنتهي حياته  فهم بربهم لا يؤمنون  لذا  فهم يصدون عن سبيل الله تعالى  ويبغونها عوجا  فهؤلاء  هم  في ضلال بعيد  عن الوصول الى طريق الحق  وصراط  مستقيم  لان  نفوسهم بعنادها واستكبارها  نفرت عن الايمان بالله تعالى .
               والله تعالى اعلم

               **********************


                                  2
                

                           بسم الله الرحمن الرحيم

( واذ قال ابراهيم رب اجعل هذا البلد امنا  واجنبني  زبنيب ان نعبد الاصنام * رب انهن  اظللن كثيرا من الناس  فمن تبعني فانه مني  ومن عصاني  فانك رؤوف رحيم * ربنا اني اسكنت من ذريتي  بواد غير ذي زرع عند بيتك  المحرم  ربنا  ليقيموا  الصلاة  فاجعل افئدة   من الناس  تهوي اليهم وارزقهم من الثمرات  لعلهم  يشكرون * ربنا انت  تعلم ما نخفي وما نعلن  وما يخفى  على الله شيء  في الارض ولا في السماء * الحمد لله الذي  وهب لي على الكبر  اسماعيل واسحاق ان ربي  سميع الدعا* رب اجعلني مقيم الصلاة   ومن ذريتي  ربنا وتقبل  دعاء *ربنا  اغفر لي ولوالدي  وللمؤمنين  يوم يقوم الحساب* )

                                                     سورة ابراهيم الايات 25/31

الحمد لله \

         بعد  ان اتم ابراهيم  وولده اسماعيل عليهما السلام  بناء الكعبة المشرفة البيت الحرام  وقف ابراهيم عليه السلام  رافعا  يديه الى ربه تعالى  داعيا اياه- (رب اجعل هذا  البلد امنا  واجنبني  وبني  ان   نعبد الاصنام )-  اجعل هذا البلد يعني مكة المكرمة وما اليها  اجعله بلد الامن والامان لمن فيه ولمن دخله –وهو كذلك لحد الان وسيبقى انشاء الله كما اسلفت  سابقا – واجنبني اي وابعدني انا واولادي و ذريتي  ويدخل  كل من صلب ابراهيم عليه السلام في هذا الباب .

  فالدعاء  شامل وعام  وفيهم اهل بيت  محمد صلى الله عليه وسلم-عن عبادة الاوثان والاصنام  حيث انهن اضللن كثيرا من الناس ويدخل في هذا الباب  الشرك بالله تعالى وعبادة الاصنام او الاوثان او  عبادة الاشخاص الاموات او الاحياء   وتقديسهم  تقديس عبادة لا  تقديس اكرام  لمكانتهم  اومنزلتهم الدينية او الاجتماعية   فمن اتبع ديني وهو عبادة الله تعالى فهو على ديني  ومن عصاني وعبد غير الله  فليس  هو من  ديني فامره الى الله   تعالى والله غفور رحيم   ان  ابراهيم حقا اواه  حليم  كما  وصفه  ربه  اراد اسعاد البشرية ويحب ان يشمل العفو جميع الناس  فمن دخل دينه  وعبد الله تعالى فهو على دينه  ومن عبد غير الله تعالى  اواشرك  فامره الى ا لله  تعالى  واثنى على الله  تعالى بالرحمة والغفران ومثل هذه الحالة  مثلها في القران الكريم.  اذ قال الله تعالى لابراهيم الخليل – (اني جاعلك  للناس  اماما  قال من  ذريتي  قال لاينال عهدي الظالمبن) -  ومعنى هذا  ان لله تعالى  جعل ابراهيم  خليله ونبيه ورسوله اماما  وقدوة للناس  جميعا  فرغب ان توسع هذه الرحمة فتشمل  ذريته  الصالح وغير الصالح  ان يشملهم الاحسان من ربهم جميعا  فرد الله تعالى عليه حسما – لا ينال عهدي الظالمين – اي لا تشمل  رحمتي واحساني   من  كفر او اشرك حتى لو كان من اهل بيت النبوة  من ذرية ابراهيم عليه السلام لكن ابراهيم عليه السلام  يعرف هذا  فجعل رحمة الله  تعالى  واحسانه  ملاذا لهم  فقال  - (ومن عصاني فانك  رؤوف رحيم) – اي من انحرف عن طريق الهداية  فامره الى الله تعالى لعل هذا  يؤمن او يتوب  والله رؤوف بعباده رحيم  بهم يغفر زلاتهم ويتجاوز عن سيئاتهم   .
               
        توجه ابراهبم  عليه السلام الى ربه بالدعاء مبينا انه  اسكن من ذريته   اسماعيل وولده مكة المكرمة وهي واد غير ذي زرع   اسكنهم عند البيت الحرام  ليقيموا الصلاة والصلاة   كناية هنا عن كل العبادات  حيث انها عمود الدين  فذكرها كناية عن عبادة  الله تعالى  فهي  راس العبادة  فهولاء  القوم من ذرية ابراهيم من ولده اسماعيل عليه السلام   ليقيموا الصلاة  ويعبوا  الله تعالى  - (فاجعل افئدة من الناس تهوي اليهم  وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون) – ودعاء ابراهيم عليه السلام مستجاب عند ربه  وهو ان يغرس محبة البيت الحرام  والطواف حول الكعبة المشرفة في قلوب الناس  ونفوسهم  فيحجون اليها  في موسم  الحج ومواعيده معروفة وهو الحج الاكبر او حجها عمرة وهو الحج الاصغر كما وجدته في بعض  كتب التفسير.   فشرع الله تعالى الحج والعمرة  وجعل البيتالحرام ( من دخله كان امنا)  مطمئنا  وهو جزء من  عبادة   الرحمن  ثم  دعاه عليه السلام   ان يرزقهم من الثمرات  لعلهم يشكرون  فكانت الثمار تنقل الى  اسواق مكة  صيفا وشتاءا في موعد نضوجها او في غير موعد نضوجها تجد ها في اسواق مكة ايبنما توجهت  او نظرت او هكذا  شاهدناها  (ورزق  ربك ماله من نفاد) وشكره على هذه النعم الكثيرة  والفضائل  واكتنف هذا الدعاء  الثناء على الله تعالى  بانه  يعلم  مايسرون وما يعلنون  ولا يخفى عليه شيء في الارض  وما فيها والسموات  السبع  وما فيهن من عظيم الخلق  وسعه  قدرته  تعالى  ثم حمد   الله تعالى  على تفضله بهبته اليه ولديه  اسماعيل  وسحاق عليهما السلام  وهوشيخ كبير.

        ثم يستانف  دعاءه مرة اخرى  بقوله  - ( رب اجعلني  مقيم الصلاة  ومن ذريتي  ربنا وتقبل  دعاء ) -  اي اجعلني اعبدك  حق عبادتك  وكذلك ذريتي من بعدي  فاستجاب الله الدعاء مرة اخرى  فجعل في ذريته الكتاب والنبوة  وهذه كرامة له  ولذريته   ثم  دعاه عليه السلام  انم   يغفر  له ولوالديه وللمؤمنين  يوم  يقوم الحساب  واود انم اضيف ان ابراهيم عليه السلام  دعا  هنا  لوالده  الحقيقي  وامه  التي نزل  منهما  بالمغفرة والرضوان من الله تعالى   ولم  يكن دعاءه ازر  كما ورد في القران الكريم  حيث ان ازر  كان   عمه كما ورد بعض الكتب  الذي رباه  والعم  بمنزلة  الاب  فجاءت كنيته في القران الكريم  ازر اباه  دعا   بالمغفرة  لا بيه وللمومنين والمؤمنات  يوم  يقوم الحساب.



  ****************************************


                            3

              بسم الله الرحمن الرحيم


    ( ولا تحسبن الله  غافلا عما يعمل الظالمون انما يؤخرهم لليوم تشخص  فيه الابصار* مهطعين مقنعي رؤسهم لايرتد اليهم طرفهم وافئدتهم هواء * )


                                            سورةا براهيم الايتان \24و43


الحمد لله \

           لا يظن احد - ولا تحسبن  جاءت  بصيغة  التاكيد - ان الله تعالى يخفى عليه شيء من اعمال وافعال واقوال الظالمين من عباده انما يعلم كل شيء يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور من قول او فعل  اوعمل فالله  تعالى يمهلهم ولا يهملهم  وربما  لا يعجّل  لهم العقوبة لزدادوا اثما وانما يؤخرهم الى يوم الحساب الذي وعده الله تعالى عباده الا وهو يوم القيامة الذي لاريب فيه .

         في هذا اليوم ياتي الظالمون شاخصة ابصارهم ترهقهم ذلة  لا تتحرك اعينهم من  شدة الخوف والهلع  افئدتهم خاوية خالية وعقولهم فارغة بعيدة عن الفهم والتعقل و فزعهم في دهشتهم وحيرتهم من هول هذا الذي يرونه في ام اعينهم وما  تجري به  المقادير التي قدرها ربهم عليهم  فهم  ناكسوا رؤسهم كانهم لا بسون  اقنعة  ثقيلة   وابصارهم شاخصة مبحلقة لا  تتحرك ولا تنظرالى أي جانب  كأنها   مسمرة  في احداقها وافئدتهم  خاوية  الا من الخوف الهلع  من  شدة مايرونه من المفزعات في يوم القيامة .



                    ***********************


                                           4

                             بسم الله الرحمن الرحيم

     ( فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله ان الله عزيز ذو انتقام * يوم تبدل الارض غيرالارض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار * وترى المجرمين مقرنين في الاصفاد* سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار * ليجزي الله كل نفس ما كسبت ان الله سريع الحساب * )


                                          سورة ابراهيم الايات \47- 51

الحمد لله \

         فلا يتناها لفكرك ولعقلك او لذهنك ان الله  تعالى  سيخلف - والاخلاف عدم الانجاز –  ما وعده لرسله من تعذيب الكافرين والانتقام منهم فانه قادر عليهم غالب لهم لانهم عبيده. فان الله تعالى قد اعد لهم النار اوجهنم التي سيحرقهم  بها انتقاما منهم لعدم طاعتهم له  او الكفر به  او الاشراك  به او لسوء ما فعلوه في الحياة الدنيا .؟

         ففي يوم القيامة هذا اليوم العظيم التي تكاد  تتبدل  الارض غيرالارض باذن ربها  لما  يصيبها  من تغيير واحداث  منها التزلزل         و اندكاك الجبال ببعضها واخراجها اثقالها وما في داخلها  ولفظه الى خارجها  وجفاف البحار وغورها  بسبب الاحماء الذي سيلحقها وتبخرة المياه فيها بحيث تبقى قاعا صفصفا  وتغيير امرالسموات ايضا من هول هذا اليوم العظيم بما فيها  تكويرالشمس وانشقاق القمر وانكدار النجوم وتساقطها على الارض .

       في هذا اليوم العظيم سيبرز الجميع او يظهرالجميع متوجهون الى الله الواحد الاحد القاهر فوق عباده لينال كل امرء  جزاء ما كسب في حياته الاولى  بعد  موته .

        فالمجرمون والعاصون لامرالله تعالى سيعرضون على الله تعالى وكل منهم مقيد  بقيود  شديدة  وثقيلة  طولها سبعون ذراعا مشدود من عنقه الى اخمص قدميه  حتى ملابسهم التي يرتدونها سبلت بالقطران وهو النفط الاسود او القار الجيري الشديد السواد الشديد الاشتعال فتشتعل فتلهب وجوههم النار وتستعر النارملتهبة غاشية اجسادهم  ووجوهم لا يموتون فيها فيستريحون بالموت ولايحيون الا بالعذاب و المهانة وا لام الاحراق في هذا اليوم يعرض الخلق على ربهم لينا ل كل جسم فيه نفس جزاء ما عمل او كسب في الحياة الدنيا فيجده امامه يوم القيامة ويجزاه الجزاء الاوفي او بما يكون في الميزان بعد ان توزن اعماله فيبعث الى الجنة ان كان مؤمنا  او يبعث الى النارفي جهنم ان كان كافرا  او فاسقا  ولا يمهل الله  تعالى في هذا اليوم احدا الا اخذ  حسابه ونال جزاءه لانه سبحانه سريع الحساب

  والله تعالى اعلم

  ********************************

























 يوم القيامة في سورة الحجر

1

بسم الله الرحمن الرحيم


    ( وانا  لنحن  نحي ونميت  ونحن الوارثون * ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستاخرين * وان ربك هو يحشرهم انه حكيم عليم *)

                                                    سورة الحشر الايات 23- 25

الحمد لله\             

       يؤكد الله تعالى بصيغة الجمع انه هو المحي وهو المميت وهو سبحانه وتعالى الذي يرث الارض ومن عليها واليه الجميع راجعون والميراث هنا ليست نقل الملكية كما هو في ميراث الانسان بل كل ما في السموات و الارض وما عليها وما تحتها وما فوقها ملك الله تعالى  يمنح منه لمن يشاء  وينزعه  ممن  يشاء .

         وانه سبحالنه وتعالى يعلم السرواخفى ويعلم مافعله الاقدمون منذ بدء الخليقة ولحد الان ويعلم ما تفعله الاجيال من بعد نا  الى يوم القيامة
وانه تعالى في هذا اليوم العظيم سيحشرهم والحشر اعادة الحياة اليهم من بعد الموت للحساب والجزاء وانه الحكم العدل والعليم الخبير بمافعلوه



              *************************


2

بسم الله الرحمن الرحيم


( وان عليك اللعنة الى يوم الدين * قال رب فأنظرني الى يوم يبعثون*   قال فانك من المنظرين * الى يوم الوقت المعلوم * )

                                                سورة الحجر الايات \35-38

الحمد لله \

في محاورة يقول الله تعالى لابليس او الشيطان الرجيم  لعنه الله تعالى  
ان الله تعالى قد صب عليه نقمته ولعنه في الحياة الدنيا بسبب عدم اطاعته لامرالله تعالى عندما امرالملائكة في ا لسجود لادم عليه السلام – سجود تكريم واحترام وطاعة لامره تعالى -  لاسجود عبادة وستكون هذه اللعنة مستمرة في الحياة الاخرة ايضا الا انها جاءت محددة ب – الى يوم الدين – لانه يوم الحساب

ومن فضائل الله على خلقه انهم سيحاسبون في هذا اليوم جميعا وبضمنهم ابليس فهو اشبه بمن قتل نفسا فاعترف بها امام القضاء فهو يعلم انه مجرم ومحكوم عليه بالعقاب كذلك ابليس يعلم انه خالف امر ربه في عدم سجوده لادم عليه السلام ويعترف بذلك وانه محكوم عليه بسبب هذه المخالفة انه خالد في النار الا ان هذا الحكم سيصدرعليه يوم القيامة
توسل ابليس بربه تعالى ان ينظره أي يؤخر حكمه بعذابه الى يوم البعث او الى يوم القيامة فأجل له ذلك الى يوم الوقت المعلوم حيث سيكون العذاب والعقاب والجزاء الاوفى حيث لا يظلم ربك احدا.



*****************************



3

بسم الله الرحمن الرحيم


( وما خلقنا السموات والارض وما بينهما ا لا بالحق وان الساعة لاتية فاصفح الصفح الجميل* ان ربك هو الخلاق العليم * )


                                                سورة الحجر الايتان \85-86

الحمد لله\   

       الله سبحانه وتعالى يبين انه ماخلق السموات وما فيها والارض    وما عليها وما فيها الا بالحق اوبالخلق المشمول بالحكمة الربانية بحيث   لا يناسب هذا الخلق ولا يلائم هذا الخلق ا ستمرار الظالمين والطغاة وامثالهم افساد بالحق حيث جعل الله تعالى لكل الخلق نهاية وهي قيام الساعة التي يبعث الخلق بها من جديد لنيل الثواب والعقاب كل بما فعل وهذا الموعد ات باذن الله تعالى لاشك فيه ولا ريب .

         ويخاطب الله  تعالى الرسول الكريم  محمد  صلى الله عليه وسلم وامته بخطابه ( فاصفح الصفح الجميل ) أي الخالي من عتاب الله تعالى عليك او من محبتك اليهم  ترجع  جريرة هذه  المحبة عليك والجميل ما خلى من العتاب أي لا شائبة  فيه  صافيا  حقا وصدقا .
         
       فالله تعالى هو الذي خلق الخلق وهو العليم باحوالهم وافعالهم وبيده مالهم من حق وما عليهم من تبعات .



                   *************************



يوم القيامة في سورة النحل

1

بسم الله الرحمن الرحيم



    ( والذين يدعون من دون الله لايخلقون شيئا وهم يخلقون * اموات غير احياء وما يشعرون ايان يبعثون * الهكم اله واحد فالذين لايؤمنون بالاخرة قلوبهم منكرة وهم مستكبرون * لاجرم ان الله  يعلم  ما يسرون وما يعلنون انه لا يحب المستكبرين * واذا قيل لهم ماذا انزل ربكم قالوا اساطيرالاولين * ليحملوا اوزارهم كاملة يوم القيامة ومن اوزار الذين يضلونهم  بغير علم الا  ساء ما يزرون * قد مكر الذين من قبلهم فاتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم واتاهم العذاب من حيث لا  يشعرون * ثم يوم القيامة  يخزيهم  ويقول اين  شركائي  الذين كنتم تشاقون فيهم قال الذين اوتوا  العلم  ان  الخزي  اليوم  والسوء  على الكافرين *)

                                           سورة النحل الايات \20 – 27


الحمد لله\

          ان الكافرين  والمشركين يدعون ا وثانا وا صناما او اموراخرى يعتقدونها ويعبدونها ويها بونها بهالة من التقديس والفخار فهذه الاشياء لاتستطيع خلق شيئ  بل هي  مخلوقة من قبل غيرها وربما خلقوها الذين يعبدونها  فهم خلقوها  بايديهم  لكي يعبدونها  فهي ميتة لا  حياة ولا روح فيها . وانها لا تعلم متى تبعث أي لا تعلم وقت مبعثها ولا كيف يبعث من يعبدها فهي جامدة لاعلم لها ولاحراك .

        ايها الناس ان الهكم الاه واحد - هوالله تعالى – لا  شريك له  وهذا الامر قائم بالدليل القاطع الذي لا لبس فيه ولا شك وانه ليقع موقع اليقين عند من شرح الله تعالى صدره للايمان  والاسلام وجعل قلوبهم   مطمئنة بالايمان .

           اما اولئك الذين لا يؤمنون  بالاخرة ولا يؤمنون   بقيام الساعة اوبيوم القيامة  فقلوبهم  منكرة جاحدة  لهذه الامور  وقد  زادها جحودا وانكارا تكبرهم وتجبرهم في الارض حتى اصبح استكبارهم حجابا يحجب عنهم الحق والايمان فهم مستكبرون عن الايمان بوحدانية الله تعالى وما نزل على محمد صلى  الله تعالى عليه وسلم وهوالحق   متعاظمون عن قبول هذا الحق في نفوسهم وقلوبهم فهي لا تستسيغه . وقد ثبت  بالدليل القاطع ان الله تعالى يعلم ما يسرون اويخفون في انفسهم وما يعلنون من القول والفعل وسيجازيهم عليه يوم القيامة لانه سبحانه وتعالى يكره ولا يحب المتكبرين عن عبادته والاقرار بربوبيته وتوحيده .

           واذا سال سائل هؤلاء المنكرين ماذا انزل ربكم على محمد صلى
الله عليه وسلم قالوا اساطير وخرافات ا بتدعها - وقد كان ياتي الى مكة وفود من الجزيرة العربية فيسالون المشركين والكافرين عما انزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم   فيجيبونهم  هؤلاء  الكافرون والمشركون  انه انزل عليه اساطير واباطيل  كاذبة  اوانه صلى الله عليه وسلم قد ابتدعها من عنده  فهم بهذا  قد حملوا اثما مبينا  مضاعفا  آثمة انفسهم  جراء  كفرهم و عدم ايمانهم  وثم الذين  سالوهم  واقتنعوا   بما اجابوهم عليه فلم يؤمنوا فقد اضلوهم عن الحق من غير ان يشعروا بما صرحوا به فقد بين الله تعالى ان من دعا الى امر فاعتقده  خلق من الناس اوساروا  في نفس الملسلك  الذي سلكه  فعليه  اثم هؤلاء  جميعا  وقد قال رسول الله صلى  الله عله وسلم في ذلك حسما  للامر  وايضاحا  له
( ايما داع دعا الى ضلالة فاتبع فان عليه مثل اوزار من اتبعه من غير ان ينقص من اوزارهم من شيء وايما داع دعا الى هدى فاتبع  فله  مثل اجورهم  من غير ان ينقص من اجورهم شيء)

   وقد بين الله تعالى ايضا ان الذين جاؤوا قبل هؤلاء الكافرين والمشركين من اقوام ولم يؤمنوا برسل الله الذين ارسلهم اليهم ومكروا برسلهم المكر السيء قد عذبهم الله تعالى  في  الحياة  الدنيا  حيث  خسف  بهم  الارض وزلزلت منازلهم وما بنوه ليكونوا عبرة لغيرهم وللاقوام التي تاتي بعدهم كما فعل سبحانه وتعالى باصحاب لوط   وعاد  وثمود  حيث جاءهم الهلاك من حيث لايشعرون .

       اما اذا جاء يوم القيامة فسيحل بهم العذاب بعد محاسبتهم ويسالون عن الالهة التي كانوا يعبدونها من دون الله تعالى  وجعلوها شركاء لله تعالى  وكانوا  يشاقون الله ورسوله  بها    فيكون هذا اليوم  فيه خزي وسوء عليهم وتكون النار ماواهم وبئس المصير .

        اما الانبياء والعلماء ومن فتح الله تعالى صدره للايمان بالعلم والعرفان فيكون مصيرهم الجنة ونعمة من الله وفضل وانه ليقولون ان الخزي والفضيحة والسوء او العذاب الاليم في الدنيا والاخرة على الكافرين .



                *************************





2

بسم الله الرحمن الرحيم


( واقسموا بالله جهد ايمانهم لايبعث الله من يموت . بلى وعدا عليه حقا ولكن اكثرالناس لايعلمون * ليبين لهم الذي يختلفون فيه وليعلم الذين كفروا انهم كانوا كاذبين * انما قولنا لشيء اذا اردناه ان نقول له كن فيكون *)


                                        سورة النحل الايا ت \ 38-40


الحمد لله \

             خلق الله تعالى الناس هكذا على طبيعتهم - منهم من يؤمن بالبعث والنشور من بعد الموت وهم الذين امنوا بالله تعالى وملائكته وكتبه ورسله من كل الامم و منهم من لا يؤمن فالذين لايؤمنون بالبعث بين الله حالتهم في هذه الايات فهم يحلفون بكل ما اتوا  من  اعتقاد  في نفوسهم وبما يؤمنون به من مباديء انه لا يوجد بعث من بعد الموت ولا حياة وانما هي حياة واحدة تنتهي بموت الشخص وتنقضي باجله لكن الله تعالى يبعثهم جميعا المؤمنون بالبعث والكافرون به . ربهم تعالى وعدهم بالبعث ووعده ثابت وناجز وانما يبعثهم ليبين لهم صحة ما اختلفو ا فيه ولكي يعلم الذين كفروا به انه الحق من  ربهم   وانهم  كانوا  كاذبين في اعتقادهم من ان لا حياة من بعد الموت ولايوجد أي شيء صعب على الله تعالى وانما اذا اراد شيئا ان يقول لذلك الشيء - المراد خلقه اواخراجه من الصورة العلمية الى الصورة العينية فيراه الناس على حقيقته - كن فيكون كما اراد الله تعالى .


                   *************************


3


بسم الله الرحمن الرحيم


( ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة انكاثا تتخذون ايمانكم دخلا بينكم ان تكون امة هي اربى من امة انما ليبلوكم به وليبين لكم يوم القيامة ماكنتم فيه تختلفون * )

                                                سورة النحل الاية \92

الحمد لله \

         يبين الله تعالى في هذه الاية الكريمة بل يامر بالالتزام بالعهد والميثاق ان ابرم بين طرفين او امتين وعدم جواز الاخلال به ونقضه اونكثه والتي نقضت غزلها من بعد قوة  مثلا  ضربه الله تعالى للناس ليلتزموا بالعهود  والوعود  التي قطعوها على انفسهم ولاينقضونها  ابدا وقيل ان هذه  المراة  التي  ضربت مثلا هي( ريطة  بنت  سعد  بن  تيم القرشية)  كانت خرقاء أي ناقصة العقل تغزل الغزل جيدا حتى اذا اتمت غزلها رجعت اليه ونكثته وقطعت خيوطه وفللته حتى رجع صوفا وهكذا يفعل الخرقاء او الذين في عقولهم نقص . فالله تعالى ضرب هذا المثل ليقوي من شدة ومكانة العهود بين الناس  فلا يجوز الحنث بالايمان لان ابرام العقود من الايما ن وكلك الحفاظ عليها.

          ولا يجوز ان تعقد دولة مع دولة اخرى او حزبا مع حزب اخر عهدا او موثقا  ثم ينقضه اذا راى ان غير تلك الحا لة هي اكثر قوة او اكثر جمعا فان في هذه الامور نوعا من  الخداع  والمواربة    والغش والابتعاد عنها من الفضائل فايما عقد عقد على الايمان وجب التحقيق ويعاقب الحانث يوم القيامة على فعله او خيانته او على نقضه هذا العهد    ( واوفوا بالعهد ان العهد كان مسؤولا )




*****************************
                         
4
                            
                       بسم الله الرحمن الرحيم


( من كفر بالله من بعد ايمانه الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم ذلك انهم استحبوا الحياة الدنيا على الاخرة وان الله لايهدي القوم الكافرين * اولئك طبع الله على قلوبهم وسمعهم وابصارهم واولئك هم الغافلون * لاجرم انهم في الاخرة هم الخاسرون * ثم ان ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا ان ربك من بعدها  لغفور رحيم * يوم تاتي كل نفس تجادل عن نفسها وتوفى  كل نفس ماعملت  وهم لايظلمون *)

                                        سورة النحل الايات \ 106 -111


الحمد لله \

       ان المؤمن بالله تعالى ايمانا صادقا ممتلئا قلبه ومطمئن به اذا اجبر وعذ ب واكره  على قول الكفر بلسانه لا ذنب عليه لان ايمانه بربه صادق فالله تعالى لا يواخذه على ما جرى على لسانه من تلفظ  بالكفر بالجبر والاكراه ولكن يؤاخذ  من انشرح صدره للكفر أي كان يكتم كفره  فلما  طلب منه  ان يكفر استجاب برحابة صدر فهؤلاء عليهم غضب  من ربهم  لانهم فضلوا الحيا ة الدنيا على الاخرة وفضلوا ارضاء الاخرين على رضى الله تعالى.  لذا يعتبرون هم الكاذبون الحقيقيون الموجبة اعمالهم للعقاب والعذاب الشديد يوم القيامة فلا شك انهم خاسرون فعلا .

      وقيل ان هذه الايات نزلت بحق المستضفين من المسلمين من امثال عمار بن ياسر وابيه وصهيب وبلال وسمية والدة عمار وغيرهم ممن عذبه زعماء قريش وأذاقوهم العذاب الشديد الا ان قلوبهم كانت مطمئنة بالايمان وبه شرح الله صدورهم فالله تعالى غفور لاقوالهم  ورحيم بهم  ولكل من سار على طريقهم  الى يوم القيامة ان ربك من بعدها لغفور رحيم .

       في يوم القيامة هذا اليوم العظيم الذي تاتي فيه النفوس كل النفوس تجادل عن نفسها بما فعلته و يكون الميزان الحق الحكم العدل وينال كل انسان جزاءه بقدرعمله وفعله ان خيرا فخيرا وان شرا فشر و لايظلمون فتيلا والفتيل هي تلك الخويطة الموجودة فوق نواة التمرة تراها العين المجردة ممتدة من برعم التخضيراو منبت الحياة الى منتصف النواة.
 والله تعالى اعلم


*******************************

5


بسم الله الرحمن الرحيم


( ان ابراهيم كان امة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين * شاكرا لانعمه اجتباه وهداه الى صراط مستقيم * واتينا ه في الدنيا حسنة وانه في الاخرة لمن الصالحين * ثم ا وحينا اليك ان اتبع ملة ابراهيم حنيفا وما كان من المشركين * انما جعل السبت على الذين اختلفوا فيه وان ربك ليحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون *)

                                     سورة النحل الايات \ 120- 124


الحمد لله \

         ابراهيم عليه السلام رسول الله وقد شرفه الله تعالى بشرافات كثيرة منها ان الله جعل جميع الانبياء الذين جاؤا من بعده واخرهم نبينا وحبيبنا وحبيب الله محمد صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا من ذريته ومنها انه سبحانه وتعالى جعله خليله فابراهيم عليه السلام خليل الله ومنها انه كلفه ببناء الكعبة المشرفة ( البيت الحرام ) ليكون مثابة للناس وامنا فاقامه واعانه في ذلك ولده الذي من صلبه( اسماعيل) عليه السلام وهو في مقتبل العمر وشرخ الصبا والشباب .

        فابراهيم عليه السلام كان يمثل امة بمفرده كاملا من كل الوجوه قانتا لله تعالى مزورا عن المشركين مجانبا لكل اعمال الكافرين حنيفا الى الحق مائلا عن كل عمل باطل مؤمنا بالله تعالى ارسله الله تعالى ليكون نبيا ورسولا شاكرا لنعم الله تعالى والائه التي اسبغها عليه وعلى الناس قاطبة اختاره الله تعالى من بين خلقه ليكون خليله ونبيه ورسوله واهل بيته فهداه الى السبيل القويم والصراط المستقيم والخيرالعميم والاحسان العظيم فكان من الشاكرين الذاكرين هداه الله تعالى في الحياة الدنيا وانزله افضل المنازل واعز الرتب وانه في يوم الاخرة ايضا من الصالحين الذي اطا عوا الله تعالى في الحياة الدنيا فجزاهم خيرالدنيا وصلاح الاخرة

         ثم اوحى الله تعالى الى سيدنا محمد صلى الله عليه سلم ان يتبع سنة وطريقة وسبيل سيدنا  ابراهيم عليه السلام وان يجانف سبيل الكافرين والمشركين فان ابراهيم عليه السلام قد مال عنهم ولم يكن من المشركين وان افضل واشرف واجل ما اوتي سيدنا ابراهيم هو نبذ الشرك وقد امر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى شرفه باتباع ملة ابيه ابراهيم عليه السلام ومنها نبذ الشرك.

          اما اصحاب السبت فقد كانوا على دين موسى عليه السلام وهم من اليهود او قل اغلبهم فان اليهود طلبوا من سيدنا موسى عليه السلام ان يجعل لهم عيدا يوما في الاسبوع فاختارلهم يوم الجمعة وهو يوم فضيل عند الله ومبارك فلم يوافق اغلب اليهود على يوم الجمعة وقالوا لموسى عليه السلام \ نريد اليوم الذي فرغ الله تعالى فيه من خلق السموات والارض- حسب زعمهم - وهو يوم السبت فاذن الله تعالى لموسى فيه وهم الكثرة الكاثرة من اليهود فاصبح قسم من اليهود يعظمون الجمعة وهم قليل وقسم يعظمون السبت وهم الكثير  وعصوا امرالله اذ حرم الله تعالى الصيد عليهم يوم عطلتهم وامرهم بتركه فلم ينصاعوا اويذعنوا لامرالله تعالى فعاقبهم الله تعالى حيث سلب منهم عقولهم فكانوا قردة خاسئين .

              فالسبت فرض على اليهود تعظيمه والتفر غ فيه للعبادة ولم يكن من شريعة سيدنا ابراهيم عليه السلام كما يدعي اليهود انما كان الجمعة يوم عيد المسلمين من ملة ابراهيم عليه السلام وعيد القليل من اليهود ايضا كما تذكر  كتب التاريخ والاديان .

           ان الله تعالى سيحاسب الذين اختلفوا في يوم عيدهم وجعلوه السبت ولم يفوا  بوعدهم  وترك الصيد  فيه والتفرغ للعبا دة  فيه والذين جعلوه الجمعة وتفرغوا فيه كليا للعبادة ان الله تعالى سيحكم بينهم بالحكم العادل يوم القيامة في كل ما اختلفوا فيه فيجازي كل فريق بما يستحقه من عقاب او ثواب .
والله تعالى اعلم .




***********************************















يوم القيامة  في سورة الاسراء

 1

 بسم الله الرحمن الرحيم


( ان هذا القران يهدي للتي هي اقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات ان لهم اجرا كبيرا * وان الذين لايؤمنون بالاخرة اعتدنا لهم عذابا اليما * ويد ع الانسان بالشر دعاءه بالخير وكان الانسان عجولا * وجعلنا الليل والنهار ايتين فمحونا اية الليل وجعلنا اية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب وكل شيء فصلناه تفصيلا* وكل انسان الزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا * اقرا كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا *)

                                             سورة الاسراء الايات \9-14

الحمد لله \

       اكد الله تعالى ان القران الكريم انزله  ليكون نورا للهداية وتبيانا
 لكل المسلمين والمؤمنين في طاعةالله تعالى التي تؤدي الى كل عمل طيب وصالح و وبشرى لكل المؤمنين من ذوي الاعما ل الصالحة ان الله تعالى قد جعل لهم الجنة سكنا دائما وحياة مطمئتة في الاخرة وانه يهدي الناس جميعا الى اقوم وافضل طريقة واحسن واصوب عمالا واعظمها واكرمها وجعل الاسلام والتوحيد دليلا عليها والاجر الحسن عند الله هو الاجر العظيم الذي يفضي بصاحبه الى الامل المنشود في يوم القيامة الذي يرومه ويتمناه الا وهو الجنة.

              اما اولئك الظالمون الذين لايؤمنون بالله واليوم الاخر ولا يدينون دين الحق وذلك لقصور في عقولهم فلم يؤمنوا بالبعث والحساب من الله تعالى يوم القيامة فهؤلاء اعد الله تعالى لهم  عذابا اليما في الاخرة حيث سيدخلون النار خالدين في جهنم داخرين باقين في عذابها الشديد الموجع والاليم ابدا.

          وقد يدعو الانسان على نفسه وولده وما له عند الغضب بالشر
فلا يتمالك نفسه ويسارع الى كل ما يخطر بباله في ساعة الغضب غير ناظر الى سوء العاقبة من دعائه أي يدعو على نفسه بالسوء او المرض او الموت من دون علم اوعلى ولده  ايضا  وقد يستجاب الدعاء في تلك اللحظة فيقع في المصيبة .

        لذا فلا يجوز لاي انسان ان يدعو بالشر على نفسه اوماله او و لده اواهل بيته مهما اشتد به الغضب وهذه الحالة نفسية سببها العجالة وربما تاتي من كفران الانسان بنعمة الله تعالى عليه لذا اوجبت المنع وعدم الجواز .

         ومن نعم الله تعالى على خلقه خلق الليل والنهار وتعاقبهما وما يحدث في الكون من جراء هذا التعاقب وقد جعل الله تعالى الليل مسودا مسلوب منه الضوء رحمة بعباده لكي يتركوا اعمالهم فيه ويستريحوا من بعد عناء النهار واعمالهم فيه في كسب الرزق واعمار الارض فجعل الليل
سباتا وجعل النهارمعاشا أي مايكسبه الانسان فيه للعيش وسعة الرزق وابتغاء الفضل من الله تعالى بالعبادات والطاعات مثل الصلاة التي جعل اوقاتها  من  بزوغ الفجر الصادق وحتى العشاء أي بعد غروب الشمس بساعة ونيف اوقل اقل من ساعة ونصف وفي هذه الاوقات تكون الصلاة مفروضة فرضا لامجال في التقاعس عنها اوتركها بينما جعل صلاة الليل نافلة وكذلك لتعليم الانسان ظاهرة الحساب بما فيها عدد الايام والاسابيع والاشهر والسنين وكل الامورالتي يحتاجها الانسان اوالخلق اجمع قد بينها وفصلها الله تعالى فجعلها واضحة جلية .

          وكل انسان الزمه الله تعالى بعمله الصادر منه خيرا كان ام شرا
لايفا رقه بل  يحمله  معلقا  في رقبته الى  يوم القيامة وطائره كناية عن عمله وفي هذا تصوير لشدة  اللزوم وكمال الارتباط  فجعل عمله طوقا في عنقه  كانه يطير اليه  فيبقى معلقا  في  رقبته  وقد خص الله تعالى رقبة اوعنق المرء بحمل اعباء الاعمال كونها مكشوفة غير مغطاة  بشيء في اغلب الاحيان  فيكون العمل  ظاهرا  واضحا للعيان.

        اما في يوم القيامة حين يعبث الانسان للحساب فيتحول هذا الطائر الى كتاب منشور وهو عبارة عن صحائف اعماله يلقاه كل انسان منشورا او مفتوحا  امامه  بسيرة  اعماله  في الحياة  الدنيا  يسيرة  قراءة  هذه الصحائف ان لم يكن يقرا اويكتب ويقال للانسان (هذا كتابك اقرأه تعرف مقامك اومنزلك وتكون نفسك شهيدة عليك فيما عملت وقرات تعرف مصيرها وحسابها )  فاما ان كانت خيرا  وحسناتها اكثر من سيئا تها فمصيرها الجنة واما من كانت سيئاته  اكثر من حسناته فمصيره الى النار والله تعالى غفور بعباده رحيم بهم .


              *************************




2

بسم الله الرحمن الرحيم


(من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا * ومن اراد الاخرة وسعى لها سيها وهو مؤمن فاولئك كان سيعهم مشكورا * كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كا ن عطاء ربك  محضورا  * انظر كيف   فضلنا  بعضهم على بعض وللاخرة اكبر درجات  واكبر تفضيلا * )

                                      سورة الاسراء الايات\18 -21

الحمد لله \

         من احب ان يكون من سعيدا في الحياة الدنيا واراد بعمله  الحياة الدنيا وما فيها من منافع زائلة مثل حب المال او الجاه او الرئاسة او التكبر على الاخرين ويانف ان يطيع الله ورسله فالله تعالى يستطيع ان يعطيه ما اراد اذا شاء سبحانه وتعالى فيغدق عليه المال بحيث هذا المال يكون وبالا عليه كالفعل الحرام وايتاء الموبقات والمحارم ويسلك طريق الشر الذي سيصله في نهاية عمره الى الجحيم حسب مشيئة الله تعالى
فليس كل متمن  يعطيه الله ما يتمناه  ولا كل انسان احب شيئا اعطاه الله اياه  وانما يلقي الشيطان في امنيته فيعطيه قدرا مقدرا الا ان مصيره
سيكون في الاخرة الى الجحيم مذموما  مطرودا من  رحمة  الله تعالى

        واما من احب الحياة الاخرة وعزف عن كل حرام في الحياة الدنيا والتزم بكل ما امره  الله تعالى وهجر كل ما نهى عنه واطاع الرسل والانبياء  وادى ما امرالله تعالى من امور واعمال الخيروالايمان   والبر كالصلاة والزكاة والصوم والحج والجهاد في سبيل الله عند الحاجة والسير بين الناس بالعدل والاحسان للفقراء والمساكين مما فضل الله تعالى عليه والابتعداد عن كل عمل سيئ مع الايمان الصادق وهذا الشرط اساسي في هذا المجال

       فمن كفر بالله تعالى ولا يؤمن بما نزل على محمد صلى الله عليه وسلم وهو الحق او شاب ايمانه شائبة كالشرك والعصيان وانما امتلا قلبه بالايمان والاسلام وتوجه الى ربه بكليته وعمله ابتغاء مرضاة الله تعالى وسعى للاخرة سعيها وهو مؤمن بالله تعالى واليوم الاخر وملائكته وكتبه ورسله ايمانا صادقا نابع من قلب  غرست فيه نبتة الايمان فنمت وازهرت وآتت ثمارها باذن ربها فسيكون عمله هذا مشكورا عند الله تعالى ومقبولا وستكون الجنة ماواه ا خيرا ومنزله الذي حصل عليه في يوم القيامة بفضل الله تعالى ومنته واحسانه .

      فالله تعالى يعطي أي من خلقه المؤمن والكافر او من اراد الاخره وسعى لها سعيها ومن اراد الحيا ة ا لدنيا من المال والجاه والولد والنعم في الحياةالدنيا واسباب  العز والمظاهرالحياتية فا ن عطاءه   تعالى لا يضيق عن احد حيث ان الحياة الدنيا دار عمل ومسابقة فمن كان في نهاية المطاف من الفريق الاول اخزاه الله تعالى وجعله مذموما مخذولا في يوم الاخرة فهو من اصحاب الجحيم.  ومن كان من الفريق الثاني وهم المؤمنون كان سعيهم مشكورا وادخلهم ربهم الجنة بفضله واحسانه
وفي الاخرة سيجد المؤمن افضل الدرجات واحسن النعم جزاء ما عمله في الحياة الدنيا وسيضاعف اجرما عملوه الى عشرة اضعاف وكذلك اعمال البروالخير يربيها الله تعالى ويثيب المؤمن عليها بما يضا عف عمله فهو اكبردرجات واكبر تفضيلا


****************************

                               5

                    بسم الله الرحمن الرحيم


( واذا قرات القران جعلنا بينك وبين الذين لايؤمنون بالاخرة حجابا مستورا *)

                                             سورة الاسراء الاية \ 45

الحمد لله \  

            تعظيما وتكريما للقران الكريم بين الله تعالى للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ولامته انه اذا قرئ القران الكريم جعل الله تعالى بقدرته بينه وبين الذين لايؤمنون به من المشركين والكافرين حجابا مستورا يحجب هذا الحجاب قلوبهم عن فهم اياته ويرين على قلوبهم زيغ بحيث تغشى قلوبهم كي لا يدركون معانيه وبالغ حكمته فتبقى هذه القلوب والافكار في ضلالها القاتم فلا يفقهون منه شيئا فهو عليهم عمى يعمي قلوبهم وابصارهم فينهزمون عند سماع تلاوته هاربين من الحق المبين فالله تعالى اعلم بالسبب الذي يأتون يستمعون فيه القران الكريم وهو سماعهم له لغرض السخرية منه او الافتراء والمكابرة والمعاندة ولكي يتهمون النبي صلى الله عليه وسلم بالسحر او بالسخرية والهزء منه لكن الله تعالى اضلهم فلا يعرفون طريقا للطعن فيه ا و  لاحكامه وقوة بيانه فهم كالاعمى الذي لا يعرف الطريق السوي ولا يستطيع السير فيه ابدا


********************************



4

بسم الله الرحمن الرحيم


( وان من قرية الا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة او معذبوها عذابا شديدا كان ذلك في الكتاب مسطورا * )

                                                 سورة الاسراء الاية \ 58
الحمد لله \  

                  اكد الله تعالى في كتابه العزيز في هذه الاية من سورة الاسراء انه ما من قرية اومدينة خرج اهلها عن طاعة الله تعالى الا اهلكها او دمرها الله تعالى وعذب ساكنيها باشد العذاب جراء اعمالهم الفاسقة وكفرهم بنعم الله تعالى( وما كنا مهلكي القرى الا واهلها ظالمون ) وفي هذا انذار لكل بقاع الارض ان الله سينزل بهم العذاب وبمدنهم وقراهم الدمار والخراب وقبل ان يحين موعد يوم القيامة
وفي هذا انذار للا شرار  والدعوة الى فعل الخير
والله تعالى اعلم



               *****************************


                                   5

                       بسم الله الرحمن الرحيم

( قال ارايتك هذا الذي كرمت علي لئن اخرتني الى يوم القيامة لأحتنكن ذريته الا قليلا *)

                                               سورة الاسراء الاية \ 62

الحمد لله \

              الله سبحانه وتعالى طرد ابليس اللعين من الجنة بعد عصيانه السجود لآدم عليه السلام   والسجود لادم يعني السجود لكل بنيه من بعده فامتنع ابليس عن ذلك استكبارا بحجة انه خلق من نار وخلق الانسان من طين وان النار افضل من الطين اوهكذا تصور ا بليس متناسيا عظمة امرالله تعالى حين امره بالسجود  فامتنع  فطرد من رحمة الله في الدنيا ومن الجنة في الاخرة .

       سال ابليس ربه تعالى ان يمهله الى يوم القيامة ليرى كيف سيعمل في اغواء واغراء بني ادم الذي غضب الله تعالى عليه بسببه وانه أي ابليس سوف يحتنكن ذرية ادم – الا القليل منهم وهم المؤمنون - ويوقعهم في حبائل الشرك والكفر والفساد والفسوق والعصيان ويزيغهم عن الايمان ويوقعهم في المحرمات فامهله الله تعالى ذلك.

       لذا استغل الشيطان حياة الانسان منذ طفولته وفي ريعان شبابه وحتى وفاته وتصدى له  في كل سبيل  ان يجعله صديقا  حميما له ويوقعه في كل  محرم  وعمل  سيء - الا ما شا ء الله  تعالى منهم  وهم الانبياء والاولياء والصالحين الذي هم عباد الرحمن صدقا  اذ  ليس  للشيطان عليهم سلطان باذن الله تعالى



************************



6

بسم الله الرحمن الرحيم


( يوم ندعوا كل اناس بامامهم فمن اوتي كتابه بيمينه فاؤ لئك يقرأون كتابهم ولا يظلمون فتيلا * ومن كان في هذه اعمى فهو في الاخرة اعمى واضل سبيلا *)


                                           سورة الاسراء الايتان \ 71و72


الحمد لله \

            في يوم القيامة يدعى الناس جميعا للحساب بعد الحشر والاحياء مرة اخرى ويدعون بكتاب كل منهم وبامامهم يعني بكتابهم وقد قال الله تعالى ( وكل شيء احصيناه بامام  مبين ) فمن اعطي صحائف اعماله يوم القيامة بيمينه تشريفا له وتكريما وبشارة فهو من اصحاب ا لجنةحيث ان حسناته سترجح في الميزان على سيئاته فيستبشر خيرا ولا ينقص من حسناته أي شيئ ولو قدر فتيل والفتيا يوجد في  شق نواة  التمر  دقيق في الصغر .

        واما من اعطي كتابه وراء ظهره او بشماله وهم الذين وصمهم الله تعالى  بالعمى  في الحياة  الدنيا  أي زاغوا عن  ا مر ربهم  لانهم عميت قلوبهم عن الحق قال تعالى ( انها لاتعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور) وتعاموا عن ترادف نعم الله تعالى واثار قدرته في السموات والارض فسياتي يوم القيامة اعمى ايضا ولا يستطيع قراءة كتابه الذي استلمه بشماله  او وراء  ظهره  فسيساق الى جهنم وبئس الورد المورود قال تعالى ( ونحشره يوم القيامة اعمى قال ربي لم حشرتني اعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك اتتك اياتي فنسيتها وكذلك اليوم تنسى)
 والله تعالى اعلم


*********************************************

                                          7

                            بسم الله ا لرحمن الرحيم


( ومن يهد الله فهوالمهتد ومن يضلل فلن تجد لهم ا ولياء من دونه ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما مأ واهم جهنم كلما خبت زد ناهم سعيرا * ذلك جزاؤهم بانهم كفروا باياتنا وقالوا اأذا كنا عظاما ورفاتا اأنا لمبعوثون خلقا جديدا * اولم يروا ان الله الذي خلق السموات والارض قادر على ان يخلق مثلهم وجعل لهم اجلا لاريب فيه فابى الظالمون الا كفورا *)

                                          سورة الاسراء الايات \97- 99

الحمد لله \

          الناس صنفان صنف هداه الله تعالى للايمان وجبل سريرته وطويته على الايمان فهم  المؤمنون الذين تهيات لهم في انفسهم اسباب الايمان والاحسان وغرست في هذه النفوس تقوى الله تعالى وعبادته وبذرة الخير والصلاح والفلاح فهم المهتدون .

          واما الصنف الثاني فهم الذين جبلت نفوسهم على الكفر والفسوق والعصيان   واتيان   كل  منكر وهم الذين  اضلهم الله  تعالى عن الطريق الصحيح   لضعف في  نفوسهم  وتقصير في اعمالهم  في  جنب الله تعالى فليس لهم اولياء ينصرونهم في الحياة الدنيا اما في يوم القيامة هذا اليوم العظيم الذي يشهد الانسان في عمله فسيحشرون مسحوبين على وجوههم أي مرغمين  ممرغة وجوههم  في التراب لا  يرون ما يحيط  بهم وكما لا يستطيعون التكلم او الدفاع عن انفسهم او قول كلمة طيبة في ذلك المشهد العظيم ولا يسمعون ما يجري من حولهم لانشغالهم بانفسهم التي تتعذب وهم يسحبون الى جهنم او الى النار الشديدة الاشتعال لتحرق اجسادهم هذه النار التي كلما خبت او كاد  لهيبها  العالي ينقص  بسبب احتراق اجسادهم فيها بدلت باجساد غيرها فتلتهب النار مستعرة فيها من جديد . مثلهم مثل النارالتي تكاد تخبو اويقل لهيبها فاطعمتها نفطا او زيتا سريع الاشتعال او ألقيت فيها حطبا جافا يابسا فتستعر  من جديد.

         وهذا الجزاء الشديد نتيجة اعمالهم في الحياة الدنيا وكفرهم بايات الله تعالى وادلته   وبراهينه  التي اخبرهم  بها الانبياء  والمرسلون في حياتهم الدنيا فكذبوها وقالوا في انفسهم وفي اصحابهم هل اذا متنا ضمنا التراب واكل اجسادنا وتحللت فيه من حياة اوخلق جديد  من بعد الموت وقالوا - ان هذا الا افتراء - لاتتقبله عقولهم ولا انفسهم  فبقوا في غيهم سادرين وفي اعمالهم الباطلة سائرين حتى جاءهم اليقين وحل بهم العذاب الاليم .

          فالله تعالى الذي خلق السموات والارض وما بينهما وما فيهما من عظيم الخلق والابداع قادر على ان يخلق امثالهم - واعادة الخلق اسهل من بدء الخلق من العدم - وقد جعل الله تعالى اجلا لا شك فيه ولا ريب الا وهو يوم القيامة حيث تعاد الحياة من جديد وتنبت الاجساد فيه كما ينبت البقل في الارض كما اخبر الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم
فيحييهم و يبعثهم فيه مرة اخرى لنيل الثواب والعقاب كل بما  فعل في حياته الدنيا ا لا ان الظالمين تمادوا بالكفر والعصيان في الحياة الدنيا وجبلوا على الكفر فسوف يلقون غيا.
 الله تعالى  اعلم .




***********************************


8

بسم الله الرحمن الرحيم


( وقلنا من بعده لبني اسرائيل اسكنوا الارض فاذا جاء وعد الاخرة جئنا بكم لفيفا *)

                                               سورة الاسراء \ الاية \ 104

الحمد لله \

        الله تعالى ابتلى بني اسرائيل بفرعون وجنوده فساموهم سوء العذاب يذبحون ابناءهم ويستحيون نساءهم يوم كانوا بارض مصر فلما امرالله تعالى لموسى عليه السلام  بالسفر او الهجرة بقومه الى ارض الشام وبالاخص فلسطين وهي الارض المقدسة التي ذكرت بالقران الكريم مرات ومرات تبعهم فرعون بجنوده فاغرقهم الله تعالى في البحر بعد ان عبر موسى وقومه عندما انشق البحر جانبين او فلقين وكان كل فلق كالطود العظيم او الجبل الشا مخ وهذا دليل على سعته وعمق ما فيه من المياه وكثرتها - ثم اطبق البحر على فرعون وجنوده فغرقوا جميعا الا  ان فرعون وهو في حالة الغرق الاكيد قال امنت بالذي امنت به بنوا اسرائيل فأنجاه الله تعالى ببد نه حيث بقى بدنه على مرالدهور والازمنة محنطا وعبرة لمن اعتبر ولا يزال موجودا في مصر لحد الان وسيبقى  فيبعثه الله تعالى مع الناس اجمعين ويبعث بني اسرائل ا يضا وياتي بالخلق لفيفا أي متداخلين فيما بينهم مختلفين بالاشكال والالوان والاصول والفروع لينال كل انسان ثوابه لقاء عمله الصالح و عقابه جزاء ما اسرف الحياة الدنيا وياتي بفرعون فيعاقب جزاء ما ا سرف في الكفر و في حق العباد وقتل الناس فيورده النار كما تسبب في ورود اصحابه النار لان عليه وزره ووزر قومه وبئس الورد المورود .

************************************





   يو م ا لقيا مة في سورة  الكهف

   1

     بسم الله الرحمن الرحيم


( واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لاحدهما جنتين من اعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا * كلتا الجنتين اتت اكلها ولم تظلم منه شيئا فجرنا خلالهما نهرا * وكان له ثمر فقال لصاحبه وهو يحاوره انا اكثر منك مالا واعز نفرا * ودخل جنته وهو ظالم لنفسه قال ما اظن ان تبيد هذه ابدا * وما اظن الساعة قائمة ولئن رددت الى ربي لاءجدن خيرا  منها منقلبا *)

                                        سورة الكهف الايات\ 32 - 36

الحمد لله \

       ضرب الله مثلا للمؤمنين رجلين انعم الله تعالى على احدهما ببستانين اوجنتين احدهما بجوار الاخرى وكان بينهما نهر. المياه فيه دائمة الجريان كثيرة ومتدفقة يسقي هاتين ا لجنتين اللتين كانتا كثيرتي الاشجار وخاصة اشجار الكروم اوا شجارالعنب وهذه الاشجار محفوفة من كل جانب وصوب باشجارالنخيل المثمرة بحيث اصبحت مثل السياج وفي وسطها الكروم اضافة الى ان الارض الخالية التي بين الاعناب والنخيل مزروعة بشتى انواع الزروع الفصلية. وهاتان الجنتان آ تت اكلها او اثمرت ثمارا كثيرة بجميع اشجارها العنب والنخيل والزروع وكان صاحبهما أي صاحب الجنتين يدخلهما فيغتر ويصيبه العجب والكبر والغرور فقال لصاحبه او صديقه التي حالته المالية اقل منه \
انا اكثر منك ما لا واعز نفرا أي ا ن حالتي المالية اعلى من حالتك فانا غني وانت فقير ومستواي الاجتماعي اعلى من مستواك فانا اعلى شأنا ووجاهة منك .وراح داخلا جنته معجبا بنفسه وقد لفه البطر والاستغناء غرورا وتعاليا وهو يقول في نفسه وقد ظلمها باحتساب هذه الثروة ماله جاء به بقوته وعظمته ولم يقل عند دخوله لهما - ماشاء الله انهما من نعم الله علي - متناسيا انعام الله تعالى عليه –( والله يرزق الخلق بغير حساب) –

فقال يحاور نفسه او يتكلم مع نفسه مناجاة لها ( ما اظن ان تبيد هذه
ابدا ) أي لا اظن ان تفنى هتان الجنتا ن طول العمر وعلى مدى السنين سيبقى ثمرهما كثير واستغفل عن ذكر يوم القيامة فقال في نفسه وما اظن الساعة قائمة أي واقعة الحدوث واذا وقعت جدلا ورجع الى ربه تعالى فانه توقع ان يكون حاله في الاخرة افضل من مما هو عليه في الحياة الدنيا و سيكون افضل حالا فقال له صاحبه وهو يحاوره اعجب منك       وا تحسر عليك انسيت الله تعالى الذي خلق اباك  ادم من تراب ثم خلقك نطفة من مني قذر مستقبح النظر يتنقل في اصلاب الرجال وارحام النساء ثم سواك رجلا تاما واعطاك العقل والسمع والبصر والفؤاد الا انه ربي ولا اشرك بربي احدا  فلو دخلت جنتك هذه وشكرت الله تعالى على ما اعطاك وقلت ماشاء الله حيث ان الامر بيد الله ماشاء كان وان لم يشأ لم يكن ولاقوة على تحصيل الخير ا و اودفع الشر الا باذنه تعالى واستمر صاحبه في محا ورته له واذا رايتني انا اقل منك ثروة وما لا ومنزلة في الحياة الدنيا فعسى ان يؤتيني ربي احسن منك في هذه الحياة الدنيا او الحياة الاخرة او ربما تنزل على جنتك كارثة من السماء فتصيبها او تحل بها او بثمرها او ينضب ماء النهر بينهما باذن الله فتصبح خرابا ولا تستطيع ان تفعل شيئا بعد ذلك فتذهب ثروتك ثم افترقا.

             ومضت الايام فاذا هذين البستانين قد قل ثمرهما بسبب الامراض او بسبب اخر وبدت اشجارهما تجف وحل بهما الخراب واصبح يضرب كفا بكف حسرة عليهما وعلى ما اصابه من الفقر بزوال النعمة ويتحسرعلى على ما بدر منه في جنب الله في ايام كبريائه وطغونته والاغترار بماله ورجع عند ئذ الى نفسه الذليلة ياليتني لو اشرك بربي احدا وتذكر قول الرجل المؤمن له وهو على حق ويقين فقال في نفسه ياليتني حمدت الله تعالى على مامنحني من مال وجاه واطعته وكنت من المؤمنين


***************************************

                                   2

                         بسم الله الرحمن الرحيم


    ( قال هذا رحمة من ربي فاذا جاء وعد ربي جعله دكا وكان وعد
 ربي حقا * وتركنا بعضهم  يومئذ   يموج  في بعض ونفخ في الصور فجمعناهم جمعا * وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا * الذين كانت اعينهم في غطاء عن ذكري وكانوا لايستطيعون سمعا * افحسب الذين كفروا ان يتخذوا عبادي من دوني اولياء انا اعتدنا جهنم للكافرين نزلا * )

                                        سورة الكهف الايات \ 98- 102


الحمد لله \

        في هذه الايات الكريمة والتي قبلها قصة الاسكندرالمقدوني الذي حكم الشرق والغرب وبنى سور الصين العظيم الذي مازال شاخصا لحد الان لحماية الصنيين الموجودين خلف السد من اقوام التتار المغول في ياجوج وماجوج وهم الذين عزلهم السد عنهم .

       وياجوج وما جوج اقوام من المغول او التتر ينحدرون في اصولهم من ذرية يافث بن نوح وتسميتهم ماخوذة من اجيج النار كما تذكر بعض الكتب بسبب كثرتهم واعدادهم المهولة وكانوا يسكنون الجزء الشمالى من اسيا وتمتد بلادهم ما بين هضبة التبت في الصين الى الى المحيط المنجمد الشمالي في روسيا وتنتهي غربا في بلاد تركتستان في تركيا الحالية وهم اقوام شرسون قساة القلوب  مولعون بقتل الناس ونهب الاموال ومنهم الملك ( جنكيزخان ) والد ( هولاكو) الذي احتل بغداد عام 565 للهجرة و دمر البلاد والعباد في فارس والعراق والشام

         طلب الناس في البلاد المفتوحة من الاسكندرالمقدوني ان ينقذهم من هجمات المغول التتار في ياجوج وما جوج فشيد سور الصين العظيم الذي لا يزال شامخا لحد الان منذ الاف السنين قال لهم ان هذا من رحمة الله تعالى ونعمه عليهم الا انه اذا جاء امرالله تعالى بتهديمه تهدم وجعله بقوته   وعظمته  ارضا  مستوية  ودكه في الارض دكا  كأ ن لم يكن
وكان وعد الله تعالى قدرا مقدورا ووعدا صادقا ثابتا وقائما ولا بد انه منجز وعده .

         اما في يوم القيامة هذا اليوم العظيم يوم ينفخ اسرافيل عليه السلام في الصوراو البوق باذن من الله تعالى وامره . فينهض الخلق منذ بدء الخليقة الى وقت قيام الساعة من قبورهم شثعا غبرا راكضين لاهثين الى ميعادهم وحسابهم لاتخفى منهم خافية على الله تعالى في هذا اليوم سنيال هؤلاء الاقوام عقاب الله ويكونون لجهنم حطبا جراء قتلهم الناس الابرياء وتجازهم على اموالهم بغير حق وكونهم خارجون عن طاعة الله تعالى.


             ****************************


                                    3


                         بسم الله الرحمن الرحيم


     (   قل هل  ننبؤكم  بالاخسرين اعمالا * الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا  * اولئك الذين كفروا بايات ربهم ولقائه فحبطت اعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا  ذلك جزاؤهم جهنم بما كفروا واتخذوا آ ياتي  ورسلي هزوا   *    ان الذين امنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا  * خالد ين فيها لا يبغون عنها حولا *)

                                  سورة الكهف الايات \ 105 – 108


الحمد لله \

         قل يامحمد – خطاب من الله رب العالمين الى الحبيب المصطفى – هل اخبركم ايها المؤمنون او ايها الناس –على الشمول والاطلاق - هل اخبركم باخسرالناس اعمالا وجزاءا  يوم القيامة هؤلاء الذين ضاع سعيهم وعملهم وهم يحسبون انهم فاعلوا الخير أي انهم يعملون عمل اهل الخير لنيل السعادة في الحياة الدنيا  الا  انهم كفروا بايات الله الدالة على وجوده ووحدانيته وولقائه يوم القيامة يوم البعث والنشور والحساب والميزان فهناك تحبط اعمالهم لانهم ليست على الايمان والايمان بالله تعالى وملائكته  وكتبه  ورسله  شرط من  شروط   دخول الناس الجنة فهم قد سقطت اعمالهم بالمعيار لكفرهم بالله تعالى فلا اعتبار لاعمالهم الاخرى

      و الذين امنوا بالله ورسوله وعملوا الاعمال الصالحة اعد لهم الله
الدرجات  العالية  يوم  القيامة  وكانت  لهم  جنات الفردوس  نزلا أي .
سكنا  والفردوس من اسماء الجنة. فيها  مسكنهم دائم وثابت .  فهم
في احسن حال  واتم نعيم  خالدين فيها . لا  يرجون  ولا يرغبون في
التحول  الى مكان اخر . سكونها بنعمة الله وفضله وجزاء اعمالهم
الصا لحة في الحياة الدنيا   فهم من اصحاب الجنة .



*************************************

                                         4

                           بسم الله الرحمن الرحيم


(( ان الذين امنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا .* خالدين فيها لايبغون عنها حولا * قل لوكان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل ان تنفد  كلمات  ربي ولو جئما  بمثله  مددا *  قل انما انا  بشر مثلكم يوحى الي انما الاهكم اله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فيعمل عملا صالحا ولايشرك بعبادة ربه احدا * )

                                        سورة الكهف الايات 107/108


الحمد لله \ ا


         الذين امنوا بالله ورسوله وعملوا الاعمال الصالحة اعد لهم الله الدرجات العالية يوم القيامة وكانت لهم جنات الفردوس نزلا . أي سكنا والفردوس من اسماء الجنة. في مسكنهم الدائم الثابت . فهم في احسن حال واتم نعيم خالدين فيها . لا يرجون ولايرغبون في التحول الى مكان اخر . سكنوها بنعمة الله وفضله وجزاء ثواب اعمالهم الصالحة في الدنيا فهم اصحاب الجنة .ومن عظيم مقام الله تعالى وقدرته انه لوكانت البحار والمحيطات وكل الماء الموجود على الكرة الارضية مدادا اي احبارا يكتب بها كلمات الله تعالى وغزير علمه لنفدت هذه البحار والمياه قبل ان تنفد كلمات الله تعالى ولو جييء بمثلها مددا  لها  اي حتى لوانتهت هذه البحار وجئنا بغيرها مثلها ايضا لنفدت قبل ان تنفد كلمات الله تعالى وعلمه ومن المعلوم ان قنينة الحبر الواحدة  الصغيرة يكتب ماشاء  الله ان يكتب بها من علم وكلمات وكتب وكمية الحبراوالمداد الموجود فيها لايساوي الا قطرات قليلة من اناء  فيه ماء  فكيف  بالبحار التي  تمدها  بحار  اخرى سبحانك  يارب على عظمتك وقدرتك وعلو شانك انما هذا مثل ضربه الله تعالى للانسان لعله يتعظ ويفقه عظمة الله تعالى وهذه الاية تماثلها اية اخرى في المصحف الشريف وضوحا  واكثر ايضاحا  اذ  يذكر فيها  لو اصبحت كل اشجار الارض اقلاما والبحار مدادا مانفدت كلمات الله تعالى وهذه الاية هي ( ولو ان مافي الارض من شجرة اقلام والبحر يمده من بعده سبعة ابحر مانفدت كلمات الله ان الله عزيز حكيم ) سورة لقمان الاية \  27 وهذه الابحر التي ضربها الله تعالى مثلا ربما تكون هي البحارالتي خلقها الله تعالى في الارض بما فيها المحيطات الخمسة بل تتعداها الى كل قطرة من ماء في الارض وفي هذه الاية توضيح اكثر فلو كان كل ما    على الارض من شجرة اقلام يكتب بها والشجرة يقصد بها هنا كل اشجار الارض صغيرها وكبيرها  فلو تحولت هذه الاشجار الى اقلام للكتابة والشجرة الواحدة تمثل ملايين الاقلام وكل قلم يكتب به ما شاءالله ان يكتب عندغمسه في قطرة الحبر اوقطرة المداد ثم يبرى القلم ثم يكتب به ثم يبرى ثم يكتب به وهكذا انه لمثل عظيم على غزارة علم الله تعالى ليبين لنا كم هو مقدار علمه سبحانه وتعالى وكم مقدارصغر علم البشرازاء سعة علم الله تعالى .

          فقل ايها النبي الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم لعبادي اولخلقي اوللناس جميعا انما انا بشر مثلما انتم بشر لاخلاف في ذلك وانما الفرق بيننا انما يوحى الي  باختيار الله تعالى وتكليف منه سبحانه وتعالى ولا يوحى الى غيري لذا اقول واثبت انه من كان يرجوا  رحمة  الله ولقائه في يوم القيامة فليكن من المؤمنين بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وكل ما جاء به القران الكريم والشريعة المحمديةالسمحاء وليعمل الاعمال الصالحة التي تقربه الى الله تعالى من صلاة وصيام وحج وزكاة وجهاد في سبيل الله  ويكون داعية للخير والصلاح  بين الناس وليحكم  بالعدل والاحسان والانصاف وليبتعد البعد الشديد عن كل ما لا  يرضى الله تعالى ويغضبه وخاصة الاشراك بالله تعالى وهوان يجعل له اندادا او شركاء  في الملك ا و يعبد غيرالله ويقدس غيره اويشرك في عبادته غيره من الاوثان والاصنام والبشر ويحببه الى نفسه  مثلما يحب الله تعالى فهواشراك بالله تعالى والاية صريحة وواضحة مثل الشمس (ولا يشرك بعبادة ربه احدا )

      فماذا يقول الذين يعبدون البشر ا والحجر ... ومن يشرك بالله تعالى فقد حرم الله عليه الجنة وهوفي الاخرة اويوم القيامة من الخاسرين اما المؤمنون فهو اصحاب الجنة .
       والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله  وصحبه اجمعين امين

*******************************************










       تم الجزء الاول بفضل الله تعالى وعنايته ويليه الجزء الثاني
بمشيئة الله تعالى وا حسانه












المصادر والمراجع


 القران الكريم
 اعجاز القران         محمد الطيب
تفسير المنار          محمد رشيد رضا
تفسير القران         ابن كثير
مواهب الرحمن في تفسير القران    عبد الكريم  محمد بيارة المدرس
 اسباب النزول    السيوطي
 الاسلام يتحدى     وحيد الدين
 تاج العروس          للزبيدي
 التوسل انواعه واحكامه -      الالباني
 اصحاب الجنة في القران الكريم    فالح الحجية الكيلاني
 جواهر البخاري  وشرح ةالقسطلاني    مصطفى محمد عمارة
شرح العقيدة الطحاوية        الامام الطحاوي  بتحقيق الالباني
صحيح البخاري                  الامام البخاري 
العقيدة الاسلامية                محمد عبد الرحمن  حبنك
عقيدة المؤمن         ابو بكر جابر الجزائري
 الفتح الرباني             عبد القادرالجيلاني
القران في القران الكريم   فالح الحجية الكيلاني
الكواشف الجلية     عبد العزيز  سلمان
المستفاد من قصص القران    د . عبد الكريم زيدان
المنار الهادي        عبد الحليم محمود
 اللغة الشاعرة     عباس محمود العقاد
لوامح الانوار البهية  السفاريني
الغنية لطالبي  طريق الحق     عبد القادر الجيلاني
 روح الدين الاسلامي      عفيف  عبد الفتاح طبارة
المغني               ابن قدامة الاندلسي


  ************************************


الفهرس


الاهداء
المقدمة
 التمهيد
سورة الفاتحة


السورة                                     عدد المقاطع المفسرة

من سورة البقرة                               20
من سورة ال عمران                           15
من سورة النساء                                11
من سورة المائدة                               7
من سورة الانعام                                8
من سورة الاعراف                             8
من سورة الانفال                                1
من سورة التوبة                                5
من سورة يونس                                3
من سورة هود                                  6
من سورة يوسف                               3
من سورة الرعد                                1
من سورة ابراهيم                              4
من سورة الحجر                               3
من سورة النحل                                5
من سورة الاسراء                             8
من سورة الكهف                               4
المراجع والمصادر
الفهرس


 *****************************


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق