الأربعاء، 15 فبراير 2012

الموجز في الشعرالعربي- الجزء الرابع تاليف فالح نصيف الحجية

فالح نصيف الحجية
الكيلاني



الموجز في الشعر العربي

الجزء الرابع


الشعر المعاصر













































الباب التاسع

الشعر العربي المعاصر

الفصل الاول \ الاوضاع السياسية والشعر المعاصر
الاوضاع الاجتماعية والشعر المعاصر
الاوضاع الاقتصادية والشعرالمعاصر
الفكر العربي والمعاصرةالشعرية
الفصل الثاني\ الرمزية في الشعرالمعاصر
طبيعة الشعر المعاصر وشكليته
الفصل الثالث –الاساليب والمعاني الشعرية المعاصرة
اساسيات الفن الشعري بين الحداثة والمعاصرة
بناء القصيدة المعا صرة
النغم الايقاع في الشعر المعاصر
الفصل الرابع\ الفنون الشعرية المعاصرة
الشعر السياسي – شعر المدح والفخر – شعر ا الغزل والتشبيب –شعر الوصف – شعر الرثاء
الفصل الخامس\ شعراء معاصرون
الفصل السادس \ نماذج من الشعرالمعاصر







































الفصل الاول

الاوضا ع السياسية والشعر المعاصر


انتهت الحرب الكونية الاولى وكان من نتائج هذه الحرب التي قتلت ملايين البشر وشرد ت مثلهم وهدمت البيوت على الرؤس ان حصل الاستعمارالغربي على ما طمح اليه من مد نفوذه الى كثيرمن البلا د في العالم والحصول على الثروات والاموال وكان حصيلته من الاقطارالعربية ان تقاسمتها الدول الاستعمارية واغتصبت خيراتها وحكمتها حكما قاسيا وبيد ابنا ئها من العرب كما اسلفت وبينت في الباب الثامن

ان ما حصلت عليه الاقطار العربية هو اصوات هدير المدافع وازيز الرصاص قد ايقض من كان نائما من العرب فهبت الجموع العربية من رقدتها تناضل ضد هذا الاستعمار وتنتزع استقلالها منه بالقوة – مع العرض ان الاستعمار اي استعمار لايخرج من اي بلد اومكان الا بالقوة وهذه بديهة قائمة - فاستقلت اغلب الاقطار العربية وكان اخرها الجزائر في ثورتها المباركة ثورة المليون شهيد وبها تخلصت من الاستعمار الفرنسي الذي حاول ان يجعل الجزائر العربية فرنسية فيفرنس الشعب العربي فيها لولا ان هب شعبها المناضل فازاحوا هذا الاستعمار بالقوة واستعادت الجزائر عروبتها من جديد وقد خلدت ثورة الجزائر الاف الاف الابيات الشعرية التي تغنى بها الشعراء العرب للثورة وابطالها

على ان الاستعمار لم يترك الوطن العربي ليفلت من براثنه بسهولة فزرع في ارضه وتدا شديد الصلابة والقوة – انه مسمار جحا كما يسمونه – اذ اوجد في قلب الوطن العربي دويلة جمع فيها اليهود من كل افاق العالم وجعلها وطنا لليهود على حساب الشعب العربي وراح يغذيها ويقويها بكل ما اوتي من قوة وما عنده من موارد فكان ان انتزع من الوطن العربي قلبه ليقدمه هدية ليهود اسرائيل التي حاولت طرد العرب من فلسطين نفسها لتنشيء دولتها على اراضيهم وتوسعها يوما بعد اليوم وقد وقف الشعراء العرب الوقفة البطولية ولا زالوا من القضية الفلسطينية منذ الحرب الكونية الاولى مرورا بالثانية ونتائجها وحتى الان فقدموا الاف القصائد وملايين الابيات الشعرية في القضيةالفلسطينية وبكل حالاتها وما تمخضت عنه واجزم انه لايوجد شاعر عربي واحد في مشرق الوطن العربي او مغربه الا وله في القضية الفلسطينية اكثرمن قصيدة لاحظ احدى الشاعرات المصريا ت تقول \

طفل شريد ضائع بين المسالك والدروب

يمشي على وجل ويبحث في المجاهل عن حبيب

صهيون غال اباه في غدر ولم يجن الذنوب

فمضى يئن ابي حبيبي قد ذهبت فهل تؤوب

ان الشاعر العربي المعاصر ومن قبله شعراء الحديث او شعراء عصرالنهضة ما كانوا الا حرابا وسيوفا مشرعة في وجه اعداء الا مة العربية وشعرهم سجلا حافلا لكل ما اصاب الوطن العربي من مشاكل وما طرات عليه من احداث صغيرة اوكبيرة بضمنها احداث البلد الواحد من الاقطار العربية ناهيك عن توحد الكلمة العربية فالشعرالعربي انشد للوحدة العربية بل هو الوحدة العربية بعينها فاذا كانت الوحدة السياسية بعيدة المنال بسب كثرة الحكام العرب واختلاف ارائهم وطبيعة حكمهم- ومنهم من لايزال مرتبط بالاستعمار الاجنبي الحديث اويعيش على مداراتهم له- فان الشعرالعربي او الثقافة العربية ككل تجاوزت هذه الامور وحققت رغبات الشعب العربي في توحيد كلمته فانشات ثقافة عربية موحدة غذاها الشعراء والادباء والمثقفون بنتاجاتهم الثرة وكلها تكاد تكون واحدة في اسلوبها ومعانيها وما تهدف اليه وان اختلفت الا راء الشخصية او طبيعة النص بين شاعر واخر اوبين كاتب واخر وهذا حق مشروع على اختلاف وجهات النظر لكن العبرة في العموم الذي اكد ويؤكد ما تصبو اليه نفس المواطن العربي اتجاه شقيقه في البلد الواحد او في البلاد المتباعدة فترى الشاعرالجزائري او المغربي نظرته هي ذاتها تظرة الشاعر العراقي او السوري او الاماراتي او اليماني او السوداني لا اختلاف بينهم ولا خلاف فقضيةالامة العربية واحدة .

فالقضية الفلسطينية لاتزال القضية الاولى للشاعرالعربي المغربي او المشرقي ثم تاءتي من بعدها الاحداث التي تلم بالوطن العربي فعند احتلال العراق مثلا\2003 هب الشعب العربي هبة رجل واحد ولسان الشاعر العربي في العراق وفي غيره واحد كتبوا الكثير عن بغداد وما الم بها وما اصابها من اذى من قبل الاستعمار او الذين ساروا بركابه او الذين جاؤا معه من خارج البلاد ليحكموا بلدهم باسم الوطنية الكاذبة من الذين تنازلوا عن هويتهم العربية وجنسيتهم العراقية و جاؤوا يحملون جنسيات مختلفة والا فما راءيك فيمن اعلن التنازل عن بلده وامته العربية فسقط جنسيته لبلده ولما حان الوقت المناسب وضع يده في ا يدي المحتلين الجدد لهذا البلد العزيز واصبح حاكما يحكم باسم الوطنية الكاذبة .

اليس من سقط جنسيته العراقية و تنصل عن وطنه وامته غير عراقي وغير عربي ولا يمت لهما بصله لاءنه قطع هذه الصلة ببلده او باعها رخيصا والا فماذا نفسرهذه الظاهرة رجل تنازل عن جنسية وطنه واكتسب جنسية بلد اخر الا يكون ما في اعماق نفسه وقلبه قد صفر او وصل الى حد درجة الصفر في وطنيته فباع وطنه بلقمة عيش جرت عليه وتجر خزي الدنيا والاخره وتبينت ازدواجية الشخصية عنده وانفصامها والا فماذا نفسر كل هذه الامور بغير ماذكرت او هناك منهم ادنأ من ذلك هو العراقي الذي تجنس بجنسية غير عربية وجاء مع المحتل ونفسيته او هواه في نفسه وولاءه الى بلد اخر غير بلده فاي نفوس هذه واي وطنية هذه ترتجى من هؤلاء ومن د نس بغداد ثم اعلن عمالته بوقاحة للاجنبي الغربي او الشرقي انها مطامع شخصية لاغيراو اظنها كذلك .
ان الوطنية وازع يعتمل في النفس اوالقلب يصب في مصدر الانسان ومحتواه ويعببر عما في خوالجه الحقيقية اتجاه بلده وامته اذ ان هذا البلد جزء من كل - العراقي او المغربي نفسه تواقة لتحقيق مصالح لعراقه او مغربه او مصره اولا ولامته العربية ثانيا ولا تزال المقولة العربية القديمة نافذة الحكم ( انا واخي على ابن عمي وانا وابن عمي على الغريب) اليس كذلك ياعرب ام تلاشت وتنا زلتم عنها
الاان الواقع يؤكد وجوديتها

لاحظ ما كتبت في بغداد عند احتلالها \

بغداد يابغداد يارمز المحبة والصفاء

ضيعوك الغادرون بظلمهم - ياللغباء

جعلوك فريسة للطامعين الغرباء

فليكتب التاريخ سطرا في المذلة والخناء

فقد بلت نفوسهم المها نة فلا حياء


استميح القاريء الكريم عذرا ان خرجت عن الموضوع قليلا انما هي العاطفة تغلب في بعض الاحيان صاحبها
















الاوضاع الاقتصادية والشعر المعاصر



مما لاشك فيه ان الشاعر ابن بيئته ويتفاعل معها كيفما كانت واينما كانت ولابد من تاثير لها عليه وقد تحدثنا عن التاثيرالسياسي والاجتماعي في الشعرالعربي ومدياته والان نتكلم عن الامور الاقتصادية التي هي نسغ الحياة ودمها الجاري في العروق وتاثير انماطها على الشعر والشاعر العربي.

ان الوضع الاقتصادي للبلد الواحد او قل للعائلة الواحد ة اي لعائلة الفرد او عائلة الشاعر لها تاثير كبير على نشاته وشاعريته ولو ان الشعر فطرة قد تنمى بكثير من الامور وتقوى بالاطلاع والدراسة والتتبع والممارسة على قول الشعر ودراسة دواوين الشعراء ومطالعة اصول النقد والبلاغة والصرف والنحو وما اليها وهذه حتما بحاجة الى وضع اقتصادي جيد لتمكن الشاعر من نيلها او الحصول على كتبها ومؤلفاتها وقد يراها ذو الوضع الاقتصادي الجيد او المتمكن من الامور المضحكة او يعتبرها الاخر تافهة وهي بحقيقة الامر تنشأ مع الشاعر فتقيده في بعض الاحيان وخاصة اذا كان هذا الشاعر فقيرا معدما نعم انه ذو فطرة شعرية وذو خيال شاعري واسع تتفتق شاعريته الا انها بحاجة الى صقل واكتساب بعض المعارف المهمة وقد لاحظت ان بعض البسطاء من الناس يمتلك شاعرية عجيبة في قول الشعرالشعبي -رغم اني امقت الشعرالشعبي ولا احبه واعتبره عقبة اما م العربية وتوحيدها وغير مهمة في الانسان العربي – اذ يرفع عقيرته فيغني ويؤلف من نفسه اشعارا شعبية وموالات قمة في التعبير والجيادة وهو لايقراء ولا يكتب وتجد في شعره صورا شعرية طافحة بالفهم وتهز المقابل هزا عنيفا تحرك العواطف الانسانية فيه فهذه بطبيعة الحال شاعرية فطرية فلو كان هذا الانسان ينشد هذه الاقوال بالعربية الفصحى الم يكن شاعرا اوكان يمتلك المقدرة على المطالعة والدراسة واكتساب العلوم اللغوية الم يكن شاعرا مبدعا وربما عبقريته الشعرية تفوق كثير ا بعض الشعراء الذي اكتسبوا الشعروقالوه من غير فطرة شعرية اوقريحة شعرية لذا استطيع القول ان الوضع الاقتصادي للفرد له اثره البالغ في المسيرة الشعرية للشاعر والشعر نفسه

ثم ان سياسة الدولة وتوجهها الثقافي الذي يتفاعل معه الوضع الاقتصادي للدولة لهو رافد من روافد النمو الشعري في البلد والذي ينعكس سلبا على طائفة من الشعراء وايجابا على طائفة اخرى

فمثلا كانت الدولة في العراق تحتفل في مهرجان المربد الشعري سنويا وترفد المهرجان واحتفالياته بملايين الدنانير وتدعو ا اليه العديد من الادباء والشعراء العراقيين والعرب وبعض الاجانب وتتدخل الامور الساسية في هذا المهرجان فيدعى زيد من الشعراء ويبعد عمرو وتكون الافضلية لفلان لانه يمدح ويتعنصر للشخص الحاكم ويمجده واذكر ان شاعرا من الشعراء الذين اغدقت عليهم الدولة وحفتهم بعنايتها ورعايتها كان عندما يصعد على المسرح ويقف لينشد قصائده يقول \ اني شاعر صدامي اني شاعر صدامي يصرح بها علانية وامام الاف الحضور ثم يبدء بانشاد شعره فكانت اليه الافضلية على الشعراء من حيث العناية غير الطبيعية و المركزة والرعايةالكبيرة في المال والجاه والمركز فتراه في منصب عال جدا وفي سيارة فارهة ومكتب لامثيل له وجيوبه مليانه بالنقود ولايحتاج اي شيء الا ان يقعد خلف منضدته يكتب بقلم ربما شباته من ذهب ويقضي وقته في تنميق شعره واختيار الفاظه فاين هو من شاعر لايجد لقمة عيشه بل لايجد الوقت الكافي لكتابة قصيدته او العودة اليها لمراجعتها من اخطاء فيها نحوية اوصرفية اوبلاغية اوربما شعرية في الوزن او القافية او الشكل والمضمون بسبب تعبه وارهاقه وراء لقمة العيش فهل يستويان مثلا

وشاعر اخر حفته الدولة لانه صديق حميم لولد الحاكم فاغدق عليه نعمه وفضله على الاخرين رئيسا لهم مثله مثل صاحبه الاول اويزيد او حتى شعراء المحافظات كان بعضهم تكرمه الدولة وتصرف اليه رواتبا شهرية في حين يوجد هنا ك من هو افضل منهم شاغرية حرمته ما تصرفه على اقرانه الشعراء هذا لايجد مايسد رمقه وعائلته لايستطيع المشاركة اومجاراة الشعراء في منتدياتهم وهؤلاء لو اخذ بايديهم وساعدتهم الدولة كثيرا فيبقي الاول متاخرا عن الاخرين بسبب الحالة المعاشية والاقتصادية التي فرضت عليه هل يستويان مثلا ثم جاءت الطائفية المقيته فقربت شعراء وعذبت اخرين بل هاجر بعضهم خارج البلاد خوفا من الموت اوالقتل فاي معادلة هذه ومتى ستتحسن احوالنا وامورنا ونترك نفعل ما نريد في سبيل الصالح العام ونشارك في بناء هذا البلد فتحل علينا رحمة الله تعالى بتاخينا وتوحدنا لافرق بين هذا وذاك

وعلى العموم ان الشاعر الذي تهيات له اسباب المعيشة ويعيش في وضع اقتصادي يمكنه من ادارة شؤون عائلته وتمشبة امورها افضل بكثير من شاعر هجرالشعر اوتركه بسب هذه الظروف القاهره وهم غير قلبل

وهكذا في بقية الاقطارالعربية او على مستوى البلاد
العربية فالدولة العربية التي تهتم بشؤون الشعر والادب وتحيط ادبائها وشعرائها بهالة من الفخر والاعجاب وتهيء لهم الا جواء المناسبة تقدم لهم يد العون والمساعدة يكون ادباؤها وشعراؤها افضل حظا من الدولة التي لاتعير اهمية للادب الشعر والفن وربما يضطر بعض الشعراء ان ينحاز الى تلك الدولة للدخول في الاهتمام هذا ايضا حسب الواقع الاقتصادي للدولة اوالحضار ي لها وطبيعة الحكم وتصرف الحاكمين

فمثلا الامارات العربية بدات بالصرف لتشجيع الادباء والشعراء واكتسابهم اليها من خلال برامج التلفزة او الفضائيات وتغدق العطايا والجوائز وتوجد المنافسة بين الشعراء من كل الاقطارالعربية وقد لاحظت قبل ايام شعراء من العراق وتونس واليمن و موريتانا يحصلون على جوائز من دولة الامارات بعد القائهم الشعر في مهرجانات شعرية نظمت لهم وكان الشاعر ينشد شعره برغبه وبالفن الذي يريد الم يكن مثل هذه الامور دافعا كبيرا لتقدم الشعر وتحسينه والاخذ بيد الشعراء للانطلاق الى اجواء افضل الم يكن هذا الامر نتيجة حتمية للوضع الاقتصادي المستقر في هذا البلد

ان الوضع الاقتصادي والاستقرار النفسي يجعل للشاعراجنحة اخرى يطير بها في سماء الشعر فينظر من عل الى الارض تحته فينزل في روضة اوعلى زهرة اوشذى يشمه من فوق فترتاح اليه نفسه فيسعده فينشد
وربما ينظر الى الارض فيرى يتيما قد قتل الغاصبون اباه وانتزعوا منه ارضه فهي يبكي لفقدان والده وعلى ملجأ او مأوى يستوطنه فيشقى لبكائه او يرى حبيبته الغالية قد هجر ته ولاذت باخر تتقرب منه فيعتمل الحزن والاسى في قلبه وتشتعل نار الفراق في احشائه فينكب ينشد شعره حزينا ويندب حظه العاثر وفؤاده الشائق او يتامل في السماء والوانها الرائعة ونجومها البراقة ا للامعة في ليل مقمر او في نهارمشمس ربيعي فيتيه بين الخضرة والزرقة ولون البحر اولون الماء الصافي في البحراوفي النهر الخالد فتسيح نفسه وتنثال عليه الصور الشعرية الناطقة بلسان مايرى فيبدع شعرا جميلا رائعا في خيال واسع منبعث مما يحس به ويهجسه ويختلج في قلبه وروحه من شاعرية فذة وعبقرية شعرية رائدة








****************************************












الفصل الثاني

الرمزية في الشعر المعاصر





لم تكن الرمزية في الشعر العربي وليدة الشعر المعاصر ولا الشعرالحديث انما تمتد جذورها الى عصور متقدمة الا انها كانت اشارات رمزية في قصائد لبعض الشعراء وخاصة في الغزل والتشبيب وتطورت هذه لتكون اكثر انفعالا ت واكثر وجودا في الشعر الصوفي وخاصة في العصر العباسي الثاني وما بعده وتكاد تكون اتجاها فنيا جديدا في الشعر العربي وخاصة في شعر الحلاج وعبد القادر الجيلاني وابن عربي وابن الفارض وغيرهم من شعراء التصوف
وقد كثرت الرمزية في العصرالحديث لتشكل نمطا جديدا في الشعر وخاصة في الشعرالحديث او الشعرالحر كما يسمونه على يد الشعراء نازك الملائكة وبدر شاكرالسياب والبياتي وغيرهم

وقد اوغل الشعراء من بعدهم في الرمزية في الشعر حتى انك لتقرأ القصيدة لبعض شعراء الرمز فلا تفهم منها الا بعد الروية

النقاد والادباء انها فن جديد في الابداع الشعري للعصر الحديث او للشعرالمعاصر وقد كتب احد الاساتذة المتضلعين في هذا المقام مقالة حول الرمزية في الشعرالمعاصر اقتطف منها مايلي للتاكيد على واقع هذه الحالة الجديدة في الشعر =

(الرمزية بصفتها اتجاهاً فنياً برزت في الإبداع الشعري المعاصر، ترتقيفوق موجودات الظواهر المادية المتناثرة في العالم الواقعي إلى مدارك الآمالوالأحلام المنشودة في العالم المثالي، مستنجدة بالرمز بصفتها آصرة تربط بين هذينالعالمين، لتنتشل الأحاسيس الغائرة التي تألف التشابه النفسي بين الأشياء، وتوقهاالمستمر للكشف عن الروابط المستترة خلف الظواهر المادية، وذلك عن طريق مقدرة بثينة،ورؤية خاصة يتبناها الشاعر الرامز فيجعل من خلالها الرمز قائماً مقام المرموز إليه بمس إبداعي شفيف لا تتسلل إليه الصور الفجّة، أو الاستعارات الساذجة، أو العباراتالهلامية المستعلية، وهذا ما انتبه إليه (أوستن وارين ورينيه ويليك) صاحبا كتاب نظرية الأدب، عندما قالا إن الرمز موضوع يشير إلى موضوع آخر لكن فيه ما يؤهله لأنيتطلب الانتباه -أيضاً- لذاته بصففته شيئاً معروضاً، وهذا قول ينسجم مع تعريف الرمزالذي وقعنا عليه من خلال ما اتفق عليه الأدباء والفلاسفة بأنه شئ حسي معتبر كإشارةإلى شئ معنوي لا يقع تحت الحواس وهذا الاعتبار قائم على أوجه متشابهة بين الشيئينأحست بها مخيلة الرامز.

عليه فإن الشاعر الرامز يطلق طاقته الإيحائية ذات الخواصالجمالية الفعالة في مخيلة المتلقي، ويغذيها بنوازع البحث، ويغريها بالتطلع إلى ماوراء الأكمة؛ إذ لابد أن خلف البناء الرمزي عالماً آخر يختبئ تحت الظلال، وإن اكتشافه بتأويل الرمز يقع في أحايين كثيرة -من الصعوبة بمكان-؛ نظراً للتعقيد الذييسكن التجربة الشعورية، وعناصرها العاطفية التي لا يقيدها منطق أو عقل، ولكن التركيب الشعري باهتزازاته الموسيقية يوحي كثيراً للمتلقي بالمعاني التي تبثهاالصور الرمزية، وقد قال الدكتور عدنان حسين قاسم في رؤيته التقديرية لبلاغتناالعربية: إن جُرس الأصوات والألفاظ والتراكيب الشعرية تلعب دوراً خطيراً في الإيحاءبالمعاني التي تبثها الصور الرمزية، والغامضة التي لا تستطيع الصورة بتراكيبهااللغوية المألوفة أن تثيرها.

ولما كان الرمز يجاوز الواقع الحسي، ويتخطاه إلى الإشارات الدفينة في رماله، والدلالات الخبيئة وراءه والتي تكتشفها القوة الحدسية،أضحى امتلاك الملكتين الحسية والحدسية لازماً في إبداع الرمز، وقد إشار جون مدلتونمري إلى أن تراكم الانطباعات الحسية والحيوية يمد الشاعر العظيم بأقدر الوسائل التيتمكنه من الإفصاح بدقة عن عمليات الحدس الروحية. ولكننا نرى أن هذه الدقة لا يمكنأن تصور المشاعر، والخواطر تصويراً منطقياً؛ حيث أن مردها إلى أشياء حسية رافقتهاأحاسيس ضمت إليها خواطر ترتاد عوالماً أكثر عمقاً واتساعاً، والذي عنيناهُ هو ماأدركناه من قول الدكتور «عز الدين إسماعيل» حينما قال إن الصورة الرمزية تجريديةتنتقل من المحسوس إلى عالم العقل والوعي الباطني، ثم هى مثالية نسبية؛ لأنها تتعلق بعواطف وخواطر دقيقة وعميقة تقصر اللغة عن جلائها.

عن أنواع الرمز يكفينا ماأورده الدكتور عدنان حسين قاسم، والذي قال: إن الرموز تختلف باختلاف أشكال بنائها،فمنها رموز تستغرق القصيدة كلها، وتشكل محاورها، وأخرى تُعد جداول صغيرة تتدفق منشعاب جانبية، وتصب في المجرى الكبير لنلتحم به. وبوسعنا أن نقسم الرموز إلى نوعينرئيسيين: أولهما- الرمز الجزئي وهو أسلوب فني تكتسب فيه الكلمة المفردة أو الصورةالجزئية قيمة رمزية من خلالها تتفاعل مع ما ترمز إليه؛ فيؤدي ذلك إلى إيحائها،واستثارتها لكثير من المعاني الخبيئة، وتشع هذه الصور وتلك الكلمات لارتباطهابأحداث تاريخية، أو تجارب عاطفية، أو مواقف اجتماعية أو ظواهر طبيعية، أو أماكن ذاتمدلول شعوري خاص، أو إشارات أسطورية معينة وتراثية عامة. والشاعر في تعامله مع هذهالأشياء يرتقي بمدلولها المتواضع عليه إلى مدلولها الرمزي، وثانيهما- الرمز الكليوهو معنى محوري شفاف، مجسد في إحدى الظواهر المادية، تتمركز على أرضه جلّ الصورالجزئية التي تتوزع العمل الشعري، وتشده نحو هدف جمالي منظور ويربطها به ينبوعالتجربة الشعورية.

تعتبر القوى الابتكارية أو الابتداع الذاتي عند الشاعر الذيتتراكم لديه المكونات الثقافية الهائلة، ومخزونات الصور المتفردة والتراكيب الشعريةالبديعة أحد منبعي الرمز الأساسيين. ومن النماذج التي يمكن أن نسوقها بشأن ذلك ماأورده شاعرنا الرائد محمد سعيد العباسي في قصيدته (رسائل الصفا) التي وجهها للدكتورزكي مبارك فقد قال وهو يرمز لمصر بماديه، وللسودان بالقرط الذي يزينها بصفتها صورةرمزية لمعنى قائم في شعور الشاعر يشي بالوحدة بين قطري وادي النيل. كما بشر الشاعرفي صورة رمزية أخرى بالثورة على الإنجليز، وجعل الصرخة رمزاً لها، والتي ستمنع المحتل من أن ينفرد بالسودان، أو أن ينفصل عن مصر، ولا ريب أنها ستقع على قلب المحتل الواجف محل شدة، وفي نفوس الأحرار برداً وسلاماً، يقول :
:
فيا مار سيرى ولاتُخدَعي فينتزع القرطُ يا مارية

وهبي فإن لسمع الزمان رُنواً إلى صرخة داوية

تشدُ بها واجفات القلوب وتُروى بها المُهج الصادية

هذه الصورة الرمزيةتضافرت في إبرازها قوى ابتكارية فذة -كما رأينا-، وبذلك يكون شاعرنا قد نهل منابتكاره وابتداعه الذاتي ببراعة والجاً أحد منبعي الرمز، والذي يتمثل منبعه الآخرفي التراث، أو ما يسمى بالحياة الواقعية والتراث الإنساني، والذي قُسِمَ من حيثكونه منبعاً رئيسياً من منابع الرمز إلى تراث تاريخي وأدبي وأسطوري وديني وشعبي،وفي التراث التاريخي يستنزل الشاعر الدلالات التاريخية على الأبعاد المعاصرة، وقدأورد الدكتور حسين قاسم (عدنان) مقتطفات من قصيدة (آهات أمام شباك التصاريح عند جسرالنبي) للشاعرة الفلسطينية المبدعة فدوى طوقان لاتصالها اتصالاً وثيقاً بالتاريخ العربي والإسلامي، الذي استطاعت فيه فدوى أن تستحضر ليلى بنت لكيز التي أسرها الروم وهى في طريقها لتزف إلى زوجها، فأرسلت قصيدة قالت فيها ضمن ما قالت لزوجها البراق:

ليت للبراق عيناً فترى ما أُلاقي من بلاء وعناء

كما استحضرت المرأةالهاشمية التي اقترنت باستغاثتها للمعتصم، كما رفدت هاتين الشخصيتين التراثينين بشخصية تراثية ثالثة؛ ليكتمل الموقف وتتضح صورته في بناء فني متماسك فأتت بشخصيةهند بنت عُتبة التي أكلت كبد حمزة بن عبد المطلب في موقعة أُحد، والتي يتخذها العرب رمزآً لابشع واشرس صور الثأر، وكأنما أرادت الشاعرة أن تكون هذه الشخصيات الثلاثة مجتمعة في ظل هم ثقيل وهو الاحتلال الصهيوني لبلدها فلسطين، فصرخت قائلة:

آه وامعتصماهُ
آهيا ثأر العشيرة
آه جرحي مرغ الجلادُ جُرحى في الرُّغام
ليت للبراقعيناً
آه يا ذل الإسار
ألف هند تحت جلدي
جوع حقدي فاغر فاه
سوى أكبادهملا يشبع الجوع الذي استوطن جلدي
آه يا حقدي الرهيب المستثار

أما التراث الأدبي فقد يجئ باستخدام الشخصيات الأدبية أو أقوالاً مشهورة اقترنت، كما ورد عند الشاعر الفذ أمل دنقل، الذي حور أبياتٍ معروفة للمتنبيء؛ ليخلق بها رموزاً تحف بهادلالات إيحائية فقال:

ما حاجتي للسيف مشهورا

ما دمت قد جاوزت كافورا

وعيدبأية حال عُدت يا عيدُ

بما مضى أم لأرضي فيك تهديد

نامت نواطير مصر عن عساكرها

وحاربت بدلاً منها الأناشيد

ناديت يا نيل هل تجري المياه دماً

لكي تفيض ويصحو الأهل إن نودوا

عيد بأية حال عدت يا عيدُ

ونجد -أيضاً عندما نتحدث عن التراث الأسطوري- أن أمل دنقل في قصيدته (عشاء) قد استلهم إشارة أسطورية،وألبسها ثوباً يتسق وتجربته الشعورية العميقة، وملأها بمفازٍ رمزية جديدة من خلالتناوله لأسطورة مصاص الدماء، فبرزت الصورة الرمزية في النص كصدمة إيحائية شديدةالوقع ذات إيجاز وضربة قوية استثارت الحياة الباطنية ورعشاتها الحية عند الشاعر؛لتسري إلى المتلقي. فمصاص الدماء لا يتحدث ولا يسمع، إنما يرنو بعينيه الصغيرتين،ويلعق الدماء وهو ذاته الفساد الذي يمتص دم الشعب الذي لا يُسمع له صوت تقول الصورة:

قصدتهم في موعد العشاء
..
تطالعوا لي برهة..
ولم يرد واحد منهم تحية المساء..
وعادت الأيدي تراوح الملاعق الصغيرة
في طبق الحساء..
نظرت في الوعاء..
هتفت.. ويحكم.. دمي هذا دمي فانتبهوا
ولم يأبهوا..
وظلتالأيدي تراوح الملاعق الصغيرة
وظلت الشفاه تلعق الدماء
..
ولعل التراث الديني يعتبر من المصادر الكبيرة التي نهل منها الشعراء المحدثون رموزهم. يقول الشاعر محمد الواثق في قصيدته (أم درمان تشرق) :

رباه حلمك ما أم درمان منزلة
لقد خلقت بها الإنسان في كبد



إن كان حكمك أنَّا لا نغادرها
فاجعل لناأجر من قد مات في أحُد

أو هب لنا منك صبراً نستعين به
أو ما حبوت به أيوب من جَلَد


وقد أخذ الشاعر نفسه في قصيدته (فضيحة أم درمان) شخصيات وأحداث ورؤى من التراث الديني تلميحاً وتصريحاً دارت حولها صورة الرمزية الرائعة أبانها في النص كما يلي:-

الناس جاءتك يا أم درمان كوكبة
منهم شفيقٌ ومنهم لائمٌ لاحي

قالوا سفينتنا قد حلها دنس
من فعل مبذولة الفخذين ممراحي

ما مريم ابنةعمران فنعذرها
أو مثل حواء قد هشت لتفاحِ

فقلت ما ضركم صارت لها ولد
عسىيبُ ويحمي جانب الساحِ

القوه في اليم إن جارت سفينتكم
قد تزهق الروح تفدي بعض الرواحِ

فقال منهم زعيمٌ عابسٌ صلفٌ
يخفيهم بكريه الوجهِ مكلاحِ

إذاالمؤودة في ملحودها سُئِلت
ماذا نقول لربِ الناس يا صاحِ

ثم الشريعة إنا مانخالفها
فالجلد والرجمُ طهر بعد إصلاحِ

فالقرآن الكريم، والكتب السماويةالمقدسة كانت منبعاً وَرَدَ منه الشعراء، وأخذوا منها شخصيات -كما رأينا في صورمحمد الواثق الرمزية-، وفي أنموذج آخر نرى شخصية المسيح عليه السلام حينما حملتهإلينا قصيدة (أغنية إلى يافا) بصفته رمزاً للفلسطيني المطارد والمعذب:

يافا.. مسيحك في القيود
عارٍ تمزقه الخناجر عبر صلبان الحديد
وعلى قبابك غيمة تبكي
وخفاش يطير

وقد ركن الشعراء إلى الإرث الشعبي بإمكاناته الثرة، وحكاياتهالشعبية الغنية بأحداثها وشخصياتها التي ارتبطت في أذهان الناس بمواقف خاصة؛ كعنترةبن شداد، وأبي زيد الهلالي، وزرقاء اليمامة، وغيرهم ممن حفلت بهم ذاكرة المجتمع، أوبطون الكتب وفي هذا الإطار يكمن الإبداع الرمزي في مقدرته؛ للمزاوجة بين المواقف المعاصرة، وبين ما يمكن أن يقتطف من القصة الشعبية من أحداث أو شخصيات كما فعل الشاعر الشاب المقتدر بدر شاكر السياب حينما أدرك أن شخصية السندباد تستطيع أن تتشرب بالوقائع المعاصرة فقال:

رحل النهارُ

ها إنه انطفأت ذبالته على أفقتوهج دون نار

وجلستِ تنتظرين عودة السندباد من السفار

والبحر يصرخ من ورائك بالعواصف والرعود

هو لن يعود..

سلك الرمزيون طرقاً مختلفة لبناء الصورةالرمزية، وابتكروا أساليب عديدة لاستخدام الرمز، ونجحوا بذلك في تصوير مشاعرهم المعقدة بعد أن أدركوا أن اللغة -بتراكيبها المألوفة- لا تقوى على مثل هذا العطاءالثر، وخطوا بالصورة الرمزية؛ لتصبح ذات كيان مستقل عن الواقع المحسوس وبذلك اختلفت الصورة الرمزية عن الصورة المجازية -سواء كانت استعارية أو تشبيهية- كما اختلفت عن التعبير بالكناية والتي ترتاد -أحياناً- تخوم الرمزية التي تُعد تطويراً لها فالتعبير بالكناية ترافق مع الأدب القديم، وسلك في شعاب التقليد ومدرسته التي اعتمدعلى القوانين العقلية المحضة وعالمها الواقعي المحسوس. وقد أشار «إيليا حاوي» إلى أن الكناية تباين الرمز في أنها مستفادة من الواقع فيما يبدع الرمز مَشا هد ه الحسية، أو يتفطن في المشاهد الواقعية إلى دلالات غير واقعية وغير مبذولة -وإن كانت صادقة-.

وأخيراً نقول إن مَنْ يجرؤ على الخلط بين الصورة الرمزية والصورة السريالية اللتان تتشابهان في إقصاء المنطق بمعايير الواقع المحسوس فهو مخطيء وواهم فالنزعة السريالية التي شاعت في بيئات الأدباء القائلين بتحرير الشعر عن المنطق والقيم الأخلاقية وإقصاء الجمال بالتحليق به بعيداً في عالم التجريد؛ ليعبِّر عن فكرة أصيلة تغوص -أحياناً- في اللا شعور فأفسحوا بذلك الطريق لإظهار مكبوتاتهم في صور محمومة لا تلائم طباعنا، ولا وثبتنا أو مواريثينا القومية)

هذا هو راي الاستاذ الكاتب في الرمزية في الشعر المعاصر عموما

اما انا فاقو ل ا ن الرمزية اثبتت وجودها كفن من فنون التعبير في الشعر الحديث والمعاصر وعبر شعراء الرمز عن عواطفهم وما يختلج في اعماق قلوبهم وانفسهم بها افضل تعبير الا اني الوم بعضا منهم على هذا الغلو الجانح في الرمزية الى الابهام و التعبير الذي يجعل منه الرمز جدارا قويا عاليا لايرتقيه احد الا الشاعر ذاته وكان حاجزا بينه وبين القراء ومحبي الشعر عامة

---------------------------------














طبيعة الشعر المعاصر وشكليته

إن الحديث عن الشعر العربي قديما وحديثا يتوجب ان ينطوي على مبالغة كبيرة في تحديد المفاهيم التي ينبغي توظيفها حينما نسعى إلى توصيف الوضع المراد توصيفه.

إن الشعر العربي يمر بمرحلة كمون وفتور وتراجع للأدوار الشعرية التي كان يضطلع بها، لكن أن نقول إنه يعيش فهذا فيه مبالغة قد تخل بالتفكير الموضوعي اوالجاد في الموضوع .
من هذا المنطلق أرى أن الشعر لا يضمحل ولايتقهقر، وذلك لأنه جوهر الإنسان ومنطلقه الوجداني.نابع من اعماق وجدانه متثلا في جريانه وتسجيله عواطفه الفياضة و قد تزاحمه بعض الوسائل والأشكال التعبيرية الأخرى في ادواره التي وجد من أجلها، .

أما وجهة النظر التي ترى أن أحد مظاهر حالة الشعر العربي يتمثل في انتشار قصيدة النثر او قل الشعر الحر على حساب القصيدة العمودية ، فأعتقد بأن هذا الانتشار إنما يندرج في إطار التجديد والتطور اللذين تعرفهما الكتابة الأدبية بشكل عام. وأما البقاء فيكون للأصلح والأعمق والألصق بالامور الشعرية من حيث كونها نابعة من الوجدان، ومخاطبة له اي ان القصيدة العربية الجيدة تفرض نفسها وبقاءها وخاصة اذا كانت نابعة من قلب شاعري شديد الاحساس بما يكنه اتجاه الشاعر وطنه وامته
وما يرتبط به من تخييل ومحاكاة وتشبيه وصور شعرية رائعة تعبر عن المفاهيم الادبية والنقدية.
أن السعي إلى تحديد مفهوم للشعر أو ماهيته قد يرتبط بالظروف والمعطيات التي تفرزها حقبة زمنية ما؛ أي أنه ليس ثمة مفهوم محدد للشعر يمكن أن نجعل منه منطلقا لقياس مدى انسجام القصائد والأشعار المنظومة في وقت ما مع هذا المفهوم. لذلك قد يكون مجتمع ما يعيش في أسفل هرم التطور والتقدم، بينما الشعر أو الأدب في هذا المجتمع قد يكون في أزهى أشكاله والوانه التعبيرية.
في اغلب الاحيان وربما يكون العكس اي ان الشعر غيرخاضع للزمن الا بقدر معين
. لكن هذه المحاولات والثّورات الشّعرية لم تنجح في تحرير وتطوير القصيدة العربيّة من قيودهاالقديمة. ثم ظهرت الموشحات في الأندلس بهدف تحرير الشّعر من قيود القافيّة الموحّدةحيث أوجدت الموشحات لنفسها أوزانا شعرية خفيفة تناسب مجالس الغناء في ذلك العصر، ثم تبعتها محاولات المدارس الشعرية الجديدة كمدرسة الديوان، وأبولو، والمهجر، لكن هذه المحاولات لم تنجح في تحرير القصيدة العربية من قبضة البيت العمودي وبقي الشّاعرأسيرا لوحدة البيت رغم تطويرالألفاظ والأساليب وتعدد القوافي والأوزان في القصيدةالواحدة وقد بينت كل ذلك في فصول هذا الموجز المتقدمة حتّى ظهرت مدرسة الشعر الحر. ولعلّ السّبب في ذلك الفشل يعود إلى سيطرةالأفكار والمفاهيم
التّقليدية على حياة المجتمع العربيّ طوال تلك العصور والتي كانت تقف ضدّ التّطور الفكري والثّقافي للحفاظ على مصالحها الشّخصيّة. كما أن هناك أسبابا أخرى حالت دون هذا التّطور
ان ضيق المساحة التي كان يدورحولها الشّعر حيث يضطلع على الثّقافات والحضارات المختلفة. لكن الواقع العربي في منتصف االقرن العشرين كان قد بلغ وتكامل وظهرت عليه بوادرتخلف وبدأت الحقائق الكثيرةالمؤلمة تظهر أمام عيني الشّاعر المعاصر والتي عبّأت مشاعره بالألم والجراح وخاصّة بعد مأساة فلسطين سنة\ 1948 وانهزام الجيوش العربية.

ولقد استطاعت الشّاعرة العراقيّة نازك الملائكة أن تصوّر حياة الجيل العربي الذي نشأ خلال الحرب العالميّة الثانيّة فقالت : " لقد نشأجيل خلال الحرب العالميّة الثانيّة وفتح عينيه على هذا الوجود المظلم فلم يجد فيه ما يسرّ حيث رأى الجمود والعذاب والصّرامة والتّزمت الأعمى والضّغط وكبت العواطف،ورأى القيود الرهيبة، كما رأى نفسه المتطلّعة التّواقة للحبّ والحياة ، لكنّه لميستطع تحقيق رغباته وأمانيه، فانطوى على نفسه ليعيش في غربة الضّياع والآلام.
,والشاعرليس منطلق من الوزن ولا من القافية بل على العكس فهو يتمسك بالوزن العربي والموسيقى العروضية العربية:
. فالشاعريتوجب ان يكون قادرا على تحمل المسؤولية الكاملة إتجاه ذاته وكيانه العربي وقضايا مجتمعه. أن يكون الشاعر حرا في اختيار عدد التفعيلات في كل سطر شعري بما يتناسب ودفقاته الشعرية وحالاته النفسية.

وكانت أول من أطلق هذا الإسم واعني به الشعر الحر الشاعران العراقيان نازك الملائكة وبدر شاكر السياب. وقد عرفته نازك في كتابها( قضايا الشعرالمعاصر )بقولها (إن الشعر الحر هو الذي لا يتقيد بقافية واحدة ولا ببحر واحد، ويقيم القصيدة على التفعيلة بدلا من الشطر محطما بدلك استقلال البيت العمودي من أجل دمجه مع الأبيات الأخرى في بناء فني متماسك ) أن الشكل الثوري الجديد للشعر العربي لاينبع ولا ينبت إلا من مضمون الأفكار الثورية الجديدة التي تنبع من واقع الإنسان العربي المعاصر، ولكي نخلق إنسانا ثوريا جديدا قادرا على تغيير الأوضاع السياسية والإجتماعية المتعفنة والتي أدت إلى انهزام الإنسان العربي المعاصر فلابد إذا لنجاح هذا التغيير من حيث المفاهيم والأفكار القديمة والعادات والتقاليد التي ترسبت في أعماقه مند مئات السنين. لذلك فإن الشعر الحر ليس مجرد ثورة على الأوزان والعروض والشعر العمودي كما يتوهم بعض الناس، لكنه ثورة شاملة للمضمون أولا والشكل ثانيا لأن مضمون الأدب المعاصر ليس مضمون مناسبات من فخر أو مدح أو رثاء ولا وصف عواطف ذاتية مريضة وإنما هومفهوم فكري وثوري شمل الصراع الدائم بين الخيروالشر وبين الحرية والعبودية وبين الوجود والعدم لأن الأديب الحقيقي والشاعر الثوري لايكتفي بمشاهدة الحريق الذي يلتهم أمته ووطنه ومجتمعه ويقف متفرجا على آلام الإنسان بينما يعيش هو في عالم الأحلام والخيال وسط برجه العاجي أو هاربا إلى أحضان الطبيعة والغاب يجتر آلامه وأحزانه، وإنما الشاعر الثوري هو الذي يحمل الراية أمام الجماهيرويعبر عن آلامها وأمانيها جاعلا من جسده جسرا تمر من فوقه الأجيال ومن روحه منارةتضيء حياة الحرية للأمة مهما كلفه ذلك من ثمن، ومن ثمة يتحول الأدب من وسيلة للتكسب والإرتزاق إلى سلاح يشق به الإنسان المعاصر شاطئ الحرية والكرامة
لم ينشأ الشعر من العدم والفراغ بل نبتت جذوره في هذا المجتمع لظروف سياسية واجتماعية وثقافية والدليل على ذلك إنتشاره الواسع من المحيط إلى الخليج واستمراره حيّا حتى اليوم هذا وسيبقى مادام الانسان على وجه الارض ويحمل بين جنبيه قلبا نابضا وفؤادا يختلج ونفسا يملؤها االحنين والشوق للجنس البشري وما حوله
ان نزوع الشاعر العربي المعاصر إلى واقعه الإجتماعي والسياسي والإقتصادي وهروبه من عالم الرومانسية الحالمة التي سادت الشعر العربي الحديث.
وحنين الشاعرالمعاصروتطلعه إلى استقلاله الذاتي وبناء شخصيته المستقلة بعيدا عن التقليد والمحاكاة للأخرين .

ان .إهتمام الشاعر العربي المعاصر بالأفكار والمضامين الجديدة وخاصة قضاياالإنسان المعاصر السياسية منها أو الإجتماعية أكثر من اهتمامه بالشكل القديم جعله اكثر ارتباطا في تربة وطنه وانسانه العربي وتعرف على كل ما لهذا المجتمع من قسوة وخاصة في الظروف السياسية، الإجتماعية، والإقتصادية، التي كان يعاني منها الشعب العربي خاصة بعد هزيمة حرب فلسطين، مما جعل الشاعر العربي يتساءل عن هذه الهزائم، وهذاالعار رغم ما تملكه الأمة العربية من إمكانات مادية، بشرية، ومعنوية لاحدود لها.,وكذلك تأثر الشّعراء المعاصرون بالثقافات الأجنبية المتعددة واطلاعهم على أفكار، وآراء، وقضايا هذه الشعوب، مما زاد في حصيلتهم الشعرية، والثقافية. قد زاد من وطنيتهم وحبهم للعروبة .
ولذا يبقى الشاعرالعربي مرتبطا بتربة وطنه وامته مدافعا عنهما حاميا لهما صداحا بهما في كل قصائده وكل ما يكتب او ينشد



**********************************













الفصل الثالث

الاساليب الشعرية المعاصرة


ان الاساليب الشعرية العربية اختلفت وتشعبت في هذا العصر في الحداثة والمعاصرة كثيرا عما كانت عليه في العصور السابقة كالعصرالجاهلي والاسلامي وما بعدهما حيث اوضحنا في هذا الموجز الاساليب الشعرية في كل عصر من العصور وما زاد فيها او نقص وكانت متوازية مع القصيدة العربية الا في هذا العصر فقد عظمتها التحولا ت العلمية والثقافية والادبية وشعبتها الى اساليب كثيرة
واذا كانت هذه التحولات كثيرة في قصيدة العمود الشعري او في القصيدة العربية القديمة في اسلوبها
ومعا نيها فانها في قصيدة النثرالشعري فاقت كثرة اسلوبية وتعقدت المعايير بحيث يصعب تحجيمها او الهيمنة النقدية على كل اساليبها المختلفة اوقل ان لكل شاعر اسلوبا خاصا به ولكل كاتب واصبح من الصعب ايجاد قاسم مشترك بين كل هذه الاساليب المتعاركة في مدينةالشعر وطرقاتها ومتاهاتها المختلفة

ان الاساليب الشعرية المعاصرة والحديثة والتي تتمثل في الشعرالحر او قصيدة النثر مهما كثرت زواياها واختلفت طرقها فانها تتمثل في مجموعتين أسلوبيتين هما الأساليب التعبيرية والأساليب التجريدية.
يتمثل الاسلوب التعبيريّ بالنمط الذي تنتجه أشكال اللغة الأدبية اسلوبا ملونا بلون من المعايشة غير المباشرة أو المعهودة، حيث تقدم نوعاً من الحقائق المبتكرة بتحريف يسير للغة المعبرة، وتفعيل معقول لآليات التوازي والاستعارة والترميز بشكل يؤدي إلى الكشف عن التجربة في مستوياتها العديدة التي قد تصل إلى أبعاد محددة لكنها تظل تعبيرية الحقيقة المكنونة .

أما الأساليب التجريدية فتعتمد على زيادة معدلات الانحراف وتغليب الإيحاء والرمز على التصريح، فتعطي القصيدة إشارات مركزة يتعيّن على المتلقي إكمالُها وتنميتها من الداخل، مع فارق جوهري بين التعبيرية والتجريدية يتمثل في إشارة الأولى إلى التجربة السابقة على عملية الكتابة نفسها سواء أكانت حقيقية أم تخيلية، واختفاء هذه الإشارة في الثانية بناء على غيبة هذه التجربة.
يندرج تحت التعبيرية أربعة أساليب، هي

1-الأسلوب الحسي الذي تزيد فيه الإيقاعية والنحويّة؛ في حين تقل درجة الكثافة والتشتت والتجريد،
2-الأسلوب الحيوي الذي ينمي الإيقاع الداخلي ويعمد إلى كسر يسير في درجة النحوية ويتوافر فيه مستوى جيد والتنويع من دون أن يقع بالتشتت.
3- الأسلوب الدرامي الذي يعتمد على تعدد الأصوات والمستويات اللغويّة، ويحقق درجة من الكثافة والتشتت من دون أن يخرج عن الإطار التعبيري.
4- الأسلوب الرؤيوي الذي تتوارى فيه التجربة الحسيّة مما يؤدي إلى امتداد الرموز في تجليات عديدة ويفتر الإيقاع الخارجي، ولا تنهض فيه أصوات مضادة، ويحقق مزيداً من الكثافة مع التناقص البين لدرجة النحويّة. الأساليب فمن الاسلوب الحسي تلاحظ ان شعر نزار قباني افضل نموذج للشعر الحسي، و في شعر بدر شاكر السياب نموذجاً للشعر الحيوي، أما الشعر الدرامي فيتمثل في شعر صلاح عبد الصبورالشاعرالمصري من خلال نتاج صلاح ؛ في حين يكون الأسلوب الرؤيوي ممثلا بشعر عبد الوهاب البياتي.
اما اذا اردنا ان تكون كل هذه الاساليب مجتمعة بواحد فخير مثال شعر محمود درويش كنموذج للتحولات التي تتسع لكل هذه الأساليب التعبيريّة، فقد بدأ من الأسلوب الحسي الذي خرج فيه من تاثير نزار قباني فيهلاءنه معلمه الاول ، ومثّل على ذلك قصيدة بطاقة هوية ، وانتقل إلى الأسلوب الذي اجتمعت فيه الحيوية والدرامية، كما هو الحال في قصيدة كتابة على ضوء بندقية ، وانتهى الى اسلوب الرؤيا الشعرية الذي تمثله قصيدة أرى ما أريد .
وربما تكون التجريدية تقتصر على أسلوبين فقط يتداخلان فيما بينهما هما: التجريد الكوني الذي تتضاءل فيه درجات الإيقاع والنحويَّة إلى حدٍّ كبير، مع التزايد المدهش لدرجتي الكثافة والضياع، ومحاولة استيعاب التجربة الوجودية الكونيّة باستخدام بعض التقنيات السيريالية والصوفيّة الدنيويّة . والتجريد الإشراقي الذي ربما يقع على خط الاتجاه السابق معترضا اياه في سلم الدرجات الشعرية، مع التباس أوضح بالنظرة الشعرية والنزوع الصوفي الميتافيزيقي، والامتزاج بمعالم ورؤى وجودية تختلط فيها الأصوات المشتركة والرؤى الحالمة المبهمة، مع نزوع روحي بارز يعمد إلى عاى التراث الفلسفي بدلا من الضياع في التراث العالمي ..
ولعل الإسراف في الحداثة والمعاصرة بشكلها الشعوري الحالي هذا الشعور الذي تحمل موادّه دلالات عميقة موروثة، قد يميل الشاعر إلى تشكيلها من جديد فإن وجودها الظاهر في هذا التشكيل الجديد يحيل إلى موروثها بوصفه غائباً يحضر لدى المتلقي لمجرد وجوده في النص، فيشعر اويحس بعداً أيديولوجياً ، وان أهم الملامح الأسلوبيّة في شعر هذا الاسلوب كضياع القناع، والأسلوب الصوفي في شعرالصوفيين،

وعلى الرغم من إيراد هذا التعريف للأسلوب التجريدي لم يرد تمثيل صريح له وهذا ما يجعل تصنيف الأساليب الشعريّة التجريديّة معلقاً في الهواء، فالناقد يطرح فرضيّة جديدة لم تأخذ حقها من التطبيق فيما يتعلق بالشعر التجريدي الإشراقي. هذا ما لاحظناه في شعر قصيدة النثر او الشعر الحر بعد ان حل عقاله وهب قائما يتخطى كيف يشاء ويتلمس الامور كيفما احب الشاعر واراد



*************************************









اساسيات الفن الشعري بين الحداثة والمعاصرة

من المعلوم ان الشعرالعربي يمثل اساسية الفن الاول للغةالعربية في مجتمع الامة العر بية ككل . فالانسان العربي الاول جبل على قول الشعر اوسماعه او الاهتمام به فهو يمثل أكثر الفنون القولية تاثيرا لدى الانسان العربي و التاريخ الأدبي اذا ما قارناه بالنثر او بالخطابة وكدليل على أهمية الشعر عند العرب قيل ( الشعر ديوان العرب ) وهو كذلك بحق نتيجة لتعايش الانسان العربي و ما أبدعه الشاعر العربي من شعر تمثله كل معطيات الحياة اليومية لديهم منذ عصرالجاهلية الاولى ، فهو حافظ لتاريخ العرب وأيامها وعلومها المختلفة، ويعتبرمصدرا مهما بل المصدر الاول والرئيس الذي يمكن الاعتماد عليه في التعرُّف على أحوال العرب وبيئاتهم وثقافتهم وتاريخهم مع طبيعته بالاحتفاظ بالرؤية الفنية اذ يتميز الشعر العربي عبر كل عصوره المتلاحقة بعلاقة الإبداع الشعري بالموسيقى من خلال الإيقاع الشعري والذي يمثله الوزن والقافية انذاك .
تتكون قصيدة الشعر العربية من ابيات,و كل بيت منها يتألف من مقطعين الأول ويسمى الصدر، والثاني يسمى العجز، ويسمى الشعر بمجموعه او كليته الشعر العمودي الذي هو الأساس المعتمد للتفريق بين الشعر والنثر اذ يخضع هذا الشعر في كتابته لضوابط معينة كان الشاعرالعربي يحضى بها عفوية وضمن سياق الاذن الموسيقية المالوفة لدى الشعراء او بحركات متناغمة ماخوذة من واقعهم المعاش كسير الابل في الصحراء او حركة الراكب
فوق بعيره او من خلال صوت هجير الرمال في الصحراء وقد بحث فيها الخليل بن أحمد الفراهيدي البصري على اعلام اللغة و الادب في العصر العباسي واوجدها كقواعد اساسية في الشعر واطلق عليها علم العروض .
(( راجع مقالتي ( العروض – ميزان الشعرالعربي ) المنشورة في موقعي \ اسلام سيفلايزيشن ( الحضارة الاسلامية ))
ويعرف علم العروض بأنه علم معرفة أوزان الشعر العربي، أو هو علم أوزان الشعر الموافق للشعر العربي وبما انه موافق لهذه الحالة ولقرب الشعر من النفوس. فقد قام بعض علماء اللغة او غيرهم بنظم العلوم المختلفة المستجدة في قوالب شعرية على شكل قصائد مستقلة بكل موضوع وقد اتخذ هؤلاء العلماء عمود الشعراساسا في تنظيم قواعدهم وما ارادوا ايصاله الى القارئ العربي او السامع العربي وتقريبه اليهم بافضل طريقة (كألفية بن مالك) في قواعد اللغة العربية مثلا او او بعض القواعد والعلوم او غيرهاوذلك لما ألفته الأذن العربية واستساغتها للنظم وقرب حفظها واستيعابها بهذه الطريقة. و الإيقاع
المنتظم، ما يجعل تلك المنظومات أسهل للحفظ والاسترجاع في الذاكرة، وقد خرجت هذه المنظومات من حالة الشعر إلى حالة النظم وذلك لانها بصراحة افتقدت اهميتها كشعر او فاعليتها الجمالية فاخرجتها من دا ئرة الشعر الذي اهم ما يميزه العاطفة الشعرية والتواصل المشدود الى النفس الانسانية وخلجاتها واتحادها بروحية الشاعر وما اوحاه اليها من عواطف نفسية قد اعتملت في نفسيته فاستودعها قصيدته او شعره فياتي الشعر نبضات قلب متدفق حيوية ويعبر عما في نفس الشاعر او مايسمى بالشعر الوجداني ولهذا فقد تميز الشعرعبر أدواته لمختلفة التي لم يكن هذا العمود او المنظومة إلا مظهراً من مظاهر الشكل الفني غير الجوهرية،قد فقدت روح الشعر ومثال ذلك المعلقات السبع او العشر وهي افضل قصائد الشعرالجاهلي وسميت بالعلقات بسبب تعليقها في داخل الكعبة ( بيت الله الحرام ) وهوافضل مكان عند العرب لجيادتها وقوتها الشعرية والتعبيرية وقيل انها كتبت بماء الذهب لنفاستها الفنية وقد نظمت بأوزان الشعر العربي دون أن يعتريها أي فقدان لروح الشعر او جمالياته الإبداعية و بأبعاده الفنية والعاطفية او النفسية و تعد أشهر ما كتبه العرب في الشعر من حيث السبك واللغة ، وقيل أيضا إن هذه المعلقات اشبه بالعقود النفيسة التي تكاد ان تعلق بالأذهان وتدخل القلوب والافئدة وتسيل الى اعماق النفس لترويها. ولا تزال لحد الان تعمل في تاثيرها الشديد في القارئ العربي عند قراءته لها او مراجعتها .
وقد لا اخرج عن موضوع الشعرالعربي ان قلت إن مفهوم الشعر عند أرسطوالشاعراليوناني القديم ينحصر في المحاكاة، والشعر الحق عند ه يتجلى في المأساة والملحمة والملهاة فهو يقرر بحزم أن الأعاريض الشعرية لا تعتبر الحقيقة المميزة للشاعر بخلاف الشعرالعربي الذي تمثله ازدواجية العروض والجمالية فالمحاكاة لا الوزن هي التي تفرق بين الشعر والنثر عنده اذ يثبت جوهرية المحاكاة الافلاطونية ومعناها بدرجات متفاوتة تبعا لدراسته الكثير من الاعمال الفنية واشكالياتها المختلفة فكل أنواع الشعر التي درسها إضافة إلى الموسيقى مثل الرقص والفنون التشكيلية وأشكال المحاكاة. فالمحاكاة عند ارسطو بعيدة عن الحقيقة بدرجة متساوية بحيث يجمل بنا ان نقول بأن المواقف والأفعال والشخصيات والإنفعالات النفسية ينبغي أن تكون متشابهة ومنسجمة مع الحياة وليست مثل صورة تصويرية او فوتوغرافية منها- فمهمة الشاعر في هذا المجال هدفه ألا يحاكي احداثاً تاريخية معينة أو شخصيات بنفسها بل عليه محاكاة ذات الحياة في عالميتها الشاملة وسموها المتعالي من حيث الشكل والجوهر. لذا فالشعر وجد باعتباره محاكاة للإنطباعات الذهنية ومن ثم يتبين انه ليس نسخاً مباشراً للحياة. وإنما هو تمثيلٌ لها ينبع منها ويصب فيها . ويتبين بأن الشاعر الفذ يحاكي الأشياء كما هي، أو كما كانت، أو كما ينبغي أن تكون اي على حالتها او وجوديتها في الطبيعة وربما كما اعتقد الناس بأنها كانت كذلك، أي أن هذا الشاعر الذي ربما كان متهما بالبعد عن الحقيقة المعروفة للناس، يمكن أن يدافع عن موقفه بأن يعرض الأشياء الحاضرة والماضية وبمثالية أو ما يعتقده الناس فيها.
. والشعر قد يكون سماوياً وهذا لا يعني أنه يجب أن يكون كذلك او انها لازمة ضرورية ومن هنا يتضح لنا ان مزامير نبي الله داود عليه السلام هي إغانٍ قد نظمت في أوزان معينة الا الوزن وحده لا يقيم شعراً بمفرده اذ يفتقد الايقاع والعاطفة .لذا يتوجد الحصول على الإبداع الحيوي الذي يمثل الخاصية المميزة للشاعر وتقاس امكاناته الشعرية بقدرها او بقدر مايأتيه منها فهو يبدع أشياء جديدة معتمداً على فطنته الذاتية او فطرته
.
فالشعر معرفة انسانية تحمل معطيات الرؤية و الاحساس النابع من القلب وهذا الاحساس هو المصدر الوحيد لمعرفة الاشياء في العالم الذاتي أي ان الشعر الذي ينبثق من الروح اللاعقلية اللاتصورية مضاد لكل تفسير منطقي .اي ان ما عناه الشاعر ربما يبقى مبهما عند الاخرين بما يحقق المقولة ( المعنى في قلب الشاعر) ومن هنا يتضح ان الشعر في الاتجاه الرمزي ربما يكون تعبيراً عن العلاقات التي تخلفها اللغة لو تركت لذاتها بين الحد العيني والتجرد المادي والمثالي وبين المجالات المختلفة للحواس. او بمعنى اخر أن الشعر هو الإيحاء بصور مثالية تتصاعد إلى الإعلى محلقة باجنحة شعرية منبثقة من روحية الشاعر وعاطفته وممتزجة بخوالجه المتدفقة منها و التي يخترعها في شعره والتي قد تتبخرفي بعض الاحيان فينكص الشاعر عن قوله في تلك اللحظة او الفترة الزمنية او نقول أن الشعر هو الخلق الجميل الموقع، و يقصد فيه التبصر والسمو و التأمل في تجربة ذاتية لنقل الصورة الجميلة المعبرة عما يجيش في نزعاته ممتزجة بأقوى عناصر الجمال الشعري والشعوري الذي يتمثل في الموسيقى الكلامية المنبعثة من امكانية الشاعر في الايتاء بها من خلال تمازج او تزاوج الحروف اللغوية مع بعضها بحيث تعطي نمطا او نسقا موسيقيا معينا تبعا لامكانية الشاعر ومقدرته على الخلق والابداع وامكاناته في اللغة لأنها طريق السمو بالروح نحو مسارات عالية ذات نغمات تبثق من نفسية هذا الشاعر وعواطفه وامكانيته التعبيرية والتي هي السبيل للإيحاء وللتعبير عما يعجز التعبير عنه الاخرون . راجع مقالتيّ ( النغم والايقاع ) و( عبدالقادر الكيلاني نموذج من الشعرالصوفي ) المنشورتا ن في كتابي
( في الادب والفن ص 60وص 82 )
من هذا نفهم ان الشاعر يتميز بخاصية فنية ابداعية فطرية في اغلب الاحيان تشحذ بالاكتساب والتعامل مع النصوص والمطالعة او بالمران ويتحقق من ذلك انه أي الشاعر يمثل قمة الاحساس النفسي بحيث تنثال شاعريته في اغلب الاحيان انثيالا فلا يتأتى ما تورد عليه لغيره الذين يبقون ناكصين مهطعي رؤوسهم ازاء ذلك بينما ينظر أصحاب الشعر الخالص او الشعراء الفحول ويسلمون الى أن جوهر الشعر هو حقيقة مستترة عميقة ايحائية لا سبيل إلى التعبير عنها بمدلول الكلمات بل بعناصر الشعر الخالصة، وهذه العناصر الخالصة غير مقصورة على جرس الكلمات ورنين القافية وايقاع التعبير وموسيقى الوزن - فهذه كلها قد لا تصل إلى المنطقة العميقة التي يتحدر منها الإلهام - بل تتعداها الى ارهاصات التفكير وارتعاش القلب ونوازع النفس الشاعرة وانتشاء الروح بما يحقق الامل المرجو منها .
بدأت بوادر النهضة الفنية في الشعر العربي في النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي، حيث بدات كشذرات خافتة لدى بعض الشعراء ا وضئيلة الشأن وكانها أصوات هامشية كما عند الشاعر ناصيف اليازجي وولده ابراهيم وغيرهما ثم أخذ عودها يقوى ويشتد على ايد ي الشاعر محمود سامي البارودي وغيره من شعراء ذلك الزمن فجاءت مندفعة نحو الرقي والاكتمال حتى اذا اكتملت خلال القرن العشرين اضحت متبلورة في اتجاهات شعرية مختلفة في نهضة ادبية شعرية قد حددت مذاهب الشعر العربي الحديث و تفوقاته ورصدت اتجاهاته ( راجع كتابي شعراء النهضة العربية ص 6 -18) مستفيدة من التراث العالمي وخاصة الفكر الاوربي آخذةً منه ما يوائم القيم والتقاليد العربية الأصيلة سائرة في سمتها الاصيل نحو الافضل ودائرة في محورها و بالوقت نفسه رافضة مفهوم القصيدة الشعرية كعملية تأليف أو تنظيم كنظم القواعد او نظريات علمية بل فاتحة آفاقاً شعرية جديدة غير مسبوقة في تاريخ الشعر العربي مثل الشعر الحر الذي رسم الشعر وفق اوزان معينة هي نصف بحور او اوزان عمود الشعر - وقصيدة النثر او ما يسمى بالشعر الحديث او المعاصر التي أثبتت في نهايات القرن العشرين وبدايات هذا القرن حضورا متميزا في الساحة الشعرية العربية على الرغم من شدة المعارضة - من اصحاب عمود الشعر ا والذين شكّلوا دافعاً قويّاً لاستهداف التغيير والحط من قيمته ومكانته - غير عابهين بهم او غير مستمعين لهم - للتطور الزمني الرافض لهذه الحالة والسائر في مسيرة متقدمة نحو المستقبل بنزعاته وارهاصاته .
ان الشعر الحديث صمد أمام تيارات الرفض هذه وبدأت هذه المعارضة الرافضة تضعف رويداً رويداً أمام رغبة الأغلبية في حتمية التغيير والتحديث وذلك لان الشعر عالمٌ يختلف كليا عن عالمنا المرئي فهو عالم ملئ بالسحر والجمال والطقوس والرمزية( المعاصرة ) في بعض الاحيان بعيداً ومتجرداً تماماً من المادة ( راجع كتابي -الموجز في الشعر العربي – الرمزية في الشعرالمعاصر ج 4 صفحة\ 634 وما بعدها )
اما الشعر الجيد فهو الكنز الثمين والوجه الحقيقي للواقع الإنساني ولطالما حلم الإنسان به منذ أقدم العصور بان يكون شاعرا او يولد شاعر لذا استطيع ان اقول ان الشعر حالة روحية او نفسية تكتنفها العاطفة و تتأرجح بين التأمل والالهام والحدس فالانسان الحديث ربما كانت له حالة مركبة من المشاعر الرومانسية والألم الواقعي والرموز السيريالية والقلق الوجودي فهو غير الانسان العربي القديم الذي كان هائما في الصحراء ينشد الكلآ والماء ويتغنى بما يجيش في نفسه من مشاعر في حدود امكانيته وظروف طبيعته فالإنسان العربي الحديث ربما تعتريه حالة او مجموعة حالات متناقضة بما تمليه عليه نفسيته والواقع المعاش في الوقت الحاضر وتناقضات المجتمع الانساني المختلفة المحيطة به
فالشاعر الحقيقي هو هذا الذي يرخي عنان قصائده فتخرج عفوية حصيلة ثقافة انسانية ومشاعر مركبة ومعبره عن طموحات نفسية الشاعر ومدى تأثيرها في الاخرين و ابداعات خلابة فالقصيدة الحالية تمثل كائنا حيا اوهي اشبه بالكائن الحي حيث يمثل شكل القصيدة او بنيتها جسده ومضمونها روحيته فهي تمثل الصدى الذي تنبلج منه اسرار روح الشاعر واراؤه ممتزجة بعواطفه واحاسيه ومن المفيد ان ابين ان الشاعر الحديث المطبوع شاعر تتمثل فيه غزارة الثقافة في امتدادات عميقة وكأنه وارث الحضارات كلها ومطلع على ثقافات الامم المختلفة لذا اصبح متمكنا من استخدام مفردات اللغة لتصوير افكاره وارائه وعواطفه وخلجات نفسه دون تاثير من خارج او امر من احد و يرتكز على فلسفة عميقة غنية تحصنه من القول الضحل الفاني او الركيك الى القول العميق والرصين فهو اذن يمثل فيضا هادرا وتلقائيا للمشاعر النفسية القويَّةِ المنبثقة من اعماقه يَأْخذُ بها مِنْ العاطفة المتأملة المتجددة المنطلقة نحو الافضل متألقة متناغمة تنشد الحياة والانتشاء والحب للانسان المثالي ونحو الافضل في توليده للافكار والابداعات الشعرية الجميلة ومحاولة خلقها من جديد .

*****************************












بناء القصيدة العربية المعاصرة
1

ان بناء القصيدة العربية المعاصرة من موجبات الحداثة الشعرية توحي الى تعزيز وتأسيس وعي التجربة لدى الشاعر والناقد على حد سواء لذا ، فان بنية القصيدة العربية المعاصرة تؤكد لنا بأنها القصيدة التي يبرز فيها الانسان في الشاعر، وموضوعاتها مستمدة مما يخص الشاعر ذاته و ويتضح فيها حالتان: احدهما ظاهرةوالآخر ى مضمرة ونجد في الحالة الظاهرة البينة الواضحة للشاعر والمتلقي والناقد سيرة لشخصية الشاعر ونستشف من الحالة الثانية غيرالواضحة الدلالة اوالمضمرة كل العلاقات والدلالات التي يتوخاها الشاعر دون ان يصرح بها، والوصول الى ذلك هو الاهم في قراءةهذه القصيدة، كما يتبين ايضا ان بنية القصيدة المعاصرة المتكاملة تتميز بالبناءالدرامي الذي يقوم على التعبير بالشخوص الواضحةاوالمقنعة وبالحدث والصراع، وقد هذبهذا البناء العناصر الغنائية التي لابد من حضورها في بنية القصيدة ،بصفتها احدالعناصر الشعرية التيلابد منها، فغدت بعيدة عن التقرير والمباشرةوالنغمية التي لاتستهدف سوى نفسها، وتسيء الى النمو العضوي ومفهوم التكامل في بنيةالقصيدة المعاصرة.‏

والقصيدة المتكاملة احد مظاهر التجديد بل اهمها ،وهيمتصلة بالتراث تتعامل معه من منظار جدلية الحداثة الشعرية، فتستمد منه شخوصهاواقنعتها وبعض احداثها، ولكن الشاعر لايعيد صياغتها، كما جاءت في القصيدة الشعرية القديمة، وانمايستعير حركة او موقفاً او حدثاً مناسباً ويحاول بوساطة الاسقاط الفني ان يوظف مااستعاره توظيفاً معاصراً ،ولذلك تبدو القصيدة المتكاملة مركبة يتداخل فيها الماضي والحاضر وتتلاقى فيها الاصالة والمعاصرة، الايجابي والسلبي، والذات والموضوع للتعبير عن تجربة معاصرة.‏

لذا فان القصيدة المتكاملة تعبير بالتراث عن المعاصرة وبالماضي عن الحاضر والعلاقة بين الشاعر وتراثه علاقة جدلية، يتبادل فيها الشاعر والتراث، التأثر والتأثير وان مفهوم الحداثة غير متناقض مع مفهوم التراث،فالحداثة من التراث، وهي تنبثق منه كانبثاق الغصون من الساق والساق من الجذو ر وكذلك التجديد فالتجديد الشعري ذو ثلاثة اطوار متلازمة متفاعلة هي: المؤثرات الخارجية المساعدة والمكونات التراثية وموهبة الشاعر وان التأثر سمة انسانية مشروعة تشترك فيها الشعوب وهي لاتعني النقل عن الاخر وانما تعني المعرفة والاطلاع وذلك سيفضي الى الابداع والاصالة، حيث كان للمدارس الادبية ولبعض الشعراء الغربيين تأثير في بنية القصيدة العربية الحديثة، فالرومانسية ساهمت في إحياء النزعة الغنائية، والرمزية في تعميق الاحساس الداخلي واستخدام الاسقاط الفني،وعمقت السريالية غنائية اللغة والصورة والموضوع وحرية الكشف والتعبير، وتجلت التأثيرات الكلية العميقة بالانتقال في بنية القصيدة من وحدة البيت الى الشكل العام ، ومن الذاتية الى الموضوعية، ومن الغنائية الى الدرامية، ضمن المكونات الغربية في بنية القصيدة العربية المعاصرة، اهمها ثلاثة: المكون الاسطوري والمكون التاريخي والمكون الادبي.‏

كما نرى ان القصيدة استفادت في بنيتهاوشكلها العضوي من القصيدة والنقد الاوروبيين اللذين كان لهما دور مباشر في توجيه شعرائنا الى الاستفادة من تراثنا والالتفات الى التراث الغربي بأساطيره واشكاله الفنية للتعبير عن تجارب معاصرة وهذا سبب من اسباب الغموض في القصيدة المتكاملة ،وهو في الوقت ذاته سبب من اسباب ثرائها وتعدد اصواتها ودلالاتها. وتطورها نحو الافضل‏

اما الموضوعات الغنائية، وغنائية التعبير في بنية القصيدة المتكاملة وقدلقِّحت بالعناصر الدرامية لتخاطب الاحساسات والعقل معاً وتمتزج فيها الذات بالموضوع ويتعادل التعبير والاحساس وتغدو اللغة والصورة والايقاع أدوات موظفة جديدة ثابتة و ان القصيدة المتكاملة كانت نتيجة للتحولات الاجتماعية والاقتصادية التي طرأت على مجتمعنا منذ منتصف القرن العشرين ،فالمجتمع الاستهلاكي افرز موضوعات الموت والاغتراب كما انها ناجمة عن جهودالشعراء المتواصلة منذ بدايات القرن العشرين للنهوض بالقصيدة المعاصرة.‏

كما ان بنية القناع في القصيدة العربية المعاصرة، و مجالات استخدامه ومصادره، فهو وسيلة درامية للتخفيف من حدةالغنائية والمباشرة وهو اتقانة جديدة في الشعر الغنائي لخلق موقف درامي او رمز فن يضفي على صوت الشاعر نبرة موضوعية من خلال شخصية من الشخصيات ، يستعيرها الشاعر من التراث او من الواقع، وقد استعاره الشعراء من الاساطير او الشخوص الدينية اومن التاريخ العربي او من التراث الادبي كما فعل بعض شعراء الحداثة حين استعاروا اقنعة لوجوه شعراء كطرفة بن العبد وابي نواس والحلاج وغيرهم.‏

وان هذا الشاعر لابد ان يكون مثقفا ثقافة عالية بالضرورة حيث انها تظهر في شعره واضحة المعالم، فهو يطوف في التاريخ القديم والأساطير والتراث للبحث عن متكأ اومرفعا او وسيلة او موقف تحملافكاره ورؤاه، وان هذه القصيدة تميل الى الطول فهي في بعض اعمال الشعراء يعتبرها كتاب كامل، لمافيها من امور متكاملة
ان بعض الشعراء المعاصرين استفادوا من العناصر الدرامية في خلق شخصية غنية معقدة، فاتجهوا الى التراث بأنواعه للتعبير عن تجارب معاصرة، وهذا يؤكد اصالة القصيدة المتكاملة، وسنكتشف ان الشخصيات الدراميةالتي ابتدعها هؤلاء الشعراء ذات خلفيات مختلفة، فبعضها من الماضي والآخر من الحاضر وبعضها من الدين او الادب او الواقع الاجتماعي، وبعض هذه الشخصيات ذات منبت اجتماعي طبقي او ذات مهن اجتماعية وضيعة وذات هموم معيشية وهذا يثبت ارتباط القصيدةالمتكاملة بواقعها الاجتماعي.‏

ان عناصر البناء العام وتكامل القصيدة وهي: الحكاية والحدث وصلاته بالشخصية وسماتها من جهة، وبالحتمية الناجمة عن تكوينها من جهة ثانية مبيناً من خلال الحكاية والحدث الدرامي والصراع والحوار الدرامي وبناء الحدث ان الحكاية تكتسب اهميتها الفنية حين يمتلك الشاعر المقدرة على توظيفها توظيفا معاصراً، وان الحوارالجيد والصراع المتين يؤديان دوراً بارزاً في بناء الحدث ورسم ابعاد الشخصيةالدرامية وبناء القصيدة المتكاملة، وان العناصر الغنائية تغتني بالعناصر الدرامية فيتلون الايقاع والصورة بتلون احساسات الشخوص ليشكلا الايقاع والصورة ، كماان القصيدة المتكاملة شبكة من العلاقات التماثلية والسلبية المتفاعلة، فهي ذاتاصوات وابعاد ومستويات ينجم عنها التكافؤ بين الدلالة التراثية والدلالة المعاصرة.‏

أخيراً.. تظهر الخاتمة ونكتشف نحن مدى عمق البحث واصالته فهو يقف عند بنية القصيدة المتكاملة، يحللها ويدرس جوانبها المختلفة بل ويعيد تعريف جملة من المصطلحات النقدية التي تقربنا من القصيدة الحديثة وتقربها منا .ولعل في ذلك جهداً يود لو يوضح الحقيقة ويفكك كل تفصيلاتها كي يقيم منارات يهتدي بها الباحثون والمنقبون عن الحداثة وتطوراتها وتجلياتها، وتؤكد ان اتجاه الشعراء الى التراث يختارون منه الشخوص والحكايات،هو ردة الى الماضي للامتداد منه الى الحاضر فنسمع من خلاله اصواتنا ونرى ونتلمس احساساتنا ونعي مشكلاتنا، من خلال رؤية معاصرة تقوم باحياء التراث وتوظيفه توظيفا ًمعاصراً على نقيض ما كان يفعله شعراء حركة الاحياء في عودتهم الى بعض عناصر التراث فقد كان الماضي هدفاً لهم يعودون اليه لبيان جمالياته وتقديسه والوقوف عنده،وهكذا تجمع القصيدة المتكاملة الاصالة والحداثة فهي لاتتخلى عن الاصالة بحجة الحداثة،ولاتتخلى عن الحداثة بحجة التمسك بالتراث كما في الطريقة التمثيليةفي رسم الشخوص والاتجاه نحو التعبير الدرامي وقدرة الشاعر على الامساك بالخيوطالدرامية والخيوط الشعرية التي تنسج القصيدة المتكاملة.‏



------------------------------------



النغم والايقاع

ان النغم اوالايقاع هو توزيع الصوت ومداه بمقتضى حركات
والموسيقى نوع من انواع الايقاع والنغم وجد منذوجد البشر على الارض فهو ملازم للانسان منذ القدم وقد تمثل في القديم في دندنة الانسان القديم مع نفسه او مع فرحه وحزنه حين تغلب عليه عاطفته فيصفق بيديه فرحا او سرورا او يبكي نشيجا يعبر عما في مكامن النفس

مر الايقاع او النغم بمراحل زمنية عريقة على مر الدهور والازمنة وانتقل هذا الفن بين الشعوب بمراحل ملازمة لمراحل تطور الانسان نفسه وحاجته اليه حتى اصبح فنا واسعا وانغاما لها خاصيتها في كل شعب وفي كل عرق انساني
فالشعب الاثيني اختلفت ا يقاعاته عن الشعب الفارسي والرماني عن العربي وهكذا والشعب العربي في المدن مثلا اختلفت انغامه عن الساكنين في البادية والصحراء فالاختلاف حاصل بين هذا وذاك وحتى في المفصل الواحد
فالنغم او الايقاع العربي عرف بحركات الشعر العربي او في الغناء العربي اللذين هما جزء من كل وتطور بمرور الزمن حسب متطلبات كل مرحلة وعصر وغير حسب المكان ايضا بين ابنا ء الصحراء والبادية والحضر والمدينة وكان حصيلة هذا التطور هذه البحور الشعرية المستنبطة من النغم العربي الحاذق التي اتخذت كما قيل من حركات سير الابل مثلا
ولور جعنا تاريخيا لوجدنا العناية بالنغم العربي وجدت في او قبيل العصر الاموى مكتوبة مثل كتاب الاغاني لاابي الفرج وتطورت في العصر العباسي هذه الانغام لتصبح فنا مستقلا واسعا علي ايدي فطاحل العلماء والفلاسفة العرب ومؤلفات الفارابي والخليل ابن احمد و اسحاق الموصلي والكندي خير دليل على ذلك والبحور الشعرية التي وجدت انغامها منذ الجاهلية سماعا ضرب من ضروب الايقاع او اللحن كانت غير معروفة كفن وقد اظهرها الخليل ووزعها ايقاعا في ستة عشر بحرا او لونا موسيقيا سميت بحور الشعر لازالت قائمة لحد الان ولم يخرج عنها شعراء العربية فهي تمثل اساس الايقاع العربي وقمة الانغام وقد تفرع منها الموشح والدوبيت وغيره تبعا لظروف العصر وحاجة الانسان الى نوع جديد من الغناء او النغــــــــــــموجميع هذه الانغام لاتخرج عن اصولها فهي بالاصل حركات صوتية معينة صدرت في زمن فمثلا بحور الشعر جاءت لكل بحر حركات خاصة به فالبحر الطويل تكون مثلا على وزن فعولن \ مفاعلين \ فعولن \ مفاعل ونرمز اليه ن - - \ ن- - - \ ن - - \ ن – ن - \والبحر الكامل احتلفت ايقاعاته عن الطويل وجاءت مثلاعلى وزن متفاعلن \ متفاعلن \ متفاعلن او نرمزله ن ن - ن - \ ن ن– ن \ ن ن – ن - \والهزج او بحر الحداء كما يسمونه جاء على وزن مفاعيلن \ مفاعيلن \ مفاعيلن \ ويرمزاليه ن - - - \ن - - - \ن - - - وهكذا بقية بحور الشعر وقد دخلت عليها بمرور الوقت والحاجةالى التنغم الجديد الخبن والحذف والشطر و- - -و---
اما الايقاع الموسيقي او النغم الموسيقي ربما يخرج عن فن الايقاع الشعري الا انهما متلا زمان مترابطان ولد احدهما في رحم الاخر وترعرع معه وفي كنفه فالايقاع الموسيقي العربي ودساتين هذا الايقاع هي السبابة والوسطى والبنصر والخنصر على التوالي اساسا لنغم الموسيقى وقد جعل اسحاق الموصلي الانغام تسعا وضوعفت بمرور الوقت فاصبحت ثماني عشرة نغمة وقد بنى العرب الحانهم على ايقاعات معينة اذكر منها على سبيل المثال مايلي :-
1 - الثقيل الاول متكون من ثلاث نقرات متالية ثم نقرة ساكنه ثم يكرر اوتعاد لتشكل نغما موسيقيا خاصاويرمز لها ن ن ن --
2- الثقيل الثاني متكون من ثلاث نقرات متوالية واخرى ساكنة تتبعها اخرى متحركةويرمز لها \ ن ن ن - ن
3– خفيف الثقيل متكون من ثلاث نقرات متتالية لايمكن ان يكون بين واحدة زمن نقرة وبين كل ثلاث نقرات نقرتان زمن نقرة ويرمزلها
ن ن ن – ن ن \
4 - الرمل متكون من نقرة منفردة ونقرتين متتاليتين بحيث لايمكن بينهما زمن نقرة وبين رفعه ووضعه زمن نقرة يرمزلها \ ن \ن ن ن
\5 - خفيف الرمل متكونة من نقرات ثلاث متحركات يرمزلها \ن ن ن 6-حفيف الخفيف متكون من نقرتين متتاليتين لايمكن بينهما نقرةزمن ثم يكرركل نقرتين زمن يرمز \ ن ن .
من هذا السلم يتبين ان الالحان الموسيقية والاوزان الشعرية مترادفة مترابطة متكاملة نابعة احدهما من الاخر فالغناء العربي واللحن الموسيقي احدهما يتمم الاخر ويكون جزء منه وقد تطورت بالانقسام و الانشطار اوالتداخل بين الخفة والثقل تبعا لحاجة العصر وتطور الاذن السمعية ونزعتها لسماع نغمة جديدة اتية من حالة الابتكار او التوليد متفاعلة مع التقدم الحضاري وحالة الشعوب على اختلاف مواقعها ومواطنها عامة
ان قراء المقام العراقي وقراء المصحف الشريف وقراء المواليد والأذكار لا تخرج إعمالهم عن كونها أنغاما وإيقاعات موسيقية نغمية وصوتية اختلفت بين قارئ واخر حسب نوع الايقاع واللحن المتبع لهذا اوذاك وتلونت بنفس ألوان الموسيقى والنغم الصوتي للقارئ نفسه متاثرة بالزمان والمكان والنفس الخالص لذا اختلفت الاصوات والنغمات بينهم وتلونت الاطوار و تباينت وكذلك في المواليد وما شابهها من نقر على الدفوف والطبلات من الالات الموسيقية وغيرها وحتى في الاجهزة الالكتروتية الحديثة هي ذاتها فالضارب على هذه كالضارب على تلك كل حسب نغمته وايقاعه وان تباينت الاحوال واختلفت وقد تصل الى ذات الشخص نفسه فعلى سبيل المثال لو اخذنا موسيقى اغنية معينة لمطرب عربي ولتكن ام كلثوم في اغنيتها ( ياظالمني ) واغنية اخرى لها ولتكن ( امل حياتي ) نلاحظ النغم الموسيقي لتلك مطبوع بطابع الحزن والثقل ونلاحظ خفة النغم وايقاعاته الراقصة في امل حياتي ويلاحظ ذلك حتى الانسا ن الجاهل ويفرق بين ا للحنين وتزداد هذه الملاحظة مع ثقافة السامع واختلاف الاذن الموسيقية له ومدى تعلمه وتظهر جلية لدى الشاعر او الفنان حتى تصل الى ارقى درجة (وقصيدة امل حياتي جاءت على نغمات عروضية راقصة وتعابير ادبية راقية تختلف عن قصيدة ياظالمني الشعبية اوقل هكذا ) اما لدى الموسيقي او العازف فتصل الى درجة الاكتمال في البناء والتكامل العلوي المفضي الى الرقيوربما تصل به الى حالة الارتقاء بها عند ذلك يحصل الابداع والتطور وهكذا تتطور الحياة في كل مساراتها


*****************************************


الفصل الرابع

الفنون الشعرية المعاصرة


من المعروف ان الامة العربية امة الشعر والعاطفة الانسانية ولايزال الانسان العربي يندفع وراء عواطفه الى ابلغ الحدود وما لايندفع اي انسان اخرمن الامم الاخرى مثله فهو شديد التاءثر بماحوله واللغةالعربية لغةالشعر والادب والكتابة الادبيةوتكونت هكذا بطبيعتها.
فهي تنسجم مع تطلعات الانسان العربي وتفكيره وخوالجه وافكاره وعواطفه وهي بحق اللغة الشاعر ة كما يقول الاديب المرحوم عباس محمود العقاد لذا ترى فيها كل ما تحتاج اليه من تعبير لتعبر به عن خوالج نفسك وربما تزدحم فيها الكلمات على الشاعر اوالكاتب فيكتب مايريد ولا يستجدي كلماتها استجداءا او يبحث عن كلمة يعبر فيها عن نفسه فاللغةالعربية مثل اهلها شاعرة مطيعة طيعة الاانها كثير ة التعقيد في قواعدها وتشكيلها
لذا كان الفرد العربي ولا يزال - مهما كان هذا الفرد – يعبر عما في خوالجه وافكاره وله القدرة للتعبير عنها وعن هذه العواطف التي تجتاح نفسه كشعراو نثر او غناء و بكاء وطرب وضحك وماشابه فاذا تركنا الجميع وجئنا الى
الشاعرالعربي وجدناه قمة في الخيال والعواطف والتعبير الشعري عما في اعماق نفسه وما يحس به وهكذا نرىالشاعر العربي عبر العصور.

وفي العصر الحديث بقي الشاعر العربي رغم التاءثيرات لصيقا بلغته هذه الشاعرة ويغرف منها مايشاء ويختار للتعبير عما في نفسه وما يحس به في محيطه وممجتمعه العربي .

****************
الشعر السياسي

ان اهم الاحداث التي تاثر بها الشاعرالعربي اوقل المواطن العربي ككل هي الاحداث السياسية في الامةالعربية وخاصة في العصرالحديث اي في القرن العشرين وما عانته الامة العربية من احداث وما قد اصيبت به من مصائب وكوارث وقد بينت جزءا منها في الفصل الباب الثامن من هذا الكتاب عند دراستى للشعرالحد يث وفي هذا الباب حيث اكتب عن الشعر المعاصر اجد اني كمن وقف في مكانه فالا حداث هي الاحداث والمصائب هي ذاتها التي المت في امتنا العربية لا تزال قائمة والشعراء المحدثين والمعاصرين امامهم او يواجهون نفس الحالة فراحوا يكتبون الشعر وينشدونه معبرين عما في نفوس هذه الجموع العربية الغفيرة وما تطمح اليه نفوسهم وتهوى اليه قلوبهم لذا نلاحظ ان الشعر السياسي في الشعر العربي قد اخذا حيزا كبيرا جدا في مجال الشعر ويكاد يزيد عن كل ما نظم ا و كتب من شعر في الفنون الشعرية االاخرى فهذه قضية فلسطين احتلت المكانة الاولى لدى الشعراء العرب وحتى عند
ا و لئك الشعراء الذين ابتعدوا عن السياسية فراحوا يكتبون للعشق والغرام المرأة وجمالها وحسنها و خوالجها ومعاناتها العاطفية نجد بين قصائدهم قصائد رائعة بل وثائرة تعبر عما في نفس هذا الشاعر ا و ذاك اتجاه هذه القضية – قضية فلسطين – لذا نستطيع ان نقول ان اهم الاغراض الشعرية الحديثة والمعاصرة هي الاغراض السياسية وشعر القضية الفلسطينية او مانسميه اصطلاحا – شعرالنكبة –
يقول الشاعر العراقي مظفر النواب في قصيدته –
الاساطيل :

ايه الاساطيل لاترهبوها

قفوا و لو عراة كما قد خلقتم
وسدوا المنافذ في وجهها
والقرى والسواحل والارصفة
انسفوا ماستطعتم اليه الوصول
من الاجنبي المجازف واستبشروا العاصفة
مرحبا ايها العاصفة
مرحبا مرحبا مرحبا ايها العاصفة
احرقوا اطقم القمع من خلفكم
فالاساطيل والقمع شيء يكمل شيئا
كما يتنامى الكساد على عملة زائفة
بالدبابيس والصمغ هذي الدمى الوطنية واقفة
قربوا منها النار لاتخدعوا انها تتغير
لايتغير منها سوى الاغلفة
مرحبا مرحبا ايها العاصفة
ايها الشعب احشي المنافذ بالنار
اشعل مياه الخليج تسلح
وعلم صغارك نقل العتاد كما ينطقون
اذا جاشت العاطفة
لاتخف لاتخف
نصبوا حاملات الصواريخ
نصبوا جوعك
ضع قبضتك على الساحل العربي
وصدرك والبندقية والشفة الناشفة
رب هذا الخليج جماهيره
لا الحكومات لاالراجعون الى الخلف
لاالاطلسي ولا الاخرون وان نضحوا فلسفة
لاتخف لاتخف
لا تخف اننا امة
اما في فلسطين فالشعراء العرب ابدعوا وانشدوا وشدوا كثيرا جراحات ودما نازفا في ارض المعركة في فلسطين من هذا الكم الهائل من شعر النكبة – بل شعرالمقاومة نختار هذه الابيات للشاعر الفلسطيني سميح القاسم -

طعام الشهيد يكفي شهيدين

يا أمنا الريح .. ياهاجر المتعبه

أعدي الطعام القليل لأبنائك العائدين على عربات المنافي
خذي كفني شرشفاً للأواني العتيقة

قومي افرشي للضيوف الأحبة كوفيتي..

إنهم متعبون جياع

أعدي لهم وجبة من بقول الخراب

أعدي كؤوس العذاب

وإبريق أحزانك المرعبه

سيجمعنا الخبز والملح عما قريب

وتجمع أشلاءنا لقمة العودة الطيبه

وأفتح دفتر أمسية شاعرنا

ما انا فاكتب في بغداد والخراب الذي لحقها والخائنون الذي وضعوا ايديهم في ايدي الغاصبين الجبناء فاقول \

بغداد يابغداد يارمز المحبة والصفاء
ضيعوك الغادرون بظلمهم - ياللغباء
جعلوك فريسة للطامعين الغرباء
فليكتب التاريخ سطرا في المذلة والخناء
فقد بلت نفوسهم المها نة فلا حياء
========
بغداد يابغداد صبرا ايا قوت القلوب
بغداد ياقلعة العراق شمال وجنوب
بغداد عذرا هجرت يراعي والكتيب
يغداد عذرا فر دوسي انت والحبيب
بغداد ز رتك ضامئا قد مسني فيك اللغوب
==============
فى ليلة ظلماء رحت اغفو بين ذراعيك حزين
اتوسد اليسرى حنانا وتغطيني اليمين
وادفن في صدرك البض وجهي والعيون
بت احتسي خمرة القرب بين عاج ولجين
رحت اغفو بالتذاذ رحت في نوم وهين
======================
رحلة العمر طويلة مات بين جيم وسين
خمس وستون تمضي قد حلق الهم السنين
لم يبق من عمري طويلا غير هزيع من قرين
رحت ابكيك يابغداد كانني فيك سجين
اندب القرب ا رتجا لا طاردا هم الشجون
====================
رحت في حلم اسود فزاع مرير
لم يبق من عمرك شيء غير انات القبور
نقطة نقطة نقطتان جف يراعي والبحو ر
قطرة قطرة قطرتان من نجيع وجهك المنير
بغداد والعراق قطرتان كثرت قطارا في هدير
=======================
قطرة قطرة قطرتان زخات قطار
ملاءت كل الشوارع والمواقع والديار
بل صارت بحارا جمعت كل البحار
ضاع بيتي والمحلة ضاع ليلي والنهار
رحت ابحث عنك يا بغداد يا ام القرار
==============
وتلمست ما حولي فاذا نجيع في نجيع
الكل مجروح الفؤاد الكل في الغم صديع
واذا الامر الناهي غريب او وضيع
رحت اصرخ في نفسي واعماقي نزيع
فاذا كل ماحولي مريع كل ماحولي مريع
=================
رحلة العمر طويلة فيها اتعبنا الزمن
كلما رمنا صلاحا نجني احقادا احن
شرعوا القتل علانا فيك وتمثيل البد ن
بدلوا شرعة الله تعالى شرعة القتل ما امن
اضحى رعاع الناس حكا ما واعلاما لمن ؟؟
=====================
الف عام للوراء قد جلل الناس السواد
دارت الدنيا جحيما واكتوت بها كل العباد
الم مض في جسمي احرقني غمالرقا د
قرحت جفني الرزايا والبلايا والسها د
لله اشكو ما نلاقي - ربي رؤوف بالعباد
---------------------------------------
غصبوا عفافك غيلة الظالمون الغاصبون
جاؤوك فئران جحر في الرذيلة غارقون
سود الوجوه زعانف وكل شر يمكر و ن
رحماك ربي منهم عسل الكلام لا فظو ن
بغداديابغداد صبرا فاننابرحابك صابرون
--------------------------------------
*********************
شعر الغزل والتشبيب

الغزل من الفنون الشعرية المعروفة في الشعر العربيوقد كتب فيه الشعراء المعاصرون كثيرا وعبروا عن عواطفهم وخلجات قلوبهم ازاء الحبيبة الغالية ووصفوا سهراتهم واحوالهم وما يعانونه من حب ووله وغرام ولا يوجد شاعر الاكتب للمرأة شعرا وللحبيبة قصيدة يبثها حبه وشوقه ولوعته ومن الملاحظ ان اغلب الشعراء قد ابتعدوا في هذا العصر عن الوصف الجنسي للمرأة وكل مايعيب .
ومن الشعراء من اختص في شعرالغزل وشعرالنساء وعواطفهن وما يشعرن به وما يشعر الشاعرازاءالمرأ ة الحبيبة اوالزوجة او العشيقة مثل الشاعرالمعروف نزارقباني الذي كتب للمرأة الشيء الكثيرمن شعره ومن شعر الغزل هذه القصيدة للشاعر نزار قباني بعنوان مدرسة الحب


علَّمَني حُبُّكِ أن أحزن

وأنامُحتَاجٌ منذُ عصور

لامرأةٍ تَجعَلَني أحزن

لامرأةٍ أبكي بينَ ذراعيها

مثلَ العُصفُور..

لامرأةٍ تَجمعُ أجزائي

كشظاياالبلورِ المكسور

***

علَّمني حُبّكِ.. سيِّدتي

أسوأَعادات


علّمني أفتحُ فنجاني

في الليلةِ آلافَ المرّات

وأجرّبُ طبَّ العطّارينَ..

وأطرقُ بابَ العرّافات

علّمني.. أخرجُ من بيتي

لأمشِّط أرصفةَ الطُرقات

وأطاردَ وجهكِ..

فيالأمطارِ، وفي أضواءِ السيّارات

و أطارد ثوبك..

في أثواب المجهولات

وأطاردَ طيفكِ..

حتّى.. حتّى..

في أوراقِ الإعلانات

***

علّمني حُبّكِ

كيفَ أهيمُ على وَجهي ساعات

بَحثاً عن شِعرٍ غَجَريٍّ

تحسُدُهُ كُلُّ الغَجريّات

بحثاًعن وجهٍ.. عن صوتٍ..

هوَ كُلُّ الأوجهِ والأصوات

***

أدخلني حبُّكِ سيِّدتي

مُدُنَ الأحزان ..

وأنا من قبلكِ لمأدخل

مُدُنَ الأحزان..

لم أعرِف أبداً ..

أن الدمعَ هوالإنسان

أن الإنسانَ بلا حزنٍ..

ذكرى إنسان..

***

علّمني حبكِ..

أن أتصرَّفَ كالصّبيان

أن أرسمَ وجهك..

بالطبشورِ على الحيطان

وعلى أشرعةِ الصَّيادين

علىالأجراسِ، على الصُّلبان

علّمني حبكِ.. كيف الحبُّ

يغيّرُ خارطةَالأزمان ..

علّمني.. أنِّي حينَ أُحِبُّ

تكُفُّ الأرضُ عن الدوران..

علّمني حُبك أشياءً

ما كانت أبداً في الحُسبان

فقرأتُأقاصيصَ الأطفالِ..

دخلتُ قصورَ ملوكِ الجان

وحلمتُ بأن تتزوجني

بنتُ السلطان ..

تلكَ العيناها..

أصفى من ماء الخُلجان

تلك الشفتاها..

أشهى من زهرِ الرُّمان

وحلمتُ بأنيأخطِفُها مثلَ الفُرسان..

و حلمت بأني أهديها أطواق اللؤلؤ و المرجانْ..

علَّمني حُبُّكِ، يا سيِّدتي، ما الهذيان

علّمني.. كيفَ يمرُّالعُمر

ولا تأتي بنتُ السلطان..

*** ******************

ومن قصائدي في الحب والغزل هذه الابيات من قصيدة بعنوان جنة الفردوس كنت قد كتبتها لزوجتي قبل زواجنا بسنتين تقريبا:-


فؤادي اذاقته الزبيدية الردى
فروحي بها هيمى وشوقي سيؤذيها

لقد ولّعت قلبي الجريح بحبها
فكري طار نحوها كي يوافيها

لقد لعب الدهر الخؤون بشملنا

وحاقت من الكرب الدواهي ضواريها

هموم بقلبي لا انجلاء لافقها
وافاق افكا ر لي الاوهام تمليها

فلو يبدي قلبي عشر اعشار همه
لما استطاع الناس بالجهد يخفوها

ولأسودت الافاق حزنا كل ليلة

غابت نجوم الليل والغم يخفيها

وصامت طيور الروض عما تغرّدت
وأنّت بلحن ناصب في نواحيها

فالافق باكي العين حمر خدوده

قريح الجفون الغضّ دمعي يدمّيها

طالت ليالي الدهر اضعاف وقتها
وزالت نهارات فالليل داجيها

وأحنت حقول الروض رؤوسا لغمّها
فاوراقها صفراء جفت مجاريها

بكت حالتي فاضت منابع دمعها
فالقدّ مشحوب الثرى يروي تعازيها

راغمت نفسي ان تعيش قريرة
وتأبى النفس الا حبيبا يناجيها

وتأبى نفوس الناس عيشا منغصا
فترنو الى الاسنى تحيي امانيها

فان نفس امرىء تجارت خبيثة
فالخبث خبث وليس الحب يهديها

وان اهتدت نفس بحب لدربها
فتلك نفوس شامخات شآ ويها

امرت فؤادي يقصي غرامها
وقلبي مشحون غراما وتمقيها

احببتها روحا لدي عزيزة
وجنات احلامي اسكنتها فيها

دخلت ايا روحي فؤادي عزيزة
- روحي كما تهوين- الودّ يجليها

اكنّيك ياجنة الفردوس عابقة
خوفي من العذال نجني مكاريها

تذكرت كيف الشوق والحب قادني
اليها وضعت يدي عهدا بأيديها

واخلصت حتى الموت عهدا لحبنا
هل بعد هذا العهد غدرا وتمويها
وعهدي ان لا تقطع العهد بيننا
فنحي الحيا شوقا وحبا سنبنيها
وقلبي صلت لايهيم بخودة
وان اظهرت شوقا اليّ وتدليها

لكن قلبي هام في سفر حبّها
وغاص الى الاعماق في قعر واديها

ليرعى زهيرات نمت في ودادها
ويجني ثمار الغرس رفقا بساقيها

هي الشمس في نصف النهار بهيّة
لكنها اوفي عهودا لراعيها

توفي العهود المبرمات وديعة
رحيم فؤادها الكرام اهاليها

هي الصورة الموحاة شكلا بما بها
واية للحسن تسبي معانيها

هي النور بل النور منها نابع
والخلق والاخلاق من ذا يدانيها

فليست لنا مقياس يحصي جمالها

وليست لها –كالنور- بالكون تشبيها
وقد يعجز القول لحصر صفاتها

والحبروالاوراق او مايضاهيها
فالشعر ليل قد تشقّر فجره
وتبر مزيج منهما صار يجليها

تدلت جديلات طال امتدادها
تلامس العجز الرديف ذوابيها

يشعّ سناءا حين يسطع نوره
تهادى من الشمس شعاعا يواجيها

اذا كان ضوء الشمس فيه تماوج
فامواج بحر داعب الريح عاليها

وهذي العيون الفاتنات بسحرها
كرشاشة الجندي الشجاع ترميها

رمتني سهاما صائبات بطرفها
اخرقت غشاء القلب آثارها فيها

وتلك العيون الناعسات قتلنني
وتحريك جفنيها الجروح يداويها

اجمل بها قدا رشيقا يزينها
جمال القوام الغضّ خصرا يدانيها

لها مبسم للشمس ان فاه مشابه
وللزهر بالبسمات رفقا سيغريها

اذا مابدت فالشمس خجلا تزاورت
والبدر يخبو فاقد النور خاليها

احببتها للروح اوفى حبيبة
والحب يملي القلب مني ويمليها

نبقى على الاخلاص نبني ودادنا
ونجني ثمار الحب خيرا و ترفيها


--------------------------------------------


شعرالمدح والفخر

شعر الفخر او شعر المدح هذا الفن الجاهلي الذي عبر كل البقرون ووصل الينا لايزال في موقعه فالدح الجاهلي والعصورالتي تلته كان في الحكام والمتنفذين ولا يزال فاغلب الشعراء قالوا المدح في العصر الحالي في مدح رؤساء وملوك الدول العربية رغم علمهم ان بعضا منهم لايستحق كل هذا المدح والاطراء الباذخ و النفاق المبرقع فقصائد المدح التي تقال في المهرجانات والاحتفالات اغلبها زائفة وطمح الشعراء نيل حضوة اوجاه اومال ازاءها فمثلهم كمثل شعراء العصور الاخرى بدءا من العصر الجاهلي وكل رئيس او خليفة او ملك اوامير اوقل رئبس دولة اتخذ من بعض الشعراءمداحين له ومطبلين

اما شعرالفخر فقد فخر الشعراء بابطال العروبة والمقاتلين في ساحات الوغي حتى الاستشهاد اولئك الذين ضحوا بارواحهم في سبيل كرامة وعزة الامة العربية وفخروا باوطانهم وعزتها عليهم والدفاع عنها بالنفس والمال والكلمة الصادقة ومن شعر الفخر هذه الابيات للشاعر العراقي عبد الرزاق عبد الواحد يفخر بها في وطنه الصبور الذي تكالبت عليه الدول الاكلة لتقيده وتأكل كل مافيه وتسحق اهله الصابرين وتمزق لحمتهم وتشرد الطيبين منهم يقول -
قالوا وظلَّ.. ولم تشعر به الإبلُ
يمشي، وحاديهِ يحدو.. وهويحتملُ
..
ومخرزُ الموتِ في جنبيه ينشتلُ
حتى أناخ َ ببابِ الدار إذوصلوا
وعندما أبصروا فيضَ الدما جَفلوا
صبرَ العراق صبورٌ أنت ياجملُ!
صبرَ العراق وفي جَنبيهِ مِخرزهُ
يغوصُحتى شغاف القلب ينسملُ
ما هدموا.. ما استفزوا من مَحارمهِ
ما أجرموا.. ماأبادوا فيه.. ما قتلوا
وطوقـُهم حولهُ.. يمشي مكابرةً
ومخرزُ الطوق في أحشائه يَغـِلُ
وصوتُ حاديه يحدوهُ على مَضضٍ
وجُرحُهُ هو أيضاً نازِفٌ خضلُ
ياصبر أيوب.. حتى صبرُه يصلُ
إلى حُدودٍ، وهذا الصبرُ لا يصلُ!
يا صبر أيوب، لاثوبٌ فنخلعُهُ
إن ضاق عنا.. ولا دارٌ فننتقلُ
لكنه وطنٌ، أدنى مكارمه
ياصبر أيوب، أنا فيه نكتملُ
وأنه غُرَّةُ الأوطان أجمعِها
فأين عن غلة الأوطان نرتحلُ؟!

أم أنهم أزمعوا ألا يُظلّلنا
في أرضنا نحن لا سفحٌ، ولا جبلُ

إلابيارق أمريكا وجحفلـُها
وهل لحرٍ على أمثالها قَبـَلُ؟

واضيعة الأرض إن ظلتشوامخُها
تهوي، ويعلو عليها الدونُ والسفلُ!

كانوا ثلاثين جيشاً، حولهم مددٌ
من معظم الأرض، حتى الجارُ والأهلُ

جميعهم حول أرضٍ حجمُ أصغرهِم
إلامروءتُها.. تندى لها المُقلُ!

وكان ما كان يا أيوبُ.. ما فعلتْ
مسعورة ً فيديار الناس ما فعلوا

ما خربت يد أقسى المجرمين يداً
ما خرّبت واستباحت هذه الدولُ

هذي التي المثل العليا على فمها
وعند كل امتحان تبصقُ المُثُلُ!

ياصبر أيوب، ماذا أنت فاعلهُ
إن كان خصمُكَ لا خوفٌ، ولا خجلُ؟

ولا حياءٌ، ولاماءٌ، ولا سِمةٌ
في وجهه.. وهو لا يقضي، ولا يكِلُ

أبعد هذا الذي قد خلفوهلنا
هذا الفناءُ.. وهذا الشاخصُ الجـَلـَلُ

هذا الخرابُ.. وهذا الضيقُ.. لقمتُنا
صارت زُعافاً، وحتى ماؤنا وشِلُ

هل بعده غير أن نبري أظافرنا
بريَ السكاكينِ إن ضاقت بنا الحيَلُ؟!

يا صبر أيوب.. إنا معشرٌ صُبًُرُ
ن نُغضي إلى حد ثوب الصبر ينبزلُ
لكننا حين يُستعدى على دمنا
وحين تُقطعُ عن أطفالناالسبلُ

نضجُّ، لا حي إلا اللهَ يعلمُ ما
قد يفعل الغيض فينا حين يشتعلُ!

يا سيدي.. يا عراق الأرض.. يا وطناً
تبقى بمرآهُ عينُ اللهِ تكتحلُ

لم تُشرق الشمسُ إلا من مشارقه
ولم تَغِب عنه إلا وهي تبتهلُ

ياأجملَ الأرضِ.. يا من في شواطئه
تغفو وتستيقظ الآبادُ والأزلُ

يا حافظاًلمسار الأرضِ دورته
وآمراً كفةَ الميزان تعتدلُ

مُذ كوّرت شعشعت فيهامسلّته
ودار دولابه، والأحرُفُ الرسلُ

حملن للكون مسرى أبجديّته
وعنه كلالذين استكبروا نقلوا!

يا سيدي.. أنت من يلوون شِعفتَه
ويخسأون، فلا والله،لن يصلوا

يضاعفون أسانا قدر ما قدِروا
وصبرُنا، والأسى، كل له أجلُ

والعالمُ اليومُ، هذا فوق خيبته
غافٍ، وهذا إلى أطماعه عَجِلُ

لكنهم،ما تمادوا في دنائتهم
وما لهم جوقةُ الأقزامِ تمتثل

لن يجرحوا منكِ يا بغدادأنمُلةً
ما دام ثديُك رضاعوه ما نَذلوا!

بغدادُ.. أهلُك رغم الجُرحِ،صبرهمو
صبرُ الكريم، وإن جاعوا، وإن ثـَكِلوا

قد يأكلون لفرط الجوعأنفسهم
لكنهم من قدور الغير ما أكلوا!
-----------------------
اما في الفخرو مدح شخصية الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وال بيته الاطهار فقد ابدع كثير من الشعراء قديما وحديثا وفخروا به نعم الفخار ومن شعر المدح والفخر النبوي الشريف
فهذا الشاعر وليد الاعظمي يقول :
عفوا رسول الله يانبراسنا
فلقد أصاب المسلمين تفرق
دب التناحر والتباغض بينهم
فتهاونوا في دينهم وتمزقوا
وتشعبت طرق الفسادفواحد
يرفوا الثيات لهم وألفت خرق
عجبا أيسكت ذو الفضيلةوالهدى
وأخو المفاسد بالخنا يتشدق
حال تسيء إلى الرسوودينه
وتعافها بدر ويأبى الخندق
أنا يا رسول الله أشدوباسمكم
فتصيخ آذان الزما ن وتطرق
وتهزها الله أكبرهزة لسماعها
ا يهوي الكفو رويصعق
أنا من شباب محمدوجنوده
وبغير هدي محمد لاأنطق
بايعت ربي أن أظل مجاهدا
وبغير حبل الله لا أتعلق
أنا مسلم بعقيدتي وبمنهجي
عهد علي مدى الحياة وموثق
أن لا أهادن كافرا أوظالما
عهدا ولو من أجل ذلك أشنق
واقول في مدح الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وافخر به في قصيدة في ذكرى ميلاده وقد قدمتها في احتفالية اقيمت في المسجد القريب من داري في الحي العصري في قضاء بلدر وز اقتطف منها هذه الابيا ت:

الله يغرس في الانسان عاطفة

منذ الطفولة في فهم وفي جهل


والناس صنفان صنف عاش في دعة

وصنف عاش في لهو وفي سفل


والمرء يظهر ما فاضت منابعه

في ساح فطرته البيضاء من خصل


فما احبوا من الاحوال او كرهوا

الا لما في نفوس الناس من علل


يا مالك الملك ما جاشت مشاعرنا

الا بما شئت من فرض ومن نفل


اذ يرتوي القلب ايمانا فيغمره

فيض المحبة والالالهام والامل


يرنو الى الله مزهوا به جللا

يرجوا تفضله في القبض والحلل


حتى تراى لفيض الوجد مصدره

حب الرسول وما فيه من النهل


ربي اليك فؤادي حين يغبطه

حب الرسول مواجيد بها جذلي


اني بحب المصطفى المختار في وله

ينازع النفس والاشجان في كلل


ما في الفؤاد وما في الروح من نفس

الا اليه وما نخشاه من وجل


نفسي جناب رسول الله يشغلها

شوقا –تناشده والخلق في شغل

يا سيدي يا رسول الله حبكموا

فرض علينا وما تراى له مقلي

فالقلب يخفق والامال واجفة

والشوق يكبر والايمان كالجبل

اني قصد تك بعد الله محتسبا

ياسيدي المصطفى شوقا على امل

ارجوا الشفاعة يوم الحشر مبتهلا

ان لا اله الا الله في الازل

مستشفعا برسول الله يدخلني

في جنة وسعت افنانها الملل

اذ ابتغي املا الروح تقصده

حشر مع المصطفى في جنة الظلل

روحي تطير اليها في جوانحها

عصفورة صعدت في الجو في عجل

في حضرة المصطفى المختار انشده

شعرا ينازعني والعين في همل

ان لامني بعض اصحابي على زلل

فما بحب رسول الله من زلل

----------------------
الوصف

العصر الحديث يمتاز بضموركثير من الاغراض الشعرية لدى اغلب الشعراء وعزوفهم عن النظم في اغراض كانت تعتبر من اهم الاغراض الشعرية كالوصف مثلا وان تكلف شاعر ونظم في وصف شيء معين كان نادرا وصفه رغم كثرة المواد الحديثة والامور الشائقة فهل قرأ ت ايها القاريء الكريم قصيدة في وصف الطبيعة وجمالها حديثا او وصف جهاز النت الحديث وما فيه من امورتخدم البشرية ومحاسن ومساويء او وصف هذه الامورالصناعية الحديثة بجمالها و كمالها وحسنها وتطورها او في اذاها للناس كصناعة الصواريخ واعتدة الحرب وغيرها فقد ابتعد الشعراء عن فنون كثيرة ومنها الوصف ومن شعر الوصف المعاصر هذه الابيات للشاعر المصري عزت المطيري
في وصف حبيبته يقول:-

في جيدها

عقد من النجوم

موكب

لرقصة الشهبْ

في ثغرها سفرجل

وموسم مؤجل

لسكر دنا

ولم يذبْ

في صدرها جسارة الرمان

نشوة الربيع

في سواحل العنب

في زندها أساور

من نرجس السحب

في كفها نمارق

زوارق وردية المجداف

تنتهي لشاطئ

لا ينتهي ... إلا كما بدا

في لحظها ابتسامة الرشأ

في مائها الظمأ

في ريقها شهد وبلسم

لكل ما يهذي به المحب

كل ما يشتاقه، من حلمه الممتد

طول ليله الأثيل

حينما امتلأ

بأغنيات عن حدائق المدى المعلقات

عند بابل الندى

وقصة الهداهد التي نامت

على أسرة النسيم

في سبأ

ولم تبح بسرها

ولم تذع نبأ

في مشيها نعومة الهديل

من يمامة يلفها الطربْ !!

في خطوها غزالة تميس

فوق عشية الأصيل

تقتفي آثار سوسن هربْ

تبّت يدا البنت التي

أغرقت فتى

فغاب ثم ذاب

ثم لم يتب

عن حتفه

ولم يكن سوى غمامة

تقطر الأعناب في سهولها

وترسل العذاب هادرا

إلى سهوله

وترشق التعب

لم يغن عنه عشقه

ولا البروق يصطلي بنارها

ولا بريق فضة الروح

ولا زمرد الضلوع

عندما تضيء كاللهبْ

ولا القصائد الذهب

أضاع عمره سدى

وباء بالخسران مرة

ومرة

وما كسبْ !!!

--------------------------
الرثاء


الرثاء من الفنون الشعرية القديمة التي استمرت عبرالعصور وفي هذا العصر المعاصر ا و قل الحديث والمعاصر تغيربعض جوانب هذا الفن فاصبح بدل البكاء والنواح والحنين على شخص ما اصبح الرثاء يبكي شهداء الامة العربية ويرفع من مكانتهم الى ارقى درجاتها العالية واختلف تعبير اليوم عن تعبير الامس لدى بعض الشعراء المعاصرين وبقي على حاله لدي البعض منهم
وراح كل شاعر ينشد رثاءه وما يحس به اتجاه هذا المتوفي اوذاك بما يختلج في اعماق قلبه من احساسيس ومشاعر يراها الافضل في اسلوبه الخاص وطبيعة هذه الاساليب وفقا لما اوجد من معا ييرابتدعها شعراء المعاصرة والحداثة او بمعنى اخر وفقا لما حفروا من أنهار القول الشعري بخيال التجربة الجديدة ، فأنشأوا مدائن الشعر المفارقِ صورةَ التقديس المبالغ فيه للتجارب السابقة. ومن أولئك الشاعر محمد علي شمس الدين الذي قرأ وداع أمه قراءة مشعرنة ، فكتب في ديوان المراثي المعاصرة قصيدة تعد أنموذجاً في سموّ الرؤيا والتشكيل.أعني قصيدته ( الفراشة) التي تضاهى فيها روح أمه بفراشة بيضاء في غرفته بعد أن أهال آخر حفنة فوق التراب من التراب.
(فراشة) شمس الدين تُخرج الشاعر من رؤية حزنه العادي المألوف إلى رؤيا ذات فضاء صوفي يتجاوز به المعنى الأفقي للموت ، بتمثلات وتقنيات شعرية تقيم ألفةً ما ، مع الموت ،
وتجارب الشعراء المعاصرين مع الموت تشف عن معاناة إبداعية تعيد تشكيل اللحظة. و قد يكون الشعر بالنسبة للإنسان السعيد ترفاً ذهنياً محضاً، غير أنه بالنسبة للمحزون وسيلة حياة جدبدة مابعد الموت اوجدها شعراء المقاومة في فلسطين في قصائدهم
ثمة مقاربة أخرى للرثاء جديدة ، ولعل فراشة شمس الدين تعبر عن تفاصيل أخرى خاصة ، في حميمية العلاقة بين الابن وأمه واسترجاع صورتها غير النمطية وتناصّ تسميتها المتماهية في صورة روحانية تضفي على النص بهاءً ، يفضي إلى طمأنينةِ واشراق يقول الشاعر محمد علي شمس الدين\
=
رأيتُ ثمة وجه أمّي ،

ويقال إن الله سمّاها على اسم الرحمة الأولى ،

فآمنةُ التي مثل الحمامة لم يشُبْها السوءُ ،

مازالت الأسماء رحمتها ،

وتسحب في مدار الشمس رايتها العظيمة،

فالسلام على التي ولدت محمد
( وهو نور النور) ،
واغتسلت ضحًى بالماء ،

فانبعثت على الأشياء صورتها البهي

ورأيت رؤيا:

في الليل ،

في الحلَك العظيم ،

وبعدما ألقيتُ آخرَ حفنةٍ ،

فوق التراب من الترابِ ،

ولم يعد في القبر غير جمالها العاري ،

رأيت فراشةً في الضوء تخفقُ ،

فاتّبعتُ جناحها بين القبور ،

وعدتُ نحو البيتِ ،

كي أجد السرير ،

سريرها الملكي، مرتجفاً ، وتغمره الدموع ،

وأنّ فراشةً حطّت هناك على السرير ،

كنقطةٍ بيضاء في الحلك العظيم ،

سألت نفسي:
هل رأيتَ؟ وهل سمعتَ؟

وهل تعود لكي تراني؟

وسألت نفسي:

أين تذهب روحها البيضاءُ؟

كيف ومن سيؤويها إذا ما أقفلَ الحفّار حفرتَها

و(( رنَّ المعولُ الحجريُّ )) في هذا الفراغ الجوهريّ من الزمان؟

ومددتُ كفّي…

نقطة الضوء الفراشة لم تخَفْ،

وأخاف، لكنْ..

ليس بَرداً ما يصيب أصابعي،

وأخاف ، لكنْ ، ليس حُمّى…

فجمالُها المُضني على الأسلاكِ ،

شرّدَني ،

وقد أبصرتُ رؤيا:

في الليلِ ،

في الحلَك العظيمِ ،

وعند تشابك الأحياء بالموتى ،

وولولة السماءِ ،

-----------

ومن قصائدي في هذا المجال هذه القصيدة في ذكرى استشهاد الضابط رعد طه الحجية الكيلاني :

من فوق جفون الشمس

على جبل النور الازلي

وقف شامخا كالعملاق

شامخا كالطود

مقطب الجبين

غضب غضب

تنبعث منه انوار عجيبة

يتلالا في عينيه ضياء مهيب

يمتطي صهوة جواد اصيل يحد ق في قوة الصمود

يرنو الى الافق البعيد

الى محراب صلاتي

ا لى ارض بلادي

واشجار نخيل باسقة

من سعفات النخيل المتطاولة الاعناق

من دم الشهداء الابرار

من نور الشمس ا لعروية

ودجى ليل الاعداء

صنعنا ثوب زفافه

ضمخناه بالعطر واريج البرتقال

ارتداه يوم زفافه

محمولا على الاكف

رافلا بالثوب

براية الحرية

حملوك نعشا فوق رؤوسهم

فخرا ---

وحملتك مفتدى

نسرا ابيا ماجدا

--------------------------------
1 –رايةالحرية-تعني العلم العراقي الذي يلف فيه جثمان كل شهيد تقديرا واحتراما لقدسيته


*******************************************




ا لفصل السادس

شعراء معاصرون


الشعراء في هذا العصر كثير ون ففي كل قطر عربي يوجد عدد غير قليل من الشعراء وحكومة كل قطر احتضنت بعض شعرائها وهيأ ت لهم اسباب النجاح والابداع
ومن ا لشعراء المعاصرين اخترت من امتازت شاعريتهم بالخضرمة بين العصرالحديث والمعاصر واجا دوا وابدعوا في اقصائدهم فمنهم من قضى نحبه بعد الستينات وحتى الان ومنهم من ينتظر أي لايزال على قيد الحياة واعتذر حيث شعراؤنا كثير بفضل الله تعالىوعسى ان وفقت في حسن الاختيار-


***********************************


محمد مهدي الجواهري


ولد الشاعرمحمد مهدي الجواهري في النجف في السادس والعشرين من تموز عام1899\م ،والنجف مركز ديني وأدبي ، وللشعر فيها أسواق تتمثل في مجالسها ومحافلها ، وكان أبوه عبد الحسين عالماً من علماء النجف ، أراد لابنه الذي بدت عليه علائم الذكاءوالمقدرة على الحفظ أن يكون عالماً، لذلك ألبسه عباءة العلماء وعمامتهم وهو في سن العا شرة.
تحدّر من أسرة نجفية محافظة عريقة في العلم والأدب والشعر تُعرف بآل الجواهر ، نسبة إلى أحد أجداد الأسرة والذي يدعى الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر ،والذي ألّف كتاباً في الفقه واسماه (جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام ( . وكان لهذه الأسرة ، كما لباقي الأسر الكبيرة في النجف مجلس عامر بالأدب والأدباء يرتاده كبار الشخصيات الأدبية والعلمية . وقد قرأ القرآن الكريم وهو في هذه السن المبكرة وتم له ذلك بين أقرباء والده وأصدقائه، ثم أرسله والده إلى مُدرّسين كبار ليعلموه الكتابة والقراءة، فأخذ عن شيوخه النحو والصرف والبلاغة والفقه وماإلى ذلك مما هو معروف في منهج الدراسة آنذاك . وخطط له والده وآخرون أن يحفظ في كل يوم خطبة من نهج البلاغة وقصيدة من ديوان المتنبي ليبدأ الفتى بالحفظ طوال نهاره منتظراً ساعة الامتحان بفارغ الصبر ، وبعد أن ينجح في الامتحان يسمح له بالخروجفيشعر انه خُلق من جديد ، وفي المساء يصاحب والده إلى مجالس الكبار .

أظهرميلاً منذ الطفولة إلى الأدب فأخذ يقرأ في كتاب البيان والتبيين ومقدمة ابن خلدون ودواوين الشعر ، ونظم الشعر في سن مبكرة ، متأثراً ببيئته ، واستجابة لموهبة كامنة فيه و كان أبوه يرغب ان يكون عالماً لا شاعراً ، لكن ميله للشعر غلب عليه . وفي سنه \ 1917، توفي والده وبعد أن انقضت أيام الحزن عاد الشاب إلى دروسه وأضاف إليها درسالبيان والمنطق والفلسفة.. وقرأ كل شعر جديد سواء أكان عربياً أم مترجماً عن الغرب .

وكان في أول حياته يرتدي العمامة لباس رجال الدين لأنه نشأ نشأةً دينيه محافظة ، واشترك بسب ذلك في ثورة العشرين عام\ 1920\م ضد السلطات البريطانية معمما ، ثم اشتغل مدة قصيرة في بلاط الملك فيصل الأول عندما تُوج ملكاً على العراق وكان لا يزال يرتدي العمامة ، ثم ترك العمامة كما ترك الاشتغال في البلاط الملكي وراح يعمل بالصحافة بعد أن غادر النجف إلى بغداد ، فأصدر مجموعة من الصحف منها جريدة ( الفرات ) وجريدة ( الانقلاب ) ثم جريدة ( الرأي العام ) وانتخب عدة مرات رئيساً لاتحاد الأدباء العراقي وانه لم يبق من شعره الأول شيء يُذكر، وأول قصيدة له كانت قد نشرت في شهر كانون الثاني عام\ 1921 ، وأخذ يوالي النشربعدها في مختلف الصحف والمجلات العراقية والعربية .

نشر أول مجموعة له باسم ( حلبة الأدب )عارض فيها عدداً من الشعراء القدامى والمعاصرين .

ترك النجف عام \1927 بعد تعيينه معلماً على الملاكالابتدائي في الكاظميةوكان يطمح ان يعين مدرسا على الملاك الثانوي .

أصدر في عام \1928 ديواناً أسماه ( بين الشعوروالعاطفة ) نشر فيه ما استجد من شعره .

استقال من البلاط سنة\ 1930 ،ليصدر جريدته (الفرات) ، ، ثم ألغت الحكومة امتيازها بعد اصدار العدد العشرين منها فآلمه ذلك كثيراً ، وحاول أن يعيد إصدارها ولكن بدون جدوى ، فبقي بدون عمل إلى أن عُيِّنَ معلماً في أواخر سنة \1931 في مدرسة المأمونية ، ثم نقل الى ديوان الوزارةرئيساً لديوان التحرير .

في عام\1935 أصدر ديوانه الثاني بإسم ( ديوان الجواهري(.

في أواخر عام\ 1936 أصدر جريدة (الانقلاب) إثر الانقلاب العسكري الذي قاده بكر صدقي .وقد أحس با نحراف حكومة الانقلاب عن أهدافه التي أعلن عنهافبدأ يعارض سياسة الحكم فيما ينشر في هذه الجريدة ، فحكم عليه بالسجن ثلاثة أشهروبإيقاف الجريدة عن الصدور, بعد سقوط حكومة الانقلاب غير اسم لجريدة إلى (الرأي العام) ، ولم يتح لها مواصلة الصدور ، فعطلت أكثر من مرة بسببما كان يكتب فيها من مقالات ناقدة للسياسات المتعاقبة .

لما قامت حركةمارس \1941 أيّدها وبعد فشلها غادر العراق مع من غادر إلى إيران ، ثم عاد إلى العراقفي العام نفسه ليستأنف إصدار جريدته

في عام\ 1944 شارك فيمهرجان أبي العلاء المعري في دمشق . أصدر في عامي\ 1949 و 1950 الجزءالأول والثاني من ديوانه في طبعة جديدة ضم فيها قصائده التي نظمها في الأربعينات والتي برز فيها شاعراً كبيراً .

شارك في عام\ 1950 في المؤتمر الثقافي للجامعة العربية الذي عُقد في الاسكندرية .

انتخب رئيساً لاتحاد الأدباءالعراقيين ونقيباً للصحفيين .

واجه مضايقات مختلفة فغادر العراق عام\ 1961إلى لبنان ومن هناك سافر الى اوربا ل ليستقر في براغ ضيفاً على اتحاد الأدباء التشيكوسلوفاكيين .

أقام في براغ سبع سنوات ، وصدر له فيها في عام 1965 ديوان جديد سمّاه ) بريد الغربة(

عاد إلى العراق في عام \1968 وخصصت له حكومة الثورةراتباً تقاعدياً .

في عام\ 1969 صدر له في بغداد ديوان (بريد العودة( .

في عام \1971 أصدرت له وزارة الإعلام ديوان ) أيها الأرق) .وفي العام نفسه رأس الوفد العراقي الذي مثّل العراق في مؤتمر الأدباءالعرب الثامن المنعقد في دمشق . وفي العام نفسه أصدرت له وزارة الإعلام ديوان) خلجات ( .

في عام\1973 رأس الوفد العراقي إلى مؤتمر الأدباء العرب التاسع الذي عقد في تونس .

بلدان عديدة فتحت أبوابها للجواهري مثل مصر، المغرب،والأردن ، وهذا دليل على مدى الاحترام الذي حظي به ولكنه اختار دمشق واستقر فيهاواطمأن إليها واستراح

كرمه الرئيس السوري حافظ الأسد بمنحه أعلى وسام في البلاد بعد القاء قصيدته دمشق وان قصيدة الشاعر الجواهري (دمشق جبهة المجد ) اشراقة جديدة في الشعر العربي الحديث

يتصف أسلوب الجواهري بالصدق في التعبير والقوة في البيان والحرارة في الإحساس الملتحم بالصور الهادرة كالتيار في النفس ، ولكنه يبدو من خلال أفكاره متشائماً حزيناً من الحياة تغلف شعره مسحة من الكآبة والإحساس القاتم الحزين مع نفسية معقدة تنظر إلى كل أمر نظر الفيلسوف الناقد الذي لايرضيه شيء.

وتوفي الجواهري في السابع والعشرين من تموز \ 1997، ورحل بعد أن تمرد وتحدى الزمن والطغاة الظالمين ودخل معارك كبرى وخاض غمرتها واكتوى بنيرانها فكان بحق شاهد العصر الذي لم يجامل ولم يحاب أحداً . , ولم يرضخ لاحد فكان نارا فوق علم وان الجواهري لهو متنبي العصر الحديث لتشابه اسلوبه باسلوبه وقوة قصيد ه ومتانة شعره
ومن دواعي الصدف ان الجواهري ولد وتوفي في نفس الشهر، وكان الفارق يوماًواحداً مابين عيد ميلاده ووفاته. فقد ولد في السادس والعشرين من تموز عام \1899وتوفي في السابع والعشرين من تموز\1997
ومن قصائده هذ ه الابيات -


أرح ركابكَ من أيـنٍ ومن عثَرِ
كفاك جيلانِ محمولاً على خـطر ِ

كفاك موحشُ درب ٍرحت تَقطعهُ

كأنَّ مغـبرَّة لـيل بلا سحَرِ

ويا أخاالطير في ورْد ٍ وفي صَدَرٍ

في كلَّ يومٍ له عـُشٌ عـلى شجرِ

عريانَ يحمل مِنقاراً وأجـنحةً
أخـفَّ ما لمَّ مـن زادٍ أخو سَفَرِ

بحسبِ نَفسَكَ ما تعيا النفوسُ به
من فرط منطلق ٍ أو فرط منحدر

أناشدٌ أنتحتفاً صنعَ منتحرِ
أم شابكٌ أنت , مغتراً, يدَ القدر

خفـَّضْ جَناحيكَ لا تهزأ بعاصفةٍ
طوى لها النسر كشحيه فلم يطر ِ

ألفى له عِبرةً في جؤجؤٍ خضبٍ
من غيره, وجَـناحٍ منه منكسِر ِ

ياسامرَالحي بي شوقٌ يرمِضٌني
إلى الَّلداتِ, إلى النجوى إلى السمَرِ

ياسامرالحي بي داءٌ من الضجَرِ
عاصاه حتى رنـيـنُ الكـأس والوترِ

لا أدَّعي سهرَ العشاق يشبعَهُم
ياسامرَ الحي بي جْـوع إلى السهَرِ

ياسامرالحي حتى الهم من دأبٍ
علـيه آب إلى ضربٍ من الخدَرِ

ياسامرالحي انَّ الدهرَ ذو عجبٍ
أعيت مذاهبه الجلىٌ على الفِكَرِ

كأنَ نـعماءه حبلى بأبؤسهِ
من ساعةِ الصفو تأتي ساعة الكـَدَرِ

تـندسُ في النـَّـشوات الحُمسِ عائذَةً
هذي فـُتـدركها الأخرى على الأثَرِ

ينَغٌص العَيش إنٌ المَوت يدرِكهُ
فنحن من ذين ِ بين الناب والظفرِ

والعمرُكالليل نـحييه مغالطة
يـُشكى من الطول أو يشكي من القِصَرِ

وياملاعــبَ أترابـي بمنعَطَفٍ
من الفرات إلى كوفـانَ فالجِزُرِ

فالجسرُ عن جانبيه خفقُ أشرِعةٍ
رفـّافةٍ في أعالي الجو كالطررِ

إلى (الخورنق) باق في مساحبهِ
من أبن ماء السما ماجرٌ من أثرِ

تلكم (شقائقه) لــم تــأل ناشرةً
نوافج المسك فضـّتها يدُ المَطَرِ

بيضاءَحمراءَ أسراباً يموجُ بها
ريشُ الطواويس أو مـَوْشـية الحَبَرِ

للآن َيـُطرب سمعـي في شواطئه
صدحُ الحمـام وثغيُ الشـاة والبقر

والرملة ُالدمثُ في ضوءٍ من القَمَرِ
والمدرجُ السَمحُ بين السـُوح والحُجَرِ

يا أهنأالساع في دنـياي أجمَعُها
إذا عددتُ الهنيء الحلوَ من عُمري

تصوبـَّي من علٍ حتـى إذا إنحَدَرتْ
بي الحتـُوفُ لذاك الرمل فانحَدري

تـُمحى الغضارات في الدنيا سوى شفق
من الطفولة عـذبٍ مثلها غضَرِ

وتـُستطارطيوفُ الذكرياتِ سوى
طيفٍ من المهد حتى الـلحد مُدٌكَرِ

في(جنـَّـةالخلد) طافت بي على الكـبر
رؤيا شبابٍ وأحلام ٍ مـن الصِغَرِ

مجنـَّـحاتُ أحاسـيـس ٍ وأخلية
مثل الفراشات في حقل الصـِباالنضِـر

أصطادهنّ بزعمي وهي لي شركٍ
يصطادُني بالسنا واللطـِف والخفَرِ

أقتادهـُنَّ إلى حربٍ على الضجر
فيصْطلن على حربي مع الضجر



----------------------------
















الشاعر وليد الاعظمي


هو وليدعبد الكريم ابراهيم مهدي العبيدي الأعظمي ولد في بغداد الاعظمية سنة\ 1930
درس في مدرسة الاعظمية الابتدائية الاولى، وتعلم قراءة القرآن الكريم على يد الملا عميدالكردي في الاعظمية..وتربى في جامع الامام الاعظم ، وكان يحضر مجالس العلماء منهم لعلامة الشيخ قاسم القيسي (مفتي بغداد) والعلامة د.تقي الدين الهلالي والعلامة محمد القزلجي والعلامة الشيخ عبد القادر الخطيب والعلامة الحاج حمدي الاعظمي والعلامة الشيخ امجد الزهاوي..وغيرهم.

وقدانتسب الى جمعية الاخوة الاسلامية عام\1950م وكذلك درس الخط العربي والزخرفة الاسلامية في معهد الفنون الجميلة ببغداد وتخرج منه..وقد نال اجازة في الخط العربيمن عدد من العلماء والمشايخ.
بدأ ينظم الشعر في طفولته وصباه، وساعده حفظه لكثير من الشعر العربيالقديم والحديث وتوجيهات خاله السيد مولود الصالح والاستاذ محمود يوسف المدرس المصري الجنسية

وقد ذاع صيته وانتشرت قصائده في العراق وبقية الدول العربية وخاصة المجاورة منها مثل الكويت والسعودية وسوريا والاردن وكذلك في فلسطين ومصر والجزائر والامارات واليمن وايران.

وقد نشر العديد من قصائده ومقالاته وبحوثه في النقد الادبي واللغة والتاريخ والفن في عدد من المجلات مثل مجلة الوعي الاسلامي الكويتية ومجلة المجتمع ببيروت ومجلة المجمع العلمي العراقي ومجلة الرسالة الاسلامية ومجلة التربية الاسلامية ببغدا د

شعره يمتاز بقوة السبك وقوة البلاغة وسلاسة الاسلوب وشعره من الدرجة الاولى وله مكانة طيبة بين قصائد شعر العمود في العربية ففي شعره كلمات شفافة وازاهير فواحة وسبحات ملائكية وتحليقات انسانية وامال عريضة وعزم صادق فهو شاعر ثائر ضد كل النزعات غير الاسلامية وغيرالعربية و يتسم شعره بالايمان الثابت

وقد تعرفت عليه من خلال زياراتي الى بغداد ومشاركاتي في احتفالات المولد النبوي الشريف التي كانت ولا زالت تقام في بغداد في منطقة الاعظمية في مسجد الامام الاعظم والساحات المجاورة له - واذكر حالة على سبيل المثال ايام الستينات ايام حكم الزعيم عبد الكريم قاسم- هي اننا ذهبنا في سيارات من بلد روز الى بغداد يوم الاحتفال بعيد المولد النبوي عصرا ولما وصلنا مع صلاة المغرب وجدنا مسجد الامام الاعظم وباحته و الشوارع والساحات مليئة بالمواطنين القادمين من شتى محافظات العراق لاحياء هذه الليلة المباركة وقد نصبت منصة للخطابة في ساحة المسجد وعندما ابتداء الاحتفال وبدء القاء الخطب والقصا ئد بهذه المناسبة وجاء دور الشاعر وليد الاعظمي ليلقي قصائده حيث القى قصيدته ( يا هذه الدنيا ) صفق له الجمهور كثيرا ولما وصل الى البيت التالي:-

ياهذه الدنيا اصيخي واشهدي
انا بغير محمد لا نقتدي

فقد تحول الاحتفال الى مهرجان كبير وضج الناس بالتكبير والتهليل مشفوعا بزغاريد النسوة الحاضرات وبعد انهاء قصيدته تقدمت اليه بصعوبة من شدة الزحام وقبلته مهنئا بقصيدته وانها من روائع الشعر العربي وعرفته بنفسي وبعد تعارفنا بقينا صديقين حتى وافته المنية وقد انتشرت ابيات هذه القصيدة انتشار الشذى والمسك بين الشباب المسلم المؤمن وحفظوا بعض ابياتها عن ظهر غيب واخذوا يترنمون بها في كل مكان واصبحت تجدها كل جدار لافتتة كبيرة على مدى السنين الطوال ولا زال البيت المذكور يكتب بحروف من نور في ذكرى المولد النبوي الشريف كل عام

توفي في بغداد عام\ 2004 ومن قصائده قوله :–

في كل مؤتمـر تبدو مبـادرة
فيها لشبابنا الأبطـال تخـذيل

يقررون ويحتجـون لاهـية
قلوبهـم فـهي أدوار وتمـثيل

لا ينبسون بحرف فيه بارقـة
من الصمود ليستقوي بها الجيل

يهرولون ليرضى "بوش" سيدهم
عنهم ويشكرهـم موشي ورابيل

ولا ترد أذى أعدائنـا صـور
ولا ترد الصـواريخ التمـاثيل

هم الأسـود على أبناء أمتهـم
وعند شـارون أقـزام مهازيل


------------------------------











الشاعرة نا زك الملائكة



ولدت في بغداد في عام 1922 في بيئة ثقافية وتخرجت من دار المعلمين العالية عام 1944. دخلت معهد الفنون الجميلة وتخرجت من قسم الموسيقى عام 1949، وفي عام 1959 حصلت على شهادة ماجستير في الأدب المقارن من جامعة وسكنسن في أمريكا وعينت أستاذة في جامعة بغدادوجامعة البصرة ثم جامعة الكويت. عاشت في القاهرة منذ 1990 في عزلة اختيارية وتوفيت بها عام2007 عن عمر يناهز 85 عاما] بسبب إصابتها بهبوط حاد في الدورة الدموية و دفنت في مقبرة خاصة للعائلة غرب القاهرة

يعتقد الكثيرون أن نازك الملائكة هي أول من كتبت الشعر الحر في عام 1947 ويعتبر البعض قصيدتها المسماة الكوليرا من أوائل الشعر الحر في الأدب العربي، ولكن في الطبعة الخامسة من كتابها قضايا الشعر المعاصر تراجعت نازك الملائكة عن كون العراق هو مصدر الشعر الحر، وأقرت بأن قصيدتها الكوليرا (1947) لم تكن الشعر الحر الأول بل هنالك من سبقها بذلك منذ عام 1932. وقد بدات الملائكة في كتابة الشعر الحر في فترة زمينة مقاربة جدا للشاعر بدر شاكر السياب.
ولدت نازك الملائكة في بغداد لأسرة مثقفة ، حيث كانت والدتها سلمى عبد الرزاق شاعرة تنشر الشعر في المجلات والصحف العراقية باسم أدبي هو "أم نزار الملائكة" أما أبوها صادق الملائكة فله عدة مؤلفات أهمها موسوعة (دائرة معارف الناس) في عشرين مجلدا. و قد اختار والدها اسم نازك تيمنا بالثائرة السورية نازك العابد، التي قادت الثوار السورين في مواجهة جيش الاحتلال الفرنسي في العام الذي ولدت فيه الشاعرة. درست نازك الملائكة اللغة العربية و تخرجت عام 1944 م ثم انتقلت إلى دراسة الموسيقى ثم درست اللغات اللاتينية و الإنجليزية و الفرنسية في الولايات المتحدة الأمريكية. ثم انتقلت للتدريس في جامعة بغداد ثم جامعة البصرة ثم جامعة الكويت. وانتقلت للعيش في بيروت لمدة عام واحد ثم سافرت عام 1990 على خلفية حرب الخليج الثانية إلى القاهرة

حصلت نازك على جائزة البابطين عام 1996.كما أقامت دار الأوبرا المصرية احتفالا لتكريمها بمناسبة مرور نصف قرن على انطلاقة الشعر الحر في الوطن العربي و الذي لم تحضره بسبب المرض و حضر عوضاً عنها زوجها الدكتور عبد الهادي محبوبة. ولها ابن واحد هو البراق عبد الهادي محبوبة.

توفيت في القاهرة صيف عام 2007م

عائلة نازك سميت بالملائكة او اتتها تسمية الملائكة لاءنها تستحق هذه التسمية فالمعروف عن العراقيين انهم حادوا الطبع عاطفيون سريعوا الغضب اذا ما اوذوا او احسوا بامر يزعجهم الا ان هذه العائلة الهمها الله تعالى الهدوء في كل امورهم فكاءنهم الملائكة وخاصة انهم يعيشون بحي من احياء بغداد الراقية التي تتطب الهدوء والسكون فغلب عليهم الطبع ولهدوء افراد عائلتهم اسموهم الجيران بالملائكة وذهبت عليهم هذه التسمية فكل فرد منها هو ابن الملائكة ونازك بنت الملائكة اوهكذا سميت.

تجيد من اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية واللاتينية ، بالإضافة إلىاللغة العربية ، وتحمل شهادة الليسانس باللغة العربية من كلية التربية ببغداد ،والماجستير في الأدب المقارن من جامعة وسكونس في أميركا .
ونازك ليست شاعرة فقد بل شاعرة وكاتبة اديبة و ناقدة
وتدل على ذلك إنها جمعت بين نوعين من النقد، نقد النقاد ونقد الشعراء أو النقد الذييكتبه الشعراء، فهي تمارس النقد بصفتها ناقدة متخصصة. فهي استاذة جامعية لهامكانتها في الوسط الاكاديمي ، وهي فنانة - كما يقال - في فن القاء المحاضرةالأكاديمية في النقد ، وانها تمارس نقد الشعر بصفتها مبدعة منطلقة من موقع إبداعي وخصوصا الشعر الحديث لأنها شاعرة لامعة في الشعر الحديث ترى الشعر بعداً فنياً حراًلا يعرف الحدود أو القيود. ولقد توالتالنكسات والالام على نازك على امتداد السنوات الاخيرة ، واصيبت بامراض عدة

نازك شاعرة ليست كالجميع .. لقد قمت باعادة دراستها من جديدلأكثر من مرة وانا اقرأ شعرها الذي يترجم صورا حقيقية عما يعتمل في دواخلهاواعماقها .. نازك تترجم صورة حقيقية عن الذات والواقع . ويبدو لي انها برعتبراعة لا تضاهى ابدا في ان تعلن للملأ عن الذات المنطوية التي تختزنها منذ طفولتهاالمبكرة ، وايضا عن الوحشة والاغتراب الذي تحس به الذات العراقية الاكبر .. لقدتوقعت ان اعصارا من دم عاصف سيطغى وان ثمة شظايا ورماد تتحدى ركود واقع مليءبالتناقضات الحادة . لقد اكتشفت نازك ان حياتها سكون وان ظلامها بريق في همس العدموصراخ الوجود .. فتنادي باعلى صوتها : النجاة .. النجاة من ذاك الشعور العميق ! وزادها من الانطواء قنوط لا حدود او شواطىء له فلقد صنع الاحباط فيها ما فعل ، فكلما حولها اموات لم يدفنوا في مكان اسمته وادي العبيد الذي ترفضه ولا تريد العيش فيه ! فكل ما فيه جثث مقيدة ترسف بالاغلال ازاء تماثيل لا تفارقها العيون . لكنها برغمكل ذلك فهي لا تكف عنهم ابدا اذ تسمعهم نشيدها العذب ولكنهم يغطون في نوم عميق ولميزل مجلسها على تلها الرملي يصغي الى اناشيد امها ولم تزل طفلةً سوى انها قد زادتجهلاً بكنه عمرها ونفسها. وليتها لم تزل كما كانت قلباً ليس فيه الا السنا والنقاءوكل يوم تبني حياتها احلاماً وتنسى اذا اتاها المساء. ايه تل الرمال ماذا ترى ابقيتلها من مدرسة الاحلام . انظر الآن هل ترى في حياتها لمحة غير نشوة الحياة او الوجود . وأجد نازك هنا وكأنهاتريد التعبير في نصوصها عن خفايا حقيقية ستتحقق لاحقا في قابل الزمن .. خصوصا فيالذي يكمن في نصوص شعرية رائعة كتبتها ، في قصائدها مثل انا ، و مأساة الحيياة" عاشقة الليل " و " الكوليرا " و " مرثية يوم تافه " و " انشودة السلام " و " صلاةالاشباح " و " غرباء " وغيرها من القصائد التي تترجم واقعا عصيبا محشواً بالاحداثاالصعبة المصحوبة بالحزن ومرارة الحياة القاسية! ونستشف من خلالها على سمة حزن عميق مصحوب بالم يستمر خلال الايام والسنين. ولها عدة دوواين شعرية نشرتها هي -

- عاشقة الليل صدر عام 1947.

- شظايا ورماد صدر عام 1949 .

- قرارة الموجة صدر عام 1957 .

- شجرة القمر صدر عام 1965 .

- مأساة الحياة وأغنية للإنسانصدر عام 1977 .

- للصلاة والثورة صدر عام 1978 .

ثم جمعت هذه الدواوين وطبعت باسم الاعمال الكاملة بمجلدين
والمتتبع لامور نازك الملائكة يستشف انها شاعرة وناقدة فذة متمكنة ومثقفة ثقافة فقد جمعت اضافة الى الشعر بين نوعين من النقد، نقد النقاد ونقد الشعراء أو النقد الذييكتبه الشعراء، اى النقد ونقد الشعر فهي تمارس النقد بصفتها ناقدة متخصصة. فهي استاذة جامعية لها مكانتها في الوسط الاكاديمي ، وهي فنانة - كما يقال - في فن القاء المحاضرةالأكاديمية في النقد ، وانها تمارس نقد الشعر بصفتها مبدعة منطلقة من موقع إبداعي وخصوصا الشعر الحديث لأنها شاعرة لامعة في الشعر الحديث ترى الشعر بعداً فنياً حراًلا يعرف الحدود أو القيود. . ولقد توالت النكسات والالام على نازك على امتداد السنوات الاخيرة ، واصيبت بامراض عدة وغادرتالعراق ولم ترجع اليه
نازك شاعرة ليست كالجميع .. لقد قمت باعادة دراستها من جديدلأكثر من مرة وانا اقرأ شعرها الذي يترجم صورا حقيقية عما يعتمل في دواخلهاواعماقها .. ان نازك تمثل صورة حقيقية عن الذات والواقع . ويبدو لي انها برعت براعة لا تضاهى ابدا في ان تعلن للملأ عن الذات المنطوية التي تختزنها منذ طفولتهاالمبكرة ، وايضا عن الوحشة والاغتراب الذي تحس به الذات العراقية الاكبر .. لقد توقعت ان اعصارا من دم عاصف سيطغى وان ثمة شظايا ورماد
تضمّنت قصائدها حالة من التّبرّم المتّسمة بظاهرة الحزن، وهي ظاهرة إنسانيّة خالصة عمّقتها ظروف الحياة المعاصرة، فباتت هذه الظّاهرة علامة فارقة للشّعر العربيّ المعاصر، وقد تعاملت معها نازك الملائكة تعاملاً وجوديّاً خالصاً انطلاقاً من وعيها الشّعريّ ومن إحساسها المرهف بالوجع الإنسانيّ.

لقد انسكب الحزن في داخل نازك الملائكة كانسكاب السّائل في الدّورق الشّفيف، فحينما نقرأ شعر نازك الملائكة نبصر هذا الحزن في داخلها المرسوم عبر الكلمات، وكأنّنا أمام مواجهة بين الذّات والموضوع، بل أمام تفاعل خلاّق، تفاعُل تبادل فيه الطّرفان الأدوار، حيث يجسّد الحزن في هاته الحالة نوعاً من مواجهة الذّات، وهو في الآن ذاته موقف شعريّ من الوجود والموجودات، يُفعّل عندما تبدو حدّة المفارقات بين ما تتغيّا الذّات وما تصل إليه.

ان الدارس لشعر نازك يلاحظ في شعر ها إبداعاً مفعماً بالتّجارب الشّعوريّة المليئة بالحزن الشّفيف الذي جاء على شكل صور متراكمة متضامّة تجلّت من خلال بناء اللّغة الشّعريّة: مفردةً وجملةً وسياقاً، كما تجلّت عبر الأساليب البلاغيّة، و الإيقاع الشّعريّ بنوعيه الدّاخليّ والخارجيّ... فمن يقرأ شعرها يحسّ بإيقاع الكلمات وكأنّه يستمع إلى أزيز سهمٍ يخترق الفضاء فيمزّق الصّمت ليترك صدىً في دواخل الذّات المتلقّية فيحرّك المشاعر ويهزّها هزّاً عنيفاً يجعل المتلقّي وكأنّه يعيش حالة الحزن هاته.

من هنا كانت كلمات نازك الملائكة نموذجاً إنسانيّاً حافلاً بالوجع الشّعريّ الذي لا يقدر على تلمّس أبعاده وتجسيدها على الورق إلاّ من يملك قدرة إبداعيّة متميّزة، وكان ذلك كلّه متمثّلاً في نازك الملائكة إنسانةً وشاعرة تظلّ في كلّ مرّةٍ يقترب منها المرء متمنّعة عن الإفصاح، فيشعر القارئ ببعده لأنّه يعيش في عالم شعريّ يظلّ رافلاً بغموضه، مطالباً بالكشف والإنصات وإظهار معالم الحزن فيه.

نا زك الملائكة إلى جانب كونها شاعرة رائدة فإنها ناقدة متميزة، وقد صدر لها
• قضايا الشعر الحديث.
• التجزيئية في المجتمع العربي ، و هي دراسة في علم الاجتماع.
• سايكولوجية الشعر.
• الصومعة و الشرفة الحمراء.
• كما صدر لها في القاهرة مجموعة قصصية عنوانها "الشمس التي وراء القمة"
ومن قصائدها الشعرية الرائعة نقتطف هذه المقطوعة :-

الشهيد

في دجى الليل العميق

راسه النشوان ألقوه هشيما

وأراقوا دمه الصافي الكريما

فوق أحجار الطريق

***

وعقابيل الجريمة

حمّلوا أعباءها ظهر العمود

ثم ألقوه طعاما للحّود

ومتاعا وغنيمة

***
وصباحا دفنوه

وأهالوا حقدهم فوق ثراه

عارهم ظنّوه لن يبقى شذاه

ثم ساروا ونسوه

***

والليالي في سراها

شهدت ما كان من جهد ثقيل

كلّما غطّوا على ذكرى القتيل

يتحدّاهم شذاها

***
حسبوا الإعصار يلوى

إن تحاموه بستر أو جدار

ورأوا أن يطفئوا ضوء النهار

غير أنّ المجد أقوى

***

ومن القبر المعطّر

لم يزل منبعثا صوت الشهيد

طيفه أثبت من جيش عنيد

جاثم لا يتقهقر

***
وسيبقى في ارتعاش

في أغانينا وفي صبر النخيل

في خطى أغنامنا فيكلّ ميل

من أراضينا العطاش

***
فليجنّوا إنأرادوا

دونهم..وليقتلوهألف قتله

فغدا تبعثه أمواهدجله

وقراناوالحصاد

***
يا لحمقىأغبياء

منحوه حين أردوهشهيدا

ألف عمر , وشبابا , وخلودا ,

وجمالا , ونقاء
***
إنّه عادنبيّا

وهو قد أصبح ناراتتحرّق

في أمانينا وثأرايتشوّق

وغدا يبعث حيا

_________________



الشاعر سركون بولس

ولد سركون بولس عام \ بالقرب من بحيرة الحبانية في العراق، أقام منذ عام\ 1969 في سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة وأمضى السنوات الأخيرة متنقلاً بين أوروبا وأميركا، وخصوصاً في المانيا حيث حصل على عدة منح للتفرغ الأدبي، وصدرت له ثلاثة كتب بالألمانية، (غرفة مهجورة، قصص، 1996 )(شهود على الضفاف قصائد مختارة، 1997) و(أساطير وتراب، سيرة) كما أصدر ترجمته لكتاب ايتيل عدنان (هناك في ضياء وظلمة النفس والآخر)، و(النبي) لجبران، و(رقائم لروح الكون.. ترجمات مختارة).
وقبل أن يهاجر انتمى سركون بولس في الستينات إلى جماعة كركوك الأدبية، حيث برزت وقتها أسماء عدة من العراقيين الناطقين بالسريانية بحسب التوصيف حينئذ مثل الشاعر وراعي الأدباء الأب( يوسف سعيد)والشاعر العبثي الراحل (جان دمو) إلى جانب سركون بولس.. الشاعر العراقي الأصيل والمتميز، والمنحدر من مدينة كركوك، والذي حاول مع أقرانه حين وصلوا إلى بغداد في الستينات تغيير خريطة الشعر العراقي.
ومن بغداد حمل سركون بولس مشروعه الشعري، حيث توقف في بيروت وتعرف على تجربة مجلة (شعر) اللبنانية وساهم في تحريرها وترجم العديد من النصوص الشعرية من اللغة الإنكليزية، خصوصاً لشعراء القارة الأميركية. ثم منذ فترة تزيد على عشرين عاما هاجر سركون بولص ليقيم في مدينة سان فرانسيسكو، وخلال الأعوام التي قضاها هناك، بقي سركون مخلصا للشعر ولترجمة الشعر، وأثناء تلك الإقامة الطويلة التي قرر أن ينهيها بالذهاب إلى أوروبا، خصوصا إلى لندن وباريس وبرلين حيث حصل على عدة منح للتفرغ الأدبي،الا انه لم يتخلص من لهجته البغدادية وبقي ذلك الشاعر القروي القادم من كركوك ذو نكهة عراقية اصيلة وقد دعي للاشتراك في مهرجان المربد المقام عام \1986 حيث التقيت به فوجدت شاعرا ناشطا فذا ومفكرا جبلا شامخا وشخصية لامعة في سماء الفن والادب يتمتع بروح مرحة وفكر متفتح شاعرية فياضة وكان الشعر قد ترك شيباته على راسه فبانت بيضاء تزيده وقارا .
في مدينة سان فرانسيسكو تعرف سركون على أشهر الأدباء الأميركيين . يعد الشاعر سركون بولص من المترجمين العراقيين المتمكنين من فن الترجمة، إذ رفد المكتبة العربية بالعديد من ترجماته الأمينة لاشهرادباء وشعراء الغرب
أصدر سركون بولس عدداً من الدواوين الشعرية وهي
1-"حامل الفانوس في ليل الذئاب"
،2- "إذا كنت نائماً في مركب نوح"،
،3- "الوصول إلى مدينة أين"،
4- "الحياة قرب الأكروبول".
كما صدرت له مختارات شعرية مترجمة بعنوان
5- "رقائم لروح الكون"،
6- ومجموعة قصصية تحت عنوان "غرفة مهجورة" باللغتين العربية والألمانية، فضلاً عن سيرة ذاتية بعنوان
7-"شهود على الضفاف".
وبالإضافة إلى الشعر، كان سركون بولس رساما ماهرا، وقد شارك بعدة معارض في سان فرنسيسكو، حيث رسم العديد من اللوحات الزيتية، وهي لوحات جميلة تشبه شعره كثيرا، وتوحدها تلك النغمة الغامضة التي تحمل في أعماقها أسرارا لا زالت تبحث عمن يفك شفرتها او يزيل غموضها ويقمدها.ناضجة ندية للبقارئين بلا عناء
انتقل الشاعر الى جوار ربه تعالى عام\2008 وبهذا اسكت الموت صوتا عظيما من اصوات الشعر العراقي والعربي او قل العالمي
ومن قصائده قوله في قصيدته الكمامة:-


اليوم أريد أن تصمتَ الريح
كأنّ كمّامة أطبقَت على فَم العالم
الأحياءُ والأمواتُ تفاهموا
على الإرتماء في حضن السكينة.
لأنّ الليل هكذا أراد
لأنّ ربّة الظلام، لأنّ ربَّ الأرْمِـدَة
قرّرَ أنّ آخرَ المطاف هذه المحطّة
حيثُ تجلسُ أرملة وطفلتها على مصطبة الخشب
بانتظار آخر قطار ذاهب إلى الجحيم، في المطر

----------------------------------------












الشاعر نزار قباني



هو الشاعر السوري المعروف نزار توفيق القباني
ولد في قرية قرب دمشق عا م\1923 واتم دراسته الاولية في مدارس دمشق
ثم حصل على البكالوريا من مدرسة الكلية العلمية الوطنية بدمشق ، ثم التحق بكلية الحقوق بالجامعة السورية وتخرّج فيها عام 1945 .

اشتغل بالسلك الدبلوماسي بوزارة الخارجية السورية ، وتنقل في سفاراتها بين مدن عديدة ،منها القاهرة ولندن وبيروت ومدريد واتقن اللغة الانكليزية في هذه الفترة لتعينه في اعماله السياسية، وبعد إعلان الوحدة بين مصر وسوريا عام\ 1959 ،تم تعيينه سكرتيراً ثانياً للجمهورية المتحدة في سفارتها بالصين . ثم استقال من العمل بالسلك الدبلوماسي عام\ 1966 .

طالب رجال الدين في سوريا بطرده من الخارجية وفصله من العمل الدبلوماسي في منتصف الخمسينات ، بعد نشرقصيدة الشهيرة ( خبز وحشيش وقمر ) التي أثارت ضده عاصفة شديدة وصلت إلى البرلمان ..
تزوّج مرتين .. الأولى سورية تدعى زهرة وانجب منها هدباء وتوفيق وزهراء .

وقد توفي توفيق بمرض القلب وعمره 17 سنة ، وكان طالباً بكلية الطب جامعة القاهرة .. ورثاه نزار بقصيدة شهيرة عنوانها ( الأمير الخرافي توفيق قباني ( وأوصى نزار بأن يدفن بجواره بعد موته .وأما ابنته هدباء فهي متزوجة الآن من طبيب في إحدى بلدان الخليج .

والمراة الثانية بلقيس الراوي ، عراقية .. قُتلت في انفجار السفارة العراقية ببيروت عام\ 1982 ، وترك رحيلها أثراً نفسيا ًسيئاً عند نزار ورثاها بقصيدة شهيرة تحمل اسمها ، حمّل الوطن العربي كله مسؤولية قتلها .. , وقد انجبت له قبل وفاتها عمر و زينيب
وعاش سنوات حياته الأخيرة في شقة بالعاصمة الإنجليزيةوحيداً . بدء نزار قباني نظم الشعر في صباه وقيل في سن السادسة عشرة، وأصدرأول دواوينه " قالت لي السمراء " عام \1944 وكان طالبا بكلية الحقوق ، وطبعه علىنفقته الخاصة .

له عدد كبير من دواوين الشعر ، تصل إلى 35 ديواناً ، كتبهاعلى مدار ما يزيد على نصف قرن أهمها " طفولة نهد ، الرسم بالكلمات ، قصائد ، سامبا، أنت لي " . كما له عدد كبير من الكتب النثرية أهمها : " قصتي مع الشعر ،ما هو الشعر ، 100 رسالة حب " .

أسس دار نشر لأعماله في بيروت تحمل اسم " منشورات نزار قباني " .

تحدث نزار عن نفسه فقال : "ولدت في دمشق في آذار (مارس)\ 1923بيت وسيع، كثير الماء والزهر، من منازل دمشق القديمة، والدي توفيق القباني، تاجروجيه في حيه، عمل في الحركة الوطنية ووهب حياته وماله لها. تميز أبي بحساسية نادرةوبحبه للشعر ولكل ما هو جميل. ورث الحس الفني المرهف بدوره عن عمه أبي خليل القباني الشاعر والمؤلف والملحن والممثل وباذر أول بذرة في نهضة المسرح المصري.

امتازت طفولتي بحب عجيب للاكتشاف وتفكيك الأشياء وردها إلى أجزائها ومطاردةالأشكال النادرة وتحطيم الجميل من الألعاب بحثا عن المجهول الأجمل. عنيت في بدايةحياتي بالرسم. فمن الخامسة إلى الثانية عشرة من عمري كنت أعيش في بحر من الألوان. أرسم على الأرض وعلى الجدران وألطخ كل ما تقع عليه يدي بحثا عن أشكال جديدة. ثمانتقلت بعدها إلى الموسيقى ولكن مشاكل الدراسة الثانوية أبعدتني عن هذه الهواية.

وكان الرسم والموسيقى عاملين مهمين في تهيئتي للمرحلة الثالثة وهي الشعر. في عام \1939، كنت في السادسة عشرة. توضح مصيري كشاعر حين كنت وأنا مبحر إلى إيطاليافي رحلة مدرسية. كتبت أول قصيدة في الحنين إلى بلادي وأذعتها من راديو روما. ثم عدتإلى استكمال دراسة الحقوق بدمشق وتخرج منها عام\1944 ,

وأسس في بيروت دارا للنشر تحمل اسمه ، وتفرغ للشعر. وكانت ثمرة مسيرتهالشعرية إحدى وأربعين مجموعة شعرية ونثرية، كانت أولاها " قالت لي السمراء ،وكانت آخر مجموعاته " أنا رجل واحد وأنت قبيلة من النساء 1993 .

نقلت هزيمة العرب في حربهم مع اليهود عام1967 شعر نزار قباني نقلة نوعية : من شعر الحب إلى شعر السياسة والرفض والمقاومة ؛ فكانت قصيدته " هوامش على دفتر النكسة " \1967 التي كانت نقدا ذاتيا جارحا للتقصير العربي ، مما آثار عليه غضب اليمين واليسار

وقد طبعت جميع دواوين نزار قباني ضمن مجلدات تحمل اسم ( المجموعة الكاملة لنزار قباني ) ، وقد أثار شعر نزار قباني الكثير من الآراء النقدية والإصلاحية حوله، لأنه كان يحمل كثيرا من الآراء التغريبية للمجتمع وبنية الثقافة ، وألفت حوله العديد من الدراسات والبحوث الأكاديمية وكتبت عنه كثير من المقالات النقدية .

توفي الشاعر نزار قباني في نيسان عام \1998 وبهذا فقد الادب العربي شاعرا فذا خالدا

ومن قصائده الرائعة قوله-
1
أيها الناس:

لقد أصبحت سلطانا عليكم

فاكسروا أصنامكم بعد ضلال ، واعبدونى...

إننى لا أتجلى دائما..

فاجلسوا فوق رصيف الصبر، حتى تبصرونى

اتركوا أطفالكم من غير خبز

واتركوا نسوانكم من غير بعل .. واتبعونى

إحمدوا الله على نعمته

فلقد أرسلنى كى أكتب التاريخ،

والتاريخ لا يكتب دونى

إننى يوسف فى الحسن

ولم يخلق الخالق شعرا ذهبيا مثل شعرى

وجبينا نبويا كجبينى

وعيونى غابة من شجر الزيتون واللوز

فصلوا دائما كى يحفظ الله عيونى

أيها الناس:

أنا مجنون ليلى

فابعثوا زوجاتكم يحملن منى..

وابعثوا أزواجكم كى يشكرونى

شرف أن تأكلوا حنطة جسمى

شرف أن تقطفوا لوزى وتينى

شرف أن تشبهونى..

فأنا حادثة ما حدثت

منذ آلاف القرون





--------------------------------------------















محمد مفتاح الفيتوري


ولد الشاعر محمد مفتاح الفيتوري في مدينة الاسكندرية بمصر عام 1930 حيث تعلم في المدرسة الابتدائية ثم انتقل إلى الثانوية في الأزهر في القاهرة، وتابع تحصيله الجامعي في الأزهر وجامعة القاهرة.

عمل الفيتوري في الصحافة فكان المحرر الثقافي لمجلة آخر ساعة القاهرية، ثم رئس تحرير الثقافة العربية في بيروت. وأسس داراً للنشر في بيروت عام \1981 عاشت سنة واحدة لأنه ترك بيروت سنة\1982 وأغلق داره.

ظل الشعر رفيقه ووظيفته الأولى والأخيرة. كان شاعر الصوفية أو صوفية الشاعر أو شاعرية الصوفي كما وصف نفسه. إنه الصوفي الثوري وليس أبداً ذلك الصوفي التقليدي المتهالك المهزوم.

ولد قصيراً نحيلاً نحيفا ، بشرته أميل إلى السواد. لم يسبب له هذا الوضع الجسماني عقدة نقص رغم كرهه للأضواء والضوضاء والشهرة. أحب زيارة القبور وصلاة الفجر وكره حفلات الأعراس ومواسم الأعياد. كان بطله الأول عنترة بن شداد الفارس العربي الأسود، هذا الأسود مثله الذي عرف كيف يفرض ذاته وأن يؤكد وجوده في مجتمع الجاهلية المتعصب الذي لا سيادة فيه إلا للأقوى والأشرف والأغنى فأصبح فارساً عظيماً وشاعراً أسطورياً علقت معلقاته المكتوبة بماء الذهب على أستار الكعبة.

إن الساحة الشعرية تزدحم بشعراء القضايا السياسية والاجتماعية والعاطفية،وهذا حقق لهم شهرة وذيوعاً كبيرين، أكثر مما أتيح لشعراء النبرة الإنسانية والهمسالهادئ العميق، والعزف الرصين المتأمل، والأفق المفعم بالرؤية المنفتحة، والاستشراف البعيد، وهذا ديدن الفيتوري الشاعر.‏

اكمل الفيتوري رحلته مع الشعر والشعراء فأعجب بالنابغين منهم أمثال
المعري والمتنبي وابن الرومي وأبو تمام


تعرفت الى الشاعر محمد الفيتوري عام\ 1986 وكان رجلا اسمر اللون يميل الى السواد قصيرا بدينا تعرفت عليه في مهرجان المربد الشعري في بغداد فقد القى قسيدته الطويلة التي تجاوزت الوقت المحدد لكل شاعر كثيرا كثيرا جعلت السيد لطيف نصيف جاسم وزيرالثقافة العراقية انذاك ان يتبرم ويبدي ملله وا نزعاجه من هذه الحالة فطلب من الفيتوري ان يحسم موضوع قصيدته ويقتطع منها الا انه استمر في الالقاء

كتب الفيتوري أول تجربته الشعرية عام 1955، عندما أصدر ديوانه "أغاني أفريقيا" مع مقدمة لمحمود أمين العالم. ثم تتابعت الإصدارات فكان "عاشق من أفريقيا" (1964)، "أذكريني يا أفريقيا" (1966)، "النجوم تغتسل في العاصفة" (1985)، "شرق الشمس غرب القمر" (1985)، "يأتي العاشقون إليك" (1982). وكانت له مسرحيات شعرية بينها: "سقوط عمر المختار" (1974)، "أحزان أفريقيا"، "سُلارا" (1969).

ومن اشعاره هذه الابيات-

قوافل يا سيدي قلوبنا اليك

تحج كل عام

هياكل مثقلة بالوجد والهيام

تسجد عند عتبات البيت والمقام

تقرئك السلام

يا سيدي عليك افضل السلام

(2)


على الرفات النبوي كل ذرة عمود من ضياء

منتصب من قبة الضريح

حتى قبة المساء

على المهابة التي

تخفض دون قدرك الجباه

راسمة علىمدار الافق افقا عاليا

من الاكف والشفاه

يموج باسم الله
-
الحمد لله

والشكر لله

والمجد لك

والملك لك

يا واهب النعمة يا مليك كل من ملك

لبيك لا شريك لك

لبيك لا شريك لك

(3)


يا سيدي عليك افضل السلام

من امة مضاعة

خاسرة البضاعة

تقذفها حضارة الخراب والظلام

اليك كلعام

لعلها تجد الشفاعة

لشمسها العمياء في الزحام

(4)


يا سيدي

منذ ردمنا البحر بالسدود

وانتصبت بيننا وبينك الحدود

متنا

وداستفوقنا ماشية اليهود

(5)


يا سيدي

تعلم ان كان لنا مجد وضيعناه

بنيتهانت ، وهدمناه

واليوم ها نحن

اجل يا سيدي


نرفل في سقطتنا العظيمة

كأننا شواهد قديمة
تعيش عمرها لكي

تؤرخ الهزيمة

(6)


لا جمر في عظامنا ولا رماد

لا ثلج لا سواد

لا الكفر كله ولا العبادة

الضعف والذلةعادة

يا سيدي

علمتنا الحب

فعلمنا تمرد الارادة

(7)


ابك لنا

وادع لنا

فالعصر في داخنا جدار

ان لم نهدمه

لن يغسلنا النهر


--------------------------------------------------------























الشاعر محمود درويش



محمود درويش شاعر المقاومه الفلسطينيه ، وأحد أهم الشعراء الفلسطينين المعاصرينالذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة و الوطن المسلوب .محمود درويش الابن الثاني لعائلةتتكون من خمسة أبناء وثلاث بنات ، ولد عام 1942 في قرية البروة ، وفي عام 1948 لجأإلى لبنان وهو في السابعة من عمره وبقي هناك عام واحد ، عاد بعدها متسللا إلى فلسطين وبقي في قرية دير الأسد شمال بلدة مجد كروم في الجليل لفترة قصيرة، استقربعدها في قرية الجديدة شمال غرب قريته الأم البروة.
أكمل تعليمه الإبتدائي بعدعودته من لبنان في مدرسة دير الأسد وهي قريه عربية فلسطينية تقع في الجليل الأعلى متخفيا ، فقد كان يخشى أن يتعرض للنفي من جديد إذا كشف اليهود أمر تسلله ، وعاش تلكالفترة محروماً من الجنسية ، أما تعليمه الثانوي فتلقاه في قرية كفر ياسيف .
انضم محمود درويش إلى الحزب الشيوعي في فلسطين ، وبعد إنهائه تعليمه الثانوي ،كانت حياته عبارة عن كتابة للشعر والمقالات في الجرائد مثل (الاتحاد )والمجلات مثل ( التجديد) التي أصبح فيما بعد مشرفا على تحريرها ، وكلاهما تابعتان للحزب الشيوعي ،كما اشترك في تحرير جريدة الفجر .

لم يسلم من مضايقات الإحتلال ، حيث أُعتقلأكثر من مرّة منذ العام \1961 بتهم تتعلق بأقواله ونشاطاته السياسية ، حتى عام \1972حيث نزح إلى مصر وانتقل بعدها إلى لبنان حيث عمل في مؤسسات النشر والدراسات التابعةلمنظمة التحرير الفلسطينية ، وقد استقال محمود درويش من اللجنة التنفيذية لمنظمةالتحرير احتجاجاً على اتفاق أوسلو.

شغل منصب رئيس رابطة الكتاب والصحفيين لفلسطينيين وحرر في مجلة الكرمل ، وأقام في باريس قبل عودته إلى وطنه حيث أنه دخلإلى إسرائيل بتصريح لزيارة أمه ، وفي فترة وجوده هناك قدم بعض أعضاء الكنيستالإسرائيلي العرب واليهود اقتراحا بالسماح له بالبقاء في وطنه ، وقد سمح له بذلك.

تعرفت على الشاعر محمود درويش عام 1986 اثناء مهرجان المربد في بغداد حيث جلسنا وتجاذبنا الحديث في الشعراللغة والاوضاع السياسية للبلاد العربية وبقينا اصداقاء الى ان توفاه الله تعالى وقد رثيته لعد وفاته بقصيدة مطلعها :

محمود يامحمو د يادمع العيون وما جرى

و يعد محمود درويش من أبرز الشعراء الذين ساهموا بتطوير الشعر العربي المعاصر و إدخالالرمزية فيه .وفي شعر ه نلاحظ امتزاج الحب للوطن بالحب للحبيبة الأنثى مع احساسه بالتسامي في سماء المقاومة العربية .فشعره يمثل مقا ومةعلى نارغير ذات لهب يكمن اوارها في النفس العربية كمون الروح في الجسد الحي بحيث اصبح رمزا من رموزها الخالدين .

من اشعارمحمود درويش:

تحية.. وقبلة

وليسَ عندي ما أقولُ بعدْ

من أين أبتدي؟ وأين أنتهي؟..

ودورة الزمان دون حد

وكل ما في غربتي

زوّادة، فيها رغيف يابس، ووجد

ودفتر يحمل عني بعضما حملت

بصقت في صفحاته ما ضاق بي من حقد

من أين أبتدي؟

وكل ما قيل ومايقال بعد غد

لا ينتهي بضمة.. أو لمسة من يد

لا يرجع الغريب للديار

لا ينزل الأمطار

لا ينبت الريش على

جناح طير ضائع.. منهد

من أين أبتدي؟

تحية.. وقبلة.. وبعد..

أقول للمذياع: قل لها أنا بخير

أقول للعصفور:

إن صادفتها يا طير

لا تنسني، وقل بخير

أنا بخير

أنا بخير


ما زال في عيني بصر!

ما زال في السماء قمر!

وثوبي العتيق حتى الآن، ما اندثر

تمزقت أطرافه

لكنني رتقته.. ولم يزل بخير

وصرت شابًّا جاوز العشرين

تصوريني.. صرت في العشرين

وصرت كالشباب يا أماه

أواجه الحياة

وأحمل العبء كما الرجال يحملون

وأشتغل

في مطعم.. وأغسل الصحون.

وأصنع القهوة للزبون

وألصق البسمات فوق وجهي الحزين

ليفرح الزبون

أنا بخير

قد صرت في العشرين

وصرت كالشباب يا أماه

أدخن التبغ، وأتكئ على الجدار

أقول للحلوة: آه

كما يقول الآخرون
"
يا إخوتي، ما أطيب البنات،

تصوروا كم مُرّة هي الحياة

بدونهن.. مُرّة هي الحياة"

وقال صاحبي: "هل عندكم رغيف؟

يا إخوتي ما قيمةالإنسان

إن نام كل ليلة.. جوعان؟"

أنا بخير

أنا بخير

عندي رغيفأ اسمر

وسلة صغيرة من الخضار

سمعت في المذياع

تحية المشردين.. للمشردين

قال الجميع: كلنا بخير

لا أحد حزين..

فكيف حال والدي؟

ألم يزل كعهده يحب ذكر الله

والأبناء.. والتراب.. الزيتون؟

وكيف حال إخوتي

هلأصبحوا موظفين؟

سمعت يومًا والدي يقول:
س
يصبحون كلهم معلمين..

سمعته يقول:
"
أجوع حتى أشتري لهم كتابًا"

لا أحد في قريتي يفك حرفًا في خطاب

وكيف حال أختنا..

هل كبرت.. وجاءها خطاب؟

وكيف حال جدتي

ألم تزل كعهدها تقعد عند الباب؟

تدعو لنا..

بالخير.. الشباب.. والثواب!

وكيف حال بيتنا

والعتبة الملساء.. والوجاق.. الأبواب؟

سمعت في المذياع

رسائلا لمشردين..

للمشردين جمعهم بخير!

لكنني حزين..

تكاد أن تأكلني ا لظنون

لم يحمل المذياع عنكم خبرًا..

ولو حزين

ولو حزين

الليل يا أماهذئب جائع سفاح

يطارد الغريب أينما مضى..

ويفتح الآفاق للأشباح
و
غابةالصفصاف لم تزل تعانق الرياح

ماذا جنينا نحن يا أماه؟

حتى نموت مرتين

فمرة نموت في الحياة

ومرة نموت عند الموت!

هل تعلمين ما الذي يملؤني بكاء؟

هبي مرضت ليلة.. وهدّ جسمي الداء!

هل يذكر المساء

مهاجرًا أتى هنا.. ولم يَعُدإلى الوطن



------------------------------------





الشاعر حسن عبد الله القرشي


القرشي شاعر عاصر العديد من التجارب الشعرية في الوطن العربي وأسهم كثيراً في إثراء ساحة الأدب والمعرفة من خلال البوح الشعري والرؤية الشعرية المتميزة. عرف عن الشاعر القرشي غزارة إنتاجه على مدى خمسة عقود أسس فيها هذه المكانة البارزة وأثمرت عشرات الدواوين والمجموعات الشعرية، وأعمالاً كاملة كانت بين يدي القارئ العربي في كل مكان.

ولد في مكة المكرمة عام 1344 هـ (1934-2004), وتلقى علومه الأولية بالكتاتيب فحفظ القرآن الكريم، ثم درس في مدرسة الفلاح، والمعهد العلمي السعودي في مكة المكرمة، ثم حصل على شهادة ليسانس الآداب، قسم التاريخ, مع مرتبة الشرف من كلية الآداب بجامعة الرياض.

عمل في بداية حياته الوظيفية محرراً بديوان الأوراق في وزارة المالية، ثم كاتباً في المكتب الخاص في الوزارة.
وعند تأسيس الإذاعة السعودية عام 1368 هـ، عمل رئيساً للمذيعين كما انتدب لمدة عام للدراسة الفنية الإذاعية في مصر.

وعاد بعد ذلك للعمل في وزارة المالية والاقتصاد الوطني، مديراً لمكتب وكيل الوزارة للشؤون الاقتصادية فمديراً عاماً مساعداً، ثم سكرتيراً مالياً، فمساعداً لمدير المكتب الخاص ثم مديراً عاماً لمكتب الوزير.
ثم انتقل بعد ذلك للعمل في وزارة الخارجية بمرتبة سفير، فعمل سفيراً للمملكة في موريتانيا ثم السودان.

يأتي في طليعة الشعراء المجددين في الجزيرة العربية، ومن أول من كتب القصيدة التفعيلية في السعودية. فقد ساعدته أسفاره وصداقاته وعلاقاته الاجتماعية على التواصل مع الحركة الأدبية والشعرية العربية وقد نشر له العديد من القصائد في معظم الصحف والدوريات الثقافية العربية.
• أصدرت له دار العودة في بيروت أعماله الشعرية الكاملة عام 1392هـ وقد صدرت الطبعة الثانية من هذه الأعمال عام 1399هـ.
• كتب القصة والمسرحية وشارك في العديد من المهرجانات والمؤتمرات الشعرية والأدبية داخل المملكة وخارجها.
• مثّل المملكة في مهرجان الشابي في تونس عام 1385هـ.
• كان عضواً في وفد التواصل الأدبي الذي زار منطقة الخليج عام 1399 هـ.
• منحته جامعة أريزونا العالمية درجة الدكتوراه الفخرية عام 1403 هـ.
• كان عضواً في مجمع اللغة العربية في القاهرة، وعمان.

هذه أمنيته الكبيرة التي تمناها منذ صباه، والتي صدر بها سيرته الفنية الماتعة: تجربتي الشعري حيث جاء فيها: (فتحت عيني على عالم الشعر، هذا العالم السحري في شوق فارط، ونشوة مبهورة.. أريد أن أتكلم في المهد، أريد أن أقدم إنتاجا ناضجا ومشحونا بالحيوية والدفق، ولقطات الفن المبتكرة.. أريد أن أكون الشاعر الذي يشار إليه بالبنان).
يعد القرشي شاعرًا كما يعد ناثرًا، ونشر له في هذين الميدانين ستة عشر كتاباْ اغلبها في الشعر

لم تتوقف مشاركاته عند حدود الشعر، فله بالإضافة إلى دواوينه الكثيرة سيرة مميزة، خفيفة الظل، عالج فيها الجانب الشاعري في شخصيته، وسماها: (تجربتي الشعرية)، وله أيضا مجموعتان قصصيتان على ما أذكر، وأنا أكتب هذه الأسطر بعيدا عن مكتبتي الآن، وهما: (أنات الساقية) و(حب في الظلام)، هذا غير الدراسات والمؤلفات مثل (فارس بني عبس)، و(أنا والناس).

يعد القرشي في المقدمة من شعراء الوجدان وذلك لغلبة العاطفة ثم الشكوى والتألم والبكاء والأنين على شعره. ثم هو ملحق بشعراء الجمال، لجمال ديباجته في الغالب، وأسلوب شعره أسلوب سهل يسير لا تكلف فيه ولا تمحل، وإن أعوزته الرصانة في بعضه.
أما لغته فإنها تسمو حيناً حتى تصل إلى مرتبة حسنة وتتدنى حينا فتثبه الكلام المبتذل، وقد يشوب قوله اللحن وبخاصة في النثر، ولم يكن ذلك مقصوداً لديه لكونه عاب بعض الشعراء بالضعف اللغوي، وبخاصة أرباب الشعر الحر وذلك في كتابه [تجربتي الشعرية] وإذا كان القرشي قد نظم كثيرَاَ مما لزم فيه الوزن والقافية فإنه قد خرج على ذلك في بعض شعره حيث كتب شعرا حرَا ودعا إليه بإلحاح.

كان في بداية حياته الشعرية يلجأ إلى أساتذة الأدب ليقدموا دواوينه إلى القراء، فأحمد حسن الزيات كتب مقدمة ديوانه مواكب الذكريات والدكتور طه حسين كتب مقدمه لديوانه الأمس الضائع. ثناؤهما وأمثالهما على شعر القرشي هو من باب العموميات التي يقصد منها إعلان الاستحسان العام شدى حسن القرشي في عصر اشتدت فيه الحملة من بعض أهل زمانه على شعر المناسبات بعامة، وشعر المديح بخاصة، وجنح فيه كثيرون إلى الشعر الوجداني، وأكثر آخرون من الشعر الديني. وجد كثيرون من أهل زمانه في طريق شعر التأمل والشك والتشاؤم. وتباروا في ذلك، وفي شعر الطبيعة والانغماس في المذاهب الحديثة وبخاصة الرومانسية (الخيالية التجديدية).

وإذا كان القرشي قد طرق أغراض شعر عصره كلها فإن الذي حوته دواوينه الأحد عشر ينكمش فيه نصيب المدح، فلعل الشاعر لم يرتح لنشر مثل تلك القصائد لسبب أو أكثر

. والشاعر حسن القرشي نظم في اغلب الاغراض الشعرية ومنها مايلي-
1- يأتي الشعر الوجداني في المرتبة الأولى من حيث الكثرة، وله فيه دواوين مستقلة مثل (سوزان)، غير أن نغمة الألم والحزن تسيطر على هذا اللون من شعره، وهي نزعة كادت أن تسيطر على أشعار جل أهل زمانه حتى لقد وصفهم (إيليا أبو ماضي) بأنهم كالنساء يحبون المدح ويميلون إلى البكاء.
2- أما الشعر الوطني والقضايا العربية فإنه يأتي من حيث الكثرة عند القرشي بعد الشعر الوجداني وأقرب ما يمثله من دواوينه:
أ- نداء الدماء ب- لن يضيع الغد.
جـ- فلسطين وكبرياء الجرح وهو في هذا اللون الشعري لا يتأمل ويفكر ويحلل ثم يستنتج بل ينقاد لثورة نفسه وثورة مشاعره فيأتي بشعر خطابي مجلجل، شأنه في ذلك كشأن عامة من نظم في هذا من شعراء عصره ومثال ذلك في شعره قوله.
مَوَاكِبُ العُرْبِ يَا أُنْشُوْدةَ الظَّفَرِ... سِيْرِي إلى النًصرِ لا تُبْقِي وَلاَ تَذَرِي
اللًهُ أكْبَرُ هَذَا الشَمْلُ مُلْتَئِم ... وَسَوْتَ يَبْقَى جَمِيعاً غَيْرَ مُنْتَثِرِ
مَلاَحِمُ الحرْبِ مِيْرَاث لَنَا أَبَدَاً ...وَسَوْتَ نُلْقِى بإِسْرائِيْل فِي سَقَرِ

3- الشعر الدينْي وهذا جانب في شعر القرشي أهمله الباحثون الذين كتبوا عنه إلا في إشارات يسيرة عند بعضهم ولعل ذلك راجع إلى غلبة الشعر الوجداني فيما نظم الرجل، حتى عرف به واشتهر فيه. والواقع أن للرجل أشعاراً دينية حسنهَ نجدها في بعض دواوينه منبثة داخل أغراضه لتشهد للرجل بأنه لم يكن بعيدا في شعره عن منبته ومدرجه، وماضي أمته ومستقبلها وأكثر ما تجد ذلك في ديوانه [الأمس الضائع].
والذي يعنينا من هذا الديوان هو باب التهويمات كما يسميها صاحب الديوان ففي هذا الباب نظم الشاعر جملة من القصائد في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، وفي جوانب من سيرته، وفي الكعبة المشرفة، وختم الباب بقصيدة فيها تضرع ودعاء وشكوى إلى الباري تبارك وتعالى من النفس اللوامة.
ومن قوله في مولد النبي صلى اللّه عليه وسلم:

هَلَلِي يا بِطاحَ مكةَ لِلْيُمْن ... ِوتِيْهي على البلاد وسُودي

وَأَشْرِعِي بَاليَتِيْمِ رَاَيَةَ مَجَدٍ... هِي عِنْدَ الفَخَارِ أعْلى البُنُوْدِ

كم على مهلِهِ النضِيرِ قدانَىِ... الْبشْرُ تحدوهُ زاهيات الورودِ

أيُ مَهْدٍ مِنَ العَبِيْرِ ندِيّ... ضَمَّ دُنْياً مِنَ السنَا وَالسُّعُوْدِ


4- الوصفْ وهذا أوسع الأغراض وأرحبها في الشعر، ينبث في كل غرض ويندس في كل موضوع، ولذا قالوا إن جماع أغراض الشعر الوصف ومنه تتفرع. ولقد أكثر القرشي من الحديث في الوصف، وكان في بعضه متأملا دقيق الملاحظة، وقد يكون الغرض منه الرمز، كما هو في وصفه فراشة ظلت تدور حول ضوء المصباح مفتونة به حتى إذا ملكتها الفتنة ألقت بنفسها في لهبه فاحترقت:

وَفَراشَةٍ طَارَتْ لِتَحْتَرِقَا... كَم أرْعَشتْ بِجَنَاحِهَا الغَسَقَا

مَوْتُورَة مِنْ نَفْسِهَا جَنَحَتْ ...للِضَّوْءِ تَكْسِب فَوْقَه الرمَقَا

حَسِبَتْهُ يَرعَى حُسْنَهَا فَرِحاً... وَيَشمُّ منْهِا عَرفْهَا العَبِقَا

لَكِنًهُ أوْدَى بِهَا حَرَقاً .. . فَهَوَت عَلَى جَنبَاتِهِ مِزَقَا

5- التأمل وهذا لون شعري تناوله القرشي ونظم فيه منطلقاً مما يدور حوله، أو يدور فيه من شك وحيرة أوغل فيهما أبناء عصره استجابة لظروف الحياة وملابساتها. ولا نعني بذلك أن مثل هذا ضد الطبيعة الشعرية، بل هو مسألة ضرورية، إذا خلا منها الشعر افتقَد كثيرًا من مقوماته، غير أن أبناء العصر قد أوغلوا فيه انطلاقاً من واقعهم، أو افتعالا من أجل مجاراة أهل زمانهم.

وإذا كان القرشي قد أحيط بظروف قاسية حيناً كوفاة أبيه وهو صغير، أو معقدة حينا نتيجة فشل العلاقات الاجتماعية، فإن طبيعة حياته تلك تفرض عليه طرق مثلِ هذا الميدان وتصوير تجاربه القاسية التي جعلته يسير في كثير من دروب حياته وحيداَ ينشد هدفه بنفسه فيحجزه التردد حينَاَ ويذبذبه الشك حينا آخر، وذلك ما يصوره في مثل قوله:

إلِى أيْنَ؟ إِنِّي مَلَلْتُ المَسِيْرْ

قِفَارٌ وَشَوْكٌ .. ضللتُ العُبُورْ

وَهَذِي السُهُوبُ وَتِلْكَ الصُخُوْرْ

كأنًيَ حَوْلَ حَيَاتِيْ أدورْ

نال القرشي قدرا طيبا من التقدير، وإن كان ما يستحقه لموهبته ووعيه وإسهاماته الكثيرة أكبر من هذا وأجل، فقد منح الدكتوراه الفخرية من جامعة أريزونا بالولايات المتحدة الأمريكية، وترجمت أشعاره إلى لغات كثيرة، وعني بدراسته عدد من المعنيين بالأدب السعودي. فما تكاد تجد كتابا يعرض للأدب السعودي إلا وللقرشي نصيب فيه، هذا - بطبيعة الحال - غير الدراسات المعمقة المستقلة التي تباشر نتاجه وريادته وإسهامه الثري بالدرس: تأريخا وتحليلا؛ ومن أجودها دراسة مخطوطة لأخينا الفاضل الأستاذ يحيى بن أحمد الزهراني، وكيل الشؤون التعليمية في كلية المعلمين بالقنفذة، تقدم بها عام 1419 هـ إلى جامعة أم القرى بمكة المكرمة، نال بموجبها درجة الماجستير في الأدب والنقد بتقدير عالٍ.
وكان مثقفا ووطنياً صادقاً، وإنساناً مرهفاً، شغل عدة وظائف رسمية مرموقة، ومثل المملكة العربية السعودية خارجيا في مناسبات أدبية وثقافية عديدة، وإن كانت عزلته سببا في بعده عن مخالطة الناس إلا أنها كانت عزلة حميدة، لأنها فتحت له آفاقا أخرى من المشاركة الفكرية، والتأمل الطويل، والمساهمة في المسار الإبداعي والثقافي مساهمة الرواد.وقد ترك لنفسه الشاعرة حرية الانطلاق في مجال التجريب؛ فكما كتب الشعر الموزون المقفى التقليدي(العمودي) كتب بإجادة الشعر التفعيلي، بل إنه يعد أحد رواده الواثقين في المملكة.

رحم الله الصديق والشاعر الرقيق الذي أعطى وطنه الكثير من كلماته وأدبه وشعره حتى أصبح قادراً على ان يعرف العالم قيمة الأديب والشاعر السعودي وقدرته على الإبداع في عالم يبحث عن الإبداع. رحم الله الشاعر الكبير الأستاذ القرشي الذي ساير النهضة في وطننا ومنح هذه النهضة أدوات معركتها لتصبح قادرة على ان تمنح الكثير من الأوطان الفهم الحقيقي لما يجري على أرضنا وبلادنا قبلة المسلمين ومهبط الوحي، وموطن الإسلام وعاصمته الأولى التي استطاعت ان تعرف العالم بهذا الدين الذي جاء به سيد البشر صلى الله عليه وسلم. رحم الله القرشي كاتباً ملتزماً وشاعراً مبدعاً وقاصاً هادفاً يحاول من خلال كل ما كتب إبراز دور هذه الأرض وقدرة هذا الإنسان على العطاء في أرض العطاء. هكذا ترجل الفارس ولكنه سيظل في أعماق القلوب صورة نادرة لمن يخلص لبلده وأمته ووطنه.
رحم الله شاعرنا القرشي فانه كان شاعرا مبد عا وناثرا جيدا
ومن شعره هذه الابيات-

لـقـيتك أيّــان؟ لا أتــذ
كـرُ أيّـان؟ في حُلُمٍ أشقرِ؟

وراء الرؤى خلف كل التخوم

وخـلف المسافات والأعصُر

وعبر انطلاق الأماني الوِضاء

عـلى صـدحة النغم المسكر

لـقيتك لـقيا الربيع الجميل

يــف بـمـبسمه الأنـضر

لـقيتك كـالبدر بين النجوم

وكـالفجر غِبّ الحيا المُزهر

وحـين رأيـتك أيـقنتُ أني

صـبيُّ الـهوى، يافع الأظفر

وأيـقنت أن مـدايَ الـبعيد

تـقلّص فـي طرفك الأحور

وأن مـشارف روحي الغنيّ

حـويْنك كـالجن فـي عبقر

**************************************

أيـا فـتنة الحبّ لحن الخيال

أتـيتُ فـلا تنكري جوهري

أتـيتك بـالعطر بـالذكريات

بـكل تـلاحين قلبي الطري

بـأصداء مـاضٍ، ومستقبلٍ

بـأرجوحة الورد في مئزري

وجـزتُ إليك دروب الحنين

تـهشّ لـفردوسنا الأخضر

تـعاليْ نلملم شعاعَ الشموس

ونــروِ بـه ظـمأ الأنـهر


************************




الشاعر عبد الناصر عيسوي



عبد الناصر عيسوي ولد في القاهرة وترعرع وشب واكمل دراسته فيها
كان يكتب الشعر منذ الصبا، وألقى كثيرًا من شعره في كثير من المنتديات الأدبية والندوات التي تقام بالجامعات وبدأ نشر قصائده في ثمانينيات القرن الماضي، في الدوريات الأدبية المختلفة، ثم نشر ديوان الأول "قصائد للنار" عام 1995م، يضم القصائد التي نشرها في الثمانينيات، ولاقى ديوانه صدًى طيبًا في الأوساط الأدبية، فكُتبت بعض الدراسات النقدية عن شعره، في بعض الدوريات الأدبية المصرية، .

ترجم له معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين، منذ طبعته الأولى عام 1995م، كما ترجمت له مجلة "الحركة الشعرية" التي تصدر في المكسيك، في عددها الثاني.


كانت ولادته في القاهرة،الاانه تلقَّى تعليمه الأوَّلي حتى أتم دراسته الثانوية، في مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة، حيث كان والده يعمل هناك. ثم حصل على ليسانس في اللغة العربية والعلوم الإسلامية، من كلية دار العلوم- جامعة القاهرة عام 1984م. وعمل بعد تخرجه في مجال النشر، مراجعًا ثم مستشارًا لبعض دور النشر الخاصة، إلى أن قرر الالتحاق بالعمل الصحفي في مجلة الإذاعة والتليفزيون، واتخذه عمله الأساسي.

ثم التحق بالدراسات العليا بكلية دار العلوم، فحصل على درجة الماجستير في الدراسات الأدبية، بتقدير (ممتاز)، عن رسالة بعنوان: "نظرية الشعر عند شعراء التفعيلة في مصر، من جيل الرواد إلى جيل الستينيات"، درَسَ فيها الأعمال الإبداعية والنقدية لـ55 شاعرًا، بإشراف المرحوم الأستاذ الدكتور أحمد هيكل، وزير الثقافة المصرية.

أصدر بعض الكتب الملحقة مع مجلة الإذاعة والتليفزيون

1- شعراء حول الرسول: مقدمة ومختارات- تأليف (ملحق مجلة الإذاعة 31 مارس 2007- وملحق مجلة الشعر عدد أبريل 2007).

2- روائع ديوان المتنبي- اختيار وضبط وتقديم. (ملحق مجلة الإذاعة- وملحق مجلة الشعر، عدد أبريل 2008).

3- صلاح عبد الصبور.. ضمير الشعر المصري (كتاب المجلس القومي للشباب- صدر مع مجلة الإذاعة والتليفزيون.

وله ديوان ما يزال تحت الطبع سيصدر بعد هذا الديوان، كما يقوم بإعداد موسوعته الكبرى عن أدبائنا العرب المعاصرين في المهجر، وبحثه الأكاديمي "شعر بني هاشم في الجاهلية وصدر الإسلام: جمع وتحقيق ودراسة"ومن قصائده الشعرية هذه الابيات-


سَلَبُوا مِنِّي ذاكرتي

رَكِبُوا خَيْلي.. أخَذُوا منِّي

أسْـيافي

لا أعرفُهُمْ

بل لا أجرؤُ أن أذكُرَ..

مَنْ هُمْ

أوْ مَنْ أسلافي


أخذوا منِّي عَهْدًا

أن أتنصَّلَ من أهلي أو ناسي

أن أفقدَ كُلَّ حَماسي

سلبوا منِّي إحساسي

ما عاد صهيلُ الْخَيْلِ ووقْعُ حَوَافرِهِ..

يُوقِظُ فيَّ الرُّوحْ

أخذوا عَهْدًا أن أبْقَى كالْمَجروحْ

وأنا قلبي مذبوح


--------------------------------------------------------












الفصل السابع


نماذج من الشعر المعاصر

وفي ختام هذا الباب اقدم نماذج من الشعر المعاصر لشعراء معاصرين او مخضرمين بين الحداثة والمعاصرة بغض النظر عن مضمون قصائدهم وصياغتها ومن اماكن متعددة من الوطن العربي كي يشعر القارئ الكريم ان العربية تجمعنا بوحدة المصير و ان اللغة العربية اساس هذه الوحدة لذا فالشعور العربي واحد في كل البلاد العربية وانها بكافة اقطارها كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى اليه سائد الجسد بالسهر الحمى وقد احترت في لمن اختار ولاي شاعر وهم بفضل الله كثير واخيرا اخترت هذه القصائد لتكون فيها الخاتمة ونبدء من العراق الجريح حيث نقرأ-
رائعة جديدة للشاعر العراقي عبد الرزاق عبد الواحد:-

سلام ٌعلى بغدادَ .... طال َاكتِئابُهاو و وبالله دوما ًصَبـرُها واحـتِـسـابُها

فـَما بال ُدار ٍإن لـَهَجْـتَ بـِمَـدحِها
سَيَعلو على الثـَّغْر البـَسيم انـتِحابُها !

لقد نـَزَلتْ فيها البـَلايا فأصبَحتْ
لها كـُلُّ عَـين ٍلا يَجـِفُّ انسِكـابُها

سَل ِالنـَّاسَ عنها كيفَ غارَتْ مِياهُها
و وَلِمْ دُفِـنـَت تحت َالتـُّرابِ قــِبابُها ؟

يكون ُدُموع َالنـَّاحِبيـن َانسِيـابُ
َ فزَوراؤهُم ضاقـَـت عَليهم رحابُها

فـَكم من شُعـوب ٍتدَّعي نـَسَََبا ًلهـا
وقـد كان للعُربِ الكِرام ِانـتِـسابُها !

أتـَتـْها جُمُوع ُالطـَّامِعين َمَديـدَة ً
وقـد بانَ منها ظـُـلمُها و كِـذابُها

وطاف َبـِها أبناءُ كل ِّرَذيلة ٍ
وهانَ عـليهـِم نـَهبـُها واغتِصابُها

ألا فابك ِيا " دارَ السَّلام ِ" لِـعِـزَّة
ٍ يَـعِـزُّ على " دار ِالرّشيد ِ" غـِـيـابُها

سلام ٌعلى بغداد َ... تـَبقى عَزيزَة
ًأفانِـيـنـُها.....أنهارُها..... و شَـرابُها

يُذكـِّرُنا عَهدُ الصِّـبا بجَمالِها
بساتـينـُها خـُضرٌ، وتـَزهو شِعابُها

سلام ٌعلى بغدادَ ... لست ُبـائِسٍ
إن كان مَكتوبا ًعـليها عـَذابُها

وإني على تلك العُهود ِمُحافِظ ٌ
إ اذا ما ابتلانا نأيـُها واغتِرابُها

فلا يُـبعِدَنَّ الله ُذِكرى حَبيبَة ٍ ف
فطيـِّـبة ًكانت، وطاب َصِحابُها

إذا انعَطـَـفـَتْ مُرتابة ًأو تـَباعَدت
ْفشَـتـَّانَ عندي بُعـدُها واقـتـِرابُها

فما هي َإلا ّنكبة ٌعَمَّت ِالوَرى و
و هل نـكبة ٌإلا ّويُـرجى ذَهََـابُها !

فقولوا لمن يَحمي الغزاة ُبُيوتـَهُـم
سَيَجني لـَظاها قادِم ٌويَهابُها

سلام ٌعلى بغدادَ.... كيفَ أعافـُها ؟
فإغضابُها يُخشى..ويُخشى عـتابُها !

فصَـلـُّوا على المُختارِ من آل ِهاشِم
ٍ سَيُعـلنُ للنـَّصر ِالمُبـيـن ِخِـطابُها



----------------------------------------------------



للشاعر المصري فاروق جويدة هذه القصيدة :


مادام يحكمنا الجنون سنرى كلاب الصيد تلتهم

الأجنة فى البطون

سنرى حقول القمح ألغاماً وضوء الصبح ناراً فى العيون

سنرى الصغار على المشانق فى صلاة الفجر جهراً يـُصلبون

ونرى على رأس الزمان عويل خنزير قبيح الوجه

يقتحم المساجد والكنائس والحـُصون

وحين يحكمنا الجنون .. لا زهرة بيضاء تـُشرق

فوق أشلاء الغصون

لا فرحة فى عين طفل نام فى صدر حنون

لا دين ... لا إيمان ... لا حق ... ولا عرض مُـصون

وتـهُون أقدار الشعوب وكل شئ قد يهون

ما دام يحكمنا الجنون

أطفال بغداد الحزينة يسألون

عن أى ذنبٍ يقتلون

يترنحون على شظايا الجوع

يقتسمون خبز الموت . . . ثم يودعون

شبح الهنود الحمر يظهر

فى صقيع بلادنا

ويصبح فينا الطامعون

من كل صوبٍ قادمون

من كل جنسٍٍ يزحفون

تبدو شوارعنا بلون الدم

والكهان فى خمر الندامة غارقون

تبدو قلوب الناس أشباحاً

ويغدو الحلم طيفاً عاجزاً

بين المهانة والظنون

هذه كلاب الصيد فوق روؤسنا تعوى

ونحن إلى المهالك مسرعون

أطفال بغداد الحزينة

فى الشوارع يصرخون

جيش التتار يدق أبواب المدينة كالوباء

ويزحف الطاعون

أحفاد هولاكو على جثث الصغار يزمجرون

جثث الهنود الحمر تطفو

فوق أعمدة الكنائس والثرى يغلى

صراخ الناس يقتحم السكون

أنهار دم فوق أجنحة الطيور الجارحات

مخالب سوداء تنفد فى العيون

مازال دجلة يذكر الأيام . . .

والماضى البعيد يطل من خلف القرون

عبر الغزاة هنا كثيراً . . . ثم راحوا

أين راح العابرون ؟ !

هذى مدينتا . . وكم باغ أتى

ذهب الجميع ونحن فيها صامدون

سيموت هولاكو. . . ويعود أطفال العراق

أمام دجلة يرقصون

---------------

لسنا الهنود الحمر

فى الكوفة الغراء عطر من عبير المصطفى

فجر أضاء الكون يوماً لا أستكان ولا غفى

يا آل بيت محمد

كم حن قلبى للحسين وكم هفى

غابت شموس الحق والعدل أختفى

مهما وفى الشرفاء فى أيامنا

زمن الندالة . . . ما وفى

مهما صفى العقلاء فى أوطاننا

بئر الخيانة ما صفى

بغداد يا بلد الرشيد

يا قلعة التاريخ والزمن المجيد

بين إرتحال الليل

والصبح المجنح لحظتان

موت . . . وعيد

ما بين أشلاء الشهيد

يهتز عرش الكون فى صوت الوليد

ما بين ليل قد رحل

ينساب صبح بالأمل

لا تجزعى بلد الرشيد

لكل طاغية أجل


--------------

طفل صغير ذاب عشقاً فى العراق

كراسة بيضاء يحضنها

وبعض الفل . . بعض الشعر والأوراق

حصالة فيها قروش

من بقايا العيد . . .

دمع جامد يخفيه فى الأحداق

عن صورة الاب الذى قد غاب يوما ... لم يعد

وانساب مثل الضوء فى الاعماق

يتعانق الطفل الصغير مع التراب

يطول بينهما العناق

خيط من الدم الغزير يسيل من فمه

يذوب الصوت فى دمه المراق

تخبو الملامح ... كل شئ فى الوجود

يصيح فى ألم ... فراق

والطفل يهمس فى أسى

أشتاق يا بغداد تمرك فى فمى

من قال أن النفط أغلى من دمى

بغداد لا تتألمى

مهما تعالت صيحة البهتان فى الزمن العمى

فهناك فى الافق البعيد صهيل فجر قادم

فى الافق يبدو سرب أحلام يعانق أنجمى

مهما تواري الحلم فى عينيك

قومى .... وأحلمى

ولتنثري فى ماء دجلة أعظمى

فالصبح سوف يطل يوماً

فى مواكب مأتمى

الله أكبر من جنون الموت

والزمن البغيض الظالم

بغداد لا تستسلمى

بغداد لا تستسلمى

من قال إن النفط أغلى من دمى ؟!!


----------------------------------

ومن شعرالشاعرالتونسي المعاصر هذه قصيدة

بعنوان ( اليوم الصفر ) :

ا
يداي تقفان في لهوهما.

تتهاويان من أجل ضجّة قليلة في الفراغ.

كقطرتيْ ماء تهْويان في الغرابة.

تتقطّع الحركة كخيط بينهما.

تلامسان العينين المغمضتين

وتحملان طعم إغماضهما بين الأصابع.

وأيضا من “اليوم السادس”:

أيّتها المنحوتة.

هذا يومك السّادس

يخفّ طينك ويطنّ تحت أصابعي.

تذهبين ناحية اليبس.

تذهبين ناحية الصّمت.

تصمت أجزاؤك.

تذهبين ناحية القرار.

تصيرين صعبة اللمس.



--------------------------------------------------------



ومن الشعر اليمني المعاصر

هذه قصيده من ديوان ( أجراس الحب)(للشاعر محمد السلال) بعنوان تمرد ي
تـَمَرُد ..
***

تمرَّدي

على جميع قَصَائِدي

تمرَّدي

فكما ولدتِ على يديَّ

يا قطَّتي

أقوى لشطبُك في الهوى

مِن خاطري

أمحُو حُروفاً

احتار منها دفتري

فتمرَّدي … تمرَّدي

• * *

• بأرضِ غيري

• لا أظُنَّك تقطُني

• دارً سواي

• يا قطَّتي ...

• ولْتَعلمي

• أن الوفا والحُبّ كانا

• في الحقيقة

• غلطتي ،

• تمرَّدي .. تمرَّدي

• * * *

• أنا ها هُنا

• لا زلتُ أمضِغُ عادتي

• أطوي الشِّعاب

• أجُوبها ،

• يا قطَّتي ،

• وبنَفْحَتي

• أنشرُ ظلالَ محبَّتي ،

• ولعلَّ عُشاقَ الوَفاء

• قَدْ شَاهدُوا

• حُبِّي وعِشقي السَّرمدي

• فتمرَّدي .. وتمرَّدي

• * * *

• قد رُبما تَتَعوَّدي

• بُعدي ،

• وتنسي كم قضيتِ من السنين

• بِرِفْقَتي ،

• إنهي بهذا قصَّتي

• يا قطَّتي ،
فل
• ْتَفْعَلي ما تَشتهِين

• و
• ع
• لى جميعِ قَصَائِدِي

• تمرَّدي

• وتمرَّدي

• وتمرَّدي

• * * *





,ومن شعر الشاعرة الكويتية سعاد الصباح هذه القصيدة

انا امرأة قررت ان تحب العراق

وانتتزوج منه امام عيون القبيلة

فمنذ الطفولة كنت اكحل عيني بليل العراق

وكنت احني يدي بطين العراق

واترك شعري طويلا ليشبه نخل العراق

انا امرأة لا تشابه اي امرأة

انا البحر والشمس واللؤلؤة

مزاجي ان اتزوج سيفا

وان اتزوج مليون نخلة

وان اتزوج مليوندجلة

مزاجي ان اتزوج يوما

صهيل الخيول الجميلة

فكيف اقيمعلاقة حب

اذا لم تعمد بماء البطولة

وكيف تحب النساء رجالا بغيررجولة

انا امرأة لا ازيف نفسي

وان مسني الحب يوما فلست اجامل

انا امرأة من جنوب العراق

فبين عيوني تنام حضارات بابل

وفوق جبيني تمر شعوب وتمضي قبائل

فحينا انا لوحة سومرية

وحينا انا كرمة بابلية

وطورا انا راية عربية

وليلة عرسي هيالقادسية

زواجي جرى تحت ظل السيوف وضوء المشاعل

ومهري كان حصاناجميلا وخمس سنابل

وماذا تريد النساء من الحب الا

قصيدة شعر ووقفةعز

وسيفا يقاتل

وماذا تريد النساء من المجد

اكثر من ان يكنبريقا جميلا

بعيني مناضل

++++++++++++

سلام على ذكرياتيبشط العرب

سلام على طائر الماء يرقص بين القصب

سلام على الشمس تسقطفوق مياه الخليج

كاسوارة من ذهب

سلام عليه ابي وهو يهدي الى بعيدي

كتاب ادب

سلام على وجه امي الصبوح كوجه القمر

سلام علىنخلة الدار تطرح اشهى الثمر

سلام على قهقهات الرعود

سلام على قطراتالمطر

سلام على شهقات الصواري

وحزن المراكب قبل السفر

+++++++++++++++++

عراق عراق

اذا ما ذكرتك اورق في شفتيالشجر

فكيف سألغي شعوري ؟

وحبك مثل القضاء ومثل القدر

++++++++++++++

انا امرأة قررت ان تحب العراق

لماذا العراق؟

لماذا الهوى كله للعراق ؟

لماذا جميع القصائد تذهب فدوى لوجهالعراق ؟

لان الصباح هنا لا يشابه اي صباح

لان الجراح هنا لا تشابهشكل الجراح

لان عيون النساء تخبيء خلف السواد السلاح

لماذا العراق؟

لماذا تفيض دموع المحبين حين يفيض الفرات ؟

لماذا شناشيل بغداد تختزن الكحل والذكريات ؟

لماذا المقام العراقي يدخل في قلبنا من جميعالجهات ؟


+++++++++++++++

لماذا تقاتل بغداد عن ارضنا بالوكالة

وتحرس ابوابنا بالوكالة

وتحرس اعراضنا بالوكالة

وتحفظ اموالنا بالوكالة

لماذا يموتالعراقي حتى يؤدي الرسالة

واهل الصحارى

سكارى وما هم بسكارى

يحبون قنص الطيور

ولحم الغزال ولحم الحبارى

لماذا يموت العراقي والاخرون

يغنون هندا وستعطفون نوارا؟

لماذا يموت العراقيوالتافهون

يهيمون كالحشرات مساء ويضطجعون نهارا ؟

لماذا يموتالعراقي والمترفون

بحانات باريس يستنطقون الديارا؟

ولولا العراقلكانوا عبيدا

ولولا العراق لكانوا غبارا

++++++++++++++

يقولون

ان الكتابة اثم عظيم

فلا تكتبي

وان الصلاةامام الحروف حرام

فلا تقربي

وان مداد القصائد سم

فلا تكتبي

فاياك ان تشربي

وها انذا

قد شربت كثيرا

فلم اتسممبحبر الدواة على مكتبي

وها انذا

قد كتبت كثيرا

واضرمت فيكل نجم حريقا كبيرا

فما غضب الله يوما علي ولا استاء مني النبي

+++++++++++

لماذا احب العراق لماذا

ايا ليتني قد ملكتالخيارا

الم تك بغداد درع العروبة

وكانت امام المغول جدار؟



------------------------------

ومن شعر الشاعرالسعودي على ال عمر العسيري نقتطع هذه الابيات من ديوانه ( قصائد غاضبة )-

لغتي يا نبض وعيي ودمي

وارتفاعي لمدار العظمهْ

أنت مني ... كيف أحيا عزبا

أعجم الفكر ـ هنا ـ منهزمه

أشعلي من لمعة الصبح سنى

وأريحي عن طريقي ظلمه

لغة تنساب في أوردتي

كاحتقان الأذن همس النغمة

و استمع إليه ايضا فب قصيدة النثر يقول :

يا أيها الزمان والمكان ..

شاخت وجوه أمتي

وحام فوق حاجبي جراحنا "نسر"

وفي منقاره حصاة عزنا

يغيظنا بذلنا

وينفض الغبار في وجوهنا حين

انقضاضه وعندما يحلق

ونحن تحته نصفق

وناعق يوسع المدى ..وناعب يغرق

ثم يقول :

تململي يا غيرة الضمائر "

ثوري لنا .. ثوري لكل صامت

وصابر

كسّري

أثيري النقع في سنابك الخيول ...



---------------------------------------------

واختم هذا الفصل بقصيدة من قصائدي التي سانشرها-انشاء الله - في مجموعتي الشعرية الخامسة بعنوان ( الحرب والايمان )

كانت جيوش الاحتلال الامريكي تتقدم لتحتل العراق العزيز-
بغداد لم تسقط بعد- والشعب العراقي يقاوم جيوش الاحتلال ببسالة وفي هذا الوقت وفي هذه الساعات الحخرجة نظمت هذه القصيدة -


سلاما في سلام يا بلاد العز نهديه

سلاما ياثرى العرب ومن بالروح نفديه

سلاما يا عراق بأيدينا نواصيه

بجيش قاهر صامد على الاعداء نثنيه

وجيش العرب مغوار المجد الذي بالدم نرويه

وعطرا من هوى نفسي الى بغداد ازجيه

وسطرا من وغى الحرب الى الاجيال نحكيه

لنروي قصة المجد بطلات وتنزيه

بذي قار وحطين وحر ب الجسر مافيه

,وقفنا والدم الحر على الاوطا ن نجريه

غزونا العالم الغربي فلا ترتد مساعيه

روينا الارض معطار ا وبحر النار نغزيه

فلافارس ولا الرومان اسطاعت ان تجاريه

نسعى والدجى حالك جباه العرب تضويه

وجئنا والدم الغالي الى بغداد نهديه

سنرقى فوق واديها من الاعداء نحميه

ونصنع فيها تمثالا وبالنصر نوشيه

عروس انت يا بغداد للمغوار ترضيه

وقلبي مفعم شوقا الى لقياك يجديه

فانت للوفا رمز با يمان لتجريه

وكم في عرقنا يجري رحيق للهوى فيه

ايا بغداد ياروحي ويا قلبي وما فيه

ا يا بغداد يانفسي ويا حبيي فاحييه

فان الفكر تعبا ن وفي ذكراك نرقيه

فانت ياضياء العي--------ن بالانوار تزجيه

فانت الروض – والازها ر للدنيا - وما فيه

وانت العطر والريحا ن في قلبي فيزكيه

وانت الحب والاخلا ص حب الله يمليه

فاء دعو الله يقي-------------ك لنا رمزا فنبغيه

باسم الله اقسمنا نغذي الترب نرويه

بجند صد رهم صلب على الاعداء ند نيه

وشعب كله واحد جديد مثل ماضيه

على الاخلاص اقسمنا نحث السير نمشيه

لنحمي ترب وادينا ونجعل قبرهم فيه



***************

حياة دربها صعب سنلويها وتلوينا

فاما ان نجاريها واما ان تجارينا

وان العدل وضاح بنور الحق يهدينا

وان العد ل مفتا ح بكل الخير ياءتينا

وان الظلم جو ار بكل الشر يندينا

هل على الظلم تفرقنا بلاد العرب تحوينا

لياءكل بعضنا بعضا ونغصب ماله مينا

قلوب فيها تقليب نفوس انبتت شيناا

فاين العرب والا سلا م والدنيا تقاسينا

واين القر ب والاخوا ن والاعداء تلوينا

فامريكا واسرا ئي ل والاحلاف تغزونا

واخوان لنا فيهم وبالدو لا ر باعو نا

فلا والله لا نر ضى لما قالوا ويندينا

على الله توكلنا ليزداد الرجا فينا

فلا والله لا نركع ولا نهجع وغم فينا

وبالا طغال نمحيهم اذا جاؤوا لوا دينا

رؤوس اينعت فيهم وسيف الحق ايدينا

فكل في الوغى صامد رجال مثل ماضينا

,و نز د اد كبركا ن وشوق الموت يحدونا

فنسعى للرد ى جمعا دفاعا عن ا راصينا



****************



علام الظلم يا ظالم وليس الدهر بالراجع

وليس الامر للا قوى فسحقا للهوى الخادع

فان الله مو جو د و لاء مر ا لله لا صا دع

ولسنا بالحصى نرمي ولكن بالردى بالواجع

رفاقي في الوغى صيرا لردع الغادر الطامع

رفاقي فاحص د وا حصدا فاني لست بالر اجع

دفاعا عن مغا نينا بقلب طا هر وا سع

فاما العز نحياها ا او شهيد الحق لاخاضع

وقول الحق مصد ا ق لجند الظلم ا ذ صارع

كنو ر الشمس وضا ح سنبقى مشعلا ساطع

ينير الدرب للاجيا ل يحكي قصة الواقع



*****************************


علينا انت لا تعجل فان الشعب صنديد

وان الحق منصور بنور الله مرفود

وان الشر خوا ر وان الظلم مردو د

وضعنا المجد اطفالا فاءيمان وتو حيد

وحب الارض مغرو س بلب القلب ممد و د

ومنا الامر معر و ف فاخلا ق وتحميد

ومنا الرا ءس مر فو ع فلم يركع ا منكود

سيبقى شامخا عا ل بامر الله مسعو د

فانا في الدجى الد ا جي كا ءقمار بها العيد

كشفنا كل مستو ر وظلم ا لليل مخمو د

واخوان عرفنا هم فخو ان ورعد يد

وشر النا س ما قالوا وافعال لهم سو د

مع الا عد اء ا صحا ب ومنا - ليتهم دو د

ليسحق بعضنا بعضا وانا فوقهم طو د

ا كفا ر واعر ا ب وهذ ا اليوم مشهو د

فاء يد ي الله ايد ينا ونصر منه محمو د

وطير من ا با بيل سير ميهم بها سود

كعصف صا ر ماء كو لا خرابا اصبح البيد

عقاب الله تدمير وتحريق تمد يد

وا رض في الفرا تين كساها النو ر تجد يد

وشمس اشرقت فينا وبعد العسر تسعيد

حبانا الله ايما نا والها ما وتمجيد

وارض قد ست عرفا فاكرام معاضيد

وال البيت ا هلونا رجال في الوغى صيد

وهذا موطن الا جدا د بالاحفاد مشسد و د

فا ما نصر نا فيه وا ما المو ت تسهيد

واما جنة الما ء وى واما النار تخليد

**********************


وهبنا للوطن عطرا نفوسا يزهو حا ميها

رجال لا نهاب الموت للاء رواح نفد يها

يمين الله اقسمنا نغذ ي الار ض نحميبها

با ر وا ح وا موا ل و ا ولا د سنر ويها

وا ءشهاد لنا كثر دما هم فو ق واديها

ينا بيع ينا بيع نروي الار ض نسقيها

فهذ ي الا رض خضراء وحمر ا ء لما فيها

وا رض ا نبتت شعبا بقاع لسنا نعطيها

وان خابت لنا نفس فمبتو ر ذ را عيها

وفي التاريخ صفحا ت لنا بيض مغا نيها

وفي التا ريخ صفحا ت لنا حمر حوافيها

وفي التا ريخ صفحات لنا سو د د يا جيها

فاء ي منها نعطيها و اءي منها نقصيها


**************************


تمهل ايها البوشي فان الله جبا ر

سيمحق فعلكم محقا وتصلى جند كم نا ر

الى الله شكو نا كم فرحما ن وقها ر

رحيم قد رضى عنا حفيظ ثم ستار

حبا نا النصر في الد نيا وفي الا خرى لنا الد ا ر

د عو نا الله يكفينا بلايا هم و ما جا ر وا

ويكشف ظلم امر يكا واحلا ف لها سارو ا

ويطفي نا ر هم جمعا اذا ما او قد ت نا ر

ويلقي بينهم رعبا فاوغا د وا شر ا ر

وا نجا س منا كيد وا و باش و كفا ر


*************************

تجبر ايها الظالم فللصهيو ني كا لخد ا م

تكابر ايها البوشي فسعد في الوغى مقدام

وجند الحق ان سار وا الى الميدان يو م الحا م

سنملي الارض نير ا نا فبا لايمان والاقدا م

سنون الحرب خضنا ها وكنا الما رد المقد ا م

فنون الحر ب علمنا وعشنا في الر دى اعوا م

وحتى الطفل مشدو د ومشبوب فلا ينضا م

وا لات الر د ى لعب بايد يهم وبالا قدا م

تر بوا بين نا رين فنا ر الحر ب والا سقا م

فكان الطفل كا لليث وما زالت لنا ايا م

على المو ت تحا لفنا وا لا النصر والاكر ام

فكل منا كالنمر وكل منا كا الضر غا م

عراقي وعربي ودين الله فالاسلا م


*******************


وفي الختام اقول ان هذا العصر تميز بكثرة الشعراء ويوجد في كل بلد او قطر عربي شعرا ء كثيرون وقد اخبرني احد الاخوة بان موريتانيا هذا البلد الصغير يسمى بلد المليون شاعر فاذا كانت موريتانيا فيها مليون شاعر فكم شاعر في مصر وكم في الجزائر
وكم شعراء الوطن العربي ككل .؟؟؟؟






******************









المصادر والمراجع

القران الكريم
ادب الكاتب ابن قتيبة
ادب العصور المظلمة ناظم رشيد
الادب العربي ابراهيم الكيلاني
الاد ب المقارن محمد غنيمي هلال
الاساس في الادب العربي مصطفى جواد ومحمد بهجة الاثري
اسطورة الادب الرفيع علي الوردي
الامالي ابو علي القالي
البيان والتبيين الجاحظ
تاريخ الابي العربي شوقي ضيف
تاريخ الادب العربي عباس العزاوي
تاريخ الادب العربي السباعي بيومي
تاريخ الادب العربي احمد حسن الزيات
تاريخ الاسلام السياسي حسن ابراهيم حسن
والثقافي والاجتماعي
تجربتي الشعرية حسن عبد الله القريشي
دوواوين الشعراء ( امرؤ القيس \ عنترة العبسي \ عمروبن كلثوم\ زهيربن ابي س سلمى\ طرفة بن العبد\ الحارث بن حلزة اليشكري\ لبيد
العامري \ الاعشى \ النابغة الذبياني\ الافوه الاودي \
عبد الشارق \ السموأل\ المرار بن سعيد \ عروةبن الورد
\حسان بن ثابت \ كعب بن مالك \ كعب بن زهير\ ابو
ذؤيب الهذلي\ الحطيئة \عبدالله بن ابي رواحة \الخنساء
الجعدي \ الكميت الاسدي \ عبد الله بن قيس الرقيات\
الطرماح\ ليلى الاخيلية\ ذو الرمة\ جميل بن معمر\
لاحوص \ العرجي \ عمر بن ابي ابيعة \ البعيث \جرير
\الاخطل \ الفرزدق \ الراعي النميري \ عيسى بن فاتك\
سلم الخاسر\بشار بن برد\ ابان بن حميد اللاحقي \ا لبحتري
ابوتمام \ ابن الرومي \ابونؤاس \ ابن المعتز\ ابو العتاهية د عبل الخزاعي \ مسلم بن الوليد \ العباس بن الاحنف\
علي بن الجهم \ الصنوبري \ السري الرفاء \ المتنبي
المعري\ ابو فراس الحمداني \ابن النبيه \ البهاء زهير
\الشريف الرضي\ الماموني \ ابن سناء الملك\الواواء\
الابيوردي \ ابن حيوس \ ابن الهبارية\جمال الدين بن
مطروح\ابوالفرجالدمشقي \ الحصري \ ابن خفاجة
الاندلسي \ ابن زيدون \ لسان الدين بن الخطيب \ابن
هاني الاندلسي \حمدة بنت زياد\ المعتمد بن عباد \
ابراهيم بن سهل الاندلسي\ابن عميرالاندلسي \ تقي
الدين اسماعيل التنوخي \ شهاب الدين محمود الكوفي\
شرف الدين الانصاري \ البوصيري \ ابن نباتة \
صفي الدين الحلي \ الشاب الظريف\ محمد النقيب
الحسني \ بدر الدين الغزي \ شمس الدين الصالحي \
الشهاب اليماني \ احمد عمر الخفاجي \ ابن عدلان
الموصلي \ زينب الشهاربة\ انور العطار \ رشيد
سليم الخوري\ محمد سامي البارودي \ عبد المحسن
الكاظمي \ احمد شوقي \ عمر ابو ريشة \ ابن تومرت
الجزائري \ جبران خليل جبران -\ الزهاوي \ معروف
الرصافي\ حافظ ابراهيم\ حافظ جميل\ ابراهيم اليازجي
ابو القاسم الشابي \ ميخائيل نعيمة \ علي الجارم\ نازك
الملائكة\ فدوى طوقان \ محمد الفيتوري \ علي محمود
طه\ مظفر النواب \ سميح القاسم \ فالح الحجية\ نزار
قباني \ عبدالرزاق عبد الواحد\ وليد الاعظمي \ عزت
المطيري \ محمد شمس الدين \ الجواهري \ سركون
بولص\ محمود درويش \ حسن عبد الله القريشي \
عبد الناصر العيسوي \ فاروق جويدة المصري \ محمد
السيد خليفة \ محمد السلال \ سعاد الصباح\ علي
عمر العسيري ) حسب تسلسل ذكرهم في الكتاب
حديث الاربعاء طه حسين
سكولوجية الشعر نازك الملائكة
شعراء حول الرسول عبد الناصر العيسوي
شعراء جاهليون نوري حمودي القيسي
شعراء اميويون نوري حمودي القيسي
الشعر العربي زهير شلبي
الشعر العربي المعاصر احمد زكي
الشعر الحديث عناد غزوان
الشعر العراقي الحديث منذر الجبوري
شرح المعلقات السبع القاضي الحسين بن عبد الله الزوزني
ضحى الاسلام احمد امين
ظهر الاسلام احمد امين
العقد الفريد ابن عبد ربه
في التصوف الاسلامي عمر كيلاني
في الادب الجاهلي طه حسين
فجر الاسلام احمد امين
في التراث العربي مصطفى جواد
في النقد الادبي على عباسش علوان
فن التقطيع الشعري والقافية صفاء خلوصي
قضايا الشعر الحديث نازك الملائكة
الكامل المبرد
المكتبة العربية سامي مكي علي
في الادب والفن فالح نصيف الحجية
عدد كبير من المجلات الادبية والثقافية منها الاداب – الاديب – الاقلام – العربي – المورد وباعداد مختلفة
ا

-------------------------








الفهرس

المقدمة
تمهيد \ مفهوم الشعر العربي
الباب الاول

العصر الجاهلي

الفصل الاول – نشاة الشعرالعربي
-كيفية وصول الشعرالينا
-النحل في الشعر الجاهلي
الفصل الثاني- خصائص الشعر ومكانته
- -طبقات الشعراء
- - مكانة الشعراء
الفصل الثالث - الاغراض الشعرية
الفخر والحماسة
المديح
الرثاء
الغزل والتشبيب
الهجاء
الوصف
الحكمة
الخمرة
الفصل الرابع- اشهر الشعراء
امروء القيس
عنترة العبسي
عمروابن كلثوم
زهير بن ابي سلمى
طرفة بن العبد
الحارث
لبيد العامري
الاعشى
النابغة الذبياني
حاتم الطائي
السمؤال
الفصل الخامس
نماذج من الشعرالجاهلي

البا ب الثاني
الشعر في صدر الاسلام
الفصل الاول – الشعر في الاسلام
موقف الاسلام من الشعراء
اساليب الشعر
بناء القصيدة
الفصل الثاني- اغراض الشعر
المدح
الهجاء
الشجاعة والاقدام
الغزل
الرثاء
الوصف
الفصل الثالث- اشهر الشعراء
حسان بن ثابت
الحطيئة
كعب بن مالك
ابوذؤيب الهذلي
الخنساء
الفصل الرابع
نماذج من الشعر الاسلامي


الباب الثالث
الشعر في العصر الاموي

الفصل الاول – الشعر في العصر الاموي
الفصل الثاني- الشعرالاموي واثر التيارات فيه
التحزب السياسي
التعصب القبلي
ازدهار الثقافة
التعصب العنصري
الحالة المعاشية
الفصل الثالث- اغراض الشعر الاموي
الفنون الشعريةالقيمة
المدح
الفخر
الهجاء
الرثاء
الوصف
الفنون الشعرية الجديدة
الغزل
الغزل العذري
الغزل الحضري
الغزل التقليدي
الشعرالسياسي
الحزب الاموي
الحزب العلوي
حزب الخوارج
الحزب الزبيري
النقائض
الخمريات
الفصل الرابع – النقائض في االشعر الاموي

الفصل الخامس- شعراء العصر الاموي
جرير بن عطية
عمربن ابي ربيعة
جميل بن معمر
الكميت الاسدي
الاخطل التغلبي
الفرزدق
الراعي النميري
العرجي
الفصل السادس
نماذج من الشعر الاموي

الباب الرابع
العصر العباسي الاول

الفصل الاول – الشعر في العصر العباسي الاول
الفصل الثاني - الاوضاع السياسية
الحالة الاجتماعية والمعاشية
الفصل الثالث – اساليب الشعر في العصر العباسي الاول ومعالنيه
اساليب تطور الشعر
تطور معاني الشعر
تطور اوزان وقوافي الشعر
الفصل الرابع – الفنون الشعرية في العصر العبلاسي الاول
الاغراض الشعرية القديمة
ا لوصف
الامور السياسية
المدح
الهجاء
الرثاء
الغزل
الحكمة
الفنون الشعرية الجديدة
الزهد
الغزل بالمذكر
الشعر التعليمي ونظم الحكايات

الفصل الخامس اشهر شعراء العصر العباسي الاول
ابو تمام
البحتري
ابن الرومي
ابو نؤاس
ابو العتاهية
علي بن الجهم
ابن المعتز
العباس بن الاحنف
الفصثل السادس
نماذج من الشعرالعباسي في عصره الاول

الباب الخامس
الشعر في العصر العبا سي الثاني
الفصل الاول – الشعر في العصر العباسي الثاني

الفصل الثاني- الشعر واثر التيارات المختلفة فيه
الاوضاع السياسية
الحالة الثقافية
الاوضاع الاجتماعية والمعاشية
ضعف اللغة العربية
الفصل الثالث – معاني واساليب الشعر
اساليب الشعر
معاني الشعر
الفصل الرابع- الفنون الشعرية
الوصف
الغزل
الشعر الاجتماعي
المدح والفخر
التصوف والفلسفة
الهجاء
الاخوانيات والشكوى
الحكم والامثال
الفصل الخامس- اشهر شعراء العصر العباسي الثاني
ابو الطيب المتنبي
ابو العلاء المعري
ابو فراس الحمداني
ابن النبيه
السري الرفاء
الصنوبري
البهاء زهير
الشريف الرضي
الماءموني
الفصل السادس
نماذج من شعرالعصرالعباسي الثاني
الباب السادس
الشعر العربي في الاندلس
الفصل الاول – الشعر العربي في الاندلس
الفصل الثاني- الاساليب و المعاني الشعرية في الاندلس
معاني الشعرالاندلسي
اساليب الشعر
الفصل الثالث – الموشحات والازجال
الموشحات
الازجال
الفصل الرابع – الفنون الشعرية في الاندلس
الفخر والمديح
الغزل
الرثاء
الوصف
الفصل الخامس- الشعراء العرب في الاندلس
ابن زيدون
ابن زريق البغدادي
ابن خفاجة الاندلسي
ابن الخطيب
ابن هانيءالاندلسي
الحصري
الفصل السادس - مراثي الاندلس

الفصل السابع - نماذج من الشعر الاندلسي

الباب السابع
الشعر العربي في العصور المظلمة

الفصل الاول- الاوضاع السياسية والاجتماعية
الفصل الثاني - االشعر في الفترة الراكدة او المظلمة
الشعر في العصر المغولي
الشعر في العصر العثماني
الفصل الثالث – الفنون الشعرية في العصور الراكدة
الحماسة والفخر
المديح–المدائح النبوية
مدح الحكام
مدح الاقارب
الرثاء
المراثي الخاصة
ا لمراثي العامة
رثاء الممالك والمدن
الوصف
الهجاء
الخمرة
الحنين والشكوى
المطارحات
الطرديات
شعر الالغاز
الشعر التعليمي
الفصل الرابع – من شعراء الفترة المظلمة
البوصيري
ابن نباتة المصري
صفي الدين الحلي
محمد الحسيني النقيب
بدر الدين الغزي
شمس الدين محمد الصالح
الفصل الخامس
نماذج من شعرالفترة المظلمة

البا ب الثامن
الشعر العربي في بدايات العصر الحديث
الفصل الاول – الشعر العربي الحديث
الفصل الثاني-اسباب تطور الشعر افي العصر الحديث
التطور في النشاط الثقافي والاجتماعي
الاتصال بالغرب
حملة نابلون على مصر
انتشار المطابع والمكتبات
الفصل الثالث – انواع الشعر العربي الحديث
عمود الشعرالعربي
الشعر التمثيلي والمسرحي
الشعر الحر
الفصل الرابع – الفنون الشعرية في العصر الحديث
الشعر السياسي
الشعر الغزلي
الوصف
شعر الرثاء
ا لشعرالتعليمي
الفخر والمدح
شعر الحنين والشكوى
شعر النكبات
الشعر الاجتماعي
الفصل الخامس – الشعراء الرواد في العصر الحديث:
محمود سامي البارودي
احمد شوقي
معروف الرصافي
عبد المحسن الكاظمي
ايليا ابو ماضي
محمد ابراهيم –شاعرالحمراء
حافظ ابراهيم
محمد المناصيري
جميل صدقي الزهاوي
الشاعر القروي
ابو القاسم الشابي
الفصل السادس
نماذج من الشعر الحديث
المصادر والمراجع
الفهرس



----------------------























ا من مؤلفات فالح نصيف الحجية الكيلاني

الشعرية

1- نفثات القلب
2- قصائد من جبهة القتال
3-الشهادة والضريح
4- الحرب والايمان
5-القصائد الدينية

النثرية

1- الموجز في الشعر العربي
2- في الادب والفن
3- تذكرة الشقيق في معرفة اداب الطريق
4- شرح ديوان عبد القادر الكيلاني وشيئ في تصوفه
5- كرامة فتاة (قصة طويلة )
6- اصول في الاسلام
7- الاشقياء ( مجموعة قصص قصيرة )
8- اصحاب الجنة في القرآن 1
9- القرآن في القرآن 2
10- الامثال في القرآن 3
11- الادعيةالمستجابةفي القران4
12- بحث في التصوف والطريقة القادرية
13- مدينة بلدروز عبر التاريخ
14- عبد القادرالجيلاني وموقفه من الفرق والمذاهب الاسلامية
15 - شرح القصيدة العينية
16- الانسان ويوم القيامة في القران الكريم 5
17- يوم القيامة في القران الكريم 6
18- شعراءالنهضة العربية
19- دراسات في الشعر المعاصر وقصيدة النثر
20- الغزل في الشعر العربي




********************************

نسخة الغلاف الخلفية

) كتاب الموجز في الشعرالعربي )

يعتبر هذا الكتاب من امهات الكتب العربية باختلاف اصنافها وفروعها. ٍمن بين مجموعةٍ من أُمَّهات كُتبِ الأدب العربي من كُلِّ أوبٍ وصقع , والآخرعن طريق آراء جلاميدِ الفصا حة و بلغاءِِ البيانِ وأساطين اللغة كُلا في مجاله . ما استحسنهُ الأدباءُ من رياض الأدبِ و البلاغةِ , وجنات الشعرِ , وحدائق اللغةِ ؛ لتكونَ المحُصلةُ بين أياديكم .. إيراقٌ حد الزهو في مجال الشعر وطبقات الشعراء.

في الشعر وطبقات الشعراء :

- مختارات البارودي
- الأصمعيات .. للأصمعي
- شرح لامية العجم للطغرائى .. لخليل بن أيبك الصفدى
- حاشية البغدادي على شرح ابن هشام لقصيدة بانت سعاد
- الشعر والشعراء لإبن قتيبة
- جمهرة أشعار العرب .. للقرشي
_ نهاية الأرب في فنون العرب... لشهاب الدين النويري
- العمدة في صناعة الشعر ونقده .. لابن رشيق القيرواني
-الموجز في الشعر العربي .. للشاعر فالح الحجية الكيلاني
- طبقات الشعراء .. لابن المعتز ( ويعتبر كتاب نقدي أيضا (
- طبقات فحول الشعراء .. لابن سلام الجمحي ( ويعتبر كتاب نقدي ايضا (
- فحولة الشعراء .. للسجستاني

د. عاصم الهاشمي

***********************************

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق