الأحد، 28 أبريل 2013

يوم القيامة في القران الكريم - تاليف فالح نصيف الحجية القسم الاول من الجزء الاول



         موسوعة
التفسير الموضوعي
     للقرآن الكريم


                           6

  يو م القيا مة

          في القرآن الكريم


                                 تاليف

                   فالح نصيف الحجية
                               الكيلاني





























































                المقدمة

                   
                         بسم الله الرحمن الرحيم


      هذا هو كتابي السادس من موسوعتي ( التفسيرالموضوعي للقران الكريم  بعنوان  - يوم القيامة في القرآن الكريم -) وفيه  تناولت  تفسير  الايات القرانية  التي ذكر فيها يوم القيامة او اليوم الاخر وقد اعتمدت فيه اسلوب التي  الكتب التي سبقته  في التسلسل القرآني  بدءا  بايات سورة البقرة
   
        وحاولت ان اوجز فيه شرح هذه الايات  بايجاز مع الاستعانة بالاحاديث النبوية الشريفة وذكرت في بعضها  سبب النزول  الا  اني توسعت في الشرح والتفسير في الجزء الثاني منه  بما يحقق  افضل  الامور واصدقها .

    عسى ان  احقق الامل الذي انشده  وابتهل الى الله تعالى  ان  القدرة والتمكن  من تحقيق ما اصبو اليه  وترتاح اليه نفسي  وان يلهمني المقدرة على الغور في اعماق كتابه الكريم ( القران الكريم) فاكتب فيه في موضيع اخرى  لما ابغيه من الاجروالثواب وان يجعلني  من اصحاب الجنة   باجر وثواب  ما اكتبه واسترشد اليه
          انه نعم المولى  ونعم النصير .  



                                                       فالح نصيف الحجية
                                                             الكيلاني
                                                     العراق- ديالى - بلدروز



























































                  المؤلف  في سطور


  فالح نصيف الحجية الكيلاني
   سيرة ذاتية

الاسم واللقب \ فالح نصيف الحجية الكيلاني
اسم الشهرة \   فالح الحجية
تاريخ الولادة \  بلدروز \  1\7\ 1944
البلد \ العراق - ديالى – بلدروز
 المهنة\  متقاعد
الحالة الثقافية \  شاعر وباحث                                                               
فالح الحجية شاعر وكاتب واديب عراقي معروف ، من مواليد - 1944– ديالى - بلدروز  ومن الاسرة الكيلانية والتي لها تاريخ عريق و ترجع بنسبها للشيخ   عبد القادر الكيلاني  الحسني والتي انجبت العديد من الاعلام على مر العصور. 
كان يشغل  مديرا  في وزارة التربية العراقية حتى إحالته على التقاعد                            
أهم مؤلفاته "الموجز في الشعر العربي"، ويعتبر من مراجع الكتب العربية في الأدب، والشعر عبر العصور والأزمنة، ومن اهم الموسوعات التاريخية الموضوعية في الشعر العربي في العصر الحديث، والمعاصر بكل مفرداته وأحداثه وتطوراته وفنونه وتغييراتها بما فيها عمود الشعر والشعرالحر وقصيدة النثر والشعراء وطبقاتهم وأحوالهم.
السيد فالح  الحجية  هو:                                                  
-    عضو الاتحاد  العام للادباء والكتاب في العراق                                    
-         عضو الاتحاد العام للادباء  والكتاب العرب
-          عضو الاتحاد الدولي لعلوم  الحضارة الاسلامية – ممثل دولة  العراق
-         عضو  الاتحاد العالمي للشعراء  والمبدعين العرب \ وكيل دولة العراق
-         عضو اتحاد الاشراف الدولي
-         عضو اتحاد المنتجين العرب( جامعة الدول العربية ) \ امانة شعرالتفعيلة – لجنة    تقييم وتصحيح شعرالتفعيلة
-         عضو  اتحاد الكتاب والمثقفين العرب
-         عضو اتحاد  الكتاب والشعراء الاحرار
-         عضو اتحاد  كتاب الانترنيت العراقيين
-          عضو اتحاد الشعراء والادباء العرب
-         عضو اتحاد  الادباء والكتاب  التونسيين
-         عضو رابطة  الادباء والكتاب العرب
-          عضو رابطة  ادباء الامة
-         عتضورابطة الادباء والشعراء العرب
-         عضو رابطة  المبدعين اليمنيين
-         عضومؤسسة اقلام ثقافية للاعلام في العراق
-         عضو الملتقى الثقافي العربي
-          عضو منظمة الكون الشعري في المغرب   
   وغيرها كثير
المؤلفات \

أ‌-                   الدواوين الشعرية :

           نفثات القلب                1978
           قصائد من جبهة القتال   1986
           من وحي الايمان          8 0 20 
           الشهادة والضريح        2010
           الحرب والايمان            2011 
          سناءات مشرقة

 ب – الكتب النثرية :

1-                في الادب والفن : مجموعة مقالات وتراجم

2-                تذكرة الشقيق في معرفة اداب الطريق – دراسة وتحقيق وشرح للقصيدة التي تحمل نفس العنوان والمنسوبة للشيخ عبد القادرالكيلاني

3-                الموجز في الشعر العربي \ دراسة موجزة في  الشعرالعربي عبر العصور بدءا من العصر الجاهلي وحتى عصر النهضة او الحديث ثم المعاصر اعتبر او قيم من قبل اغلب المواقع الادبية على النت - انه احد امهات الكتب العربية في الادب واللغة  في موضوع الشعر والادب       اربعة اجزاء

4-                شرح ديوان الشيخ عبد القادر الكيلاني وشيء في تصوفه – دراسة شاملة في ادب الشيخ عبد القادرالكيلاني كنموذج للشعر
الصوفي وشرح القصائد المنسوبة للشيخ             اربعة اجزاء

5 – شعراء النهضة العربية – دراسة مستفيضة  في شعر النهضة العربية  وشعرائها
6 -   كرامة فتاة ( قصة طويلة )
7-   اصول في الاسلام
8-   عذراء القرية (قصة طويلة )
9-  الاشقياء  ( مجموعة قصص قصيرة )
10-  بلدروز عبر التاريخ
11-  دراسات في الشعر المعاصر  وقصيدة النثر
12- الغزل في الشعر العربي
13– عبد القادر الكيلاني  وموقفه من المذاهب والفرق الاسلامية
14--شرح القصيدة العينية \ مع دراسة  بحثية في شاعرها  الشيخ عبد القادر الكيلاني
15-  -مدينة بلدروز في الذاكرة
16- شذرات من السيرة النبوية المعطرة
17-  شعراء الجاهلية وصدر الاسلام

موسوعة  التفسير الموضوعي للقران الكريم  وقد انجز منها الكتب التالية :
1.    اصحاب الجنة في القران الكريم                 جزءان
2.    القران في القران الكريم
3.    الادعية المستجابة في القران الكريم
4.    الانسان ويوم القيامة
5.    يوم القيامة في القران الكريم                    جزءان
6.    الخلق والمعاد في القران الكريم

     *  اما  المقالات الكثيرة  التي كتبها الشاعر في الصحف والجلات العراقية والعربية  .
  *  الا ف المقالات التي نشرها في موقعه او المواقع والمنتديات الالكترونية على النت او    الفيس  .
* وكذلك مشاركاته في كثير من المهرجانات الادبية مثل مهرجان المربد السنوي في العراق و اتحاد المؤرخين العرب وكل الندوات والمهرجانات التي عقدت في ديالى سواء عربية أو عراقية اومحلية
 * له علاقات وصداقات مع العديد من الأدباء والشعراء العرب والعراقيين منهم الشاعر محمود درويش  الشاعرالفلسطيني المعروف والشاعر السوداني محمد مفتاح الفيتوري والشاعر نزار قباني والشاعر العراقي سركون بولس والشاعر وليد الاعظمي والادباء والمورخين الاساتذة والدكاترة  منهم  عماد عبد السلام رؤوف وسالم الالوسي وعبد الرحمن مجيدالربيعي وحسين علي  محفوظ  وجلال الحنفي  وغيرهم كثير  ..



               *************************


























            تمهيـــــــد  

                                  الانسان ويوم القيامة

                      بسم الله الرحمن الرحيم  
        
         الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الاولين والاخرين الذي اصطفاه ربه تعالى وفضله على خلقه اجمعين وجعله خاتم الانبياء والمرسلين ورحمة للعالمين  وعلى اله واهل  بيته  انوار الهدى الطيبين الطاهرين واصحابه  اهل التقى الغر الميامين ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين رضوان الله تعالى عليهم اجمعين .
        الحمد لله\

        هذا الكون العظيم خلقه الله سبحانه و تعالى بالتدريج وكان قادرا ان يخلقه في لحظة   واحدة  فقد  فكان الكون  سديما  لا فيه شيء غير  الماء  وعرش الرحمن قال تعالى :
 ( وكان عرشه على الماء )  هود\7
 قبل الخلق فلما اراد الله تعالى ان يخلق هذا الكون جعل في الماء سخونة  فخرج من الماء بخارا  متصاعدا  فكان هذا اصل الخلق  وبدايته.   
   
          يثبت الله تعالى بالحقيقة الثابتة انه قد خلق السموات والارض اثباتا  لقدرته العظيمة  اذ خلقهما في ستة ايام   وفي ذلك تبيان لعظيم شان الله تعالى  وقوة عظمته  في الخلق والابداع وليس هذه الايام الستة  كاي ايام  فليس كما  يتوقع العلماء العارفون  من ان مدتها في قال تعالى :
( وان يوما عند ربك  كالف سنة مما تعدون )
 او مدتها  الليل والنهار  الحادثان من مدة دوران الفلك أي دوران الارض حول  نفسها  او حول الشمس لتحدث  الفصول الاربعة او التغيرات الجوية والحرارية   في هذا الكون قال تعالى :
  ( وكل في فلك يسبحون) سورة يس الاية \  40  

          فيتعاقب الليل والنهار حيث لم يكن  الفلك موجودا وكذلك الدورة اليومية  لم تكن موجودة لعدم وجود الفلك ولا حركتها ومقدارها لا نتفاء الحاجة اليها بسبب عدم الوجود  بل هذه الايام الستة ايا م الخلق الاول  التي فيها خلق الله تعالى  السموات  والارض وقدر فيها  لكل شيء محسوس او ملموس جاذبيته  التي تحفظه في مساراته عمن حوله وما يحيط  به  بل اقول ان الله تعالى خلق السموات والارض في ستة اطوار احدهم متمم  للاخر مع  قدرته العظيمة على خلقها في طرفة عينقال تعالى :
       ( انما  قولنا  لشيء اذا  اردنا ه ان نقول له كن فيكون )
                       سورة النحل الاية \ 40
         فالله تعالى لما اراد ان يخلق السموات والارض وكان الكون قبل  خلقه لهما سديما  مغمورا  بالماء  احدث الله تعالى سخونة  فيه  فتصاعد من الماء بخارا  يشبه الدخان  فكان بداية الخلق- كما قلت سابقا-  وفي قوله تعالى
                  ( و كان عرشه على الماء ) هود\7
 أي ان عظمة الله تعالى  وقدرته وسلطانه - قبل الخلق – يكون مقصورا على الماء لعدم وجود خلق غيره .

             خلق الله تعالى  الانسان  من (طين  لازب)  ثم جعل نسله  يتكون من ماء  قذر تتقزز منه النفس  البشرية ذاتها   وتمقته اليد ان تمسكه 

         اما مايكون من عرش الرحمن كان على الماء –والله تعالى اعلم -  هو اتصاله  به  أي بالماء لعدم وجود مانع يمنعه ولا مخلوق اخر يكون حائلا بينه وبينه  حيث ان لكل موجود جاذبية تجذبه الى ذاته – كما اسلفت -  بحيث يحفظ  نفسه  بنفسه عما حوله  ولا يحتاج الى شيء  اخر لكي  يكون  فعلا الاعتماد عليه  في الوجود  سوى قدرة الله العظيمة سبحانه وتعالى  وهذا  ما يجعلنا نعتقد  بان  عرش الرحمن  والماء من اسبق ما خلق الله تعالى أي كانا موجودين قبل خلق السموات والارض  وقد جاء في تفسير النيسابوري لهذه الاية الكريمة :
 ( جاء في اول توراة اليهود  ان عرش الله  قبل خلق السموات والارض كان على الماء فاحدث في ذلك الماء سخونة  فارتفع زبد ودخان )  أي  ان بداية الخلق احداث سخونة في الماء فكان البخار فتصاعد هذا  البخار  الى  الاعلى فكانت السماء  فالماء  اذن  اصل الاشياء  وكل  شيء  خلقه الله  تعالى من ماء  والله تعالى اعلم
   قال تعالى:
( ثم استوى الى السماء وهي دخان فقال لها  وللارض  اتيا طوعا اوكرها قالتا اتينا طائعين * فقضاهن سبع سموات في يومين واوحى في كل سماء امرها ثم خلق الارض  وبارك فيها وقدرفيها اقواتها في اربعة ايام  سواءا للسا ئلين* )
  فكان الخلق هذا الكون العظيم بمشيئة الله تعالى وتقديره وحكمته فيه وما وضع في هذه الاشياءالتي خلقها من جاذبية  وانوار وامور لا نعلم  منها  الا القليل

       فالله تعالى خلق السموا ت والارض كما ذكر سبحانه وتعالى في ستة ايام وخلق فيها المخلوقات ومن بينها هذا الانسان الضعيف العجيب  في خلقه وابداعه  وقوته  وخلق الله تعالى  كل ما يحتاجه هذا الانسان من اسباب المعاش  والبقاء وكانه خلق الله تعالى  كل الخلق وسخره لاجل هذا المخلوق- الانسان –
         ( الذي  احسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الانسان من طين)
                      سورة السجدة الاية \7 
الا انه جعل في نفسه انفة وسعة وجعل  نسله من ماء مهين  لكي لا يتكبرولا يتجبرقال تعالى   :
( ثم جعل نسله  من سلالة من ماء مهين ) سورة السجدة الاية \ 8
اذ خلق الله تعالى  الا نسان بعقله الراجح وتفكيره الواسع  واخلاقه الفاضلة وعواطفه الجياشة  ومنطقه السليم واحساساته الصادقة المنبعثة من اعماق قلبه حيث خلق الموت والحياة  اذ جعل قلبه المحرك له في كل شيء اوهوماكنة حياته   دوامه  وبقاؤه مقرون  بدوام دقات قلبه  وبقائها  فاذا  توقفت  توقف  وهلك  وخلق نفسه  فيها التواضع   وفيها مسحة من الكبر  والانفة والاباء  الا انه  تعالى  حدها  بالتعاليم  الدينية  والعقوبات  المعنوية  وليختبر هذا الانسان  بما هيء  له  من هواجس التامل والتدبر والتفكر في قدرة الله العظيمة  ووحدانيته.

والعين ان تنظر اليه كراهة   وهذا  الماء المهين  يتكون  في صلب الرجل أي من جهة ظهره  ثم ينحدرالى الاسفل  ويتكون  في  ترائب  المرأة   أي   في صدرها   من  تحت  ثدييها قال تعالى :
( فلينظر الانسان مم خلق * خلق من ماء دافق* يخرج من  بين الصلب الترائب* ) سورة الطارق الايات \ 5-   7
   
      ثم  ينزل الى اسفل  فاذا التقى ماء الرجل بماء  الانثى في عملية التزاوج وهي اشرف واقوى عملية جعل الله تعالى فيها بقاء الجنس البشري و جعلها الله تعالى  مقرونة بشهوة  جامحة  ورغبة شديدة تتقارب لها القلوب وتتودد النفوس وتنغرس المحبة في قلب الرجل للمراة وقلب المرأة للرجل  بحيث يفضل الاول الثاني على نفسه ويجعله صنو نفسه اواكثر ويمتزج الجسمان الذكري والانثوي في رعشة شديدة جامحة تهز الاثنين هزا عنيفا من اعلى الراس الى اخمص القدم لامثيل لها وقد تجعل الانسان  - في بعض الاحيان  نساءا ورجالا – يخرج عن الحلال ليقع في الحرام وهو ما يطلق عليه بالزنا  الذي يقضى على اصل المرء ونسبه  فلا يعرف الانسان ابن من - في سبيل التمتع  بهذه الشهوة او اللذة العا رمة  هذه الحالة ليست موجودة في الانسان وحده   بل في عموم خلق الله تعالى في البشر والحيوان والنبات والحشرات وكل كائن حي  فتتزاوج البقرة مع الثور والحصان مع الفرس  والاسد مع اللبوة مثلا كما تتزا وج النخلة مع الفحل-اوذكرالنخل – والموضوع طويل طويل قد يخرجنا عما نقصد 

        في هذه العملية او في  الاتصال الجنسي  ينزل ماء الرجل الذي  يحمل ملايين النطف الذكرية التي تسبح في ماء  الرجل  في المرة الواحدة ليلتقي بماء الانثى الذي يتكون من العديد من البويضات الانثوية  وتتم عملية التزاوج بتخصيب حيمن ذكري واحد  لبويضة  انثوية واحدة في الاغلب  لتكون اصل الخلق في رحم المراة  فالافضل والاقوى هو الذي يفوز بهذه العملية ليكون البقاء للاقوى قال تعالى :
 ( ياايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى  وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ان الله عليم خبير  )  الحجرات \ 13    اما بقية الحيامن والبويضات فتموت او تهلك--  وهذه الحالة تذكرني في مملكة النحل  يوم كنت اربي خلايا   نحل وانا اسكن في قضاء الخالص حيث تخرج ملكة النحل الحديثة  التكوين  بعد ان تكتمل  وتصبح ملكة تامة   عذراء  تخرج   من الخلية  لغرض  التزاوج  فتطير  في السماء ويتبعها ذكورالنحل في سرب  كثير ولا يلقحها الا القوي الذي يستطيع منهم  اللحاق بها  في جو السماء والارض وهو طبعا  الاقوى  فيلتسق  بها في رغبة جامحة  ملقحا اياها   وينزلان متعانقين الى الارض - -   وقد تهيات  الاسباب والاماكن في كلا الجنسين  للخلق والانجاب  ومن  هذا الاتصال  يتكون  الانسان  حيث  تتكون  هذه  اصلا  من عدد  من الكروموسومات المتساوية العدد في الذكر والانثى عددها\ اثنان وعشرون كرموسوما جسديا وواحد جنسي أي ثلاثة وعشرين كرموسوما في الذكر و مثلها في الانثى فتلتقي او تجتمع فتكون \46كروموسوما  منها اربعة واربعون كروموسوما جسديا واثان فقط جنسيا  وهذه اصل الامشاج او النطف  ثم تتكاثر في رحم المرأة عن طريق الانقسام مكونة اول خلية بشرية جديدة في رحم المرأة المهيء اصلا للحمل والتوسع  لتحمل كل الصفات البشرية والوراثية في داخلها ثم تتحول هذه النطفة التي تكونت  نتيجة الا تصال الجنسي بين المراة والرجل الى علقة في اربعين  يوما وهي نقطة من د م  ثم تتحول هذه العلقة الى مضغة في مدة اربعين يوما ايضا وهي اشبه باللحيمة الصغيرة ثم تكون هذه المضغة عظاما في اربعين يوما  ثم تكتسى هذه العظام  باللحم فتكون جنينا في رحم امه في اربعين يوما  اخرى ثم يستمر هكذا في رحم  امه  حتى تكتمل تسعة  اشهر  فتكون  الولادة   قال الله تعالى :
( ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين  ثم جعلناه نطفة في قرار مكين  ثم  خلقنا النطفة علقة  فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما  فكسونا العظام لحما  ثم انشاناه خلقا اخر  فتبارك الله احسن الخالقين )       سورة المؤمنون  12- 14 
    وفي الخلق الاخر هو نفخ الروح فيه وهو ابن اربعةاشهر وهذا مايفسره قوله تعالى
 (ثم انشاناه خلقا اخر ) المؤمنون \14   
فالروح جوهر لطيف  لا تدركه الاحاسيس  ولا تبصره  الابصار وانه  متصل  علمه برب العالمين  وقوله تعالى :
( ويسالونك عن الروح  قل الروح  من  امر ربي  وما  ا وتيم  من العلم   الا قليلا ) الاسراء \\85
  وقد جاء في الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه  قال
 (  وان احدكم  ليجمع خلقه في  بطن امه  اربعين يوما نطفة  ثم يكون علقة مثل ذلك  ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم ياتي اليه الملك  فينفخ الروح فيه   ثم يؤمر بكتب اربع كلمات  \ رزقه  واجله  وعمله وشقي او سعيد)

      وكذلك سبق الرسول الكريم صلى الله تعالى  علم الوراثة الحديث في قوله يوم سئل بم يكون الشبه في الولد قال صلى الله عليه وسلم :
 (  فاذا سبق ماء الرجل ماء المراة نزع الولد له واذا سبق ماء المراة نزعت الولد) رواه البخاري.
 وهو يبين حالة شبه الولد لابيه وامه والعوامل الوراثية التي تحملها كما في علم الاجنة ( الكروموسومات ) او ما يسمى بالجينات  
                   وهذه هي عملية الخلق والتكوين

          ومما لاشك فيه  ان الله تعالى خلق هذا الكون  بجميع احواله واجزائه كانه مسخر  لخدمة هذا الانسان  فهو مختار من بين  كل انواع المخلوقات الكونية   ومفضل عليها والكل تدخل في خدمته  وهذه حقيقة اقرها القران الكريم:
 ( الله الذي  سخرلكم البحر  لتجري الفلك فيه بامره  ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون *  وسخرلكم ما في السموات وما في الارض جميعا منه  ان في ذلك لايات لقوم يتفكرون ) الجاثية 12و13

       وهكذا  يكون الانسان  وفضله  الله  تعالى  على جميع مخلوقاته  وكل شخص جعل له عمرا ينتهي منه  في لحظة موته  وجعل له السمع والبصر والفؤاد ليفهم مايجري حوله وماذا يعمل من  شراو خير ويكون ويكون له معادا من بعد الموت  أي حياة اخرى بعد هذه الحياة  يعود المرء الى الحياة  الاخرة والتي لاتفنى ولاتنتهي وهو يحمل اوزار عمله في حياته الدنيا  على عاتقه ولا احد يعينه على حملها  كل يحمل ماعمل او يجد ما عمل في الاخرة محضرا سواء كان خيرا او كان سوءا  .

     فالانسان تنتهي نهايته بالموت  او بانتزاع الروح منه  هذه الروح التي اودعت في جسده وهو ابن اربعةاشهر في بطن امه  لتمتزج في جسده اوتتلبسه فتحدث الحياة جراء هذا التلبس   حيث كان  الجسد دونها جثة هامدة اومجرد كائن يشغل فراغا ثم يتلاشى اذ تاكله ديدان الارض ويعود اليها بتفسخ جسده ترابا  ولم يبق منه شيئا الا عظيمة  صغيرة دقة في الصغر اسماها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم(عجب الذنب ) تقع في نهاية العمود الفقري من جهة العجز هي اشبه بالبذرة لبقية الاشياء

        اما  الروح - التي اودعها الله تعالى فيه منذ الصغر وهو في بطن امه- هذا الجوهر العجيب الذي لا يعرف البشر عنه شيئا قال تعالى :
 ( يسالونك عن الروح قل الروح من امر ربي وما اوتيم  من العلم الا قليلا*)  الاسراء \74
 فيفارق الجسد اثناء عملية الموت  فتتصاعد الى الاعلى وهي تحمل بطياتها او نفحاتها كل ما عمله هذا  المرء في حياته الاولى التي انتهت بموته  ولا تنفك عنها هذه الاعمال او الاوزار الا في يوم البعث   او النشور  وهذا اليوم هو يوم الجزاء  او اليوم الاخر وكثرت اسماؤه  وتعددت.

      يوم القيامة  هذا اليوم العظيم يبدا من ساعة موت البشر او لحظة خروج  الروح من الجسد  وتبقى في البرزخ  الى يوم البعث او يوم الحساب  ودخوله  الجنة اوالنار  وهذا اليوم يسمى القيامة الصغرى وهو يبدا من موت المرء وسؤال القبر وانتقال روحه الى العالم الاخر في عالم البرزخ قال تعالى:
 (  ويسالونك عن الروح قل الروح من امر ربي وما اوتيتم من العلم الا قليلا )  سورة  الاسراء  الاية \  85

       اذ تبقى الروح  معلقة   بين الموت الاول والحياة  الاخرى  وقيل ان الارواح في الاجساد المؤمنة اوالصالحة تكون في عوالم علوية والارواح في الاجساد الكافرة اوالمشركة اوغير المؤمنة تكون في العوالم السفلية  حتى يحين يوم القيامة الكبرى الذي فيه تبدل الارض غير الارض  وتحدث المعجزات الكبرى ويتلقى كل انسان جزاءه العادل .

              ان الفناء لاحق بالحياة الدنيا لا محالة  حيث خلق الله الكون بما فيه وجعل اسباب نهايته فيه فقد ثبت  ان حقيقة امكان هذا العالم الهائل هي الحرارة فكما كانت الحرارة اساس الخلق الاول ووجود كل موجود  كما بينت سابقا وجدت ايضا انها  اساس فناء هذا العالم حيث انها تنتقل من  وجود حراري الى وجود غير حراري اخر  واستمرار هذه العملية سيترتب عليها  ان  تتساوى حرارة جميع الاشياء وعند ذلك لا تبقى اية  طاقة للتفاعل وتنتهي العمليات  الكيميائية  والطبيعية وعندها  تنتهي الحياة ويعم هذا الكون  الفناء  .

      فالانسان والحيوان  والنبات  تحمل اسباب فنائها في داخلها ونحن اذ نراها وهي قطعا جزء من هذا العالم وجزء من عملية  الفناء الكبرى  وكذلك الزلازل والبراكين  وحدوثها المستمر حيث تدمر مدنا وقرى  كبيرة ومساحات شاسعة  من هذا الكون وتغير معالمه

        وقبل هذه الامور  تحدث امور اخرى هي علامات لحدوث يوم القيامة  اواشراط الساعة  وهي كثيرة تفنن الكتاب وعلماء الدين في تكثيرها وتعدادها الا اني ساذكراهمها  وحسبما  وردت في احاديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم وعلى لسانه  صحيحة  :
قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم:
1-    ( لاتقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان وتكون بينهما مقتلة عظيمة ودعواهما واحدة)
وهي اشارة الى الحروب التي وقعت بين المسلمين واولها ماوقعت بيوم صفين
2-     قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم:
( لاتقوم الساعة حتى تخرج نار من ارض الحجاز تضيء اعناق الابل ببصرى )
وبصرى مدينة في الشام
3-   وقال صلى الله عليه وسلم:
    (لاتقوم الساعة حتى يكثر الهرج قالوا وما الهرج يارسول الله  قال  القتل  القتل )
4-   وقال صلى الله عليه وسلم:
 ( لاتقوم الساعة حتى ينحسر الفرات عن جبل من ذهب   يقتتل الناس عليه )
5-    وقال صلى الله عليه وسلم :
( لاتقوم الساعة حتى تضطرب اليات نساء دوس حول  ذي الخلصة وكانت صنما تعبدها دوس في الجاهلية بتبالة)
 وهو الاشراك في الله تعالى اوعودة المسلمين لخلط الايمان بالشرك وقد قال تعالى :
( وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون ) سورة  يوسف الاية \ 106
6-   وقال صلى الله عليه وسلم:
 ( لاتقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه )
7-     وقال صلى  الله عليه وسلم :
( لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى  يختبيء اليهودي  وراء الحجر والشجر فيقول الحجر او الشجر  يامسلم ياعبد الله هذا يهودي فتعال فاقتله الا  الغرقد فانه من شجر اليهود )                                                                                     وفي هذا الحديث بشارة  باستعادة بيت المقدس من ايدي اليهود وقد اشارت المصادر ان اليهود اخذوا بتكثير  زراعة شجر الغرقد في فلسطين في الوقت الحاضر
8-    وقال صلى الله عليه وسلم :
( لاتقوم الساعة وعلى الارض من يقول الله  الله وقيل من يقول لا اله الا الله )
9-    وقال صلى الله عليه وسلم ايضا:
 (  بادروا بالاعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا  ويمسي  كافرا  ويصبح كافرا ويمسي مؤمنا  ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا )
10--وقال صلى عليه وسلم:
         ( لا تقوم الساعة  الا  على شرار الناس )
10-                   وقال صلى الله عليه وسلم:
 ( لاتقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها فاذا طلعت فرآها الناس اجمعون  فذلك حين لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن امنت  من قبل او كسبت في ايمانها خيرا )
 وهذا الحديث مصداق للاية الكريمة :
( هل ينظرون  الا ان تاتيهم الملائكة  او ياتي ربك  اوياتي بعض ايات ربك يوم ياتي بعض ايات ربك لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن امنت من قبل اوكسبت في ايمانها  خيرا ) سورة الانعام الاية \58


        وقد رويت هذه الاحاديث الشريفة في اغلب كتب الحديث بضمنها صحيح البخاري وصحيح مسلم  رضي الله عنهما  

          من المعلوم  أن الشمس  لها  القابلية على حفظ  أماكن الكواكب في  مجالها عن طريق  الجاذبية التي تولده بحيث أن قوة جذب الشمس للكوكب أي كوكب  تساوي في المقدار و تعاكس في الاتجاه القوة الطاردة المركزية  المتولدة من  دوران ذلك  الكوكب حول الشمس  فالمجموعة  الشمسية  ثابتة  الجاذبية مع بعضها ولو اختل توازنها ذرة في كل الف سنة لحدث اختلال عظيم  في  الجاذبية  خلال  هذه  الملايين من السنين  التي تكونت فيها وثبت جاذبية بعضها للاخر وهذا امر مفرغ منه علميا  اقره علماء الفلك وعلماء الطبيعة والمعلماء المتنورين من علماء الد ين  في الاسلام  وفي غيره من الاديان.

   وجاء  في الآية السابعة من سورة الذاريات (وَالسَّمَاء ذَاتِ الْحُبُكِ) وهذا  ما يدلل  ا ن  السماء تتألف من حبك (أي حبال متكونة على هيئة نسيج مترابط ) و بالتالي فإن مجال الجاذبية للنجوم تتألف من حبال على هيئة  نسيج  تقوم بالشد على الأجسام التي تقع في مجال جاذبية كل نجم اوكوكب وليست هذه الحبال  من  نسيج او من هذه  الخيوط  المتعارف عليها  لدينا  بل هي  نسيج  من مادة  تفنن الخالق  سبحانه وتعالى في صنعها  وقوتها  وثباتها وقدرتها على تحمل ما  لا  نتستطيع  تقديره او تصوره من قوة مهما اوتينا من قابلية وقدرة على الفهم   فيما  بينها  و يوم القيامة يطمس الله تعالى النجوم كما جاء في هاتين الايتين :
(  فإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ * واذا السماء فرجت )  المرسلات \8و9

         و بالتالي ينتهي مجال الجاذبية المؤثر على الكواكب فتنطمس النجوم وتضمحل ومن هذا نسمع في كل وقت عن ا نفجار نجم او افول نجم في السماء الا ان هذا لايؤثر على التقديرات العظيمة لهذا الكون كون النجوم اشبه  بقشة تسبح في بحر محيط  و  ينفطر نسيج الطاقة  في السماء:
 ( واذا السماء انفطرت ) سورة الانفطار الاية \ 1
أي تنشق السماء:
 ( فاذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان )  سورة الرحمن الاية \37 أي ان السماء  ستنشق  وانفراج السماء اوانفطارها او انشقاقها يعني تصدعها وكينونتها واهية  وستكون عند انشقاقها اشبه بالوردة المتفتحة  او مثل لوحة زيتية  لوردة رسمت بدهان اوبالوان زيتية  دهنية زاهية  كما نراها بالعين المجردة   وان هذه اللوحات التي ترسمها النجوم اثناء اوعند انهيارها وافولها تمثل قيامتها ولا تمثل يوم القيامة  وانما  هي صورة مصغرة لانهيارالسماء في ذلك اليوم   أي ان في هذا اليوم   قد  تتبعثر الكواكب فيه  وتنتثر في السماء  تناثر حبات المسبحة حين ينقطع الخيط الرابط بينها  وتصبح مثل الحجارة المبعثرة وهذا ما يفسره قول الحق تعالى :
 (وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتثرت ) سورةالانفطار الاية \ 2  
عند  ذلك تفقد جاذبيتها فتهوى الى الاسفل قال تعالى :
 (والنجم اذا هوى ) سورة النجم الاية \ 1  
ثم ينخسف القمر أي يحدث فيه خسوف عظيم يفقده بعض جاذبيته  فيتخلخل الكون وينجذب بفعل الجاذبية الاقوى نحو الشمس فيلتصق بها ثم تتكور الشمس باذن ربها قال تعالى:
 ( فاذا الشمس كورت * واذا النجوم انكدرت ) سورة التكويرالايتان\ 1و2
        فالشمس ستتكور على نفسها وتلتف لتضع القمر في جوفها أي تجتمع مع القمر في كتلة واحدة وهذا ما بينه الله تعالى في قوله  تعالى :
 ( َوجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَر ) سورة القيامة  الاية \9

          وقد توصل علماء الغرب الى بحوثً جديدة عن إمكانية ابتلاع الشمس القمر في ا جتماعهما  ليكونا كتلة واحدة  وأنهما يجتمعان مع بعضهما،  اذن  هنالك إمكانية علمية لحدوث مثل هذه الظاهرة التي حدثنا الله تبارك وتعالى عنها في كتابه الكريم  و لتكون هذه الحقائق  وهذه الآيات حقائق ثابتة لازمة الحدوث   بحيث تصبح السموات واهية  بعد ان تقطعت حبائكها  او حبال وصلها واصبحت  ضعيفة ايلة للذهاب  في اقل
 من لحظة

           اما في الارض فهناك جملة حقائق  الاولى ان البحار بما فيها المحيطات ستنفجر وسبب هذا الانفجار سجورها قال تعالى:
(وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ(  سورةالتكوير الاية \  6
 أي أحميت، والعرب تقول: سجر التنور، اذا  رفعت درجة حرارته، ولكي نتمكن من تخيل هذا الأمر ونستطيع أن ندرك كيف سيحدث هذا الأمر             نقول إن الله تعالى  أودع في أعماق هذه البحار شقوقاً وصدوعاً وأماكن  تتدفق منها الحمم البركانية المنصهرة لترفع درجة حرارة الماء إلى درجات عالية جدا  وكأن الماء ترتفع حرارته ويتم إحماؤه بشدة، فهذا المشهد لا يمثل يوم القيامة إنما هو صورة مصغرة عن ذلك اليوم، ولذلك فإن الله تبارك وتعالى أقسم بهذه الظاهرة الكونيةالعظيمة ظاهرة البحر المسجور  قال الله تعالى:
)  والْبَحْرِ الْمَسْجُور * إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِع(  الطور: 6-7

        اما متى تقوم الساعة   فهذا الامر حسمه الله تعالى بقوله  تعالى :
 ( هل ينظرون الا الساعة ان تاتيهم بغتتة وهم لا يشعرون ) سورة الزخرف الاية\  66 

       وهذا يدل على أن الله تبارك وتعالى يكلمنا عن يوم القيامة بلغة الحقائق العلمية، ولو تأملنا آيات القرآن الكريم نلاحظ أن هنالك الكثير من الآيات التي تتحدث عن هذا الأمر. فكلمة (البحار) أثناء الحديث عن يوم القيامة  ذكرت مرتان في القرآن الكريم  فقط،الاولى في قوله تعالى في سورة التكوير
: ((وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ) [التكوير: 6].
والثا نية في السورة التي تليها
 ( وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَت(  سورة الانفطار الاية \  3 

          ولوتأملنا هاتين السورتين نرى إعجازاً في تسلسل مراحل هذا الانفجار، فنحن نعلم انا  إذا درسنا فيزياء المياه وتركيب هذه المياه،حيث أن الماء يتألف من ذرتين من الهيدروجين وذرة واحدة من الأوكسجين، وعندما ترتفع درجة حرارة الماء إلى حدود (مئة مئوية)، تتفكك هذه الذرات وتشكل مزيجاً غازياً شديد الانفجار وهذا ما  يلاحظ حدوثه في المختبرات عندما قيامنا  بوضع كمية من الماء في جهاز لنقوم بتحليله  كهربائياً، نرى أن فقاعات الهيدروجين والأوكسجين تذهب وتتجمع، فهذا المزيج من الهيدروجين والأوكسجين، يقول العلماء عنه هو مزيج شديد الانفجار يعني يمكن أن ينفجر بأقل شرارة. وباسرع وقت  فكيف بالبحار اذ ترتفع الاف الدرجات الحرارية اثناء هذه الظواهرالكونية العجيبة >
ولذلك فإن البحار الذي حدثنا الله تبارك وتعالى عنها وجعل قيعانها دائماً تتدفق منها الحمم المنصهرة وملايين الفوهات من البراكين وملايين الشقوق، وهنالك دائرة في قاع المحيطات يسميها العلماء دائرة النار، محاطة بحلقة كبيرة جداً تمتد لآلاف الكيلو مترات وتتدفق منها الحمم المنصهرة وكأننا نرى البحر يحترق أو يشتعل  وفي هذا تثبيت لقول الله تبارك وتعالى:
 ( وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ * إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ )الطور:\الاية\ 7

        انظروا كيف ربط البيان الإلهي بين البحر المحمَّى المسجور وبين عذاب الله بنار جنهم، وأن عذاب الله سيكون أعظم من هذا المشهد بكثير فعندما يأتي يوم القيامة سوف تشتعل البراكين في قاع المحيطات، وهذا ما يؤكده الان  العلماء، وليس هذا  كلاماً نظرياً، إنما هو كلام عملي، لأن هذه الألواح او الطبقات  التي تغلف الأرض  حيث اثبت العلماء ان قشرة الأرض رقيقة جداً، و أقل من 1% من قطر الأرض هذه القشرة هي عبارة عن ألواح تتحرك باستمرار وكلما تحرك لوحان وابتعدا عن بعضهما تتدفق ملايين الأطنان من الصخور الملتهبة ودرجة حرارتها آلاف الدرجات المئوية. وتتدفق بكثرة عبر هذ ه الشقوق والصدوع الموجودة في الارض . وسوف يأتي زمن هو يوم القيامة تضطرب فيه حركة هذه القشرة الأرضية، وبعد ذلك سوف تزداد هذه الصدوع وتتدفق كميات كبيرة مما يعني أن البحر ستبلغ درجة حرارته آلاف الدرجات المؤية  وتتفكك هذه الذرات من الماء إلى عناصرها  الاصلية \الأوكسجين والهيدروجين ويتشكل ذلك المزيج المنفجر الذي ينفجر وبانفجاره  يتحقق وعد الله تبارك وتعالى:
 (وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ)سورة الانفطار الاية \ 3

       لو تأملنا أي انفجار ودرسناه فيزيائياً نلاحظ أن الانفجار لكي  يحدث لا بد من ارتفاع في درجة الحرارة أي أن هنالك عملية تسخين أولاً، ثم يتبعها انفجار، وهذا ما حدثنا القرآن عنه: فقال في سورة التكوير أولاً:
 (وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ)  
ثم في السورة التي تليها قا ل تعالى :
 (وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ )     
إذاً.. التسجير والإحماء وارتفاع درجة الحرارة أولاً.. ثم التفجير.

         وليس   في ترتيب هاتين الآيتين  أخطاء علمية أو أنه كما يقولون إن النبي صلى الله عليه وسلم أخطأ أو نسي فتارة يقول فجرت وتارة يقول سجرت كما قال الجاهليون من قبيل  بل  هناك تسلسل علمي من الله تبارك وتعالى أودعه لنا لنكتشفه في هذا العصر وليكون لنا دليلاً على صدق هذا القرآن العظيم وصدق يوم القيامة. ولذلك بعدما عدد لنا الله تعالى  تلك الأحداث التي ستتم يوم القيامة من تكوير للشمس، وانكدار للنجوم، وتسجير البحار.... يقول:سبحانه وتعالى
 (علمت نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ ) الاية\  14
     وفي السورة التي تليها يقول الله تبارك وتعالى:
 ( إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ * وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ * وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ * وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ * عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ * يَا أَيُّهَا الْإ ِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الذي خلقك  فسواك فعدلك * في أي صورة ماشاء ركبك ) سورة الانفطار الايات\ 1-8

         وهنا نأتي إلى الهدف من ذكر هذه الحقائق،,و المخاطب دائماً بهذه الحقائق هو الإنسان، لأن هذا الإنسان هو المعني بهذا الخطاب الإلهي ليتذكر يوم القيامة ويعد له العدة، فالله تبارك وتعالى عندما يحدثنا عن هذا اليوم ويحدثنا عن حقائق علمية وظواهر كونية سوف تحدث،  فالعلماء وما يكشفونه من حقائق وجميعهم يؤكدون أن هذه الظواهر ستحدث: الشمس ستتكور على نفسها.و النجوم سوف تنكدر وتنطفئ ثم تهوىوتختفي. والزلازل  سوف تكثر والصواعق سوف تحدث  فنحن اذا  المت بنا عاصفة رعدية  برقية ماطرة مصحوبة بهواء شديد كالتي تحدث اثناء المزن ربما نرتجف ونخاف هول البرق والرعد والرياح العاصفة فكيف بنا اذا رأينا  الزلازل والبراكين تنفجر وتقذف بحممها وتزداد درجات الحرارة الى مالايطاق ويحيط بنا الغمام  من كل مكان

         اما حال الأرض  فقد قال الله تعالى :
  (فإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ) سورة  الانفطار \ 3
 حيث أنه يوجد الآن براكين تحت البحار والمحيطات  بعضها  انفجر سابقا  وليس بعيد علينا  بركان  ا يسيلاند التي انفجر قبل عشرة ايام ولايزال يقذف حممه وابخرته  ودخانه الذي سد اقطار سماء اوربا كلها ووصل الى تركيا في اسيا  ولايزال يتقد ويوم القيامة تتفجر هذه البراكين وبالتالي يخرج الحمم البركاني منها والذي يتألف من صخور ومعادن واتربة وغازات عالية الحرارة  وشديدة  و بما أن درجة حرارة هذه الحمم البركانية  كبيرة جداً فإنها ترفع درجة هذه حرارة  البحار
والمحيطات و يبدأ ماء المحيطات بالتبخر - بعدما تتفجر وتغرق الارض ومن فيها وتندك الجبال وما عليها في الارض فتغدو متساوية مستوية  -و يتحول كل شيء إلى غمام في  جو سماء الأرض. قال تعالى:

 (فارتقب يوم تاتي السماء بدخان مبين * يغشى الناس) سورة الدخان الايتان \10و11
ويغشى الناس أي يحيط بهم من كل جانب  أي ان الانسان لايرى غير الغمام والدخان محيط به من كل صوب  و تختفي المحيطات و البحار يوم القيامة و تصبح الارض يابسة مستوية  يتبخر كل ما فيها من ماء نتيجة خروج الحمم البركاني من تحتها لتكون مكانا لحشر الناس وحسابهم، ومن هنا يفهم قول الحق تعالى :
(يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) ابراهيم\48.
 حيث تبدل الأرض إلى أرض كلها يابسة غريبة عن معرفة الإنسان
    ويقول تبارك وتعالى:
 (إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الاَرْضُ أَثْقَالَهَا )سورة الزلزلة:الايتان \ 1-2]
وفي ( أَثْقَالَهَا) هذه الكلمة التي تدل على أن في الأرض أشياء ثقيلة،  ويؤكد العلماء انه  كلما نزلنا في الأرض زادت كثافة المادة المكونه لها ، أي أن كثافة القشرة الأرضية أقل من الطبقة التي تليها، وكلما تعمقنا تزداد الكثافة إلى حدود كبيرة ولذلك يزداد ثقل هذه الطبقات، وهكذا نرى أن في قول  الله تبارك وتعالى:
 (إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا * وَقَالَ الاِنْسَانُ مَا لَهَا * يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا * بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَها *)
            سورة الزلزلةالايات \ 1-5.

 أي اذا  نفخ اسرافيل في بوقه باذن الله تعالى  هلك كل من على الارض\ الانسان والحيوان والجماد  ودكت الارض والجبال دكة واحدة   فاصبحت مستوية وتفجرت البحار وارتفعت درجات حرارة الماء الاف الدرجات فسجرت البحار جراء البراكين وتعالت  الابخرة وسحب الدخان  حتى لتملا بين السماء والارض  بكثافة عالية  وتكون وقتها ان تكورت الشمس فابتلعت القمروقيل وكل كواكب المجموعة الشمسية  وتهاوت النجوم  وتساقطت  فيومئذ وقعت  الواقعة  وعاد الملك لله  الواحد الاقهار كما بدء قال تعالى:
( ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الارض الاماشاء الله)سورة الزمر الاية\ 68   
  ونجد في طيات هذه السورة القصيرة  كل ما نبحث عنه وزيا دة   قال تعالى :  
( القارعة * ما القارعة * وما ادراك ما القارعة* يوم يكون الناس كالفراش المبثوث * وتكمون الجبال كالعهن المنفوش * اما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية * واما من خفت موازينه * فامه هاوية * وما ادراك ماهي * نار حامية *)

 والله تعالى اعلم

                    *      *     *

           اما النشاة الثانية وهي نشاة او بعث البشر مرة اخرى لغرض الحساب والجزاء  فلم تكن هناك معلومات لدى العقل البشري  عن معرفة الحياة الثانية  وادراكها ونشاتها وكيفية وجودها  بل مرجع معرفتها يعود الى ما اخبرنا به الله تعالى في كتبه وعلى أ لسنة رسله الكرام  فقد جاء في المصحف الشريف:
  ( فسيقولون من يعيدنا قل الذي فطركم اول مرة فسينغضون اليك رؤوسهم ويقولون متى هو   قل عسى ان يكون قريبا * يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده وتظنون ان لبثتم الا  قليلا ) سورة الاسراء الايتان \ 51- 52
 وقال تعالى
 (  واستمع يوم ينادي المنادي من مكان قريب * يوم يسمعون الصيحةبالحق ذلك يوم الخروج* انا نحن نحيي ونميت والينا المصير * يوم تشقق الارض عنهم سراعا  *ذلك حشر علينا يسير )  سورة ق  الايات \41- 44
 وقال تعالى ايضا :
 ( ونفخ في الصور فاذا هم من الاجداث الى ربهم ينسلون* قالوا من بعثنا من مرقدا 0  هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون * ان كانت الا صيحة واحدة  فاذا هم جميع لدينا محضرون ) سورة يس الايات \ 51-53
 وقال تعالى (  ونفخ في الصور فصعق من السموات ومن في الارض الا ما شاء الله ثم  نفخ  فيه اخرى فاذا هم قيام  ينظرون ) سورة الزمر     الاية \68
وقال تعالى (  يوم يدع الداع الى شيء نكر *  خشعا ابصارهم  يخرجون من الاجداث كانهم جراد منتشر *  مهطعين الى الداع يقول الكافر هذا يوم عسر ) سورة القمر الايات \6-8
  وقال تعالى (  يوم يخرجون من الاجداث سراعا  كانهم الى نصب يوفضون * خاشعة ابصارهم  ترهقهم ذلة  ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون ) سورة المعارج الايات \43-44

   فبعد مضي اربعين  -كما اخبرالحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم  -  في الحديث المروي عن ابي هريرة رضي الله عنه ( ما بين النفختين اربعون قالوا يا ابا هريرة اربعون يوما قال ابيت  قالوا اربعون شهرا قال ابيت قالوا اربعون سنة قال ابيت  ثم ينزل من السماء ماءا فينبتون كما ينبت البقل) وقال صلى الله عليه وسلم  ايضا:
( وليس من الانسان شيء الا يبلى الا عظما واحدا هوعجب الذنب  ومنه  يركب الخلق يوم القيامة )

 وروي ان هذه المدة مفسرة بسنة   ولا نعلم ان هذه الاربعين هي اربعين   يوما   من الايام التي نعدها نحن بني البشر والمتكونة من دوران الارض حول نفسها  ام انها  اربعون شهرا   ام اربعون سنة    ام انها من الايام التي قال الله تعالى عنها :( وان يوما عند ربك كالف سنة مما تعدون )
  فيكون ما بين النفختين \اربعون الف سنة من سني   البشر التي نعدها الان   اذا كانت اربعين يوما من التي عند الله تعالى  اما اذا كانت المدة اربعين شهرا فتكون المدة \ 30×40000= 1200000 سنة اما اذا كانت مدتها سنة كاملة فتكون مدتها \ 365 يوما × 40000=14600000 سنة  من الايام التي نعدها  نحن البشر  والله تعالى اعلم
  وبعد هذه المدة تمطرالسماء مطرا كثيرا فتزول الابخرة والدخان وتشرق الارض بنور ربها فتنبت الاجسام البشرية  تحت الارض كما ينبت نبات البقل -  كما اخبر  رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم - وهوكل نبات ينبت على الارض طبيعيا  من جراء تفاعل الماء النازل من السماءعلى الارض  وفي الانسان مع بذرة الحياة التي هي تلك العظيمة الصغير ة  التي لا تبلى وبقيت موجودة في تراب الدنيا من يوم خلق الانسان الاول   ادم عليه السلام الى يوم البعث وهي( عجب الذنب )  فكيفما كان موت  الانسان موتا طبيعيا  او اكلته الوحوش او ابتلعته البحار  فاكلته الاسماك والحيتان او احترق في النار فذاب جسده وتفحم اواي حالة اخرى فان جسده كله ينتهي ويفنى بالموت  الا  هذه البذرة
 ( عجب الذنب ) فانها ستبقى لتعيد خلق الانسان من جديد فيبعث من جديد في يوم البعث او يوم النشور    فاذا تم الخلق واكتمل نموها تحت الارض واصبحت الاجسام هياكل تامة التكوين لاتنقصها الا الروح  لتدب الحياة فيها وتتحرك  وتقوم  ارسل الله تعالى الى تلك الارواح التي قبضت من هذه الاجساد يوم موتها في نهاية الحياة الدنيا لكل فرد  عند  نفخة اسرافيل في بوقه نفخته الثانية باذن ربه تعالى:
 ( ثم نفخ فيه اخرى فاذا هم قيام ينظرون ) سورة  الزمر  الاية \ 68  فتعود الحياة الاخرة  من جديد لبني البشر  فاذا هم يبعثون من  قبورهم   ا و مراقدهم  احياء  حفاة  عراة  عزلا  قال تعالى:
 ( كما بدا نا اول خلق نعيده وعدا علينا انا  كنا  فاعلين )
 سورة الانبياء  الاية \104

   و يقوم الناس  ليوم الحشر وهو يوم عسير على الكافرين غير يسير  يقول الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم  :
( يحشر  الناس  يوم القيامة على ارض  بيضاء عفراء كقرصة النقي ليس فيها علم لاحد )   
وقرصة النقي هي قرصة الخبز الابيض غير المغشوش أي الابيض الخالي من النخالة او ما نسميه اليوم  بالطحين الصفر .
وقال صلى الله عليه وسلم ايضا:
 (  يحشرالناس يوم القيامة حفاة عراة عزلا   قالت  عائشة ام المؤمنين رضي الله عنها قلت: يارسول الله النساء والرجال جميعا ينظر بعضهم الى بعض قال صلى الله عليه وسلم: ياعائشة الامر اشد من ان ينظر بعضهم الى بعض )
فياله من يوم عظيم  مهول
 وهذا هو يوم الفصل او موقف الفصل   او يوم الجزاء قال تعالى:
( ونضع الموازين القسط  ليوم القيامة  فلا تظلم نفس شيئا وان كان مثقال حبة من خردل اتينا  بها  وكفى بنا  حاسبين )  سورة الانبياء  الاية \ 47
    
  وفي هذا اليوم يتم ما  قاله تعالى :
 (  فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المقلحون* ومن خفت موازينه فاولئك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون *  تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون *) سورة المؤمنين  الايات \ 102- 104

  ومن عجيب صنع الله تعالى ان الصوت  هذا المخلوق العجيب لايبلى ولا ينتهي الى العدم بل تحتفظ به السماء في طبقاتها العليا وهذا ما اكده علماء الاصوات حديثا  ولما كان الصوت يحدث نتيجة فعل اوعمل ما   لذا تكون  اعمال الانسان واقواله  محفوظة في  جو السماء منذ خلق البشرية والى نهايتها في يوم القيامة ولا يوجد صوت يشبه صوت اخر كما في البنان  اي  لمسات الاصابع  لا توجد لمسة تشبه لمسة اخرى   او مسحتها  لذا فالاصوات كلها محفوظة في طبقات الجو العليا  وقد عمد العلماء حديثا على امكانية استعادة الاصوات لبعض الاشياء فنجحوا  ولو  توصل العلماء اخيرا الى  امكانية استرجاع الاصوات لحدثت في العالم معجزة كبيرة الا  وهي اعادة اصوات الانبياء  ومن هنا نستطيع تثبيت اقوالهم  فنتخلص - نحن المسلمون -  من كل قول نسب الى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم  وهو لم يقله  اوافتري عليه به  وكم تمنيت في نفسي   منذ  ان اطلعت على  هذا الخبر في الثمانينات من  القرن الماضي  ولحد الان  ان يحدث هذا  وانا على قيد الحياة   لارى  واسمع ذلك الصوت العظيم الذي يتمنى كل مؤمن سماعه  ولتزول  هذه الغشاوة التي اكتنفت الاحاديث النبوية الشريفة  فاضطرالعلماء الى  تقسيمها بين ضعيف وحسن وصحيح  ومتواتر – ففي  يوم القيامة  يسمع كل انسان عمله بصوته وكذلك يرى عمله –مستنسخا – صورة وصوت قال تعالى:
 ( انا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون )  سورة الجاثية  الاية \ 29
حقيقة لا مراء فيها  فلم يستطع الانسان يوم القيامة من اخفاء عمله اوفعله لانه مستنسخ وثابت يراه بام عينيه ومهما اراد ان يتخفى  في عمل سري يظهره واضحا  كما يشاهد اليوم فيلما حيا على شاشة التلفاز ثم قدر فعله وعمله يكون جزاءه قال تعالى:
 ( يومئذ يصدر الناس ليروا اعمالهم * فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره* ) سورة الزلزلة الايات \ 6-8
 فيكفي الانسان ان يكون حكما على نفسه بعد رؤيته اعماله وافعاله حية  وتوثيقا لهذ ا المشهد فان اعضاء جسمه تكون شاهدا عليه  في كل مايعمل
   
           اذن  في هذا اليوم  يقسم  الخلق  قسمين  قسم  يؤخذ الى الجنة وقسم يسحب الى النار  وقسم اخر  ذكرهم الله تعالى هم قوم  قلّت حسناتهم عن حسنات  اهل الجنة فلا يدخلوها وهم يطمعون في دخولها  وقلت سيئاتهم عن سيئات اهل النار فلا يدخلون جهنم فهم بين بين وهم قليل غلبت اصحاب الجنة واصحاب النار عليهم . اسماهم الله تعالى
 في كتابه العزيز ( اهل الاعراف )

   اما اصحاب الجنة  فينقسمون الى مجموعتين  كل حسب عمله وما اكتسب من حسنات في الحياة الدنيا  \ لاحظ كتابي اصحاب الجنة في القران الكريم :

 المجموعة الاولى \ السابقون السابقون وهم المقربون قال الله تعالى:
 ( والسابقون السابقون * اولئك المقربون * في جنات النعيم * ثلة من الاولين * وقليل من الاخرين * على سرر موضونة* متكئين عليها  متقابلين * يطوف عليهم ولدان مخلدون * باكواب واباريق وكاس من معين  * لا يصدعون عنها ولا ينزفون* وفاكهة مما يتخيرون * ولحم طير مما يشتهون* وحور عين*  كامثال اللؤلؤ الكنون *  جزاء بما كانوا يعملون * لايسمعون فيها لغوا ولاتاثيما * الا قيلا سلاما سلاما * )  سورة الواقعة الايات \ 10-26

      المجموعة الثانية  هم الذين يدخلون الجنة ايضا الا ان حسناتهم  اقل من المجموعة الاولى وهم اصحاب اليمينقال الله تعالى :
  ( واصحاب اليمين * ما اصحاب اليمين * في سدر مخضود* وطلح منضود *  وظل ممدود *  وما ء مسكوب* وفاكهة كثيرة * لا مقطوعة ولا ممنوعة * وفرش مرفوعة * انا انشأناهن انشاءا * فجعلناهن ابكارا* عربا اترابا * لاصحاب اليمين* ثلة من الاولين وثلة من الاخرين  ) سورة الواقعة الايات \27-40

    اما اصحاب النار  فقد وصفهم الله تعالى فهم:
( في سموم وحميم * وظل من يحموم * لابارد ولا كريم*  انهم كانوا قبل ذلك مترفين * وكانوا يصرون على الجنث العظيم * وكانوا يقولون ا اذا متنا وكنا ترابا وعظاما ا انا لمبعوثون * او اباؤنا الاولون*  قل ان الاولين والاخرين * لمجموعون الى ميقات يوم معلوم * ثم انكم ايها الضالون المكذبون * لاكلون من شجر من زقوم* فمالؤون منها البطون * فشاربون من الحميم * فشاربون شرب الهيم * هذا نزلهم يوم الدين *) سورة الواقعة الايات \42-56  
 
      فهم في ظلمات خالدون وفي العذاب مشتركون

  واني والله بطبيعة نفسي اكره الظلام والافول واليوم المعتم  والمغبر والعاصف واحب الضياء والنور والورد والحبور  وتنشرح نفسي عند الفجر والشروق وسناء الشمس .

      اللهم اجعلنا من اصحاب الجنة من الذين ثقلت موازينهم  وسيقوا الى الجنة  زمرا  قال تعالى :

 ( حتى اذا جاؤها وفتحت  ابوابها  وقال لهم خزنتها  سلام عليكم طبتم  فادخلوها خالدين *  وقالوا الحمد لله الذي صدقننا  وعده نتبوء من الجنة حيث نشاء  فنعم اجرالعاملين ) سورة الزمر الايتان \ 37 و47 
         
          واني اذ اهيب بالاخوة القراء ارجوهم  موافاتي بكل ملاحظاتهم عما كتبت  او ردودهم على هذه المقالة  ا سجل لهم جزيل شكري وامتناني وادعوا الله ان يجعلني واياهم  من اصحاب الجنة  
تكون  مراسلاتي  على ما يلي:
 \ الهاتف الارضي العراق- ديالى – بلدروز  \762285  
 الهاتف  النقال    \07810372094     العراق
 موقعي على النت \ اسلام سيفلايزيشن \
 موقع مدونتي على النت \ www falih  bloger. Com
  صفحتي على الفيسبك  \ ا. فالح الحجية
 مواقعي على الفيس بك \ الشعرالعربي  مجموعة
 منتتدى الشاعر فالح الحجية الكيلاني
  مؤلفات  فالح الحجية
  كتاب الموجز في الشعر  العربي 

   وصلى الله على سيدنا محمد الحبيب المصطفى وعلى اله وصحبه اجمعين .
            واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين


                                                 فالح نصيف الحجية
                                                      الكيلاني
                                                 5\ 5\ 2010
07810372094)














        بسم الله الرحمن الرحيم



( الحمد لله  رب العالمين 0   الرحمن الرحيم 0
 مالك يوم الدين 0 اياك نعبد واياك نستعين 0 اهدنا الصراط المستقيم 0 صراط الذين انعمت عليهم غير المفضوب عليهم ولا الضالين 0)












                         
    يوم القيامة في سورة البقرة

                    1

بسم الله الرحمن الرحيم


 (الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لارَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3 ) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5))

                                                الايات 1- 5

الحمد لله
                                                                        
           افتتح  العديد من السور القرآنية بحروف  هجائية  وقد اجمع المفسرون  على أن   افتتاحها   بها   تبيان  للعرب - أصحاب  البلاغة والفصاحة  في ذلك الوقت - على ان القران الكريم  المنزل من السماء  انما  نزل  بلغتهم  وحروف كلماته  التامات  وآياته  الكريمة  من جنس  حروف  لغتهم ومن جنس  حروف ما يقولون وما يكتبون  وان القران الكريم  لا شك  فيه  او لا ريب  فيه  وانما  انزل  لهداية  الناس.  فقد الطريق  الواضح     -  ميزهم  الله  تعالى  بمزايا  الإيمان  والتقوى  فهم  يؤمنون  بالغيب  ويؤدون ما  فرضه  الله  تعالى عليهم من  أداء الصلاة  وإيتاء  الزكاة  وإيمانهم  المطلق  بكل ما انزل في القران الكريم  من أمور وتشريعات  وكذلك ما انزل الله تعالى  من كتب  قبله  مثل التوراة والانجيل  وتيقنت قلوبهم  إن لهم  معاد ا  وحسابا  وحياة    بعد الموت  في الآخرة  والآخرة هو كل ما  بعد الموت  من  لحظة  خروج  الروح من الجسد تلك اللطيفة التي وضعها ربها  في الجسد فا حياه  بها وبث  فيه الحياة فتحرك في  بطن امه الى يوم ينتزعها  منه  فيصبح  جثة هامدة   لا حراك  بها ولا  شعور أي الى  يوم   تنتزع  الروح  منه  بالموت  وترد  الى بارئها لتنال  جزاء اعمالها في الحياة  الدنيا  خيرا  فخير وشرا  فشر  وهذا هو اليوم الاخر او بداية  الآخرة    فالإيمان   بالآخرة  هو  إحدى علامات الإيمان  عند  الإسلام  هؤلاء  هم ذووا  الفلاح   والنجاح  واليقين التام   والهداية  الواسعة .



------------------------------------------------           


                                      2

                  بسم الله الرحمن الرحيم



 ( ومن الناس من  يؤمن لله واليوم الأخر وما هم بمؤمنين* يخادعون الله  والذين امنوا وما يخدعون ألا أنفسهم  وما يشعرون * في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم  عذاب اليم  بما كانوا يكذبون *  وإذا  قيل لهم  لا تفسدوا  في الأرض قالوا  إنما  نحن مصلحون  * ألا  أنهم  هم  المفسدون  ولكن  لا  يشعرون * واذا قيل لهم  امنوا كما  امن  الناس  قالوا أنؤمن  كما  امن السفهاء  الا انهم  هم  السفهاء  ولكن لا يعلمون *  وإذا  لقوا الذين امنوا  قالوا  امنا  واذا خلوا الى  شياطينهم  قالوا انا  معكم  انما  نحن  مستهزئون * الله  يستهزئ  بهم  ويمدهم  في  طغيانهم  يعمهون * اولئك الذين  اشتروا  الضلالة  بالهدى  فما ربحت  تجارتهم  وما كانوا مهتدين *مثلهم  كمثل  الذي استوقد  نارا  فلما  اضاءت  ما حوله  ذهب  الله  بنورهم وتركهم في  ظلمات  لا يبصرون * صم   بكم  عمي  فهم  لا يرجعون *  او كصيب  من السماء  فيه  ظلمات ورعد  وبرق  يجعلون  أصابعهم  في آذانهم  من الصواعق  حذر الموت والله محيط  بالكافرين * يكاد البرق يخطف أبصارهم  كلما  أضاء لهم    مشوا فيه واذا  اظلم عليهم   قاموا  ولو  شاء الله  لذهب بسمعهم  وابصارهم  ان الله على  كل شيء  قدير *)

                                       الايات \ 8 -20

الحمد لله
                 خلق  الله  تعالى الناس اصنافا   واشكالا  كثيرة  اختلفت اشكالهم  والوانهم  واحوالهم  وافئدتهم  وقلوبهم  وافكارهم  ونفوسهم وامزجتهم  كذلك  فمنهم المؤمنون  ومنهم  الكافرون  والمشركون ومنهم الكاذب ومنهم الصادق   ومنهم من سار بين   بين وهم المنافقون  وقد وصفهم  الله  تعالى في  المصحف الشريف   بصفات  عديدة  وفي هذه الايات  الكريمة  صفات نوع من  البشر هم  محسوبون  على المنافقين   فهم يدعون الايمان بالله تعالى وبيوم القيامة وهو اليوم الاخر  أي   اليوم  الذي ياتي بعد الموت أي يؤمنون بما يصيب الانسان من احداث  وامور ما بعد  الموت   ويظهرون  اعتقادهم   به    لكن في  قرارة  انفسهم انهم لا يؤمنون بها فهؤلاء ليسوا من المؤمنين في شيء فقد فضحهم الله تعالى  في قوله ( فما هم بمؤمنين ).

              ان  نفوسهم  وأفكارهم  سولت لهم  بان  يخادعون  الناس ويكذبون عليهم من انهم  مؤمنون  يمشون  بالإيمان  رياءا  لاجل خداع ما حولهم  من الناس  وفي الحقيقة هم  يخدعون انفسهم  وقلوبهم فهم يعملون عمل المؤمنين ويتعبون  اجسادهم  في  ذلك  وفي قرارة انفسهم لا يؤمنون اوهم  بعيدون عن الايمان لأنهم  لم يدخل  في قلوبهم  او في افكارهم   فهم  كمن يضحك على نفسه  ويلبسها  ثوبا  ليس بثوبها فهي  لا تستقر الا بالذي هو لها  فهم يظهرون  الايمان  ويكتمون الكفر وهو مستقر ومعشعش  في افكارهم لا يستطيعون التخلص منه  والحياد عنه  فهم يرومون خداع الناس من انهم مؤمنون  لكنهم  يخدعون أنفسهم وما يشعرون  بهذه   الخديعة  فا لمرء المخادع نفسه  وما  يشعر بذلك  فهم كمثل الذي في قلبه مرض او زيغ  . ران على تلك القلوب والأفكار فزادها الله تعالى مرضا  اي زيغا  فتحجرت  الافئدة  والنفوس  بما  كذبوا على الناس  وعلى  أنفسهم  .

        ان هؤلاء  اذا دعوا او قيل لهم  تعالوا  التزموا  طريق الاصلاح والعدل والعمل بالخير بين الناس  وابتعدوا عما  دعوا اليه  وبقوا  في   الخداع والنفاق  اظهروه بالكلام  فقط  فعل الخير  والمعروف  والاحسان الى الناس  وبالفضل  والرحمة  بهم  وبالحقيقة انهم  لا يفعلون الا الشر وكل عمل  يؤدي اليه  فهؤلاء هم المفسدون  حقا   جبلت نفوسهم على التعالى  والتكبر على الناس فهم  يحسبون ان الناس  دونهم  منزلة  فهم في خوضهم يلعبون وفي هذا المرض الذي زادهم الله تعالى عليه مرضا  من نفس المرض  فقست  قلوبهم  ومن  صفاتهم  انهم  اذا  ساروا  مع المؤمنين اظهروا  الايمان  والصدق  والاخلاص  لكي   يحسبونهم  من المؤمنين  واذا انفردوا   بالكافرين والمشركين  - وهم منهم-   وعاتبهم اولئك على افعالهم قالوا  لهم  نحن معكم  انما  كنا  نعمل على غش هؤلاء  المؤمنين  بغية ردهم  عن الايمان  وكسر  نفوسهم  ونستهزيء   بهم  فهؤلاء   قد مثلهم   او شبههم  الله تعالى بالشياطين  وهم  فعلا  شياطين  الارض  .

           هؤلاء المخادعون  ضمن الله تعالى للمؤمنين ان يستهزيء بهم وحكم عليهم انهم في اعمالهم  الفاشلة  سادرون وطغيانهم  باقون فهم كمن  باع اخرته  بدنياه  او باع  خيرا واشترى شرا  فقد خسر في الدنيا والاخرة  فتجارته خاسرة  وقد  ضل عن  سواء  السبيل   فمثل هؤلاء المخادعين  كمثل   شخص  اشعل  نارا في ليلة  مظلمة  حالكة  الظلام  فانارت له  ما حوله  فاطفاها  الله تعالى  وظلوا  في  ظلام  دامس  لا يعرفون  اين يتوجهون  او في أي درب يسيرون  فهم اشبه  بالذي هو اطرش واخرس – وهذه سمة عامة  فكل اخرس اطرش وكل  اطرش في صغره  اخرس -  واعمى  قد اجتمعت العاهات  الثلاث  فيه  فهو لا يعي شيئا ولا يفهم  مايدور حوله  بين الناس .

          او مثلهم كمثل جماعة  خرجوا في ليل مدلهم مظلم شديد الظلام والحلكة  ليل ملبد بالغيوم الثقيلة الشديدة تحمل المطر والرعد والبرق فاستوقدوا  نارا  ليستضيؤا بها  فلما أضاءت ما حولهم  فاذا بالرياح والمطر الشديد  يطفؤها  واذا بالرعد  والبرق يرهبهم  ويخيفهم  فهم يرتجفون منه خوفا وهلعا   فاذا برق البرق وتبعه صوت الرعد  الرهيب شديدا  اغمضوا  اعينهم   و وضعوا  اصابعهم  في اذانهم   خوفا  من اصابتهم  بالصواعق  او خوف الصوت  الشديد  ان يودي بهم الى الموت   فاذا   برقت السماء وانارت  لهم  مشوا خطوة اوخطوتين  وانكبوا على رؤوسهم  من صوت الرعد  حتى اذا ذهب نور البرق وهو سريع الاختفاء داخلهم الخوف والهلع  وضلوا الطريق  فهم يتمنون  ان يكونوا  طرشانا  في  تلك الساعة لا يسمعون الرعد وعميانا  لا يرون البرق  .  فالله  تعالى قادر على  ان يفقدهم السمع والبصر-  وهما نعمتان انعم الله تعالى بهما على البشر- الا  ان الله تعالى ا بقى لهم  السمع  والبصر ليزيد من عذابهم   في الحياة الدنيا  فهم قد امنت السنتهم  وكفرت قلوبهم  فمرضت نفوسهم فزادها الله تعالى مرضا على مرض  ولهم عذاب اليم شديد الوجع  والوقع  في يوم القيامة  جزاءا بما  كانوا في حياتهم الدنيا يكسبون . وربما كانوا ينحنون خوفا   وهلعا  عند رؤية  البرق الذي يخطف او يخلب ابصارهم  وعند صوت الرعد المزمجر  فاذا ذهب  البرق والرعد  واشتد سواد الليل عدلوا قاماتهم أي اصبحوا قياما  او  قائمين  والله تعالى اعلم .   

       ويذكر بعض المفسرين ان من اسباب نزول هذه الايات  ان عبد الله بن ابي  سلول  راس المنافقين  التقي  ببعض  المسلمين  فقال  لبعض اصحابه من المنافقين مثله :
 -  انظروني كيف ارد هؤلاء عنكم واخدعهم  فاستقبل  ابا يكر الصديق  مرحبا  اخذا  بيده قائلا له:
  -  مرحبا  بالصديق  سيد بني تيم  وشيخ  الاسلام وصاحب رسول الله في الغار  .
 ثم اخذ بيد عمر بن الخطاب  مرحبا قائلا بهشاشة :
-        مرحبا  بسيد بني عدي الفاروق القوي في الدين والباذل نفسه وماله لرسول الله  .
ثم التفت الى علي  بن ابي طالب  قائلا له اخذ ا بيده:
-        مرحبا  بابن عم رسول الله و صهر ه وسيد بني هاشم  خلا رسول الله صلى الله عليه وسلم
 فقال له علي :
  - يا عبد الله  اتق الله ولا تنافق   فان المنافقين  شر خلق الله .
 فقال ابن ابي:
      والله  ان ايماننا كأيمانكم وتصديقنا .
 ثم ا فترقوا  فقال عبد  الله  بن ابي لا صحابه:
 – كيف رأيتموني فعلت  معهم  فاذا رأيتموهم  فافعلوا  كما   فعلت  فاثنوا  عليه  خيرا  .
 وقالوا له جماعته :  - مانزال  بخير ما عشت فينا .
 فرجع المسلمون الى رسول الله صلى الله عليه وسلم واخبروه بما حصل فنزل  قوله تعالى:  ( واذا لقوا الذين امنوا....  )      


                     ************************************


3

بسم الله الرحمن الرحيم


(إن الذين امنوا والذين هادوا  والنصارى والصابئين  من امن
 بالله واليوم الآخر وعمل صالحا  فلهم  أجرهم  عند ربهم ولا خوف عليهم  ولا هم يحزنون )
    
                                            الآية \62

الحمد لله \

     بين الله تعالى في هذه الآية المباركة  إن المؤمنين الذين امنوا بالله تعالى  ربا  وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا وما جاء به الاسلام   و اليهود الذين امنوا بموسى عليه السلام والمسحيين وهم النصارى الذين امنوا برسالة عيسى عليه السلام وكذلك الصابئين وهم عبده  الملائكة والكواكب وامنوا برسالة يحي عليه السلام  ممن كان يؤمن بدينه  قبل  الإسلام  إيمانا صادقا ويؤمنون بالله واليوم الأخر وهو البعث من بعد الموت والجزاء من الله تعالى بالثواب والعقاب في يوم القيامة  والعمل الصالح في الحياة الدنيا  قبل الإسلام  لمن لم يدرك الإسلام..

 وامن بما  جاء  به  النبي الحبيب  محمد صلى الله عليه وسلم   ودخل في الإسلام عند مجيء الاسلام   فقد أكد الله تعالى إن كل هؤلاء لن يصيبهم الأذى  ولا يلحقهم الخوف من عقاب الله فهم والمؤمنون في رحمة من الله تعالى وفضل .



                  *************************  
 

                                         4

                               بسم الله الرحمن الرحيم
                                                                
                                      
  (  واذ أخذنا ميثاقكم  لا تسفكون  دماءكم  ولا تخرجون انفسكم من دياركم  ثم اقررتم وانتم تشهدون*   ثم انتم هؤلاء  تقتلون انفسكم  وتخرجون فريقا منكم من ديارهم  تظاهرون  عليهم  بالاثم  والعدوان  وان يأتوكم  اسارى تفادوهم وهو محرم عليكم إخراجهم  افتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون  ببعض  فما جزاء من يفعل ذلك منكم  الا خزي في الحياة الدنيا  ويوم القيامة  يردون الى اشد العذاب وما الله  بغافل عما  تعملون * أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون *)  

                                         الايات  84و85 و86

الحمد لله :

       هذه الآيات نزلت في اليهود ناكثي العهد والميثاق  الذين كانوا في المدينة  المنورة يسكنون وما جاورها من قرى  وقد تحالف بعضهم مع قبيلة  الاوس وبعضهم تحالف مع قبيلة  الخزرج - القبيلتان اللتان كانتا تسكنان في المدينة وما جاورها  - وكان  بين  القبلتين  معارك  وحروب وثارات في الجاهلية  .

        هاتان القبيلتان كانوا اخوة من ام واب  وكان يقال لهم اولاد ( قيلة)  الا انهم اختلفوا  فيما  بينهم  بمرور الزمن وحدوت قتل ( دم) بينهم فكان سبب نفرتهم من بعضهم وعداوتهم فيما  بينهم   الا ان اليهود  الذين تحالفوا معهم يعرفون حق المعرفة  بما جاء في التوراة  ان قتل النفس حرام وسفك الدماء حرام  واخراج الناس من بيوتهم بغير حق حرام  الا انهم كانوا يناقضون أنفسهم ودينهم   فاخذ  يقتل  بعضهم الاخر  تعاونا من  حلفائهم  من الأوس  والخزرج  ومعهم فاذا  تقاتل  الأوس والخزرج  فان اليهود الذين تعاهدوا مع الأوس كانوا  يقتلون اليهود الذين تحالفوا  مع الخزرج  وهو محرم عليهم  في دينهم  وما انزل اليهم في التوراة  وهكذا  بين الله تعالى انهم فاسقون ومذنبون  بسبب قتل بعضهم البعض  فهم بفعلهم هذا كمن يؤمن ببعض ما جاء في التوراة ويكفر ببعضها  الآخر اذ ان الله تعالى حرم قتل النفس البشرية الا بالحق وحرم اخراج الناس من ديارهم الا بالحق في جميع الأديان   فجزاء من يفعل ذلك او مثله  عذاب شديد من الله تعالى  في الدنيا اذ جعل الله تعالى  عداوتهم بينهم  بالقتل  وإخراج الآخرين  من ديارهم  فأصبحوا  يعيشون  بمذلة ومهانة وخوف في ديارهم .

        اما في يوم القيامة يوم الجزاء والحساب   فقد بين الله تعالى لهم  انهم سيردون الى اشد العذاب  حيث انهم فضلوا الحياة الدنيا على الآخرة  او كمن اشترى عذابه بماله  وبما  كسبت يداه  فيكونون قد حل عليهم عذاب الدنيا  قبل موتهم .ولهم عذاب النا ر في الاخرة او في يوم القيامة      



*****************************************   



                                     5

                         بسم الله الرحمن الرحيم


     ( قل ان كانت لكم  الدار الاخرة  عند الله  خالصة من دون الناس  فتمنوا الموت  ان كنتم صادقين  *ولن يتمنوه ابدا بما قدمت ايديهم  والله عليم بالظالمين  * )

                                         الايتان \  94و 95

 الحمد لله \

       نزلت هذه الآية بحق اليهود  اذ انهم كانوا يزعمون انهم  ابناء الله تعالى واحباؤه  وانهم  يدخلون  الجنة بغير حساب  وانهم لا يدخلون النار الا اربعين يوما - وهي المدة التي عبد اباؤهم فيها  العجل حين ذهب موسى عليه السلام  لميقات  ربه   في الميقات  فا ضلهم السامري وقيل السامري نسبة الى السامرة  المدينة المعروفة بفلسطين - حين  صنع  لهم عجلا  من ذهب مما  تبرعوا  به وما  قدموه  له من ذهب  واستمروا  بعبادته  حتى   عاد اليهم موسى عليه السلام  بعد  ان  كلمه  الله  تعالى  -    
وبزعمهم  انهم اولياء الله تعالى   فاراد الله  تعالى  فضيحتهم  وإعلامهم انهم  خاطئون   فخاطب الرسول الكريم  محمد صلى الله  عليه وسلم  ان  يختبرهم  ويقول لهم  ان كانت  الجنة  في الحياة  الاخرة  خالصة لكم ايها  اليهود  من  دون الناس   كما  زعمتم   برغم  ما  افتريتم من  موبقات وذنوب   فتمنوا  لانفسكم الموت  لكي تذهبوا  من بعد الموت في حياتكم الاخرة  الى الجنة  فتتنعمون  بنعيمها  و خيراتها  و ما فيها  مما لذ وطاب  ومما لا عين رات ولا اذن سمعت به ولا خطر على قلب  بشر  من خير ونعيم  ومما  تشتهيه  الانفس وتلذ الاعين .

         الا ان هؤلاء  اليهود  كاذبون  ويخافون من الموت خوفهم على الحياة  ويتمنى احدهم  لو يعمر الف سنة او يزيد  ولا  يشبع من الحياة  الدنيا  وملذاتها  التافهة  ازاء  ترف الحياة الاخرة ما فيها . فهم احرص على الحياة  كثيرا ذلك انهم   يعرفون انهم  اذا  ماتوا  سيدخلون النار بما  اقترفوه   بايديهم  من  معاص  وسيئات كتبت عليهم- وان   الله  تعالى  عليم  انهم ظالمون  لذا حكم عليهم   انهم  سيكونون  حصب  جهنم  وانهم اليها  لا محالة واردون وفيها داخرون .



           *************************    


                                         6

                    (  بسم الله الرحمن الرحيم

 ولما جاءهم رسول من عند الله  مصدق لما معهم  نبذ فريق من الذين اوتوا الكتاب  كتاب الله وراء ظهورهم  كأنهم لا  يعلمون *  واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان  وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا  يعلمون الناس السحر  وما انزل على الملكين ببابل هاروت وماروت  وما يعلمان من احد  حتى يقولا انما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين  به من احد  الا بأ ذن الله  ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم  ولقد علموا لمن اشتراه ماله في الاخرة من خلاق  وليئس  ما شروا به انفسهم  لوكانوا يعلمون **)

                                     الايتان \101و102

الحمد لله \

       وفي هاتين الايتين يوضح لنا بعض أعمال وافعال اليهود  و خرافاتهم ومحاولتهم النيل حتى  من   أنبيائهم .  فلما بعث الله تعالى محمدا صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا  الى الناس جميعا  نكر ذلك اليهود رغم علمهم بحقيقة امره ووجود صفاته صلى الله عليه وسلم في التوراة  ويعلمها أحبارهم  فقد تجاهلوها  بغيا  بينهم وحسدا  منهم واعلنوا عداوتهم  للرسول الكريم محمد  صلى الله عليه وسلم  مخالفين بذلك التوراة وما امرهم الله تعالى بها من الايمان بالرسالة المحمدية  ومما قالوه على نبيهم سليمان بن داود عليهما السلام  انه كان ساحرا  وليس نبيا لهم – لعلهم بذلك يخالفون القران الكريم والدعوة المحمدية التي اكدت نبوة داود  ونبوة ولده  سليمان عليهما السلام –وان براعته السحرية  وقوة فعله السحر وبراعته به جعله يسخر الرياح فيركب البساط ويطير به  وتسخيره الجن  والطير  واخترعوا ايضا  حكاية اخرى للنيل منه  وتكذيب النبي محمد صلى الله عليه وسلم   وهي  من  خرافاتهم واسرائيلياتهم  في القران الكريم ومفادها كما بينها القران الكريم ويدحض كذبهم  وهي ان ملكين قد نزلا في ارض بابل  وهما هاروت وماروت  نزلا يعلمان الناس السحر  لكنهم  كلما  علما  الناس سحرا  نصحا  الناس  فيقولا   لا تفعل السحر فانما نحن نزلنا فتنة  للناس  لنكفرهم  وكان الناس يتعلمون منهم السحر ويفعلونه وان منه ما يفرق  بين  الزوج  وزوجه    وجاء  في الحكاية  ايضا  انهما  لا يستطيعان ضر احد الا باذن الله تعالى   الا ان الناس  اخذوا يتعلمون  ما يضرهم وهو السحر  ولا نفع لهم به  فيؤدي ذلك الى العصيان والكفر .

       وقد فند القران الكريم  حكاياتهم الكاذبة لنيلهم من انبيائهم من انها حكاية  . الا ان اليهود اتبعوا شياطينهم من الانس والجن وما يقولونه او يتلونه عليهم من قصة سحر سليمان عليه السلام  فصدقوا بها   لكن اكد الله تعالى ان سليمان لم يفعل السحر ولم يكن ساحرا    فيكفر  حيث ان السحر نوع من الكفر  فمن فعله كان كافرا  . كما بين الله تعالى ايضا في هذه الاية  من القران الكريم  وما انزل على الملكين  هاروت وماروت من شيء  وما هنا نافية  تنفي أي فعل بعدها  .

       فالسحر لاينفع الناس  بل يضرهم لذا حرمه الله تعالى وجعل فاعله كافرا   وان الكل يعلمون ان من يفعله ماله يوم القيامة من نصيب اوحظ في الجنة  وانه من اصحاب النار  ويئس المصير  فالذين يعملون السحر عذابهم يوم القيامة شديد  ومن جاء الى ساحر او ما شابه وهو مؤمن لن تقبل منه صلاته اربعين  يوما  كما ورد في الاثر الطيب  عن الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم الذي حرم السحر وهدر دم الساحر
             


                ****************************



                                    7

                        بسم الله الرحمن الرحيم

              ( وقالت  اليهود  ليست النصارى على شيء وقالت النصارى  ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب  كذلك قال الذين لا يعلمون  مثل قولهم  فالله يحكم بينهم  يوم القيامة  فيما كانوا  فيه يختلفون * ومن  اظلم ممن منع مساجد  الله ان يذكر فيها  اسمه   وسعى  في  خرابها  ما  كان  لهم ان يدخلوها  الا خائفين  لهم في الدنيا  خزي ولهم في الاخرة  عذاب  عظيم *)

                                          الايتان \ 113و 114

الحمد لله \

         الاية الاولى نزلت في اليهود والنصارى يوم التقيا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم وفد وفد نجران وهم من نصارى اليمن  ونجران مدينة يمنية لازالت قائمة لحد الان  وجاء اليهود من المدينة وما حولها  فتباروا في حضرة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم  واخذ كل منهم يكيل الكذب والكفر للاخر ويسفه دينه وينكره رغم كون كل منهم له كتاب منزل من السماء  وفيه  تبيان الحقائق  فاليهود نزلت اليهم التوراة على نبي الله موسى عليه السلام والنصارى نزل اليهم الانجيل على نبيهم عيسى عليه السلام وهو مصدق لما نزل في التوراة  ومتمم له   فانكر اليهود نبوة عيسى عليه السلام  وكذلك انكر النصارى نبوة موسى عليه السلام  وكذلك قال المشركون ممن حضر المجلس مثل قولهم  فالله تعالى بين في كتابه _  القران الكريم_  انه يحكم  بينهم  بحكمه  العادل  يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون ويثيب كل منهم او يعذبهم  بما قا لوا  في يوم الجزاء العادل.
 
            اما الاية الاخرى  فقد  نزلت  بحق الروم  الكافرين  يوم  غزوا    بيت المقدس سنة سبعين قبل الميلا د فخربوه  وقتلوا من ياتي لعبادة الله تعالى فيه من اليهود  واحرقوا كتاب الله ( التوراة )  وقيل انهم  جعلوه خرابا  ومزبلة   للجيف من البشر والحيوان  حيث انهم  قتلوا  الخنازير  ورموها  فيه حتى تفسخت وتجيفت  وبقي هذا المسجد خرابا الى ان  فتح الله  الشام  وفلسطين  وفيها القدس وبيت المقدس  على يد  الخليفة  عمر بن الخطاب وقادته  الاجلاء رضي الله عنهم  فعمره المسلمون واتخذوه مسجدا  مباركا فهو  المسجد الثالث  عند المسلمين في قدسيته .
           
     فقد اخبرالله تعالى ان من الكبائر  ان يخرب احد بيتا من بيوت الله تعالى يذكر فيه اسمه او سعى في خرابها  فمن يخرب بيتا من بيوت الله تعالى بيده او يعين على تخريبه او يقول بتخريبه  او يسعى في ذلك  فان الله تعالى سيعاقبه في الدنيا  ويخزن  له فى الاخرة عذاب عظيم   اليم  وشديد  ومن  علامات هؤلاء انهم اذا دخلوا هذه المساجد  يدخلونها والخوف يملأ  قلوبهم  وانفسهم  فيرتجفون من عذاب الله لهم في الدنيا  الذي سيحل بهم لا  محالة  ويتعذبون  وهم احياء في حياتهم الدنيا  عقوبة لهم من الله تعالى .

        اما  في يوم القيامة  فيحل عليهم العذاب الشديد  بما  كسبت  ايديهم  وما قاموا  به من عمل  في  تخريب  بيوت الله  تعالى وقتلهم المؤمنين  بغير حق .


      ***************************************

                                 8  

                 بسم الله الرحمن الرحيم

    (  يابني اسرائيل اذكروا نعمتي التي انعمت عليكم واني فضلتكم على العالمين *  واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها عدل ولا تنفعها  شفاعة  ولا هم ينصرون * )
   

                                           الايتان \  132 و133

الحمد لله \  

        اليهود هم من بني اسرائيل - واسرائيل هو يعقوب بن ابراهيم الخليل واولاد اسرائيل هم  يوسف واخوته ويسمون بالاسباط وقيل هم اولاد يهودا بن يعقوب  وقد ذكروا في القران الكريم في مواقع عديدة  واغلب اليهود هم ذريتهم  فقد خا طبهم الله تعالى في هذه الاية - وايات كثيرة – ان يا ايها اليهود اذكرو الا ء الله تعالى  ونعمه الكثيرة  عليكم  ومن هذه النعم والالاء  تفضيل اباءكم  الذين كانوا في عهد موسى عليه السلام والذين قبله على  جميع من عاصرهم  من  بني  البشر في ذلكم الوقت  اذ جعل الانبياء من بعد ابراهيم  عليه السلام   من ذريته  واتخذه خليلا  وجعل   ولديه وهما  اسحاق واسماعيل نبيين وجعل   يعقوب وهو ابن اسحاق نبيا ايضا وجعل اولاد  يعقوب  وهم الاسباط  يوسف  واخوته سلام الله عليهم جميعا   انبياء  وكذلك فضلهم  بدفع الضر عنهم يوم اراد فرعون قتلهم جميعا  ففر بهم موسى من  مصر الى فلسطين والشام فلما وصلوا الى النيل وخافوا ا جتيازه تبعهم فرعون بجنوده  فاوحى الله تعالى الى موسى ان اضرب بعصاك البحر وهو ماء النيل  فضربه فانفلق النيل فلقتين كل فلق كالجبل العالي  بقدرة الله العظيم  وفضله على بني اسرائيل  فدخل موسى عليه السلام ومن معه من اليهود في النيل فعبروه  ووصل فرعون وجنوده الى النيل فدخله وجنوده للحاق بموسى ومن معه  عاد الماء  الى حالته التي كان عليها  فغرق فرعون وجنوده  ونجا موسى عليه السلام  واليهود  بفضل الله تعالى وكان  انفلاق البحر لهم دون غيرهم  من بني البشر  .
 
         والذي  يطالع  التاريخ اليهودي  القديم يلاحظ ان الاء الله ونعمه على اليهود  كثيرة الا انهم عصاة عتاة  ظالمون  كافرون بهذه النعم والفضائل فمن بعض هذه الفضائل  شرفهم الله تعالى بنزول الزبور  والتوراة  مصابيح هداية ونور لهم .

            انزل عليهم المن وهو طعام اقرب الى العسل . والسلوى وهو طير اصغر من الحمام  واكبر من  العصفور فكانوا يصيدونه  لكثرته . وفجّر لهم الصخرة الصماء لما احسوا بالعطش والجدب  فانبجست منها  اثنتا عشر عينا من الماء  بعدد الاسباط  وقد علم كل فرقة منهم  مشربه او العين التي  يشرب منها  فلا يزيغ الى غيرها   . ولما غضب الله تعالى عليهم  وتاهوا في ارض التيه من بلاد فلسطين  اربعين سنة  من الله عليهم  بعدها  واخرجهم  من هذه المحنة   ونصرهم على اعدائهم  وهم العماليق  بارض الشام على يد طالوت وفي هذه المعركة قتل داود عليه السلام  جالوت ملك العماليق   واستولى  على ارضهم وديارهم  - لاحظ كتابي  الادعية المستجابة في القران الكريم -    حول هذا الموضوع .

          الا ان اليهود  لم يعبهوا  بكل هذه النعم وجحدوها  فامرهم الله تعالى ان يخافوا من عقاب الله تعالى  في يوم القيامة هذا اليوم العظيم  الذي فيه تحاسب كل نفس على ما فعلت  من فعل سواء اضمرته او اعلنته    
   وهو يوم الحساب لجميع الخلائق على افعالهم التي فعلوها في الحياة
الدنيا  فانهم سيحاسبون عليها  بعد الموت  وفي هذا اليوم العصيب  لا تغني  نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها عدل أي عوض  نقدي  ولا شفاعة  ولا تقبل منها  شفاعة  الا  برضاء الله تعالى  وفضله  وفي هذا اليوم العصيب  لا ينصر الله الظالمين او الكافرين او المشركين او الناس المسيئين وا نما يخذلهم و يحاسبهم حسابا عسيرا .



***************************************    
   
                                      9

                        بسم الله الرحمن الرحيم

  ( واذ قال ابراهيم   رب اجعل  هذا  بلدا امنا  وارزق  اهله من الثمرات من امن منهم بالله واليوم الاخر  قال ومن كفر فامتعه قليلا ثم  اضطره  الى عذاب  النار وبئس المصير *  واذ  يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا امة مسلمة لك وارنا مناسكنا وتب علينا انك انت التواب الرحيم *  ربنا  وابعث  فيهم رسولا منهم يتلوا عليهم اياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم انك انت العزيز الحكيم *  ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه  ولقد اصطفيناه في الدنيا  وانه في الاخرة لمن الصالحين *)

                                         الايات \ 126- 130


الحمد لله :

            ابراهيم خليل الله  عليه السلام  ا بتدأ  بنا ء  الكعبة المشرفة  بعد ان عرّفه الله تعالى موقع اسسها  وثوابتها  يعينه ولده اسماعيل عليه السلام على ذلك و يرفعان قواعدها  قواعد بيت الله الحرام  و يدعوان الله تعالى ان يتقبل منهما هذا العمل والجهد الذي عملاه لجلال فضله  وعظمة مكانته في الحاضر والمستقبل .

           واذ ابتلى الله تعالى نبيه وخليله ابراهيم  العديد من الابتلا آت   الاول عند قيامه بتحطيم الاصنام  حيث حكم عليه النمرود ملك بابل وما حولها  بان يحرقوه  في النار فاقدوا نارا كثيرة وقوية والقوه بها فسلمه الله تعالى  منها :
( يانار   كوني بردا وسلاما  على ابراهيم )   والثاني     عندما  اوقفه النمرود لمحاججته  امام ا لناس فقال ابراهيم  عليه السلام  الله تعالى رب العالمين ورب الخلائق وانه يحيي ويميت  فقال النمرود وانا  احي واميت ايضا  فقال له ابراهيم عليه السلام(  فان الله ياتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب  فبهت الذي كفر )  فبهت  النمرود وانكسرت عظمته  امام جماهير مملكته والثالث عندما تزوج هاجر وانجبت له اسماعيل عليه السلام - في قصة طويلة –

         امره ربه ان يسكنهما فى مكان قفر لاماء ولا شجر ولا طعام فيه
 فاسكنهما  في  مكة  في بقعة وسط الجبال تحيط  بها  وعند التقاء جبل الصفا
 بجبل المروة وتركهما في تلك الارض القفر راجعا الى فلسطين  حيث تسكن
 زوجه الاولى ساره التي انجبت له بعد ذلك ابنه الثاني اسحاق عليه السلام
حيث ا بتلاه ربه  بترك ولده اسماعيل مع زوجته  في مثل هذا المكان المجدب  
فانعم الله عليهما  بزمزم  بعد  العطش الشديد المفضي الى الهلاك والجوع الحاد
 المفضي الى الموت والركض  بين الصفا  والمروة  للبحث عن الماء  من قبل
  زوجته  هاجر لولدها اسماعيل  فانعم الله تعالى عليهما  بزمزم  فجره تحت
 قدميه  فكان ماء زمزم  هو الماء والغذاء  ولا يزال ماؤه  ماءا  وغذاء على
قول اغلب العلماء  للناس  لحد الان  ويستطيع  الانسان  ان  يعيش عليه  من
 غير طعام. والرابع ابتلاه في  ذبح ولده اسماعيل ولا يوجد في الارض من يذبح
 ولده لمجرد رؤ يا  رآها  في المنام ولكن ابراهيم  عليه السلام  صدق الرؤيا
وهمّ بذبح ابنه اسماعيل وعند البدء بعملية الذبح  انزل الله تعالى كبشا من السماء
 فذبحه ابراهيم اضحية عن ابنه  وبها  سنت الاضاحي على الناس في عيد
 الاضحى المبارك
لما شب اسماعيل امر الله تعالى ابراهيم عليه السلام ببناء الكعبة البيت             
 الحرام  فتعاون   ابراهيم وولده اسماعيل على بنائها وفي الايات اعلاه  دعاء
 ابراهيم واسماعيل  عليهما السلام  وهما يبنيان  البيت الحرام الذي جعله الله
 للناس مثابة وامنا فاستجا ب الله تعالى  لدعائهما  فجعلهما مسلمين له وجعل
 ابراهيم  نبيا ورسولا وجعل النبو ة في عقبه فكان اولاده واحفاده واحفاد احفاده
( الاسباط) انبياء ورسلا – واتخذ الله  ابراهيم خليلا- وبارك  لهما في هذه الذرية
 الطيبة فجعل منها امة الاسلام والتوحيد وتاب عليهما وعرفهما الحج والعمرة
والعبادة وتاب عليهما  ورحمهما انه هو التواب الرحيم .
        وفي الاية  دعاء اخر هو ان يبعث  الله في ذريتهما نبيا ورسولا  منهم اي
من  ذريه ابراهيم واسماعيل عليهما السلام فكان الحبيب المصطفى  محمد عليه
 افضل الصلاه والسلام وقد جاء في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه
 وسلم قال  ( انا دعوة ابي ابراهيم) فهو النبي العربي  وخاتم الانبياء والرسل
من ذرية اسماعيل  وابراهيم عليهم السلام ارسله الله تعالى في الامة العربية
 ومنها اليهم والى الناس جميعا لهدايتهم  لعبادة الله تعالى والاخلاص في العبادة
ولو  عدنا  الى الايات الشريفة لاحظنا  فيها الدعاء – (ربنا  تقبل منا  انك  انت
 السميع العليم  ) -  سميع   الدعاء  عليم بذات النفوس  والقلوب  فالسميع
 والعليم  من الاسماء  الحسنى وفى الاية الاخرى –( انك انت التواب الرحيم )
  - تواب عليهم  و رحيم بهم  وفي الاية الاخرى-( انك انت العزيز الحكيم)-
القوي الغالب  بعزته وقدرته وقوته المتعالية حكيم في معرفته امور عباده
وتسييسها وخلائقه في حياتهم وومماتهم اعمالهم واحتياجاتهم وماكان في
ماضيهم و سيكون في  حاضرهم ومستقبلهم.

     وملة ابراهيم عليه السلام  يعني دينه وهو التوحيد وعبادة الله تعالى ومن
يرغب عن ترك هذا الدين او لا يستجيب لعبادة لله تعالى  الا من جهل امر نفسه
 فاصبح من الخاسرين .

     ان ابراهيم عليه السلام كان صفوة عباد الله  ا خيرهم  واحسنهم وافضلهم
عند الله تعالى  فقد اصطفاه في  الحياة الدنيا  نبيا ورسولا وخليلا  واصطفاه في
 الاخرة حيث جعله  من المقربين ومن الصالحين  ومن اصحاب الجنة  لايمانه
 المطلق  برب العالمين  وانقياده لعبادته وطاعته   فقد امن بانه لا اله الا الله
 رب العالمين ووصى  بها بنيه واحفاده وذريته من بعده .


                       ***************************************     

                  10

                             بسم الله الرحمن الرحيم


      (  ان الذين  يكتمون ما انزل الله من الكتاب  ويشترون به ثمنا قليلا  اولئك ما يأكلون في بطونهم الا النار  ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم *  اولئك الذين  اشتروا الضلالة  بالهدى  والعذاب بالمغفرة  فما اصبرهم على النا ر *  ذلك بأ ن الله نزل الكتاب  بالحق وان الذين اختلفوا في الكتاب   لفي  شقا ق  بعيد *)

                                                      الايات \174- 176

الحمد لله\

       في هذه الايات الكريمة  يبين ان الذين يكتمون  ما امرالله تعالى ان يعلن ويبان  وهو ما انزله الله تعالى في التوراة  وما  ا نكره اليهود  من صفات محمد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم   وبتحريم ما احله الله تعالى لهم  من الخير والرزق الحلال  فهؤلاء  اليهود وامثالهم في  الدنيا كثير  الذين يعملون ذلك مرضا ة  لرؤسائهم وساداتهم وحكامهم   لقاء رضائهم عليهم او لقاء دراهم معدودة  ينالونها منهم  وعوضا قليلا حقيرا  ليسدوا بها رمق نفوسهم  ودناءتها  وجوعها  و شهواتها  
 انما  ياكلون  في هذه الاموال في بطونهم  السحت الحرام  في الحياة الدنيا   وقد  مثله  الله تعالى  بالنار أي الذي ياكلونه  هو نار تحرقهم في الدنيا . وفي يوم القيامة  سيدخلون جهنم داخرين  وغضب الله عليهم  ومن غضب الله عليه يحاسبه حسابا عسيرا  ويدخلهم نار جهنم  التي لهم  فيها عذاب شديد واليم  بما كانوا في حياتهم الدنيا يفعلون   فهؤلاء  هم الذين اتبعوا ما ا سخط الله تعالى عليهم  فهم  كمن  باع اخرته  بدنياه  فاشترى الضلال والهم والغم  وسخط الله تعالى  وآثروا العذاب في الاخرة  على المغفرة  والرضوان  فما جزاؤهم  الا النار في يوم القيامة  وبئس  المصير .

 

   *************************************


                                 11

                       بسم الله الرحمن الرحيم

      ( ليس البر ان تولوا  وجوهكم  قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن  بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين واتى المال على حبه  ذوي القربى  واليتامى والمساكين  وابن السبيل والسائلين  وفي الرقاب  واقام  الصلاة  واتى الزكاة   والموفون بعهدهم اذا عاهدوا والصابرين في الباساء والضراء وحين البا س  اولئك  الذين  صدقوا  واولئك هم المتقون )


                                        الاية \ 177

الحمد لله \
               من المعلوم ان قبلة المسلمين الاولى هي بيت المقدس فقد كان المسلمون يتوجهون اليه في صلاتهم   كما كا ن اليهود  يستقبلون بيت المقدس  من جهته الغربية والمسيحيون  يستقبلونه من جهته الشرقية وذلك قبل الهجرة النبوية من  مكة المكرمة الى المدينة المنورة وبعد الهجرة  وبعد مرور سنة ونصف السنة من الهجرة النبوية  امر الله تعالى النبي صلى الله عليه وسلم  ان يحول اتجاه المسلمين في  صلاتهم  الى الكعبة المشرفة ويتخذونها  قبلة لهم   وانزل الله تعالى  في القران الكريم .
(قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر  المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره)  سورة البقرة الاية\ 144   فيقول الناس من غير المسلمين كثيرا حول ذلك  وخاصة  اليهود والنصارى وكذلك المشركون فقطع الله تعالى كل كلام بهذه الاية المباركة
  ليبين  ان  الخير والبر ليس  في  مجرد  التوجه  في  الصلاة  الى بيت المقدس او الى اية جهة اخرى لكن البر في صحة اعتقاده  بربه واسلامه    
له ويتبين  صدق الاعتقاد وهو قيام العبد بواجبه اتجاه ربه حسبما امر من الايمان بالله تعالى والايمان بيوم القيامة اواليوم الاخر اويوم الحساب بعد الموت  وكذلك الايمان بالملائكة  والكتب المنزلة من السماء من رب العالمين لهداية البشر الى  طريق الحق وصراط مستقيم  بنفس مطمئنة  وايمان صادق   وقد بين الله تعالى  ان من جملة الايمان الصادق  تهذيب النفس الانسانية  اوقيامها  بواجباتها نحو ربها ونحو نفسها  ونحو الاخرين  وتتلخص واجبات الفرد نحو نفسه  بما يكسبه لها في اقامة الصلاة  وايتاء الزكاة والصبر في شدة البؤس او يوم تحل به المصيبة مثل الجوع او الخوف او فقد الولد او ضياع المال ( ولنبلونكم  بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين ) او في الصبر  يوم البأس وهو الجهاد في سبيل الله وعدم التولى او الانهزام والثبات في موقع الثبات في القتال والجهاد حتى يفتح الله عليه اما واجبات النفس اتجاه الاخرين  فقد بينها الله تعالى في هذه الاية الكريمة ايضا  وهي الصدق في اعانة  الاخرين بنفسه او ماله  وقد بين سبانه وتعالى  وجوه البر في صرف هذا المال ان يخرجه من خالص ماله واحبه اليه  في سبيل التصدق  وقد حدد الله تعالى من يصرف لهم هذا المال بشرط حب اخراجه بنفس راضية مدفوعة  بالايمان الصادق وان يصرف هذا المال اولا على ذ وي القربى  او اليتامى والمساكين او المسافرين الذين اضرهم السفر ونفذ ما عندهم من المال والمتاع  او السائلين ممن المت به نازلة اومصيبة  ذهبت باموالهم وتركتهم بلا مال ولامعين  اوفي فك الرقاب وتحرير  العبيد والارقاء او في فك الاسرى   فهذه الامور تجوهر النفس  وتصقلها  وتزيد في قوة ايمانها بربها وتشد المسلمين بعضهم لبعض حتى يكونوا كالبنيان المرصوص فهؤلاء  هم الذين اصطفاهم ربهم بكمال النفس  ونقاء القلوب  وانقذهم من الكفر والرذيلة وجعلهم من اصحاب الجنة  فهم انشاء الله لفائزون  


***************************************   

         
                                 12   

                      بسم الله الرحمن الرحيم

      (فإذا قضيتم مناسككم  فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو اشد
 ذكرا   فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وما له في الآخرة من خلاق*  ومنهم من قول  ربنا آتنا في الدنيا  حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار * أولئك لهم نصيب مما كسبوا والله سريع الحساب * )

                                           الايات \  200- 202

الحمد لله

               المناسك المعلومة في هذ تين الايتين هي مناسك الحج بدليل الايات التي قبلها والتي  بعدها   فاذا قضيت مناسك الحج  وتحلل الحجيج من هذه المناسك  امرهم الله تعالى وهو ربهم  بالاكثار من ذكره   وكان العرب يتباهون في ذكر آبائهم  وافعالهم  وايامهم فامر الله تعالى المسلمين  من العرب اوغيرهم ان يكثروا من ذكر الله .

       ويتبين   ان الناس  صنفين  صنف يدعو الله تعالى  ان يمن عليه بمصالح الدنيا  ولذاتها في المال والجاه والولد وكل همهم  انفسهم في كيفية الحصول على ما في الدنيا وزينتها وباي وجه كان  ولا يخافون الله تعالى فيما يبتغون  وبما يقولون او يفعلون  او يكسبون في  الدار الاخرة . المهم عندهم ان يكونوا سعداء  في الحياة الدنيا  فهؤلاء ليس لهم  في الاخرة  -كما بين الله بكتابه العزيز -  حظ ولا نصيب   لانهم اقتصر همهم في طلب الدنيا  ومتناسين الاخرة  وما سيصيبهم فيها من اهوال .

         والصنف الثاني  الذين يتوسلون  بالله تعالى ان  يمن عليهم  في الحياة الدنيا وفي الحياة  الاخرى  ان يعطيهم الله تعالى في الدنيا  حسن الذكر وحسن الخلق  وسعة الرزق وعزة النفس  وصحة الجسم  ومحبة الناس  وخدمتهم بما يرضي الله تعالى  والتوفيق لعمل الخير. و في الاخرة  يمن عليهم بالحسنات وبرضاه ويتجاوز عن سيئاتهم في الحياة الدنيا   فيدخلهم الجنة  برحمته ورضاه عليهم وهي دار المؤمنين والمتقين   وهذا هو- دعاء الطواف حول الكعبة- وهو افضل الادعية -( ربنا اتنا في الدنيا حسنة  وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار)- فالناس الذين يدعون بهذا الدعاء عن ايمان وصدق   لهم نصيبهم في الحياة الدنيا  ويعيشون فيها باطمئنان وامان ولهم في الاخرة اي في يوم القيامة   نصيبهم منها حيث يدخلهم ربهم برحمته في جناته الواسعة كل حسب مقدار عمله في الحياة الدنيا   فهم انشاء الله في نعيم مقيم . 

                 ***************************

                             13

                         بسم الله الرحمن الرحيم
 ( زين للذين كفروا الحياة الدنيا  و يسخرون من الذين امنوا  والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة والله يرزق من يشاء بغير
 حساب *)

                                               الاية \ 212
  
 الحمد لله \
     
          الحيا ة المترفة  وما فيها من ملذات ونعم وتهافت على ما فيها من سمات النفس غير المؤمنة بربها  فقد كان الكافرون من قريش واغنياؤها  يتهافتون على الدنيا ويتهالكون في الحصول على ملذاتها  وتشرّب حبها في قلوبهم وانفسهم   واعتبروا المال هو السبيل الى السعادة  فيها  فهو الجاه والسلطان والترف  وعلو النفس  والتبختر  والتطاول في البناء والاعمار  والكسب غير المشروع  وتعالي النفس على الاخرين
 والتهكم بهم والسخرية عليهم والاستهزاء بالفقراء وضعاف المال  كلها علامات وبينات  على انهم كافرون وان نصيبهم في  يوم القيامة اي في الاخرة  نار  جهنم  ومصيرهم بؤس وشقاء .

           اما المؤمنون الذين  عبدوا الله حق عبادته واتقوه بايمان ونفس طيبة موقنين بان من بعد الموت معادا وحسابا فانهم فوق الذين كفروا يوم القيامة   فهم سيسخرون  من الكافرين كما كان الكا فرون يسخرون منهم في الحياة الدنيا . والذين تناسوا ان الملك لله  وانه تعالى  يعطي ملكه من يشاء  ويوسعه علي  من يشاء   بغير حساب  او قبل الحساب فقد اعطى بعض خلقه مثل قارون وفرعون  وغيرهما  المال الوفير والجاه الكثير وهم كافرون بنعمه فاخذهم اخذ عزيز مقتدر . وكذلك اعطى  للاغنياء  اموالا  فوق  اموالهم  ليراهم ماذا  يفعلون فاذا هم بنعمة الله يجحدون    الا من وفقه  الله تعالى فاعطى من ماله واتقى وصدق بالحسنى ولحكمة اقتضاها  الله تعالى  واقرها سبحانه .
 والله تعالى اعلم بنا وبهم       


       *************************************

                                        14 

                           بسم الله الرحمن الرحيم

   ( يسالونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل  قتال فيه كبيروصد عن سبيل الله وكفر به  والمسجد الحرام  واخراج اهله منه اكبر عند الله   والفتنة  اكبر من القتل  ولا يزالون يقاتلونكم فيه حتى يردوكم عن دينكم ان استطاعوا  ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فاولئك حبطت اعمالهم في الدنيا والاخرة  واولئك  اصحاب النار هم فيها خالدون*)

                                         الاية \ 217

 الحمد لله  \

             بعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم  الصحابي عبد الله بن جحش  مع  آخرين  لترصد  قافلة فيها عير  لقريش  تحمل تجارة  لهم وكان فيها عمرو بن عبد الله الحضرمي  فقتلوه واسروا صاحبيه وجاؤوا الى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم  بالعير  وما تحمل من تجارة  وكان ذلك في اول رجب   ورجب من الاشهر الحرم _ التي هي ذوالحجة والمحرم وصفر مجتمعة ورجب الفرد – التي حرم القتال فيها
  فتعجب الناس من المسلمين والمشركين  من ذلك كيف يباح القتل في رجب  وهو من  الاشهر الحرم   فنزلت هذه الاية الكريمة لتبين للمشركين ان  القتال في الشهر الحرام  فيه اثم  كبير  الا ان المشركين وما يفعلونه افضع من هذا الخطأ الذي وقع فيه ثلاثة من المسلمين في قتلهم لعمرو بن عبد الله الحضرمي  فهم  كانوا يصدون الناس عن الاسلام وهو دين الله تعالى  ويمنعون المسلمين  من دخول  المسجد الحرام  للحج  والعمرة  واخراجهم  الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وصحبه من مكة المكرمة وهم ابناؤها وهي بلدهم  ويكفرون  بالله تعالى . و كل من واحدة منها اعظم جرما  من القتال  في الشهر الحرام  فان ما يفعلونه ا نما هو فتنة والفتنة اكبر من القتل فان القتل بواحد او اثنين او ثلاثة اما الفتنة فهي الحالقة   فقد   تتسبب في قتل الكثير وتأ تي على الاخضر واليابس        ويحذر الله تعالى  المسلمين  وينبههم  من التغاضي عن الكفار لانهم يتحينون بهم الفرص  ويحاولون كل جهدهم ان يعيدوهم الى الكفر الا  انهم لم يستطيعوا ذلك بفضل الله تعالى  .

       لان الله تعالى حبب  اليهم  الايمان  وزينه  في  قلوبهم  وثبته في نفوسهم وافكارهم  ومن يرتد بعد اسلامه   ويكفر بالله تعالى فان الله تعالى امر  بقتله او سفك دمه  في الدنيا  وسيعذبه في يوم القيامة عذابا  شد يدا ويصليه  نارا خالدا فيها وغضب عليه ولعنه واعد له  جهنم.  وساءت  مصيرا .

         واما الذين قتلوا الكافر في الشهر الحرام فان الله تعالى عفى عنهم  لايمانهم المطلق بالله تعالى  ولهم مغفرة  ورحمة   واجر عظيم.



    ****************************************


                                  15

                        بسم الله الرحمن الرحيم


    ( ويسالونك ماذا ينفقون  قل العفو كذلك يبين  الله  لكم الايات  لعلكم  تتفكرون *  في  الدنيا  والاخرة  ويسالونك عن  اليتامى  قل اصلاح  لهم خير   وان تخالطوهم  فاخوانكم  والله يعلم المفسد من المصلح  ولو شاء الله لآعنتكم   ان الله عزيز حكيم * )

                                        الايتان \   219 و220

 الحمد لله \

             جاء نفر الى النبي  صلى الله عليه وسلم يسالونه ماذا ينفقون من اموالهم   فنزلت هذه الاية حكما للمسلمين للعمل بموجبه  وعن ابي هريرة  رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم  انه قال  ( خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى  وابدأ  بمن تعول ) أي من تتحمل نفقته.

      أي ما فضل من العيال  وعن الحسن السبط رضي الله عنه ( انها ما لا يجهد ) اي ما لا يشق انفاقه  ذلك لان النفقة  اسهل وانفع  للمال  فهو مثل العفو في  الدنيا  والاخرة  اما قوله (  لعلكم تتفكرون )  أي تتفكرون  في مصالح  الحياة  الدنيا  وشؤونها   وفي الاخرة  وما فيها  من ثواب للمؤمنين  وعقاب  للكافرين والمنافقين .
  
      اما قوله( ويسالونك عن اليتامى قل اصلاح لهم خير )  أي ان حكم الاسلام فيهم هو اصلاحهم  وتربيتهم والحفاظ  على اموالهم  وتنميتها  وحفظها وعدم التجاوز عليهم وعليها  ومخالطتهم أي جمعهم مع اولاد العائلة التي تبنت تربيتهم  كأولادهم  ولا يفرقون بينهم لكي  يتربوا تربية  حسنة  ويكون صالحين  في المجتمع  فلا ينحرفون .

         اما اموالهم فهي اشبه  بالامانة عند من تبني  او كفل اليتيم حتى يبلغ سن الرشد ويتمكن  من ادارة اعماله بنفسه  وصرح الشرع ان يصرف منها الكافل على اليتيم  بالقدر الذي يمكنه من تربيته وتعليمه   وحسب مستوى  المعيشة والحياة التي يعيشها

   ان الله تعالى لايخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء  يعرف  المصلح الذي يقوم بكفل اليتيم لوجه الله تعالى  ويعرف المفسد الذي  يأكل اموال اليتامى بدمجها في ماله والاستحواذ عليها بالباطل   ولو شاء الله تعالى لكلفهم المشقة   ولضيّق عليهم كثيرا ولكنه سبحانه عزيز قوي لايمتنع عليه شيء  وحكيم يتصرف  بملكه  بما يشاء وكيفما يشاء وانى يشاء سبحانه وتعالى  عما يصفون  .



***************************************

                                    16

                     بسم الله الرحمن الرحيم

( والمطلقات  يتربصن بانفسهم ثلاثة قروء  ولا يحل ان يكتمن
 ما خلق الله في ارحامهن   ان  كن  يؤمن  بالله  واليوم  الاخر   وبعولتهن  احق بردهن في ذلك ان ارادوا اصلاحا  ولهن مثل الذي عليهن  بالمعروف وللرجال عليهن درجة   والله عزيز حكيم *)

                                                الاية  \ 228

 الحمد لله \ 

    ونتحدث هنا في شا ن الطلاق   فاذا طلق الرجل زوجته   الداخل بها شرعا  وكانت  ممن يحضن  ولم تكن ذات حمل  وجب عليها التربص او التريث لمدة ثلاثة قروء والقرء هو المدة المحدد ة من الحيض الى الحيض او من الطهر من الحيض الى الطهر التالي  لكي تستبري رحمها من الحمل  وتسمى  هذه المدة – العدة -    وهي كما يلي
1-   عدة المطلقة ذات الحيض ثلاثة قروء كما بينت اعلاه
2-   عدة المطلقة غير الداخل بها – لاعدة عليها
3-   عدة  المطلقة-  غير ذات الحيض لصغر سنها او لكبر سنها - ثلاثة اشهر
4-    عدة المرأة الحامل   تنتهي بوضع الحمل
5-    عدة المتوفي زوجها  اربعة اشهر وعشرة ايام

         والمرأة مصدقة في قولها  في عدتها اعلاه أي ان قولها هو المسموع  ولذا  لايحل لها ان تخفي ما خلق الله تعالى في  رحمها او تقلل اوتزيد مدة الحيض الا بالقدر المعلوم عندها حيث تتباين مدة الحيض بين امراة واخرى وتكون نفقتها خلال فترة العدة  على الزوج  وعليه فان الله تعالى  يحاسبها حسابا عسيرا يوم القيامة ان انكرت  مافي رحمها اوصرحت ان في رحمها   حمل  ولم يكن  فيه حمل  لذا وجب ان تكون صادقة ان كانت تؤمن بالله تعالى وبيوم القيامة او اليوم الاخر كما ذكر
 في القران الكريم .

       وللرجل  الحق في مراجعة زوجته اثناء العدة  وبموافقتها ان ارادا العودة الى الحياة الزوجية   على ان تقوم حياتهما على الاصلاح وطيب وحسن المعاشرة  وان يحفظ  كل منهما للاخر حقه  بالمعروف  فلا يضر بها الرجل بعد مراجعتها او يرجعها  بقصد الاضرار بها  وظلمها  ولا ينبغي لها ان تخرج عن طوعه  وطاعته  فيكونا ن قد خالفا امر الله تعالى  فتكون عاقبتهما في الاخرة اوفي يوم القيامة  وخيمة اضافة الى تعاستهما في الحياة الدنيا  فالله تعالى عزيز متمكن من اذاقتهما مر العذاب  وحكيم  بتصرفه بهما وبما  يفعلانه  بغير رضاه نسأل الله ان يرفق  بالعوائل فلا طلاق  ولا خلاف بين الزوجين   وبالتوفيق  والسعادة للناس اجمعين 


  **********************************

                                   17

                       بسم الله الرحمن الرحيم


( واذا طلقتم النساء فبلغن اجلهن  فلا  تعضلوهن  ان ينكحن ازواجهن  اذا تراضوا بينهم بالمعروف  ذلك يوعظ  به من كان يؤمن بالله واليوم الاخر ذلكم  ازكى لكم واطهر  والله يعلم وانتم
لا تعلمون *)

                                               الاية  \ 232

 الحمد لله \

         وفي هذه الاية الكريمة  يخاطب الله تعالى الازواج ان الزوج اذا طلق زوجته  فله ان يرجعها قبل انقضاء عدتها  اذا  تراضوا  بينهما بالمعروف ورضيت ان تعود له  واذا  اراد تسريحها  أي ينهي علاقته بها ويصبح  امرها  بيدها   فليسرحها بالمعروف ايضا  دون ضرر او الحاق اذى بها  ولا يجوز  ان يراجعها  او يعيدها الى عصمته  لاجل الاعتداء والاضرار  بها  فيكون قد ظلم نفسه  وادخلها  في عقاب الله تعالى واذا طلقها الزوج  وانتهت العدة  واصبحت  في  حكم نفسها  ورغب الزوج بعد  انقضاء  العدة ان يعيدها  او يتزوجها  ثانية  وقبلت  بالعودة اليه   وتراضوا بينهما بالمعروف فلا ضير في ذلك ولا يحق لوليها  ان يمنعها من الاقتران بزوجها ثانية  .

      ومن المعروف لدى بعض اولياء الامور مثل الاب والاخ من تاخذه الانفة  والحمية  فلا يرضى بزواجها  من زوجها  بعد  طلاقه  لها  وانتهاء العدة كأن يكون بينه وبين الزوج  سوء  تفاهم  اوضغينة  او حقد نتج بسبب الطلاق الاول  او امور في الميراث او غيرها  كثير فقد تؤدي هذه الى فساد  وزنى بين الطرفين  فالافضل الموافقة على زواجها بما يرضي الله تعالى  وسنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم   فان في هذا الزواج لأجر كبير  وموعظة من الله تعالى فعلى كل من يؤمن بالله واليوم الاخر  ان لايكون حجر عثرة  في طريق سعادة الزوجين   فيغضب الله تعالى عليه .
وقيل انه في زمن الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم  كانت زوجة ابي  البداح  تحب زوجها  كثيرا ثم حدث  بينهم امر الذي طلقها بسببه  وتركها حتى انقضت عدتها   ثم ندم  على  طلاقها ولفرط  محبته لها ومحبتها له  خطبها  فرضيت بالعودة  اليه ثانية الا ان  اخاها  معقل  بن سيار رفض تزويجها الى زوجها  ثانية  بسبب انه لم يعدها  في عدتها وخطبها رجال اخرون  بعد انتهاء العدة فلم تقبل باحد   فنزل قول الله تعالى :( فلا تعضلوهن  ان ينكحن ازواجهن ) فدعى رسول الله اخاها  وقرأ عليه قول الله عز وجل  قائلا  له ان كنت مؤمنا  فلا تمنع اختك
عن ابي البداح 
فقال امنت بالله  وزوجها منه  



***********************************

                                     18

                       بسم الله الرحمن الرحيم

       (ياايها الذين امنوا  لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى   كالذي ينفق ماله  رئاء الناس ولا يؤمن  بالله واليوم الاخر  فمثله  كمثل  صفوان عليه تراب فأصابه  وابل  فتركه  صلدا  لا يقدرون على شيء مما كسبوا والله لا يهدي القوم الكافرين * ومثل الذين ينفقون اموالهم  ابتغاء مرضات الله  وتثبيتا  من انفسهم  كمثل جنة بربوة  اصابها  وابل  فآ تت  اكلها  ضعفين  فان  لم  يصبها وابل فطل  والله بما تعملون بصير )

                                                الايتان \ 264و 265
 الحمد لله\                                                                 

           يخاطب الله تعالى المؤمنين او الذين امنوا بالله  ولقائه يوم القيامة او يوم البعث والنشور   ان لا يبطلوا صدقات  ا موالهم التي  أخرجوها  منها  ويجعلون هذه الصدقات خالية من الاجر  والخير  والثواب   بحيث يجعلونها كمثل  المن او يكون احدهم عندما يخرج صدقة ماله  كمن منّ على الذي اعطاها  له   او بالاذى في  ما  حصل عليه    فيكون اشبه الذي ينفق  ماله  نفاقا  او ينفقه  لكي يقول الناس عليه منفقا اومعطاءا  فهؤلاء مثلهم كمثل الذي لايؤمن بالله ولا باليوم الاخر  ايمانا خالصا  فما انفقه يكون لاخير فيه ولا جزاء .
  
       يقول الله تعالى ان مثل هؤلاء المنفقين كمثل  قطعة ارض مكونة
من حجر املس كبير مغطى بقليل من التراب  فاذا زرع الزارع   فوقه زرعا  وامطرت عليه مطرا شديدا او مطرا ثقيلا وهو المطر الذي يحي الارض ويسقيها  فينبت الزرع   فان المطر النازل  سيذهب بالترا ب من فوق الحجر الأملس ويتركه مجردا  لا ينبت عليه شيء   ولا يرجو الخير منه  الا  التعب  والانفاق   وكذلك  معطي  هذه الصدقة  يعطيها  من  ماله  غير انه يعطيها  ليقال عنه منفقا  او يعطيها  ثم يتبعها  بكلام  فيه اذى او ما يخدش من اعطاه  فهذا المن  او الاذى   ياكل ما اعطى من  صدقة ولا يحصل غير خسارة  المال   وهذه من علامات النفاق والكفر.

             اما الذين ينفقون اموالهم  في سبيل الله  وابتغاء مرضاته  وتثبيتا لانفسهم على الايمان  فمثلهم كمثل  جنة بربوة  أي كمثل بستان في مكان مرتفع ارضه طيبة خصبة  فاصابها  المطر الكثير ذو النقاط الكبيرة اوالمطر الخفيف ذو النقاط الصغيرة او اصابها الطل والندى فجرا- والندى في بعض الاحيان يكون بمثابة مطرة كاملة بما يغذي الاشجار  والاوراق منها فيبللها  -  فاعطت  جنى ثمارها  مضاعفا  . الذي تعنيه الاية  الكريمة  ان ما ينفقه المؤمنون  والذي لا يتبعون  نفقاتهم  بمنّ او اذى   تكون هذه النفقات  مضاعفة  الاجر والثوا ب.

          وجاء في تفسير  ( روح المعاني)  ان حاصل هذا التشبيه ان نفقات هؤلاء  زاكية عند الله لاتضيع بحال وان كانت تتفاوت بحسب ما يقارنها من الاخلاص والتعب وحب المال والايصال الى الاحوج التقي   فهناك تشبيه حال النفقة النامية لابتغاء مرضاة الله تعالى  الزاكية  عن الادناس لانها  للتثبيت  الناشىء  عن ينبوع الصدق  والاخلاص  بحال جنة نامية زاكية بسبب الربوة  احد الامرين  الوابل اوطل والجامع النمو المقرون بالزكاة على الوجه الاتم )  
   والله تعالى مطلع على كل ما تعملون


**************************************


                                 19

                    بسم الله الرحمن الرحيم

( واتقوا يوما ترجعون  فيه الى الله  ثم توفى كل نفس  ما كسبت وهم لا يظلمون * )
                                                  
                                              الاية  \ 281

الحمد لله \

 ايها الناس  اتقوا  يوما –وهو يوم القيامة -  يحشر الناس فيه  الى رب العالمين   ويقفون بين  يديه  في يوم الحساب   الاكبر لتنال كل نفس ما كسبت  في الدنيا  من خير  او  ما كسبت من شر  فكل يؤخذ بجريرة ما عمل   

فاما من خفت موازينهم لقاء اعمالهم السيئة  او خروجهم عما أمر الله تعالى  به  فلا ينقص من سيائتهم  شيئا  ولا يزيد في سيئاتهم شيئا وأما من  ثقلت موازينهم  بعمل الصالحات في الحياة الدنيا فتضاعف حسناتهم و الجزاء يكون حسب العمل  ولا يظلم ربك احدا .

 وقيل ان هذه الاية نزلت قبل وفاة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم   بعدة ايام   وهي  تتضمن  وعظ  للناس  جميعا  فامر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم  او توضع بين ايات الربا وايات الدين  وكان موضعها في المصحف الشريف كذلك .   

*******************************************


                            20

                  بسم الله الرحمن الرحيم

         ( لله ما في السموات وما في الارض  وان تبدوا  ما في انفسكم  ا اوتخفوه يحاسبكم به الله  فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء  والله على كل شيء  قدير *  امن  الرسول بما انزل اليه  من ربه والمؤمنون   كل امن بالله وملائكته  وكتبه ورسله   لا نفرق بين احد من رسله   وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير *  لا يكلف الله نفسا الا وسعها  لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا  ربنا ولا تحمل علينا  اصرا  كما حملته على الذين من قبلنا  ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة  لنا به  واعف عنا  واغفر لنا  وارحمنا  انت مولانا  فانصرنا على  القوم  الكافرين *)
                                             الايات \  284 – 286
الحمد لله

                 ا لايات الثلاث اعلاه  من سورة البقره  نهاية السورة المباركه .
 ففي الاية الاولى  يبين الله تعالى انه  خالق السموات والارض  وما فيهن  وهو مالك لما خلق   وهو صاحب التصرف المطلق في  خلقه  وما هو ملكه  ويحاسب خلا ئقه على ما قترفوه  وما فعلوه  في السر والعلانية  وعلى  ما اكتسبت نفوسهم واضمرت قلوبهم   فيغفر  لمن يشاء من اهل طاعته اهل التقى والايمان  ويعذب من يشاء من  اهل المعصية  والكفر والعصيان  وياخذ كلا  منهم  بما كسبت قلوبهم  وهو القادر على ذلك  المتمكن من كل ما يريد  وما يشاء   .

            وفي الثانية  بين الله تعالى ايمان الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم  بما انزله الله تعالى عليه وكذلك كل المؤمنين الذين اسلموا وامنوا معه . امنو بما انزله الله تعالى  فقال عليه ايمان عقيدة واخلاص . وهذا الايمان ايمان شامل بالملائكه من كونهم عباد كرمهم الله لعبادته ونقل رسالاته الى الرسل والانبياء في انزال الكتب   السماوية  وألقاء الوحي الذي اوحاه سبحانه وتعالى اليهم. والايمان بالكتب السماويه التي انزلها الله تعالى وما فيها من شرائع واديان مختلفة وايمان بالرسل الكرام والانبياء الكرام . امنوا ايمانا تاما ثابتا لايفرقون بين رسول ورسول ولانبي ونبي . ولما امر الله تعالى بذلك صدقوا واجابوا سمعنا واطعنا ثم ابتهلوا اليه يدعونه ويسألونه الغفران والعفو عما تقدم من الذنوب اقترفوها سابقا وما يصدر عنهم من تقصير في مراعاة اوامره وحقوقه لان مصيرهم ومرجعهم بعد الممات وبعد البعث  والنشور اليه تعالى فقط .        
                                                 
            وفي الاية الثا لثة  بين الله تعالى انه لا يحمّل اي نفس الا بما وسعت وما قدرت عليه وما تيسر عليها وما تتمكن عليه من العمل وجاء في أسباب نزول هذه الاية انه لما نزل قوله تعالى ((وان تبدوا ما في انفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله )) هرع المسلمون الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه تفسيرا لها فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم (( أتريدون ان تقولوا كما قال اهل الكتب من قبلكم سمعنا وعصينا .. بل قولوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير )) فنزلت الاية الكريمة (( لا يكلف الله نفسا الا وسعها)). وفيها بيان لما اراده المسلمون من الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وما في نفوسهم من ان الله تعالى يريد لعباده كل اليسر ويجزيهم بما عملوا من خير  وان هذه النفوس  ستجزى بما كسبت من اعمال الخير وما عملت به . وما اكتسبت من عمل غير صالح  ومن عمل سىء وتجزى به ثم امر الله تعالى عباده المؤمنين الدعاء والتوسل اليه تعالى وهو من صفات المؤمنين فجاء هذا الدعاء في هذه الاية وكأنه صدر عن لسان المؤمنين من اعماق قلوبهم التي يعمرها بالايمان ويغمرها الصلاح. –( ربنا لا  تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا  )    
ولايمانهم المطلق بالله تعالى استجاب الله تعالى لدعائهم فجاءت البشرى على لسان الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم (( رفع عن امتي النسيان والخطأ )) ثم هم  يتضرعون اليه تعالى ان يخفف عنهم ولا يلقى عليهم ما لا يطيقونه من التكاليف الشاقه والاعمال غير المستطاعة وأن يتجاوز عن ذنوبهم بالعفو عنها  وستر ها ومحو اثار ذنوبهم و يغفر لهم ما صدر عنهم من امور بلطفه ورحمته التي وسعت كل شيء  . فالله تعالى  هو الوالي وهو الناصر والمعين . وهذه هي صفات المؤمنين من اصحاب الجنه .
                     .وكان على الله حقا نصر المؤمنين                                 


*************************************





          يوم القيامة  في سورة  ال عمران

1
                                                     
                                  بسم الله الرحمن الرحيم


بنا لاتزغ قلوبنا  بعد اذ هديتنا  وهب لنا من لدنك رحمة انك انت )
الوهاب *   ربنا انك  جامع  الناس  ليوم  لا ريب  فيه  ان الله  لا
 يخلف الميعاد*)
الايتان\ 8 و9                                                       

الحمد لله /
       اعلاه دعاء المؤمنين اولي الالباب اصحاب العقول  النيرة العامرة بالايمان
الذين رفعوا اكفهم الى الله تعالى يسالونه تثبيت  قلوبهم ونفوسهم على الايمان
والاسلام بعد ان هداهم الله تعالى لعبادته وغرس في قلوبهم ونفوسهم زهرة
 الايمان وانعم عليهم   بنعمته وابعدعنها الزيغ والرين.  دعوا  الله  تعالى ان
يثبت قلوبهم بالايمان  وان يهب  لهم   رحمة من عنده  تنزل في قلوبهم فتسكن
 فيها  فتثبتها على نهج الحق  والصلاح والاطمئنان وتثبت نفوسهم  وقلوبهم
عند ما تنازعها مغريات الدنيا  او مقارعة  الكروب  .فان الله تعالى  يهب كل
 شيء  وانه تعالى جامع الناس في يوم القيامة  هذا اليوم العظيم  الذي لاشك
ولا ريب فيه-
         كل الناس على اختلاف  طبقاتهم ومللهم  واحوالهم منذ خلقه الخليقة
الى يوم القيامة- فالله تعالى لايخلف  وعده  لعباده  فقد وعد المؤمنين الفضل
 والايمان  والاحسان في الدنيا والجنة في الاخرة  - والميعاد  هنا  مصدرية
 والمراد بها  وعد الله  تعالى عباده بالرحمة التي وهبها  لهم  نتيجة دعائهم
 وتوسلهم به  وابتهالهم اليه انهم  ينالونها حقا  فانه واسع الرحمة رحيم  بهم
لا يخلف وعدا وعدهم  او وعد الخلق من جن وانس به   .

وهذا  من  الادعية  العامة وان خص  الله تعالي به ذوي الافكار الراجحة والقلوب العامرة بالايمان  فانه  دعاء  كل  مؤمن  وبالله التوفيق
 راجع كتابي  ( الادعية المستجابة في القرآن الكريم)


 ***********************                    

2   

                         بسم الله الرحمن الرحيم


(قل ان تخفوا ما في صدوركم او تبدوه يعلمه الله ويعلم ما في السموات وما في الارض والله على كل شيء قدير *  يوم تجد كل نفس  ما عملت من خير محضرا   وما عملت من سوء تود  لو ان بينها وبينه امدا بعيدا  ويحذركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد *)

                                                   الايتان \ 29و30

 الحمد لله \

         يخاطب الله تعالى  رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ان يقول للناس وفي طليعتهم  المؤمنين   بان كل ما يخفونه  ويسرونه او لا يريدون ان  يطلع عليه احد   فانه معلوم عند الله تعالى فانه عليم بكل ما توسوس به انفسهم حتى ان وسوست به مع ذاتها  وانه  يعلم السر و ما هو اخفى من السر  ويعلم  كل ما اعلنوه  وما بينوه  وما تفوهوا وما يريدون ان يعلن او يعلم او يشاع بين الناس فهو يعلم كل ما في  السموات وما في الارض  صغيرة كالنملة الصغيرة او اصغر مثل الحشرة او الذرة او ادق صغرا او كبيرة  مثل الجبال والنجوم والشموس والشجر والانسان  يعلم ما في تفكيرهم وما يتفوهون او يكتمونه  فهو سبحانه تعالى  على كل شيء قدير.

          وفي يوم القيامة هذا اليوم العصيب   تجد النفس  كل ما عملت  من خير  صغيرا كان او كبيرا  حاضرا   منذ بدء خلقها وحتى وفاتها وسلب الروح منها  فتثاب عليه اجرا حسنا  وتجد   كل ما عملت سوء ومكروه وافعال سيئة حرمها الله تعالى  او امربعدم فعلها  ايضا حاضرة الا انها تود ان لا تراها ولا تسمع بها  وتتمنى لو كانت هذه الاعمال بعيدة عنها كل البعد  لكنها تجدها حاضرة ا مامها لتحاسب عليها  وتخشى من ذلك  .

       والله تعالى يحذر الناس  من عقابه وغضبه ان  فعلوا ما يغضبه او  ان تنتهك محارمه ويحذرهم ان يخافوا من عقابه  قبل ان يقع بهم  فان الله تعالى كثير الرافة بهم  عظيم الرحمة بهم فانه هو الرؤوف الرحيم. 


*******************************************


                                   3  


                            بسم الله الرحمن الرحيم

 
( اذ قالت الملائكة  يا مريم ان الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى بن مريم وجيها في الدنيا والآخرة  ومن المقربين*)
                                                           
                                                             ال عمران الاية \ 45

  الحمد لله :

               اخبرت الملائكة وعلى راسهم جبريل عليه السلام مريم ابنة عمران حيث قال لها  ان الله تعالى يبشرها بكلمة منه - انها سترزق بولد اسمه عيسى بن مريم  وانه سيكون وجيها عند  الله وعند خلقه في الدنيا و في الاخرة  ومن المقربين اليه اذ جعله  الله تعالى يكلم الناس في المهد وكهلا ومن الصالحين . نبيا ورسولا الى بني اسرائيل  وانزل اليه الانجيل   انزل عليه الكتاب والحكمة وعلمه ما لم يعلم  من معجزات  النبوة -



     **********************************
                              
                                 4
      
                    بسم الله الرحمن الرحيم
                               

   ( اذ  قال الله ياعيسى اني متوفيك  ورافعك الي ومطهرك  من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا الى يوم القيامة  ثم الي  مرجعكم فاحكم بينكم  فيما كنتم فيه  تختلفون *  فاما الذين كفروا فاعذبهم  عذابا شديدا في الدنيا  والاخرة  وما لهم من ناصرين *  واما الذين امنوا وعملوا الصالحات  فيوفيهم اجورهم والله لا يحب الظالمين *)

                                       ال عمران    الايات \  55-57

   الحمد لله \
          
            مكائد اليهود لا تنتهي .و منها  انهم ارادوا - لحقد في نفوسهم – ان يتخلصوا من نبي الله عيسى بن مريم فكادوا له المكائد واغروا  الملك اليهودى انذاك عليه  فاصدر حكمه بقتله  فاختبأ باحد البيوت  فارسل الملك احد الذين اغروا به ان يتلمسه في البيت فلما خرج ذلك اليهودي  من البيت تشبه لهم باذن الله تعالى انه عيسى فأخذ وصلب .  و نجى عيسى عليه السلام  من قتل اليهود  ورد كيدهم الى نحورهم  اذ رفع الله منزلته  وطهره  حيث رفعه الله تعالى   اليه   .

          ثم من الله عليه وعلى المؤمنين  ممن امن به  حيث بشره بانه تعالى  جاعل الذين امنوا به وعزروه ونصروه  فوق الذين  كفروا  به وبرسالته  ولم ويؤمنوا  به  جعلهم فوقهم   واعلى منهم منزلة  وافضل منهم موقفا  الى يوم القيامة هذا اليوم العظيم الذي ترجع فيه كل الخلاق الى الله تعالى بما فيهم الانسان  فيسودهم فيه حكم الله تعالى  العادل كل حسب بما كسب في حياته وبماعمل في الدنيا .

         فالكافرون  والذين اشركوا فيعذبهم الله تعالى في حياتهم الدنيا  اشد العذاب  ويعذبهم  في الاخرة اوفي يم القيامة  فيجعلهم  في جهنم  حطبا  لنارها . واما  الذين  امنوا  وعملوا   الخير   والاعمال الصالحة  فيدخلهم في رحمة منه وفضل جنات عدن التي وعدهم  لهم فيها من كل الثمرات  وازواج   مطهرة  في ظل ظليل  ولا يظلم ربك احدا  لان الله تعالى  لايحب الظالمين


      ***********************************

                                    5

                     بسم الله الرحمن الرحيم


( ومن يبتغ  غير الاسلام دينا فلن يقبل منه  وهو في الاخرة من من الخاسرين   *) 
 
                                 ال عمران   الاية\ 85

الحمد لله \

        الاسلام  من السلم او الاستسلام وهو الانقياد والطاعة الى الله  تعالى وتعني الايمان الكامل  بالله تعالى  وملائكته  وانبيائه   ورسله وبالكتب  المنزله  وبيوم القيامة وبالقدر  فلما جاء الاسلام  كدين في اخر الاديان برسالة الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم  اوجب الله تعالى على كافة الناس ان يؤمنوا برسالته فهو نبي البشرية جميعا وامرالله تعالى انه من لم يؤمن  بالله ويدخل دين الاسلام  فلن  يقبل  منه عمله ولا دينه  وسيكون  من الكافرين او المشركين في الحياة  الدنيا  .

       اما في الاخرة  فيكون  من الخاسرين الذين خسروا انفسهم لان الله تعالى لايقبل منهم عملهم الا ان يكونوا مسلمين  فلما اصروا على الكفر لعدم دخولهم الاسلام اصبحوا خاسرين وفي جهنم  داخرين و الله تعالى ارحم بعباده  فانه تعالى ارحم الراحمين.


************************************
 
                                    6

                     بسم الله الرحمن الرحيم


( ان الذين  كفروا  وما توا  وهم كفار فلن يقبل من احدهم مليء  الارض ذهبا  ولو افتدى به  اولئك لهم عذاب اليم وما لهم من ناصرين * )

                                        ال عمران   الاية \ 91

 الحمد لله \
       هذه الاية  نزلت بحق اليهود الذين امنوا بنبوة  موسى عليه السلام  ولم يؤمنوا بنبوة عيسى عليه السلام فهم قد امنوا ثم كفروا  ثم ازدادوا كفرا و حين جاء الحبيب المصطفىمحمد صلى الله عليه وسلم  لهداية الناس جميعا  لم  يؤنوا برسالته . هؤلاء  لن تقبل توبتهم لانهم ماتوا على الكفر  او ماتوا وهم كافرون  فلوا ان احدهم  يملك  خزائن الارض  كلها  ذهبا  او يملك جبال الارض ذهبا   فيوزعها  ويفرقها في سبيل الله  ليفتدي  بها   نفسه  من عذاب يوم القيامة  الذي سيلاقيه لا محالة  لن يقبل منه  فهؤلاء   لهم عذاب شديد  وأليم موجع يوم القيامة يبقى فيه خالدا مخلدا ولا ناصر له ولا معين
        
 
      *************************************

                                 7

                  بسم الله الرحمن الرحيم


(يوم تبيض وجوه  وتسود وجوه  فاما الذين اسودت وجوههم        ا كفرتم  بعد ا يمانكم   فذوقوا  العذاب بما كنتم تكفرون*  و اما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم خالدون *)

                                               الايات \ 106 و107

 الحمد لله

        في يوم القيامة هذا اليوم العظيم  العصيب يهرع الخلق الى الحساب ونيل الجزاء من رب العالمين   وقد امرالله تعالى وشرع في كل  الاديان  ان الناس  سيكونون في هذا اليوم العصيب  قسمين او فئتين فئة  ينعمون بنعيم  الاء الله تعالى في  الجنة فتكون  وجوههم بيضاء ناضرة  تفيض نورا  واشراقا  وتخاطبهم  ملائكة  الرحمن  وخزنة  الجنة  سلام عليكم طبتم فادخلوا الجنة خالدين فيها  فقد خلقها الله تعالى  و زينها   لكم  لتنعموا فيها  لقاء ما عملتموه من طيب رضوان وخير في الحياة الدنيا 

       واما الفريق الاخر فقد اسودت وجوههم  بما اقترفوه من سيئات
 في حياتهم الدنيا  فقد  كفروا  بعد ايمانهم  وارتدوا على  ادبارهم   كافرين  ومنافقين وظالمين  وناكرين لنعم الله  فسوّد الله وجوههم في الدنيا فهي عابسة ومربدة كانما  يغشاها  ظلام  اما في الاخرة  فتسود  وجوههم  بحر  ودخان  نار جهنم  الذي  سيحرق اجسادهم ووجوههم  لانهم ظالمون   .


  ***************************************


                                   8

                        بسم الله الرحمن الرحيم


( ليسو ا سواء من اهل الكتاب  امة قائمة يتلون  ايات الله اناء الليل وهو يسجدون *  يؤمنون بالله واليوم الاخر ويامرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات  واولئك من الصالحين * وما يفعلوا من خير  فلن   يكفروه  والله عليم بالمتقين * ان الذين كفروا  لن تغني عنهم  اموالهم ولا اولادهم من الله شيئا واولئك اصحاب النار هم  فيها  خالدون *)

                        الايات \ 113-  116

الحمد لله \
       
               ان من اهل الكتاب وهم اليهود والنصارى  جماعة امنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم  وحسن اسلامهم  واستقاموا على الاسلام والهدى والصلاح  امنوا بالله تعالى  ورسوله الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم  وتدبروا ايات  القران الكريم  في  ساعات الليل   التي  يخشع القلب فيها لخلوه من كل شيء  في هذا الوقت  ويصفو الذهن  وينشط الفكر وسارعوا  في  الخير وامنوا  بالله  وملائكته  وكتبه ورسله واليوم الاخر  او يوم القيامة   فاولئك هم الصالحون  ممن رضي الله عنهم في الدنيا   والاخرة   . وكل عمل  خير  يعملونه  يثابون عليه ثم توفى انفسهم جزاء  اعمالهم  في  يوم القيامة  فيورثهم الله تعالى الجنة  التي وعد ها المتقين   وهم من المتقين .
     
        اما الذين كفروا واستمروا في عنادهم وكفرهم  فلن تنفعهم اعمالهم ولا  اولادهم ولا  اموالهم  في يوم القيامة   وسيكون مصيرهم النار فهي لا تنجيهم من العذاب الذي  ينتظرهم  بعد  وفاتهم  في  الحساب والجزاء وسيكونون من اصحاب الجحيم  هم فيها خالدون .

       وقد ذكر المفسرون  ان اسباب  نزول هذه الايات   ان عبد الله بن سلام   وجماعة من اليهود  اسلموا  وحسن  اسلامهم   فقال احباراليهود  والكافرون  ان هؤلاء شرارنا  امنوا بمحمد  ولو كان فيهم خيرا اوكانوا من خيارنا ما اسلموا  وتركوا دين الاباء والاجداد يعنون اليهودية  ودحضا  لقولهم وتفنيدا  له  انزل الله تعالى هذه الايات .
 والله تعالى اعلم بما  ينزّل.


  ****************************************

                                           9
   
                              بسم الله الرحمن الرحيم


(   وما كان لنفس ان تموت الا باذن الله  كتابا مؤجلا  ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها وسنجزي الشاكرين* وكأين من نبي  قاتل معه ربيون كثير  فما وهنوا لما أصابهم  في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا  والله يحب الصابرين *  وما كان قولهم الا ان قالوا  ربنا  اغفر لنا  ذنوبنا  واسرافنا  في امرنا  وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين* فآتاهم الله  ثواب الدنيا  وحسن ثواب الآخرة والله يحب المحسنين *)

                                                             الايات \  145 – 148

 الحمد لله \

      هذه النفس التي عالقة في الجسد منذ تكوينه في بطن امه  لاتخرج منه الا  باجل موعود ويوم  معلوم محدود من عند الله تعالى   وبمشيئة منه وأرادته   فان اخرجت منه بالموت الذي هو –كتابا مؤجلا -  اصبح الجسد جثة هامدة لا حراك فيها ولا شعور  فتخرج لتذهب في عالم اخر هو عالم البرزخ وهو اول منازل الاخرة  وهذا الموت  لما كان  لا ياتي الا بالاجل المحدود  والاجل لا يتبدل فلا يتقدم ولا يتاخر فانه لاتقدمه الحروب والكوارث  ولا  يوخره البقاء في البروج المشيدة . فمن يتمنى في حياته الاولى  ثواب الدنيا  ومكاسبها  وغنائمها وخيرها   سيؤتيه الله تعالى من ذلك ا ن شاء الله تعالى  اما الذين يعملون يبغون  يوم القيامة و  يريدون ثواب الاخرة وحسن الخاتمة  واخلصوا في حياتهم ابتغاء  وجه الله تعالى فسيجزيهم الله تعالى خيرالجزاء وينعم عليهم  بالفضل و الاحسان.

      وكثيرمن الانبياء والرسل  قاتل معهم  رجال شجعان اشداء منسوبون الى ربهم  راجون  احسانه او قاتل معهم جمع كثير من اتباعهم فاصيبوا بالجراح وانتهاب الاموال  وقتل اباؤهم وابناؤهم  فما  حاد اوقلل ذلك من اخلاصهم  وما ضعفوا   في القتال في سبيل نصرة راية الحق ونشر الدين  وما استكانوا او خضعوا للاعداء  بل صبروا لما  اصابهم  في سبيل الله تعالى  فنالوا  محبته سبحانه ومن ا حبه الله انعم عليه بالجنة  وحشره يوم القيامة- مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا.

       واسباب نزول هذه الايات والتي قبلها في القران الكريم انها نزلت في موقعة احد  وما اصاب المؤمنين فيها  عند ذودهم عن رسول الله صلى  الله عليه وسلم حين تآلف عليه الكفارفي المعركة  وجرح  فاشاع الكفار  او المشركون انه قتل وقد  يبين الله تعالى جزاء المؤمنين الثابتين على القتال   وثوابهم العظيم  يوم بدر ويوم احد من المجاهدين في سبيل الله تعالى.        


   ************************************
                                  
                                       10

                                بسم الله الرحمن الرحيم  


(ولَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذا فَشِلْتُمْ وَتَنازَعْتُمْ فِي الامْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ما أَراكُمْ ما تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الاخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (152) إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (153))
                               
                                        ال عمران الايتان \ 152 و153

ا لحمد لله \

   بين الله   تعالى انه صدق  وعده  للمؤمنين  ولقد وفى لهم ربهم وعده الذي وعدهم على لسان رسوله محمد صلى الله عليه وسلم من النصر على العدو حيث  تقتلونه قتلا ذريعا بتيسير الله ومعونته، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وعدهم النصر يومئذ إن انتهوا إلى أمره. حتى اذت فشلوا  وتنازعوا في الامر  وعصوا  بعدما اراهم النصر في  معركة احد
فقال بعض من كانوا على الجبل  وقد اوصاهم النبي بالمكوث مهما كان الامر : ما بقاؤنا هنا وقد انهزم المشركون؟
وقال آخرون: لا نخالف أمر الرسول صلى الله عليه وسلم
 ولكنهم تركوا ماكنهم وعصو  امر التبي صلى الله عليه وسلم بعد ان انتصرالمسلمون وولى الكافرون  وهو النصر  ما احبوه  فانتهى النصر لأن الله تعالى إنما وعدكم النصرة بشرط التقوى والصبر على الطاعة.

وفي قوله تعالى :  من بعد ما أراكم ما تحبون - تنبيه إلى عظم المعصية لأنه كان من حقهم حين رأوا إكرام الله لهم بإنجاز الوعد أن يمتنعوا عن عصيان   النبي  فلما أقدموا عليه لا جرم سلبهم الله ذلك الإكرام وأذاقهم وبال أمرهم. وهنا  انقسموا ان  قسمين منهم من يريد الدنيا  وهم الذين تركوا مقاعدهم فوق الجبل ونزلوا   ليجمعوا الغنائم  والحرب لما تنتهي بعد  ومنهم من  يريد الاخرة   اي الحياة الاخرة  في يوم القيامة اذ سيكون موقعهم في الجنة  وهم الذين  ثبتوا من الرماة  والذين   ثبتوا  مع النبي صلى الله عليه وسلم. فالله صدقهم  وعده  فكانوا تقتلونهم بإذنه ومعونته قتل حسّ واستئصال، ثم صرفهم عنهم بفشلهم وتنازعهم وعصيانهم وحال بينهم وبين تمام النصر ليمتحنهم بذلك ليكون ذلك ابتلاء واختبارا لهم يمحصم به ويميز الصادقين من المنافقين.

       ثم عفى عنهم من بعد ذلك  وقد استبان أثر هذا العفو فيما بعد فالله تعالى  ذو فضل  على أهل الإيمان به  فيعفو عن كثير مما يستوجبون به العقوبة من الذنوب.

        وقد جازاهم غما متصلا بغم من الإرجاف بقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد  ان تم جرحه  وظفر المشركين بهم حتى صاروا  من شدة الدهشة  يضرب بعضهم بعضا ولكي لا يحزنوا فيما بعد على ما يفوت من المنافع والمغانم ولا ما اصابهم  من المضار  والله تعالى خبير  عالم بجميع  مافعلوه  وهذا هذا  ترغيب لهم  في  الطاعة   وزجر عن الإقدام على المعصية.


      ******************************   

                              11

                      يسم الله الرحمن الرحيم 

( وما كان لنبي ان يغل  ومن يغلل  يأت بما غل يوم القيامة ثم توفى كل  نفس ما كسبت هم لا يظلمون )

                                           ال  عمران الاية \ 161

الحمد لله:
 
         الانبياء صلوات الله عليهم وسلامه  رسل الله تعالى الى خلقه      فشخصياتهم  منتقاة  ومتكاملة  في الانسانية  بعيد ة كل البعد عن  الغل والحقد  والكراهية  و متميزة  بالخلق القويم   لذا اكد الله تعالى ان  من يغل   او يحقد  او يخدع  او يكره  الاخرين  فيوم القيامة  سيبعث  وهو مثقل  بما غل  به  ثم  يحاسبه   الله  تعالى  على ذلك  مهما  كان  فالله تعالى يحاسب الجميع   بما  ا وتوا من اعمال او افعال  او اخلاق  فيحاسبهم  كل قدر عمله  اوما جاء مثقلا  به   يوم القيامة 
     والله تعالى  اعلم


  *********************************


                                12

                      بسم الله الرحمن الرحيم

(   ولا يحزنك الذين  يسارعون في الكفر انهم  لن  يضروا الله  شيئا  يريد الله الا  يجعل لهم حظا في  الاخرة  ولهم عذاب عظيم *  ان الذين  اشتروا  الكفر بالايمان  لن  يضروا الله  شيئا   ولهم عذاب اليم *)

                                   ال   عمران  الايتان \ 176 و177 
                                                                     
    الحمد لله :

           يخاطب الله تعالى حبيبه محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم - بعد ان راه  يبتئس  ويحزن  حين يرى قومه من قريش لا يؤمنون  بما انزل عليه من ربه او يرى بعض من ا سلم قد ارتد عن الاسلام او ينافق -  ان لا يحزن او يدخل الى  نفسه بعض من هم او غم   من عمل  الذين  يسارعون  في  ترويج الكفر  والسعي اليه  فاكثرهم  منافقون  وهم ضعفاء  الايمان  فان هؤلاء  لا يضرون الله تعالى شيئا  ولا يضرون  احدا الا انفسهم  فان الله تعالى عارف بما يفعلون   وجزاء افعالهم  وتبين  ان الله تعالى  يريد ان لا يجعل لهم حظا  في الاخرة   كما انه جعل حظهم في الدنيا  من الايمان قليل .

       لهذا  فقد بين الله تعالى  انهم  اشتروا  متاع الحياة  الدنيا  الفانية ذلك المتاع الكاسد المنتهي امره    ولهم في يوم القيامة  يوم الحساب اي في  الاخرة ان يحاسبهم ربهم على كل  صغيرة  وكبيرة  فعلوها  ثم لهم جراء هذا  الحساب  عذاب  شديد وهو عذاب النار   فلهم جهنم  وبئس المصير.    


     *******************************

                                  13 

                        بسم الله الرحمن الرحيم


   (  ولا يحسبن الذين  يبخلون  بما  آتهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم  سيطوقون ما بخلوا به  يوم القيامة  ولله ميراث السموات والارض والله بما تعملون خبير)

                                            ال عمران     الاية \  180
الحمد لله

        المال  محبب الى النفوس عزيز عليها تخاف عليه كثيرا فتحفظه ليوم الضيق والشدة ولا تصرف منه الا بقدر معلوم  وحسب تقدير المرء  ومن الناس من لا يصرف ويقتر تقتيرا  وهم البخلاء فكأنهم وكلاء على اموالهم   ومنهم اليهود عامة  وقد جعل الله تعالى في هذا المال حق لكثير من  الناس وهم الفقراء  والمساكين يعطى لهم  صدقة .

            الله تعالى  اعلم من  الخلق وخاصة المسلمين منهم    فلا يظن او يحسب الذين جمعوا المال – والمال مال الله تعالى  اعطاه للناس تفضلا منه  ورحمة بهم  وخيرا لهم في الحياة الدنيا -  وبخلوا  باخراج  صدقته انه خير لهم لأنهم لا ينقصون اموالهم  بالصدقة  بل انما هو شر لهم  وسيكون عليهم  مالهم  وبالا  في الحياة  الاخرة  ويلزمهم  اثمه  فيعذبهم   يوم القيامة فيعاقبون عليه بعد موتهم عقابا شديدا -  يوم يرجع المال الى     الله تعالى  فله ملك  السموات  والارض   فانه  تعالى خبير  بما نعمل     من صغيرة وكبيرة وبما  نخرج  من صدقات  اموالنا  او نمنعها مستحقيها  فانه   تعالى  بها عليم خبير.

       ويقول بعض المفسرين ان هذه الاية نزلت  في مانعي الزكاة  وقال اخرون    انها نزلت في احبار اليهود الذين  كتموا  صفة  النبي   محمد صلى الله عليه وسلم  ونبوته  ويؤيد  قولهم  رواية عطيه عن ابن عباس رضي الله عنهم  في انها نزلت  بحق اليهود .
 والله تعالى اعلم


    **********************************

                               14

                        بسم الله الرحمن الرحيم


 ( كل  نفس ذائقة الموت وانما  توفون  اجوركم  يوم  القيامة  فمن زحزح  عن النار  وادخل  الجنة  فقد  فاز وما  الحياة الدنيا  الا  متاع الغرور)

                                            ال عمران     الاية \  185

الحمد لله \

        الحياة هي هذه الروح التي بعثها في جسد الانسان  وهو في بطن امه  وجعل  لها اجلا  تخرج من هذا الجسد  فمنهم من تخرج منه وهوفي بطن امه ومهم من  تخرج منه عند الولادة اوطفلا  او عندما  يكون يافعا
ا و شابا او كهلا ومنهم من يمد الله في عمره فلا يموت الا عند الشيخوخة قال تعالى ( ومنهم من يتوفى ومنهم من يرد الى ارذل العمر ) وهو عند ما يكون عاجزا عن الحركة والتفكير السليم في الشيخوخة  وتبقى فيه مادام على قيد الحياة   فالموت هو الحد الفاصل بين الحياة الدنيا والاخرة  .
 
     اذن لابد للمرء ان يموت وتنتهي حياته  يتلاشى كل ماعمل في الدنيا وما يفكر به ان يعمله  من خير  مثل الايمان بالله تعالى واقامة التكاليف الشرعية  والتعامل مع الاخرين بما يرضي الله ورسوله او  شر منها الكفر والاشراك بالله تعالى والتعامل مع الاخرين بالاعمال غير الصالحة والمنكرة   فالله تعالى   يجزي الخلق باعمالهم في الحيا ة الدنيا في يوم القيامة فيوزن تلك الاعمال بميزان الحق والعدل لينال كل منهم جزاءه العادل  وتوفي كل نفس ما عملت  خيرا بخير فيدخلها في نعيم الحياة الاخرة في جنات نعيم خالدين فيها ابدا  وان شرا فشر ويدخلها نار السموم في جهنم خالدين فيها ابدا .

       فالفوز لمن  كان من اصحاب النعيم  الذين  انعم عليهم بزحزحته لهم من النار  وادخالهم الجنة   وما الحياة في الدنيا  الا  متاع الغرور يغتر به اصحاب النار او اشتروا به الحياة الدنيا  باعمالها وملذات وانفسهم   وغرتهم  ملذاتها واموالهم  ورضوا ان يكونوا من الخالفين .

  ****************************************


                                        15

                              بسم الله الرحمن الرحيم                               

        ((  ان في خلق السموات والارض واختلاف الليل والنهار لايات لأولي
 الالباب *. الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والارض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار .* ربنا انك من تدخل النار فقد اخزيته وما للظالمين من انصار *. ربنا اننا سمعنا مناديا ينادي للايمان ان آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفّر عنا سيأتنا وتوفنا مع الابرار .*  ربنا وآتنا ما وعد تنا على رسلك ولاتخزنا يوم القيامة انك لاتخلف الميعاد .* فاستجاب لهم ربهم اني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر او انثى بعضكم من بعض فالذين هاجروا واخرجوا من ديارهم واذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لاكفّرن عنهم سيأتهم ولادخلنهم جنات تجري من تحتها الانهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب*)) .

ال عمران الايات 190- 195
الحمد لله:
   
             الله سبحانه وتعالى خالق كل شئ  ومن جملة خلقه خلق السموات والارض وما في السماء من أفلاك وبروج واجرام وكواكب .. والحركة الدائمة لهذه الكواكب في أفلاكها حول نفسها وحول الارض وحركة الارض وما ينتج عنها في ليل ونهار وصيف وشتاء ومقدار الجاذبية في كل منها .. في هذه كلها أيات لاولى الالباب  واصحاب العقول الراجحة الذين يذكرون الله تعالى في قيامهم وجلوسهم وفي مضاجعهم وفي كل حركة من حركاتهم وسكناتهم ويتفكرون في كيفية الخلق والابداع ويتخذون منها اية لعبادة الله وقوة حجته تعالى عليهم . مما يجعلهم يزدادون ايمانا وتوحيدا له بدعائهم واعترافهم ربنا ما خلقت هذا باطلا . سبحانك فقنا عذاب النار . لان الله تعالى ناصر المؤمنين ولا ناصر ولا معين سواه وليس بمخرج من الخزي والذل  الداخلين النار .

            المؤمنون يدعون ربهم بأنهم سمعوا نداء الأيمان بالله  فاقروا بوحدانيته وعبوديته فأمنوا به وصدقوا  رسوله الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم  وهذه المصداقية والايمان تدعوهم للدعاء بأن يستر الله العيوب ويمحو السيئات والخطايا ويحشرهم مع الابرار والصالحين  في يوم القيامة  هذا اليوم العظيم الذي  يجازي فيه الله تعالى عباده وفق اعمالهم في الحياة الدنيا وايمانهم به تعالى . الذين وعدهم الله الجنة على لسان رسله وانبيائه .. فأستجاب الله دعائهم وأعلمهم انه تعالى لايضيع عمل أي عامل يعمل الخير سواء كان ذكرا او انثى . ثم فضل الله تعالى بعضا على بعض فذكر الله سبحانه وتعالى وخص بالتفضيل الذين هاجروا في سبيل الله ونصرته وتحملوا المصاعب والمشاق وتركوا الاباء والاهل والولد  والصديق والبلد  ثم دخلوا الحروب يقاتلون في سبيل الله . أي هاجروا الى الله تعالى هؤلاء اكد الله تعالى انه سيمحو عنهم سيأتهم  ويدخلهم الجنة وفي فعلي لأكفرن .. ولأدخلنهم .. توكيد شديد بدخول لام التوكيد على الفعلين ثم التشديد فيها ثم نون التوكيد المشددة .. يا له من توكيد عظيم لهم في دخولهم الجنات  التي تجري من تحتها الانهار المختلفة بمائها ولبنها وعسلها اكراما لهم من عند ربهم .فهو  الذي سيعطيهم كل  اصناف النعيم في الجنة التي فيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر كما بشر  بذلك الحبيب المصطفى محمد  صلى الله عليه وسلم لانهم من اصحاب الجنة   .





              **********************************

















          يوم القيامة  في سورة النساء

                                   1

                       بسم الله الرحمن الرحيم


(   والذين ينفقون  اموالهم رئاء الناس ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ومن يكن الشيطان  له قرينا  فساء قرينا  * وماذا عليهم لو امنوا  بالله واليوم الاخر وانفقوا مما رزقهم الله  وكان الله بهم عليما )

                                            سورة النساء الايتان \  38و39

الحمد لله:

        من الاعراف الاجتماعية الانفاق والتصدق على الاخرين  لاظهار شخصية المنفق  بين الناس  اذ هي سمة معروفة وتوحي للنفس التكابر والتبختر  وقد جعل  الاسلام  الانفاق  والتصدق  سمة  من سماته  بدون مكابرة بل جعله حقا  فجعل الانفاق  في سبيل الله مقرونا  بالايمان بالله تعالى وباليوم الاخر أي بيوم القيامة  لتقريب فهمه من ان الانفاق في الحياة  الدنيا  يثيبه الله تعالى في يوم القيامة  ويجزي المنفقين فكانه بيع بالاجل للفقراء لكن الله تعالىالمنعم علىالخلق جميعا يسدد فاتورته يوم القيامة وباضعاف  ماينفقون .

       وقد وحدد القران الكريم والحديث الشريف  وجوه الانفاق   فالذين ينفقون اموالهم  رئاء الناس أي للافتخار برؤية الناس لهم وهم ينفقون وبغية التبختر والتكابر و ليقول الناس هذا منفق  وهذا كريم  ولا يؤمنون بالله تعالى ولا بيوم القيامة هذا اليوم الذي يبعث فيه الخلق ليجازيهم بما فعلوا في حياتهم الدنيا  بل ربما يبخلون على اسرهم واقاربهم فلا ينفقون اليهم  وانما  ينفقونها  بغية التظاهر والتقرب والزلفى   لضعف  الايمان في نفوسهم   ولو كان الايمان بالله تعالى  وبيوم القيامة في نفوسهم وقلوبهم  لتحروا بسبل الانفاق رضا الله تعالى الذي يثيبهم عليه يوم القيامة   فهم اقرب للشيطان وهو القرين والرفيق لهم وقد زين لهم هذا الفعل بغية ابعادهم عن الخير  والايمان  فهم قرناء الشيطان  ووسوسته في قلوبهم فبئس  القرين .

       فماذا على هؤلاء من ضير لو امنوا بالله تعالى وباليوم الاخر وانفقوا اموالهم في سبيل الله تعالى  ابتغاء رضوانه  فاثابتهم  في  الاخرة   فلو اخلص هؤلاء نيتهم في اخراج اموالهم  لربحوا البيع في الاخرة واحبهم الناس في الدنيا  فيفوزون في الحياة  الدنيا وفي الحياة الاخرة  وهي الحياة  مابعد الموت والحساب  ويجازيهم  الله   تعالى  على   احسانهم  بفضله احسانا   وان الله تعالى  بهم  وبما يفعلون وما ينفقون عليم.     



*************************************  

                                 2
      
                       بسم الله الرحمن الرحيم

( ياايها الذين امنوا اطيعوا الله  واطيعوا الرسول  واؤلي الامر منكم       فان تنازعتم  في شيء  فردوه  الى الله والرسول ان كنتم  تؤمنون  بالله واليوم الاخر  ذلك خير واحسن  تاويلا )

                                            سورة النساء   الاية \  59

الحمد لله \

      يخاطب الله تعالى المؤمنين من المسلمين الذين  من صفاتهم اطاعة الله ورسوله ان يطيعوا الله والرسول  واطاعة  ولا ة  امورهم   ويندرج في اطاعة  اولياء الامور  الخلفاء والسلاطين والقضاة والامراء والرؤساء والزعماء واهل الحل والعقد من المؤمنين  وكل من له سلطة عليهم  بشرط  ان لا معصية لله تعالى  في طاعتهم  فاذا كانت في طاعتهم معصية لله تعالى او امر هؤلاء  بمعصية الله  حل العصيا ن عليهم ف (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ) كما ورد عن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم في الحديث الشريف   .

         فاذا كان الاختلاف في امر من امور الدين ا و الشريعة  فالرجوع  الى القران الكريم واستنباط الاحكام  منه  او الى سنة الرسول الكريم صلى  الله عليه وسلم  ففي القران الكريم والسنة  النبوية  ما يفي بالغرض لكل الناس على اختلاف مذاهبهم وماربهم  واهوائهم وحاجاتهم وتلك صفة المؤمنين بالله تعالى وبيوم القيامة وبالبعث والمعاد والجزاء فان فعلوا ذلك  نالوا رضا الله تعالى  وحلت خلافاتهم بافضل وجه واثابهم الله تعالى  على ما رجعوا به  الى حكمه سبحانه وتعالى. 


      ***************************************

                                3

                  بسم الله الرحمن الرحيم  

(  فليقاتل  في  سبيل الله  الذين  يشرون  الحياة  الدنيا  بالاخرة  ومن  يقاتل  في  سبيل  الله  فيقتل  او  يغلب  فسوف  نؤتيه
 اجرا  عظيما )

                                             سورة النساء الاية \ 74

 الحمد لله :

         يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا  وفيها تحريض على القتال في سبيل الله والتحريض على أعمال البر. فالتحريض على أعمال البر ورد في مواطن كثيرة من كتاب الله وسنة النبي محمد  صلى الله عليه وسلم. ومن أعمال البر: قتال أعداء الله من الكفار، قال تعالى محرضاً نبيه على ذلك: فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا تُكَلَّفُ إِلا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنكِيلا )وهذه الآية تحريض عام للمؤمنين. وهو التحريض على الجهاد في سبيل الله فهؤلاء  استحبوا الموت في الجهاد  لتكتب لهم الجنة في  الاخرة وفي يوم القيامة .

        فمن يقاتل في  سبيل الله تعالى  فيستشهد  او ينتصر في الحرب  فالله تعالى  يهبه اجرا عظيما في يوم القيامة او في الاخرة  ومن يؤتيه  الله الاجر يكون من اصحاب الجنة . والشهداء في اعلى عليين من الجنة .
 والله تعالى اعلم


               ***********************

                                       4

                         بسم الله الرحمن الرحيم


(     الم تر الى الذين قيل لهم كفوا ايديكم  واقيموا الصلاة  واتوا الزكاة  فلما كتب عليهم القتال اذا فريق منهم  يخشون الناس كخشية الله او اشد خشية وقالوا ربنا لم كتبت علينا القتال  لولا اخرتنا  الى اجل قريب  قل متاع الدنيا قليل  والاخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلا  *)

                                                  الاية \  77

الحمد لله \

           الجها د والقتال في سبيل الله  ركن من اركان ا لاسلام  والمقتول فيه شهيد  ومأ واه الجنة  في الاخرة
       اختلف المفسرون في سبب نزول هذه الاية فقال بعض منهم  انها نزلت في  حق المنافقين   لاشتمالها على امور  موجودة  في   صفات المنافقين مثل  قول الله تعالى فيهم – يخشون الناس كخشية  الله -    او قولهم  في انفسهم لله تعالى – ربنا لم كتبت علينا القتال  - والمؤمن لا يقول  مثل هذا القول ولا يخشى احدا  الا  الله تعالى  وهذا الراي هو المرجح .

         وقال بعضهم انها نزلت بحق المقداد بن الاسود الكندي  وقدامه بن مضعون وعبد الرحمن بن عوف  الذين كانوا مع الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم  فيتعرضون لأذى المشركين والكفار فيقولون للرسول صلى الله عليه وسلم ان ياذن لهم في قتالهم  فيمنعهم الحبيب المصطفى من ذلك  قبل تشريع القتال  ويقول لهم  ان يهتموا بأ مور  دينهم من اقامة الصلاة وايتاء الزكاة   فلما شرع القتال اذا فريق منهم غير راغبين فيه .

     فقل  لهؤلاء  - والخطاب  موجه الى الرسول محمد  صلى الله عليه وسلم -  ان متاع الحياة الدنيا قليل ولا يكاد يذكر ازاء  متاع الحياة  الاخرة  وما فيها  من نعيم  وخيرات حسان  وعدها المتقين من عباده  كل حسب عمله في الحياة الدنيا  ويوم القيامة  لا يظلم ربك احدا  ويوفيهم اعمالهم ولو كانت  قدر  فتيل  والفتيل هو الخيط الموجود في نواة التمر من جهة شقها او فلقتها حيث يوجد في نواة التمر شق طولي في داخله خيط ابيض فذاك هو الفتيل .
       


       ******************************** 


                                    5

                  بسم الله الرحمن الرحيم

( الله لا اله الا هو  ليجمعنكم الى يوم القيامة لا ريب فيه ومن اصدق من الله حديثا *)

                                سورة النساء     الاية \  87

  الحمد لله \

     الله سبحانه وتعالى  هو القاهر فوق عباده  بيده كل شيء ويضع الموازين بالقسط في يوم القيامة  وجامع الناس في هذا اليوم العصيب لينال كل منهم  ثواب او جزاء  ما عمله في الحياة الدنيا  بالعدل في يوم الجزاء وهو يوم القيامة  وفي – ليجمعنكم – تاكيد  ثابت وقوي ان  الجمع لابد ان سيكون  في هذا اليوم   ثم توفى كل نفس بما كسبت  فلا ظلم  ولا ظلامة  ولاشك فيه ولا ريب  والله تعالى اصدق القائلين



   ****************************************

                                   6
   
                       بسم الله الرحمن الرحيم


( ولا تجادل  عن الذين يختانون  انفسهم  ان الله لا يحب من كان خوانا   اثيما *  يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم  اذ يبيتون  ما  لا يرضى من القول   وكان الله   بما  يعملون محيطا  *  ها انتم  هؤلاء   جادلتم عنهم في الحياة الدنيا  فمن يجادل الله  عنهم  يوم القيامة  ام من  يكون  عليهم  وكيلا *)

                               سورة النساء      الايات  \   107-109

 الحمد لله\

         الخطاب الى  رسول الله تعالى اذ يقول له ربه  تعالى  لا تجادل عن الذين يخونون اماناتهم ويخونون الناس اذا ما استامنوهم على اموالهم  ان هذا الفعل يدل على خسة في انفسهم وضعف ايمان في قلوبهم  والله تعالى  لا يحب  كل امريء  يخون نفسه ويخون الناس فالخيانة اثم عظيم  فكيف اذا فعلوا ذلك وخافوا الناس  ان يقولون هؤلاء  سارقون مثلا  وهم فعلوا ذلك ولا  يستترون  من الله تعالى  وهو سبحانه يراهم  وما  يفعلون  في السر والعلن ويعلم ما يتناجون فيه   ومن العجب ان يسرقون ويرمون غيرهم وهم ابرياء  بجريرة عملهم او اجرامهم  الذي فعلوه  والله تعالى يسمع ويرى مايفعلون وهو سبحانه بكل ما  يفعلون محيط  فلا يعزب عنه شيء في الارض ولا في السماء .

        هؤلاء  جادل عنهم اصحابهم او  دافعوا عنهم  في الحياة الدنيا  وبذلوا الجهد في الدفاع عنهم  والله تعالى  يكره ان  يدافع  الناس عن الظالم وعن كل عمل باطل   فمن يدافع عنهم  يوم القيامة  يوم لا تملك النفس الدفاع عن نفسها  والامر كله لله   يحكم بالعدل وهو خير الفاصلين  اذ سيلقي الذين  يعملون السوء  او يظلمون الناس  في نار جهنم   فلا ناصر لهم ولا مغيث او معين  يحميهم من عذاب الله  الذي بهم لا محالة نازل.

        قيل نزلت هذه الايات والتي قبلها  في طعمة  ابن ابيرق الانصاري  ذلك المنافق الذي  استودعه احد اليهود  درعه  فدفنه في الارض في بيت طعمة  ا لا  ان طعمة  استطمع على اليهودي  وغدر به  اذ انه استخرج  الدرع واغتصبها  ولما جاء  اليهودي ليسترجع منه الدرع  انكره طعمة  والقى الدرع في بيت جاره ابي مليك الانصاري  وحلف له  ولجماعته  من اليهود انه ليس عنده شيء وان اليهودي لكاذب   فبحث اليهود عن الدرع في بيت طعمه  فلم يجدوه  لانه القاه في بيت جاره  فلما ذهبوا الى بيت جاره للبحث عن الدرع  وجدوه  فيها   فقال طعمة  قد اخذها  ابو مليك متهما اياه  باطلا  فذهبوا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليحكم بينهم  فلما هم  ان يبريء  طعمة  انزل الله تعالى هذه الايات  والتي قبلها وما بعدها  وفضح فيها طعمة  فهرب طعمة الى مكة  وارتد عن الاسلام .

  

*****************************************   

                                   7

                     بسم الله الرحمن الرحيم


(   من كان يريد ثواب الدنيا  فعند الله  ثواب الدنيا  والاخرة  وكان الله سميعا بصيرا *)
                                                سورة النساء   الاية \  134

       الحمد لله \

       مما لاشك فيه ان ثواب الدنيا  مغرياتها ومفاتنها في المال والولد   عند اغلب الخلق  ولكن  زهد بعض الناس في هذه الامور  وفضلوا  الحياة الاخرة وانقطعوا الى مدارج الوصول اليها عن طريق التعبد والتهجد ومعاقبة النفس ان طمحت في ملذا ت الدنيا وحرمانها منها  وعاشوا في فقر مدقع وحياة قاسية .

        ان  خير الامور اوسطها   فمن اراد الحيا ةالدنيا  وسعى  اليها  وهو مؤمن بالله تعالى  وكتبه ورسله واليوم الاخر  واحتكم الى القران الكريم في كل ما يفعل – وما يفعل الا  الحلال – كان افضل واشمل من الانقطاع عن  العمل  والترهب في الحياة  الدنيا  على  حساب الاخرة   فالرسول الكريم  صلى الله عليه وسلم قال ( لا رهبانية في الاسلام )   وامر  بسلوك العمل الجاد وكسب الرزق  لأ جل ان لا يحتاج في عيشته وعائلته الى احد ويمد اليه للاخرين  في كسب قوت يومه  مع الايمان المطلق  بالله تعالى واقامة التكاليف الدينية وكل ما يحببه  او يقربه الى الله تعالى.

           ففي مثل هذا العرض يتفضل الله تعالى عليه بثواب الدنيا  وحسن ثواب الاخرة وخير دليل على ذلك ما جاء في المصحف الشريف ( ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار ) .
   فيستجيب له رب العزة حيث يجعله من اصحاب الجنة  فالله تعالى  سميع بكل ما نقول وبصير بكل ما نعمل .
    


 ******************************************   

                                 8

                    بسم الله الرحمن الرحيم


(  يا ايها  الذين امنوا  امنوا بالله ورسوله  والكتاب الذي نزل   على  رسوله  والكتاب الذي  انزل من قبل  ومن  يكفر بالله  وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر فقد ضل ضلا لا  بعيدا  *)

                                               سورة النساء    الاية \   136

 الحمد لله \

             
         ايها المؤمنون  الذين ا منتم بما نزل على محمد صلى الله عليه وسلم  اثبتو ا على ايمانكم  بقلوب مفعمة بالايما ن بصدق ونفس مطمئنة  مع التصديق بالكتب السماوية التي انزلها الله تعالى مثل التوراة والانجيل  الى رسله موسى وعيسى عليهما السلام  وثبتوا على هذا الايمان .

       فالذين  يكفرون بالله وملائكته ولا يمؤمنون  بيوم القيامة ولا بالرسل  الكرام واخرهم  نبوة  محمد  صلى الله عليه وسلم  فقد  بين     الله تعالى انهم خارجون من رحمة الله  تائهون في عبا دته  غارقون في التيه  بعيدون عن الحق  والصلاح وما امرالله تعالى به   .

    

********************************************   

                                   9 

                      بسم الله الرحمن الرحيم

 وقد نزل عليكم في الكتاب  ان اذا سمعتم ايات الله  يكفر بها ويستهزء  بها  فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره    انكم اذن مثلهم ان الله جامع  المنافقين والكافرين  في جهنم  جميعا *  الذين يتربصون بكم  فان كان لكم فتح من الله  قالوا الم  نكن  معكم  وان كان  للكافرين نصيب قالوا  الم نستحوذ عليكم ونمنعكم  من المؤمنين  فالله يحكم بينكم  يوم القيامة ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين  سبيلا *

                                                   الايتان \ 140 و141


  الحمد لله \
             بين الله تعالى للمؤمنين  انه اذا سمعوا سمعوا الكافرين والمشركين  يكفرون بايات القران الكريم  ولا يتلونها حق تلاوتها  او يستهزؤن بها   او يتفيهقون بها كانهم  يسمعون  ما لا يعجبهم  او اتخذواها هزوا ولعبا وتسلية  - واني رايت وشاهدت حتى بعض المسلمين او المحسوبين على الاسلام يتلونها بتهكم  وتفكه – فقد امرالله تعالى  ان نهجر هذا المجلس  ولا نعود اليه حتى يخوضوا في حديث غيره قال الله تعالى (  واذا رايت الذين يخوضون في اياتنا   فاعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره واما ينسيك الشيطان  فلا تقعد  بعد الذكرى  مع
 القوم الظالمين )

       فان قعد المؤمنون معهم اوشاركوهم في جاساتهم هذه  يكونون كمن اقر بالكفر برضاه على  ماقلوه هم وما سمعوه منهم  فانهم ا ذن منافقون وقد حكم الله تعالى ان المنافقين والكافرين مصيرهم النار  خالدين فيها في يوم القيامة .

    ومن صفات المنافقين   انهم اذا غنم المسلون غنيمة وحصلوا على غنائم واسلاب في الحرب اوفي غيرها  طالبوا بمشاركتهم فيها واعطائهم حصة منها  لاءنهم – كمايزعمون – انهم كانوا  مع المسلمين في قلوبهم  الخاويةمن ذكرالله تعالى والمفعمة بالحقد والكراهية للمؤمنين 0 كما انهم اذا رأوا المشركين والكافرين  قد ظفروا  بالمسلمين طالبوهم بحصة من غنائمهم  بحجة انهم  كانوا يغرون المسلمين بعد م قتالهم ويلهونهم عن القتال حتى انتصر الكافرون والمشركون .

       فهؤلاء يحكم الله تعالى بينهم وبين المؤمنين في يوم القيامة فيجعل نار جهنم  نصيب الكافرين  والمشركين  خالدين  فيها  ابدا والجنة مقام المؤمنين حيث يجدون النعيم  المقيم خالدين فيها ابدا وذلك الفوز العظيم
     فالله تعالى ينصرالمؤمنين  حتما محتوما  ولا يجعل للكافرين عليهم سلطانا  مبينا.   
  

 ********************************* 


                                10
  
                  بسم الله الرحمن الرحيم

( وان من اهل الكتاب الا  ليؤمنن  به قبل موته  ويوم القيامة يكون  عليهم  شهيدا ) 

                                                   سورة النساء   الاية \ 159

  الحمد لله \

      ان اهل الكتاب من اليهود الذين انزل عليهم التوراة والنصارى الذين انزل عليهم الانجيل  الا ليؤمن بنبوة عيسى عليه السلام  قبل موته وعند نزوله ثانية  من السماء وهذا النزول يكون فيه عيسى عليه السلام مؤمنا على ملة الاسلام  و تكون جميع الامم  ملة واحده على دين الاسلام  .

         وفي يوم القيامة  هذا اليوم العظيم يكون عيسى عليه السلام شهيدا على اليهود  فيقر انهم  كذبوه ولم  يؤمنوا  بما جاء به  ويشهد على النصارى انهم   قالوا ان المسيح  ابن الله تعالى وهو بريء  مما قالوا  وما فتروه عليه وعلى امه الصديقة مريم عليهما السلام  .



****************************************  

                             11

                   بسم الله الرحمن الرحيم

(  لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما انزل  اليك وما انزل من قبلك والمقيمين الصلاة  والمؤتون الزكاة  والمؤمنون بالله واليوم الاخر اولئك سنؤتيهم اجرا عظيما *  )


                                           سورة النساء الاية  \ 162  


 الحمد لله \   
        الراسخون  في العلم  هم  العلماء  العارفون  باحكام  الدين  الذي نزل  على انبياء  الله تعالى  وهم الاحبار من اليهود  الذين امنوا  بنبوة  محمد  صلى الله عليه  وسلم  فاعلنوا اسلامهم  مثل عبد الله بن سلام وغيره  والمؤمنون  من المسلمين الذين يصدقون بما نزل  في القران الكريم ويتفقهون فيه  ويؤمنون كذلك بنبوة الرسل والانبياء  وكتبهم من قبل ان ينزل القران الكريم  ثم انهم يقيمون الصلاة في اوقاتها وبما امرالله تعالى ورسوله حق ادائها ويؤتون الزكاة  ويؤمنون  بيوم القيامة  يوم البعث والنشور  بعد الموت  فاؤلئك سيرحمهم الله تعالى  في الاخرة ويجعلهم من اصحاب الجنة .

      وفي مجال اللغة  جاءت كلمة( والمقيمين الصلاة ) منصوبة على المدح لان الله جعل الصلاة عماد الدين  واشرف العبادات فجاءت منصوبة في محل رفع  وتقديرها( والمقيمون الصلاة والمؤتون الزكاة والمؤمنون بالله )  فاكرم الله تعالى الصلاة في المدح لها فجاءت( والمقيمين الصلاة ) وقد وردت كذلك  في اكثر من موضع في القران الكريم.  
        


  *******************************************  


















      

            يوم القيامة في سورة المائدة

                                   1

                         بسم الله الرحمن الرحيم


 ( اليوم احل لكم الطيبت  وطعام الذين اوتوا  الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات  والمحصنات  من الذين ا وتوا الكتاب من قبلكم اذا آ تيتموهن اجورهن محصنين غير مسافحين  ولا متخذي اخدان  ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله وهو في الاخرة من الخاسرين*)

                                              الاية \ 5
     الحمد لله \

                  اليوم يوم عرفة   والعام عام حجة الوداع  والسنة هي السنة العاشرة من الهجرة النبوية الشريفة  وبينما كان الرسول على  ناقته نزلت هذه الاية  والتي قبلها   وقد   بين  القران الكريم  في هذه الاية المباركة  ان طعام الذين اتوا الكتاب  وهم اليهود والنصارى حلال للمسلمين  ياكلون منه و طعا م المسلمين حلال على اليهود والنصارى
 وكذلك احل للمسلمين زواج الحرائر  العفيفات المؤمنات  واحل لهم ايضا زواج الحرائر العفيفات من بنات اليهود والنصارى اذا اعطوهن مهورهن شريطة ان يتلمسون العفاف  ولا يرتكبون   فاحشية ولا  يتخذون  منهن  خليلات او صديقات  ولا يزنون  بهن اوبغيرهن  ووجوب ترك حالة الزنا  في السر والعلانية  وهذه   من احكام الاسلام  والتي تدخل ضمن الايمان
 فمن انكر تعاليم الاسلام او الايمان  فقد  اعتبر مرتدا عن الاسلام ومن يرتد عن الاسلام فهو كافر  فقد خسر ثوا ب الدنيا وهو في الاخرة  من الخاسرين  وفي جهنم  خالدين.                
         

                  ****************************
                                          
                                 2

                         بسم الله الرحمن الرحيم

 ( ومن الذين قالوا انا  نصارى  اخذنا ميثاقهم فنسوا حظا مما ذكروا به فاغرينا بينهم العداوة  والبغضاء الى يوم القيامة وسوف ينبئهم الله  بما كا نوا يصنعون  )

                                          الاية \ 14
الحمد لله \

           اخذ الله تعالى مواثيق اليهود فنكثوها واخذ سبحانه ميثاق النصارى على يد عيسى ابن مريم رسولهم عليه السلام  ان لايعبدوا الاالله تعالى فجعلوا عبادتهم ثلاثة – الله والمسيح وروح القدس -  فنسوا الكثير مما تعهدوا به  منها  اعلان صفات  الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم كما جاء في الانجيل  فخالفوا ذلك وهو الحق من ربهم
 وخا لفوه  في امره عند بعثته  ولحد الان  وامرهم الله تعالى  بتوحيد  صفوفهم   في طاعة الله  وعبادته  فتفرقوا فكانوا  اثنتين وسبعين فرقة كل فرقة تكره الفرقة الاخرى واصبحوا شيعا وجاعات مختلفة متباينة متعادية فيما بينهم  وكل فرقة  تهم بالقضاء على الفرقة الاخرى وتضمر لها العداوة والبغضاء   وتخبرنا الاية  الكريمة ان هذه العداوة ستستمر  بينهم الى يوم القيامة  هذا اليوم العظيم الذي يبعث الله فيه البشر ليروا اعمالهم التي عملوها في الحياة الدنيا وسيرون هؤلاء النصارى كيف يعذبهم الله تعالى  على اعمالهم  وبما اتبعوه من اهواء نفوسهم خلاف ما امر الله تعالى به وخلاف ما اراد السيد المسيح عليه السلام  حيث سيعرفون شنيع اعمالهم وسوء افعالهم ويعاقبون عليها.  

**********************************
      
                                        3

                             بسم الله الرحمن الرحيم

( انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الارض فسادا ان يقتلوا او يصلبوا  او تقطع ايديهم وارجلهم من خلاف او ينفوا من الارض ذلك لهم خزي في الدنيا و لهم في الاخرة  عذاب عظيم *  الا الذين تابوا من قبل ان تقدروا عليهم فاعلموا ان الله غفور  رحيم   *  يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وابتغوا اليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون *  ان الذين كفروا  لو ان لهم مافي الارض جميعا ومثله معه ليفتدوا به من عذاب يوم القيامة ما تقبل منهم  ولهم عذاب اليم *)

                                                     الايات \33-36

 الحمد لله \
   
         بين الله تعالى في كتابه الكريم  ان الذين يخرجون عن اوامر      الله تعالى وطاعة رسوله ويعيثون فسادا في الارض في القتل او السلب والنهب اوقطع الطريق  او اعمال السرقة او تاليف العصابات لقتل الناس  او القيام باي عمل يضر المسلمين  ويؤدي الى نشر الفوضى والخوف في صفوف الناس  وارعابهم  وارهابهم  فمن عمل   مثل هذه الاعمال انما جزاؤه ان يعاقب بما فرض الله تعالى من عقوبات عليه فمن قتل يقتل – النفس بالنفس – ومن سلب احدا ثم قتله  فعقوبته الصلب  ومن  سلب الناس اموالهم   تقطع يده ورجله من خلاف  أي تقطع يده اليمنى ورجله اليسرى او بالعكس  ومن سرق اموال الناس تقطع يده  ومن هدد  احد الناس بالبطش به اوباحد  ابنائه  او ياخذ احدهم او يحتجزه  رهينة عنده كما يحدث الان في بلادنا   حتى يدفع له مالا   فعقوبته النفي الى خارج البلد على ان يحبس فيه  فهذه عقوبة هؤلاء في الحياة الدنيا .

         اما في  الاخرة فيعذبهم الله على ما اقترفوه من اعمال مشينة  سيئة  بحق البشرية عذابا عظيما  وان مصيرهم  الى النار في جهنم  وبئس المصير المحتوم الذي ينتظرهم في الاخرة . الا انه من تاب من هؤلاء ورد حق الاخرين اليهم قبل المطالبة به من قبل  صاحب الحق  او ولي امره  وندم على مافعل  سيقبل الله تعالى توبتهم  ويرفق بهم.

       وذكر في اسباب نزول  الاية الاولى اعلاه انها نزلت في جماعة من قبيلة عرينة  حيث قدم هؤلاء الى النبي     محمد  صلى الله  عليه  وسلم سنة ست للهجرة  فاصيبوا بمرض او تمرضوا  فامر  النبي  صلى  الله عليه وسلم  لهم بنياق من ا بل الصدقة  ليشربوا من البانها لحينما يشفون من المرض فلما تماثلوا للشفاء واصبحت اجسامهم قوية  قتلوا راعي تلك الابل ومثلوا به  حيث قطعوا يديه ورجليه  وغرزوا شوكا في عينيه حتى مات  ثم اخذوا النياق وانهزموا  وا رتدوا عن الاسلام   فانزلت هذه الاية  بعقابهم وعقاب من يفعل مثل فعلهم حتى يوم القيامة  فامر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم  بعقابهم  بمثل مافعلوا بالراعي  وفي يوم القيامة  فان عذابهم  سيكون في  نارجهنم ,
  


*******************************
    
                                4

                      بسم الله الرحمن  الرحيم

(  يا ايها الرسول لايحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا امنا بافواههم ولم تؤمن قلوبهم ومن الذين هادوا سماعون للكذب سماعون لقوم اخرين  لم يأ توك  يحرفون الكلم  من بعد مواضعه  يقولون  ان اوتيتم هذا فخذوه وان لم تؤتوه فاحذروا  ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا اولئك الذين لم يرد
 الله  ان  يطهر قلوبهم   لهم في الدنيا  خزي ولهم في الاخرة عذاب  عظيم *)

                                            الاية \  41

الحمد لله \
           خاطب الله رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ان لايجعل الحزن  او الهم  يتسرب الى قلبه الشريف بسبب  من يريد اويبغي الكفر ويحيد عن حكم الله تعالى  الذين امنوا بالله تعالى بالسنتهم  ولم تؤمن  قلوبهم فجعلوا  الايمان كلاما عابرا  لا يلتزمون  باحكامه  كما يفعل اليهود  الذين جاؤو ا اليك يستفتونك في امر هو بين في  شريعتهم وموجود حكمه في توراتهم  فهم يحرفون ما جاء في التوراة  لعلهم يجدوا في الاسلام حكما غيره  او امرا اسهل منه فان وجدوا مثل هذا ياخذون به  وان يجدوا مثل  ماعندهم في التوراة لم ياخذوا به – وهو حكم  ظاهرة الزنا -  فهؤلاء  قلوبهم كافرة  وغير طاهرة ولم تتعلق ارادة الله تعالى بتطهير قلوبهم من الكفر  فلهم في الحياة الدنيا الذل والهوان  والفضيحة في العمل المنكر وفي  يوم القيامة عذاب شديد   وخلود في نار جهنم  لما اقترفوه من اعمال حرمها  الله تعالى  .

       وقيل ان هذه الاية  نزلت في جماعة من اليهود جاؤوا الى رسول  الله صلى الله عليه  وسلم يستفتونه  في حكم  رجل زنى بامراة متزوجة  فامرهم ان يجدوا حكمهما في التوراة  فقال بعض   المنافقين   منهم ان حكمهما في التوراة –  الجلد والتحميم – أي   يجلدان  ثم  يسخم الوجه بالفحم الاسود   وجاؤوا برجل يقرا التوراة لهم  فلما وصل الى اية الرجم وضع يده عليها ولم يقراها  وكان عبد الله بن سلام  حاضرا فقال كذب القارئ ثم امره برفع يده التي  وضعها على ايةالرجم  فظهرت اية الرجم واضحة  فامرالحبيب المصطفى ان  يرجم الزناة فرجما في باب المسجد .



**************************************
    
                            5

             بسم الله الرحمن الرحيم

( وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت ايديهم  ولعنوا بما قالوا بل  يداه مبسوطتان  ينفق كيف يشاء  وليزيدن كثيرا منهم ما انزل اليك من ربك طغيانا وكفرا  والقينا  بينهم العداوة والبغضاء الى يوم القيامة  كلما اوقدوا نار ا للحرب اطفا ءها الله ويسعون في الارض فسادا والله لايحب المفسدين  )

                                           الاية   \ 64

الحمد لله \                                                                                                              و       في المصحف الشريف الكثيرالكثير  من اعمال وافعال اليهود واكاذيبهم  بما يفترونه على الله تعالى  وعلى رسله صلوات الله عليهم وسلامه  وعلى الناس  .

      افتقراليهود واحسوا ا ن الله تعالى قد  غضب عليهم بتضييق الرزق وامساك نعمته  وقبض خيره وبركته  عنهم  فقال بعضهم  ان الله تعالى يده مغلولة  ممسكة الرزق أي مشدودة عن ادرار الرزق عليهم  اوبمعنى اخر  ان الله قد بخل علينا  . وتذكرني هذه الاية باية اخرى ( ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ولا تبسطها كل البسط )  وان اختلف القصد  فالغل ضد البسط   وهوعدم الانفاق  ووجود التقتير وعدم الانفاق  فقول اليهود افتراءا على الله تعالى – يد الله مغلولة – أي بخل علينا ولم يمدنا الرزق كما كان  سابقا .

     وفي- غلت ايديهم ولعنوا بما قالوا  – دعاء عليهم بغضب من الله وسخط ولعنة -  فالله تعالى هو الذي يبسط الرزق لعباده بغيرحساب  ويعطي عباده ما يريد  لمن يريد منهم  وينفق كيفما  يشاء  ويريد ومتى يريد ويفعل ما يشاء  .  
       ان ما انزله الله تعالى  الى الحبيب المصطفى وهو القران الكريم والذي يدعو الى الايمان والهدى ليزيد اليهود كفرا الى كفرهم وطغيانا وكلما سمعوه يزدادون حقدا   وكراهية للمسلمين  فالقى الله تعالى بين اليهود والنصارى جزاء ذلك  العداوة والكراهية والتباغض  لانهم قوم طبعوا على الشر  واذى الاخرين  وخاصة كراهيتهم للمسلمين ولا زالت قضية فلسطين ماثلة مام اعيننا تدلل على حقد وكراهية اليهود للمسلمين وما يفعلونه بحق الفسطينيين وبالمسجد الاقصى له خير دليل  وكونهم سيبقون كذلك  على الحقد والكراهية الى يوم القيامة فقد جبلت قلوبهم عليها  وتغلغلت في نفوسهم  فهم يسعون  ليحل الفساد في الارض وفي كل ما خلق الله ولا يحبون احدا الا انفسهم  والله تعالى يكره الذي لا يحب الناس  والخير لهم  ويسعى الى التخريب  بين الخلق  فالله تعالى لا يحبهم  ومن لا يحبه  الله  وغضب عليه  لعنه و ادخله  النار وذلك جزاء المفسدين .
   
     جاء في بعض كتب التفسير ان سبب نزول هذه الاية   ان اليهود كانوا يعيشون في سعة  وبسطة من الغنى  في المدينة المنورة  وحولها  فعصوا رسول الله صلى الله عليه وسلم  فضيق الله تعالى   عليهم رزقهم  فقال احد احبارهم وهو فنحاص بن عازوراء  من بني  قينقاع قال :- يد الله مغلولة – فنزلت هذه الاية

        وذكر النيسابوري في تفسيره  ان  احد  اغنياء اليهود والمتنفذ فيهم في عصره كان قد سمع بهذه الاية  فدعا بمصحف مكتوب باحسن خط  فقال اين هذه الاية  فدلوه عليها  فمحاها   فلم يمر اسبوع الا  وقد سخط الحاكم عليه  فبعث في طلبه  وامر ان تغل  يداه  فجاء اليهودي الى الحاكم  ويداه مغلولتان    فلما وقف بين يديه امر بقتله فقل مغلولا 
 والله تعالى اعلم


***************************************

                                  6
  
                بسم الله الرحمن الرحيم

(  ان الذين  امنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من امن بالله واليوم الاخر وعمل  صالحا  فلا خوف عليهم ولا هم  يحزنون * )
                                                  الاية \ 69

الحمد لله \

        في هذ ه الاية الكريمة  تفضل الله تعالى وبين  ان الذين امنوا بنبوة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم   وكذلك الذين امنوا برسالته عليه الصلاة والسلام من اليهود والصابئون والنصارى   وماجاء به انبياؤهم من قبل  الاسلام  وعملوا الصالحات وهو الايمان بماجاء به الاسلام هؤلاء لاخوف عليهم  في الحياة الاخرة اوفي يوم القيامة ولا يحزنون  حيث سيحزن الكافرون والمقصرون في جنب الله تعالى في يوم القيامة وسيكون مصيرهم الجنة انشاء الله تعالى .



***************************************    
                                
                                  7

                      بسم الله الرحمن الرحيم

( قال الله هذا يوم  ينفع الصادقين صدقهم   لهم جنات  تجري من تحتها الانهار  خالدين فيها ابدا رضي الله عنهم ورضوا عنه   ذلك الفوز العظيم *  لله ملك السموات والارض وما فيهن  وهو على كل شيء قدير *)

                                             الايتان \  119 و120

الحمد لله \
          قال الله تعالى  يخاطب عيسى عليه السلام  في يوم القيامة أي وقت يوم القيامة يوم يثاب المؤمنون  او الصادقون على صدقهم وايمانهم - والمؤمنون هم الصادقون-  لهم جنات  نعيم  تجري من تحتها الانها ر  خالدين فيها خلودا ابديا وذلك الفوز العظيم والخير العميم والواسع والاجر الكبير  ولا عجب من ذلك فان الله تعالى  له ملك السموات والارض  وما فيهن  وقد رضي عنهم  وقد اعد لمن رضي عليهم ما تقر به عيونهم وتنشرح له صدورهم في نعيم مقيم .   
        



*************************************   

























           يوم القيامة في سورة الانعا م

                                      1

                     بسم الله الرحمن الرحيم

( قل لمن مافي السموات والارض   قل لله   كتب على  نفسه  الرحمة   ليجمعنكم الى  يوم القيامة  لاريب  فيه   الذين خسروا انفسهم  فهم  لا  يؤمنون *  وله ماسكن في الليل والنهار وهو السميع العليم *  قل اغير الله اتخذ  وليا  فاطرالسموات والارض وهو يطعم ولا يطعم قل اني امرت ان  اكون اول من اسلم  ولا تكونن من المشركين *  قل اني ا خاف  ان عصيت ربي  عذاب يوم عظيم * من يصرف عنه يومئذ  فقد رحمه  وذلك الفوز  المبين  * )

                                         الايات \  12 – 16

الحمد لله \

         الاقرار بوحدانية الله تعالى امر مفرغ منه  وان كل الخلق يؤمنون بذلك  فله مافي السموات وما في الارض وما بينهما وما تحت الثرى والخطاب في قل  للحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم  أي قل لقومك  بلهجة التوبيخ والتانيب  ومن عظيم نعمه والائه على البشر انه كتب على نفسه الرحمة بهم فهو ربهم وهوالغفورالرحيم في يوم القيامة اقر الله تعالى ليجمعن الاولين والاخرين  منذ  بدء  الخليقة   وحتى قيام الساعة  ليجمعنهم  في هذا اليوم العصيب  فتوفى كل نفس  بما  كسبت  فالمؤمنون  يدخلهم ربهم  سبحانه وتعالى  جنات النعيم  والذين خسروا انفسهم  بعدم الايمان بالله تعالى واتباع الهدى والحق أي خسروا عقولهم في التفكر بعظمة الله تعالى  سيدخلهم في جهنم داخرين  ابدا .

        ومن عظمة الله تعالى  ان له  كل ما  سكن  في الليل  والنهار  وما دب وهب فيهما تملكا وتصرفا  وافناءا  وابقاءا  ولا يمنعه مانع وهو السميع القوي السمع لكل الاصوات  في السر والعلن والعليم   الواسع والكثير العلم  بكل  مايتعلق بالعلم والعلوم .

          وقل يا حبيبي  يامحمد كيف اتخذ وليا اوناصرا غيرالله تعالى  وهو  ربي ومولاي  ووليي وناصري ومعيني  في عبادتي له والسجود له من كونه فاطرالسموات والارض اي موجدهما من العدم اومن لا شيء  وهو المعين  ولا يحتاج الى اعانة احد و يرزق جميع مخلوقاته لايريد او يحتاج لرزق احدهم  لانه هو الغني المطلق  .

        وقل يامحمد -  صلى الله عليه وسلم -   امرني ربي ان اكون  مسلما موحدا و لا اشرك بعبادته احدا  وان اكون اول المسلمين  أي اول من اسلم وجهه لله تعالى  حين اختارني للرسالة  المحمدية  وكيف تطلبون مني غيره  وانا اخاف ان عصيت ربي  بمخالفة اوامره ونواهيه  عذاب يوم عظيم   يوم لا  بيع  فيه  وخلة  ولا شفاعة  وهو يوم القيامة  ومن يصرف عنه العذاب في هذا اليوم العظيم يفوز فوزا مبينا   بدخول الجنة  وهو الفوز الذي لا فوز يعدله  او يماثله  انه الفوز العظيم .


****************** ******************  

                                   2 

                       بسم الله الرحمن الرحيم

 ( قد خسرالذين  كذبوا بلقاء الله  حتى اذا جاءتهم الساعة  بغتة قالوا ياحسرتنا على مافرطنا فيها  وهم يحملون اوزارهم على ظهورهم الا  ساء  مايزرون *   وما الحياة الدنيا الا لعب  ولهو  وللدار الاخرة خير للذين يتقون افلا  تعقلون *)  

                                                 الايتان \  31 و32

الحمد لله:

       قد خسر الكفار والمشركون والمرتدون وجناة الذنوب الكبيرة  قد خسروا بتكذيبهم بلقاء الله تعالى في يوم القيامة  يوم تقوم الساعة فيه بغتة   فيبعث الله تعالى الخلق من قبورهم منذ بدء الخليقة الى يوم الوقت المعلوم وهو يوم البعث  والنشور والجزاء  يوم القيامة ا فلايرون الا انهم خسروا الخسران المبين بما استوجبوه  من العذاب الاليم  وهم في اسوء الاحوال واتعس الاماكن  فيلومون انفسهم في حسرة وغم شديد ولهفة قاتلة  على ما ضيعوه من اعمارهم في الحياة الدنيا في اللعب واللهو  وهم يشعرون ان ماعملوه من اوزار معبؤ  ويحملونه على ظهورهم بجهد شديد ومشقة كبيرة كمن يحمل اثقالا كثير ة على ظهره اكثر مما يتحمل  فيصعب ذلك عليه  الا ساء مايحملون من اوزار تذهب بهم الى  النار او تلقيهم فيها .

         فكل الاعمال  غير الشرعية  الموجبة للعقاب من الله تعالى انما  هي لعب ولهو في الحيا ة الدنيا  كالمسرة والمرح واللهو والطرب  وكل  ما يلهي الناس عن ذكر الله تعالى  فهذه الاعمال انما ملهاة لهم  ولا تعقب غير الذنب العظيم من الله تعالى  .

          فالحياة في الاخرة خير من كل ماعملوه . وما عمله المتقون في
الحيا ةالدنيا  من عبادة ربهم تعالى والايمان الخالص به واقامة التكاليف الشرعية  والصد ق في القول والعمل واشاعة العدل بين الناس  لهو خير للمتقين  افلا  يتعقل  ويرجع الكفار الى رشدهم  فيزهدوا في الحياة الدنيا  ويعملوا  للاخرة التي فيها الحياة الابدية .
   
   



**********************************    

                             3

              بسم الله الرحمن الرحيم

( قل  اريتكم ان اتاكم  عذاب الله او اتتكم الساعة  اغيرالله  تدعون ان كنتم صادقين *  بل اياه تدعون فيكشف ما تدعون اليه ان شاء وتنسون  ما تشركون )

                                          الايتان \  40 و41

الحمد لله \

  قل  يامحمد – والخطاب للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم – لاهل الكفروالشرك والعصاة  كيف يكون مصيركم  ومصير  اوثانكم  واصنامكم وما تعبدونه اذا نزل بكم العذاب في حياتكم الدنيا كما نزل على الامم قبلكم مثل عاد وثمود  مثلا  اوجاءكم  اوحل بكم يوم القيامة  بغتة  وانتم على احوالكم  في الكفر والضلال  .هل غيرالله تدعون اوتلجاؤن الى غيره  كي يكشف الضر و ما حل بكم في الحياةالدنيا  ؟
 فانتم في وقت الشدة  والضيق لابد ان تتوجهون اليه تعالى  بالدعاء والتوسل ليكشف عنكم ما احل بكم  متناسين  ماتشركون وما تعملون من اعمال منكرة  فالله تعالى  وحده القادر على كشف الضر عنكم ان شاء كشفه  وان شاء عذبكم في الدنيا بذنوبكم وفي  يوم القيامة اوفي الاخرة تردون الى اشد العذاب .



**************************************

                                  4

                     بسم الله الرحمن الرحيم

(   وهو القاهر  فوق عباده ويرسل  عليكم حفظة  حتى اذا جاء  احدكم الموت  توفته رسلنا وهم لايفرطون *   ثم  ردوا الى الله مولاهم  الحق  الا  له الحكم وهو اسرع  الحا سبين*)

                                      الايتا ن \   61و62

الحمد لله\

         الله تعالى هو الغالب والمسيطر كل السيطرة على عباده  وسكناتهم وحركاتهم وما يفعلون في ليل اونهار  وما يبدون وما يسرون  ويبعث عليهم من ملائكته  حافظين لهم  ولاعمالهم بحيث لايخفى عليه  منها خافية  وهم الكرام الكاتبون  وربما يكونون هم الحافظين لهم  من الاعداء من الجن والانس   في قيامهم وقعودهم ويقضتهم ومنامهم .

     وروي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما انه قال ( ان  لكل انسان ملكين موكلين فيه احدهما عن يمينه والاخر عن يساره  فاذا تكلم  الانسان بحسنة  اوفعل حسنة  كتبها الذي عن يمينه  واذا فعل سيئة او تكلم بسيئة قال الملك الذي عن يمينه للملك الذي عن شماله ننتظره لعله يتوب  منها  فان لم يتب ولم يستغفر ربه تعالى  فيغفرها  له   كتبها الذي عن شماله )
 وهذا  يستمران  في هذا  حتى اذا  ادركه الوقت المعلوم بالموت وانقضى عمره  المكتوب له  توفته  الملائكة الموكلون  باخذ الارواح   واصبح في  عداد الموتى  فترجع الارواح الى بارئها  الذي هو مولاهم الحق  فيقضي بينهم بحكمه العدل  فيحاسب الجميع كل  بمقدار عمله ونوعه .

 وجاء في الحديث الشريف ( ان الله تعالى يحاسب  الكل في مقدار حلبة شاة ) وهو مابين خمس الى خمس عشرة دقيقة  والله تعالى اعلم  .
   


****************************************    

                               5

                  بسم الله الرحمن الرحيم


( وان اقيموا الصلاةواتقوه  وهوالذي اليه تحشرون * هو الذي خلق السموات والارض بالحق  ويوم يقول كن فيكون  قوله الحق   وله الملك يوم ينفخ في الصورعالم الغيب  والشهادة  وهو الحكيم الخبير *)

                                                      الايتان \72و73


الحمد لله \

     امر الله تعالى نبيه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم  ان يامرنا باقامة الصلاة التي  هي عمود الدين   ( ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا  موقوتا )  فهي بداية الايمان واول التكاليف واثبتها  ولنجعل ايماننا   وقاية من كل سوء ونتقي الله تعالى  ونخشاه ففي يوم القيامة اليه تعالى كل الخلق يحشر .

          فالله تعالى هوالذي خلق السموات والارض  وما فيهما وما بينهما من كل الاشياء   خلقهما بالحق  فهو ذو القوة المتين الذي اذا اراد  شيئا قال للشيء كن فيكون   فحين تتعلق مشيئته بشيء  لم يكن فيقول له كن فيكون على الفور والسرعة  وبامره  تعا د الارواح الى اجسا مها  يوم القيامة  فيقوم الناس للحساب : اما ثواب واما عقاب .

         في هذا اليوم ياذن الله تعالى  بانقراض الكون  وانتهاء الحياة  الاولى او الحياة الدنيا  فيامر الله  تعالى الملك  اسرافيل  ان ينفخ – وهو الملك الموكل بالنفخ في الصور-  نفخة واحدة  – والصور بوق عظيم  يموت الاحياء من قوة صوته في النفخة الاولى -  فاذا نفخ فيه نفخة واحدة  وتسمى نفخة الفناء فيصاب  هذا الكون العظيم بمافيه من سماء وكواكب وارض وجبال وبحار ويتزلزل  ويصاب بخلخلة عنيفة تنحل بها كل الروابط التي تربط هذا الكون  بعضها البعض الاخر وترتج الارض  رجا عنيفا شديدا  وتندك  الجبال   د كا  مروعا  بحيث تصبح  هباءا منبثا او منتشرا  وتصاب السماء و ما فيها بانفطار عظيم  وينتهي او ينحل نظام الجاذبية بين الكواكب والاقمار والشموس فتتناثر ويرتطم  بعضها بالبعض الاخر  ويضمحل  ضوء الجميع  وتنكدر  الشمس  ويفقد  الكل كيانه وهيكله  فتنصهر هذه  المكونات السمائية  من شدة الحرارة التي تفرزها  هذه الانفجارات  فتذيب كل مافي الكون حتى يصبح كالنحاس  المذاب واذا العالم  بما فيه يصبح بخارا او دخانا او سديما  كما كان  قبل خلقه .
       اما الانسان  هذا المخلوق العجيب  الذي اصبح سيد هذا العالم بما فضله الله تعالى فاخذ يتعالى ويتطاول على ابناء جلدته وجميع  الخلق فانه عندما يرى هذه  الاهوال بام عينيه  ويسمع  اصوات الانفجارات  باذنيه   يرتهب ويداخله  الخوف و يتخلخل عقله ويفقد رشده وتخف كل احلامه  حتى يصبح كالفراش المثوث  من شدة  الفزع  وهذا  هو الفزع  الاكبر   ويصبحون سكارى وما هم بسكارى وليس هذا من بنات افكاري بل هوما بينه الله تعالى في كتابه الكريم  ومن هذه الايات البينات:
 ( ياايها الناس اتقوا ربكم ان زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما ارضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى  الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد   ) سورة الحج 1-2
( اذا وقعت الواقعة  0 ليس لوقعتها كاذبة 0  خافضة رافعة 0 اذا رجت الارض رجا 0 وبست الجبال بسا 0 فكانت هباءا منبثا0 ) الواقعة 1-6
( يوم تكون السماء كالمهل وتكون الجبال كالعهن  ولا يسال حميم حميما  يبصرونهم   يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه وحاحبته واخيه وفصيلته التي تؤويه ومن في الارض ثم ينجيه كلا انها لظى نزاعة للشوى)  المعارج 8-16
( فاذا  انشقت السماء فكانت وردة كالدهان ) الرحمن \37
 ( اذا الشمس كورت واذا النجوم انكدرت واذا الجبال سيرت )
 التكوير 1-3
( اذا السماء انفطرت واذا الكواكب انتشرت واذا البحار  فجرت )
 الانفطار 1-3
( القارعة 0 ما القارعة 0 يوم يكون الناس كالفراش المبثوث 0 وتكون الجبال كالعهن المنفوش  0 )
 القارعة  1-4
( اذا زلزلت الارض زلزالها 0 واخرجت الارض اثقالها 0 وقاتل الانسان مالها )  الزلزلة 1 -3

       ثم  يامر الله تعالى  الملك اسرافيل ان ينفخ فيه نفخة اخرى (فاذاهم قيام ينظرون ) بقدرة الله وعظمته حيث يكون في النفخة الثانية احياء الخلق منذ بدء الخليقة الى يوم قيام الساعة  فيساق الخلق الى  الحساب ويسمى يوم المحشر ايضا   ويوضع في هذا اليوم  الميزان  او العدل لينال كل امريء ما سعى  خيرا فخير وشرا فشر( يومئذ يصدرالناس اشتاتا  ليروا اعمالهم  فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ) الزلزلة

   والله تعالى ( عالم الغيب والشهادة ) عالم بكل شيء لاتدركه الابصار والحواس وبكل ماتراه الابصار وتحس به الحواس وهو الحكيم في  كل فعل يفعله  وخبير بما  يؤول اليه ذلك الفعل وبجميع الامور في كل الاحوال في السر والعلانية .


*******************************************

                                    6

                      بسم الله الرحمن الرحيم


( وهذا كتاب  انزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه ولتنذر ام القرى من حولها والذين يؤمنون بالاخرة يؤمنون به وهم على صلاتهم يحافظون *)

                                      الاية \ 92
     الحمد لله \
                                                                            
         القران الكريم  انزله الله تعالى صدقا  وعدلا  لامبدل لكلماته  وبارك الله فيه فهو مبارك ومصدق الكتب السماوية التي انزلت  قبله وحكمها باق لحد نزول القران الكريم  وقد انزله على  نبيه الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم لينذر النا س  جميعا بدءا من ام القرى مكة المكرمة أي يبدأ  بالاقرب  فالاقرب ا ناسا وامكنة.

       ثم  قرن الله تعالى الايمان  بالاخرة  فجعله جزء من الوصول الى الغاية المرجوة  فالايمان  بالاخرة جزء من الايمان بالله تعالى وجعل علامة ذلك المحافظة على الصلاة حيث انها عمود الدين كما جاء بالاثر فالصلاة  اذن  الجزء الاساس  الذي ينصب عليه مبدء الايمان  واساس الدين  وعموده الاعظم  لذلك جا ء التاكيد عليها  في القران الكريم  والحديث النبوي الشريف  فمن ضيع صلاته  كمن ضيع دينه  او اهم ركن من اركان دينه  وسد طريق ايمانه  والحديث الشريف -    بيننا وبينهم الصلاه  خير  دليل  على ذلك  فالصلاة  الدائمة والمحافظة عليها  عمود الدين وشذاه وعطره الفواح والدليل البين  على الايمان  ومن شهد له المسلون  بكثرة التردد الى المسجد للصلاه  شهد له  بالابمان ونبع في قلبه  غرسه وازهرت  شجرته  واثمرت فكانت الجنة له هي المأوى



*******************************

    
                                       7

                          بسم الله الرحمن الرحيم

( ولتصغى اليه افئدة الذين لايؤمنون بالاخرة وليرضوه وليقترفوا ما هم مقترفون *)

                                               الاية \ 113

الحمد لله


         جاء المشركون الى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم  وطلبوا ان يكون بينهم حكما  من احبار اليهود او رهبان النصارى وا ساقفتهم   فرد طلبهم الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم ان لا حكم  غير حكم الله تعالى  الذي انزل القران الكريم  صدقا وعدلا  ولا مبدل لكلماته  وحكمه وامره ان يحتكم فيه لا في غيره  حكما قاطعا فانه يسمع ويرى  وما يجري  وبماذا يحتكمون  فالقران الكريم فيه حكم الاولين والاخرين لانه  مصدق لما بين يديه من التوراة والانجيل  وكل  حكم  منقوض  الا حكمه  فهو الحكم  العدل  واليه  يحتكم  الجميع  فهو  حكم  الله   تعالى   وفيه التمييز بين الحق  والباطل  والحلال والحرام  وانهم  أي اليهود والنصارى  ليعلمون انه منزل من ربهم بالحق  ومنزه  واياته قمة الصدق  واساس العدل  انزله  الله تعالى الى الحبيب المصطفى  صلى الله عليه وسلم  بالحق لا  ياتيه  الباطل  من بين  يديه ولا من خلفه تنزيل من حميد مجيد  ولامبدل لكلماته  ولا لحكمه   وان كل حكم  او حالة  لا تحتكم الا به   فلا احد يقدر ان ياتي بمثله  او باصدق وبأحق من  حكمه  فالحكم لله تعالى  والاحتكام  يكون  الى القران الكريم وفيه ابدا  فان الله هو السميع  لما يحتكمون اليه وفيه  وعليم بما يجري وما يريد المحتكمون في ذلك


              ***************************

                                     8

                       بسم الله الرحمن الرحيم

 (  قل  فلله  الحجة البالغة  فلو شاء لهداكم اجمعين *  قل هلم شهداءكم الذين  يشهدون ان الله حرم هذا  فان شهدوا  فلا تشهد  معهم  ولا تتبع اهواء الذين كذبوا باياتنا والذين لايؤمنون بالاخرة وهم  بربهم يعدلون*)
                                                            الايتان \  149و150

الحمد لله \

         يؤكد الله تعالى للحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم ان له  تعالى  الحجة البالغة أي الدلالة الواضحة اواقصى درجات القوة لانه تعالى  بمشيئته    متعلق علمه الازلي  بافراد العباد  الذين  خلق  لهم الحواس والعقل وتصريف الارادة وفي علمه تعالى  ان احد منهم يختارالامرالحسن الموافق للعدل او يختار خلافه فلو شاء لهدى  الناس جميعا   الذي  تعقل وفهم مشيئة الله تعالى  وخاف عقابه  واحب ثوابه او الذي اختارخلاف ذلك وفي تفسير روح المعاني  ان الحجة البالغة  اشارة الى  ان العلم  تابع للمعلوم  وان ارادة الله تعالى  متعلقة  باظهار ما اقتضاه استعداد المعلوم في نفسه مراعاة   للحكمة  جودا ورحمة  لا  وجوبا .

           ثم بين سبحانه انهم  لا حجة لهم في ذلك وان الحجة البالغة له جل وعلا لا لهم  ثم اوضح تعالى ان كل واقع بمشيئته  وانه لم يشا  منهم الاما صدر عنهم  وانه تعالى لو شاء منهم الهداية  لاهتدوا اجمعين  
   فلو شاءالله  لجعل البشر  مستعد لقبول الهداية  ولمنعه من اتباع هواه  ومن النظر الى اثار قدرة  الله البالغة  اما عنادا   اواستكبارا  ولنور قلوب البشر بنورالايمان  ولهداهم اجمعين  .

       وفي هلم  شهداءكم  خطاب الى االنبي  محمد صلى الله ليه وسلم      بان قل  للذين لا  يؤمنون  ان يحضروا شهداءهم وساداتهم الذبن اضلوهم وبينوا ان هذا حرام فحرموه على انفسهم حسب اهواء اصحابهم  فان احضروهم وشهدوا بذلك فلا تصدق  بهم ولا  تتبع  اهواءهم وما يريدون  . حيث  وصّل الله تعالى له  صلى  الله عليه  وسلم الادلة القاطعة والحجة البالغة الدامغة فكذبوها فهؤلاء لايؤمنون بالاخرة او بيوم القيامة ويجعلون  الله تعالى عديلا لهم اومساويا لهم . الا  ساء ما يفكرون  وما يظنون .

            ******************************
 



                           

           
               يوم القيامة في سورة الاعراف


                                  1

                         بسم الله الرحمن الرحيم

 الوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه  فاولئك هم المفلحون * ومن خفت موازينه فاؤلئك الذين خسروا انفسهم بما كانوا باياتنا يظلمون*)

                                              الايتان \ 8و9

 الحمد لله:

        الله سبحانه وتعالى الحكم العدل يحشرالناس  جميعا في يوم القيامة لتجزى كل نفس بما كسبت ولا ظلم في هذا اليوم فيحاسب كل انسان على ما قدمت يداه في الحيا ة  الدنيا  فمن ثقلت حسناته في ميزان الحق فقد فاز بالجنة التي وعد المتقون  وهو من المفلحين .

          واما من ثقلت سيئاته وخفت حسناته بما كسبت يداه من اعمال الشر واقتراف المعاصي فمصيرهم النار هم فيها خالدون خلود الابد  وقد خسروا  انفسهم وضيعوها  وكانوا لانفسهم ظالمين   .

           *******************************

                                  2
   
                        بسم الله الرحمن الرحيم

   (  يابني ادم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لايحب المسرفين * قل من حرم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين امنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة  كذلك نفصل الايات لقوم يعلمون * )

                                                   الايتان \  31-32
 الحمد لله :

            يخاطب الله تعالى جميع البشر  ان يتزينوا ويتجملوا  في حضرة مساجدهم  وان يلبسون  اجمل   ملابسهم  ويظهروا  بالمظهر  ا للائق
 والانيق مع التطيب  قدر الامكان وحسب الحالة الاجتماعية  للفرد ونهى سبحانه وتعالى  عن الاسراف في الملبس والماكل  يتجاوز حد الاسراف والابتذال في التزين والتانق بحيث يخرج عن حالة الايمان  .

         اما في  الطيبات من الرزق من الطعام والشراب  والتفكه فيوجب سبحانه  وتعالى   ان تكون حلالا  من  كسب  حلال وبمال حلال  ليكون مستساغا حين اكله هنيئا  مريئا  ففي يوم القيامة  تكون كل انواع الرزق خالصة للمؤمنين في رحاب الجنة  التي وعدهم الله تعا لى  بها وفيه ما تشتهي انفسهم ومايطلبون  والله تعالى خيرالرازقين  .
       
             وفي اسباب نزول هذه الايات  روي عن ابن عباس رحمهما الله تعالى انه كان بعض الناس يطوفون  بالبيت حرام عراة بغيرملابس رجالا ونساءا   فانزل الله تعالى هذه الاية المباركة  لوجوب ستر العورة اثناء الصلاة  وفي الطواف


       ***********************************

                                            3

                                بسم الله الرحمن الرحيم


  (  يابني ادم  اما ياتينكم رسل منكم  يقصون عليكم  اياتي فمن اتقى واصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون * فمن اظلم ممن افترى على الله كذبا او كذب باياته  اولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب  حتى اذا  جاءتهم رسلنا يتوفونهم  قالوا اين ما كنتم  تدعون من دون الله  قالوا ضلوا عنا وشهدوا على انفسهم انهم كانوا كافرين*قال ادخلوا في امم قد خلت من قبلكم من الجن والانس في النار كلما دخلت امة لعنت اختها حتى اذا اداركوا فيها جميعا قالت اخراهم  لاؤلاهم ربنا  هؤلاء اضلونا فاتهم عذابا ضعفا من النار  قال لكل ضعف ولكن لاتعلمون * وقالت اولاهم لاخراهم  فما كان لكم علينا من فضل  فذوقوا العذاب بماكنتم تكسبون * ان الذين كذبوا باياتنا واستكبروا عنها لاتفتح لهم ابواب السماء  ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط وكذلك نجزي المجرمين * والذين امنوا وعملوا الصالحات لانكلف نفسا الاوسعها اولئك اصحاب الجنة  هم فيها خالدون* ونزعنا ما في صدورهم من غل  تجري من تحتها الانهار  وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق ونودوا ان تلكم الجنة  اورثتموها بما كنتم تعملون * ونا دى اصحاب  الجنة  اصحاب النار ان قد وجدنا مالوعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا  قالوا نعم فاذن مؤذن  بينهم ان لعنة الله على الظالمين *  الذين يصدون  عن سبيل الله ويبغونها عوجا وهم بالاخرة هم كافرون *  وبينهما حجاب وعلى الاعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم  ونادوا اصحاب الجنة ان سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون * واذا صرفت ابصارهم تلقاءاصحاب النار قالوا ربنا لاتجعلنا مع القوم الظالمين *  ونادىاصحاب الاعراف رجالا  يعرفونهم بسيماهم قالوا ماغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون * اهؤلاء الذين اقسمتم  لاينالهم الله برحمة ادخلوا  الجنة لاخوف عليكم ولا انتم تحزنون * وادى  اصحاب النار اصحاب الجنة ان افضوا علينا من الماء او مما رزقكم الله قالوا ان الله حرمهما على الكافرين* الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا  وغرتهم الحياة الدنيا فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم  هذا وما كالنوا باياتنا يجحدون * ولقد جئناهم  بكتاب فصلناه على علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون * هل ينظرون الا  تاويله  يوم ياتي تاويله يقول الذين نسوه من قبل  قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا اونرد فنعمل غيرالذي كنا نعمل قد خسروا انفسهم وضل عنهم ماكانوا يفترون *)

                                          الايات \ 35 -53

  الحمد لله :

            يخاطب الله تعالى  الناس اجمعين – فكل الناس من  ذرية ادم -  ليطلعهم على ما يكونون عليهم في الحياة الاخرة  او يوم القيامة  ويخبرهم ان الرسل الذين ياتونهم من جنسهم ومن قبائلهم في الاكثر ويتكلمون   بلغاتهم  وانهم ياتمرون  بامرالله تعالى  فوجب  تصديقهم و الايمان بما  جاؤا به من الله تعالى الى الناس  فمن امن بهم  واتقى واصلح  في عمله  ونفسه  واطاع الله ورسوله  فلا خوف عليهم من عذاب النار  في يوم القيامة ولايحزنون  على مافاتهم  في الدنيا  لانهم سيدخلون الجنة وسيجون كل خير محضرا .

     واشد الناس ظلما  الذين  يبقون على عنادهم  واستكبارهم  وكفرهم  فيشركون بربهم ولا يطيعون رسله فسيكون مصيرهم نار جهنم  هم فيها خالدون  فهم المفترون على الله تعالى  الكذب ويبقون على ضلالتهم في حياتهم الدنيا  حتى ياتيهم ملك الموت  الذي وكل بقبض ارواحهم  فيقول لهم اين الهتكم التي  كنتم تعبدونها من دون الله ؟  فيقولون ضلوا عنا   بل حادوا عنا  واتخذوا طرقا غير طريقنا .
 وفي  قولهم هذا  شهادة  منهم انهم كافرون  بانكارهم  لوحدانية الرب الجليل وتكذيبهم لرسله الكرام

           ففي يوم القيامة  يدخلون  نارجهنم وهناك يجدون  امما امثالهم  وكلما دخل فوج منهم لعن الذين دخلوا فيها قبلهم  حتى اذا اجتمع اصحاب النار من شتى الملل والاديان في جهنم  قالوا ان كبراءنا وساداتنا اضلونا السبيل  فزدهم  يارب عذابا اكثر من عذابنا  فيقول لهم الله تعالى :  كلكم في العذاب مشتركون وكلكم عذابكم مضاعف لا  فرق بين متقدم ومتاخر وبين سيد ومسود و كل في العذاب مشتركون.
 
         فالذين استكبروا وكذبوا بما  جاء  به الرسل  والانبياء  لا تفتح لهم ابواب رحمة الله في السماء ولا يدخلون  الجنة ابدا  فثلهم مثل الجمل هذا الحيوان الكبير كيف  يستطيع الدخول او العبور والخروج من خلال ثقب الابرة الصغير المتناهية فتحته في الصغر  كذلك هم لا  يدخولون الجنة ابدا  و المؤمنون العاملون العمل الصالح  الذين  كشف الله  لهم الطريق بعظمته وعظمته لقلبه بجمال الجلال فيسكن المرء الى الله تعالى ويعتمد عليه ويستعين به  الذين قد كملت طهارة قلوبهم وصفا  حالهم في روحية رسمها الله لهم كل حسب مقدرته  وكفاءته  وعلمه فليس العالم كالجاهل ولا الغني كالفقير .. كل بما تسع نفسه وما يكتمل فيه فكره وذاته في الله تعالى ويقاس هذا بوزن العمل الصالح الذي فعله في حياته الدنيا   فاذا تجرد من كل امور الدنيا واخلص العبد لله تعالى عد من اصحاب الجنة ودخلها بفضل الله تعالى مع المؤمنين الذين كتب الله لهم الخلود الدائم فيها .

      وما اروع ما يصف المصحف الشريف أصحاب الجنة وما اعظم ما ورد فيهم من خلو قلوبهم التي في صدورهم وانفسهم الطاهرة وارواحهم الطيبة من الحقد والكراهية- ونزعنا مافي صدورهم من غل-    أخالهم يسبحون في نعيم الجنة  يتفيؤن ظلالها وتحت اشجارها الوارفة والانهار الجارية يملأ قلوبهم الحب الغامر والفيض الالهي  وتحف بهم الملائكة من كل صوب   في فرح عظيم   ونعيم مقيم لا  يعرفون  الا الخير والسعادة  الابدية . وهم السنتهم تردد الحمد لله رب العالمين الذي هدانا لهذا الخير وهذا النعيم واورثنا الجنة نتبوء من الجنة حيث نشاء فنعم اجر العاملين   والهداية وعد من الله تعالى لعباده الذين اختارهم لهدايته . فلولا هداية الله لهم لما اهتدوا الى سبيل الرشاد ودخلوا الجنة فالله تعالى قد ارسل رسله لعباده فامن الذين هداهم الله بهم لانهم جاؤوا بالحق  والطريق المستقيم رسموه لكل  العباد   ولكن المؤمنين  امنوا  واتبعوا الرسل وقاموا بكل العبادات المفروضة عليهم في جميع الاديان كل حسب شريعته قبل مجي النبي محمد صلى الله عليه وسلم  الذي بعثه ربه رحمة   للعالمين  كافة  فلماء جاء الاسلام ونبوة الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم امنوا به  فكانوا مسلمين .. لذا   نادتهم  الملائكة الموكلون  ان ادخلوا الجنة جزاء ما فعلتموه من خير في حياتكم الدنيا وتمتعوا بنعيمها فانتم أصحاب الجنة .  

        وفي هذا المشهد من مشاهد يوم القيامة  يصف المصحف الكريم اصحاب الجنة  وهم  في   نعيمها  رافلون  مستانسون وقد وجدوا كل ماوعدهم الله تعالى من نعيم  فيها  فينادي اصحاب الجنة  اصحاب النار  انهم وجدوا كل ماوعدهم ربهم  متحققا فيها صدقا وحقا فهل وجدتم ايها الكافرون ماوعدكم ربكم من عذاب شديد في النار  فيجيبون  نعم  فهنالك يسمعون الصيحة بالحق وينادي المنادي ان لعنة الله على الكافرين الذين ظلموا انفسهم باعمالهم المشينة فادخلوها النار. الذين كانوا لايناهون عن منكر  يفعلونه  وكانوا يصدون الناس عن الدخول في دين الله او يسوغون لهم فعل المنكرات  ونسوا يوم القيامة  يوم الجزاء وما فيه من الثواب والعقاب  فاصبحوا به كافرين .

         جعل الله تعالى  بين الجنة والنار  حجابا  وحاجزا منيعا باطنه في الرحمة حيث اصحاب الجنة وظاهره من قبله العذاب  وفيه اصحاب النار . وفي اعلى هذا  السور فئة اخرى من الخلق تساوت حسناتهم وسيئاتهم فلم تؤهلم حسناتهم لدخول الجنة  وقلت سيئاتهم عن دخولهم النار  فبقوا بين الجنة والنار وهم  مايسمون باصحاب الاعراف   فهم يعرفون اصحاب النار ويعرفون اصحاب الجنة بسيماهم .

       ونادى هؤلاء أي اصحاب الاعراف اصحاب الجنة ان سلام الله عليكم  فزتم بالجنة ونعيمها وتمتعم  بما وعدكم ربكم بها  وفي انفسهم حسرة ان يدخلونها ويطمعون في دخلولها الا  ان حسناتهم  لم  تسعفهم  في الدخول
   واذا اتجهت ابصارهم تلقاء  اصحاب النار   يفزعهم ما يرونه من اهوال وعذاب يعيشونه اصحاب النار  فترتعب منهم القلوب وترتجف النفوس فيلجاؤن الى الله تعالى  فيسالونه ان لا  يجعلهم من اصحاب النار.

     ثم ان اصحاب الاعراف ينادون رجالا يعرفونهم بعلاماتهم  وصفاتهم يرسفون في عذاب جهنم  ليقولون لهم  شامتين فيهم ماذا افادكم عملكم المخزي في الحياة الدنيا  واستكباركم فيها فاخسؤا فيها داخرين  اهؤلاء الذين اقسمتم – يعنون بهم اصحاب الجنة - ان لاينالهم الله تعالى برحمته فقد رحمهم الله تعالى  وادخلهم في رحمته فلاخوف عليهم ولا هم يحزنون

      وفي هذا المشهد العظيم  يخبرنا الله تعالى ان اصحاب النار يستغيثون باصحاب  الجنة  لعلهم  يمنون عليهم   بشربة  ماء  او ببلغة  من طعام  فيجبونهم ان الله تعالى حرم عليهم الماء والطعام  جزاء ما اقترفوه في الحياة الدنيا الذين اتخذوا لهوا ولعبا  وغرتهم اموالهم واعمالهم المشينة  وكفرهم بما  جاءهم  بكتاب  الله تعالى الذي فصل فيه كل  الامور هدى ورحمة للمؤمنين .
  
         فقد انزل الله تعالى القران الكريم مفصلا  فيه كل الاحداث والاحوال  والامورفي الامم السابقة وعبرة وعلما  وهداية  ورحمة للمؤمنين الذين   يصدقون بيوم الدين  وعلموا انه منزل من ربهم  وتدبروا ا ياته  واحكامه
 فالكافرون  لم يبق امامهم  الا  ان ينتظروا  ما وعدهم ربهم في القران الكريم بعد  ان نسوه . انه تعالى  سيبعثهم من بعد الموت  في يوم القيامة  ويحاسبهم على افعالهم  وسيعلمون  انه الحق المنزل من ربهم   فيؤمنوا به  وبالرسل  ويتاكدوا ان رسل الله تعالى عليهم السلام على الحق المبين  عند ذلك  يستغيثون  طالبين ا لشفاعة او الرجوع الى  الدنيا  ليعملوا غير الذي كانوا يعملونه يعملون الصالحات ويتوبون الى  الله تعالى عما فعلوه  من قبل  لكن الله تعالى نفذ حكمه فلا مغيث ولا ناصر  قد خسروا  انفسهم وضلت اعمالهم فهم كافرون   شاء  الله تعالى  ان يدخلهم جهنم  فادخلهم فيها جزاءا  لما لما كانوا يعملون  وبهذا خسرو الدنيا والاخرة وذلك هو الخسران المبين.

************************************ 

                                  4

                     بسم الله الرحمن الرحيم

( والذين كذوبوا  باياتنا  ولقاء الاخرة حبطت اعمالهم  هل يجزون الا ما  كانوا  يعملون *)  

                                         الاية \ 147

 الحمد لله \

           يلقى النا س ربهم في يوم القيامة ليحاسبون على مافعلوه  في الشطر الاول من حياتهم وهي الحياة الدنيا   فالذين كذبوا منهم بايات الله التي انزلها على رسله اليهم  وكذبوا   بيوم القيامة وقالوا   حياتنا هي الحياة الدنيا  فلا  توجد  حياة   بعدها  وبعث ولا  نشور سيكون مصيرهم ان غضب الله عليهم ويبقون في شر اعمالهم  ثم النار مصيرهم خالدين فيها ابدا   فهل يجزون الا  باعما لهم التي عملوها  وما فيها من سوء قصد وفساد اعمال في الاخرة .


****************************************


                                        5

                       بسم الله الرحمن الرحيم

   ( واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا  فلما اخذتهم الرجفة  قال رب لوشئت اهلكتهم من قبل واياي اتهلكنا بما فعل السفاء منا  ان هي الا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء  انت ولينا  فاغفرلنا  وارحمنا وانت خير الغافرين *  واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الاخرة   انا هدنا اليك   قال عذابي اصيب به من اشاء ورحمتي وسعت   كل شيء   فسأكتبها للذين  يتقون  ويؤتون الزكاة والذين هم باياتنا يؤمنون *  الذين يتبعون الرسول النبي الامي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة  والانجيل يامرهم بالمعروف وينهاهم  عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم اصرهم والاغلال التي كانت عليهم    فالذين امنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النورالذي انزل معه اولئك هم المفلحون )

                                         الايات \ 155 و156و157

الحمد لله :

                   اختار موسى عليه السلام سبعين رجلا من بين قومه بني اسرائيل  ممن عرفوا التقوى وحسن العبادة والايمان الخالص  لرب العالمين ولما صل  موسى عليه السلام بهم الى جبل الطور في سيناء وصعدوا الجبل اصابتهم رجفة مذهلة شديدة فوقعوا  مغشيا عليهم فوق الجبل  قد لحقتهم غشية شديدة  لما زلزل الله تعالى الجبل بهم في قصة معروفة مفصلة في القران الكريم وهؤلاء السبعين رجلا  على ما ارى  اختارهم موسى عليه السلام بعد المنا جاة الاولى  اي بعد قيام بني اسرائيل بعبادة العجل  لان حادثة عبادة العجل  بينت  الصالح من المشرك اوالكافر من بني اسرائيل لذلك اختارهم موسى عليه السلام من الذين لم يدنسوا قلوبهم بعبادة العجل  ولم يطيعوا السامري في عبادة عجله الذي صنعه لهم   وكانوا من خيار رجال بني اسرائيل الا انهم لم يهجروا قومهم عند عبادتهم للعجل  بل ظلوا معهم فعاقبهم الله تعالى على هذه  وفي هذه الحالة نرى انهم تساقطوا على الجبل  تساقط اعجاز النخل الخاويةفلما راى موسى عليه السلام  ذلك  ذعر وخاف  وارتهب من هول الحالة  وظن انهم ماتوا  وانه سيرجع الى بني اسرائيل بمفرده  واوجس في نفسه خيفة موسى  من هذا الامر كيف سيرجع بمفرده الى قومه ماذا سيقول لهم  ماذا لوحاسبوه عليهم وهم خيار القوم وملئهم  فالتجأ موسى عليه السلام  الى الله تعالى بالدعاء ورفع يديه الى ربه في دعاء عريض  وقلب واجف مؤمن  ونفس تائبة عابدة  قائلا : يارب انت سبحانك لم لم تهلكنا من قبل الميعاد وقبل وصولنا الى الجبل  فامنن علينا برحمتك وعفوك عنا واكشف مابهم من غشية- واعد اليهم الحياة ولا تهلكنا بما فعل السفهاء منا  انت متولي امورنا  فاغفرلنا  كل عمل  اخطاءنا به  وارحمنا وانت خير الراحمين واغفر لنا خطايانا وانت خير الغافرين  وحقق لنا ياربنا  حياة افضل في هذه الدنيا نعيش فيها بكثرة المال والولد والصحة والامان والصلاح والفلاح  وحقق  لنا ياربنا  حياة افضل منها في الاخرة فادخلنا جنتك التي وعدت عبادك  المؤمنين بها   فاستجاب الله تعالى لدعائه  فمن عليهم سبحانه بنعمة الحياة  وتفضل عليهم بالتقوى والايمان  وغفر لهم ذنوبهم واسرافهم في امورهم  فانه غفور رحيم  للذين  يخافون الله تعالى  فلا يعصونه  ولايفعلون  ما لايرضى من القول والعمل  بل يعبدونه  حق عبادته ويؤتون صدقات اموالهم ويصدقون بما جاء به موسى عليه السلام  والذين يتبعون النبي حبيب الله المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم واذا ماشهدوا رسالته  السمحاء التي جاءت للعالمين جميعا  من اليهود والنصارى  الذين يدركون وقت نبوته عليه الصلاة والسلام  فيدخلون في الاسلام  بعد ان عرفوا صفاته  في التوراة والانجيل وهي مكتوبة عندهم فيها  ومنها  انه  امي لايقرأ ولايكتب  وانه يامر بالمعروف وينهى عن المنكر  ويحل لهم الطيبات  التي كانت ممنوعة عليهم شرعا ويحرم عليهم الخبائث التي ابتدعوها  ويفك اثقال  القيود الشرعية  الثقيلة عليهم  لان الله تعالى انزل معه صلى الله عليه وسلم  نورا  مبينا للناس جميعا  وهو القران الكريم  فان فعلوا ذلك فقد  فازوا برحمة من الله تعالى وفضل لم يسسهم سوء ويستحقون التمتع في نعيم جنات رب العالمين  انه نعم المولى ونعم النصير




**********************************  


                                    6

                           بسم الله الرحمن الرحيم

 ( واذ تاذن ربك ليبعثن عليهم الى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب  ان ربك لسريع العقاب  وانه لغفوررحيم *)

                                                 الاية \ 167

 الحمد لله \ 

         اليهود قوم جبل اغلبهم على الحقد والكراهية وفساد الطبع حتى مع الله تعالى  لذا غضب الله تعالى عليهم  فجعل منهم القردة والخنازير وعبدة الطاغوت  .

       والله تعالى يؤكد في هذه الايةالمباركة( ليبعثن   عليهم الى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب )  وقد كانوا  ذلك فعلا  فكلما  كبرت شوكتهم وقويت مكانتهم وقوتهم اذلهم الله تعالى  اما بين ايدي بعضهم البعض  اوبايدي اقوا م اخرين  والتا ريخ يشهد بذلك  فقد  ابتلاهم  بالعماليق  وابتلاهم بفرعون ملك الاقباط  في مصر   وابتلاهم بملوك الروم يقتلونهم شر  قتله وابتلاهم  ببختنصر ملك بابل  الذي سباهم  وقتل خلقا كثيرا منهم ثم استعبدهم  ثم ابتلاهم  بعمربن الخطاب في الاسلام بعد افسادهم في الارض  ثم تفرقهم في جميع البلاد شرقا وغربا  وقد هددهم الله تعالى في سورة الاسراء في القران الكريم بقوله تعالى ( وان عدتم عدنا ) أي اذا تقويتم وبدأتم في اذى الخلق او الناس من جديد سوف نعود فندمركم .

     وفي هذا الوقت بدت القوة عليهم من جديد بعد ان تجمعوا في فلسطين بامر من الدول الكبيرة الكافرة  وبدؤا  يعتدون على المسلمين في فلسطين متناسين قول الله تعالى – وان عدتم عدنا – أي اذا عدتم  الى    طغيانكم  واذى  الاخرين  سنعود فنرسل عليكم  من يسومكم سوء العذاب الى يوم القيامة وفي هذا اليوم  ستكون  جهنم مصيركم  والنار  مثواكم  فيها فان الله سبحانه سريع العقاب  وانه للمؤمنين غفور رحيم واسع المغفرة ورحمته وسعت كل شيء.    



   ******************************



                                          7

                       بسم الله الرحمن الرحيم

(  واذ اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا   ان تقولوا يوم القيامة ان كنا عن هذا  غافلين* او تقولوا انما اشرك اباؤنا من قبل  وكنا ذرية  من  بعدهم افتهلكنا بما  فعل  المبطلبون * وكذلك  نفصل الايات لعلهم يرجعون *  )

                                              الايات \ 172- 174

  الحمد لله \  
     
            الله سبحانه وتعالى يوم خلق ادم  من طين  (  الذي احسن كل شيء خلقه وبدء خلق الانسان من طين )  سورة السجدة \ 7 جعل نسله في صلبه ( ثم جعل نسله من سلالة  من ماء مهين ) سورة السجدة\  8 أي ان هذا الماء المهين الذي تتقزز منه النفس ولا تستسيغ النظر فيه اواليه يتكون من صلبه بالنسبة للرجل ويتكون من ترائب المرأة أي من اعلى صدرها (  فلينظر الانسان مم خلق* خلق من ماء دافق* يخرج من بين الصلب والترائب* ) سورة الطارق الايات \ 5-7   وحين  تجتمع النطفة الذكرية بالانثوية عند التزا وج ( انا خلقنا الانسان من نطفة امشاج ) سورة الانسان \ 2  فتلقحها فتتحول هذه الامشاج الى علقة في رحم الام  ثم تكبر فتكون مضغة ثم تكبر  المضغة  قتكون عظاما  ثم تنكسي هذه العظام باللحم لتكون  طفلا   في بطن امه ثم تنبعث الروح فيه  بعد مائة وعشرين يوما من التقاء الامشاج بالتزاوج وهو في بطن امه  أي قبل  خمسة اشهر من يوم ولادته (  ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين* ثم جعلناه نطفة في قرار مكين * ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة  فخلقنا المضغة عظاما  فكسونا العظام لحما  ثم انشاناه خلقا اخر* فتبارك الله احسن الخالقين  ) سورة المؤمنون\ 12- 14   

        وفي حديث الرسول الكريم عن خلق الانسان  قال صلى الله عليه وسلم (  وان احدكم  يجمع خلقه في بطن امه اربعين يوما نطفة  ثم يكون علقة مثل ذلك  ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم ياتي اليه الملك  فينفخ   فيه الروح  ثم يؤمر بكتب ا ربع كلمات رزقه واجله وعمله  وشقي اوسعيد )
 
  ثم يولد الانسان طفلا  ثم يكبر فيكون رجلا يافعا  فشابا فكهلا  ثم يشيب
في مرحلة الشيخوخة ثم ينتهي بالموت في  الوقت المعلوم والمؤجل له ان لم يمت وهو في بطن امه اوفي طفولته اوفي شبابه اوفي كهولته  وعدا مقدرا ومحتوما على كل انسان (  كل نفس ذائقة الموت ).

        وبعد خلق الانسان  اشهدهم ربهم على انفسهم ( أ لستم بربكم  قالوا بلى  شهدنا على انفسنا  )  قالوا  بلى انت ربنا  وشهد بها ارواحهم وانفسهم وقلوبهم اضافة الى كل عضو من اعضاء  ا جسا دهم   شهدوا بربوبيته  وانما فعل الله تعالى بهذه الشهادة  كراهة  ان ياتي احدهم يوم  القيامة  فيقولون انا كنا  عن ربوبيتك  غافلين او عن عبوديتنا لك غافلين  او لا نعلم بذلك فليس علينا عقاب  لعدم معرفتنا  بهذا  او يقولون  لدفع  الاذى عنهم او العقاب  ان آباءنا كاموا كذلك فكنا ذريتهم وعلى اثارهم سائرون  وفعلنا  مثلما كانوا يفعلون  فنحن  على اثا رهم مقتدون  فاذا كان عملهم فيه عقاب  فعليهم العقاب والعذاب لا علينا  فلا تعذبنا بما وجدنا عليه آ باءنا   وتاخذنا بذنوبهم  فانك انت الرؤوف الرحيم .

        وكذلك اخذ رب العالمين العهود والمواثيق من ارواح البشر  اومن ذريته  وهو في صلب ابيه  اضافة الى ما ارسله اليهم من الرسل والكتب المنزلة  لعلم يرجعون عن غيهم  اليها ويعرفون طريق   الحق  المبين والصواب الواضح  .

    وفي تفسيرالبيضاوي رحمه الله جاء ( واشهدهم على  انفسهم ) أي نصب  لهم  دلائل ربوبيته  وركب في عقولهم ما يدعوهم  الى الاقرار بها حتى صاروا بمنزلة من قيل لهم  \ الستم بربكم  ؟  قالوا بلى  فنزل  تمكينهم من العلم بها وتمكنهم منه بمنزلة الاشهاد والاعتراف .


************************************ 

                               8

                    بسم الله الرحمن الرحيم

 يسالونك عن الساعة ايان مرساها قل انما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها الا هو   ثقلت في السموات والارض لا  تأ تيكم الا بغتة   يسألونك كأنك حفي عنها قل انما علمها عند الله ولكن اكثرالناس لايعلمون *)

                                   الاية  \187

  الحمد لله \
   
                 الساعة  هو الوقت  المعلوم لموت الخلائق كلها ويعرف بيوم القيامة ايضا . والساعة عندنا  اصطلاحا  اسم لوقت معين مقداره جزء واحد من اربعة وعشرين جزءا من اليوم وهو الليل والنهار .

       جاء في تفسير( مواهب الرحمن في تفسيرالقران) للسيد عبد الكريم محمد المدرس  البياري  في اسبا ب نزول هذه الاية \  (الساعة في الاصل اسم ولقت قليل المقدار وعند الفلكيين  عبارة عن جزء من اربعة وعشرين جزءا من الليل والنهار  وفي عرف الشرع تطلق على يوم موت الخلائق وعلى يوم البعث يعني يوم قيام  الناس لرب العالمين   وفسروها بيوم القيامة  ولعل المراد  احد  ذينك اليومين  والسائل عن ذلك اناس من قريش  فقد اخرج عبد بن حميد  وابن جرير عن قتادة  ان قريشا قالوا يا محمد اسر الينا  متى  الساعة لما بيننا من القرابة  فنزلت . والكثيرون على ان السائل انا س من اليهود فقد اخرج ابن اسحاق وغيره عن ابن عباس رضى الله عنهما  قال حمل ابن ابي قشير وسمول بن زيد لرسول الله صلى الله عليه وسلم \ اخبرنا متى الساعة  ان كنت نبيا كما تقول فانا نعلم متى هي وكان ذلك امتحانا منهم مع علمهم انه تعالى قد استاثر بعلمها فانزل الله تعالى الاية - ايا ن مرساها  ).

        بين الله تعالى ان الساعة تاتي بغتة اوفجأ ة   بامر الله تعالى فقد جاء في الحديث الشريف (  ان الساعة تهيج بالناس والرجل يصلح حوضه  والرجل يسقي ماشيته  والرجل يقوم سلعته في سوقه والرجل يخفض ميزانه ويرفعه)  أي تاتي والخلق كل يعمل بعمله  ولا يعلم بوقتها او بقيامها لاملك مقرب ولا نبي مرسل علمها عند الله تعالى  وامرها  اليه جل شانه  لا تقوم الا بمشيئة الله تعالى  وامره   فالانبياء     والرسل   لا يعلمون عن  وقت قيامها أي شيء  وقد جاء في المصحف الشريف على لسان الحبيب المصطفى- ( قل  لا املك لنفسي  نفعا  ولا   ضرا الا ما  شاء الله  و لوكنت اعلم الغيب  لأستكثرت من الخير  وما مسني السوء ان انا  الا نذير وبشير  لقوم  يؤمنون )

       فعلم الساعة عند الله وحده واقد استاثر به لنفسه تعالى اخفى  عن العباد ميعادها ووقتها  لكي يكون الناس في  حذر من مجيئها   ووصف الساعة  بانها  ثقيلة  على السموات والارض فاذا جاء  اشراطها ستنشق السماء  وتتناثرالكواكب وتتكور الارض  وينخسف القمر  وفي الارض تسير الجبال  وتسجر الابحار وتبدل الارض  غيرالارض  باذن الله تعالى وثقيلة على القلوب ايضا  اذ بمجيئها  سيحضرون للحساب فاما الثواب واما العقاب  وتاتي غفلة  حيث تكون الحياة - حين تاتي- على حالها  لا تغيير فيها حتى تقوم فان قامت اوامر الله تعالى بقيامها  تتغير كل الامور  وتنقلب  كل الموازين ولا يعلم ما هو كائن ولا مايكون غيرالله تعالى .


**********************************










           يوم القيامة في سورة الا نفال

                                     1

                        بسم الله الرحمن الرحيم
  
     
 ( ماكان لنبي ان يكون له اسرى حتى يثخن في الارض تريدون عرض الدنيا والله يريد الاخرة والله عزيز حكيم *)

                                                                                                                                                                        الاية\ 67

الحمد لله\
   
      الله تعالى  بين لحبيبه المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم  انه ما يستقيم امر او يقوم  لاي نبي من الانبياء  الا اذا كان شديد  في تعامله مع من  يقع  في  ايديهم  من الاسرى  فيقتلهم  ليقضي على  راس الكفر  والضلال اوالشرك ويثبت دين الله في الارض وفي الاية  تانيب  للنبي  محمد صلى الله عليه وسلم  على ما فعل يوم بدر في الاسرى حيث اخذ الفداء عنهم  والفداء بحد ذاته عرض الدنيا  الذي يرغب به الانسان بينما الله تعالى يريد لهم عرض الاخرة  وثوابها  لهم في يوم القيامة  حيث يجزيهم الجزاء  الاوفي  فيه على  جهادهم في سبيل الله تعالى  ومقاتلهم المشركين  ووقوع بعض الاسرى في ايديهم .

     ومن اسبا ب نزول هذه الاية المباركة انه وقع في ايدي المسلمين  في يوم بدر  سبعين رجلا اسرى  وكان منهم  عقيل بن ابي طالب والعباس   بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم   فاستشار  صحابته فيهم  فقال ابو بكرالصديق ( قومك واهلك  استبقهم  لعل الله يتوب عليهم وخذ منهم الفدية تقوي بها اصحابك )  وقال عمربن الخطاب ( كذبوك
واخرجوك فاضرب اعناقهم ) فلم يرغب الرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك  وقال ( ان الله ليلين قلوب رجال حتى تكون ألين من اللبن  وان الله ليشدد قلوب رجال حتى تكون اشد من الحجر  وان مثلك يا ا با بكر مثل ابراهيم قال فمن تبعني فانه مني ومن عصاني فانك غفور رحيم  ومثلك ياعمر  مثل نوح  قال  رب لاتذر على  الكافرين ديارا ) ثم خير الصحابة بين القتل والفداء فاشاروا بالفداء  فاخذ منهم الفداء  فنزلت الايه الكريمة
اعلاه  وفيها عتاب على اخذ الفداء وعدم قتل الاسرى .



*************************************




















              يوم القيامة في سورة التوبة

                               1

       ( انما يعمر مساجد الله من امن  بالله واليوم الاخر واقام الصلاة
واتى الزكاة ولم يخش الا الله فعسى  ان يكونوا من المهتدين *  ا جعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن امن بالله واليوم الاخر وجاهد في سبيل الله  لا يستوون عند الله  والله لايهدي القوم الظالمين  والذين امنوا وهاجروا وجاهدوا  في سبيل الله  باموالهم  وانفسهم اعظم درجة عند الله  واولئك  هم  الفائزون * يبشرهم  برحمة  منه  ورضوان وجنات  لهم فيها نعيم مقيم* خالدين فيها ابدا ان الله عنده اجر عظيم *)

                                               الايات \ 18-22

 الحمد لله \
   
               قرن الله سبحانه وتعالى تعمير المساجد وهي اماكن عبادته  بمن غرس في نفوسهم الايمان فأمنوا بالله تعالى وباليوم الاخر أي يوم القيامة  وما فيه من الحساب والجزاء التام واقامتهم لفروض الدين من صلاة وزكاة .. ويدخل في باب تعمير المساجد كل الامور والاحتياجات التي تحتاجها هذه المساجد من بناء وترميم وتنظيف وتزيين وأفرشه وانارتها  وتهويتها  وامدادها  بكل وسائل الراحة لمرتاديها من المصلين وامدادها بالكتب والمصاحف ومواضع حفظها . بل وحتى احيائها بالارتياد للصلاة  فيها   وتلاوة  القرآن فيها  وحتى المصاحبة لله فيها .. كل هذه الامور تدخل في باب عمارة المساجد.

          لذا جعل الله سبحانه وتعالى من يقوم بهذه الامور هداية لهم . وثوابه عليها رحمته بهم واعمالهم فيها دليل عبادتهم له لانها من صفات المؤمنين بوحدانية الله تعالى وسمة لخشيته وحده لا شريك له . فهم به مهتدون . وقد فضل الله تعالى الايمان على العمارة والسقاية وجعلها من فروعه . وقد أثبت بعض المفسرين وأصحاب كتب اسباب النزول ان هذه الاية نزلت بحق الامام علي رضي الله عنه حين افتخر عمه العباس بن عبد المطلب  بالسقايه التي كانت عنده  وافتخر شيبه بن  طلحة  بعمارة المسجد الحرام قبل اسلامهما بينما افتخر علي بالاسلام والايمان والجهاد . فصدق الله تعالى عليا رضي الله عنه وبين ذلك في الايه (( اجعلتم سقايه الحاج وعمارة المسجد  الحرام  كمن  آمن   بالله واليوم الاخر وجاهد في سبيل   الله . لا يستون عند الله )) وذلك لان الذين آمنوا وغرس الله في قلوبهم   نعمة الايمان  وهاجروا في سبيل نشر كلمة الله تعالى تاركين مواطنهم وعوائلهم ومجاهدين في سبيل الاسلام أعظم درجة وارفع مقاما واحق في نيل ثواب الله تعالى والظفر برضاه يوم القيامة  لذا فقد فضلهم تعالى بالرحمة بهم ومن رحمه الله فقد فاز فوزا عظيما ورضى عنهم ومن رضي الله عنهم نالوا الدرجات العلى ثم جعلهم من ا صحاب الجنة ذات النعيم الخالد الدائم خالدين فيها ابدا .                   

     
             **********************  


                                       3

    ( قاتلوا الذين  لا يؤمنون  بالله  ولا  باليوم الاخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله  ولا يدينون دين الحق من الذين  اوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد  وهم  صاغرون *)

                                            الاية \ 29

 الحمد لله \
      
      صرح الله تعالى للمؤمنين في قتال الكافرين والمشركين  بالله تعالى  الذين لايؤمنون بيوم القيامة وما فيه من الثواب والعقاب  ولا يحرمون   ما امرالله تعالى بتحريمه بما فيهم اهل الكتاب وهم اليهود والنصارى الذين حرفوا دينهم  وكفروا  بالله تعالى  وانكروا حقيقة الايمان  بالله تعالى  وباليوم  الاخر وما فيه من الثواب و العقاب  والجنة  والنار الذي ورد في التوراة والانجيل  وجاءتهم به انبياؤهم  حتى صار ايمانهم مبني   على الفساد  فقد القران الكريم مصدقا لما جاء في كتبهم ومطابقا  لما    جاء  فيها   فحرفوها ولم يعتقدوا بدين الاسلام كرها له  ولنبي الله محمد صلى الله عليه وسلم  فامرالله تعالى بمقاتلتهم  حتى يقتلوا او يعطوا الجزية  والجزية مال يدفعه الاسير او المامور به  اذلالا  له  وانقيادا وطاعة  للمسلمين  وان يدفع  كل منهم  فداءه  بيده  وهم اذلاء      صاغرون  .


********************************



                                      3

( لايساذنك الذين  يؤمنون  بالله واليوم الاخر ان يجاهدوا با موالهم وانفسهم  والله عليم بالمتقين *  انما يساذنك الذين لايؤمنون بالله واليوم الاخر  وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون *)

                                         الايتان \ 44و45

 الحمد لله \ 

 يخاطب الله تعالى رسوله الكريم  صلى الله عليه وسلم  ان المؤمنين  الذين غرس الايمان في قلوبهم  فثبت  في قلوبهم بالله تعالى  وبيوم القيامة  اذا دعوتهم للجهاد  وقتال المشركين اوالكافرين لا يتخلف  احد  منهم  ولا  يستاذن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بان يتخلف عن  القتال  انما يجاهدون باموالهم وانفسهم في سبيل الله  والله تعالى اعلم بهم فهو عليم بالمتقين وهم المتقون  .

      اما الذين في  قلوبهم  زيغ  من المنافقين  الذين امنوا بالسنتهم  ولم تؤمن قلوبهم  بالله تعالى ولا باليوم الاخر  فلا يشعرون  بباعث في قرارة انفسهم يحفزهم على القتال والجها د في سبيل الله  فهو في ريب  وتردد وحيرة وشك يراود نفوسهم  فيخفونه ولايصرحون به  الا انه معروف من اعمالهم وتصرفاتهم   منها الاستاذان والتهرب من القتال .



*******************************  


                                       4



( وعد الله المنافقين والمنافقات  والكفار نار جهنم  خالدين  فيها  هي حسبهم  ولعنهم الله ولهم عذاب مقيم * كالذين  من قبلكم  كانوا  اشد  منكم  قوة  واكثر اموالا  واولادا  فاستمتعوا  بخلاقهم  فاستمتعتم بخلاقكم كم استمتع الذين من قبلكم  وخضتم كالذي خاضوا اولئك حبطت اعمالهم في الدنيا والاخرة واولئك هم الخاسرون *)

                                              الايتان \ 68 و69

  الحمد لله \

       الله تعالى خلق جهنم ونارها الشديدة لتكون موطنا وسكنا للمنافقين والمنافقات والكفار  الذين لا يؤمنون بالله تعالى ولا بيوم القيامة.  لهم فيها عذاب شديد دائم ومقيم لاينفد ولا يخفف عنهم  وهي موقعهم نتيجة اعمالهم  لعنة من الله  مثلهم كمثل الكافرين من الامم  التي قبل الاسلام
مثل عاد  وثمود وفرعون وقارون  الذين كانوا في نعيم الحياة  الدنيا وزينتها وتمتعوا  بها كثيرا متناسين ان وراءهم يوم شديد هو يوم القيامة يوم الثواب للمؤمنين  الصادقين في ايمانهم   ويوم   العقاب   للكافرين والمنافقين الذين حبطت اعمالهم  ا  حبطها الله تعالى في الحياة  الدنيا اذ اخذهم اخذ عزيز مقتدر واحبطها في  الاخرة اذ جعلها هباءا منثورا  لسوءها وكفرهم  بالله تعالى  وبما نسوا يوم الحساب .


********************************


                           5

(   ياايها النبي جاهد الكفاروالمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير *  يحلفون بالله ماقالوا ولقد قالوا  كلمةالكفر بعد اسلامهم وهموا بما لم ينالوا  وما نقموا الا ان اغناهم الله ورسوله من فضله  فان يتوبوا يك خيرا لهم وان يتولوا يعذبهم الله عذابا اليما في الدنيا والاخرة  وما لهم  في الارض من ولي ولانصير *)

                                        الايتان \73و74


الجمد لله \ 

          خاطب الله تعالى النبي  محمد صلى  الله عليه  وسلم  بوجوب جهاد الكافرين  والمنافقين  فيقاتل الكفار والمشركين الذين يجاهرون بالكفر  علانية ويعلنون  العداء للاسلام  والرسالة  المحمدية  بالسيف  وان يسجاهد المنافقين الذين  في قلوبهم  مرض  وزيغ بالحجة البينة واقامة الحد  على   من اشرك منهم  لا تاخذه في أيهم رافة ولا رحمة     في الدنيا  فانهم لا  يستحقونها .

        اما في الاخرة اوفي يوم القيامة  فامرهم  الى الله تعالى  الذي سيخزيهم  اذ يجعل النار هي مأواهم  وبئس المصير  .

         ومن اعمال هؤلاء المنافقين انهم كانوا يحلفون بالله تعالى كذبا  من انهم  لم يتقولوا على  الله  ورسوله  مع  الاخرين  بسوء والله تعالى يكذبهم   في   هذه  الاية الكريمة  انهم قالوا  كلمة الكفر أي قالوا قولا محرما  وهم قد  اعلنوا الاسلام  قبل هذ ا  فكيف  للمسلمين  ان يقولون على الله ورسوله ما لا ينبغي ان يقال اذن فهم كافرون  وهم  منافقون  ولم يقولوا هذا الا بعد ان ا صابهم الغنى من الله تعالى  ومن رسوله  ذلك بان الرسول  الكريم  بعد هاجرالى  المدينةالمنورة  اخذ  يامر   بتجهيز الجيوش  وتوزيع الغنائم بعد النصر في المعارك فتحسنت احوال الناس واستغنى هؤلاء ايضا  او استغنى بعضهم  بتشريع الدية او الفصل فيقتل احدهم فيستغني ذووه  بمبلغ الدية فهؤلاء ان تابوا الى الله تعالى وحسنت توبتهم كان خيرا لهم  وان استمروا في   نفاقهم وكفرهم سرا وجهرا يسلط الله عليهم من   يعذبهم  في الدنيا عذابا اليما  و اما في  يوم  القيامة  او في الاخرة  سيردون الى اشد العذاب ومالهم من اولياء  ينصرونه   في الارض في  الحياة  الدنيا  وما لهم  من احد  ينصرهم  من عذاب الله  في الاخرة .




*******************************   
 

   انتهى القسم الاول من الجزء الاول



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق