السبت، 10 مارس 2012

الموجز في الشعر العربي -الجزء الاول - القسم الاول \ تاليف فالح نصيف الحجية

فالح نصيف الحجية
الكيلاني



الموجز في الشعر العربي


د راسة في العصور المختلفة للشعر العربي




الطبعة الاولى



نشر على الانترنيت في موقعي

اسلام سيفلايزيشن\الحضارة الاسلامية- والمدونة الالكترونية

























الاهداء



الى – ولدي العزيز :

جمال الدين

اهدي هذا الجهد المتواضع.



فالح نصيف الحجية
الكيلاني










































المقد مة

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على حبيبه المصطفى خير العالمين وافضل النبين وعلى اله واهل بيته الطاهرين الطيبيبن واصحابه الغر الميامين ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين

من خلال تتبعي للثقافة والادب لاحظت ان المكتبة العربية بحاجة الى كتاب في الشعر العربي , يكون موجزا , سهلا, للقارىء والدارس , والمثقف , ليتسنى الفائدة منه , لاكبر فئة ممكنة.
الكتاب يقع في تسعةابواب الباب الاول تناولت فيه الشعر العربي في العصرالجاهلي – كيفية وصول الشعر الينا ومكانة الشعراء ثم الفنون الشعرية واغراضها واشهر شعراء الجاهليه بايجاز ثم نماذج من الشعر الجاهلي وكذلك الحال في الابواب الاخرى في العصر الاسلامي والاموي والعباسي الذي جعلته في بابين لسعته وتغيير انماط الشعر فيه وكثرة الشعراء

ثم اتبعته بابا اخر في الشعرالعربي الاندلسي كي لا ننسى انه كانت لنا في الاندلس دولة عربية وكانت لنا فيها حضارة شامخة وارفة الظلال وشعراؤها اقاموالدنيا واقعدوها باراهم واشعارهم ودواوينهم الشعرية التي لاتزال تملا خزائن المكتبات العربية والاجنبية على حد سواء
ثم عرجت على الفترة المظلمة لاؤنشيء فيها بابا واسعا
في البحث والتقصي رغم كلالة الشعروالادب فيها والامراض التي لحقته والتي اهلكته وقربته الى الموت الا انه بقي عليلا غير معافى حتى جاءت النهضة العربية فانتفض كالمارد فكان العصر الحديث في عظمة وقوة في الافكار والاساليب والاخيلة الوافرة وخلط الشعراء بين القدم والحداثة وتولدت انماط شعرية جديدة الى جانب شعر التفعلية الموزون والمقفى الذي هو اساس الشعر العربي فكان الشعر الحر ومن ثم ولادة قصيدة النثر وليد الشعر الجديد

وقد اتبعت الكتاب بباب جديد اخر هو الباب التاسع في الشعر المعاصر والارهاصات التي اوجدها الشعراء المعاصرون فتكلمت عن الاوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية في الوطن العربي وانعكاساتها على الشعر وتغيير مسارات الشعراءفي قصائدهم والبناء الجديد للقصيدة العربية المعاصرة في ظل القصيدة العمودية الازلية للشعر العربي والتي تبقى الاذن العربية سماعة لها وتحفظ ابياتها وتستسيغها لطيفة نابعة من اعماق قلب الشاعر العربي والرمزية الشعرية الجديدة وغلو بعض الشعراء المعاصرين فيها واهمية هذه القصيدة العربية الجديدة التي جمعت بين القدم والحداثة والمعاصرة وضربت في بحر الثقافة الاجنبية ايضا فأتت بانماط جديدة من الشعرالعربي اتسمت بالمعاصرة الشعرية خاصة لدى شعراء المقاومة

وفي هذا الباب – الباب التاسع- ا ستعنت بالانترنيت في بعض النصوص الشعرية المعاصرة وبعض ماخفي عني من تراجم لبعض الشعراء وحياتهم التي وجدتها اوضح مما كنت قد رسمته لهم .

اسأ ل الله تعالى ان يلهمني التوفيق والسداد فيما كتبت والفت وعسى ان يكون كتابي هذا قد سد فراغا في المكتبة العربية في الادب والشعر وان يكون عند حسن ظن الشعراء والادباء والنقاد والقراء كافة .

انه نعم المولى ونعم النصير.
.

فالح نصيف الحجية
الكيلاني
عضو الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق
عضو الاتحاد العام للادباء والكتاب العرب
العراق \ ديالى \ بلد ر وز
1\ رمضان \1427هجرية



المؤلف في سطور


فالح نصيف الحجية من الاسرة الكيلانية التي ترجع بنسبها للشيخ عبد القادر الجيلاني الحسني – كان يشغل منصب مدير في وزارة التربية العراقية حتى إحالته على التقاعد
عضو الاتحادالعام للادباء والكتاب العرب
عضو الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق
عضو اتحاد الكتاب والمثقفين العرب
عضو رابطة الادباء العرب
عضو اتحاد ادباء الامة
اضافة الى عضويته في كثير من الاتحادات الجمعيات الادبية والدينية والثقافية
شارك في العديد من المهرجانات والمؤتمرات الادبية والشعرية
لديه عشرات المؤلفات والدواوين الشعرية
له العديد من الدواوين الشعرية منها:
نفثات القلب
قصائد من جبهة القتال
الشهادة والضريح
الحرب والايمان
من وحي الايمان

.من مؤلفاته الأخرى:
.في الادب والفن
.الموجز في الشعر العربي اربعة اجزاء
.التصوف والطريقة القادرية
.تذكرة الشقيق في معرفة آداب الطريق للشيخ عبد القادر الجيلاني –شرح وتحقيق
شرح ديوان الشيخ الشيخ عبد القادر الجيلاني وشيء من تصوفه اربعة اجزاء
.الشيخ عبد القادر الكيلاني وموقفه من الفرق والمذهب الإسلامية
.مدينة بلدروز عبر التاريخ
أصحاب الجنة في القران الكريم
.القران في القرآن الكريم
.الأمثال في القرآن الكريم
.الأدعية المستجابة في القرآن الكريم
.الاشقياء (مجموعة قصص قصيرة)
.عذراء القرية(رواية شعبية)
.كرامة فتاة (رواية)
.شرح القصيدة العينية
.يوم القيامة في القران الكريم
شعراء النهضة العربية
الإنسان ويوم القيامة
دراسات في الشعر العربي المعاصر
الغزل في الشعر العربي

هذه الكتب اضافة إلى المقالات العديدة التي كتبها الشاعر في الصحف والجلات العراقية والعربية وكذلك مشاركاته في كثير من المهرجانات الادبية مثل مهرجان المربد السنوي في العراق و اتحاد المؤرخين العرب وكل الندوات والمهرجانات التي عقدت في ديالى سواء عربية أو عراقية اومحلية ,وله اكثر من الفي مقالة ومشاركة على الانترنيت في موقعه اوفي المواقع الأخرى وله علاقات وصداقات مع العديد من الأدباء والشعراء العرب والعراقيين منهم الشاعر محمود درويش والاديب الدكتور شوقي ضيف و الشاعرالفلسطيني المعروف والشاعر السوداني محمد مفتاح الفيتوري والشاعر نزار قباني والشاعر العراقي سركون بولس والشاعر وليد الاعظمي والادباء والمورخين الاساتذة والدكاترة مصطفى جواد وعماد عبد السلام رؤوف وسالم الالوسي وعبد الرحمن مجيدالربيعي وحسين علي محفوظ وجلال الحنفي وغيرهم ..


*************************





تقييم الكتاب

تم تقييم شامل لامهات كتب الادب العربي بمختلف اصنافها وفروعها من قبل الشبكات والمنتديات الادبية المختلفة ونشر هذا التقييم على النت في اغلب هذه الشبكات والمنتديات الادبية ومنها – المجلس العلمي السعودى الالوكة - شبكة رواء الادب – شبكة رؤى الادبية – شبكة قصة الاسلام - شبكة ومنتديات صدانا الاماراتية – شبكة روض الرياحين – شبكة ال الكيلاني – وغيرها كثير وكان هذا الكتاب من ضمن هذه الكتب القيمة وهذه صورة التقييم \





أُمَّهات كُتب الأدب العربي بمختلف صنوفها وفروعها ..
________________________________________

بسم الله الرحمن الرحيـم
ُثم أمَّا بعد ..
هذا بحثٌ شامل لأُمَّهات كُتبِ الأدبِ العربي بمُختلفِ أصنافها وفُروعها . وهو بحثٌ يسيرُ استخلصتُ بعضهُ من خلالِ استقراءٍ لمجموعةٍ من أُمَّهات كُتبِ الأدب العربي من كُلِّ أوبٍ وصقع , والآخر عن طريق آراء جلاميدِ الفصاحة و بلغاءِِ البيانِ وأساطين اللغة كُلا في مجاله .ولأني ودِدتُ أن استخرج من زهر البساتين ما دفنتهُ يدُ الكَوَانين لأقطف ما استحسنهُ الأدباءُ من رياض الأدبِ و البلاغةِ , وجنات الشعرِ , وحدائق اللغةِ ؛ لتكونَ المحُصلةُ بين أياديكم .. إيراقٌ حد الزهو .

وقد تم تقسيم كتب الأدب إلى ستة أقسام :
القسم الأول : المجاميع والمختارات الأدبية ومنها ( المحاضرات والأمآلي )
والقسم الثاني : الشعر والألفاظ والمقامات والرسائل
والقسم الثالث : الكتب المفردة والمصنفات المفردة
والقسم الرابع : اللغة بأنواعها والمعاجم
والقسم الخامس : المقالات الأدبية
والقسم السادس : الروايات الأدبية
وفي ختامِ هذا البحثِ البسيط, ودِدتُ أن لا أغفلَ عن كُتب المُتأخرين ,فلهم في ساحة البلاغة ومعترك اللغة صولات وجولات وهم أهلٌ لذلك .
وكانت البداية بكتب المُتقدمين وبعض كتب المتأخرين بناءً على التقسيم المذكور آنفا .. فإليكموها .

كُتب المُتقدمين وبعضُ المتُأخرين :
1-المجاميع والمختارات الأدبية
ومنها (المحاضرات والأمالي) :

أ- كُتب ألتزمت الترتيب :

- البيان والتَبيُّن .. للجاحظ
- ديوان المعاني لأبي هلال العسكري .. تحقيق النبوي شعلان
- نثر الدرّ للآبي .. تحقيق خالد محفوظ
- بهَجة المجَالس وأنُس المُجالس .. لإبن عبدالبر
-التذكرة الحمدونية لإبن حمدون .. تحقيق إحسان عباس
- ربيع الأبرار .. للزمخشري
- كنز الكتاب ومنتخب الآداب .. للبونسي
- مجاني الأدب في حدائق العرب .. للأب لويس شيخو
- مفتاح العلوم .. للخوارزمي


ب-كتب لم تلتزم ترتيبا :

- الكامل في اللغة والأدب .. للمبرد
- الجليس الصالح الكافي والانيس الناصح الشافي للنهرواني .. ( تحقيق الخولي )
- البصائر والذخائر .. لإبي حيان التوحيدي
- الهوامل والشوامل .. للتوحيدي أيضا
- الفصوص .. لسعد البغدادي
- جمع الجواهر في المُلح والنوادر .. للحُصري
- محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار .. لابن عربي الصوفي
- ثمرات الأوراق ..لإبن حجة الحموي
_ الكشكول ..للبهاء العاملي
_ الحديقة .. لمحب الدين الخطيب
_ روضة العقلاء ونزهة الفضلاء .. لإبن حبان
-صبح الأعشى في صناعة الإنشا .. للقلقشندي
_ زَهرُ الآداب وثمرُ الألباب.. للحصريِّ القيروانيِّ
-كتاب الأغاني .. للأصفهاني
- خزانة الأدب .. للبغدادي
- الصناعتين .. لأبي هلال العسكري ( وهو كتاب نقدي أيضا )
- يتيمة الدهر .. للثعالبي ( وهو كتاب نقدي أيضا )


كُتب المحاضرات :-

-المحاضرات .. للحسن اليوسي
- محاضرات الأدباء وحاورات الشعراء البلغاء .. للراغب الأصفهاني تحقيق رياض عبدالحميد مراد
- لُباب الآداب للأمير أسامة بن منقذ .. تحقيق أحمد شاكر
- نشوار المحاضرة للتنوخي .. تحقيق عبود الشالجي
- عيون الأخبار لإبن قتبية .. طبعة دار الكتب المصرية .. تحقيق منذر أبو شعر
- العقد الفريد لإبن عبدربه .. تحقيق أحمد الزين والأبياري

كُتب الأمالي والمجالس :

- الأمالي .. لأبو علي القالي وشرحه الميمني في كتابه ( سمط اللآلي )
- الأمالي .. للزجاجي
- الأمالي .. للشريف المرتضى
- الأمالي .. للشجري
-مجالس ثعلب .. لـ ثعلب
-مجالس العلماء .. للزجاجي

2- في الألفاظ والشعر والمقامات والرسائل

في الألفاظ وفقه اللغة وخصائص اللغة :

- الألفاظ .. للهمذاني
- جواهر الالفاظ .. لإبن قدامة البغدادي
- الفصيح .. لأبي العباس ثعلب
- أدب الكاتب .. لابن قتيبة
- فقة اللغة وسر العربية .. للثعالبي
- الخصائص .. لابن جني
- نجعة الرائد وشرعة الوارد .. لليازجي
- إصلاح المنطق .. لابن السكيت

في المقامات :-

مقامات الحريري .. بشرح الشريشي.
- مقامات بديع الزمان الهمداني .. بتعليق محيي الدين عبد الحميد.
- المقامات .. للزمخشري
- مقامات السيوطي

في الدواوين :

- سقط الزند .. للمعري
- ديوان أو دواوين الصعاليك ( منهم .. الشنفرى , وتأبط شرا )
- ديوان البحتري
- ديوان المتنبي .. بشرح الواحدي
- ديوان جرير
- ديوان النابغة الذبياني
- ديوان الهذلين .. بشرح العسكري
- ديوان الحماسة لأبي تمام .. وشرحه
- ديوان المفضليات .. بشرح الأنباري
- ديوان عنتر بن شداد
- أصحاب المعلقات العشر ودواوينهم .. وشرحه للشنقيطي
- ديوان ذو الرُّمة أو ( ذي الرُّمة )
- ديوان الإمام الشافعي , وديوان ابن المبارك


في الشعر وطبقات الشعراء :

- مختارات البارودي
- الأصمعيات .. للأصمعي
- شرح لامية العجم للطغرائى .. لخليل بن أيبك الصفدى
- حاشية البغدادي على شرح ابن هشام لقصيدة بانت سعاد
- الشعر والشعراء لإبن قتيبة
- جمهرة أشعار العرب .. للقرشي
_ نهاية الأرب في فنون العرب... لشهاب الدين النويري
- العمدة في صناعة الشعر ونقده .. لابن رشيق القيرواني
- الموجز في الشعر العربي .. للشاعر فالح الحجية الكيلاني
- طبقات الشعراء .. لابن المعتز ( ويعتبر كتاب نقدي أيضا )
- طبقات فحول الشعراء .. لابن سلام الجمحي ( ويعتبر كتاب نقدي ايضا )
- فحولة الشعراء .. للسجستاني


في الرسائل :-

كتب أبي العلاء المعري : رسالة العفران ورسالة الصاهل والساحج


في العروض :

العروض .. لابن جني
قواعد الشعر .. لثعلب
القوافي للأخفش
الكافي في العروض والقوافي للخطيب التبريزي

3- الكتب المفردة والمصنفات المفردة

في الخطابة :-

نهج البلاغة .. تحقيق الشيخ محمد عبده
-كتاب جواهر الأدب للهاشمي
- أطواق الذهب في المواعظ والخُطب .. للزمخشري
- جمهرة خطب العرب .. لأحمد زكي صفوت

في النقد الأدبي :

-تأريخ النقد الأدبي .. لـ إحسان عباس
-أسس النقد الأدبي عند العرب .. لـ أحمد بدوي
-النقد الأدبي مناهجه وأسسه الجمالية .. لـ سعد أبو الرضا
-مناهج النقد المعاصر .. لـ صلاح فضل
-العمدة .. لإبن رشيق
-نقد الشعر .. لـ قدامة بن جعفر
-الصناعتين .. لأبي هلال العسكري ( وهو من كُتب المجاميع والمختارات أيضا)
-عيار الشعر .. لابن طباطبا


-كتب ابن المقفع : كليلة ودمة , الأدب الكبير والأدب الصغير , اليتيمة
-بقيّة كتب الجاحظ: البخلاء , الحيوان , الآمل والمأمول , المحاسن والأضداد , البرصان والعرجان , البغال ..
- بقيّة كُُتب أبي حيان التوحيدي : الكتاب , الإمتاع و المؤانسة ,الصديق و الصداقة , المقابسات .. ( مع الحذر من بعضها في الجانب العقدي )
-بقيّة كُتب الثعالبي :منها, و لباب الألباب , التمثيل والمحاضرة , و اللطف واللطائف , خاص الخاص , و تحسين القبيح وتقبيح الحسن , محاسن أهل العصر , أخلاق الوزيرين .
- بقيّةكتب ابن قتيبة : غريب الحديث , تأويل مختلف الحديث
الزاهر في معاني كلام الناس .. لإبن الأنباري.
أدب الكتاب .. للصولي

في الحب :

-طوق الحمامة .. لابن حزم الأندلسي
-الزّهرة .. لأبي داوود الظاهري
-كتاب الموشّى .. لإبن يحيى الوشاء

الطرائف والأخبار والنوادر :

- المستظرف في كل فن مستظرف .. للأبشيهي
-الطرائف الأدبية .. للصولي
-أخبار الحمقى والمغفلين .. لإبن الجوزي
-المحاسن والمساوىء .. للبيهقي
-جمع الجواهر في المُلح والنوادر .. للحُصري
-النوادر .. للقالي

في التأريخ :

-الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة .. للأديب المفلق الأندلسي
- نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب .. للمقري التلمساني
-تاريخ الآداب العربية .. للويس شيخو
-تاريخ آداب العرب .. للرافعي
-من تاريخ النحو .. لسعيد الأفغاني
-تاريخ بغداد .. للخطيب البغداي

4-اللغة بأنواعها والمعاجم

المعاجم والقواميس :

- القاموس المحيط .. للفيروزآبادي
- المعجم الوسيط .. مجمع اللغة العربية بالقاهرة
- معجم العين .. للخليل بن أحمد
- المزهر في علوم اللغة وأنواعها .. للسيوطي
- تهذيب اللغة .. للأزهري
- لسان العرب .. لابن منظور
- مقاييس اللغة .. لابن فارس
- المخصص .. لابن سيده

في الحكم و الأمثال :

- جمهرة الأمثال .. لأبي هلال العسكري
- مجمع الأمثال .. للميداني

في البلاغة والفصاحة والنثر :

الجوهر المكنون .. للأخضري
- عقود الجمان .. للسيوطي
- جواهر البلاغة .. للهاشمي
- البلاغة العربية أُسُسها وفنونها .. لعبدالرحمن حبنكة
- الإيضاح في علوم البلاغة .. للقزويني
_ أسرار البلاغة في علم البيان .. للجرجاني
-دلائل الإعجاز ..للجرجاني
-الكلم النوابغ .. للزمخشري
- أساس البلاغة للزمخشري
- سحر البلاغة وسر الفصاحة .. للثعالبي
- المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر .. لإبن الأثير
- تحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر ..لابن أبي الأصبع
- نثر النظم وحل العقد .. للثعالبي

في النحو :

- متن الآجرومية وشرحها
- مُلحة الإعراب وشرحها
- مغني اللبيب .. للأنصاري
- أرتشاف الضرب .. لأبي حيان
- أوضح المسالك شرح ألفية مالك
- الكتاب .. لسيبويه

في الصرف :

متن البناء للزنجاني
- ثم لآمية الأفعال

في الرسم والإملاء وعلامات الترقيم :

-علامات الترقيم .. لـ أحمد زكي رباشا
-قواعد في الإملاء .. لـ ابن عثيمن
-الكافي في الإملاء والترقيم .. لـ جمال عبدالعزيز أحمد

5-المقالات الأدبية

-مقالات الشيخ الدكتور محمود محمد الطناحي
كتاب ( مجموعة مقالات الشيخ محمود الطناحي ) طبعة دار البشائر الاسلامية ببيروت في مُجلدين . وهو من أرقى وأبلغ كُتَّاب المقالة بالخصوص والأدب بالعموم .
-مقالات الشيخ الأديب علي الطنطاوي
كتاب (مقالات في كلمات ) حاول حفيده جمع أكبر قدرا مُمكن من مقالات الأديب علي الطنطاوي .
-مقالات الأديب سيد قطب
منها ( قيمة الفضيلة بين الفرد والجماعة , أين الطريق , ضريبة الذل , فلننعتمد على أنفسنا , هل نحن متحضرون , وغيرها )
-مقالات الأديب مصطفى لطفي المنفلوطي
وهي ضمن كتابه ( الأعمال الكاملة )
_ مقالات الأديب أحمد الزيات
في كتاب ( وحي الرسالة ) وهو مجموعة مقالات جمعها الأديب الزيات من مجلة الرسالة .
-مقالات المفكر الدكتور مصطفى السباعي
كتاب (القلائد من فرائد الفوائد ) من أروع الكتب في مجال المقالة
-مقالات الشيخ الأديب محمود محمد شاكر
-كتاب .. (جمهرة مقالات الأستاذ محمود شاكر)
-مقالات الأديب إبراهيم المازني
في كتاب ( مجموعة مقالات )
-مقالات الأديب محمد البشير الإبراهيمي
وهي مجموعة في كتابه ( عيون البصائر )

6-الروايات الأدبية

-موسم الهجرة إلى الشمال .. للطيب صالح ( وهذه الرواية من ضمن أفضل مائة رواية عربية وأجنبية في القرن المنصرم )
-روايات نجيب الكيلاني ( منها .. مواكب الأحرار )
-واإسلاماه .. لعلي باكثير
-طفل في القرية .. لسيد قطب
-العصفورية .. لغازي القصيبي
-خماسية مدن الملح .. لعبدالرحمن منيف
-رجال من الشمس .. لـ غسان كنافي
-ذاكرة الجسد .. لأحلام مستغانمي

وهنالك روايات مترجمة كثيرة منها على سبيل المثال :
- البؤساء .. لفيكتور هيجو
- عالم صوفي .. لـ غوستين غارديير
- روايات ديستوفيسكي المترجمة
_ ماجدولين والفضيلة .. مترجمة للأديب مصطفى المنفلوطي
وهنالك روايات كثيرة مُترجمة للعربية

والروايات هُنا ليست بالضرورة أن تكون من أُمَّهات كُنب الأدب .. لكنّها مُكملة لها

المُتأخرين :

مصنفات الأديب مصطفى صادق الرافعي:
-وحي القلم
-تحت راية القرآن
-على السفود
-أوراق الورد
-السحاب الأحمر
-تاريخ آداب العرب
-رسائل الرافعي
-ديوان الرافعي

مصنفات الشيخ الأديب محمود شاكر :
- أباطيل وأسمار
-رسالة في الطريق إلى ثقافتنا
- القوس العذراء ( شِعر )
- جمهرة مقالات محمود شاكر
- المتنبي

مصنفات الشيخ محمود محمد الطناحي:
- في الأدب واللغة دراسات وبحوث 1,2
- مجموعة مقالات الشيخ الطناحي

مصنفات الشيخ محمد الخضر حسين:
- رسائل الإصلاح
- ديوان شعر ( خواطر الحياة )
- دراسات في العربية وتاريخها
- بلاغة القرآن

مصنفات الأديب الأريب مصطفى لطفي المنفلوطي :
- الأعمال الكاملة

مصنفات الأديب احمد الزيات :
-تاريخ الأدب العربي
-في أصول الأدب
-دفاع عن البلاغة
-كتاب وحي الرسالة

مصنفات الشيخ الأديب علي الطنطاوي :
- رجال من التاريخ
- قصص من التاريخ
- فصول في الثقافة والأدب
- صور وخواطر
- ذكريات الشيخ علي الطنطاوي

مصنفات الشيخ محمد البشير الإبراهيمي :
-آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي وهي الاعمال الكاملة للأديب
-كتاب ( عيون البصائر ) وهي مقالات مجموعة في كتاب
-الملحمة الرجزية في التاريخ

مؤلفات وكتب الشيخ الأديب محمد الغزالي وهي كثيرة جدا

مصنفات المفكر مصطفى السباعي :
- هكذا علمتني الحياة
-القلائد من فرائد الفوائد
-عظماؤنا في التاريخ
-منهجنا في الإصلاح
-من روائع حضارتنا . وهنالك كتب كثيرة للمُربي مصطفى السباعي في الفقة والأصول والسيرة وغيرها .

كتب الأديب سيد قطب:
منها :
-مساجلاته الأدبية مع أنصار الأديب الرافعي
-معالم في الطريق
-النقد الأدبي أصوله ومناهجه
-أشواك ( رواية )
-في ظلال القرآن
-مفترق الطرق
-قيمة الفضيلة بين الفرد والجماعة
-وبعض قصائده مثل ( الصبح يتنفس , هتاف الروح , حدثيني , وغيرها )

-مؤلفات المربي محمد أحمد الراشد ( عبدالمنعم صالح العزي ):
-المنطلق ، العوائق ، الرقائق، صناعة الحياة، المسار ، رسائل العين

كتب الشيخ الأديب ابن عقيل الظاهري :
-مقالاته ومنها : العلوم الأدبية , وبين المجاز الأدبي والمجاز اللغوي
-كتاب الفنون الصغرى

مصنفات إبراهيم المازني:
-حصاد الهشيم
-قبض الريح
-صندوق الدنيا
-خيوط العنكبوت
-الديوان في الأدب والنقد .. المازني والعقاد
-إبراهيم الكاتب .. وإبراهيم الثاني
-عود على بدء
-ثلاثة رجال وامرأة

مؤلفات د. محمد كردعلي :
منها :
-دمشق مدينة السحر والعشق

الأعمال الشعرية الكاملة لعمر أبو ريشة
الأعمال الشعرية الكاملة لـ أحمد شوقي
الأعمال الشعرية الكاملة لـ حافظ إبراهيم
الأعمال الشعرية الكاملة للمُبدع أحمد مطر
الأعمال الكاملة لجبران خليل جبران
مجموعة أعمال محمد الماغوط
مجموعة أعمال غسان كنافي
ديوان بدر شاكر السيّاب
أعمال الأديب زكي مُبارك
الأعمال الكاملة لنزار قباني
الأعمال الكاملة لمحمود درويش


وفي ختام هذا البحث المُيسّر أسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد والمغفرة
وما أصبت فيه فبتوفيق من الله وحده , وما قصرت أو أخطأت فيه فمن نفسي والشيطان وأستغفر الله وأتوب إليه .
د .عاصم الهاشمي . .
































تمهيد


مفهوم الشعر العربي



الشعر العربي تعبير مقصود به أي شعر كتب او يكتب باللغة العربية، بشرط أن يكون موزونا ومقفى، فالوزن شرط لازم في جميع أنواع الشعر، القديم والحديث، على حد سواء، بما فيه الشعر المعاصر باستثناء ما يسمى (قصيدةالنثر)، أما القافية فهي لازمة في معظم أنواع الشعر القديم، اما في الشعر الحديث فقد أخذ يتقلص دور القافية الخارجية، فاستعمل مفهوم ( الشعر المرسل ) أي الشعر دون تقفية خارجية، وإن كان قد سعى، في الواقع، إلى تعويضها بنوع من التقفية الداخلية حيث لايمكن الاستغناء عنها بالنسبة في عموم أنواع الشعر العربي ، وفي أي عصر من العصور التي قيل فيه هذا الشعر ، جاهلي أو إسلامي أو أموي أو عباسي أو أندلسي أو حديث او معاصر .

وكان الشعر العربي في الجاهلية، ديوان العرب، وعلمهم الذي لم يكن لهم علم غيره أصح منه اذ كان يصور حالاتهم العامة والخاصة بمافي ذلك المنازعات والمعارك التي كانت من اهم اسباب وجود شعر الحماسة والفخر في الشعر الجاهلي .
ان اهم ما يميز الشعر العربي التزام الشعراء بالوزن والقافية، في مجمل أنماطه، وفي مختلف أجياله، وإن جاءت بعض المحاولات المعاصرة خالية من الوزن والقافية، إلا أنها في الواقع محاولات قد تحسب على الشعر في بعضها ، لكنها تعتبر من الشعرالمنثور وهو اقرب لمجال النثرمن مجال الشعر الا انه والحق يقال ان فيه بعض قصائد النثر جميلة ورائعة وتعبر بحق عن شاعرية قائلها ، ومع ذلك ان أبرز ما يفرق بين الشعر والنثر هو الوزن، وما عدا ذلك قد تكون اشبه بعناصر مشتركة بينهما.

الشعر الجاهلي كان لسان الامة العربية ووسيلتها للتعبير عما يقع في المجتمع العربي وكانت العرب تقيم الأفراح في حالة ظهور احد أبنائها كشاعر مبدع، فالشعر عند العرب قديما يرفع من شأن قبيلة ويحطه من أخرى وكذلك ولادة الشاعر فيها
.
كان الشعر صدر الإسلام وسيلة من وسائل الدفاع عن رسالة الإسلام ازاء كفار ومشركي قريش وما حولها من القبائل التي لم تؤمن بالاسلام في حينها . واستمر الشعر، في العصر الأموي، وفي العصر العباسي كوسيلة من وسائل الفرق السياسية والفكرية المتنازعة ويمثل كل النزعات التي سادت المجتمع العربي والاسلامي بقصد تبليغ آرائها، والدفاع عن مبادئها، في مواجهة خصومها او بيان خلافاتها مع الاخرين .

لذا فللشعر العربي دور بارز في الحياة الأدبية
والفكرية والسياسية، وقد تطور بتطور الشعوب العربية والإسلامية، وعلاقاتها بالشعوب الأخرى المجاورة لها وغيرها.والتاثير اللغوي بينها مما ادى الى بروز فنون شعرية متطورة في الشعر العربي في كل مجالات التاثير من حيث المضمون ومن حيث الأسلوب واللغة و الأوزان والقوافي وما إليها فكان سبيلا لظهور انواع من الفنون الشعرية مثل الفخر والمدح والهجاء والوصف والبكاء عل ى الاطلال ثم ظهور الشعر السياسي، والشعر الصوفي، والشعر الاجتماعي والشعر
الوطني، وشعر الموشحات في العصر الاندلسي اما في العصر الحديث والمعاصر فحدث ولا حرج حيث كثرت الفنون الشعرية وتشعبت بتشعب مفردات الحياة اليومية وما يعبر عن نوازع هذه الامة والذود عنها فظهر شعر النكبة وشعر النهضة الحديثة وشعر الثور ة العر بية بجوار الفنون الشعرية القديمة .






فالح نصيف الحجية
الكيلاني
عضو الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق
عضو الاتحاد العلام للادباء والكتاب العرب
العراق – ديالى - بلدروز


*****************************************







































فالح نصيف الحجية
الكيلاني




الموجز في الشعر العربي


الجزء الاول

دراسة في العصور\ الجاهلي - وصدر الاسلام -والاموي





نشر على الانترنيت في موقعي\
اسلام سيفلايزيشن ( الحضارة الاسلامية )والمدونة الالكترونية
www falih blogger . Com) )














































الباب الاول

العصر الجاهلي



الفصل الاول – نشاة الشعرالعربي
الفصل الثاني- خصائص الشعر ومكانته
الفصل الثالث - الاغراض الشعرية
الفصل الرابع- اشهر الشعراء
الفصل الخامس- نماذج من الشعر الجاهلي















الفصل الاول

نشأة الشعر الجاهلي


الشعر ديوا ن العرب - هكذا قالوا قديما –
ان الشعر العربي سجل كبير حافل بما قد جمع اوسجل كل ماعند العرب من ثقافة وحالات اجتماعية وحروب وافراح ومواسم . وكل صغير ة وكبيرة وشاردة وواردة حدثت في العصر الجاهلي موجودة في شعرهم حتى اعتبر الشعر العربي في الجاهلية تاريخا لفترتها وما فيها من احداث
نشا الشعر العربي الجاهلي اول مانشأ –كما قال المؤرخون – عدنانيا حيث كانت القبائل العربية تقسم الى :
1- قحطانية وهي التي تنتسب الى قحطان وكانت قد سكنت اليمن وجنوب الجزيرة العربية ثم تفرقت فيها بعد انهيار سد مأرب في اليمن فهاجرت القبائل خشية الغرق الى الشمال حيث سكنت الحجاز ونجد والعراق والشام وغيرها .
2- عدنانية وهي التي تنتسب الى عدنان التي سكنت شمال الجزيرة العربية ومكة والحجاز وما اليها -

نشا الشعر - كما قلت-عدنانيا حيث تقطن القبائل العدنانية في نجد والحجاز ومن ثم امتدت تياراته الى العراق والشام وقد اطلق على الشعر الذي قيل قبل ظهور الاسلام – بالشعر الجاهلي – وقد ضاع اغلب هذا الشعر ولم يصل الينا منه الا النزر اليسير ومما قاله فحول الشعراء وخاصة في مدحهم للملوك والامراء وللرجال المشهورين والحكام والذي قيل في نهاية التاريخ الجاهلي وقد حدد مؤرخوا الشعر الجاهلي هذه الفترة الزمنية - أي التي وصل شعرها الينا - بما لا يتعدى مائة وخمسين عاما او مائتي عام قبل الاسلام كما جاء في اغلب كتب الادب العربي وتاريخه .

ولو تفحصنا هذا الشعر جيدا لوجدنا ان زمن نشاته قبل هذا التاريخ بكثير - حسب رأينا - فالشعر الجاهلي الذي بين ايدينا يمتاز بالقوة والمتانة والبلاغة اللغوية وقوة السبك والبيان والتزام البحر الشعر ي وما في الشعر من روي وصدر للببيت وعجزه وقافية وموسيقى شعرية - راجع مقالتي بعنوان ( العروض – ميزان الشعر العربي ) المنشورة في موقعي على النت . وغير ذلك كثير مما يتطلبه الشعر والشعراء لكي يخرج في ثوب الشعر القشيب المزركش .

فالشعر لايظهر في امة من الامم –اية امة – فجاة وانما هو نتاج زمن طويل من عمرالامة المنتجة له يمتد فيها منذ يامها الاولى ويستمر في التطور والرقي ويساير رحلة الانسان في هذه الامم ليسجل عواطفه واحاسيه ويعبر عما يجول في خاطره من مطاح وخيارات ومات تصبواليه نفس الشاعر او يشعربها في قومه

وكذلك وردت اقوال لشعراء اكفاء هم فحول العصر الجاهلي تبين ان الشعر العربي قد نشا قبل ذلك بكثير و من اقوالهم نستبين ا و نستدل على ان الشعرالعربي قد نشا منذ زمن بعيد وليس في زمن اقل من - 150 سنة قبل الاسلام فهذا عنترة العبسي يقول:–

هل غادر الشراء من متردم
ام هل عرفت الدار بعد توهم

وامرؤ القيس يقول:–

عوجا على الطلل المحيل لعلنا
نبكي الديار كما بكى ابن حزام

وزهير بن ابي سلمى يقول: –

ما ارانا نقول الا معارا
او معادا من قولنا مكرورا

فنرى الاول يذكر ان هناك شعراء كثيرون من قبلهم قالوا الشعر حتى ان قولهم ربما يكون قد طرقه غيرهم من الشعراء فقالوا به فياتي قولهم الشعر مكررا او قالوا مثل ما قال الاقدمون وان الاخر امرؤ القيس ليذكرلنا اسم احدهم وهو ابن حزام والاخر زهير بن ابي سلمى يبين ان اولئك الشعراء بكوا قبلهم على الاطلال كما يبكون هم وما هم الا مقلدون للشعراء الذين كانوا اسبق منهم نشاة وان كلامهم كله مستعار منهم اي من الذين جاؤا قبلهم فاعادوه هم بثوب للشعر جديد وهذا دليل على كثرة من قال الشعر من الشعراء في ذلك الوقت
ومن هنا يتبين لنا ان الشعر الجاهلي نشا منذ زمن بعيد وتدرج في الرقي الشعري واللغوي مع مرور الزمن الى ان وصل الى ماوصل اليه من القوة والمتانة والبلاغة والنظم الرفيع ثم وصل الينا بقوته وبلاغته اللغوية وبيانه الثر وخياله الواسع.

----------------------------------------------------



كيفية وصول الشعر الينا



من المعلوم ان الامة العربية امة جاهلية امية حيث فلم تكن في العصر الجاهلي الكتابة منتشرة فيه وقد اطلق القران الكريم على هذا العصر أي العرب قبل الاسلام – الجاهلي –
قال تعالى في سورة الاحزاب –(ولاتبرجن تبرج الجاهلية الاولى) – يخاطب في هذه الاية نساء النبي محمد صلى الله عليه وسلم أي ان العصر الجاهلي النسوة فيه كن يتبرجن وكان فيه مجون وخلاعة وقد اطلق على العرب قبل الاسلام – الجاهلية – لعدم معرفة ا لسواد الاعظم منهم للقراءة والكتابة فسمي بالاغلب العصر الجاهلي – والحقيقة انهم ليس كلهم جهلاء فمنهم من يجيد القراءة والكتابة ولكنهم في مجتمعهم اقلية فغلبت التسمية عليهم اي على الكثرة الغالبة - فمنهم الشعراء والحكماء والخطباء واصحاب الراي وغيرهم كثير وامتد ذلك الى العصر الاسلامي حيث ان حادثة طلب رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم من الاسرى بعد فتح مكة ان يعلم كل منهم عشرة من ابناء المسلمين القراءة والكتابة فداء لفك اسرهم او عتقهم من الاسر وهذا يعني ان في الاسرى من يجيد القراءة والكتابة وقد ازداد عدد المتعلمين في زمن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وصدر الاسلام بعد ان حث القران الكريم على العلم وعلى التعلم والتدبر للتفقه في القران الكريم او كما ورد في الاية الشريفة ( ليتفقهوا في الدين ) وكذلك حث النبي محمد صلى الله عليه وسلم على ذلك والخلفاء الراشدون من بعده

لقد اعتمد العرب في نشر ماعندهم من قريض وقصص وخطب على الحفظ والمشافهة اوالمقالة الشفهية فكان من جراء ذلك ان ضاع من الشعر الشيءالكثير --وهذ ا بديهي - اذ ان القول المجرد
والمشافهة ونقل القول من واحد الى اخر تخلط الكلام وتقله اوتكثره ناهيك عن طول الفترة الزمنية وما اعتراها من احداث وحروب وايام ومعارك قضى فيها الكثير من الحفاظ والتكلمين وكذلك عندما جاء الاسلام شغل الناس عن حفظ الشعر وروايته بحفظ القران الكريم والحث على حفظه بحيث اصبح الشغل الشاغل لكل المسلمين فبدلا من حفظ بيت للشعر ان مقالة او جزء من خطابة يحفظ المسلم ايات من القران الكريم يتفقه فيها ويصلي بها , و يثاب عليها وكذلك حرم الاسلام كل ما لايتفق ومبادىء الاسلام والاخلاق السا مية الاسلامية وفي الشعر الجاهلي الكثير من هذا الشعر خاصة في التشبيب والخمرة التي حرمها الاسلام وتحرج الناقلون من نقلها .

لقد وصل الشعرالينا بعد ان انتشر الاسلام واستقرت الحالة الاجتماعية وازدهرت حيث اصبحت المجالس العربية بحاجة الى قول الشعر والكلمة البلاغية والبيان الفصيح والبلاغة فاصبح الشعر زينةالمجالس كما احتاجوا اليه في الحكم والمواعظ وفي قواعد اللغة فاختص جماعة من الرجال بجمع الشعر ونقله من المشافهة الى الكتابة كما اختص غيرهم في جمع احاديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم حيث سافر ا لبعض من المدن الى القبائل حيث تقطن واختلطوا بالاعراب يسمعون ماعندهم من الشعر او غيره فحصلوا عن طريق المشافهة و الرواية ودونوا كل ماوقع بايديهم وحصلوا عليه وكان ذلك في اواخر ايام الدولة الاموية وقد سميت هذه الجماعات – الرواة – وعن طريق الرواةوصل الينا الشعر الجاهلي وحصلنا على كل هذه المجاميع والدواوين الشعرية التي نراها الان بين ايدينا وعرفنا منها اخبار الشعراء وكل شاردة وواردة عليهم


------------------------------------




النحل في الشعر الجاهلي


انه لمن الطبيعي ان يتعرض الشعر اثناء النقل والمشافهة والرواية الشفية الى التغيير او التحريف اوالتبديل ولو جزئيا او قليلا كوضع شطر مكان عجز او تبديل كلمة باخرى او حذف مقطع من قصيدة واضافته الى قصيدة مماثلة لها في الوزن والقافية او نسبتها الى غير قائلها وهذا كله ظهر في الشعرالجاهلي ووجد ومن جهة اخرى ظهر بين الرواة من لم يكن امينا في نقل الرواية حيث
قا م بعضهم باضافة ابيات معينة الى قصائد او نسب قصيدة الى غير شاعرها بقصد او بغير قصد حتى ان بعض الرواة قا م بنظم قصائد نسبوها الى شعراء جاهليين بغية الحصول على حضوة او جاه او مال او نيل جائزة او شهرة اويقال عنهم انهم رواة ماهرون وكذلك ظهر النحل لاسباب سياسية او دينية او لغوية وحتى لاسباب قبلية لقد ظهر ذلك كله في العصر الا موي او بالتحديد في نهايته وبداية العصر العباسي.
انقسم الادباءوالنقاد والباحثون في الشعر في العصر الحالي الى قسمين في نظرتهم الى الشعر الجاهلي قسم اقتنع بان الشعر الجاهلي الذي وصل الينا غير منتحل وانه ابن وقته ووصل الينا كما قيل في الاغلب واقاموا على ذلك الادلة البراهين والدراسات المستفيضة في ذلك وهم هواة القديم واني لاميل الى هذا الرأي .

اما القسم الاخر وهم المحدثون او هواة الحديث او المجددون فهم يزعمون ان الشعر الجاهلي كله منحول او ان معظمه منتحل وان الشعراء الجاهليين ما هم الا شخصيات وهمية واشخاص من خيال ابتدعها الرواة –




-----------------------------

























الفصل الثاني


طبقات الشعراء في العصر الجاهلي


طبقات الشعراء


الشعراء الجاهليون اختلف فيهم كل شاعر عن غيره في الانشاد والنظم والالقاء وهذا بديهي فلكل انسان رايه وموقعه ومكانته ومقدرته وكفاءته ومن خلال البحث في سير الشعراء الجاهليين تبين لنا انه يمكن حصر امكاناتهم ونتاجاتهم ومكانتهم في عصرهم اجمالا الى ثلاث طبقات :-

الاولى اولئك الذين كرسوا حياتهم في قول الشعر واتخذوه حرفة لهم فهم يتغنون فيه وبكل ماجاؤا به من قصائد رائعة التنسيق رائعة المعاني والصور الشعرية والحبك والبلاغة وقد ملىء شعرهم بالصور الشعرية والاخيلة فهم قادرون على التعبير بما يختلج في انفسهم من عاطفة جياشة وفي قومهم باصدق تعبير ومنهم من صاغ الحكمة شعرا باحسن اسلوب وامتن عبارة واصدق احساس فهم الشعراء الفحول و منهم اصحاب المعلقات ومن شاكلهم .

اما الطبقة الثانية فهم الذين لايقولون الشعر الا عابرا او عن قلة فهم يقولون القصيدة مترجمين عما في نفوسهم من احساس او عاطفة قوية فيهم او اثر حادثة او حالة ألمت بهم ويغلب على شعر هؤلاء صفة السرد او الخبر الا انه لا يخلو من مقطوعات شعرية قيمة جدا .

اما الطبقة الثالثة فهي طبقة الشعراء الصعاليك وهم طبقة نشأت بين الطبقيتين وسموا بالصعاليك لفقرهم – لاحظ كتابي في الادب والفن -- المرأة في الشعر الجاهلي –

وقد عاش الصعاليك على الغزو وتحدي المصاعب وحب المغامرة وكانوا يمقتون الاغنياء البخلاء ويستبيحون اموالهم ويقسمونها بينهم
وهؤلاء الصعاليك يفخرون بكبريائهم ويمتازون يخفة حركاتهم وتنقلهم وعدم مبالاتهم اوعدم حبهم للمال فهم يسيرون على نهج – كل يوم له رزقه - فلا يدخرون مالا ولا يحسبون لغد حساب فان لم يجدوا طعاما لهم في يوم من الايام اخذوه بالاغارة والقتال فياكلون منه ويطعمون الاخرين .


--------------------------------



مكانة الشعراء


الشاعر العربي في الجاهلية يتميز بمكانته العالية المرموقة في قومه وعند قبيلته او القبائل الاخرى تبعا لقوة شاعريته واشتهارها بين القبائل فكما كان يقال فلان فارس القبيلة الفلانية كان يقال فلان شاعرها واذا نبغ في القبيلة شاعر او ابدع في القصيد كان ذلك مدعاة للفرح والابتهاج به واقامة الحفلات والتكريم له فيما تتقدم القبائل الاخرى للتهنئة لقبيلته وذلك لان الشاعر بمثابة الفارس او اقوى مكانة فهو حا مي الاعراض ولسان حال قومه الذي يتكلم عنهم في المجتمعات والوفود وفي المناظرات والمواسم والاسواق و كان ذلك مدعاة لظهور اسواق الشعر والادب والكلام مثل سوق عكاظ وسوق المربد فهما خير شاهد على ذلك والشاعر مقوي عزيمة قومه وشادهم في الحرب وناقل الاخبار ويمكن القول بان الشاعر في الجاهلية بمثابة الصحيفة هذا اليوم تنشر كل خبر يقع وتنتصر لمحررها والعاملين معه وتعبر عن ارائهم واحوالهم ووجهات نظر كل منهم او لحزبها وما يرنوا اليه .



-----------------------------------------




خصائص الشعر العربي


اختص الشعر العربي الجاهلي بتمثيل الحياة في الجزيرة العربية الى كل قيل فيها و يمثل صورة صادقة واضحة المعالم والملامح لحياة المجتمع البدوي في صور نابعة من حياة العربي ذاته فنلاحظ في الشعرالجاهلي الخيام والاطلال والحل و الترحال والابل والصحراء المجدبة والرمال المحرقة وما يعتريها اثناء هبوب الرياح و جريان الرمال وفيه تتجسد كل معالم وعادات القوم من غزو وثأر وحب وغرام وشجاعة وحفظ للجوار فالشعر الجاهلي تجسيد حي لمشاعرالشاعر في قومه وما يعتمل في نفسه من عاطفة حب وشوق وكره وبغض وحكمة ورثاء ووصف لحيوان او مكان اوطلل .

ويمتاز الشعر العربي بانه يصور صورة جلية واضحة لاعمال القوم وحالاتهم النفسية والمعنوية والمادية ويمتاز بمتانة شعرية عالية وباسلوب قوي و تظهر البداوة فيه جلية الا ما ندر حيث وجد شعراء الحاضرة مثل مكة ويثرب ومارب وصنعاء وتدمر والحيرة وبالاضافة الى ذلك فهو ديوان العرب ففيه تاريخ العرب وانسابهم ووقائعهم واحكامهم وادابهم.

وقد تحدى الشعر الجاهلي كل عواقب الدهر ونوائب الزمن وطول المدى فهو خالد على مرور الدهر وما زالت هذه الاشعار والقصائد حية بكل معاني الحياة وتعبر في اغلب الاحيان عن حالة الانسان في العصر الجاهلي او العصور التالية اليه وحتى هذا القرن وعاطفته لحد الان وستبقى فالقصيدة العربية النابعة من قلب الشاعر تقع في موقعها من قلب المتلقي وبالقدر الذي تمثله من عاطفة حسية .


---------------------------------------






















الفصل الثالث


الفنون الشعرية في العصر الجاهلي



الشعر الجاهلي يعتبر الركيزة الاصليةاو الاساسية في الشعر العربي واللبنة الاولى في بناء القصيدة العربية وفي هذه القصيدة تلاحظ في العصر الجاهلي مواضيع شتى واغراض مختلفة يخرج الشاعر من غرض شعري ليدخل في غرض او فن اخر فقد تنشا القصيدة غزلية – وهو المعول عليه في الاغلب – ثم تميل الى سرد قصة واقعية غزلية او غير غزلية ثم تلحظ في القصيدة ذاتها المدح او الفخر ثم الوصف اضافة الى ابيات في الحكمة او غير ذلك من الاغراض الكثيرة للشعر .
ويمكننا اجمال هذه الاغراض التي تناولها الشعر الجاهلي
بما يلي \



1- الفخر والحماسة
--------------------

كان القسم الاعظم من الشعر الجاهلي في الحماسة والفخر ولا عجب في ذلك فقد كانت الحروب الطاحنة والغزوات المستمرة في الجزيرة العربية لاسباب عديدة قائمة بين القبائل العربية للحصول على الكلا وما تعتاش عليه حيواناتهم او للثار والغزوات كثيرة فكان من البديهي ان تظهر الشجاعة ويظهر الفخر ويظهر الانتقام والبطش بالاعداء والثار منهم فقد وجدت هذه كلها في الشعر الجاهلي والشعراء اول من يتحسس في المجتمع فيكتب عن احاسيه و دواخل نفسه وقومه بل ان عددا منهم كانوا ابطالا مقاتلين اشتهروا بشجاعتهم مبينين ذلك في شعرهم كعنترة العبسي فهم لا يهابون الموت ويرون ان الانسان يموت ميتة واحدة فليمتها بعز وشجاعة لا يمتها في جبن وخداع ا وخوف ومن الشعراء من صرح علانية في شعره بذلك ومنهم من صرح بانه يرتكب الحرب للدفاع عن نفسه.
وقد فخر شعراء الجاهلية بالكرم واقراء الضيف واطعام اليتيم والمسكين والمحتاج وبالوفاء والحكمة واصابة الراي وقد تجاوز الفخر حده الى المبالغة وخاصة في تفضيل قبيلة على اخرى فهذا الشاعر عامر بن طفيل العامري يبالغ مفتخرا بقبيلته قيس عيلان فيقول :-

وما الارض الا قيس عيلان اهلها
لهم ساحتاها سهلها وحزونها

وقد نال افاق السموات مجدنا
لنا الصحو في افاقها وغيومها


----------------------------------------

2- المديح
-----------

يعدد الشاعر في المديح جل الصفات الموجودة في الفخر والحماسة الا ان الشاعريتحدث في المديح عن صفات الممدوح الحسنة ويثني عليها بينما في الفخر يتحدث عن نفسه او عن الممدوح او قومه ومحامدهم ومفاخرهم
والمديح الجاهلي يمتاز بالصدق في القول فيما يصف به ويتحدث عن الممدوح وربما يخرج في بعض الاحيان عن المالوف الى حد المبالغة كما فعل الشاعر زهير بن ابي سلمى في مدحه _ الا انه صدح فيمن يستحق المدح والثناء لما فيهم من خصال حميدة وانسانية عالية ومرؤة كبيرة .

يقول في مدح هرم بن سنان والحارث بن عوف :_

عظيمين في عليا معد هديتما
ومن يستبح كنزا من المال يعظم

فاصبح يجري فيهم من تلادكم
مغانم شتى بين افال ومزنم

ومن المدح هناك المدح الحقيقي الذي ليس فيه مبالغة والمدح لطلب العفو والمغفرة اواستجدائها وقد خرج النابغة الذبياني والاعشى في مدحهما عن المالوف الى حد كبير باتخاذهم المدح وسيلة للتكسب بالشعر معيشة لهم ومهنة وقد جاب كل منهم مناطق عديدة لمدح الاشخاص وكسب المال وتجلى في هذا النوع من المدح المبالغة فيه الى حد الاستجداء وطلب المال والكسب وهذا يتجلى في شعر النابغة الذياني في مدح الملك النعمان بن المنذر ملك الحيرة انذاك فيقول:

فانك شمس والملوك كواكب
اذا طلعت لم يبد منهن كوكب

فان اك مظلوما فعبد ظلمته
وان تك ذا عتبى فمثلك يعتب

والعتبى= الرضا ويعتب هنا يصفح ويجاوز عن

-------------------------------------






3- الرثاء
----------

والرثاء ذكر صفات الميت الحسنة ونعته بكل الصفات الحميدة الموجودة فيه من شجاعة واقدام وعزيمة وكرم ووفاء وحماية للجار ونسب عال وصواب للراي باسلوب ينم عن التاثر بحادثة الموت وعاطفته اتجاه الميت مع الاسف عليه و استظهار الغم والهم الذي يلحق الشاعر جراء الفقد وقد يكون عزيزا عليه او في قومه ومن اشهر شعراء الرثاء الجاهليين لبيد والمهلهل الذي رثى اخاه كليب لاحظه يقول:

كليب لاخير في الدنيا ومن فيها
ان انت خليتها فيمن يخليها

الا ان ما قالته الشاعرة الخنساء ( تماضر بنت الشريد) في رثاء اخويها صخر ومعاوية تجاوز كل الحدود في مجال الرثاء –
لاحظ قولها :

يذكرني طلوع الشمس صخرا
واذكره لكل غروب شمس

فلا والله لاانساك حتى
افارق مهجتي ويشق رمسي

فيا لهفي عليه ولهف امي
ايصبح في الضريح وفيه يمسي

------------------------------------




4- الغزل والتشبيب
------------------

وفيه الشاعر يتغزل بمن يحب ويهوى فيذكر حبه وغرامه وهيامه بمن يحب والام الفراق ويذكر الشوق والبين والوله القاتل ومنها الوقوف على الاطلال لبكاء الحبيب وذكراه ويمتاز هذا الغرض بالعاطفة الصادقة المتدفقة من قلب المحب كالشلال المتناثر المياه شعرا فياضا بالاحاسيس النبيلة المعبرة عما في قلب الشاعر من حب لمن يحب وقد دأب شعراء العربية وخاصة في العصر الجاهلي ان يستفتحوا قصدائدهم به فهذا الشاعر الحارث يقول في مطلع قصيدته او معلقته :


اذنتنا ببينها اسماء رب ثاو يمكل منه الثواء

الا ان بعض الشعراء اتخذوا هذا الشعر للهو وسرد
المغامرات ومطارة النساء فكان ان ظهر في شعرهم نوع من المجون والخلاعة لاحظ قول الشاعر امرىء القيس يتغزل فيقول :-

افاطم بعض هذا التدلل
ان كنت ازمعت هجري فاجملي

اغرك مني ان حبك قاتلي
وانك مهما تامري القلب يفعل

وما ذرفت عيناك الا لتضربي
بسهميك في اعشار قلب مقتل



- --------------------------------


5- الهجاء
----------------

الهجاء هو تجريد الشخص المهجو من كل صفة انسانية نبييلة ووصفه بكل صفة نابية او رذيلة وغير مشرفة كالبخل والجبن ووضاعة النسب وكل امر لايحبونه ويعتبرونه منقصة ومهانة بين
ا لناس
واشتهر في الهجاء الشاعر طرفة بن العبد والشاعر امية بن الصلت وقد هجا طرفة بن العبد ملك المناذرة عمرو بن هند واخاه واقاربه في قصيدة يقول فيها :

فليت لنا مكان مكان الملك عمرو
رغوثنا حول قبتنا نخور


--------------------------------------



6- الوصف
-------------

هو وصف ما يلحظ الشاعر من صور ومشاهد حية وتجربته بين الاحياء والناس وما تمر به من احوال وخواطـــــــــــر ومواقف وامور يقف الشاعر ازاءها موقف امام مناظر يراها بالعين تؤثر في نفسيته فتهز شعوره وتحــــــــــرك عاطفته فتأتــــــي القصيدة بما توحيه نفسه اليه وتؤثر فيه فتهز شعوره وما يعتلج في قلبه من مشاعر ازاء هـــــــذا الموقف وربما جاءت وصفا لاحيا ء فتكون كصور مشكلة ملونة بمقدار تأثر الشاعر بها او وصف لاحوال الشاعر فتكون الصور متغيرة بتغير الـــــــوان الشعور الشعري والعاطفي لديه لذلك تعتمد القيادة الوصفية على الدوافع النفسيــــــــــــة وتاثيراتها في الاستعـــــــــــــــارات والتشابيه البلاغية وتجد في القصيدة يد الشاعر الفنان مزخرفة ومؤطرة للقصيدة ويعمد الـــــــى صقلها بما اوتي من شاعرية فـــــذة حتى لتبدو كمرأة صافية ترى فيه خيال الموصوف وروح الشاعر واضحة بينــــــــــة وقد اشتهر بالوصف اغلب الشعراء في هذا العصر كامرىء القيس وزهير بن ابي سلمى ولبيد والنابغة
ومما يقوله عنترة العبسي في وصف معركة من معاركه :-

مازلت ارميهم بشفرة نحره
ولبانه حتى تسربل بالدم

فازور عن وقع القنا بلبانه
وشكا الي بعبرة وتحمم


------------------------------------


7- الحكمة
********

يسمو الشاعر في اجواء نفسه ويطل علـــــــى الحياة من الاعلى ثم ينحدر متغلغلا في معانيها لحد دقائق امورها ويحف
با طرافها مسيطرا على عواطفه واحاسيـــــــــه متعقلا ثم يوجه نظرتـــــه الكاشفة متفحصا فتظهر له الحياة على حقيقتها واضحة جلية تنبعث نظرته من العقـــــــل الواعي لا الخيال فياتي شعـــره مهيمنا على الموضوع متجردا من المكان والزمان وهذا سر مطابقته لكل الأوقـــــات والازمنة وينحدر في النفس المتلقية كالماء العذب انظر لهذا البيت للشاعر زهيربن ابي سلمى يقول؛_

ومن يجعل المعروف في غير اهله
يكن حمده ذ ما عليه ويندم

ولطرفة بن العبد يقول =

وظلم ذوي القربى اشد مضاضة
على المرء من حد الحسام المهند

الا ان الحكمة جاء ت كمضرب مثل في الشعر الجاهلي وضمن القصيدة الواحدة وليست منفصلة بغرض منفرد.


-----------------------------

8- الخمرة
______________

الخمرة والشراب كثير ما تغنى الشعراء بها ووصفوا ادواتها وتاثيرها على النفس ومجالسها ومنهم من . استهل قصيدته بها
يقول الشاعر عمرو بن كلثوم في مطلع معلقته :_

الا هبي بصحنك فاصبحينا
ولا تبقي خمور الاندرينا

ومن شعراء الخمرة ايضا المنخل و الاعشى وامرؤ القيس






--------------------------------







الفصل الرايع


اشهر الشعراء في الجاهلية


اهم ما يمتاز به العصر الجاهلي كثرة الشعراء وذلك لاهتمام العرب بقول الشعر لما فيه من تجسيد لحياتهم وكل اهتماماتهم واهمية الشعراء بينهم حتى ان بعض قصائد الشعراء علقت في استار الكعبة المشرفة وقيل في داخلها . وسميت بالمعلقات وهي سبع معلقات و المعلقات قصائد طويلة اختيرت لقوة ومتانة وجمال اسلوبها وتمث الصور ة الناضجة في التعبير الادبي بحيث اشتهرت بين الادباء في عصرها وما بعده والى الان حيث اتخذها الشعراء والادباء والنقاد قدوة في محاكاتهم لها في الشعر متاثرين في اسلوبها ولغتها وطريقة نظمها وتسلسل فكرتها فهي شاهد تمثل الحياة العربية في الطباع والعادات والاخلاق والتفكير وقيل انها عشر وهي من افضل القصائد في الشعر الجاهلي وقيل انها كتبتن بماء الذهب ومن ثم علقت في داخل الكعبة المشرفة .
اما اهم الشعراء فهم اصحاب المعلقات
وهم كما يلي \
















امرو ء القيس



هو الشاعر امرؤ القيس بن حجر بن الحارث بن عمرو بن حجر وهو اكل المرار بن معاوية بن ثور بن مرتع الكندي . وهومن اهل نجد من الطبقة الاولى . واصله من اليمن وكانت قبيلته كندة قد هاجرت من اليمن بعد انهيار سد مارب الشهير وسكنت نجد وابوه ملك قومه اي ملك كنده وقد ولد في نجد وبها ترعر ع وشب واكتمل.

نشا امرؤ القيس نشاة اولاد الملوك نشأة ترف فاحب اللهو وملذات الحياة والخمرة والنساء وكان مسرفا في شرب الخمرة وملاحقة النساء والاخيرة صفة مذمومة عند العرب فنهاه ابوه عن ذلك لكنه لم ينته وظل طوال حياته محبا للشراب والطرب والصيد وكل امر عابث حتى لقب بالملك الضليل .

جاء في كتاب شرح المعلقات السبع للزوزني انه نظم معلقته في عنيزة ابنة عمه شرحبيل وكان لايحظى بلقائها ووصالها فانتظر ضعن الحي وتخلف عن الرجال حتى اذا ظعنت النساء سبقهن الى الغدير في ( دارة جلجل ) وتخفى هناك ثم علم انهن وردن الماء ليغتسلن فلما وردت العذارى الماء وعنيزة فيهم ونضون ثيابهن
و تعرين للسباحة والاغتسال ظهر عليهم امرؤ القيس وجمع ثيابهن جميعا وجلس على الثياب وحلف ان لا يدفع اليهن ثيابهن الا ان يخرجن واحدة واحدة عاريات وياخذن ثيابهن منه فخرجت اوقحهن
( اكثرهن جرأة) اليه بعد خصام طويل معهه فاعطاها ثيابها ثم تتابعن اليه بعد ذلك حتى بقيت عنيزة فاقسمت عليه فقال لها يابنة الكرام لا بد لك من ان تفعلي مثلهن فخرجت اليه عارية فراها مقبلة ومدبرة فلما لبسن ثيابهن واخذن يعذلنه وقلن له جوعتنا كثيرا واخرجتنا عن الحي فقال لهن لو عقرت راحلتي اتاكلن منها فقلن نعم فذبح راحلته لهن واكلن منها حتى شبعن فلما ارتحلن قسمن امتعته بين رواحلهن وبقي وحده بدون راحله فقال لعنيزة يا ابنة الكرام لا بد من ان تحمليني ثم الحت عليها صواحبها ان تحمله على مقدم هودجها فحملته فجعل يدخل راسه في الهودج فيقبلها ويشمها حتى وصلا وكل هذا مذكور او مشاراليه في معلقته .

ويقال انه عندما كان يلعب النرد ويعب الخمرة اتاه ات بخبر قتل ابيه فقال قولته المشهورة –( ضيعني صغيرا وحملني دمه كبيرا لا صحو اليوم ولا خمر غدا اليوم خمروغدا امر)– وعندما صحا من خمرته وسكره اخذ يطالب بثأر ابيه من قاتليه وظل يتنقل من مكان لأخر لطلب العون والمساعدة في دم ابيه حتى توفته المنية في مدينة انقرة التركية وكان يلقب بابي القروح لشدة ما لحقه من اذى في بدنه من كثرةالترحال والتنقل في سبيل تاليب الناس على قاتلي ابيه وقيل ان ملك
الروم البسه عباءة مسمومة لانه تحرش بابنته فانتشر السم في جسده فمات وتعتبرمعلقته من اشهرالمعلقات وافضلها .
هذه هي معلقته :-


قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل
بسقط اللوى بين الدخول فحومل

فتوضح فالمقراةلم يعف رسمها
لما نسجتها من جنوب وشمال

ترى بعرالارام في عرصاتها
وقيعانها كانه حب فلفل

كاني غداة البين يوم تحملوا
لدى سمرات الحي ناقف حنظل

وقوفا بها صحبي علي مطيهم
يقولون لا تهلك اسى وتجمل

وان شفائي عبرة مهراقة
فهل عند رسم دارس من معول

كدابك من ام الحو يرث قبلها
وجارتها ام الرباب بماسل

اذا قامتا تضوع المسك منهما
نسيم الصبا جاءت بريا القرنفل

ففاضت دموع العين مني صبابة
على النحر حتى بل دمعي محمل

الا رب يوم لك منهن صالح
ولاسيما يوم بدارة جلجل

ويوم دخلت الخدر خدر عنيزة
فقالت لك الويلات انك مرجلي

تقول وقد مال الغبيط بنا معا
عقرت بعيري يا امرا القيس فانزل

فقلت لها سيري وارخي زمامه
ولا تبعديني من جناك المعلل

فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع
فالهيتها عن ذي تمائم محول

اذا ما بكى من خلفها انصرفت له
بشق وتحتي شقها لم يحول

ويوما على ظهر الكثيب تعذرت
علي والت حلفة لم تحلل

افاطم مهلا بعد هذا التدلل
وان كنت قد ازمعت صرفي فاجملي

اغرك مني ان حبك قاتلي
وانك مهما تامري القلب يفعل

وان تك قد ساءتك مني خليقة
فسلي ثيابي من ثيابك تنسل

وما ذرفت عيناك الا لتضربي
بسهميك في اعشار قلب مقتل

وبيضة خدر لا يرام خبائها
تمتعت من لهو بها غير معجل

تجاوزت احراسا اليها ومعشرا
علي حراصا لو يسرون مقتلي

اذا الثريا في السماء تعرضت
تعرض اثناء الوشاح المفصل

فجئت وقد نضت لنوم ثيابها
لدى الستر الا لبسة المتفضل

فقالت:يمين الله مالك حيلة
وما ان ارى عنك الغواية تنجلي

خرجت بها امشي تجر وراءنا
على اثرينا ذيل مرط مرحل

فلما اجزنا ساحة الحي وانتحى
بنا بطن خبت ذي حقاف عقنقل

هصرت بفودي راسها فتمايلت

على هضيم الكشح ريا المخلخل

مهفهفة بيضاء غير مفاضة
ترائبها مصقولة كالسنجلجل

كبكر المقاناة الباض بصفرة
غذاها نمير الماء غير المحلل

تصد وتبدي عن اسيل وتتقي
بناظرة من وحش وجرة مطفل

جيد كجيد الرئم ليس بفاحش
اذا هي نصته ولا بمعطل

وفرع يزين المتن اسود فاحم
اثيث كقنو النخلة المتعثكل

غدائره مستشزرات الى العلا
تضا العقاص في مثنى ومرسل

وكشح لطيف كالجديل مخصر
وساق كانبوب السقي المذلل

وتضحي فتيت المسك فوق فراشها

نؤوم الضحى لم تنتطق عن تفضل

وتعطو برخص غير شئن كانه
اساريع ظبي او مساويك اسحل

تضئ الظلام بالعشاء كانها
منارة ممسى راهب متبتل

الى مثلها يرنو الحليم صبابة
اذا ما اسبكرت بين درع ومجول

تسلت عمايات الرجال عن الصبا
وليس فؤادي عن هواك بمنسل

الا رب خصم فيك ألوى رددته
نصيح على تعذا له غير مؤتل

وليل كموج البحر ارخى سدوله
علي بانواع الهموم ليبتلي

فقلت له لما تمطى بصلبه
واردف اعجاز وناء بكلكل

الا ايها الليل الطويل الا انجلي
بصبح وما الاصباح منك بامثل

فيا لك من ليل كان نجومه
بامراس كتان الى صم جندل

وقربة اقوام جعلت عصامها
على كاهل مني ذلول مرحل

وواد كجوف العير قفر قطعته
به الذئب يعوي كالخليع لمعيل

فقلت له لما عوى:ان شاننا
قليل الغنى ان كنت لما تمول

كلانا اذا ما نال شيئا افاته

ومن يحترث حرثي وحرثك يهزل

وقد اغتدي والطير في وكناتها
بمنجرد قيد الاوابد هيكل

مكر مفر مقبل مدبر معا
كجلمود صخر حطه السيل من عل

كميت يزل اللبد عن حال متنه
كما زلت الصفواء بالمتنزل

على الذبل جياش كان اهتزامه

اذا جاش فيه حميه غلي مرجل

مسح اذا ما السابحات على الونى
اثرن الغبار بالكديد المركل

يزل الغلام الخف عن صهواته
ويلوي باثواب العنيف المثقل

درير كخذروف الوليد امره
تتابع كفيه بخيط موصل

له ايطلا ظبي وساقا نعامة
وارخاء سرحان وتقريب تتفل

ضليع اذا استدبرته سد فرجه
بضاف فويق الارض ليس باعزل

كان على المتنين منه اذا انتحى
مداك عروس او صلاية حنظل

كان دماء الهاديات بنحره
عصارة حناء بشيب مرجل

فعن لنا سرب كان نعاجه
عذارى دوار في ملاء مذيل

فادبرن كالجذع المفصل بينه
بجيد معم في العشيرة مخول

فالحقنا بالهاديات ودونه
جواحرها في صرة لم تزيل

فعادى عداء بين ثور ونعجة
دراكا ولم ينضج بماء فيغسل

فظل طهاة اللحم من بين منضج
صفيف شواء او قدير معجل

ورحنا يكاد الطرف يقصر دونه
متى ما ترق العين فيه تسفل

فبات عليه سرجه ولجامه
وبات بعيني قائما غير مرسل

اصاح ترى برقا اريك وميضه
كلمع اليدين في حبي مكلل

يضيئ سناه او مصابيح راهب
امال السليط بالذبال المفتل

قعدت له وصحبتي بين ضارح
وبين العذيب بعد ما متاملي

على قطن بالشيم ايمن صوته
وايسره على الستار فيذبل

فاضحى يسح الماء حول كتفه
يكب على الاذقان دوج الكنهبل

ومر على القنان من نفيانه
فانزل منه العصم من كل منزل

وتيماء لم يترك بها جذع نخلة
ولا اطما مشيدا بجندل

كان ثبيرا في عرانين وبله
كبير اناس في بجاد مزمل

كان ذرى راس المجيمر غدوة
من السيل والاغثاء فلكه مغزل

والقى بصحراء الغبيط بعاهه
نزول اليماني ذي العياب المحمل

كان مكاكي الجواء غدية
صبحن سلافا من رحيق مفلفل

كان السباع فيه غرقى عشية
بارجائه القصوى انابيش عنصل


وسقط اللوى والدخول وحومل اماكن في نجد


*************************




عنترة العبسي


هو عنترة بن شداد بن عمرو بن قراد من قبيلة عبس المضرية التي سكنت نجد وقيل ان شداد جده لابيه وانما هو عنترة بن عمرو بن شداد وقيل شداد عمه تكفله بعد وفاة ابيه ونسب اليه وكان عبدا اسودا ذلك لأن امه واسمها – زبيبة - حبشية سوداء سبيت في احدى المعارك ومن عادات العرب اتخاذ اولاد الاماء عبيدا ولو كانوا اباءهم ولا يعترفون ببنوتهم الا في حالة ايتائهم بابهر الاعمال واشرفها

عنترة احب ابنة عمه – عبلة- الا ان عمه لم يقبل به بعلا لأبنته لانه عبد وابنته حرة رغم انها كانت تحبه وتعشقه وبادلته الحب والوله و الشوق وفي هذا الوقت اغارت على قبيلة عبس قبيلة اخرى سلبتها الاموال والانعام ونهبت كل شيء وهتكت الاعراض على عادة العرب سابقا اذ يسوقون النسوة وياخذونها كالمتاع على عادة العرب سابقا اذ يسوقون النسوة في غنائمهم وياخذونها كالمتاع فهب الشجعان من عبس وعلى راسهم عنترة فردوا الغاصبين وقتلوهم وارجعوا الى قبيلتهم المال الزاد والانعام وكل ما سلب منهم عند ذلك اعترف ابوه ببنوته ولحقه في نسبه

ان عنترة العبسي كان من شجعان شعراء العرب وبعد هذه الحادثة اصبح مضرب الامثال في اقدامه وشجاعته الا انه قتل في حروب داحس والغبراء التي امتدت سنين طوال بين القبيلتين بعد ان وقع في الاسر وقد ظهرت روايات وقصص واساطير حول حياة عنترة وحبه لعبلة ابنة عمه وشجاعته في الحرب اشهرها القصة التي كتبت عن سيرته في العصر الاخير للدولة العباسية

تتميز قصائده بطولها وتطغى عليها عاطفة الحب والشوق واغلبها ذكر فيها حبه لعبلة اضافة الى الفخر والحماسة ووصف ساحة القتال وبلائه في معاركه وانتصاره على اعدائه

وعنترة من اصحاب المعلقات السبع ومطلع معلقته:

هل غادر الشعراء من متردم
ام هل عرفت الدار بعد توهم

ومنها :-

يا دارعَبْلَةَ بِالَجِوَاءِتَكَلَّمِي
وعمي صَبَاحاً دارَ عَبْلَةَ وَاسْلَمِي

فَوَقَفْتُ فِيها نَاقَتي وَكَأَنَّهَا
فَدَنٌ لاَ قْضِي حَاجَةَ الُمَتَلِّومِ

وَتَحُلُّ عَبْلَةُ بِالَجوَاءِ وَأَهْلُنَا
باْلَحزْنِ فَالصَّمَّانِ فَاُلمتَثَلَّمِ

حُيِّيتَ مِنْ طَلَلٍ تَقَادَمَ عَهْدُهُ
أَقْوَى وَأَقْفَرَ بَعْد أُمِّ الَهيَثْمِ

حَلَّتْ بِأَرْضِ الزَّائِرِينَفَأَصْبَحَتْ
عَسِراً عَلَيَّ طِلاُبكِ ابْنَةمَخْرَمِ

عُلِّقْتُها عَرضَاً وَأَقْتُلُ يوْمَها
زَعْماً لَعَمْرُ أَبيكَ لَيْسَ بِمَزْعَمِ

وَلَقَدْ نَزَلْتِ فلا تَظُنِّي غَيْرَهُ
مِنِّي بِمَنْزِلَةِ الُمحَبِّ الُمكْرَمِ

كَيْفَ الَمزَارُ وَقَدْ تَرَبَّعَ اَهْلُها
بعُنَيْزَتَيْنِ وَأَهْلُنا بِالغَيْلَمِ

إِنْ كُنْتِ أَزْمَعْتِ الْفِراقَفإِنَّما
زَّمتْ رِكابُكُم بلَيْلٍ مُظْلمِ

مَا راعَنيْ إِلا حَمُولَةُ اهْلِها
وَسْطَ الدِّيَارِ تَسَفُّ حَبَّ الخِمْخِم

فيها أثْنَتَانِ وَأَرْبَعُونَحَلُوبَةً
سُوداً كخَافِيَةِ الْغُرابِ الأَسْحَمِ

إِذَ تَسْتَبِيكَ بِذِي غُروبٍ وَاضِحٍ
عَذْبٌ مُقَبَّلُهُ لَذِيذِ الَمطْعَمِ

وكَأَنَّ فَارَةَ تَا جهابِقَسِيمَةٍ
سَبَقَتْ عَوَارِضَهَا إِلَيْكَ ملْفَمِ

أَوْ رَوْضَةً أْنُفاً تَضمَّنَنَبْتَهَا
غَيْثٌ قَلِيلُ الدِّمْنِ لَيْسَ بِمَعْلَمِ

جادَتْ عَلَيْهِ كُلُّ بِكْر درَّةٍ
فَتَرَكْنَ كُلَّ قَرارَة كالدِّرْهَمِ

سَحًّا وتَسْكاباً فَكُلَّعَشِيَّةٍ
يَجْرِي عَلَيْهَا الَماءُ لَمْ يَتَصَرَّمِ

وَخَلا الذبابُ بها فَلَيْس بِبارِحٍ
غَرِداً كفِعْلِ الْشَّارِب الُمتَرَنِّمِ

هَزِجاً يَحُكُّ ذِرَاعَهُ بذِرَاعِهِ
قَدْحَ الُمكِبِّ على الزِّنَادِ الأَجْذَمِ

تُمسِي وَتُصْبِحُ فَوْقَ ظَهْله مَشِيَّةٍ
وَأَبِيتُ فَوْقَ سَراةِ أَدْهَُم ملْجَمِ

وَحَشِيَّي سَرْجٌ على عَبْلِ الْشَّوَى
نَهْدٍ مَراِكلُهُ نَبِيلَ المحْزِمِ

هَلْ تُبْلِغَنِّي دَارَهَا شَدَنِيَّةٌ ِ مَحْرُومِ الشَّرَابِ بُمصَرَّمِ

خَطَّارَةٌ غِبَّ السُّرَى زَيَّافَةٌ
تَطِسُ الإِكامَ بوَخْدِ خُفِّ ميثمِ

وكَأَنَّما تَطِسُ الإِكامَ وحشيَّةً
بقَرِيبِ بَيْنَ الَمنْسِمَيْنِ مُصَلَّمِ

تَأْوِي لَهُ قُلْصُ الْنّعامِ كما أَوَتْ
حِزَقٌ يَمانِيَةٌ لأَعْجَمَ طِمْطِمِ

يَتْبَعْنَ فُلَّةَ رَأْسِهِ وكَأنَّةُ
حِدْجٌ على نَعْشٍ لُهنَّ مُخَيَّمِ

صَعْلٍ يَعُودُ بذي الْعُشَيْرة بَيْضَهُ
كالعبْدِ ذي اّلفَرْوِ الْطويل الأصْلَمِ

شَرِبتْ بماءِ الدُّحْرُ ضَيْنِ فأَصْبَحتْ
َوْرَاءَ تَنْفِرُ عنْ حلم

وكَأَنَّما تَنْأَى بجانِبِ دَفَّهَا دلْ
وَحْشِيِّ منْ هَزِجِ الْعشِيِّ مُؤَوَّمِ

هِرِّ جَنِيبٍ كُلمّا عَطَفَتْ لَهُ
غَضْبَى اتَّقَاهَا باليَدَيْنِ وَبالفَمِ

بَرَكَتْ على جَنْبِ الرّداع كأنَّما
بَرَكتْ على قَصَبٍ أجَل مُهَضَّمِ

وكأنَّ رُبَّاً أَو كُحَيْلاً مقعدا
حَشَّ الْوَقُودُ بهِ جَواِنبَ قُمقُمِ

يَنْبَاع مِنْ ذِفْرَى غضوبٍ جَسْرَةٍ
زَيَّافَةٍ مِثْلَ الْفَنِيقِ الُمكْدَمِ

إِنْ تُغْدِفي دُوني الْقِناعَ فإِنَّنِي
طَب بأخْذِ الْفَارِسِ الُمستَلْئِمِ

ِي عَلَيَّ بما عَلِمْتَِ إِنَّني
سَمْحٌ مُخَالَقَتي إِذا لم اُظْلَمِ

وَإِذَا ظُلِمْتُ فَإِنَّ ظُلْمِي بَاسِلٌ
مُرٌّ مَذَاقَتُهُ كَطَعْمِ الْعَلْقَمِ

ولَقَدْ شَرِبْتُ مِنَ الُمدَامةِ بِعدمَا
رَكَدَ الَهواجِرُ بالَمشُوفِ الُمْعَلمِ

بِزُجَاجَةٍ صَفْرَاءَ ذَات مَسِرَّةٍ
قُرِنَت بأَزْهَرَ في الشَّمالِ مُفَدَّمِ

فَإِذا شَرِبْتُ فإِنَّنِي مُسْتَهْلِكٌ
مَالي وعِرْضِي وافِرٌ لَمْ يُكْلَمِ

وإِذا صَحوْتُ فَما أَقَصِّر عن ندى
وكما عَلِمْتِ شَمَائِلي وتَكَرُّمي

وحَلِيلِ غَانِيَةٍ تَركْتُ مُجَدَّلاً
َمكُو فَرِيصَتُهُ كَشِدْقِ الأَعْلَمِ

سَبَقَتْ يَدَايَ لَهُ بِعاجِلِ طَعنَةٍ
وَرَشَاشِ نَافِذَةٍ كَلَون الْعَنْدَمِ

هَلاَ سأَلْتِ الَخيْلَ يا ابنة مَالِكٍ
إِنْ كُنْتِ جَاهِلَةً بِما لَمْ َعْلَمِي

إِذْ لا أَزَالُ على رِحَالَه سَابحٍ
نَهْدٍ تَعاوَرُةُ الْكمُاة تُكَلَّمِ

طَوْراً يُجَرِّدُ للطِّعانِ وَتَارَةً
يأوِي إِلى حَصْدِ الْقِسيّ عَرَمرَمِ

يُخْبِرْكِ مَنْ شَهَدَا لْوقِيعَةَ ا َنّني
أَغْشَى الْوَغَى وَأَعِفُّ عِنْدَ الَمغْنَمِ

وَمُدَجَّجٍ كَرِهَ الْكُماةُنزَالَهُ
لامُمْعِنٍ هَرَبَاً وَلا مُسْتَسْلِمِ

جَادَتْ لَهُ كَفِّي بِعاجِلِ طَعْنَةٍ
بُمثَقفٍ صَدْقِ الْكُعوبِ مُقَوَّمِ

فَشَكَكْتُ بالرُّمْحِ الأَصَمِّ ثيابَهُ
لَيْسَ الْكَرِيمُ على القَنَا بُمحَرَّمِ

فَتَرَكتُهُ جَزَرَ السباع يَنُشْنَهُ
بَقْضُمْنَ حُسْنَ بنانِهِ وَالِمعْصَمِ

وَمِشَكِّ سابِغَةٍ هَتَكْتُ فُروجَهَا
بالسَّيْفِ عن حامي الَحقيقَةِ يعْلِم

رَبِذٍ يَداهُ بالقِدَاحِ إِذا شَتَا
تَّاكِ غَايَاتِ التِّجَار يتلَوَّمِ

لَمَّا رَآني قَدْ نَزَلْتٌ أُرِيدُهُ
أَبْدَي نَوَاِجذَهُ لِغَيْرِ َبَسُّمِ

عَهْدِي بِهِ مَدَّ النّهَارِ كأنَّما
خُضِبَ الْبَنَانُ وَرَأْسُهُ بالعِظْلِمِ

فَطَعَنْتُهُ بالرُّمْحِ ثُمَّ عَلَوْتُهُ
بِمُهَنَّدٍ صَافي الحَدِيدَةِ مْحِذَمِ

بَطَلٍ كَأَنَّ ثِيابَهُ في سَرْحَةٍ
يُحذَى نِعَالَ السَّبْتِ ليْسَ يتَوْأَمِ

يا شاةَ ما قَنَصٍ لِمَنْ حَلّتْ
لهُ حَرُمَتْ عَلَيَّ وَلَيْتَها لم تَحْرُمِ

فَبَعَثْتُ جَارِيَتي فقُلْتُ لها اذْهَبي
فَتَجَسَّسي أَخْبَارَهَا ليَ وَاعْلَمِي

قاَلتْ رَأَيْتُ مِنَ الأَعادِي غِرَّةً
وَالشَّاةُ مُمْكِنَ~ لِمنْ هُوَ مُرْتَمِ

وكأَنّما الْتَفَتَتْ بِجِيدِ جَدَايَةٍ
رَشَا منَ الْغِزْلانِ حُرٍّ أَرْثَمِ

نُبِّئْتُ عمْراً غَيْرَ شاكِرِ ِعْمَتي
وَالْكُفْرُ مَخَبَثَةٌ لِنَفْسِ الُمْنعِمِ

وَلَقَدْ حَفِظتُ وَصَاةَ عِّميَ بالضُّحى
إِذ تقلِصُ الشفَتَانِ عن وَضَح ا لْفَمِ

في حَوْمَةِ اَلجرْبِ الّتي لا تشْتَكي
غَمراتِهَا الأبْطالُ غَيْرََتغَمْغم








عمروبن كلثوم التغلبي




عمرو بن كلثوم بن مالك بن عتاب بن سعد بن زهير بن جشم بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل من قبيلة تغلب وامه ليلى بنت المهلهل المشهور اخو كليب وهذه القبيلة كانت قد دخلت في حروب طويلة مع قبيلة بكر في حروب سميت حرب البسوس وقد احتكمت القبيلتان في فض نزاعاتهما الى الملك عمرو بن المنذر الثالث ملك الحيرة .

واختير الشاعر عمرو بن كلثوم ممثلا عن قبيلته لما فيه من صفات الرجولة والبسالة ويمتاز بشجاعته وجرأته العالية وتتجلى جرأته يوم وقف في حضرة الملك عمرو بن المنذرمدافعا عن قبيلته منشدا قصيدته - والشعراء هم لسان القبيلة – فانساق وراء انفعالاته وهواه واندفاعه القوي الشديد الذي اخرجه عن حدود الواجب الذي جاء لاجله في قصيدة طويلة وشدد فيها على الملك فرجع خائبا حاصدا غضب الملك عليه وهذه القصيدة هي معلقته الخالد ة التي مطلعها :

الا هبي بصحنك فاصبحينا
ولا تبقي خمور الاندرينا

مشــعشــعةً كأن الحـص فـيها
إذا مــا المــاء خالــطها سخينا

تجــور بذي اللـبانة عـن هـواه
إذا مــا ذاقهـــا حــتى يلــــــينا
ترى اللحـز الشحيح إذا أمرت
علــيه لمــــاله فيهـــا مهـــــينا

صــبنت الكأس عـنا أم عمـرو
وكان الــكأس مجــراها اليمينا

ومـا شــرّ الــثلاثة أم عمـــرو
بصــاحـبك الذي لا تصـــبحينا

وكأس قــد شــربت ببعــلـــبك
وأخـرى في دمشـق وقاصرينا

وإنـا سـوف تـدركـنا المـــــنايا
مقــدرةً لــنا ومـقــدريـــــــــنا

قفــي قــبل التفـــرق يـا ظعـينا
نخــبرك الـيقـــين وتخــبريــنا

قفي نسألك هل أحدثت صـرماً
لوشـك البين أم خـنت الأمـــينا

بيوم كــريــهةٍ ضـربـاً وطـعـناً
أقـرّ بـه مــوالــــيك العــيونــا

وإن غـــداً وإن الــيوم رهـــن
وبعـــد غـــدٍ بمـــا لا تعلـــمينا

تـريـك إذا دخــلت على خـلاء
وقــد أمنت عـيون الكاشحـــينا

ذراعــي عيــطل أدمــاء بــكر
هجـــان اللـون لم تقـرأ جــنينا

وثدياً مثل حــقّ العـاج رخصاً
حصـاناً من أكــف اللامســـينا

ومــتنى لـدنـةٍ سمقــت وطالت
روادفهـــا تـــنوء بمـــا ولـــينا

ومــأكمــةً يضـيق الباب عـنها
وكشـــحاً قـد جـننت بـه جنونا

وسـاريتـي بلــنطٍ أو رخــــــام
يــرن خشــاش حلــيهما رنـينا

فــما وجـدت كوجدي أم سقـب
أضـلـــته فـرجعــت الحــــنينا

ولا شمــطاء لا يــترك شقـاها
لهــا مـن تســـعةٍ إلا جــــــنينا

تـذكـرت الصــبا واشـتقـت لما
رأيــت حمــولهـا اصـلاً حدينا

فأعرضت اليمامة واشمخـرت
كأســـياف بـأيــدي مصلـــــتينا

أبـا هــند فـلا تعجـــل علــــينا
وأنـظــرنـا نخـــبرك اليقـــــينا

بـأنـا نـورد الـرايـات بيضـــــا
ونصــدرهـن حمــراً قـد روينا

وأيــام لـــنا غـــــــرّ طــــوالٍ
عصــينا المــلـك فـيها أن ندينا

وســـيد مـعــشر قــد تـوجــوه
بــتاج المـلك يحمي المحجرينا
تــركــنا الخــيل عـاكــفةً عليه
مقــلّدةً أعــنتهـــا صـــفـونــــا

وأنزلـــنا الــبيوت بذي طـلوحٍ
ألى الشـامـات تنفي المـوعدينا

وقـد هـرّت كلاب الحـي مـــنّا
وشـذّبـنا قـــتادة مــن يلـــــــينا

مــتى ننــقل إلى قـومٍ رحـــانا
يـكونوا فــي اللــقاء لها طحينا

يــكون ثفــالـهـا شـرقـيّ نـجـدٍ
ولــهـوتــها قضــاعة أجمعــينا

نزلــتم مــنزل الضــيّاف مـــنّا
فـأعجــلـنا القـرى أن تشـتمونا

قـريــناكم فعـجّلـــنا قــراكــــم
قــبيل الصـبح مـرداةً طحــونـا

نعــمّ أناســنا ونعــفّ عنهـــــم
ونحـــمل عـنهـم مـا حملــــونا

نطــاعن ما تراخى الناس عنّـا
ونضـرب بالسـيوف إذا غشينا


بسمــرٍ مـن قــنا الخــطيّ لدنٍ
ذوابــل أو ببيــض يخـــتلــــينا

كأن جمـــاجـم الأبطــال فــيها
وســوق بالأمــاعــز يرتمـــينا
نشـــق بها رؤوس القـوم شقـاً
ونخــتلب الـرقــاب فتخــــتلينا

وإن الضغــن بعد الضغن يبدو
علــيك ويخــرج الــداء الدفـينا

ورثــنا المجـــد قـد علمت مع دّ
نطــاعـن دونــه حــتى يبيــــنا

ونحـــن إذا عمـاد الحي خرت
عـن الأحفــاض نمـنع من يلينا

نجــذ رؤوســهم في غـير بــر
فمــا يــدرون مــاذا يتقــونــــا

كأن ســـيوفنا مــن ومـــــــنهم
مخــــاريق بأيــدي لاعبيــــــنا

كأن ثيابـــنا مـــنّا ومـــــــــنهم
خضـــبن بأرجــوان أو طلــينا

إذا مــا عــيّ بالأســناف حــيّ
مـن الهــول المشـبّه أن يـكونـا

نصــبنا مــثل رهــوة ذات حـد
محــافظـــةً وكــنّا السـابقــــينا

بشـــبّان يـرون القـــتل مجــداً
وشـيب في الحـروب مجـربينا

حـديــا الـــناس كلــهم جمــيعاً
مقـــارعــةً بنيــهم عـن بنيــــنا
فأمّـــا يـوم خشــيتنا علــــــيهم
فتصـبح خيلــنا عصــباً ثبيــــنا

وأمّــا يوم لا نخــشى علــــيهم
فنمعــــن غـــارةً متلببيـــــــــنا

برأس مـن بني جشـم بن بكــر
نـدّق بـه السهـولة والحــزونـا

ألا لا يعــــــلم الأقــــوام أنّـــا
تضعــضعــنا وأنّـا قـد ونيــــنا

ألا لا يجـــهلن أحـــدٌ علـــــينا
فنجـــهل فـوق جـهل الجاهلينا

بأي مشــيئةٍ عمـــرو بـن هــند
نكــون لقيلــكم فيهــا قطــــــينا

بأي مشــيئةٍ عمــرو بـن هـــند
تطــيع بــنا الوشــاة وتزدريــنا

تهـــددنـا وأوعـدنــا رويــــــداً
مــتى كــنّا لأمّـك مقــــتويــــنا

فـإن قـــناتنا يـا عمــرو أعـيت
علـى الأعــداء قبــلك أن تلـينا

إذا عـضّ الثقـاف بها اشمأزت
وولّــته عشـــوزنة زبـــــــونا
عشـــوزنـةً إذا انقـلــبت أرنت

تشــجّ قفــا المـثــقف والجبيــنا
فهــل حدثت في جشـم بن بكر
بنقــص في خطـــوب الأوليـنا

ورثــنا مجـد علقمــة بن سيف
أبـاح لنا حصـــون المجـد دينا

ورثت مهـلهــلاً والخــير مـنه
زهــيراً نعــم ذخـر الذاخريــنا

وعــتاباً وكلـــثوماً جميعـــــــاً
بهــم نلـــنا تـراث الأكرميــــنا

وذا الـــبرة الذي حـدّثت عــنه
بـه نحمـي ونحمـي المحجرينا

ومــنّا قــبله الســاعي كلــــيب
فـأي المجــد إلا قــد ولـــــــينا

مــتى نعقــد قـــرينتنا بحـــــبل
تجـــذّ الحـبل أو تقـص القرينا

ونوجــد نحــن أمنعـهم ذمــاراً
وأوفـاهــم إذا عقـــدوا يمــــينا

ونحـن غـداة أوقد في خزازى
رفــدنا فــوق رفــد الرافـــدينا

ونحــن الحابسون بذي أراطى
تسـفّ الجـــلة الخـور الدريـنا

ونحــن الحاكمــون إذا أطعــنا
ونحــن العـازمــون إذا عصينا

ونحــن الـتاركون لما سخطــنا
ونحــن الآخــذون بمـا رضـينا

وكــنّا الأيمنـين إذا التـقـــــــينا
وكان الأيســريـن بنــو أبــــينا

فصـــالوا صــولةً فيمن يلــيهم
وصــلنا صـــولة فيمتتن يلــينا

فآبــوا بالنهــاب وبالســـــــبايا
وأبــنا بالمــــلوك مصفـــــدينا

إليـــكم يـا بنـي بكـــر إليــــكم
المّـــا تعــرفــوا مــنّا اليقــــينا

المّـــا تعلمــــوا مـــنّا ومـــنكم
كــتائب يطـعــن ويرتمــــــــينا

علــينا البيـض واليلـب اليماني
وأسـياف يقــمن وينحــــــــنينا

علـــــينا كل ســابغــــةٍ دلاص
ترى فـوق النطـاق لها غصوناً

إذا وضــعت عن الأبطال يوماً
رأيـت لهــا جـلود القـوم جونا

كأن غصــونهــن مـــتون غدر
تصفقــــها الـرياح إذا جـريــنا

وتحملــنا غـداة الـروع جـــرد
عـرفـن لـــنا نقـــائذ وافتلــــينا

وردن دوارعــاً وخرجن شعثا
كأمــثال الرصــائع قـد بلــــينا

ورثناهـــن عـن آبــاء صـــدق
ونــورثهـا إذا متـتنا بنيـــــــــنا

عـلى آثـارنـا بيــض حســــان
نحــاذر أن تقســم أو تهـونــــا

أخـذن على بعولتــهن عهــــداً
إذا لا قــوا كــتائب معلمـــــينا

ليسـتلبنّ أفـراســـــــاً وبيضـــاً
وأســرى في الحـديـد مقــرنينا

ترانــا بارزيـــن وكلّ حــــــي
قـد اتخــذوا مخــافتنا قـريــــناً

إذا مــا رحــن يمشــين الهوينا
كما اضطربت مـتون الشاربينا

يقــتن جــيادنا ويقــلن لســــتم
بعـــولــتنا إذا لـم تمنعــــــــونا

ظعـائن من بني جشـم بن بكـر
خلطــن بميسـم حسـباً وديــــنا

ومـا مـنع الظعائن مثل ضرب
تـرى منه السـواعـد كالقلــــينا

كأنـا والســـــيوف مســــللاتٌ
ولـدنـا الــناس طــرّاً أجمعــينا
يـدهـدون الرؤوس كما تدهدي
حــزاورة كــــرات لاعبيـــــنا

وقـد عــلم القــبائل مـن معــــدّ
قــباباً لـي بأبطحـهــــا بنيـــــنا

بأنّـا المطعمــون إذا قــــدرنــا
وأنّـا المـهلكــون إذا ابتلــــــينا

وأنّـا المانعــون لمـــا أردنـــــا
وأنّـا الـنازلــون بحــيث شــينا

وأنّـا الـتاركــون إذا سخطـــنا
وأنّـا الآخــذون إذا رضــــــينا

وأنّـا العـاصمــون إذا أطعــــنا
وأنّـا العــازمــون إذا عصــينا

ونشرب إن وردنا الماء صفواً
ويشــرب غيرنا كـدراً وطــينا

ألا أبلــغ بنـي الطمّـــاح عنّـــا
ودعمـــيا فكـيف وجـدتمـونـــا

إذا ما الملك سـام الناس خسـفاً
أبيــنا أن نقــرّ الـذّل فـــــــــينا

مـلأنا الــبرّ حتى ضــاق عــنّا
ومـــاء البحــر نمــلؤه سفـــينا

إذا بلــغ الفطــام لـنا صـــــبيٌ
تخـــرّ له الجـــبابر سـاجــدينا
-----------------------




زهير بن ابي سلمى


زهير بن ابي سلمى- هو زهير بن ربيعة بن رباح من بني مزينة من قبيلة غطفان التي كانت تسكن نجد وقد توفي ابوه وهو طفل فنشا يتيما حيث تزوجت امه من اوس بن حجر وقد عنى بتربيته خال ابيه بشامة بن الغدير الذي كان مقعدا.

نشا زهير في بيئة شعرية فكان ابوه شاعرا وخاله شاعرا وزوج امه شاعرا وخال ابيه الذي تبناه واحسن تربيته كان شاعرا سيد قومه فاحب زهيرا وحبب اليه الشعر منذ الصغر فاحب زهير الشعر وقام بتهذيبه والعنايةالتامه فيه وقد اشتهر زهير بتنقيح اشعاره وقصائده بين فترة واخرى وقد اشعر او قال الشعر في اغلب الاغراض الشعرية الا انه اشتهر بالمدح وقد مدح هرم بن سنان كثيرا هذا الذي انفق المال الكثير في في اطفاء حرب البسوس الشهيرة واخماد نيرانها بين القبيلتين وزهير من اصحاب المعلقات السبع
ومطلع معلقته :

امن ام اوفى دمنة لم تكلم
بحومانة الدراج فالمتثلم

ومنهاهذه الابيات-

وَدَارٌ لَهَـا بِالرَّقْمَتَيْـنِ كَأَنَّهَـا
مَرَاجِيْعُ وَشْمٍ فِي نَوَاشِرِ مِعْصَـمِ

بِهَا العِيْنُ وَالأَرْآمُ يَمْشِينَ خِلْفَـةً
وَأَطْلاؤُهَا يَنْهَضْنَ مِنْ كُلِّ مَجْثَمِ

وَقَفْتُ بِهَا مِنْ بَعْدِ عِشْرِينَ حِجَّةً
فَهـلأ عَرَفْتُ الدَّارَ بَعْدَ تَوَهُّم

أَثَـافِيَ سُفْعاً فِي مُعَرَّسِ مِرْجَـلِ

وَنُـؤْياً كَجِذْمِ الحَوْضِ لَمْ يَتَثَلَّـمِ

فَلَـمَّا عَرَفْتُ الدَّارَ قُلْتُ لِرَبْعِهَـا

أ َلاَ أَنْعِمْ صَبَاحاً أَيُّهَا الرَّبْعُ وَاسْلَـمِ

تَبَصَّرْ خَلِيْلِي هَلْ تَرَى مِنْ ظَعَائِـنٍ

َحَمَّلْـنَ بِالْعَلْيَاءِ مِنْ فَوْقِ جُرْثُـمِ

جَعَلْـنَ القَنَانَ عَنْ يَمِينٍ وَحَزْنَـهُ

وَكَـمْ بِالقَنَانِ مِنْ مُحِلٍّ وَمُحْـرِمِ

عَلَـوْنَ بِأَنْمَـاطٍ عِتَاقٍ وكِلَّـةٍ
وِرَادٍ حَوَاشِيْهَـا مُشَاكِهَةُ الـدَّمِ

وَوَرَّكْنَ فِي السُّوبَانِ يَعْلُوْنَ مَتْنَـهُ

عَلَيْهِـنَّ دَلُّ النَّـاعِمِ المُتَنَعِّــمِ

بَكَرْنَ بُكُورًا وَاسْتَحْرَنَ بِسُحْـرَةٍ

فَهُـنَّ وَوَادِي الرَّسِّ كَالْيَدِ لِلْفَـمِ

وَفِيْهـِنَّ مَلْهَـىً لِلَّطِيْفِ وَمَنْظَـرٌ
أَنِيْـقٌ لِعَيْـنِ النَّـاظِرِ المُتَوَسِّـمِ

كَأَنَّ فُتَاتَ العِهْنِ فِي كُلِّ مَنْـزِلٍ

نَـزَلْنَ بِهِ حَبُّ الفَنَا لَمْ يُحَطَّـمِ

فَـلَمَّا وَرَدْنَ المَاءَ زُرْقاً جِمَامُـهُ

وَضَعْـنَ عِصِيَّ الحَاضِرِ المُتَخَيِّـمِ

ظَهَرْنَ مِنْ السُّوْبَانِ ثُمَّ جَزَعْنَـهُ

عَلَى كُلِّ قَيْنِـيٍّ قَشِيْبٍ وَمُفْـأَمِ

فَأَقْسَمْتُ بِالْبَيْتِ الذِّي طَافَ حَوْلَهُ

و ِجَـالٌ بَنَوْهُ مِنْ قُرَيْشٍ وَجُرْهُـمِ

يَمِينـاً لَنِعْمَ السَّـيِّدَانِ وُجِدْتُمَـا

عَلَى كُلِّ حَالٍ مِنْ سَحِيْلٍ وَمُبْـرَمِ

تَدَارَكْتُـمَا عَبْسًا وَذُبْيَانَ بَعْدَمَـا

تَفَـانَوْا وَدَقُّوا بَيْنَهُمْ عِطْرَ مَنْشَـمِ

وَقَدْ قُلْتُمَا إِنْ نُدْرِكِ السِّلْمَ وَاسِعـاً

بِمَالٍ وَمَعْرُوفٍ مِنَ القَوْلِ نَسْلَـمِ

فَأَصْبَحْتُمَا مِنْهَا عَلَى خَيْرِ مَوْطِـنٍ

بَعِيـدَيْنِ فِيْهَا مِنْ عُقُوقٍ وَمَأْثَـمِ

عَظِيمَيْـنِ فِي عُلْيَا مَعَدٍّ هُدِيْتُمَـا
وَمَنْ يَسْتَبِحْ كَنْزاً مِنَ المَجْدِ يَعْظُـمِ

تُعَفِّـى الكُلُومُ بِالمِئينَ فَأَصْبَحَـتْ

يُنَجِّمُهَـا مَنْ لَيْسَ فِيْهَا بِمُجْـرِمِ

يُنَجِّمُهَـا قَـوْمٌ لِقَـوْمٍ غَرَامَـةً

وَلَـمْ يَهَرِيقُوا بَيْنَهُمْ مِلْءَ مِحْجَـمِ

فَأَصْبَحَ يَجْرِي فِيْهِمُ مِنْ تِلاَدِكُـمْ

مَغَـانِمُ شَتَّـى مِنْ إِفَـالٍ مُزَنَّـمِ

أَلاَ أَبْلِـغِ الأَحْلاَفَ عَنِّى رِسَالَـةً

وَذُبْيَـانَ هَلْ أَقْسَمْتُمُ كُلَّ مُقْسَـمِ

فَـلاَ تَكْتُمُنَّ اللهَ مَا فِي نُفُوسِكُـمْ

ليَخْفَـى وَمَهْمَـا يُكْتَمِ اللهُ يَعْلَـمِ

وَمَا الحَـرْبُ إِلاَّ مَا عَلِمْتُمْ وَذُقْتُـمُ

ماهو عَنْهَا بِالحَـدِيثِ المُرَجَّـمِ

مَتَـى تَبْعَـثُوهَا تَبْعَـثُوهَا ذَمِيْمَـةً
وتضـرَ إِذَا ضَرَّيْتُمُـوهَا فَتَضْـرَمِ

فَتَعْـرُكُكُمْ عَرْكَ الرَّحَى بِثِفَالِهَـا
وَتَلْقَـحْ كِشَـافاً ثُمَّ تُنْتَجْ فَتُتْئِـمِ

فَتُنْتِـجْ لَكُمْ غِلْمَانَ أَشْأَمَ كُلُّهُـمْ
كَأَحْمَـرِ عَادٍ ثُمَّ تُرْضِـعْ فَتَفْطِـمِ

فَتُغْـلِلْ لَكُمْ مَا لاَ تُغِـلُّ لأَهْلِهَـا
قُـرَىً بِالْعِـرَاقِ مِنْ قَفِيْزٍ وَدِرْهَـمِ

لَعَمْـرِي لَنِعْمَ الحَـيِّ جَرَّ عَلَيْهِـمُ
بِمَا لاَ يُؤَاتِيْهِم حُصَيْنُ بْنُ ضَمْضَـمِ

وَكَانَ طَوَى كَشْحاً عَلَى مُسْتَكِنَّـةٍ
فَـلاَ هُـوَ أَبْـدَاهَا وَلَمْ يَتَقَـدَّمِ






----------------------------------














طرفة بن العبد


هو طرفة بن العبد بن سفيان بن سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة بن عكابة بن مصعب بن علي بن بكر بن وائل من قبيلة بكر بن وائل التي سكنت البحرين وما اليها توفي ابوه وهو صغير فعنت بتربيته والدته التي ظلمها اعمامه كثيرا .
عاش طرفة في ترف ولهو وبذخ لغناه وكان شاعرا جريئا وتميز بجراته التي كانت سببا في هلاكه ومقتله اشتهر بالهجاء فهجى اعمامه واقاربه وهجى ملك الحيرة عمرو بن هند واخاه قابوس
وقيل ان سبب موته ان اخته كانت عند عبد عمرو بن بشر وكان سيد زمانه واكرم الناس وكان قد هجاه حيث قال فيه :

ولا خير فيه غير ان له غنى
وان له كشحا اذا قام اهضما
تظل نساء الحي يعكفن حوله
يقلن عسيب من اسرة ملهما

وكان قد خرج عمرو بن هند او عمرو بن المنذر بن ماء السماء ملك الحيرة يتصيد ومعه عبد عمرو فرمى حمارا وحشيا وقال لعبد عمرو انزل فاذبحه فلم يستطع ذلك فضحك الملك وقال له ---صدق طرفة حين وصفك وانشده الابيات السابقة فما كان من عبد عمرو الا ان قال للملك ابيت اللعن ماقال فيك اشد مما قال بي - فقال الملك فما قال فانشد ه الابيات:

فليت لنا مكان الملك عمر و
رغوثا حول قبتنا تخور

من الزمرات اسبل قادساها
وضرتها مركنة درور

لعمرك ان قابوس بن هند
ليخلط ملكه نوك كثير

قسمت الدهر في زمن رضي
كذاك الحكم يقصد او يجور

فقال الملك \ أوقد بلغ من امره بان يقول فيّ مثل هذا الشعر فكتب الى الى المعلى وهو رجل ذو شان في البحرين من قبيلة عبد شمس ليقتله في رواية طويلة.
فكان ان قتل في البحرين بامر من الملك عمرو بن هند وعمره لايتجاوز السادسة والعشرين
ومع حداثة عمره وصغره فقد عد من اصحاب المعلقات وهم فطاحل شعراء الجاهلية ومطلع معلقته :.

لخولة اطلال ببرقة ثمهد
تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد


ومنها هذه الابيات:

وُقوفاً بِها صَحبي عَلَيَّ مَطيَّهُم
َيقولونَ لا تَهلِك أَسىً وَتَجَلَّدِ

كَأَنَّ حُدوجَ المالِكيَّةِ غُدوَةً
خَلايا سَفينٍ بِالنَواصِفِ مِن دَدِ

عدولية ٌ أو من سفين ابن يامنٍ
يجورُ بها المَّلاح طوراً ويهتدي

يشقُّ حبابَ الماءِ حيزومها بها
كما قسَمَ التُّربَ المُفايِلُ باليَدِ

وفي الحيِّ أحوى ينفضُ المردَ شادنٌ
مُظاهِرُ سِمْطَيْ لُؤلُؤٍ وَزَبَرجَدِ

خذولٌ تراعي ربرباً بخميلة ٍ
تَناوَلُ أطرافَ البَريرِ، وتَرتَدي

وتبسمُ عن ألمَى كأنَّ مُنوراً
تَخَلّلَ حُرَّ الرّمْلِ دِعْصٌ له نَدي

سقتهُ إياة ُ الشمس إلا لثاتهُ
أُسف ولم تكدم عليه بإثمدِ

ووجهٌ كأنَّ الشمس ألقت رداءها
عليه، نَقِيَّ اللّونِ لمْ يَتَخَدّدِ

وإنّي لأمضي الهمّ، عند احتِضاره،
بعوجاء مرقالٍ تروحُ وتغتدي

أمونٍ كألواح الإرانِ نصَأْتُها
رعلى لاحب كأنهُ ظهرُ بُرجد

جَماليّة ٍ وجْناءَ تَردي كأنّها
سَفَنَّجَة ٌ تَبري لأزعَرَ أربَدِ

تباري عتاقاً ناجيات وأتبعت
وَظيفاً وَظيفاً فَوق مَورٍ مُعبَّدِ

تربعت القفّين في الشول ترتعي
حدائق موليِّ الأسرَّة أغيد

تَريعُ إلى صَوْتِ المُهيبِ، وتَتّقي
بِذي خُصَلٍ، رَوعاتِ أكلَفَ مُلبِدِ

كأن جناحي مضرحيٍّ تكنّفا
حِفافَيْهِ شُكّا في العَسِيبِ بمَسرَدِ

فَطَوراً به خَلْفَ الزّميلِ، وتارة ً
على حشف كالشنِّ ذاوٍ مجدّد

لها فَخِذانِ أُكْمِلَ النّحْضُ فيهما
كأنّهُما بابا مُنِيفٍ مُمَرَّدِ

وطَيُّ مَحالٍ كالحَنيّ خُلوفُهُ،
وأجرِنَة ٌ لُزّتْ بِدَأيٍ مُنَضَّدِ

كَأَنَّ كِناسَي ضالَةٍ يُكنِفانِها
وَأَطرَ قِسيٍّ تَحتَ صُلبٍ مُؤَيَّدِ

لَها مِرفَقانِ أَفتَلانِ كَأَنَّها
تَمُرُّ بِسَلمَي دالِجٍ مُتَشَدَّدِ

كقنطرة الرُّوميِّ أقسمَ ربها
لتكفننْ حتى تُشادَ بقرمد

صُهابِيّة ُ العُثْنُونِ مُوجَدَة ُ القَرَا
بعيدة ُ وخد الرِّجل موَّراة ُ اليد

أُمرُّتْ يداها فتلَ شزرٍ وأُجنحتْ
لها عَضُداها في سَقِيفٍ مُسَنَّدِ

جنوحٌ دقاقٌ عندلٌ ثم أُفرعَتْ
لها كتفاها في معالى ً مُصعَد

كأن عُلوبَ النّسع في دأياتها
مَوَارِدُ مِن خَلْقاءَ في ظَهرِ قَردَدِ

تَلاقَى ، وأحياناً تَبينُ كأنّها
بَنائِقُ غُرٌّ في قميصٍ مُقَدَّدِ

وأتْلَعُ نَهّاضٌ إذا صَعّدَتْ
به كسُكان بوصيٍّ بدجلة َ مُصعِد

وجمجمة ٌ مثلُ العَلاة كأنَّما
وعى الملتقى منها إلى حرف مبرَد

وخدٌّ كقرطاس الشآمي ومشْفَرٌ
كسَبْتِ اليماني قدُّه لم يجرَّد

وعينان كالماويتين استكنَّتا
بكهْفَيْ حِجاجَيْ صخرة ٍ قَلْتِ مورد

طَحُورانِ عُوّارَ القذى ، فتراهُما
كمكحولَتي مذعورة أُمِّ فرقد

وصادِقَتا سَمْعِ التوجُّسِ للسُّرى
لِهَجْسٍ خَفِيٍّ أو لصَوْتٍ مُندِّد

مُؤلَّلتانِ تَعْرِفُ العِتقَ فِيهِما،
كسامعتيْ شاة بحوْمل مفرد

وَأرْوَعُ نَبّاضٌ أحَذُّ مُلَمْلَمٌ،
كمِرداة ِ صَخرٍ في صَفِيحٍ مُصَمَّدِ

وأعلمُ مخروتٌ من الأنف مارنٌ
عَتيقٌ مَتى تَرجُمْ به الأرض تَزدَدِ

وإنْ شئتُ لم تُرْقِلْ وإن شئتُ أرقَلتْ
مخافة َ مَلويٍّ من القدِّ مُحصد

وإن شِئتُ سامى واسِطَ الكورِ رأسُها
وعامت بضبعيها نجاءَ الخفيْدَدِ

على مثلِها أمضي إذا قال صاحبي
ألا لَيتَني أفديكَ منها وأفْتَدي

وجاشَتْ إليه النّفسُ خوفاً،وخاله
مُصاباً ولو أمسى على غَيرِ مَرصَدِ

إذا القومُ قالوا مَن فَتًى ؟
خِلتُ أنّني عُنِيتُ فلمْ أكسَلْ ولم أتبَلّدِ

حَلْتُ عليها بالقَطيعِ فأجذَمتْ،
وقد خبَّ آل الأَمعز المتوقد

فذلك كما ذالت وليدة مجلس
تُري ربّها أذيالَ سَحْلٍ مُمَدَّدِ

ولستُ بحلاّل التلاع مخافة ً
ولكن متى يسترفِد القومُ أرفد




---------------------------------------












الحارث


هو الحارث بن حلزة اليشكري من قبيلة بكر التي نشبت حرب البسوس الشهيرة بينها وبين تغلب وكان الحارث من رجالها المشهورين حيث اختير ممثلا لقبيلته في التحكيم وحل المنازعات والرد على الشاعر عمرو بن كلثوم شاعر تغلب في حضر ة الملك عمر بن هند وقيل انه ارتجل قصيدته هذه في حضرة الملك عمروبن هند من وراء سبعة ستور فامر الملك برفع الاستار عنه استحسانا لقصيدته وقيل ان حلزة معناها القصير ة او البخيلة

توفي قبل الاسلام وهو من اصحاب المعلقات
مطلع معلقته -

اذنتنا ببينها اسماء رب ثاو يمل منه الثواء

ومنها هذه الابيات-

بعد عهدٍ لنا ببرقة شما
ء فأدنى ديارها الخلصاء

فالمحياة فالصفاح فأعنا ق
فتاقٍ فعاذبٌ فالوفاء

فرياض القطا فأودية الشر
يب فالشعبتان فالأبلاء

لا أرى من عهدت فيها فأبكي اليـ
ـوم دلهاً و ما يحير البكاء

بعينيك أوقدت هندٌ النا
ر أخيراً تلوي بها العلياء

فتنورت نارها من بعيدٍ
بخزارى هيهات فيك الصلاء

أوقدتها بين العقيق فشخصيـ
ـن بعودٍ كما يلوح الضياء

غير أني قد أستعين على الهـ
ـم إذا خف بالثوي النجاء

بزفوفٍ كأنها هقلةٌ أ
م رئالٍ دويةٌ سقفاء

آنست نبأةً و أفزعها القـ
ـناص عصراً و قد دنا الإمساء

فترى خلفها من الرجع و الوقـ
ـع منيناً كأنه إهباء

و طراقاً من خلفهن طراقٌ
ساقطاتٌ ألوت بها الصحراء

أتلهى بها الهواجر إذ كـ
ـل ابن همٍ بليةٌ عمياء

و أتانا من الحوادث و الأنـ
ـباء خطبٌ نعنى به و نساء

ان إخواننا الأراقم يغلو
ن علينا في قيلهم إحفاء

يخلطون البريء منا بذي الذنـ
ـب و لا ينفع الخلي الخلاء

زعموا أن كل من ضرب العيـ
ـر موالٍ لنا و أنا الولاء

أجمعوا أمرهم عشاءً فلما
أصبحوا أصبحت لهم ضوضاء

من منادٍ و من مجيبٍ و من تصـ
ـهال خيلٍ خلال ذاك رغاء

أيها الناطق المرقش عنا
عند عمروٍ و هل لذاك بقاء

لا تخلنا على غراتك إنا
قبل ما قد وشى بنا الأعداء

فبقينا على الشناءة تنميـ
ـنا حصونٌ و عزةٌ معساء

قبل ما اليوم بيضت بعيون الـ
ـناس فيها تغيظٌ و إباء

و كأن المنون تردي أر
عن جوناً ينجاب عنه العماء

مكفهراً على الحوادث لا تر
توه للدهر مؤيدٌ صماء

إرمي بمثله جاكت الخيـ
ل وتأبى لخصمها الإجلاء

ملكٌ مقسطٌ وأفضل من يمـ
ـشي ومن دون ما لديه الثناء

أيما خطةٍ أردتم فأدو
ها إلينا تشفى بها الأملاء

إن نبشتم ما بين ملحة فالصا
قب فيه الأموات والأحياء

أو نقشتم فالنقش يجشمه النـ
ـاس وفيه الإسقام والإبراء

أو سكتم عنا فكنا كمن أغـ
ـمض عيناً في جفنها الأقذاء

أو منعتم ما تسألون فمن حد
ثتموه له علينا العلاء


-------------------------------












لبيد العامري


ابو عقيل لبيد بن مالك بن قيس بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري وربيعة هذا يعرف بربيعة المقترين لاحسانه وكثرة فضائله وانفاقه على المعوزين والمقترين وقد نشا لبيد شجاعا قوي النفس عزيزها ذكي الفؤاد ذا مكانة ممتازة في قومه واترابه وقد مدحه بعض الشعراء واثنوا على شاعريته وقصيده مثل النابغة واخرين
ادرك لبيد الاسلام وانتقل من البا دية الى العراق وسكن الكوفة وتوفي في زمن الخليفة الاموي معاوية بن ابي سفيان بعد ان عمر طويلا قيل ان عمره تجاوز المائة سنة وقد قال في ذلك بعد ان سام الحياة وما بها وقيل ان بصره كف لكبرسنه قال-

ولقد سئمت من الحياة وطولها
وسؤال هذي النا س كيف لبيد

شعر لبيد يعد من روائع الشعر العربي ويضرب في معلقته الامثال وله اشعار غيرها كثير اشهرها التي قالها في رثاء اخيه اريد وقيل انه هجرالشعر بعد اسلامه وهو القا ئل – (الحمد لله الذي ابدلني بالشعر سورة البقرة )– وقيل انه لم يقل في الاسلام الا بيتا واحدا:

الحمد لله ا ذ لم ياتني اجلي
حتى كساني من الاسلام سربالا

ولبيد من اصحاب المعلقات السبع ومطلع معلقته :-

عفت الديار محلها فمقامها
بمنى تاءبد غولها فرجامها

ومن شعره هذه الابيات:---


وقد كنت في أكناف جار مضنة
ففارقني جار بأربد نافع

فلا جزع إن فرق الدهر بيننا
وكل فتى يوما به الدهر فاجع

فلا أنا يأتيني طريف بفرحة
ولا أنا مما أحدث الدهر جازع

وما الناس إلا كالديار وأهلها
بها يوم حلوها وغدوا بلاقع

وما المرء إلا كالشهاب وضوئه
يحور رمادا بعد إذ هو ساطع

وما البر إلا مضمرات من التقى
وما المال إلا معمرات ودائع

وما المال والأهلون إلا وديعة
ولا بد يوما أن ترد الودائع

ويمضون أرسالا ونخلف بعدهم
كما ضم أخرى التاليات المشايع

وما الناس إلا عاملان فعامل
يتبر ما يبني وآخر رافع

فمنهم سعيد آخذ لنصيبه
ومنهم شقي بالمعيشة قانع

أليس ورائي إن تراخت منيتي

لزوم العصا تحنى عليها الأصابع

أخبر أخبار القرون التي مضت
أدب كأني كلما قمت راكع

فأصبحت مثل السيف غير
تقادم عهد القين والنصل قاطع

فلا تبعدن إن المنية حالة
عليك فدان للطلوع وطالع

أعاذل ما يدريك إلا تظنيا
إذا ارتحل الفتيان من هو راجع

تبكي على إثر الشباب الذي مضى
ألا إن أخدان الشباب الرعارع

أتجزع مما أحدث الدهر بالفتى
وأي كريم لم تصبه القوارع

لعمرك ما تدري الضوارب بالحصى
ولا زاجرات الطير ما الله صانع

سلوهن إن كذبتموني متى الفتى
يذوق المنايا أو متى الغيث واقع



-------------------------------






الاعشى



هو ميمون بن قيس وسمي الاعشى لعشو في بصره اضعفه وكان يلقب باعشى قيس نسبة لابيه قيس كان كثير التجوال والاسفار جاب اطراف الجزيرة العربية ووصف كل المواقع التي زارها في شعره او لمح اليها فيه
اشتهر بالمدح الى حد الافراط فيه وبالفخر والوصف والحماسة والغزل والهجاء
الاعشى من اصحاب المعلقات العشر التي علقت في داخل الكعبة لاهميتها ومكانتها الشعرية العالية ومطلع معلقته :

ودع هريرة ان الركب مرتحل
وهل تطيق وداعا ايها الرجل

ومنها هذه الابيات –

غَرّاءُ فَرْعَاءُ مَصْقُولٌ عَوَارِضُها

تَمشِي الهُوَينا كما يَمشِي الوَجي الوَحِلُ

كَأنّ مِشْيَتَهَا مِنْ بَيْتِ جارَتِهَا
مرّ السّحابة ِ، لا ريثٌولا عجلُ

تَسمَعُ للحَليِ وَسْوَاساً إذا انصَرَفَتْ

كمَا استَعَانَ برِيحٍعِ شرِقٌ زَجِلُ

ليستْ كمنْ يكره الجيرانُ طلعتها،
ولا تراها لسرّ الجارِتختتلُ

يَكادُ يَصرَعُها، لَوْلا تَشَدّدُهَا،
إذا تَقُومُ إلى جَارَاتِهَاالكَسَلُ

إذا تُعالِجُ قِرْناً سَاعة ً فَتَرَتْ
وَاهتَزّ منها ذَنُوبُ المَتنِ وَالكَفَلُ

مِلءُ الوِشاحِ وَصِفْرُ الدّرْعِ بَهكنَة ٌ
إذا تَأتّىيَكادُ الخَصْرُ يَنْخَزِلُ

صدّتْ هريرة ُ عنّا ما تكلّمنا
جهلاً بأمّخليدٍ حبلَ من تصلُ؟

أأنْ رأتْ رجلاً أعشى أضر بهِ
لِلّذّة ِ المَرْءِ لاجَافٍ وَلا تَفِلُ

هركولة ٌ، فنقٌ، درمٌ مرافقها
كأنّ أخمصنها بالشّوكِ منتعلُ

إذا تَقُومُ يَضُوعُ المِسْكُ أصْوِرَة ً
والزنبقُ الوردُ منأردانها شمل

ما رَوْضَة ٌ مِنْ رِياضِ الحَزْنِ مُعشبة ٌ
خَضرَاءُ جادَعَلَيها مُسْبِلٌ هَطِلُ

يضاحكُ الشمسَ منها كوكبٌ شرقٌ
مُؤزَّرٌ بِعَمِيمِ النّبْتِ مُكْتَهِلُ

يَوْماً بِأطْيَبَ مِنْهَا نَشْرَ رَائِحَة ٍ
، ولابأحسنَ منها إذْ دنا الأصلُ

علّقتها عرضاً، وعلقتْ رجلاً غَيرِي
، وَعُلّقَأُخرَى غيرَها الرّجلُ

وَعُلّقَتْهُ فَتَاة ٌ مَا يُحَاوِلُهَا،
مِنْأهلِها مَيّتٌ يَهذي بها وَهلُ

وَعُلّقَتْني أُخَيْرَى مَا تُلائِمُني
فاجتَمَعَ الحُبّ حُبّاً كُلّهُ تَبِلُ

فَكُلّنَا مُغْرَمٌ يَهْذِي بصَاحِبِهِ،
نَاءٍ وَدَانٍ، وَمَحْبُولٌ وَمُحْتَبِلُ

قالتْ هريرة ُ لمّاجئتُ زائرها:
وَيْلي عَلَيكَ، وَوَيلي منكَ يا رَجُلُ

يا مَنْ يَرَى عارِضاقَد بِتُّ أرْقُبُهُ،
كأنّمَا البَرْقُ في حَافَاتِهِ الشُّعَلُ

لهُ ردافٌ،وجوزٌ مفأمٌ عملٌ،
منطَّقٌ بسجالِ الماءِ متّصل

لمْ يلهني اللّهوُعنهُ حينَأرقبهُ

، وَلا اللّذاذَة ُ مِنْ كأسٍ وَلا الكَسَلُ

فقلتُ للشَّربِ في درني وقد ثملوا:

شِيموا، وكيفَ يَشيمُ الشّارِبُ الثّملُ

بَرْقاً يُضِيءُ عَلىأجزَاعِ مَسْقطِهِ،
وَبِالخَبِيّة ِ مِنْهُ عَارِضٌ هَطِلُ

قالُوا نِمَارٌ،فبَطنُ الخالِ جَادَهُما
، فالعَسْجَدِيّة ُ فالأبْلاءُفَالرِّجَلُ

فَالسّفْحُ يَجرِي فخِنزِيرٌ فَبُرْقَتُهُ،
حتى تدافعَ منهُ الرّبوُ، فالجبلُ

حتى تحمّلَ منهُ الماءَ تكلفة ً
، رَوْضُ القَطَا فكَثيبُا لغَينة ِ السّهِلُ

يَسقي دِياراً لَها قَدْ أصْبَحَتْ عُزَباً،
زوراًتجانفَ عنها القودُ والرَّسلُ

وبلدة ٍ مثلِ ظهرِ التُّرسِ موحشة ٍ،
للجِنّبِ اللّيْلِ في حَافَاتِهَا زَجَلُ

لا يَتَمَنّى لهَا بِالقَيْظِ يَرْكَبُهَا،
إلاّ الذينَ لهمْ فيما أتوا مهلُ

جاوزتها بطليحٍ جسرة ٍ سرحٍ،
في مِرْفَقَيها إذا استَعرَضْتَها فَتَل

إمّا تَرَيْنَا حُفَاة ً لا نِعَالَلَنَا
، إنّا كَذَلِكَ مَا نَحْفَى وَنَنْتَعِلُ

فقدْ أخالسُ ربَّ البيتِغفلتهُ،
وقدْ يحاذرُ مني ثمّ ما يئلُ

وَقَدْ أقُودُ الصّبَى يَوْماًفيَتْبَعُني
، وقدْ يصاحبني ذوالشَّرة ِ الغزلُ

وَقَدْ غَدَوْتُ إلىالحَانُوتِ يَتْبَعُني
شَاوٍ مِشَلٌّ شَلُولٌ شُلشُلٌ شَوِلُ

في فِتيَة ٍكَسُيُوفِ الهِندِ قد عَلِمُوا
أنْ لَيسَ يَدفعُ عن ذي الحيلة ِالحِيَلُ

نازعتهمْ قضبَ الرّيحانِ متكئاً،
وقهوة ً مزّة ً راووقها خضلُُ

لا يستفيقونَ منها، وهيَ راهنة ٌ،

اّ بِهَاتِ! وَإنْ عَلّوا وَإنْنَهِلُوا

يسعى بها ذو زجاجاتٍ لهُ نطفٌ،
مُقَلِّصٌ أسفَلَ السّرْبالِمُعتَمِلُ

مستجيبٍ تخالُ الصَّنجَ يسمعهُ
، إذا ترجِّعُ فيهِ القنية ُ الفضلُ

منْ كلّ ذلكَ يومٌ قدْ لهوتُ به،

وَفي التّجارِبِ طُولُ اللّهوِوَالغَزَلُ

والسّاحباتُ ذيولَ الخزّ آونة ً
، والرّافلاتُ على أعجازهاالعجلُ

أبْلِغْ يَزِيدَ بَني شَيْبانَ مَألُكَة ً،

أبَا ثُبَيْتٍ! أمَاتَنفَكُّ تأتَكِلُ؟

ألَسْتَ مُنْتَهِياً عَنْ نَحْتِ أثلَتِنَا
، وَلَسْت ضَائِرَهَا مَا أطّتِ الإبِلُ

تُغْرِي بِنَا رَهْطَ مَسعُودٍ وَإخْوَتِهِ
عِندَ اللّقاءِ، فتُرْدي ثمّ تَعتَزِلُ

لأعرفنّكَ إنْ جدّ النّفيرُ بنا،
وَشُبّتِ الحَرْبُ بالطُّوَّافِ وَاحتَمَلوا

كناطحٍ صخرة يوماً ليفلقها،
فلمْ يضرها وأوهى قرنهُ الوعلُ

لأعرفنّكَ إنْ جدّتْ عداوتنا،
والتمسَ النّصرمنكم عوضُ تحتملُ

تلزمُ أرماحَ ذي الجدّينِ سورتنا

عنْدَ اللّقاءِ،فتُرْدِيِهِمْ وَتَعْتَزِلُ

لا تقعدنّ، وقدْ أكلتها حطباً،
تعوذُ منْ شرّهايوماً وتبتهلُ

قد كانَ في أهلِ كَهفٍ إنْ هُمُ قعدوا
، وَالجاشِرِيّة ِ مَنْ يَسْعَى وَيَنتَضِلُ

سائلْ بني أسدٍ عنّا، فقد علموا
أنْ سَوْفَ يأتيكَ من أنبائِنا شَكَلُ

وَاسْألْ قُشَيراً وَعَبْدَ الله كُلَّهُمُ،
وَاسْ ألْرَبيعَة َ عَنّا كَيْفَ نَفْتَعِلُ

إنّا نُقَاتِلُهُمْ ثُمّتَ نَقْتُلُهُمْ
عِندَ اللقاءِ، وَهمْ جارُوا وَهم جهلوا

كلاّ زعمتمْ بأنا لا نقاتلكمْ،
إنّا لأمْثَالِكُمْ، يا قوْمَنا، قُتُلُ

حتى يَظَلّ عَمِيدُ القَوْمِ مُتّكِئاً،
َدْفَعُ بالرّاحِ عَنْهُ نِسوَة ٌ عُجُلُ

أصَابَهُ هِنْدُوَانيٌّ،فَأقْصَدَهُ،
أو ذابلٌ منْ رماحِ الخطّ معتدلُ

قَدْ نَطْعنُ العَيرَ فيمَكنونِ فائِلِهِ،
وقدْ يشيطُ على أرماحنا البطلُ

هَلْ تَنْتَهون؟ وَلايَنهَى ذوِي شَططٍ
كالطّعنِ يذهبُ فيهِ الزّيتُ والفتلُ

إني لَعَمْرُ الذيخَطّتْ مَنَاسِمُها لهُ
وسيقَ إليهِ الباقرِ الغيلُ
لئنْ قتلتمْ عميداً لمْيكنْ صدداً
، لنقتلنْ مثلهُ منكمْ فنمتثلُ

لَئِنْ مُنِيتَ بِنَا عَنْ غِبّمَعرَكَة ٍ
لمْ تُلْفِنَا مِنْ دِمَاءِ القَوْمِ نَنْتَفِلُ

نحنُ الفوارسُ يومَ الحنو ضاحية
ً جنبيْ "فطينة َ" لا ميلٌ ولا عزلُ

قالوا الرُّكوبَ! فَقُلنا تلْكَ عادَتُنا،
أوْ تنزلونَ، فإنّا معشرٌ نزلُ



*****************************











النابغة الذ بياني


ابو امامة زياد بن معاوية الذبياني من قبيلة قيس المضرية ولقب بالنابغة لأنه لم يقل الشعر في صغره بل نبغ به نبوغا عند الكبر وهو من اشراف ذبيان وكان محبا للمال وكان يفد على النعمان بن المنذر ملك الحيرة ليمدحه فقربه الملك منه واجزل اليه لعطاء.
وقد غضب الملك عليه مرة فهرب الى الملك عمرو بن الحارث الاصغر ملك الغساسنة بالشام فمدحه ثم تصالح معه الملك النعمان فرجع ليمدحه مجددا متوسلا فيه يقول :

فلا تتركني بالوعيد كانني
الى الناس مطلي به القار اجرب

الم تر ان الله اعطاك سورة
ترى كل ملك دونها يتذبذب

والنابغة يعد من الشعراء المشهورين الذين اختيرت قصائدهم وعلقت في باطن الكعبة وهي من المعلقات العشر ومطلعها:

يادار مية بالعلياء فالسند
اقوت وطال عليها سالف الامد

والعلياء والسند اماكن او مواقع معروفة لدي الشاعر
توفي النابغة الذبياني قبل الاسلام ويغلب على شعره المد ح الى حد المبالغة وقد خص فيه الملك النعمان بن المنذر الا قليلا وقد تكسب بشعره حتى اشتهر بذلك
ومن معلقته هذه الابيات -



اتاني ابيت اللعن انك لمتني
وتلك التي اغتم منها وانصب
فبت كاءن العائدات فرشنني
هراسا به يعلى فراشي ويقشب
حلفت فلم اترك لنفسك ريبة
وليس وراء الله للمرء مطلب
لاءن كنت قد بلغت عني وشاية
لمبلغك الواشي اغش واكذب
ولكنني كنت امرءا لي جانب
في الارض فيه مستراد ومذهب
ملوك واخوان اذا ما اتيتهم
احكم في احوالهم واقرب
فلا تتركني بالوعيد كانني
الىالناس مطلي به القا ر اجرب
الم تر ان الله اعطاك صورة
ترى كل ملك دونها يتذبذب
فانك شمس والملوك كواكب
اذا طلعت لم يبد منهن كوكب

ولست بمستبق اخا لا تلمه
على شعث أي الرجال المهذب

فا ن اك مظلوما فعبد ظلمته
وان تك ذا عتبى فمثلك يعتب

فبتُّ كأنّ العائداتِ فرشنني
هراساً، به يُعلى فِراشي ويُقْشَبُ

حَلَفْتُ، فلم أترُكْ لنَفسِكَ ريبَة ً،
وليسَ وراءَ اللَّهِ للمَرْءِ مَذهَبُ

لئنْ كنتَ قد بُلغتَ عني خِيانَة ً
لَمُبْلغُكَ الواشي أغَشُّ وأكذَبُ

و لكنني كنتُ امرأً ليَ جانبٌ
منَ الأرضِ ، فيه مسترادٌ ومذهبُ

مُلوكٌ وإخوانٌ، إذا ما أتَيتُهُمْ
أحكمُ في أموالهمْ ، وأقربْ

كفعلكَ في قومٍ أراكَ اصطنعتهمْ
فلم ترَهُمْ، في شكر ذلك، أذْنَبُوا

فلا تتركني بالوعيدِ ، كأنني
إلى النّاسِ مَطليٌّ به القارُ، أجْرَبُ

ألمْ ترَ أنّ اللهَ أعطاكَ سورة ً
ترى كلّ مَلْكٍ، دونَها،يتذَبذَبُ

فإنكَ شمسٌ ، والملوكُ كواكبٌ
إذا طلعتْ لم يبدُ منهنّ كوكبُ

و لستَ بمستبقٍ أخاً ، لا تلمهُ
على شَعَثٍ، أيُّ الّرجال المُهَذَّبُ؟

فإنْ أكُ مظلوماً ؛ فعبدٌ ظلمتهُ
وإنْ تكُ ذا عُتَبى ؛ فمثلُكَ يُعتِبُ




******************************






حاتم الطائي


هو ابو عدي حاتم الطائي ولد قبل الهجرة النبوية الشريفة ب\ 46 سنة اي ولد سنة 605 ميلادية وفي بلاد نجد تزوج من ماوية بنت حجر الغسانية بعد ان زار الشام ونزل ضيفا عند ابيها .
حاتم الطائي من اجواد العرب وكرمائهم ويعد من مشاهير كرماء العرب وهي الصفة التي غلبت عليه . اما والدته فهي عتبة بنت عفيف بن عمرو بن أخزم. وكانت ذا يسار وسخاء، حجر عليها أخوتها ومنعوها مالها خوفا من الاسراف و التبذير لشدة سخائها وبذل مالها للاخرين .وقد نشأ ابنها حاتم متلها بالجود والكرم.
سكن مع قومه في منطقة حائل في اعالي بلاد نجد عند جبلي (اجا وسلمى )من الجزيرة العربية ولا تزال اطلال قصوره وسكنه وضريحه المدفون فيه هناك ظاهرة للعيان وكذلك قيل ان اثار مواقده وقدور لاتزال شاخصة في نفس الموضع في بلدة يقال لها (توران) في حائل من نجد وشمال المملكة العربية السعودية وتعتبر اثارا من الاثارالخالدة .
كان حاتم الطائي يلقب بابي عدي وعدي هذا هو ابنه البكر وقد شهد الاسلام واسلم وكذلك ابنته سفانة ادردت الاسلام واسلمت وقيل انها اكبر سنا من اخيها عدي .

حاتم االطائي من اجود اجواد العرب عتى ضر ب مثى بالجو د والكرم وقد قيب فيه (وكان جواد يشبه شعره جوده ويصدق قوله فعله وكان حيثما نزل عرف منزله مظفر وإذا قاتل غلب وإذا غنم أنهب وإذا سئل وهب وإذا ضرب بالقداح فاز وإذا سابق سبق وإذا أسر أطلق وكان يقسم بالله أن لايقتل واحد أمه وفى الشهر الأصم (رجب) كانت العرب تعظمه في الجاهلية وكان ينحر في كل يوم عشرا من الإبل فيطعم الناس فاجتع خلق كثير حوله وذاع صيته
وقيل أنه قالت له امرأة من عنزة بن ربيعة :
قم افصد لنا هذه الناقة ! فقام حاتم ونحر الناقة بدلاً من فصدها، فذهلت المرأة واسمها عالية العنزيه من هذا الفعل وقد تزوجها بعد ذلك فانجبت له على حد ذكر ابن الاثير.. فقال حاتم الابيات التالية بعد نحره للناقة او بهذه الواقعة :

إنّ ابن أسماء لكم ضامن.
. حتّى يؤدّي آنسٌ ناويـه
لا أفصد الناقة في أنفها
لكنّني أوجرهـا العاليـه..
إنّي عن الفصد لفي مفخر
. يكره منّي المفصد الآليه

وقيل ان ضيوفا حلوا اليه فقدم اليهم كل الابل التي كان يرعى بها رغم جهله معرفتهم وقيل انهم كانوا ثلاثة شعراء وهم كل من النابغة الذبياني وعبيد بن الابرص وبشر بن ابي خازم وكانوا ينوون الذهاب الى النعمان بن المنذر ملك الحيرة فسالوه ان يضيفهم او يقريهم فنحر لهم ثلاثه من الإبل فقال عبيد بم الابرص :
أنما أردنا بالقرى اللبن وكانت تكفينا بكره إذ كنت لابد متكلفا لنا شيئا.
فقال حاتم:
قد عرفت ولكنى رأيت وجوها مختلفة وألوانا متفرقة فطننت أن البلدان غير واحدة فأردت أن يذكر كل واحد منكم مارأى إذا أتى قومه
فقالوا فيه قصائد امتدحوه بها وذكروا فضله.
فقال حاتم:
أردت أن أحسن اليكم فصار لكم الفضل علي وأنا أعاهد أن أضرب عراقيب ابلى عن أخرها أوتقوموا إليها فتقسموها بينكم
ففعلوا فأصاب الرجل تسعه وثلاثون ومضوا إلى النعمان. وان أبا حاتم لما سمع بما فعل ابنه فأتاه فقال له اين الإبل ؟
فقال حاتم :يا أبت طوقتك بها طوق الحمامة مجد الدهر وكرما لا يزال الرجل يحمل بيت شعر اثنى به علينا عوضا من ابلك
فلما سمع أبوه ذلك قال:
- أبابلى فعلت دلك؟
قال: نعم
قال: والله لا أساكنك بعدها ابدا
- فخرج أبوه بأهله وترك حاتما ومعه جاريته وفرسه وفلوها او وليدها الصغير والفلو هو ابن الفرس .
فقال حاتم في ذلك:
اني لعف الفقر مشترك الغنى
وترك شكل لا يوافقه شكلي
وشكلي شكل لا يقوم لمثله
من الناس الا كل ذي نيقه مثلي
واجعل مالي دون عرضي جنة
لنفسي واستغني بما كان منت فضل
ماضرني ان سار سعد باهله
وافردني في الدار ليس معي اهلي
سيكفي ابتنائي المجد سعد بن حشرج
واحمل عنكم كل ماضاع من نفل
ولي مع بذل المال في المجد صولة
اذا الحرب ابتدات من نواجذها العصل *
و قيل ان أحد قياصرة الروم لما بلغته أخبار جود حاتم الطائي وكرمه فأستغربها فبلغه أن لحاتم فرسا من كرام الخيل عزيزة عنده فأرسل اليه بعض رجاله يطلبون تلك الفرس فلما دخل الحاجب دار حاتم أستقبله أحسن أستقبال ورحب به وهو لايعلم أنه حاجب القيصر وكانت المواشى في المرعى فلم يجد إليها سبيلا لقرى ضيفه فنحر الفرس وأضرم النار ثم دخل إلى ضيفه يحادثه فأعلمه أنه رسول القيصر قد حضر يستميحه فرسه فساء ذلك حاتما واحزنه فقال له :
هل أعلمتني قبل الآن فأنى قد نحرتها لكم إذ لم أجد جزورا غيرها فانحرها لاضيفكم بها حيث ان الماشية في المرعي فجزرتها لاقرائكم .
فعجب الرسول من سخائه وقال:
والله لقد رأينا منك أكثر مما سمعنا عنك
وهذه شهادة كبيرة في السخاء والكرم

************************









السموأل

هو الشاعرالسموأل بن غريض بن عاديا الأزدي وكان حكيما في الجاهلية واسمه معرب من اللغة العبرية واسمه معرب من شْمُوئِيل ويعني ( سمّاه الله) فهو اذن كان شاعرا يهوديا جلهليا اول الامر.
ولد في خيبر وبها عاش في القرن السادس الميلادي وقيل انه كان له حصن بناه جده عادياء واسماه الابلق في مدينة تيماء من اعالي نجد فكان كثيرالتنقل بين حصنه في تيماء وبين مدينة خيبر حيث مسكنه فيها .

وقيل انه من بني الديان او بني عبد المدان حسبما ورد في شعره وهم اقوام سكنوا اليمن وقال فيهم المؤرخون كثيرا منهم مايلي :
فقد ورد ان القلقشندي قال :

(بنو الديان - بفتح الدال المهملة وتشديد الياء المثناة تحت ونون في الآخرة بطن من بني الحارث بن كعب من القحطانية وهم بنو الديان واسمه يزيد بن قطن بن زيادة الحارث بن كعب بن الحارث بن كعب ‏)
قال في العبر‏:‏ (وكان لهم الرئاسة بنجران من اليمن والملك على العرب بها وكان الملك منهم في عبد المدان بن الديان وانتهى قبل البعثة إلى يزيد بن عبد المدان ووفد أخوه على النبي محمد صلى الله عليه. وأسلم على يد القائد خالد بن الوليد.) ‏.‏
وذكرهم ابن قتيبة فقال ( أن بني الحارث بن كعب، الذين تفرع عنهم بني الديان، كانوا يدينون باليهودية قبل الإسلام.)

ولهذ ا نقول ان نسبه كان عربيا خالصا فهو من بني عبد المدان من الحارث بن كعب من قبيلة مذحج القحطانية من اليمن وهذا يثبت بالدليل القاطع ان يهود اليمن والجزيرة العربية هم من العرب الاصلاء النسب.

وقيل . انه قدم عليه (امرئ القيس بن حجر الكندي) اشهر شعراء الجاهلية وكان قد عجز عن الاخذ بثأر أبيه وكان قد عزم الذهاب إلى قيصر الروم ليستنجد به لعل ملك الروم يخرج معه جيشا يساعده على اخذ ثأر ابيه من قاتليه ,فذهب اولا إلى السمؤال وأمن عنده ( أدراعا ثمينة ) لا مثيل لها كما ترك عنده أهله ثم سار امرئ القيس إلى قيصر الروم، وبعد حين طوق حصن السمؤال أحد الملوك ممن له ثأر على امرئ القيس، فسأله السمؤال عن سبب تطويقه لحصنه ؟ فقال له الملك ان عنده ثارا على امرئ القيس وانه: سيغادر الحصن بمجرد تسليمه أدراع امرئ القيس وأهله، فرفض السمؤال ذلك رفضا قاطعا، وقال : لا أخفر ذمتي وأخون أمانتي، فظل الملك محاصرا الحصن حتى مل، وفي أثناء ذلك جاء أحد أبناء السمؤال من رحلة صيد وفي طريقه إلى الحصن قبض عليه الملك ونادى السمؤال : هذا ابنك معي فاما أن تسلمني مالديك واما أقتله ! فرفض السمؤال تسليم الأمانة على عادة العرب قديما فذبح ابنه أمام الحصن وعاد الملك بجيشه ولم يحصل على بغيته فقال السمؤال :

وفيت بأدرع الكندي اني
إذا ما خان أقـوام وفيـت

ومن اهم قصائده اللامية التي مطلعها:

اذا المر ء لم يدنس من اللؤم عرضه
فكل رداء يرتديه جميل
ومنها :

وان هو لم يحمل على النفس ضيمها

فليس له الى حسن الثناء سبيل

تعيرنا انا قليل عديدنا
فقلت لها ان الكرام قليل

وما ضرنا انا قليل وجارنا
عزيز وجار الاكثرين ذليل

لَنا جَبَلٌ يَحتَلُّهُ مَن نُجيرُهُ
مَنيعٌ يَرُدُّ الطَرفَ وَهُوَ كَليلُ

رَسا أَصلُهُ تَحتَ الثَرى وَسَما بِهِ
إِلى النَجمِ فَرعٌ لا يُنالُ طَويلُ

هُوَ الأَبلَقُ الفَردُ الَّذي شاعَ ذِكرُهُ
يَعِزُّ عَلى مَن رامَهُ وَيَطولُ

وَإِنّا لَقَومٌ لا نَرى القَتلَ سُبَّةً
إ ا ِذا ما رَأَتهُ عامِرٌ وَسَلولُ

يُقَرِّبُ حُبُّ المَوتِ آجالَنا لَنا
وَتَكرَهُهُ آجالُهُم فَتَطولُ

وَما ماتَ مِنّا سَيِّدٌ حَتفَ أَنفِهِ
وَلا طُلَّ مِنّا حَيثُ كانَ قَتيلُ

تَسيلُ عَلى حَدِّ الظُباتِ نُفوسُنا
وَلَيسَت عَلى غَيرِ الظُباتِ تَسيلُ

صَفَونا فَلَم نَكدُر وَأَخلَصَ سِرَّنا
إِناثٌ أَطابَت حَملَنا وَفُحولُ

عَلَونا إِلى خَيرِ الظُهورِ وَحَطَّنا
لِوَقتٍ إِلى خَيرِ البُطونِ نُزولُ:

فَنَحنُ كَماءِ المُزنِ ما في نِصابِنا
كَهامٌ وَلا فينا يُعَدُّ بَخيلُ

وَنُنكِرُ إِن شِئنا عَلى الناسِ قَولَهُم
وَلا يُنكِرونَ القَولَ حينَ نَقولُ

إِذا سَيِّدٌ مِنّا خَلا قامَ سَيِّدٌ
قَؤُولٌ لِما قالَ الكِرامُ فَعُولُ

وَما أُخمِدَت نارٌ لَنا دونَ طارِقٍ
وَلا ذَمَّنا في النازِلينَ نَزيلُ

وَأَيّامُنا مَشهورَةٌ في عَدُوِّنا
لَها غُرَرٌ مَعلومَةٌ وَحُجولُ

وَأَسيافُنا في كُلِّ شَرقٍ وَمَغرِبٍ
بِها مِن قِراعِ الدار ِعينَ فُلولُ

مُعَوَّدَةٌ أَلّا تُسَلَّ نِصالُها
فَتُغمَدَ حَتّى يُستَباحَ قَبيلُ

سَلي إِن جَهِلتِ الناسَ عَنّا وَعَنهُمُ
فَلَيسَ سَواءً عالِمٌ وَجَهولُ

فَإِنَّ بَني الرَيّانِ قَطبٌ لِقَومِهِم
تَدورُ رَحاهُم حَولَهُم وَتَجولُ


_____*******************


بقي ان نقول ان المعلقات هي سبع قصائد علقت في باطن الكعبة لبلاغتها و سحر وبلاغة شعرها وافضله وشعراؤها هم \ امرؤ القيس وعنترة العبسي وزهيربن ابي سلمى وطرفة بن العيد والحارث بن حلزة اليشكري وعمرو بن كلثوم و لبيد وقد اضيف اليها ثلاث قصائدعلقت كذلك في باطن الكعبة لتكون القصائد المختارة عشر قصائد من الشعر الجاهلي واصحابها هم السبعة اصحا ب المعلقات يضاف اليهم النابغة الذياني وعروة بن الورد .
هؤلاء هم شعراء الجاهلية المشهورون جدا ا لا انه يوجد غيرهم من الشعراء كثير ا خص منهم عبيد بن الابرص والفند الزماني واعشى قيس والافوه الاودي وعبد الشارق و المرار بن سعيد كلهم معروف ومشهور






------------------------------------






















الفصل الخامس

نماذج من الشعر الجاهلي


بعد هذه الدراسة الموجزة في الشعر الجاهلي يجدربنا الوقوف لنزين دراستنا ببعض نماذج من شعر هذا العصر اذ لم نقدمها اثناء الدراسة ليستكمل بحثنا لهذا العصر :

قال عنترة العبسي :

حكم سيوفك في رقاب العذل
وإذانزلت بدار ذل فارحل

وإذا بليت بظالم كن ظالماً
وإذا لقيت ذوي الجهالةفاجهل

وإذا الجبان نهاك يوم كريهة
خوفا عليك من ازدحام الجحفل

فاعصمقالته ولا تحفل بها
واقدم إذا حق اللقا في الأول
واختر لنفسك منزلا تعلو به
أو مت كريما تحت ظل القسطل

فالموت لاينجيك من آفاته
حصنٌ ولو شيّدتهُ بالجندل

إن كنت فيعدد العبيد فهمتي
فوق الثريا والسماك الأعزل

أو أنكرت فرسان عبس نسبتي
فسنان رمحي والحسام يقر لي

وبذابلي ومهندي نلت العلا
لا بالقرابة والعديد الأجزل

ورميت مهري في العجاج فخاضه
والنار تقدح من شفارالأنصل

خاض العجاج محجلا حتى إذا
شهد الوقيعة عاد غير محجل

ولقد نكبت بنيحريقة نكبة
لما طعنت صميم قلب الأخيل

وقتلت فارسهم ربيعة عنوة
والهيذبان وجابر بن مهلهل

وابني ربيعة والحريش ومالكاً
والزبرقانُ غدا طريح الجندل

وأنا ابنُ سوداءِ الجبينِ كأنَّها
ضبع ترعرع في رسوم المنزل

الساقمنها مثل ساق نعامة
والشعر منها مثل حب الفلفل

والثغر من تحت اللثام كأنَّه
برق تلألأ في الظلام المسدل

يانازلين على الحمى وديارِهِ
هلاّ رأيتم فيالديار تقَلقُلي

قد طال عزكم وذلي في الهوى
ومن العجائب عِزّكُم وتذَلّلي

لا تسقني ماء الحياة بذلة بل
فأسقني بالعز كأس الحنظل

ماءالحياة بذلة كجهنمٍ
وجهنمٌ بالعز أطيب منزل

--------------------------------


ويقول الشاعر النابغةالذياني في احدى قصائده :

نَظَرَتْ بمُقْلَة ِ شادِنٍ مُتَرَبِّبٍ
أحوى ، أحمَّ المقلتينِ ، مقلدِ

و النظمُ في سلكٍ يزينُ نحرها
ذهبٌ توقَّدُ ، كالشّهابِ المُوقَدِ

صَفراءُ كالسِّيرَاءِ ، أكْمِلَ خَلقُها
كالغُصنِ ، في غُلَوائِهِ ، المتأوِّدِ

قامتْ تراءى بينَ سجفيْ كلةٍ
كالشّمسِ يومَ طُلُوعِها بالأسعُدِ

أوْ دُرّةٍ صَدَفِيّة ٍ غوّاصُها
بَهِجٌ متى يرها يهلّ ويسجدِ

أو دُميَة ٍ مِنْ مَرْمَرٍ ، مرفوعة ٍ
بنيتْ بآجرٍ ، تشادُ ، وقرمدِ

سَقَطَ النّصيفُ ، ولم تُرِدْ إسقاطَهُ
فتناولتهُ ، واتقتنا باليدِ

بمُخَضَّبٍ رَخْصٍ ، كأنّ بنانَهُ

عنمٌ ، يكادُ من اللطافةِ يُعقدِ

نظرَتْ إليك بحاجة ٍ لم تَقْضِها
نظرَ السقيمِ إلى وجوهِ العُوَّدِ

تَجْلُو بقادِمَتَيْ حَمامة أيكَةٍ
برداً أسفّ لثاتهُ بالإثمدِ

كالأقحوانِ ، غَداة َ غِبّ سَمائِه
جفتْ أعاليهِ ، وأسفلهُ ندي

أخذ العذارى عِقدَها ، فنَظَمْنَهُ
مِن لُؤلُؤٍ مُتتابِعٍ ، مُتَسَرِّدِ

لو أنها عرضتْ لأشمطَ راهبٍ
عبدَ الإلهِ ، صرورةٍ ، متعبدِ

لرنا لبهجتها ، وحسنِ حديثها
و لخالهُ رشداً وإنْ لم يرشدِ !




----------------------------------


وعندما اوفد الشاعرعمرو بن كلثوم ممثلا عن قبيلته الى الملك عمروا بن هند في تحكيمه بين القبيلتين المتنا زعتين لفض النزاع الذي طال سنين طوال في معارك طاحنة بينهما في حرب البسوس الشهيرة وقد انساق في هواه وخرج عن الامرالذي جاء لاجله انظر اليه يقول :

ابا هند فلا تعجل علينا وانا نخبرك اليقينا

بانا نورد الرايات بيضا ونصدرهن حمرا قد روينا

وايام لنا غر طوال عصينا الملك فيها ان ندينا

وسيد معشر قد توجوه بتاج الملك يحمي المحجرينا

تركنا الخيل عاكفةعليه مقلدة اعنتها صفونا

ورثنا المجد قد علمت معد نطاعن دونه حتى يبينا

بشبان يرون القتل مجدا وشيب في الحروب مجربينا

الا لايجهلن احد علينا فجهل فوق جهل الجاهلينا

باي مشيئة عمر به هند نكون لقينكم فيها قطينا

تددنا وتوعدنا رويدا متى كنا لاءمك مقتوينا

فان قناتنا ياعمرو اعيت على الاعداء قبلك ان تلينا



---------------------------------


ويقول الشاعر زهيربن ابي سلمى في مدح هرم بن سنان والحارث بن عوف الذين تصدوا للخلافات في حرب داحس والغبراء التي وقعت بين عبس وذبيان وامتدت لستوات طوال احرقت القبيلتين بينرانها يقول:


سعا ساعيا غيظ بن مرة بعدما
تبزل ما بين العشيرة بالدم

اقسمت بالبيت الذي طاف حوله
رجال بنوه من قريش وجرهم

يمينا لنعم السيدان وجد تما
على كل حال من سحيل ومبرم

تداركتما عبس وذبيان بعدما
تفانوا ودقوا بينهم عطر منشم

وقلتما ان ندرك السلم واسعا
بمال ومعروف من القول نسلم

فاصبحتما منها على خير موطن
بعيدين فيها عن عقوق ومأثم

عظيمين في عليا معد هديتما
ومن يستبح كنزا من المال يعظم



------------------------


ومن شعر البطل عروة بن الورد ذلك الشاعرالصعلوك بل زعيم
الصعاليك يقول :

إذا المرء لم يبعث سواماً ولم يرح
عليه ولم تعطف عليه أقاربه

فالمَوتُ خيرٌ للفَتى منْ حَياتِهِ
فقيراً، ومن موْلًى تدِبُّ عقارِبُهْ

وسائلة ٍ: أينَ الرّحيلُ؟ وسائِلٍ
ومن يسأل الصعلوك أين مذاهبه

مَذاهِبُهُ أنّ الفِجاجَ عريضة ٌ
إذا ضَنّ عنه، بالفَعالِ، أقاربُه

فلا أترك الإخوان ما عشت للردى
كما أنه لا يتركُ الماءَ شاربُه

ولا يُستضامُ، الدهرَ، جاري، ولا أُرى
كمن باتَ تسري للصّديق عقاربُه

وإنْ جارتي ألوَتْ رياحٌ ببيتها
تغافلت حتى يستر البيت جانبه


-------------------------


اما الشاعر الا فوه الاودي وهو من حكماء العرب وشعرائهم فيقول:

والبيت لا يبتنى الا له عمد
ولا عماد اذا لم ترس اوتاد

فان تجمع اوتاد واعمدة
وسكن بلغوا الامر الذي كادوا

لايصلح الناس فوضى لاسراةلهم
ولا سراة اذا جهالهم سادوا

تهدا الامور باهل الراي ماصلحت
فن تولوا فبالا شرار تنقاد

اذا تولى سراة الناس امرهم
نما على ذلك امرالقوم وازدادوا

النجاة اذا ماكنت في نفر
لهم من الرشد اغلال واقيا د


-------------------------


ومن شعرالسؤال هذه الابيات وتكون خاتمة هذا الباب:



إنّ امرَأً أمِنَ الحوادثَ جاهِلٌ
ير جو الخلودَ كضاربٍ بقداحٍ

منْ بعدِ عاديَّ الدهورِ ومآربٍ
ومَقاوِلٍ بِيضِ الوجوه صِباحِ

مرتْ عليهمْ آفة ُ فكأنها
عفتْ على آثارهمْ بمتاحِ

ياليتَ شعري حينَ أند بُ هالكاَ
ماذا تؤبنني به أنواحيِ

أيقلنَ لا تبعدْ فربّ كريهة ٍ
فرجتها بشجاعة ٍ وسماحِ

ومغيرة ٍ شعواءَ يخشى درؤها
يوماً رددتُ سلاحها بسلاحي

ولَرُبّ مُشعَلَة ٍ يَشُبُّ وَقُودُهَا
أ طفأتُ حَرّ رِماحِها برِماحي

وكَتِيبَة ٍ أدْنَيْتُهَا لِكَتِيبَة ٍ
ومُضاغِنٍ صَبّحْتُ شَرَّ صَباح

وإذا عمدتُ لصخرة ٍ أسهلتها
أدعو بأفلحْ مرة ً ورباحِ

لا تَبعَدَنّ فكُلُّ حيّ هالِكٌ
لا بدّ من تلفِ فبنْ بفلاحِ

إنّ امرأً أمِنَ الحوادثَ جاهلاً
ورجا الخلودَ كضاربِ بقداحِ

ولقدْ أخذتُ الحقَّ غيرَ مخاصمٍ
ولقدْ بذ لتُ الحقَّ غيرَ ملاحِ

ولقدْ ضربتُ بفضلِ مالي حقهُ
عندَ الشتاءِ وهبة ِ الأرواحِ


------------------------------------------


واختم هذا الفصل بهذه الابيات للشاعر السليك بن سلكة يمدح فيها امراة اجارته اسمها فكيهة :
________________________________________
لعمر أبيك والأنباء تنمي
لنعم الجار أخت بني عوارا

من الخفرات لم تفضح أباها
ولم ترفع لأخوتها شنارا

يعاف وصال ذات البذل قلبي
ويتبع الممنعة النوارا

وما عجزت فكيهة يوم قامت
بنصل السيف واستلبوا الخمارا



********************************************
















البا ب الثاني



الشعر في صدر الاسلام





الفصل الاول – الشعر في الاسلام
الفصل الثاني- اغراض الشعر
الفصل الثالث- اشهر الشعراء
الفصل الرابع- نماذج من شعر صدر الاسلام



يتبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق