الجمعة، 16 يناير 2009

في الادب والفن

الباب الاول
تراجم الشعراء


الشاعر ابو تمام الطائي

هو الشاعر ابو تمام حبيب بن اوس الطائي ولد في قرية جاسم احدى قرى دمشق في الشام سنة188هجرية من اسرة تديــــن بالدين المسيحي حالفها الفقر والافاقة والعوز فاثر ابوه واسمه تدوس الانتقال الى دمشق لكسب الرزق وفتح حانة فيها امـــا حبيب فاشتغل مساعد عند قزاز في المدينة وقيل تفتحت قريحته في سن مبكرة ذكر انه فكر في امــر عقيدته الدينية فنبــــــــذ النصرانية واسلم وغير اسم ابيه من تدوس الى اوس اذن نشأ في دمشق التي كانت جنة الدنيا روضة من رياضها فتأثـــــر بهذه البيئة ولاريب في ذلك لما للبيئة من تأثير على الادباء والشعراء ثم انتقل مـن دمشق الى حمص وهناك اتصل بشاعرها المعروف ديك الجن ولازمه فاحبه وساعده على المضي في طريقه الشعري وقــد كسب ابو تمام منه اشياء لاباس بها0 بعد ان اشتد ساعده وتفتحت ملكته الشعرية انخرط في مدح اسرة طائية ردحا من الزمن حتى قيل ان نسبته الى طي كانت بسبب مدحه لهذه العائلة والصحيح ان نسبه الى طي راجع (( النظام فـــي شرح شعر المتنبي وابي تمام لابن المستوفي الاربلي)) ثم ضاق به المقام فاتجه نحو مصر وهناك سكن فــي الجامع الكبير بات يروي الناس الماء ويرتوي الادب و الفن الشعري حتى تكاملـــت شاعريته وثقافته انفرد في مدح رجل يقال له عياش بن هليعة حضرمي على امل مناه به الا انه طال مكوثه لم ينل امنيتــــه فهجره وهجاه وقد ساءت حاله فــي مصر بعد ذلك وزاد حنينه الى الشام حيث الاهل والاخلاء فتوجه اليها من جديد ثم اصبح المعتصم خليفة المسليمن فاستقدمه واتخذه شاعر الدولة الاانه رغم ذلك ظل متجولا لجبولته على التنقل وقد تنقل بين الشام ومصر والعــراق وفارس حيث مدح والى خراسان هناك ثم عاد الى بغداد وعندما رجع الخليفة المعتصم منتصرا ضافرا فاتحا عمــورية تلقاه الشاعر ابو تمام ببائيته المشهورة:-

السيف اصدق انباءا من الكتـــــــــب في حده الحد بين الجد واللعـــــب
بيض الصفائح لاسود الصحائف في متونهن جلاء الشك و الر يـــــــب
والعلم في شهب الارماح لامعـــــــة بين الخميسين لافي السبعة الشهب

وبعد وفاة المعتصم حكم الواثق فاكرمه واحسن اليه الاانه ترك بغداد واتجه الى الموصل وكان فيها ابن وهـــب فولاه ولاية بريد الموصل التي بقي فيها اقل من حولين ثم وافته المنية وتوفي في عام 231 هجرية0 ابو تمام مـن فحول الشعراء العـــــــــــــــرب المعدودين شاعر ذو شخصية نافذة وثقافة واسعة وفكر ثاقب وادراك واسع ذوشاعرية عبقرية وقريحة فياضة يغلب على شعره المتانــــــة الشعرية والرزانة وقوة السبك وغرابة اللفظ فلا يتسنى فهمه الا بعد رويــة واناة ومن لهم باع في العربية0 اكثــــر من الغريــــب فيه ولا ريب في ذلك فهو شاعر قوي المعرفة قوي الاحساس واسع الثقافة فاهم اللغة متظلعا فيها فظهرت كــــل هذه الامور فــي شعره
حتى الفلسفة يقول:-

هب من له شيء يريد حجابه مابال لاشيء عليه حجاب









اضف الى ذلك انه شاعر مبدع ابتكر الالفاظ وطورها والمعاني وصورها خاض جل الفنون الشعرية واغراض الشعر وابدع في المدح والوصف خاصة ويتجلى في مدحه انه شاعر معتمد على نفسه فخورا بها يندفع في مدحه بحماس وجراءة شديدة تدل على شجاعته ونفسيته القوية ومدحه يفوق من حيث الجودة بقية شعره حسن التعبير كما نلحظ فيه التناقض وحبه اللفـــــــظ الغريب ومن جيد مدحه يقول في قصيدته التي مدح فيها
الخليفة الواثق

جاءتك من نظم اللسان قلادة سمطان فيها اللؤلؤ الكنــــــــــون
انسية وحشية كثر ت بهـــــا حركات اهل الارض وهي سكون
ينبوعها حضل وحلي قريضها حلى الهدى ونسجها موضــــون

اما وصفه فقد تنقل الشاعر بين مصر والشام و العراق وخراسان وكان التنقل سببا من اسباب اجادته الوصف وصف الطبيعة وتفنن بها وخرج الى تاملات ونظريات في وصفه الشعرى رفد بها الشعر العربي يقول في اجدى
قصائده:-

رقت حواشي الدهر فهي تمرمر وغدى الثري في حليه يتكسر
دنيا معاش للورى حتـــــــــى اذا حل الربيع فاءنما هي منظر
اضحت تصوغ بطونها لظهورها نورا تكاد له القلوب تنــــور

وابوتمام احسن وابدع في الرثاء ايضا وقد تغزل وشبب وهجا فهو شاعر العربية وشاعر الصناعة اللفظية والثقافة العامـــــــــة والابداع الشعري
شاعر البلاغة البديع



الشاعر أبو الطيب المتنبي

المتنبي أبو الطيب احمد بن الحسين الكندي ولد بالكوفة سنة 303 هجرية كان أبوه ساقياً يسقي الماء لاهالي الكوفة وقــــــــــد نشـــــــاء طموحا جدا ذو نفسية ثورية وامل قوي عزم منذ البداية وهو طفل الى مناه ومن سار على الدرب وصل فطن إليه أبوه منذ الصغـــــــر فاجراه الى كتاتيب الكوفة ومجالسها وكانت الكوفة يومذاك جامعة العلم والثقافة فتعلم القراءة والكتابة وأحـــب مجالس الأدب والشعر وكان ذا فكر وقاد وقريحة ثاقبة وحافظة عجيبة فحفظ الشعر تعلم العربية وأصولها ثم رحل في صباه الى بادية السماوة ليتعلم اللغة الفصحى البعيدة عن اللحن وبقي فيها سنين تعلم الكرم الشجاعة والشهامة العربية وحدة المـــــــزاج واحب الحرية حتى عاد إلى الكوفة وكأنه بدوي صميم وقد تفتحت منابع الشعر فيه من مناهلها الأولى منذ الطفولة0 المتنبي هذا ذو النفسية العالية المتكابرة كان يـــرى كل الناس اقل منه شاءنا وانه أفضل من الملوك وأولادهم في ملكهم والأمراء
مــــــــــن عروشهم غير هياب من احد انظر إليه في شبابــــه يقول:-

أي محل ارتقــي أي عظيم اتقــــــي
وكل ما خلق الله وما لم يخلـــــــــق
محتقر في همتي كشعرة في مفرقي

لذا حقد على كل شيء في الزمن لعدم نيله امانيه الواسعة وتمرد على دهره وعلى المجتمع والظلم الاجتماعي المخيم علـــــــــى الناس في حينه ويعود ذلك الى نفسه المجبولة على التمرد والثورة وحبه لذاته واعجابه المتغطرس بنفسه المتعاليــــــــــة اولا وللافكار القرمطيــــة التي تفهمها وكانت سائدة انذاك ثانيا هذه الافكار التي تحمل الردة على الدين والثورة على الاوضـــــــاع الاجتماعية السائدة يومـــــــذاك والتي لاقت صدى واسعا في نفسية هذا الشاب المراهق المتمرد على كل شىء فكان مـــــــــــن دعاتها0 بعد جلاء القرامطة عن الكوفـــــــــة توجه الى بغداد حاضرة الدنيا وعاصمة الخلافة لكنه لم يستقر بها فسافرالى الشام سنة 321 وساح في البادية داعيا للمـــــــــــذهب القرمطي متكسبا بشعره ليعيش فيه حيث ذاع صيته في الشام وحين وصل الى حلب وكان خبره مشتهرا بها من انه شاعر فـــــذ وانه قرمطى الافكاروقدم لبث الدعاية لهذا المذهب0 قبض عليـــــه واودع السجن وكانت حاب يومذاك تحت سيطرة الاخشيد وواليهــــــا ابو لؤلو الغوري ولبث في السجن مدة مكابرا متعاليا متمسكــا بافكاره وارائه الاان طول مكوثه فيه و تعرضه للمرض اذل جمـــــاح نفسه المتمرده فطلب العفو وثاب الى رشده وكان الوالي الجديد لحلب اسحاق بن كيغلغ فاطلق سراحه على شرط ان يغادر حلــــب ولم يبق بها ابدا0 بقي ابو الطيب متجولا في الشــــــــام متكسبا بشعره مادحا هذا وذاك ممن يراهم دونه حتى كره هذه الحياة وبغضها وقد لبث في ا نطاكية اربع سنوات ثم غادرهــــا ساخطا على نفسه ودهره وانحدر نحو الجنوب الى طبرية فاتصل هناك ببدر بن عمـار واليها ومدحه وكان هذا وال عباسي بعد ان طرد العباسيون الاخشيد من ارض الشام ولما كثر حساد ابو الطيب على حضوته لدى بدروكثرةالوشايات وخال المتنبي نفسه في مازق فرمن طبرية عائدا الى انطاكية واتصل بابي العشائر الحمداني والي انطاكية مـن قبل الامارة الحمدانية ثـــــــم توجه الى حلب مقا م الامارة الحمدانية0 انقطع المتنبي الى مدح سيفالدولة الحمداني وكانت شهرته قــــــــد طبقت الافاق وقد اناله هذا منزلة عظيمة منها انه كان ينشد شعره في حضرة الامير جالسا ووهبه سيف الدولة بما لم يهب بـــــه من قبلـــــــه لابعده فعاش بترف ورفاه واحب سيف الدولة لمكانته الكبيرة عنده طيلة مكوثه عنده وقد منح الشاعر سيف الدولة قصائــــد في المدح والفخر خلدت ذكراه على مدى العصور وستبقى ولم يمدح شاعر خليفة او اميرا مثلما مدح المتنبي سيــــــــف
الدولــــــة يقول:-



وقفت وما في الموت شك لواقــف كأنك في جفن الردى وهو نائــم
تمر بك الابطال كلمى هزيمـــــــــة ووجهك وضاح وثغرك باســــم
تجاوزت مقدار الشجاعة والنهى الى قول قوم انت بالغيب عالــــم
ولست مليكا ها زما لنظيـــــــــره ولكنك التوحيد للشرك هــــــازم
تشرف عدنان به لا ربيعــــــــــــــة وتفخر الدنيا به لا العواصـــــــم

طول بقائه وحضوته الكبير ة اكثر الحساد والاعداء بحيث اوغروا قلب سيف الدولة عليه فجفاه وتغير عليه ولم يترك المتنبي هذه الحالة فشكاها الى سيف الدولة في شعره مرات واستنجد به منهم ورجاه عدم سماع الوشايات
الكاذبه يقول

ازل حس الحساد عني بكبتهم فانت الذي صيرتهم لي حسدا

والشاعر المتنبي معتد معتز بنفسه تجد ذلك في قصيدته الميمية المشهورة والتي على كل لسان نظمها في مدح سيف الدولة وفخر بنفسه فيها وبين
حساده واعداءه فيها يقول فيها:-


انا الذي نظر الاعمى الى ادبي واسمعت كلماتي من به صمــــــــم
الخيل والليل والبيد اء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلم

وكان اخر عهده بسيف الدولة الحمداتي مجلسه بمناظرة لغوية بيه وبين ابن خالويه النحوي المعروف الذي شج وجهه بمفتاح كان معه بعد غلبة المتنبي له واجرى دمه امام مرآى ومسمع سيف الدولة ولم يحرك سيف الدولة ساكنا فغضب المتنبــــــــــي وتــــــــرك المجلس وولى مغادرا حلب سنة 346 هجرية متوجها الى دمشق ثم الى الفسطاط بمصر بعد ان اغروه الاخشيـــــــــد واطمعوه بالولاية ان قدم هو اليهم فذهب ومدح كافورا الاخشيدي الذي كان على راس الدولة الاخشيدية في مصر يقــــــــــــــــول

قواصد كافور توارك غيـــــره ومن قصد البحر استقل السواقيا
فجائت بنا انسان عين زمانـــه وخلت بياضا خلفها وماءقيـــــــا

وظل يمدحه مدة من الزمنن لكنه يئس من حصوله على الولاية فاراد السفر فاستاذن الامير كافور للسفر فلم ياذن لــــــــــه وشددعليه الا انه عزم على السفر وغادر مصر خلسة والناس مشغولون افراح عيد الاضحى وبعد سفره هجا كافورا هجاءا مقذعا وصـــــب عليه خزي الدهر كله وكذلك
الشعراء اذا ماغضبوا يفعلون يقول

امينا واخلافا وغدرا وخســــــة وجبنا اشخصا لحت لي ام مخازيا
تظن ابتساماتي رجاءا وغبطـة وما انا الا ضاحك من رجائيــــــــا
وتعجبني رجلاك في النعل اننـي رايتك ذا نعل اذا كنت حا فيــــــــا

توجه المتنبي بعد هروبه من مصر الى الكوفة مسقط راسه وفي الكوفة شارك في قتال القرامطة الذين كان من دعــــــــــاة مذهبهم في صباه ثم قصد بغداد ولبث فيها اشهرا ثم غادرها الى الاحواز فمدح فيها ابن العميد ثم تلقى رساتل من عضــــــــد الدولة يرجوه التوجه اليه فذهب ومدحه وظل مدة بشيراز ثم استاذن وغادر0 شد رحاله الى بغداد والتقى فيه بمنتصــــــــــف الطريق في قرية الصافية قـــــرب النعمانية من اعمال واسط فاتك الاسدى واعراب من جماعته وكان المتنبي قد هجاه وجدته ووسمها بالطرطبة وانال من عرضــــه فقاتله وقتله فيها سنة 354 هجرية مع ولده وغلمانه ونهبوا اموالهم ابو الطيـــــــب شاعر عظيم جمع بين الشعر والعاطفة والحكمـــة والخيال والعلم والبلاغة وروحه الشعرية شذية فواحة غلابة وكانـــــــــــت عواطفه هي الدم في جسد قصائده فكسبتها الحياة الابديــــــــــة والروعة والجمال والكمال فهو ذو شاعرية فريده وهو شاعر العرب بلا منازع 0 مذهبه الشعري عجز الشعراء ان ياتوا بمثلــــه او مجاراته حتى عد شاعر العربية وقد شغل الناس وملاء الدنيا كما قيل فديوانه في كل مكتبة صغيرة اوكبيرة اوقل في كــــــــــل دار واشعاره على كل لسان ولم يحض شاعر حضوة مثله فقد سار شعره في الافاق مثل اشعة الشمس وذلك يعود لسببيـن الاول رعاية الملوك والامراء له وعنايتهم به وبشعره الذي خلدهم بمدحه والثاني قوة شاعريته وتظلعه في اللغة والادب خاض المتنبيى كل فنون الشعر وابدع فيها فكان شعــــــره تصويرا لحياة عصره وما فيه اضف الى ذلك انه امام العربية ومعجمها حافظا لاصولهـا ومفرداتها وتعابيرها و معانيها وبلاغتها جم شعره فنون موسيقية شعرية اهتم بالبديع والبلاغة وادخل الفلسفة والحكمة الــــــــى شعره واكثر منها فهــــو شاعر حكيم وحكيم شاعر لايشق له غبار فهو شاعر
العربية وكفى ا















الشاعر ابوالعلا ء المعري

هو ابو العلاء احمد بن عبد الله بن سليمان المعري التنوخي ولد في معرة النعمان احدى مدن سورية عام 363 هجرية في بيت عز وشرف وغنى ومحتمد عربي اصيل الاانه اصيب بمرض الجدري في الثالثة من عمره فافقده البصر وعاش طيلة حياته في ليل طويل تعلم ابو العلاء على يد والده فنشأ رغم عماه ذكي الفوءاد مرهف الحس متوقد الذاكرة وقد قا ل الشعر في عمر الطفولة وقد توفي والده في صباه وعمره اربعة عشرة سنة تاركا لولده الاعمى ثروة طائلة واكتنفته امه سهرت على تعليمه وقد تنقل في طلب العلم بين معرة النعمان مسكنه واللاذقية وحلب وطرابس وبغداد لمواكبة دراسته وكانت انــــذاك قبلة الأدباء وموئل الشعراء وبقوا فيها ردحا من الزمن متنقلا بين مجالس الادباء والشعراء ونواديهم وقد اجلوه واحترموه بما يليق بمكانته وفي بغداد انكب على دراسة الادب والفليسفة والعلوم العربية والحكمة ولم يترك علما من العلوم أو الآداب الاوخاض غماره وتولاه بالدرس والتحليل ولما عاد الى المعرة عاد بحرا من العلوم والاداب والفلسفة ساعده حدة ذكائه وحفظه المفرط وسمو وعزة نفسه الابية وهو في بغداد علم ان والدته مريضة فهجر بغداد مكرها وسافر الى المعـــــــــــرة لاستطلاع الأمر الا انه فوجئ بخبر وفاتها ولما يصل وعند وصوله انقطع الى نفسه وانعزل عن الناس وعاش منفردا وحرم على نفسه
الاختلاط بالناس حتى انه عبر عن حالته في شعره يقو ل:-

اراني في الثلاثة من سجوني فلا تسال عـــــن الخبر النبيـــث

فقدي ناظري ولزوم بيتــــــي وكون النفس في الجسم الخبيث

كان طلبة العلم يتوافدون عليه وهو قابع في بيته فينهلون من معين صاف لاينضب وبحر غزيرواسع المفعرفة وقد حرم اكــــــل اللحوم على نفسه حتى قيل انه لاياكل امام احد من الناس فكان خادمه يضع له الطعام في غرفـة معزولة ثم يتوارى عنه كما انه لم يتزوج ابدا قال:-

هذا ما جناه علي ابي وما جنيت على احد

توفي ابو العلاء بعد اصابته بمرض خطيراودى بحياته بعد ثلاثة ايام من اصابته به وذلك سنة 449 هجرية بعد عمر ناهز 86 عاما قضاها في محبسه في ظلمة الحياة لقد صب ابو العلاء جام سخطه على الحياة وحدجها بنظرة ماساوية شـــــــــــــــــزراء تشاؤمية فهو يراها مفعمة بالشروالكدربل كلها شر وما الخير فيها الا كزهرة تقطع فتذوى وتذبل وتنضوي بل عدها ضلالـــــة وجهالة وما هي الا مكر وحذاع وما تظاهر الناس بها الا رياء اوما يتدينون عن تعقل وروية وهو المفكر الفاحص بل يعتبره تقليد ابائهم كما فعل الجاهليون كما يرى ان الدين سبب العداوة بين الخلق ومصدر العداوة
والشقاق بينهم يقول:-

ان الشرائع القت ببننا احنا وعلمتنا افانين العداوات

لكن الشاعر وهو الزاهد في الحياةالمتفر بها غير ملحد كما تصور البعض انه مؤمن بربه كل الايمان لكنه يعود كل الامــــــور على العقل فما قبله العقل وعقله واطمان به قبله وارتضاه وسار عليه فالعقل عنده المرجع
والامام لذا فهو مؤمن بوحانية الله تعالى

توحد فان الله ربك واحد ولا ترغبن في عشرة الرؤساء

اساء المعرى الضن بالناس الى شاوى بعيد ونزع الثقة منهم وسخط على الحياة كان يرى الانسا المثالي الحر العقل والكريم في هذه الحياة غريب عن هذه الدنيا ولا مكان له فيها لذلك انزوى عن العالمين وابو العلاء فيلسوف شاعر فلسف الحياة في لزومياته وقد استقى اراءه وافكاره التي غذاها من انبع مناهل العلم واغزرها في الادب والحكمة والفلسفة والعقائد وظهــر كل ذلك في قريضه بنظم بديع وكلام متين بليغ شعر ابي العلاء بعد هذا وذك قوي متين شديد الروعة فهو شاعر فنان فيلسوف اديب حجته بالغة عارف باصالة الفن وروائعه يمزج الفكر بالخيال والفلسفة بالحكمة واسع الادراك والفهــــــــم فياض المعاني في نظم بديع وشعر بليغ وقافية متينه نظم شعره على قافية معتمدا حرفين او ثلاثة حين الحرف الواحد يكفي انظر اليه يقول:-


سر أن استطعت في الهــواء رويدا لا اختيال على رفاة العبـــاد
رب لحد صار لحدا مـــرارا ضاحك من تزاحم الاضـــــــــــداد
ودفين على بقايا دفيــــــــــــن من طويل الازمان والابــــــــــــاد
وضجعة الموت رقدة يستريح الجسم فيها والعيش متل السهاد

وهذه سمة لم يسبقه الشعراءاليها ولم يات احد بعده عليها فكان المعري كان يلهي نفسه بها في وحشته وانعزاليته ومن حيث اللفظ فهو كثير غريب اللغة ووحشي اللفظ حتى ان المتتبع لشعره بحاجة الى معجم لمعرفة معانيه ومقاصده وليــــس هذا بغريب على شاعر مثل المعرى الواسع الذكاء العارف بخفايا العربية واسرارها وعانيها واساليبها وبلاغتها خاصة وانــــه عاصر عهدا وصلت العربية فيه الى ارقى اللغات اضف ان
قصائده تطغى عليها قوة بلاغية جناسية في اكثر الاحــــــــــــــوال

وجدت الناس في هرج ومرج غواة بين معتز ل و مــــرج
فشان ملوكهم غرف ونــــزف واصحاب الامور جبا ة خرج
فاللزوميات فلسفة الحياة ومبادىء الاخلاق تتجلى فيها اساليب نقد وسخرية هذا الشاعر من الحياة ومن الناس بدعابة في جد يكشف اغوار النفس الانسانية واسرارها في شعر بليغ لم يات بمثله اللذون سبقوه
واللذون جائو امن بعده يقول:-

جهلنا فلم نعلم على الحرص مـا الذي يراد بنا والعلم لله ذي المـــــن اذا غيب المرء استسر حديثـــــه لم تخبر الافكار عنه بما يغنــــــي تضل العقول الهبرزيات رشدها ولـم يسلم الراى القوي من الافــــن طلبت يقينا من جهينة عنهـــــم ولم تخبريبي ياجهين سوى الظن فان تعهديني لا ازال مســـائلا في لم اعط الصحيح فاستغنــــــــي
هذا ابوالعلاء غير متطير لكنه متشائم شديد التشاؤم لايرى في هذه الدنيا الا شرا مستطيرا لايستطيع دفعه ولا يامل بازالته او تحسينه لذلك يتظر الدنيا
بمنظارة سوداوية حالكة يقول:-
وهل لحق التثريب سكان يثرب من الناس لابل في الرجال غباء

اوقوله:-

أراني في الكرى رجل كأنــــي من الذهب اتخذت غشاء راسي قلنسوة خصصت بها نضــــارا كهرمز اوكملك اولى خراســـي
فقلت معبرا ذهب ذهابــــــــــــي وتلك نباهة في انـــــــــــدراس
اقمت وكان بعض الحزم يومـــا لركب السفن ان تلفي الرواســي

اسمع قوله في نفي التطير :-

وما اسر لتعشير الغــــــراب اسى ولا ابكي خليطا حل تعشــــــارا
ولا توهمت انثى الانجـــــم امــراة ولا ظننت سهيلا كان عشتارا



بقي ان نقول ان الشاعر الكبير ابو العلاء المعري شاعر الحياة وفيلسوفها ترك وراءه جملة من الكتب والمؤلفات إضافة إلــى اللزوميات وسقط الزند في الشعر تربو على الثمانين موءلفا في مكتبتي منها رسالة الغفران ورسالة الصاهل والشاحج ومنها رسالة الملائكة وذكرى حبيب و الأيك والغصون وعبث الوليد ومعجز احمد والفصول والغابات وغيرها رحم الله شاعر
العربية وفيلسوفها الكبير




















الشاعر أبن هانيء الاندلسي

هو ابو القاسم محمد بن هانيء الاسدي الشاعر الاندلسي المعروف ولقب بالالبيري نسبة الي مدينة سكناه البيرة ولد الشاعر في قرية سكون قرب اشبيلية وشغف بالادب والشعر منذ طفولته وعندما شب واكتمل نضجه الادبي اتصل بامير اشبيلية ومدحه ولقي عنده حضوة ومكانة واسعة الاانه اتهم بالزندقة وسبب ذلك انغماسه اللهو والترف والملذات ودراستنه الفلسفة والايمان بها وغلوه في شيعيته والدعوة المذهبية الشيعية فناصبه الشعب العداء ولم يستطع الامير من حمايته اومخالفة راي الجماهير فوقع تحت رغبتهم مكرها ونفى الشاعر ابن هانىء خارج الاندلس اختار الشاعر المغرب ليعيش فيها وهناك اتصل بجعفر بن علي قائد الخليفة الفاطمي المنصور بالله فاكرمه وكان عمر الشاعر ست وعشون سنة ولما توفي المنصور اتصل بالمعز بن المنصور الفاطمي وعاش في هناء ورغد وعندما خرؤج المعز قاصدا مصر تخلف ابن هانيء عنه لياءخذ عياله معه ويلحق به الاانه وجد ميتا في الطريق سنة 362 هجرية وعمره ستة وثلاثون عاما قيل انه مات من كثرة الشراب والسكر وغلبته عليه وقيل قتله نداماه لعربدتهم 0ابن هاني شاعر ذو قريحة شاعرية مزيجية من شجاعة المتنبي ونفسية وتعبير ا بي تمام ومعاني البحتري وفلسفة المعري فهو شاعر غربي اندلسي حذى حذو شعراء الشرق لذا فهو شاعر عبقري متوقد الذاكرة متفلسف بارع في صياغة الشعر وبلاغة الكلام تجد في شعره المدح والهجاء والرثاء مع العلم انه خاض غمار جل الفنون الشعرية وقصائد المدح عنده شبيهة بمدح المتنبي من حيث بناء القصيدة وقوة العبارة وغلبة روح الشجاعة فيها فقد اختار الالفاظ الصحراوية البدوية في بيئة رياضية جميلة وغرابة الالفاظ وهذه صنعة شاعرنا وقد قال الشاعر المعري عنه ما اشبهه الا برحى تطحن قرونا لاجل القعقعة التي في الفاظه وفي مدحه مغالاة فائقة التصوير تتجلى فيها المقدرة الشعرية
والصناعة اللفظية الغريبة اقرء معي هذه الابيات مادحا المعز لدين الله
الفاطمي يقول :-


ماشئت الاماشاءت الاقـــــــدار فاحكم فانت الواحد القهــار
وكأنما انت النبـــــــــــي محمد وكاءنما انصارك الانصــار
هذا الذي تجدى شفاعته غــــدا حقا وتخمد ان تراه النا ر
كالبدر تحت غمامة من قسطل ضحيان لا يخفيه عنك ستار

ورثاؤه تقليد ونظرات سطحية تكاد تخلو من الابتكار الشعري كثير التشابيه كاي شاعر اندلسي خال من العاطفة الحقة الا بعضها مما يبين انه كان ينظم الرثاء تكسبا للعيش لا لتاثير الرثاء عليه لكنك تجد القصيدة قوية السبك
شديدة الموسيقى صعبة الالفاظ اقرا معي هذه الابيات يقول:-

انا وفـــــــــــي آمال انفسنا طول وفي اعمارنا قصــــر
لنرى باعيننا مصارعنــــــا لو كانت الالباب تعتبــــــــر
فما دهانا ان حاضــــــرنا اجفاننا والغائب الفكــــــــر
واذا تدبرنا جوارحنـــــــــا فاكلهن العين والنظـــــــــر
لو كان للالباب ممتحــــــن ماعد منها السمع والبصر
أي الحياة الذ عيشتهـــــــــا من بعد علمي انني بشـــــر
خرست لعمر الله السننــــــا لم تكلم فوقنا القــــــــــــدر

اما هجاء الشاعر فهو اعتماده على تشويه معالم الصورة وتكثير تشبيهها
بحيث يجعلها اضحوكة ومن قوله في هجاء رجل اكول يقول :-

انظر اليه وفي التحريك تسكيـن كانما التقمت منه التنانين
ياليت شعري اذا اوحى له فمه احلقه لهوات اومياديـــــــن




اما الوصف فهو في شعره مقل فيه لم يتغزل بطبيعة الاندلس الغناء الثرة وكذلك غزله جاء ابتداءا في قصائده على غرار القصائد الجاهلية يقول:-

امسحو عن ناظري كحل السها د وانقضوا عن مضجعي شوك القتاد
او خذوا مني ما اعطيتمــــــــــوا لا احب الجسم مسلوب الفــــــــــؤاد
هل تجيرون محبا من هـــــــــوى او تفكون اسيرا من اصفـــــــــــاد
لم يزدنا القرب الا هجـــــــــــــــرة فرضينا بالتنائي والبعـــــــــــــــا د

وختاما كا ن شاعرنا طويل النفس قليل الابتكارغريب اللفظ ضعيف العاطفة
















الشاعر أبن زيدون الاندلسي

هو ابو الوليد احمد بن عبد الله بن زيدون المخزومي ولد بقرطبة عام 394 هجرية في بيت فقه وادب وثقافــــــــــــــــــــة عالية فنشــــا محفوفا بالعلم والادب محبا لهما منذ طفولته فقد درس الفقه والادب على يد ابيه العلامة الفقيه عبــــد الله بن زيــــدون الذي وافته المنية وعمرولده شاعرنا العشرة اعوام وعلى غير والده كثير من ادباء واعلام قرطبــــــة حاضرة الاندلس ومركـــــز العربية فـــــــي الاندلس وموئل الشعراء وملتقاهم مال ابن زيدون للادب وشغف بالشعـــر وكان من طلبة الجامعة الكبرى في قرطبة ولـــــــم يمض الا وقت قصيرحتى اصبح علما من اعلام الادب العربي هنــا ك نشا واحوال البلاد السياسية مضطربة فحكم الاموييـــــــــن يتارجح فقد حدثت ثورة كبرى ادت الى زوال حكم الاموييــن وتاسيس الدولة الجهورية وقد تقرب شاعرنا مــــن ابي الحزم مؤسس هذه الدولة فنال لديه منزلة وحضوة قربه اليــه ثم تعالت رتبته حتى ا ستوزه لفطنته ثم لقب بذي الوزارنين بعد استيزاره الامور الديوانية والسياسيـة والرجل مثل كل الشعراء ذو قلب رقيق وعاطفة عالية واحساس مرهف فقد احب ابنة الخليفة المستكفــــي واسمهـا ولادة وبادلته الحب نشا بينهما حب صادق فقد هام بها الشاعر الى مدى بعيد تلك البنت الشاعـــرة الاديبة ابنـــــــــــــــــــة الخليفة التي فتحت ابواب بيتها للشعراء والا دباء فهو كمدرسة للاداب ولكن لكل بداية نهاية وقيل كل شئ وصل حده وصـــــل منتهاه وهكذا حبهما فقد وصل قمته ثم تغيرت الاحوال بينهما وكثرت الوشايات بينهما والعــــــــــواذل فتبدلت عليه ولادة وقيل احب غيرها وقيل سبب هجرها له يعود لهيام ابى الوليد شاعرنا باحدى جواريهــــــــــــــــــا واستعطافها نحوه وقيل انه عاب بعــض شعرها في محفل ادبي فاحست منه باهانة وهي الشاعرة المتمكنة وابنـــة الخليفة وخاصــــــة وان المراءة اذا جرح شعورهــــــــا لاتحب جارحه فتغيرت عليه وقد تركت هذه الامور قصائد كثيرة تعـد من عيون الشعر العربي تعلقت ولادة بحب الوزير ابن عبدوس فنظم ابن زيدون الشعر مهدده ان لم يكف عن حبـــه لولادة وشكى لحبيبته الشوق والهــــــوى ومرارته بلا فائدة يقول:-



ماضر لو انك لي راحـــــــم وعلتي انت بها عالـم
يهنيك ياسؤلي ويا بغيتـــي انك مما اشتكي سالم
تضحك في الحب وابكي انا الله فيما بيننا حاكـــــم

ثم اضطره شوقه وهواه المتزايد المحرق الى تلفيق رسالة سميت الرسالة الهزلية ارسلها الى ابن عبدوس على لســــــــــان ولادة باسلوب ساخر لاذع عله يوقع بينهما الفرقة لكن هذه الرسالة زادت البلية فادخلته السجن حيث عمد ابن عبدوس الى سجنه ولما طال سجنه راح الشاعرينظم شعره مسترحما فيبعثه حنينا وشكوى الى ولادة اويرسله الى الكاتب الوزير ابن برد لعله يسعى في خلاصه من السجن يقول:-


ابا حفص وما ساواك من فهم أيــــــــــــــاس
انا حيران وللامر صفوح والتبــــــــــــــاس
ما تري في معشر حالوا عن العهد وخا ـسوا
فلئن اصبحت محبوسا فللغيث احتبـــــــــاس

ولما لم تفد كل هذه الامور كتب الى ابي الحزم الجهوري مسترحما وسميت الرسالة الجدية ولم يحصل على نتيجة عندها قـــرر الهرب ففر من سجنه ليلة عيد الاضجى المبارك ويذكرني ذلك بهروب المتنبي من كافور الاخشيدي الليلة ذاتها 0 ظل مستقرا في قرطبة متسترا الى ان اعلن ابن حزم العفو عنه وقد بعث الشاعر بعد خروجه من السجن لواعج هواه وغرامه الى ولاده في قصيدة نونية تعد من روائع الشعر العربي ولا تزال تتناقلها السن الاجيال وستبقي يقول فيها:-


اضحى التنائى بديلا عن تدانينا وناب عن طيب لقياناتجافينا
هلا وقد حان صبح البين صبحنا حين فقام بنا للحين ناعينا
ان الزمان الذي مازال يضحكنا لانسا بقربهم قد عاد يبكينا

تقلد الخلافة بعد ابى الحزم ولده ابوالوليد فقرب ابن زيدون واناله قسطا وافرا من الحضوة والسخاء ثم عينه وزيرا ثم سفيرا بيه وبين ملوك دول الطوائف وقد رثى بين زيدون ابا الحزم عند وفاته وهناء ابنه ابا الوليد لتوليه الخلافة يقول:-

الم تر ان الشمس قد ضمها القبر وان قد كفانا فقدها القمر البدر
وان يك ولى جهور فمحمــــــــــد خليفته العدل الرضا وابنه ا لبر
لبسنا لديه الامن تندي ظلالـــــــه وزهرة عيش مثل ما انبع الزهر

بقي الشاعر متنقلا من مكان لاخر في سفارته وحب ولاده كامن في قلبه لايبرحه دائم الحنين اليها والى الليالي الانسية بقربها والسهرات ذات الكوؤس الخمرية عندها 0اتصل الشاعر في اشبيلية سنة 441 هجرية بالخليفة المعتمد ابن عباد خليفتها فقد استوزره فتحسنت احواله واستانس بعض الشيء الاانه مازال يذكر حنينه في حبه الاول حتى في اشبيلية يقول فيها :-

ايوحشني الزمان وانت انسي ويلم لي النهار وانت شمسي
لقد جازيت غدرا عن وفائـــي وبعت مودتي ظلما ببخــس
ولو ان الزمان اطاع حكمـــي فديتك عن مكارهه بنفسي

ال الحكم الى المعتمد بن عباد بعد والده المعتضد فقربه وجعله نديم شرابه ورفيق حياته حتى نال منزلة حسده الاخــــــرون عليها واخذوا يتحينون الفرص للايقاع به فلما سبت الثورة في اشبيلية وجدوا الفرصة سانحة للغدربه فاشارو على الخليفــــة المعتمد بارسال الشاعر ابن زيدون لاخمادها فسار ابن زيدون للحرب والقتال لاخمـــاد ثورة اشبيلية فاخمد المرض انفاســـــه فيها سنة 463 هجريةابن زيدون بلبل الاندلس وشحرورها الصداح ذوعبقريــــــــة شعرية ونفس ادبية شاعرة وقد املت عليه الاحداث اثرا كبيرا مسحت شعره به وقد خاض كل الفنون الشعريـــــة طغى على شعره الغزل والشكوى والحنين الى حبيبته التي لم يتسها طوال حياته سواء في سجنه اوفي وزارتـــــــه اوسفارته فهو غزل ذو عاطغعة عارمة وحب صادق ونداء القلب للقلــب الروح للروح في ثورة عارمة في لـــــــــب الفؤاد فيه تشابكت عبرات وحسرات وتاوهات وزفرات ممتزجة بشوق شديد والم حاد وامل زائف وذكرى يمزجها بوصف الطبيعة الاندلسية الفياضة اما مدحه فقد تاثر بشعراء المشرق فنقل الكثير من معاني المتنبي والبحتــــــري وصاغ على اساليبهم بقالب اندلسي ولم يكن ابن زيدون متكسبا بشعره مثل بقية الشعراء لانفة فـــــي نفسه ولعلو مكانته ومنزلته ومكانته العالية وغناه منذ الطفولة ابن زيدون شاعر ناثر جمع الصنعتين ومثله نادر وقدرجــــــح شعره علـــــى نثره فشعره عامة حسن الصياغة واضح المعاني فياضة فيه سهل حسن السبك كله عذوبة ورقــــــــة تنبعث منه موسيقــــــى شعرية سحرية تمتزج بجمال رقته جمالا فياضا رحم الله الشاعرابن زيدون وصبره علــــــــى بلواه ومحنته






الشاعر المعتمد بن عبا د

المعتمد هو ابو القاسم محمد بن عباد المعتضد اللخمي يرجع نسبه الى النعمان ابن المنذر ملك المناذرة بالعراق قبل الاسلام ولد سنة 431 هجرية بباجه قرب اشبيلية وتعلم على ايدي اعظم اساتذتها وادبائها فنشا ءمحبا للادب شغوفا بالشعر وفي ريعان شبابه ولاه ابوه البرتغال وشلب وكان يساعده في ادارتها الشاعر ابو بكر بن عمار الاندلسي اعتلى المعتمد عرش اشبيلية بعد وفاة والده سنة 461 هجرية واستوزر صاحبه الشاعر بن عمار ففتح بلاطه للادبا ء والشعراء فكان جنة من جنان الشعــــــــــر والادب والفن والعلوم وتهافتت عليه الشعراء من كل حدب وصوب من الاندلس والمغرب وصقلية اما زواجه فقد خرج مــــــــع صاحبه ابى بكر يتنزهان على عادتهما على شاطيء تهر الوادي الكبير في جو الاندلس ومناخها الطيب وكان الجو رائقــــــــــا والنسائم تمر فوق الماء فتحدث امواجا خفيفة رقراقة على سطحه فقيل انه نظر الى الى النهر متاملا هذه الامواج الصغيـــــرة مرسومة على سطح الماء فانشد صدر بيت شعري والتفت الى صاحبه الشاعر ابى بكر ان يتمه فلم يستطع وكان في تلك اللحظة فتاة على ضفة النهر قد سمعت مادار بين الرجلين وهما يركبان فرسيهما فاجازته على البديهة والبيت هو قال المعتمد

نسج الريح على الماء زرد
فاجابت الصبية
أي درع لقتال لو جمد

فاحب الشاعر الامير الفتاة وتزوجها لذكائها وفطنتها وعاش معها في حب عظيم وقيل انها في بعض الايام تاقـــــــت نفسهــــــــا لتطاءالطين بارجلها فأمر المعتمد ان يصنع لها طين ماوه الكافور والعنبر فاغمست رجليها فيه لمحبته لها ومكانتها الكبيـــرة عنده ا لمعتمد رجل سياسي وبطل شجاع اضافة الى شاعريته الفذة فقد تمكن من توسيع نفــــــوذه فاستولى على قرطبه ومـا جاورها الا ان النفوذ الاوربي اخذ يتوسع كثيرا على يد القائد الفونس السادس فـــــــي الاندلس وتضاخم كثيرا فاخافه فاستنجد بملك المغرب العربي المسلم ابن تاشفين فخاض بهذه الجيوش معركــــــــة الزلاقة المشهورة في التاريخ وانتصر على عـــــدوه الاان يوسف بن تاشفين هذاطمع فيه واحب الاستيلاء علـــى بلاد الاندلس التي تحت نفوذ المعتمد وعمل سرا للاطاحة بمـــلك المعتمد الواثق به كل الثقة فعمل على اثارة الفتن في البلاد ثم اقام بثورة فاستولى على قرطبة واشبيلية مما اضطر الشاعـــر الامير ان ينهزم ثم القي القبض عليــــــــه فنفيي مع عائلته الى المغرب حيث قضى بقية حياته في قرية من قرى مراكـــش تسمى اغمات 0هكذ نكب هـــــــذا الشاعر الملك وبدلت حياته من العز الى الذل ومن القصور والرياض والجنان العظيمة الى بيت من الطين وجــذوع النخيل ليقضي حياته حتى توفاه اجله سنة 488 للهجرة في شعر هذا الرجل فترتان مختلفتان كــــــــــــل الاختــــــــلاف الاول منذ طفولته وملكه كان فيها شاعر الترف والعز وفي شعره وصف لهذه الحياةالسعيدة المليئة بمجالس الترفيه واللهو حتى كانها قصيدة مترفة حافلة بالخيال الشعري وديوا نه خير شاهد اما الفترة التالية فهي في منفاه وزوال ملكه وفيها يندب حظه ويصف ايامه الماضية التي تلاشت كالحلم وايامه الحاضر وما فيها مـــــن لوعة وعذاب وتصويــر لذلة العيش وقماءته وعذاب النفي ومرارة السجن وشعره في هذه الفترة انساني حافــل بالرقة والعذوبة وقوة العاطفـــــــة وصدقها وما اعذب هذه الابيات من قصيدته التي نظمها في يو م العيد
في مامضى كنت بالاعياد مسرورا فجاءك العيد في اغمات مأسورا
ترى بناتك في الاطمار جائعــــــــــة يغزلن للناس مايملكن قطميــــرا
برزن نحوك للتسليم خاشعـــــــــة ابصارهن حسيرات مكاســـيـــرا
يطاءن في الطين والاقدام حافيـــــة كانها لم تطاء مسكا وكافــــــورا
لاخد الا تشكي الجد ب ظاهــــــــرة وليس الامرالانفاس ممطــــورا
افطرت في العيد لاعادت اسائتــــــه كان فطرك للاكباد تفطيــــــــــرا
قد كان دهرك ان تاءمره ممتثـــــــلا فردك الدهرمنهيا وماءمــورا
من بات بعدك في ملك يسر بـــــــــه فانما بات بالا حلا م معــــــرورا

هذا هو الشاعر المعتمد في خلاصتنا لحياته اما شعره فسهل المعاني رقيق الحواشي رائع الاساليب واسع الخيال مثيرللعواطف النبيلة بعيد النظرفي تقلبات الا يام وحكمها رحم الله المعتمد بن عباد الاندلسي





















الباب الثاني
الحكمة فلسفة العقول

كنت أسجل أقوالا وإحكاما منها أقولها في معترك الحياة اذكر بعضا من هذه الحكم والأقوال في هذا
-----------
الفيلسوف من وهب القدرة على الخوض في بحر الظلمات
--------------
الصبر تاءويل كل الامور والنوا ئب لصالحك
----------
المراءة لعبة لذوي الاعصاب القوية
-----------
الحياة كئيبة مظلمة كليل الشتاء الملبد بالغيو م لكن قد تسطع النجوم والقمر لآن الغيوم تجري كالايام
-----------
الصديق من تفانى لاجل صداقته
---------
الورد اجمل شيء في الحياة
-----------
الانانية والحسد شر مافي الانسان
---------
الرجل المغرور لعبة المراءة
-----------
ضاع الحق في معترك الحياة ولم يبق الا اسمه الجميل
-----------
العالم يدفعه المال وحب الاطلاع للناتج الى العمل والاديب تدفعه العاطفة للخلق والابداع
-----------
ابرع الشعراء المتشائمون
-----------
الحياة ملك للادباء
----------
الموت هو الوحيد الذى لايفرق بين بني البشر
-------------
الحظ وهم قد يتحول الى حقيقة
-----------
الانسان الضعيف الارادة من تبيه الاحداث
-----------
الجاهل من لم يفكر بالعواقب
---------------

السفاهة ضحك بلا سبب
-----------
السعادة يعرف الإنسان منها لفظها ولا يدرك معناها
----------
الشجاع من لايرهب الموت ساعة الشدة
-----------
بكاء القلب اشد وطاءة من بكاء العين الاول يؤذي النفس والاخر يريحها
-----------
الساسة هم الذين منحهم الله القدرة على التمويه والمخاتلة
-----------
ديوان الشاعر جنته
---------
الضحك نوعان سرور وحزن وكذلك البكاء
---------
لا تشعر باهمية الشيء الابعد فقده
----------
يوم الفرح ساعة وساعة الترح الف ساعة ----------

المرأة بروحها لا بجسدها
-------------
المرأة الحكيمة مرآة صافية ترى فيها صورة الرجل ايضا
-----------
الاطفال ازاهير الحياة
---------
جمال المراءة قدرتها في اغراء الرجل
------------
الروح نهار الحياة والمادة ليلها لكن قد يعلو النهار غبار والليل يضيئه قمر وكواكب
------------
المرء في اربعة فكره وقلبه ولسانه وبده
-----------
الغريزة فعل بلا وعي ولاتفكير
-----------
الأطفال ملائكة السماء على الأرض
----------
المدرسة جنة لمن كان خارجها وجحيم لمن كان داخلها
---------
احلى واجمل الايام ايام الدراسة
--------
العمل قتل الفراغ بفائدة
-----------
صديقي واحد وعدوي واحد صديق مخلص وعدو جبان
-----------
الدين ثورة الفكر وفلسفة الحياة
-----------
الدين فطرة هداها الله لعباده
----------
الشاعر الفقير اغنى الاغنياء
---------
الشاعر من يخلق من الذكريات صورا حية ناطقة
--------------
الشاعر يملك مالا يملكه الناس
------------
الشاعر من يحول التافه الى نفيس والكريه الى عطر
----------
الاديب الجيد من انبع ادبه من حياته بتاثير محيطه
-----------
اشد انواع العداوة أخفاها
-------------
العين البشرية لم تر الا جزءا من مليون مليون جزء مما خلق الله
--------------
عفاف المرأة في حيائها
-----------
الحياة تجارب وعبر
---------
السفيه من لايعتبر بعبر الحياةونوائبها
-----------
الاعمى من لايعرف مايحيط به والاصم من لا يفهم مايجرى حوله والاخرس من لايتكلم في موضع الكلام
---------
الحاقد من يكتم الغيض لينتقم
---------
الامل دستور يهتدي به المرء جهد استطاعته ----------
المرأة تعرف في ملامحها عينيها و وجهها وكلامها وسيرها
-----------
ليست كل سافرة متهتكة ولا كل محجبة عفيفة
-----------
ليس كل سجين مجرما
-----------
المتهتك من يقوده هواه الى الهاوية -------
----------
الحب اسمى العواطف الانسانية
------------
ليس العربي بثوبه بل بلسا نه وعمله وشعوره
----------
الايام دول ان دالت لك دالت عليك
----------
العلم الجري وراء الحقيقة
----------
الفلسفة الغور في اعماق الحقا ئق
----------
الشقاء حقيقة الحياة
-----------
الامل الدرب الذي يسلكه المرء لنيل امانيه
---------
التفاؤل غرور المرء بحياته
---------
الطرب التغني بحالة المرء الحقيقية ----------
المذهب طريق المرء في سيره الحثيث
--------
التشاوم ادراك كنه الحياة
----------
الحياة تقاسمها الاقوياء والعدل وهم بينهم
------------
السياسي الناجح من يحسن مخاتلة الناس
----------
الففقراء كالنحل في داءبهم يعملون وتاكله الاغنياء كما تاءكل الناس العسل
---------
الأطفال في الأرض كالنجوم في السماء
---------
النوائب تنور الفكر وقد تبلده
-----------
الاغنياء البخلاء ضرهم اكثرمن نفعهم في الحالة المعاشية وذلك لو وزعت ترواتهم المكنوزة بين العاملين لعاش اكبر عدد من الناس في رفاه وسعادة
------------
القتيل السياسي شهيد وعميل في ان واحد شهيد عند اتباعه وعميل عند مناوئه
---------
الثوري إنسان متطرف
-----------
الاهمال في الواجب جريمة لاتغتفر
----------
التمرانفع فاكهة والذغذاء
------------
الشعب منطلق دوما نحو التقدم لكن يختلف تقدمه ونظام الحكم السائد
-----------
الشعب المتعطش للحرية كالحطب يزداد جفافا حتى اذا ادركته شرارة نار كانت الثورة
-----------
العدالة الاجتماعية مبدء سيسود العالم مستقبلا حتما
-------------
اخبث النا س من صديقك يوم الفرح وعدوك يوم الترح
-----------
الإنسان يموت الا شاعر مبدع وعالم مخترع
------------
المدرسة جنة 0التلاميذ ملائكتها والرسل اساتذتها ونعيمها العلم والادب
-----------
رفيقك رفيقك في المحنة
-------------
السعادة وهم في الحياة البائسة
------------
الربيع مراهق مغرور يضحك ويبكي في آن واحد
-----------
اللغة والتاريخ حياة الامة وإدراكها
---------
الأدب غذاء العقول
----------
اختار الموت في سبيل العروبة والانسانية
-----------
الرجل من يقدر على تحويل خيوط العنكبوت الواهية الى نسيج قوي
-------
التفوق من طبيعة الإنسان
-------------
بالنضال والعمل يتحقق الامل
-----------
االرؤيا كشف المستقبل
--------------
قيل السعادةفي الحياة لمن فقد رشده
------------
التهجم و السباب سلاح ضعاف النفوس
-----------
اود لو كنت اكبر المتكبرين واوضع المتواضعين
------------
الشاب المغرور سحابة صيف
-------------
الجمال نعمة قد ينقلب نقمة
-------------
الحب الصادق كالذهب الخالص
-----------
الوفاء شيمة الاكارم
----------
الساعات تطول وتقصر حسب حالة المرء النفسية بين الفرح والترح
------------
كم من مزاح بين بين الفين تطور الى خصام وقطيعة
--------------
رب صديق خير من اخ وقريب
----------- ا
الجبان من يعرف حقه مسلوبا ثم يسكت
---------
الشجا ع من ظفر وعفى والجبان من غدر
----------
ان قل الحياء مات الرجاء
-------------
ليس كل من لبس العمامة سيدا
-----------
البخيل كلاعب الشطرنج يصرف ما عند غيره ويحتفظ بما عنده
----------
الصديق التليد خير من الطارف فالاول كالذهب المجلي
----------
الادب روح العالم والعلم جسده
---------
العيد تذكير الفقراء بفقرهم
------------
النقود تجعل الثعالب اسو د
------------
الحب امتزاج روحي بين اثنين
---------
الاخلاق سلوك المرء في المجتمع
------------
تقاس الاخلاق بخروج المرء عن عادات مجتمعه
----------
الادب تجربة حية نابعة من اعماق المجتمع الانساني وموحاة منه
-----------
الأدب انعكاس لفكر المرء وخياله
---------
من لاحياء له ليس انسانا
---------
احلى الايام ايام الدراسة

المراءة جمالها في خلقها وخلقها في هدوئها فالمراءة الهادئة الجميلة الجميلات هادئة في طبعها حتى اذا تكلمت في موضع الكلام صغى الجميع
الى ماتقول 0
----------------



















الباب الثالث

شرح بيت شعر

اذا مر بي يوم ولم اكتسب ادباً ولم استفد علماً فما ذاك من عمري

هذا البيت الشعري يشعرني بهالة الإعجاب والتكريم لقائله لما فيه من عظيم القدر وأهمية الماهية وما ترك للحيــــاة وللزمن فقد اوقف الزمن ان لم يكتسب ادبا ولم يستفد علما لاشيء في الحياة الا العمل المستمر فـــــــــــــي سبيل الأعلـــى فالحياة عش لتعمل يقول الشاعر انه اذا مر وقت ولم يستفد من هذا الوقت واضاعه في اللاشيء فلا تعد تلك الحقبـــة من عمره المحدود في هذا البيت نستطيع شم رائحة فلسفة الشاعر للحياة بكل سرعة ونباهة إذ انه فلسفهـــــا بجعله حياة المرء صراعا بين الخير والشر وثم يلتزم جانب الجد فيها فالحياة بحر محيط ما شاء إن يجمع وعجـــــز المرء جزء من هذه الحياة لهذا فكثير من عمر الإنسان أي إنسان تذهب سدى وبون فائدة وربما تجلب ويلات بـــــــدل الاستفادة ة فهي أوقات تذهب من عمر الإنسان المحدود فالايام التي لم يستفد المرء منها والتي لا يحسبها من عمــــره محسوبة منه وهي أوقات تذهب مع الزمن حيث ليست لعجلة الزمن من توقف الحياة تفهم بالعقل اذ انه يفيض حسب نظرية الفيض الفلسفية فينتج عنه ما يصدر من خير أو شر والخير هو الجانب المشرق والأسمى والأفضل وسبيل للخير الأدب والعلم وربط الحياة بهما باعتبار الوقت الضائع منه لاشيء ويمكنني تشبيه العلم والأدب بزهرة ذات رائحة طيبة فالأدب هو الشذى الفواح من هذه الزهرة ولونها الجذاب اللذان يقودان الناس إليها والعلم ذات الزهرة الجذابة التــــــي يفوح منها الأريج فلولا العلم لما فاح العطر ولولا الرائحة الندية ما عرف للزهوة من فضل فالعلم والأدب متلازمــــــان بعضهما يتمم الآخر فتكون 0الحياة أن أسمى شيء في الحياة العلم والأدب ولا أظن إن الشاعر يريد بكلمة الأدب بمعناه الاصطلاحي في هذا العصر من نثر وشعر أنما قصد الأخلاق وحسن التصرف إذ إن كلمة الأدب مرت بمراحل وتطورات ففي بداية عصر الرسالة المحمدية كانت تعني الأخلاق يؤيد ذلك قول الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم (أدبنـي ربي فأحسن تأديبي )ثم يزيدنا دلالة إلى ما ذهبنا إليه انه أراد اكتساب الأدب الذي يكتسب من مدرسة الحيــــــــــــــاة لهــــــذا قال اكتسب أدبا أي أخلاقا واستفاد علما أي تعلما ثم انه يقول ولم استفد علما وبكلمة العلم يجمع جميــــــع العلوم بمـــا فيها الأدب والثقافة فالشاعر يعمل ليكون مؤدبا وعالما تقي النفس طاهر القلب وما أجدر بالعلمـــــاء إن يكونوا كذلك وإذا نظرنا للحياة وركبها وجدنا في كل يوم يموت أفواج من الإنس وتلد وإذا نظرنا للحياة وركبهـــــــــا وجدنا في كل يــــــــوم يموت أفواج من الإنس وتلد أفواج لكن لا يذكر احد منهم بل لم يعرف الناس اسم احد منهم الا من كانت حياته فنــــــارا يضيء الحياة للناس فيهدي السفن العالمين في متاهات البحر الحياتي الزاخر لشاطئ الأمان وما اقلهم فالميـــــت لا يترك وراءه غير عمله 0 مر بمقبرة وانظر لما فيها أنها تحوي ملايين البشر الذين لا تعرفهـــم اليوم حتى إن بعــــــــض اللحود صارت لحودا من جديد كما يقول الشاعر أبو العلاء رحمه الله كل هؤلاء لم يذكــــــر منهم احد من يموت إلا مـــن يعرفه ليعرفه إلا أهله وذوو قرباه ولفترة محدودة فانه راح إلى غير عودة أمـــــــــات أولائك الذين يعملون لصالـــــــــــح الإنسانية هم أمة الناس وعلى كل لسان










2
نظرة في اللغة العربية

اذا نظرنا في تاريخ اللغة العربية وكيف تكونت وكانت وكيف دخلتها هذه الكلمات الاعجمية وكيف سيطرت على السنتنا هذه اللهجة التي نتكلمها اليوم لراينا لهذه اللغة الخالدة تاريخا حافلا بالمعارك والعقبات واللطائف والغرائب فمن المعلوم ان العرب فيــــل الاسلام عرب عاربة وعرب مستعربة والعاربة كما يحدثنا التاريخ سكنت اليمن ومنماطق جنوب الجزيرة العربية وكانت لهـــــا لغتهاااو قل لهجتها الخاصة بها كاللهجة الحميرية وحمير احدى اكبر القبائل العربية تختلف عن لغة الشمال الذين يسمـــــــون بالعرب المستعربة حسبما تطلق عليهم التسميات التاريخية من حيث انهم تناسوا لغتهم الاصلية واتخذوا لغة الجنوب لغة لهم قبل ان يهدم سد مأرب في اليمن وهو سد عظيم بين الجبال اليمنية فلما تهدم اغرق الماء جل القبائل العربية اليمنية فنزحـــت هذه القبائل نحو الشمال وسكنت الحجاز وشمال الجزيرة ويحدثنا التاريخ ان العرب النازحين استطاعوا ان يصهرو السنــــة عرب الشمال لكثرتهم ويجعلونهم يتناسون لغتهم الاصلية بمرور الزمن ويتكلمون لغة الجنوب فسموا العرب المستعربــــــة لتناسيهم لغة الاباء والاجداد واتخاذهم لغة القادمين اليهم من اليمن لغة لهم ومن العجيب ان يأتي قوم نازحون لمكان معيـــــــن فيستطيعون تغيير لغة اهله الى لغتهم والتغلب على السنة المواطنين الاصليين وقد وقف المحدثون في الادب العربي موقـــــف الحذر بل الشك والريبة من هذا الامر اذ انهم لايصدقون ما تناقله اصحاب القديم بل يبرهن بعظهم علي ان لغة الشمال هــــي اللغة الاصلية وان عرب الجنوب النازحين هم الذين تناسوا لغتهم نتيجة للاختلاط مرعرب الشمال واتخذا لغة العدنانيين لغة لهم قريش هي القبيلة العربية التي كانت لها المكانة والصدارة في مكة قبل الاسلام عدنانية شمالية لغتهم ويحف بها من كل جانب القبائل العربية الاخرى النازحة والرازحة وبال ان هذه القبيلة تتكلم اللغة العربية بلهجتها الخاصة فقد استطاعت عــــــــــن طريق العلاقات الا جتماعية والارواح والمجيء من والى مكة للتجارة والحج او غيرهما ان تتغلغل لهجة قريش في السنة العــــــــرب المجاورين وبمرور الزمن اصبحت لغة قريش على كل لسان اذان لسيطرة القؤشيين على مكة اهمية بالغة ولكثرتهم وهكـــــذا اصبحت لغة قريش اللغة الرسمية العربية واجبرت الاقبائل العربية على النطق بها في المواسم وفقي القضيد الشعرو الخطابة النثر بعد ان تاءرث لغة قريش ايضا بلهجات القبائل الاخرى وبالنازحين اذا حوت كلمات من لهجات شتى القبائل العربيـــــة بين القليل والكثير والاغلب لهجة قريش ونعود الى القول ان الفضل يرجع لقوة ومكانة وعظمة قريش بين القبائل في ذالك الوقت ومنزلتهم الدينية والاجتماعية والاقتصادية اذ انهم سدنة الكعبة المشرفة التي يئمها الناس للحج في كل وقت وزمــــان ولاءنهم الشرفاء والمسيطرون على التجارة في طول البلاد وعرضها واليوم اذا رجعنا الى مفردات اللغة العربية لوجدنـــــــــا ترجع الى لهجات اسد و مضر وهذل وغسان وغيرها من قبائل الجنوب ناهيك عن تاثير قبائل الشمال فهي لغة كل العـــــــــرب والاغلب قريش واللغة العربية لغة جامعة شاملة اذ انها لغة صوتية اشتقاقية صوتية لأنها تعرف من الصوت وتكتب علـــــى الاكثر حسبما تلفظ ونبراتها سهلة الصياغة على اللسان وان اجتماع كل حرف مع الحرف الاخر يعطيك لونا جديدا ونغمـــــــا يختلف عن الاول واشتقاقية لأنها من أفعالها الأسماء وبمقدور المرء ان يتصرف كيفما يشاء ويشتق ما راق له بشرط عــــــــم الخروج على القواعد والموازين ولهذه الصفة استطاعت العربية أن تلائم كل العصور والازمنة وكل الحضارات وتنتج كـــــل هذه الاداب والعلوم وتبقي حية مدى الدهر وتساير الرقي والتحضر مع البداوة والغلضة وهي تحوى الكلمات الرقيقــــــــــــة المتناهية في الرقة الى جانب الكلمات البدوية الجافة والشديدة الوقع والصعوبة فهي كما قال عليها الاديب المصرى المرحـــــوم عباس محمود العقاد اللغة الشاعرة اتخذ الاسلام العربية لغة رسمية له اذ انه نزل في بيئة عربية وانتشر في اقوام عـــــــــــرب والرسول الذي انزل عليه القرآن وارسله الله عربي نزل القرآن الكريم بالعربية وكانت آنذاك لغة متكاملة من كل الوجوه وكان لنزوله كل الاثر في خلود هذه اللغة من جهة وتطورها من جهة اخرى فالقرآن الكريم كتاب خالد نزل من السماء(( انا نزلنا الذكر وانا له لحافظون )) وبحفظ القران حفظت العربية فالقرآن الكريم حفظها واخرجها في احرج المواقف متحديا كل العراقيـــــــــــــل والصعوبات وصانها واساليبها وقواعدها من كل ضر و وسعها واحدث فيها تقدما واسعا اذ انبرى العلماء المسلمون والعرب من دراستها والبحث فيها وفي اساليبها وقواعدها وبلاغتها وكل مكوناتها وقد مرت اللغة العربية بنكبات وتكالب عليها الأعاجــم لطمس معالمها في العصر الحديث خاصة بعد ان انتشت انتشارا واسعا في كل إنحاء العالم بفضل القرآن الكريم فاينما وجــــــــد الاسلام وجد
القرآن واينما وجد القرآن وجدت العربية ومن هذه النكبات سياسة التتريك التي اتبعها الاتراك مع الشعب العربي الذي كان تحت السيطرة التركيــــــــــــة والفرنسة في شمال افريقيا بالنسبة للاقطار العربية التي كانت تحت ظل الاستعمار الفرنسي. القرآن الكريم سبيكة ذهبية للغــــــة العربية خالدة جمع اساليبها استوعبها وطورها احسن تطوير واضفى عليها قدسيته وعظمته لدى المسلمين في كافة انحاء العالـــــم واجلالاً وعظمة غرست في نفوسهم وقلوبهم ولبيان القرآن الكريم لاهميته في ذلك فقد تحدث في جميع اساليبها بين اللين والشدة والترهيب والترغيب والقصة والحكاية والخطابة وفيه البيان والسجع والطباق والجناس وكل البلاغة العربية فهو جامـــــــــــــع
لنحوها وقواعدها وصرفها وبلاغتها كما استعمل لهجات وكلمات وتعابير بليغة لم تنطق العرب بمثلها قبل نزوله كما جمــــــــــع لهجات بعض القبائل العربية فكان بحق الرافد الاول والاعظم فيها وبالاضافة الى القرآن الكريم هناك روافد اخري اوجدها الاسلام تصب في تطوير اللغة العربية فالأسلام يحتاج الى اسلوب قوي متين وقول فصيح وقد جمع الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم كل الفصاحة والبيان فكان الحديث الشريف الرافد الثاني لها رفدها بأساليب وكلمات جديدة0 والخطابة إذ إن الحـــــــــركة الإسلامية تحتاج إليها في بداياتها ولا زالت وذلك لعدم وجود وسائل أخرى لجهل الناس الكتابة فكان الرسول الكريم صلــــى الله عليه وسلم وخلفاؤه من بعده خطباء فكانت الخطابة الرافد الثالث إما الشعر رغم هدوء حركته في بداية عصر الأسلام فقد رقــت أساليبه وحسنت كلماته واستقى من القرآن الكريم الكثير فكان رافدا رابعا في تطوير اللغة العربية .



المرأة العربية في الشعر الجاهلي
الشعر الجاهلي وأهميته

الأمة العربية وطبيعتها وبيئتها في الجزيرة العربية والظروف التي عاشت بها وهياتها للثقافة العربيـــــة ان الشعر العربي ديوان العرب وجامع لكل مفردات حياتهم العامة والخاصة في جزيرتهم فهو ديوان مفاخــــرهم ومأثرهم في الحرب والسلم اضافة الى معتقداتهم وثقافتهم ومعارفهم واللغة العربية وان كانت ادبية وفنيـــــــــــــة وانشادية مخالفة لكلام العامة فــــــــــي الجاهيلية بعض الشئ وقد حدد المؤرخون للشعر العربي بانه قد تكامل القـول فيه وبقوته وبيانه وفنونه في فترة لاتتجــــاوز العقدين من الزمن من مبعث الرسول الكريم محمد صلى الله علـــــــيه وسلم فقد كانت العرب احوج الامم الى الشعر بدواعــــي حياتهم الاجتماعية وهذا يستوجب ان يكون لهم شعر قديـم بلغتهم القديمة اذ لم يبق منه شئ من عروضه التي اختلطــــــت بأعاريض الشعر الجاهلي وذلك لأن بحــــــــــوره المتنوعة تدل بتعددها على قدم زمانها وكثرة المران فيها اذ انها الالحان الموسقية لذلك الشعر فجائت ساذجة يسهل تناقلها كما تتناقل الالحان والاصوات المتجانسة فتغير عبارات معينة ثم ان اللغة التي نظم فيها هذا الشعـــر لتدل على رقي عظيم في التعبير والجمالية وقد كثر الشعراء في العر بية في العصر الجاهلي وفــي غيره حتـــــــى لنقول انها امة شاعرة وعاطفية وحتى الان الامة العربية امة العاطفة ولم يترك الشعراء مجالا الا قالــــــــوا فيـــــــــه الشعر لاحظ قول احدهم في مطلع معلقته ((هل غادر الشعراء من متردم ام هل عرفت الدار بعد توهم ))ومن خــــــــــلا ل دراسة الشعر نلاحظ ان الأوزان الشعرية القصيرة فيه اقدم زمنا من الاوزان الطويلة وسبب ذلك حاجتهــــــــــــــــــــم وظروف حياتهم من ذلك قول الشاعر الاسود بن يعمر وهومن قدماء الشعراء الجاهليين

ونحن قوم لنا رمـــــــــــــــــاح وثروة من مال صميـــــم
لانشتكي تاوهم في الحـــرب ولا نئن منها كتأنان السليـــم
وهذا الشعر لايستقيم
الابالغناء وخاصة الحداء او الانشاد

ولماكانت ظروف الجزيرة العربية قاسية والحياة فيها تنقلية طلبا للعيش ومراعي الانعام من الابل والغنــــــــم والحلال كانت المعارك والغزوات دائرة رحاها بين القبائل العربية واوجدت نوعا من الشعر هو شعر الرجز وهوضرب من شعر القتــــــــال والمبارزة وقد قال فيه الشعراء الكثير منه على سبيل المثال قول الشاعر عصمة بن حدرة اليربوعي

الله قد امكنني من عبـــس ساغ شرابي وشفيت نفسي
وكنت لا اشرب فضل الكأس ولااشد بالوخاف رئســـــــي

ان النتاج الروحي في جميع الامم يتوقف نشاطه على شدة الاحداث التي تنزل بها والاحوال التي تعتريها ونستطيع القــول ان حرب البسوس التي امتدت طويلا بين قبيلتي بكروتغلب كانت من العوامل المتشطة للشعر العربــــــي وحظها من القصيــــد والرجز وهوشعر الحرب كان كبير ا وكانت من الاسباب الواجدة للفرسان المقاتلين الشعراء الفرسان وما قيل في هذه قيل في حرب داحس والغبراء وفي شعر الصعاليك من الشعراء.




المرأة في الشعر الجاهلي

كانت المرأة في العصر الجاهلي ذات مقام جيد ومكانتها عالية تزاول الكثير من شوءون الحياة مع الرجل فـــــــــي التجارة مثــلا وكان لاءكثرهن حق الاحتيار في الزواج والطلاق لكنهن لايورثن مع الرجال وكن يسبين فــــــي الحرب ولا يحضرن مجالس الشورى والمؤتمرات التي كانت تعقد ايام الجاهلية وكان يقع عليهن زواج الشغــار والتزويج بالجبر والاكراه احيانا هذا الزواج لازالت بقاياه موجودة في مجتمعاتنا غيرالمتحضرة لحـــــــــــــد الان وهومايسمى بزواج الكصة بالكصة وكذلك كثرة الضرائـــــر حسب ارادة الزوج ومكانته الاجتماعية والمالية الا انها بقيت ذات المكانة العالية فكانت منهن من ملكت رقاب الرجال واطيعت مثل بلقيس في اليمن وقصتها مشهورة والزباء في تدمر ومنهن الشاعرة كالخنساء وليلى التغلبية وكان الجاهليون يحترمون المراءة في الاغلب احترام القوي للضعيف ويحدبون عليها حدب الشفيق على العزيز ويجدون فيها والعون على شـــــؤون الحياة ويعتدون بمخاطبتها في اشعارهم حتى ان بعضهم قد استهل قصيدته بها والتغزل فيها في مطالع هذه القصائد ومنهـــم فحول الشعراء من اصحاب المعلقات والشعر الغزلي اوما يسمى بالنسيب هو ان ينسب الشعر بالمراءة التي احب ويذكر محاسنها جهارا ويشير الى هواه لها وهواها له ويذكر ما يعتريه ازاءها من شوق ووجد والتياع وما يكمن في قلبه من حب وهيام وغرام لها ومما يذكر ان النسيب على وزن فعيل اى وزن من اوزان الاصوات وهذا يدلل انه كان يوءدى بطريقة انشادية غنائيـــــــة تمثل الشوق والحنين والشكوى وهو حثهم للغزل والتشبيب فالغزل في الاصل حديث الفتيان الفتيات فهو شعر الشبــــــــــــاب والتشبيب و وصف حالة الحب في ايام الشباب فالشاعر يدور بشعره حول الدكرى فتعاوده الاشواق والاحزان وصوغ طربــــــه شعرا من ذلك قول الشاعرالمنخل اليشكرى


ولقد دخلت على الفتاة في الخدر في اليوم المطير
الكاعب الحسناء ترفل في الدمقس وفي الحريــــر
فدفعتها فتدافعت مشــــــي القطاة الى الغديـــــــــر
ولثمتها فتنفســــــــــــــت كتنفس الظبي البهيــــر
ورنت وقالت يا منخــــــــل ما بجسمك من فتــور
وللعرب غزل مصنوع نشاء من الغزل المطبوع اتخذه الشعراء في اوائل قصائدهم وهوضرب من مصطنــــــــع التصابي والتشاجي او الاستهتار في بعض الاحيان بمودة المرأة واصله مبني على الشوق والتذكر لمعـــاهد الا حبة واثار الديار العافية والمندرسة وشخوص الاطلال الباعثة على الحسرة والتوجع وهذا ما تعهده اصحاب المعلقات من فحول الشعراء كأمرئ القيس في قصيدته التي استهلها
-
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللوى بين الدخول فحومل

او ما انشده طرفة بن العبد :-

لخولة اطلال ببرقة ثمهد تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد

او معلقة زهير بن ابي سلمى ومطلعها:-

امن ام اوفى دمنة لم تكلم بحومانة الدراج فالمتثلم

او معلقة الشاعر الاعشى:-

ودع هريرة ان الركب مرتحل وهل تطيق وداعا ايها الرجل


او معلقة النايغة الذبياني:-

يا دارمية بالعلياء فالسند اقوت وطال عليها سالف الامد

وغير هذه القصائد كثير واذكر ان سقط اللوى والدخول وحومل وحومانة الدراج والمتثلم والعلياء والسنـــــــد أماكن كانــــت معروفة في الجزيرة العر بية في حينها إلا ان المرأة العربية ابتليت بلاء ما بعده بلاء الا وهو الوائد اذ كان بعض العرب يدفون بناتهم الاتي اتين الى الدنيا حديثا اوحديثات الولادة عند ولادتهن خوف العار حيث كانت المراءة تسبى اثنااء الحروب وتعد من المغانم الحربية ومتاعها والغالب يسبي نساء المغلوب ويفعل بهن مايشاء مثل المتاع لذا وخوفا من العار كانوا يدفون البنات احياء ا وقد ذكر القران الكريم ذلك بعد مجئ الاسلام وحرمه (( واذا بشر احدهم بالانثى ظل وجهه مسودا وهو كظيــــــم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به ايمسكه على هون ام يدسه في التراب الا ساء مايحكمون )) –
سورة النحل أيـــــــة 70
وكذلك قوله تعالى في سورة التكوير(( واذا الموؤدة سوؤلت باي ذنب قتلت)) وقالوا ان من اسبابه الغيرة على المرأ ة ومخافة العار اذا سبيت وقيل ان بني تميم قد منعوا النعمان بن المنذر الاتاوة فحاربهم وانتصر عليهـــم واستاق نعمهم وسبى نسائهم وفي ذلك قول الشاعر الجاهلي ابي المشرج اليشكري :-

لما رأوا راية النعمان مقبلة قالوا ياليت دارنا عــــــــدن

ياليت ام تميم لم تكن عرفت مرا وكانت كمن اودى به الزمن

وكان منهم من يئد البنات من كطانت زرقاء شيماء بها علا مة او قبيحة او برشاء او كسيحة ومنهم كان يئد خشية الاتفاق و الفقر وقد نزل فيهم قوله تعالى (( ولا تقتلو اولادكم خشية املاق نحن نرزقهم واياكم ان قتلهم كان خطاءا كبيرا )) سورة الاسراء اية 30
وا لقسم الا خر كان يكره البنات ومما لاشك فيه ان القبائل وأدت بناتها لأنها دون البنين محبة لأنهن لايسهمن في كسب العيش ولافي الدفاع وقد هجر الشاعر ابو حمزة الضبي امراءته لأنها ولدت بنتا وفي احد الايام مـــــــــر بخبائها وهي تراقص ابنتها تقول :-

مالأبي حمزة لايأتينـا يظل في البيت الذي يلينا
غضبان ان لانلد البنينا تالله ماذلك في ايدينـــــــا
وانما نأخذ ما اعطينـــا ونحن كالارض لزارعينا
ننبت ما زرعوه فيــــنا

على ان حالة الواءد لم تكن عامة فالكثرة لم تئد بدليل حب الشعراء بل والرجال عامة للمرأة وفخارهم بها يقول الشاعر الفارس ابو الفرج بن معن بن اوس الشاعر الفارس المشهور

رأيت ناسا يكرهون بناتهم وفيهن لانكذب نساء صوالح
وفيهن والايام تعثر بالفتى نوادب لا يمللنه ونوائـــــــح

اما عنترة العبسي فيقول :-

ايا عبل ماكنت لولا هواك قليل الصديق كثير الاعــــــادي
وحقك لازال ظهر الجواد مقبلي وسيفي ودرعي وسادي

اما السبي فحالة اخرى لازمت المرأة وكان العرب يكرمون المراة المسبية ويخلطونها مع نسائهم احيانا وحسب مكانة المـــرأة المسبية في قومها وقوتها وربما يتزوجونها فتكون اما لأبنائهم وكثير من سادات العرب اولاد سبايا مثل دريدبن الصمة فامه ريحانة بنت معد يكرب اسرها الصمة بن عبد الله ثم تزوجها فانجبت دريدا واخوته يقول عمرو بن معد يكرب في ذلك :-


أمن ريحانة الراعي السميـــع يؤرقني واصحابي هجــــــوع
سباها الصمة الجشمي غصبا كأن بياض غرتها صديـــــــع
وحالت دونها فرسان قيــــس تكشف عن سواعدها الدروع
اذا لم تستطع شياءً فدعـــــــــه وجا وزه الى ما تستطيـــــــع

ان المرأة العربية في اغلب الاحيان اكثر من الرجل عاطفة واسرع انفعالا لذا كانت تثير الحمية والاثار في قومها من ذلك قول تماضر بنت الشريد الشاعرة المشهورة تحرض قومها على الأخذ بالثار

لا نوم حتى تعود الخيل عابسة ينبذن طرحا بمهرات وامهـــار
او تحفزوا حفزة والموت مكتنع عند البيوت حصينا وابن سيــار
فتغسلوا عنكم عارا تجللكـــــــم غسل العوارك حيضا بعد اطهــار




اقول اذا كان الاسد اشجع الوحوش فان الفرسان العرب فاقت فروسيتهم الاسود شجاعة يقول الشعر عوف بن عطية بن الخرع في ذلك –

الم تر اننا نردى حروب نسيل كأننا دفاع بحر
ونلبس للعدو جلود اسد اذا تلقاهم وجلود نمر


الا ان هناك حالة اشرها الشعراء الفرسان في قصيدهم على المرأة العربية ولا اريد ان يخلو بحثي دون الاشارة اليها وهي حالة البخل التي كثر ترددها في المرأة في الشعر الجاهلي وعلى لسان فحول الشعراء وفيه فيض من الشكاية من النســــاء المانعات رجالهن الكرم واللأماتهم على الاسراف من ذلك قول الشاعر حاتم الطائي لزوجته :-




وقائلة اهلكت بالجود مالنـــا ونفسك حتى صبر نفسك جودها
فقلت دعيني انما تلك عادتي لكل كريم عادة يستعيدهــــــــــــا



وقال الاخر هو حطائط بن يعفر النهشلي لزوجته :-

تقول ابنة الحباب رهم حريتنا حطائط لم تترك لنفسك مقعدا
اذا ما افدنا صرمة بعد هجمــة تكون عليها كابن امك اسودا
فقلت –ولم اعية الجوا-تبينــي اكان الهزال حتف زيد واربدا
اريني جوادا مات هزلا لعلني ارى ما لاترين اوبخيلا مخلدا








المرأة العربية في شعر الحرب والقتال
الامة العربية اشتهرت بالحرب والقتال وسجلت ايامها التاريخية في حروب ذى قار وداحس والغبراء وحـــــــــرب البسوس وكلاب ايامــــــــا معروفة مشهورة في مقاتلة القبائل للحصول على المراعي او المياه اوالصيد والقــــــــــنص بسببب التنقل والبحث عن الكلاء والمعاش كانت المراءة لها باع طويل في ذلك0 اعز الرجل المراءة واحبها وانشــــد القصيد بذكرها شوقا ووقف على اطلالهـــــــا يندب ويبكي ويتذكر ماضيه السعيد او يخاطبها مفتخرا بشجاعتــــــــــه وكرمه وعالي مقامه ويشهدها على حسن ادائــــــــــــه ومحامده فهذا الشاعر الفارس عبد يغوث يشهد زوجته مليكـــة على شجاعته وفروسيته وهاجما ومهاجما وعلى جده وقوتـــه في الترحال والغارات وقطع القفار التي لم تطاءها قدم انسان وعلى حذقه لفنون الحرب والطعان في اشد المواقف واحرج الاوقات اقراء معي هذه الابيات من شعره :-

وقد علمت عريسى جليلة اننـــي انا الليث معدوا علي وعاديـــــــــــا
وقد كنت نحارالجزور ومعمـــــل المطي وامضي حيث لا هي ماضيا
وانحر للشرب الكرام مطيتــــــي واصدع بين القينتين ردائيـــــــــا
وكنت اذا ما الخيل شمصها القنا لبيقا بتصريف القناة نبابيــــــــــا

الرجال يستبسلون في القتال حتى لا ينكسروا او يخسروا الحرب او الغارة فيؤدي ذلك الى سبي النساء والنساء انفسهن يحرضن الرجال على القتال والاستبسال وأي تحريض وتشجيع في نفوس الرجال اثرا وابعد مدى وقــوة من ان تقول الزوجة لزوجها لست زوجي اذا لم تستطع حمايتي لاحظ قول عمرو ابن كلثوم الشاعرالفارس في معلقتـــه




على اثارنا بيض حســــــان تحاذر ان تقسم او تهونـــا
ضغائن من بني جشم بن بكر خلطن بميسم حسبا ودينــا
يقتن جيادنا ويقلن لستـــــــم بعولنا اذا لم تمنعونــــــــا
اخذن على بعولتهن عهـــــدا اذا لاقوا كتائب معلمينـــــا
ليستابن افراسا وبيضــــــــا واسرى في الحديد مقرنينا
اذا لم تحمهن فلا بقينـــــــــا لشئ بعدهن ولا حيينـــــا

ان كانت نساء عمرو بن كلثوم الاتي يحرضنه على الاقتتال يقدرن الابتعاد عن الازواج اذا لم يقدروا حمايتهن فان غيرهن قد شاركن في الحرب الضروس مشاركة فعلية واشتهرن بالشجاعة مثل رقاش الطائية التي تذكرالروايات قسيادتها لقبيلتها في غزواتها وقاتلت ام عمارة نسيبة بنت كعب المازنية قتالا شديدا وقيل انها ضربت عمرو بن قميئة الفارس المشور بالسيف عدة ضربات وقاه من ضرباتها درعان كانتا عليه فضربها عمرو فجرجها جرحا بليغا ولهن مشاركات اخف من هذه او تلك وقـــد تكون اشد لاحظ شعر هند بنت عتبة تحرض قومها على القتال في أسلوب أخر :-

نحن بنات طارق نمشي على النمارق
الدر في المخانــق والمسك في المفارق
ان تقبلوا نعانق او تدبروا نفــــــــارق
فراق غير وامـق

وكان بعض الاعراب يخرجون نسائهم معهم الى القتال للتشجيع والتماس الحفيظة وخوف الفرار فقد خرج ابو سفيان للقتــــال ومعه هند بنت عتبة زوجه وشعرها اعلاه وخرجت خناس بنت مالك مع ابنها ابى عزيز بن عمير وخرجت عمرة بنت علقمة الحارثية وغيرهن كثير ومن النساء اللاتي الهبت الصدور والبت النفوس وهيجت العواطف حمية لاخذ الثأر لاحظ قول احداهن تخاطب الفرسان

لانوم حتى تعود الخيل عابسة يندبن طرحا بمهرات وامهــــــــار
او تحفزو حفزة والموت مكتنـع عند البيوت حصينا وابن سيـــــار
فتغسلوا عنكم عارا تجللكـــــم غسل العوارك حيضا بعد اطهـــــار

فهي تريد ان لايفر قومها حتى يهجموا على الاعداء هجمة قاسية صارمة تنجلي الهجمة او الغزوة عن قتــــــــــــل الواترين وغسل العار ويذكر التاريخ لنا قصة عجوز لبني رئام تدعى خويلة كان لها بنو اخوة وبنو اخـوات تعدادهم اربعون رجلا او يزيد وكانت هذه عقيما وكان بنو ناعت وبنو داهن متظاهرين على بني رئام قومها وكانو جميعا مــن قضاعة كتجاتوربن بين حضرموت والشحر فقتلوا من بني رئام ثلاثين رجلا فاقبلت خويلة هذه مع الصبح الباكر فوقفت على مصارعهم ثم عمدت الى خناصرهم فقطعتها ثم نظمتها قلادة لبستها في صدرهـــــــــا وخرجت حتى لحقت بمرضاوي بــن سودة المهري ابن اختها فأناخت بفنائه وأنشدت تقول:-


ياخير معتمد وامنع ملجــــاءا واعز منتقم وادرك طالـــــــــب
جائتك وافدة الثكالى تغتلـــي بسوادها فوق الفضاء الناضب
هذى خناصر سرتي مسرودة في الجيد مثل سمط الكاعــــــب
وتلاقي قبل الفوت ثارى انه علق يا بنو داهن او ناعـــــــــب
فابرد غليل خويلة الثكلى التي رميت باثقل من صخورالصاقب




فتاثر هذا الفارس بشعر خالته وما رآه في صدرها من اصابع اقاربه فثارت ثائرته وقام في قومه فطرق ناعبا او داهنا فاوجع فيهم قتلا وانتصر عليهم لها لقومها اما هند بنت حذيفه التي وترت بأخيها فقد رثته بشدة وقـــــوة ولتتحرز في تشبيه قومها باخس حالات الوصف المنفر ان لم ياخذوا بثار اخيها تقول:-

فان انتم لم توطئو القوم غـــارة يحدث عنها وارد بعد صــــادر
وترموا عقيلا بالتي ليس بعدها بقاءا فكونوا كالنساء العواهـر

من كل ماتقدم نلحظ مفاده الشجاعة التي هي فخار كل عربي وحليته غنيا او فقيرا ذا قبيل او مفردا واذا تقصينا حياة العربي منذ طفولته ادركنا ان الشجاعة كاءنما ولد ت معه وانه شب عليها وتسري في دمه وكان مــــــن صفات العربي انه يشجع ثــــــــم يشجع حتى يلقي نفسه في مهاوي الردى مختارا ونعود فنقول ان التساء كن يصحبن المقاتلين فهذا الفارس عمرو بن معـــــــد يكرب يقول لما راى النسوة يجرين خائفات فتوءثر الارض الصلبة فــي اقدامهن وفيهن حبيبته لميس كالبدر وكشفت عــــــن محاسن لم يرها من قبل فيها اشتدت عزيمته ولم ير بـــدا الا الهجوم على الاعداء ومنازلتهم

لما رايت نسائنـــــــــا يفحصن المعزاء شدا
وبدت لميس كانهـــــا بدر السماء اذا تبـــدى
وبدت محاسنها التي تخفى وكأن الامر جدا
نازلت كبشهم ولـــــم ارمن نزال الكبـش بدا

وهذا الشاعرالفارس عامر بن الطفيل يزدهي ببسالته وشجاعته وشعره لزوجته يقول:-

طلقت ان لم تسالي أي فارس حليلك اذ لاقى صداء وخثعمــا
اكر عليهم دعلجا ولبانـــــــة اذا ما اشتكى وقع الرماح تحمحما


او قول عمرو بن كلثوم:-

معاذ الاله ان تنوح نساؤنا على هالك او ان تضج من القتل

وقد وصلت الشجاعة عند بعضهم حد الطيش وسرعة الانفعال0 ان العربي في خصوصيته سرعة الانفعــــــــال وعصبية المزاج تثيه الكلمة وربما تهيجه الاشارة او الحركة خاصة اذا ظن ان شرفه قد مس فيغضب غضبة الاسد من ذلك قول الشاعر الفارس سعد بن ناشب مفتخرا :-

اذا هم لم تردع عزيمة همــــــــه ولم يات ماياتي من الامر هائبا
اذا هم الاقى بين عيينه عزمــــــه ونكب عن ذكر العواقب جانبــــــا
ولم يستشر في امره غير نفســه ولم يرض لا قائم السيف صاحبا

ومع كل ذلك وكل ماذكر يبقى الفارس العربي ذا عفة وشهامة من جهة المرأة فهو يراودها عن نفسها الا انه لايتزوجهــــــا الا بموافقة وليها وبعد مهرها وانه يحمي جاراته ويغض الطرف عنهن عفة وحياءا في ذلك يقول الشاعر الفارس عنترة بن شداد العبسي:-

ما ستمت انثى نفسها في موطن حتى اوفي مهرها مولاهـــــــا
اغشى فتاة الحي عند حليلهـــــا واذا غزا في الجيش لا اغشاها
واغض طرفي مابدت لي جارتي حتى يواري جارتي مأواهـــــا

المرأة العربية في شعر الحب عند الفرسان

قال الشاعر العربي :-

ولقد وددت تقبيل السيوف لأنها لمعت كبارق ثغرك المتبسم

العاطفة عند العربي جياشة تواقة بطيبيعته لذا نبع الحب من سويداء قلب كل شاعر شجاع فتغنى بالحبيب والبيت اعلاه قاله الشاعر في تغنيه بحبيبته وهو يقاتل في المعركة والسيف في يمينه والسيوف مشرعة عليه تلمع من بين نقيع المعركة فشبه لمعانها بثنايا ثغر حبيبته مستقبلة اياه باسمة ثم يقول لها والشعر لعنترة العبسي يخاطب حبيبته ابنة عمه عبلة :-

يادار عبلة بالجواء تكلمــــــي وعمي صباحا دار عبلة اسلمي
فوقفت فيها ناقتي وكأنهـــــــا قدن لاقضي حاجة المتلــــــــوم
وتحل عبلة بالجواء واهلنــــا بالحزن فالصما ن فالمتثلــــــــم
اذ تستبيك بذي غروب واضح عذب مقيله لذيذ المطعـــــــــــم
ولق مررت بدار عبلة بعدمــا لعب الربيع بريعها المتوســــــم
شطت مزار العاشقين اصبحت عسرا على طلابك ابنة مخــــرم
علقتها عرضا واقتل قومهـــا زعما لعمر ابيك ليس بمزعـــم
ولق نزلت فلا تظني غية مني بمنزلة المحب المكــــــــــــــرم

المرأة هي المراءة قديما وحديثا لطيفة جذابة ذات عواطف جياشة مغرية وفيها قوةجذب مغناطيسية حية في جذب الرجل اليها و القائه في حبائل حبها أي كان فارس مقدام حكيم عالم شجاع جبان ملك او سوقة فيقــع الرجل في شوقها وحبها حبيبة اوزوجة وعند ذلك يصبح طوع امرها لا حظ قول لامرئ القيس يقول:-
افاطم مهلا بعض هذا التدلل
المرأة في شعر الرثاء

الرثاء هو الشعر المنشد بحق المتوفي وتعديد مافيه من محاسن وشيم انسانية واخلاق كريمة وشجاعة وبسالة والتباكي عليه0 في هذا الشعر تتجلى مكانة المرثي ومنزلته في قلب الشاعر ولوعته عليه وحبه وما يعتمل في نفسه من خلجات واحاسيـــــــس وعواطف وذكريات.عرف هذا النوع من الشعر منذ القدم واشتهر بعض الشعراء اكثر من غيرهم وخاصة الشاعرات العربيــــات كالشاعرة الخالدة تماضر بنت عمرو بن الشريد المعروفة بالخنساء حيث نبع هذا الشعر من اعماق قلبها واحساسها الشجـــــي وقوة محبتها لاخويها المفجوعة بهما معاوية وصخر الفارسان العظيمان حيث قالت في رثائهما الشعــــــــــــــر الكثيروصفت فيه شجاعتهما ومكانتهما بين الفرسان العرب والنماسي والحنين اليهما بعد فقدهما مع العرض انهافجعت بالكثير ابويها اخويها وزوجها وابن اخيها في المعارك التي دارت بين قبيلتهم والقبائل الاخرى وفجعت فـي الاسلام بأولادها الاربعة في معركـــــــة القادسية وهي المعركة التي دارت بين العرب المسلمين والفرس المجــــــوس وانتصر فيها الاسلام على المجوسية0 كانت عادات العرب في الجاهلية تعينها على البكاء والندب واعلان الجــــــــــزع والحسرة فاظهرت من ذلك م لاايعرف مثله عند غيرهــــــــــا وتفجرت قريحتها بشعر الرثاء بعد فجيعتها باخويها خاصة فرثتهما ابلغ الرثاء في علو الهمة وسمو المرتبة وهما اهل لهــــــا وصارت تباهي العرب بابيها واخويها وتشهـــــد المواسم والاسواق الشعرية مثل عكاظ والمربد مسومة هودجها براية وتقول انا اعظم العرب مصيبة اقرأ معي هذا النص :-
يؤرقني التذكر حين امســـي فيرد عني عن الاحزان نكسي
على صخر واي فتى كصخر ليوم كريهة وطعان خلــــــــس
الاياصخر لاانساك حتـــــى افا رق مهجتي ويشق رمسي
ولولا كثرة الباكين حولـــــي على اخوانهم لقتلت نفســــــي
ولكن لا ازال ارى عجـــــولا وانحة تنوح ليوم نحـــــــــــس
وما يبكين مثل اخي ولكـن اسلي النفس عنه بالتاء سي

اما ما تقوله عن شجاعته وفروسيته وهي ترثيه :-

وان صخرا لتأتم الهداة بـــــــــــــه كانه علم في راسه نــــــــا ر
جلو جميل المحيا كامــــــــــل ورع وللحروب غداة الروع مسمار
لقد نعى ابن نهيك لي اخا ثقــــــــة كانت ترجم عنه قبل اخبـــــــار
فبت ساهرة للنجم ارقبــــــــــــــــه حتى اتى دون خورالنجم استار
قد كان خالصتي من كل ذي نسب فقد اصيب فما للعيش اوطار
حامي الحقيقة محمود الطريقــــــة مهدي الخليقة نفا ع و ضــوار
جواب قاصية جزاز ناصيـــــــــــة عقاد الوية للخيل جــــــــــرار




ولم تكن الخنساء وحدها فيهذا المجال فقد سبقتها ليلى التغلبية الشاعرة المعرو فة زوجة كليب عندما قتل احوها زوجها فكانت مصيبتا في الاثنين اخيها وزوجها واشتد العدااء بين قبية اهلها وقبيلة زوجها وفكانت معارك طاحنة هي حرب الابســــــــــوس الشهيرة تقول في مصابها يوم طردتها النسوة من مصاب زوجها المقتول وتذكر اخاها القاتـــل مخاطبة حماتها شقيقة زوجهـــا التي طردتها من الماتم



ياابنة الاقوام ان شئت فــــــلا تعجلي باللوم حتى تسالــي
فاذا انت تبينت الــــــــــــــــذي يوجب اللوم فلومي واعذلي
ان تكن اخت امرئ ليمت على شفق منها عليه فا فعلـــــــي
جل عندي فعل جساس فيــــــا حستي عما اجلت او تتنجلــي
لو بعين فقئت عني ســــــوى اختها فانفقات لم افعـــــــــــــل
فعل جساس علي وحدي بــــه قاطع ظهرري ومدن اجلـــــي
ياقتيلا قوض الدهر بـــــــــــه سقف بيتي جميعا من عـــــل
هدم البيت الذي استحدثتــــــه وانثنى في هدم بيتــــــي الاول
خصني قتل كليب بلضــــــــــى من ورائي ولضى مستقلـــي
يشتفي المدرك بالثار وفـــــي دركي ثاءري ثكل المثكـــــــل
اني قاتلة مقتولــــــــــــــــــــة ولعل الله يرتاح لـــــــــــــــــي

كما اضيف هناك شاعرات غير الا تي ذكرتهن منهن ام الصريع الكندية قتيلة بنت الحارث ممن اشتهرن بالرثاء ايضا
















المرأة في شعر الفرسان الصعاليك

الصعلكة تعني الفقراوالعوز والفاقة والصعاليك هم الفقراء وفيهم يقول حاتم الطائي الشاعر المشهور
غنينا زمانا بالتصعلك والغنى فكلا سقاناه بكااسها الدهر

والصعلكة ثورة على النظام المالي في الجاهلية والصعاليك هم من الشباب الشجعان الفقراء فوارس اقويـــاء ذوحس مرهف ادركوا مابين الاغنياء وبينهم من فوارق اجتماعية فالمهم هذا الادراك فتجمعوا لتحقيق ما بانفسهم عنوة عن طريق القـــــوة والغنيمة ويقتسمونه بينهم وبين الفقراء لذا كانوا يثاءرون من الاغنياء البخلاء خاصــــــة واشتهر منهم فرسان شعراء منهم عروة بن الورد وتاءبط شرا والشنفري والسليك وعمروبن براقة يقول عروة بن الورد يخاطب زوجته

ذريني ونفسي ام حسان اننـــي بها قبل لا املك البيع مشـــــــــتر
احاديث تبقى والفتى غيرخالــــد اذا هو امسى هامة فوق صبـــــــر
ذريني اطوف بالبلاد لعلنــــــــي اخليك او اغنيك من سوء محضـر
فان فاز سهم للمنية لم اكــــــن جزوعا وهل عن ذاك من متأخــر
وان فاز سهني كفكم عن مقاعد لكم خلف ادبار البيوت ومنظــــــــر






ان عروة زعيم الصعلكة كان يرى ان عليه حقوقا يوءديها لاخوانه الصعاليك وكان يولمه ان تنزل بهم نازلة ولايستطيع ان يقدم لهم العون والمساعدة يقول لزوجته

دعيني اطوف في البلاد لعلني افيد غنا فيه لذي الحق محمل
اليس عظيما ان تلم ملمــــــة وليس علينا في الحقوق معول

والصعاليك لم يجدوا غضاضة فيغاراتهم على ممتلكات الاغنياء وخاصة البخلاءمنهم بل اعتقدوا انهم على الحق في فعلهم لانهـــم يكفلون لاءنفسهم وللفقراء اسباب الحياة ولهذااعتزلوا الصعاليك الخاملين او المتكاسلين الذيـــــــــن يستجدون الناس ويخدمون النساء يقول عروة بن الورد

لحا الله صعلوكا اذااذا جن ليله مصافي المشاش الفا كل مجزر
يعد الغنى من نفسه كل ليلـــــة اصاب قراها من صديق ميسر
ينام عشاءا ثم يصبح ناعســــــا يحث الحصى عن جيله المتعثر
يعين نساء الاحي ما يستعنــــــه ويمسي طليحا كالبعير المحسر
ولكن صعلوكا صفيحة وجهـــــه كضوء شهاب القابس المتنور

وبهذ الابيات اختم هذا المقال








حسان في الجاهلية والإسلام

هو الشاعر حسان بن ثابت بن المنذر الأوسي ولد في الجاهلية في بيت شرف ورفعة وثراء قال الشعر في الجاهليــــة والإسلام في هذا المقال الموجز سنبين راءينا في شعره في كلا العصرين يقول اغلب النقاد إن شعر حسان الجاهلـــــي أقوى من شعره الإسلامي في كل قصائده وهذا حكم في رأي الخاص قاس وصارم0 طرق حسان أكثر الإغــــــــــراض الشعرية فقد شبب ومدح وهجا ورثا ووصف وافتخر وفخر وحكم مثله مثل كل الشعراء الجاهليين يقول حسان في قصيدة له نظمها في الجاهلية

أسألت رسم الدار ام لم تسألـــــــــــي بين الجوابي والبضيع فحومـل
لله در عصابة عصابـــــــــــــــــــــــة يوما بجلق في الزمــــــان الأول
يمشون في الحلل المضاعف نسجها مشي الجمال الى الجمال البزل
بيض الوجوه كريمة أحسابهـــــــــــم شم الانوف من الطـــراز الأول
لقد شربت الخمر في حانوتهــــــــــــا صهباء صافية كطعم الفلفـــل
نسبي اصيل في الكرام ومــــــــــذودي تكوى مواسمه جنوب المصطلي

بدأ قصيدته في الغزل وتساءل عن ديار الأحبة بين البضيع والجوابي وحومل وانتقل إلى مدح الغساسنة حكام الشام فـــي جلق ثم عرج على الخمرة واحتسائها ثم افتخر بنسبه الأصيل وإذا أمعنا النظر في هذه القصيدة او في غيرها من شعره الجاهلي نلاحظ متانة الشعر وبلاغته وقوة الفاضه وصعوبتها في كثير من الأحيان وكذلك الشعراء كانوا يفعلــــون إذ يخرجون في القصيدة الواحدة إلى إغراض شتى إذا تبدأ بالغزل والبكاء على الإطلال أو وصف الخمرة وبنحدر مــــن فن لاخر وهذا بلاشك يفتح أمام الشاعر أجواء شعرية واسعة فتاتي قصيدته قوية متينة لذا كان الشعر الجاهلي بليغا وقويا اما شعر حسان في الاسلام فيتميز بطبقة شعرية عالية رفيعة جمعت بين بيان الجاهلية ومعارفها وحداثــــــــة الاسلام وروحانيته الواسعة وافر البيان جزل اللفظ واسع البلاغة يعود ذلك الى صلته الشديدة والقريبة من موقـــــــع مهبط الوحي وقربه من معين الأدب الإسلامي حيث كان يستمع إلى القرآن الكريم ويحفظه فشعره قد تحلــــــــــــــى بالفصاحة الخالصة من شوائب اللفظ وغريب العبارة والتعقيد فشعره حسن مفهوم خال من حوشي الكلام زاخـــــــــــر بالمعاني الاسلامية الجديدة والاغراض السامية النبيلة ينهل من بحر المدرسة المحمدية التي التزم بها و أصبــــــــــــح لايفارقها ومن جهة اخرى انه كان شاعرا في الجاهلية شاعرا في الإسلام فازداد قوة شعرية ورفعة ومتانة فعمــــــــــره الطويل وعراكه مع الزمن وتجربته الشعرية وحاجة الإسلام إليه في الذود عنه وعن شخصية الرسول الكريم محمـــــــد صلى الله عليه وسلم قادته إلى السمو والعلو قال ابن سلا م في طبقاته للشعراء متحدثا عن شعراء الإسلام وأشهرهم حسان بن ثابت وهو كثير الشعر جيده من هذا نستنتج إن شعر حسان في الإسلام يضاهي شعره فــــــــي الجاهلية أو يزيد عليه لنقرأ له هذه الأبيات الإسلامية

الله كرمنا بنصر نبيــــــــــــــه وبنا أقام دعائم الإســـــــــــلام
وبنا اعز نبيه وكتابــــــــــــــه وأعزنا بالضرب و الإقـــــدام
في كل معترك تطل سيوفنـــــا فيه الجماجم عن فراخ الها م
ينتابنا جبريل في أبياتــــــــنا بفرائض الإسلام والإحكــــام
يتلو علينا النور فيها محكمـا قسما لعمرك ليس كالأقســام

نلاحظ جودة شعره وتأثير الإسلام فيه واقتباسه في شعره من آيات القرآن الكريم فما اقتبسه من القران الكريم واحاديث الحبيب المصطفى زادته وروت شعره من معينها قوة وبلاغة وسهولة وفصاحة حتى بلغ الذروة رحم الله حسان فهـــو سيد الشعراء المخضرمين وأسعدهم

عبد القادر الكيلاني

نموذج من الشعر الصوفي

ان اواصر الصلة التي تربط بين الدين والشعر تتركز في اعتماد كل منهما على الروح الالهام والحدس والتلقي اعتقادا واعتمادا وافرا ابتداءا من اقتناع الانسان الاول بان لكل شيء روحا وهذه الروحية هي مافي الدين من شعر ومافي الشعرمن دين وان الفرق بين الروءيا الصوفية والرؤيا الشعرية ينبثق من درجة تسامي كل منهما 0 لذا نلاحظ في مجال الفناء في العالم والامتزاج فيه لدى الصوفي بحيث تتوحد كل تناقضاته ويغدو عينا شفافا خاليا من التعكر والصراع وربما لايفترض في التجربة الشعرية بلوغ هذاالمدى في كل الاحيان الا عند القليل من الشعراء ففي حالات الصفاء والشفافية تقترب رؤى الشعراء من رؤى الصوفية وقد تبلغ مبلغها من السمو والتركيز فتاتي او تجيءا شعارهم كشطحات صوفية جانحة الى الايماء والرمز والغموض واللامعقول فالشعرالصوفي هو امتداد لشعر الزهد فقد نحدرا في نهر واحد ثم افترقا قريبا من بعضهما ثم يلتقيان في مصب واحد فشعراء الزهد كانت قصا ئدهم واشعارهم في التقرب الى الله تعالى طمعا في الجنة والجزاء الحسن ومن هنا كان شعرا مليء بالفاظ التوسل و الرجاء و المناجاة والتحذير من النار وملذات الحياة الدنبا وشهواتها والتذكير بالاخرة والمعاد والحساب يوم القيامة اما الشعراء الصوفيون فقد نبعت اشعارهم وقصائدهم من هواجس الحب والشوق والوله والعشق لخالقهم لذا اختاروا الالفاظ الغزلية وكلمات الحب الخالص في التعبير عن مكنون انفسهم وافكارهم وما يداخلها من حب وشوق الى الله تعالى وشتان بين الخوف والرهبة وبين الحب والشوق فالشاعر الصوفي محب عاشق واله من حيث ان الصوفية في جوهرها وذاتها ضرب من ضروب الحب والوله والفنا ء بالحبيب واليه والاسلوب الشعرى هو بنا ء القصيدة من حيث الشكل والمضمون حسا مضمونا وفنا وتخيلا وتصورا واحاسيس ووجدان وعواطف وصورا شعرية وبلاغة وموسيقى و نحوا وبلاغة في كل ما يتطلبه البناء الشعرى للقصيدة وداخل فيها ابتدا ءا من مطلعهاالى خاتمتها والقصائد الكيلانية امتازت بين الطول والقصر فهناك مقطوعات تكونت من بيتين او ثلاثه وقصائد بين عشرات الابيات الى جانب مطولات كانت قمة في الرقي الشعري وخاصة قصيدته العينية التي بلغت 391 بيتا الا ان السمة الجامعة لهذه القصائد اوالمقطوعات انها في التصوف والحب الالهي واللغة الشعرية التي استعملها الشعراء الصوفيون قد اشتملت على الغزل العذرى وما فيه من الفاظ في الحب والشوق والوجد والفناء في داخل المحبوب وقد اضافوا اليهااحدى طرق التعبير الصوفي ماثلة في التلويح او الرمز الشعرى الذى يومىء او يستشير به لها ومن خلال هذا الطريق استطاع الشاعر الصوفي التعبير عما يخالجه ويجول بخاطره من عبارات دون الاكتراث بما حوله وقد اكد الشيخ الكيلاني هذه الحقيقة في شعره متخذا من الرمز او الاشارة مسلكا كقوله \ اسرارى قراءة مبهمات مسترة بارواح المعاني\ فمن فهم الاشارة فليصنها والا سوف يقتل بالسنان
كحلاج المحبة اذ تبوت له شمس الحقيقة بالتدا ني\
وقال انا هو الحق الذى لا يغير ذاته مر الزما ن \ ومن العناية الشعرية جودة الصياغة وحسن اختيار الالفاظ حيث كان دقيقا في اختيار الفاظ شعره في ظل الرمز يقول من الوافر\ سقاني الحب كاسات الوصال فقلت لخمرتي نحوي تعالي اوفي قصيدته التي مطلعها من الطويل
مافي الصبابة منهل مستعذب الا ولي فيه الالذ الاطيب
فقد استعمل الالفاظ السهلة وانتقاء الكلمات الحلوة التي تبين ما يتمتع به
الشاعر من قوة والهام في الاختيار والتعبير والشاعرية الفذة بالفاظ سهلة ماءلوفة البسها ثوبا جديدا قشيبا يتلون بالوان وهج القصيدة واحاسيسها ووقعها بين الرقة والعذوبة والخطابية الكلمات الحلوة التي تبين ما يتمتع به فقد استعمل الالفاظ السهلة وانتقاء الخطابية لذا جاء شعره رقيق الحواشى جميلها رمزيا في بعض منها يقول:-


لاخمرة الا خمورى في الهوى ولا غرام الا من تصاعد زفرتي

ااما الموسيقى الشعرية فانها تنبع من احساس الشاعر وما يتاءجج في نفسه من احوال ومواجيد وقد ارتبط بالموسيقى مظهران اساسيان واضح من وعائهما وهما الاوزان والقوافي ففي مجال الاوزان الشعرية والوزن هو قالب موسيقي يعتمده اسلوب الشعر العربي اوهو مصطلح الايقاع واللحن الحادث من تجمع اصوات الحروف وتجاوبها مع بعضها تنسيقا واداءامع الصياغة من خلال انتقا ء الشاعر لها ونلاحظ ان الشيخ قدس سره قداختار لقصائده الاوزان ذات النغمات الطويلة والموءثرة في المتلقي لذا جا ئت قصائده تسبح في بحار الطويل والبسيط والكامل والوافر اما القوافي فانها تنطوي على تقدير الاتصال بين ابيات القصيدة الواحدة وتبرز اهميتها من خلال الاتصال والتناسق مع الاوزان الشعرية والانسجام بينهما بحيث نجد في شعر الكيلاني معظم قوافيه جاء كذالك منسجما مع الوزن بحيث تشكل جرسا موسيقيا عذبا متالقا متصاعدا تتفاعل مع العواطف المتلقية حتى تصل الى الانبهار في بعضها اما فى موضوع الفنون الشعرية فاقول ان الصوفي ولد في احضان حركة الزهدالاسلامي وتطور من خلالها والشعر الصوفي ولد في رحم التيار العام للشعرالديني في ا لاسلام وترعرع فيه وقد عبر الشعر الصوفي بامانة عن مختلف النوازع الصوفية كالاعراض عن الدنيا والزهد فيها والاخلاد الى القناعة والرضا بفضل الله تعالى والصبر عند النوازل والشكر لنعم الله تعالى والتوكل عليه في السراء والضراء وفي مقامات الصوفية وحقيقتها نلحظ نهوض القلب في طلب الحق عزوجل والمقام عندهم مقام العبد بين يدي الله تعالى فيما ياءتيه من العبادات والمجاهدات والرياضات والانقطاع اليه تعالى مع فرض الاتيان بكل التكاليف الشرعيه والتاءكيد على الديمومة عليها وكل هذه النوازع والسبل اليها نجده ثابتا في ادب الشيخ الجيلاني في نثره وشعره والصورة الفنبة هي اللمحة والحالة الني بسجلها الشاعر وما يتمثل به من احساس وادراك للوصول الى ما تسمو اليه شاعريته ويروم تسجيله بحالة انصع وافضل والصورة الشعرية قمة خيال الشاعر فهي بحر يسبح فيه وسماءوسماء يعرج فيها وارض يتنزه عليها وفيها والصورة الشعرية الفنية في شعر الجيلاني قدس سره نجدها واضحة جلية في قصائده ومقطوعاته الشعرية تشمخ من خلال دراسة هذه القصائد ونستطيع ان نلمس ذلك في الفنون الشعرية التي طرقها وانشدفيها فكانت فنونا شعرية واغراضا مقصودة كان منها ما يلي :-

1- الفخر الصوفي وفيه اتجه شعر الجيلاني قدس سره وجهة متميزة قد اختلفت عن مسالك الفخر المعروف فلم نجد فيه مديحا للملوك والامراء والاشخاص ولم يقصد فيه الى التباهي والتفاخر والتعظيم بما يملك او بما كان له من ماثر الاجــــــــداد والامجاد انما نجده ينبع من عقيدته ومنزلته الدينية وما يفرضه عليه الحدود الدينية التي وصل اليها في العبادة وفي حب
الله تعالى فيقول من الطويل


مافي الصبابة منهل مستعـــــــــــذب الا ولي فيه الالذ الاطيــــــــب
اوفي الوصال مكانة مخصوصــــــة الا اومنزلتي اعز واقـــــــرب
وهبت لي الايام ر ونق صفوهـــــــا فغلا مناهلها وطاب المشرب
اضحت جيوش الحب تحت مشيئتي طوعا ومهما رمته لايغـــــرب

ومن الصور الفنية الجميلة في شعره اعتماده اسلوب التشبيه بحيث يشبه المحسوسات ببعضها بحيث يشبه محسوسا باخر محسوس مثله او معنوي ينبثق من محسوس مثله قال:-
اضحى الزمان كحلة مرقومة تزهو ونحن لها الطراز المذهب

2- السكر اوالخمرة الالهية - السكر والصحو من اظهر الاحوال الصوفية واخصها وقد اختلف المشايخ ايها افضل واليـــــق بالصوفي لذا فاضت الاقوال المأ ثورة بالتعبير عن الفناء والغيبة والسكرو ما الى ذلك مما يشير الى ان الصوفي كان فــــــــي اغلب احواله ماخوذا مشغولا عن نفسه وعن كل ماسوى الله بالله وحده السكر الصوفي هو تلك النشوة العارمة التـــــي تفيض بها نفس الصوفي وقد امتلاءت بحب الله تعالى حتى غدت قريبة كل القرب فالسكر الصوفي ليس شرابا او خمرا يدير الراس او يثقل الحواس فيضرب غشا وة علي القلب بل هواحساس يوقظ النفس وينعش الوجدان ويجلوعين البصيرة في نظرالصوفية- فتفتح امام القلب افاقا للروح في هــــــــــذه العوالم الجذابة الشائقة بحيث تستولي تجليات الحبيب على قلب الصوفي فلا يشهد ولا يشاهد سوى الحق سبحاه وتعالــــى لان حضور الحبيب في القلب هو محور لشعوره بذاته وبما حوله وقد يصل الى درجة صفو الوجد وبهذا يحل والوجود الشهــودي وحل الوجود الوجودي ونتيجة لذلك وهذه الدرجة من الحب الالهي وما يشعر به ا لصوفي العارف تجاه خالقه ومايحـــس به من شعور ازاء جمال من يحب المنزه عن الجمال الدنيوى ظهرت حالات النشوة والتي هي حالات السكر المشابه فـــــي اثاره الى حد بعيد حالات السكر الخمري وهذه الحالة علامة الصدق في الحب في ذلك يقول الشيخ عمر السهروردي المحــــــب شرفه ان تلحقه سكرات المحبة فاءن لم يكن ذلك لم يكن حبه حقيقة- ومن هنا نجد شعر الجيلاني قدس سره قد ملــــــــــــــــــــــىء بالخمريات الالهية حيث انها مزجت بدم الشيخ فتنبعث من روحه وقلبه وعواطفه لاحظ اليه يقول

حد يثها من قديم العهد في اذنـي فخلني من حديث الحادث الفانــــي
قديمة مزجت روحي بها ودمـــي وهي الاتي لم تزل روحي وريحانـــي
انا النديم الذي تم السرور بـــــــه من كان يعشق رب الجا ن يهواني
وتعشق الراح مني حين اشربهـــا ويسكر السكر مني حين يغشانــــي

أي تعبير مبدع حاذق هذا واية صورة فنية خالدة لحالة السكر الالهي فالراح هي التي تعشقه والسكر هو الذي به يسكـــــــــر وخمرته ليس هذه الخمور الدنيوية وليست نشوته نشوتهم فهي نشوة ازلية ابدية يعني بها التحدث بذكر الله تعالى في السر الخفي الذي رادف السر والنور المحمدي وفيها يتشوق الشيخ قدس سره الى الذا ت العلية وحبيبه الذى يراه في كؤوس الخمر الا لهية يقول:-


سقاني حبيبي من شراب ذوي المجد فاسكرني حقا فغبت علىوجدي

وحالة السكر هذه لاتكون الا لاصحاب المواجيد فهي حالة متاءتية من النظرالىالحق وفيه بعين القلب مستأنسا بالمشاهـــــدة والحب والجمال الالهي في ظل النشوة العظيمة التي يشعر بها وقد تسمى هذه الحالة الشطح وهي حالة فيض وجد فـــاض بقوته وهاج لشدته وغليانه وغلبته والشطح عند الصوفيه من الحركة انها حركة اسرار الواجدين – فالصوفي عندما يقوى وجده ولم يطق حمل مايرد على قلبه من سطوة انوار الحقائق الالهية فيسطع ذلك على لسانه بعبارات مستغربة على مفهوم سامعها الا اذا كان من العارفين متبحرا في العلوم واستطيع تمثيل حالة الفيض بدلو ملىءبالما ء ووضع تحت سيل يصب فيه فكلما كان السيل قويا كان الفيض مثله وهذه حالة لايستطيع ادراك قوتها ا لا من دخل فيها واحسها بصدق انظر اليه يقول \–من البسيط-


لي همة بعضها يعلو على الهمــــــم ولي هوى قبل خلق اللوح والقلم
ولي حبيب بلا كيف ولا مثـــــــــــل ولي مقام ولي ربع ولي حرم
القادرية فرسان معربـــــــــــــــــدة بين الانام وسري شاع في القدم
عصف البحار وقد اظهرت جوهرها فلم ار قدما تعلو على قدمـــــــي

فهي جراء هيمانه ووجده يتصور ان همته تعلو على جميع الهمم الاخرى ووجده قبل خلق اللوح والقلم وان الله تعالى منزه عن الكيفية والمثلية – ((ليس كمثه شىء وهوالسميع البصير )- ويشير الى ان مقامه محفوظ ومحارمه مصانة ويشبه من تبعه من السالكين طريقته وسلوكه كالفرسان الذين لهم من الباءس والقوة فاذاع شهرته وعلت منزلته بين العالمين ومع كل هذا وذاك وفي حالتي الصحو اوالسكر نجد نكران الذات لدى الصوفي تنبع من هجره ملذات الحياه والانشغال بذكرالله مما يشــــع من روحه الصفاء من الكدر والانانية ويجعلها تفيض بالمحبة الخالصة الصافية في سمو من الاخلاق امتثالا للحديث القدســـــــي( المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء –)

3- الحب الالهي\ ويعتبر الحب الالهي حجر الزاوية في الروءية الصوفية وهو الذى اخرج الكون من العدم والارادة فمحبة الحق تعالى للعبد ارادته لانعام مخصوص عليه وهي حالة تلاحظ في قلبه بلطف من العبارة وقد تحمله هذه الحالة على التعظيم له وايثار رضاه تعالى وقلة الصبر عنه وللاهتياج اليه وعدم القرار من دونه مع وجود الا ستيناس بدوام ذكره له بقلبه لقد وردت كلمة الحب في القران الكريم في عدة مواضع مما يدل على انه عاطفة صافية من الله تعالى نحو عبده غرسها فيه واخرى صاعدة من العبد نحو ربه حالة متبادلة بين العبد وربه فالمحبة منه اليه اودع بذورها قلوب محبيه وان الروح فيض منه تعالى وهبة منه اليهم فالحب تعبير عن وفاء الروح لخالقها وليس جميع الارواح قادرة على الوفاء بالحب عن منة الله اليها لذا اصبح اهل المحبة مخصوصين بهذه النعمة اصطفاهم ربهم عن سائر خلقه وقد تصل درجة المحبة فيهم الى حد الوجد فتكون مكاشفات من الحق تعالى تثير الزفير والشهيق والبكاء والانين والصعقة والصيحة والصراخ ويكون ذلك اذا انقطعت الاسباب وخلص الذكر وحي القلب ورق وصفى وغرست فيه الموعظة والذكر فانبتت واورقت واثمرت وحل الذكر من المناجاة في محل قريب وخوطب فسمع الخطاب باذن واعية وقلب شاهد وسر طاهر فشاهد ماكان فيه ان التصوف بني على الحب الصادق العفيف فهو سمة بارزة للتصوف التزمه الصوفيون ايمانا بقدسيته حيث ورد كما اشرنا انفا في المصحف الشريف( قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله )وفي احاديث الرسول الكريم على الله عليه وسلم ورد الحب بها كثيرا (اللهم اني اساءلك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربني الى حبك) والصوفية يعتبرون اعمالهم تقربهم الى محبه الله تعالى لذا اضبح الحب الصوفي حبا صادقا تتعلق الروح فيه بالحضرة الالهية ومنها ظهر تاءثر الشعراء الصوفيين بشعرا ء الحب العذري وتمثلوا بالفاظهم ومواجيدهم وتغنوا بالذات الالهية وقد تبين بجلاء تام في شعر الشيخ الجيلاني قدس سره \
فواءد به شمس المحبه طالع وليس لنجم العذل فيه مواقع ومن علائم الحب الالهي الانس وهو اقرار المشاهدة لجمال الحضرة الالهية في القلب وهذا جما ل الجلال وفيه ينجلي الشيخ قدس سره وكانه في حضرة التقريب مستاءنسا بوجوده مع الحق تعالى وقد تحققت عبوديته له ووصل الى المقام الاعلى وهنا ليس للصبر مع العبد اختيار ولا ارادة بل يصل الى درجة الفناء فيه وقد اتخذ الفناء في شعر الجيلا ني قدس سره مايفصح عن كيفية هذا وتمكينه في هذا الحب منه من افناء ذاته واتحادهما في موضوعاتهما بتشويق ازلي في توكيد الذات واثباتها يقول من الطويل

تمكن مني الحب فامتحق الحشـــــــــــا واتلفني الوجد الشديد المنـــازع
وقد فتكت روحي تقارعه الهـــــــــوى وافنيت في نجو ى بما انا فازع
تلذ لي الايام اذ انت مسقمــــــــــــــــي وان تمتحني فهي عندي صنايع

ان ذكر الله تعالى والدوام عليه في ثنايا هذا الحب العطيم وتوكيد الاتصال الالهي الذي يشعر به اتجاه من يحب ليشير الى المنزلة العظيمة التي تحاول التقرب منها دائما ومن هنا يتبين ان الحب الالهي سر ان افصح عنه عوقب صاحبه بالموت واتهم بالكفر والعصيان وعلى هذا فان الحب الالهي عند الجيلاني قدس سره قد اخذ منحى من قبله من شعر اء الصوفية في التكتم والسر وعدم البوح وتحمل مايجده من صبابة ولوعة وشوق ووجد يقول
\- فقري اليكم عن الاكوان اغناني وذكركم عن جميع الناس انساني وقد عرفت هواكم واعترفت به وانكرت من كان في عرفي وعرفاني ان جاء جدب فانتم غيث مخمصتي او عز خطب فاءنتم عز سلطاني وان يكن احد في الناس منصرفا الى سواكم فمالي غيركم ثاني
4- شعر الشكوى والمحنة \ ان الشعر الزهدي اوالديني والشعر الصوفي رافد من روافده الفذة - اتسم بالشكوى من الحياة اوالدنيا والحنين الى الاخرة والجيلاني قدس سره احد شعراء الصوفية المطالع لشعره او دارسه يلاحظ المنهج فيه و اضحا وان كانت الحياة التي احياها بعيدة عن شظف العيش فيما عدا بدايات دخوله بغداد فقد تهياءت له اسباب الحياة ومسبباتها وعاش بين الوجاهة والعبادة والرئاسةوالمجاهدةوالدراسة والتدريس والوعظ والحكم و الارشاد وكان فيها جميعا راسا ومن عاش مثله لايشكو الاان اتجاهه الديني وطريقته الصوفية جعلاه يحن الى خالقه هاجرا كل الدنيا الفانية شاكيا اليه تعالى بعد القرب ولا ا زيد عما ترجمته السيدة ايمان الهداوي في اطروحتها - عبد القادر الجيلاني اديبا – فانه هو ذاته الشكوى فن شعري قديم قدم الشعر ذاته تعود اصوله الى شعر ما قبل الاسلام وقد عرف الشعر العربي الوانا من من شعر الشكوى منها الشكوى من الناس ومن الحاكمين ومن الزمن ومن ومن ومن الاغراض التي وجدناها في شعر الشيخ الجيلاني قسسره الشكوى لله تعالـــــــــــى والاستغاثة به والتعلق بر حمته فهو يبث شكواه عند الضيق لخالقه تعالى فهو ميسر لكل صعب يقول في قصيدته الرائية

اذا ضاق حالي اشتكيت لخالقي قدير على تيسير كل عسير
فما بين اطباق الجفون وحلهــا انجبار كسير وانفكاك اسير

لقد ابدع الشعر في تصوير القدرة الالهية بانطباق الجفون وحلها (- انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون )– هذا من قبيل التصوير الفني الذى يدفع بموضوعات الشيخ نحو الجدة والابتكار فهو يعتمد الجرس القرا ني وصوره الفنية يقول من البسيط

يامن علا قرائ مافي القلوب وما تحت الثرى وظلام الليل منسدل
انت الغياث لمن ضاقت مذاهبــه انت الدليل لمن حارت به الحيل
انا قصدناك والامال واثقـــــــــة والكل يدعوك ملهو ف و مبتهل
فان عفوت فذو فضل وذوكــــرم وان سطوت فأنت الحكم العدل

وهكذا تجري قصائد الشيخ الجيلاني قدس سره واشعاره في الاستغاثة والشكوى لله تعالى والتعلق برحمته وجوده وكرمه من ذلك قوله \–من المجتث
وقفت بالباب دهــــرا عسى افوز بوصلي
من بان ترفضنـــــــي عبد ببابك من لــي
مالي بغيرك شغـــــــل وانت غاية شغلي

ان الوزن الشعري - المجتث – يموج بالكلمات ويجعل منها نشيدا جميلا لايختلف في مكانته الفنية عن ترنيمات المحبين \( الهي قد انبت بباب عطفك سائلا مع ذلة والدمع مني سائلا) شعاره في هذا المجال قصيدته المخمسة في الرجاء والاستعطاف يقول :-
وعلمت اني كم سألت مسائــلا حاشا لجودك ان تجنب سائلا
امازال في احسان عفوك يطمع لم يبق في قوس التجلد مدفـع
ادعوك يارحمن غير مشبــــــه مستشفعا بالمصطفى وبولـده
فعفو لعبدك ماجنى من ذنبـــــه يارب ان فرج فعجل لي بــــه





الفنون الشعرية

يقف الشاعر بالنسبة للحياة موقفا واحدا ونظرة واحدة اما ان يكون منطلقا في رحابها كاشعة الشمس لاحدود الانطلاقته او يكون منطو على نفسه وحسبما تمليه عليه ظروف هذه الحياة فهو اما متفائل فرح يملاء قلبه السرور والانشراح كانه الربيــــــــع بازاهيره واخضراره وحبوره او متشائم مكتئب مفعم قلبه بالا لم والحسرة والحزن كالليل او كالسمـــــــــــــاء الملبدة بالغيوم0 ان شخصية الشاعر تظهرفي شعره فشعره مراة شخصيته فهو قد يكون حكيما وقد يكون عاطفيــــــــــــــا تغلــــــب العاطفة عليـــــــه فالاول يحكم العقل فيما ينظم وله القدرة على التماس مواطن الجمال بالبصيرة القوية والذوق السليـــــم فينفذالى ذات الشيء ويزيل الستار عنه فيبدو كما هو اما الشاعر العاطفي فهوالشاعر الفنان يتجاذب مع الحياة باحساسه وشعوره المرهف ويصــــوغ شعره بخياله البارع فتسمع اجراس قلبه تجلجل بين ابيات قصيدته مع هــــــــــواه يرتشف من بحر خياله اسلوب الفلسفــــــــــــة اوالحكمة\ فن الحكمة او الفلسفة يسمو الشاعر في اجواء نفسه ويطل علـــــــى الحياة من الاعلى ثم ينحدر متغلغلا في معانيها لحد دقائق امورها ويحف اطرافها مسيطرا على عواطفه واحاسيـــــــــه متعقلا ثم يوجه نظرتـــــه الكاشفة متفحصا فتظهر له الحياة على حقيقتها واضحة جلية تنبعث نظرته من العقـــــــل الواعي لا الخيال فياتي شعـــره مهيمنا على الموضوع متجردا من المكان والزمان وهذ سر مطابقته لكل الأوقـــــات والازمنة وينحدر في النفس المتلقية كالماء العذب انظر لهذه الابيــــات لبشار بن برد في العصر العباسي اما تزال طرية وذات تأثير في النفس رغم مروركل هذه القرون

اذا كنت في كل الامور معاتبــــــــا صديقك لم تلق الذى لا تعاتبــــــه
عش واحدا اوزر اخاك فانـــــــــــه مقارف ذنب تارة ومجا نبــــــــــه
اذا انت لم تشرب مرارا على القذى ضمئت واي الناس تصفو مشاربه
الأسلوب الخطابي

الشعر الخطابي هو الشعر المتدفق من تفس الشاعر تدفق الشلال او العين الثائرة تحس فيه بحرارة والتهاب انفاس الشاعر تعبيرا عما يخالجه من احساس تجاه المخاطب مطبوعا –اكثر الاحيا ن – بطابع الجدية وتلحظ فيه الشاعر مندفعا وراء هواه وخياله الواسع داعيا لفكرته وعقيدته وفيه التهويل والميالغة واضحتان لاحظ قول عمرو بن كلثو م في الجاهلية كيف يخاطب ملـــــــك الحير ة في نونسيته المشهورة


ابا هند فلا تعجل علينــــــــــــا وانظرنا نخبرك اليقينــــــــــا
بانا نورد الرايات بيضـــــــــــا ونصدرهن حمرا قد روينا
اذا بلغ الفطام لنا صبــــــــــــي تخر له الجبابر ساجدينـــــا
ملاءنا البر حتى ضاق عنـــــا وماء البحر نملوءه سفيـنا
اذا ما الملك سام الناس خسفـا ابينا ان نقر الظلم فيـــــــنا











اسلوب التحليل

الكشف عن الحقيقة وانجلائها بالبحث رائد الشاعر في هذا الا سلوب التحليلي للوصول الى صواب فكرته وارائه عن طريــــــق القياس والامثلة ولفت نظر المتلقي الى منهج خاص بالحياة هو منهج الشاعر ذاته ومحاولته كسب اهــــــواء الآخرين بتقرير مبدأ الحياة بسيط منهجه بالدعوة والتحليل والمسايرة تشد العزيمة فهو اسلوب خطابي تحليلــــي يقوم على اساس قاعــــدة ثابتة لدى الشاعر ليستكمل بناء ما يدعو اليه وموقف الشاعر فيه عام موجه للقريب والبعيد منزه عن الزمان والمكان لاحظ قول الشاعر عمر الخيام في قصيدته فلسفة الوجود اعمارنا كالسواءل يسعفه المــوت يشافي الجواب في اللحد

فاشرب فاعمارنا الجراح وما لها كمثل المدام من ضمد
- - -
وانما الحياة كينبوع جرى منه عوالم السد م
- - -
او انها كالبصيص تحضنه ا يادي هذا الودود بالظلم
- - -








الاسلوب البياني

يعني هذا الاسلوب سرد وجهة نظر الشاعر حول الاحداث المحيطةبه والتعليق عليها بارائه ازاءها وموقفه منها ومادتــه مكتسبة مما يدور بين الناس في المجالس 0 والجو الشعري فيه مفعم بالالفة ويكون اما تقريريا او تاثيريا فهو اشبه بصور فوتوغرافية تعكس وجوه الاصحاب وتبين شخصية الشاعر ونفسيته وقد يكون بشكل اعترافات ومذكرات ومنه هذه الابيات للشاعر حارث طه الراوي

ناموا بوكر العهر قصر رحابهم لا يحلمون بغير قد اهيـــــــــــف
حتى اطل الصبح يعلن ثورة فتصايحوا يشكون هول الموقف
من يسمع الشكوى وحتى ربنا يابى سماع الظالم المستعطـــف
ما توا فما ماجت بصدر عبرة اوقال انسان لعين اذرفـــــــــــي
حسب الطغاة بان يو م مماتهم عيد به الدنيا تسر وتحتفــــــــي













أسلوب الواقع

هذا الاسلوب يبدو الشاعر فيه مورخ لمايقع ويكتشف واقيعية الحيلة والمجتمع ويقر ذلك 0 يمتاز بالسهولة والابانة وتكــون القصيدة سرد لواقعة معينة بامانة وابيات القصيدة فييه متراصة احدها يكمل الاخر الى نهاية الحدث واضحة معانيه وضوح الفكرة واثر الفن فيه بين0 من ذلك قول الشعر العراقي الحديث معروف الرصافي في سياسة الانكليز ومن حالفهم مــــــن اراذل العراقيين

انا بالحكومة والسياسة اعرف الام في تفنيدها واعنــــــــــــــف
ساقول فيها مااقول ولم اخـــف من ان يقال شاعر متطـــــــرف
هذي حكومتنا وكل شموخهـــا كذب وكل طبعها فتكلــــــــــف
غشت مظاهرها وموه وجهها فجمميع من فيها بارج زيــــــف
وجهان فيها باطن متســــــتر للاجنبي المكشوف فيه تصلف
علم ودستور ومجلس امــــــة كل عن المعنى الصحيح محرف












اسلوب الحوار

الحوار هو تسجيل ما يدور على السنة الناس او بين الشاعر والاخرين منهم المتلقي وهو أسلوب قائم بذاته ظاهـــــــرا لشاعر فيه اشبه بالصاحب او العشير فهو اما ان يكون ثاءثيريا وهو الأغلب أو تقريريا او تلقائيا او حوارا بيـــــــــن الآخرين أو بين الشاعر وحبيبه في لذة وتشوق او تاءمليا كمن يسمع حديثا فات عنه او يتصل بمجلسه ويخضع هذا الأسلوب للزمان والمكان لاانه فيه وقت وزمن مايدور في ذلك الزمن كما يعبر عن كل نفس وما يجيش فيها مـــــــن لسان حالها وأرتدي منه القـــــــول مايلائمها منه قول الشاعر ابي فراس الحمداني الامير الشاعر في رائيته المشهــــــــورة


وفيت وفي بعض الوفاء مذلـــــــة لفاتنة في الحي شيتمها الغدر
تسائلني من انت وهـــــــي عليمة وهل لفتى مثلي على حاله نكر
فقلت كما شاءت وشاء لها الهوى قتيلك قلت ايهم فهم كثــــــــــر
قالت لقد اسرى بك الدهر بعدنـــا فقلت معاذ الله انت لا الدهر











أسلوب الوصف


هو وصف ما يلحظ الشاعر من صور ومشاهد حية وتجربته بين الاحياءوالناس وما تمر به من احوال وخواطـــــــــــر ومواقف وامور يقف الشاعر ازاءها موقف امام مناظر يراها بالعين توءثر في نفسيته فتهز شعوره وتحــــــــــرك عاطفته فتأتــــــي القصيدة بما توحيه نفسه اليه وتوءثر فيه فتهز شعوره وما يعتلج في قلبه من مشاعر ازاء هـــــــذا الموقف وربما جاءت وصفا لاحياع فتكون كصور مشكلة بمقدار تاءثر الشاعر بها او وصف لاحوال الشاعر فتكون الصور متغيرة بتغير الـــــــوان الشعور الشعري والعاطفي لديه لذلك تعتمد القيادة الوصفية على الدوافع النفسيــــــــــــة وتاثيراتها في الاستعـــــــــــــــارات والتشابيه البلاغية وتجد افي القصيدة يد الشاعر الفنان مزخرفة القصيدة ويعمد الـــــــى صقلها بما اوتي من شاعرية فـــــذة حتى لتبدو كمراة صافية ترى فيه خيال الموصوف وروح الشاعر واضحة بينــــــــــة لاحظ قصيدتي الهائية فــــــــــــي الحبيب

هي الشمس في نصف النهار بيهية لكنها اوفى عهودا لراعيهــــــــــــــــا
هي الصورة الموحاة للروح نزعــة واية للحسن تسبي معانيهـــــــــــــا
هي النور بل النو ر منها نابـــــــــع والخلق الاخلاق من ذا يجاريهــــــا
فقد يعجز القول بحصر صفاتهـــــا والحبر والاوراق او ما يظاهيهـــــــــا
فهذي العيون العسل والرمش فوقها كر شاشة الجندي الشجاع فماليهـــــــا
اذات العيون العسل رمشك قاتلـــي وتحريك جفنيك الجروح يداويهـــــا
ليست لها مقياس يحصي جمالهــــا وليست لها كالنور بالكون تشبيهــــا



الأسلوب القصصي

هو قص اثر الحياة وما فيها0 وفيه يصور الشاعر بطبعه الحس الرقيق والدقيق ويستعرص القصة بعامل التشويـــــــــق ويقف موقف الحدث بين الانطواء والانطلاق ويرى المناظر والصور الشعرية راى العين ويستعرض ماحوله بيــــــن يديه علــــى مسرح الحياة وفي هذا الاسلوب تجتمع كل الاساليب الشعرية فهو يرسل الشعر او يعقده على سبيل ا لاتصال بين الشاعــــــر والقصة وتسجيل الوقائع كما تكون وقد يدخل في الاسلوب الوصف حيث يصف الشاعر مايلحظه مـــن مواقف بين جوانب مجريات احداث القصة وفيه طابع الفن بين في نغمات شعرية متزنة وقد وجد في الشعر العربــي منذ وجوده لاحظ هـــــــذه الأبيات للشاعر عمر بن أبي ربيعة الأموي في الغزل

ثم مالت وسامحت بعد منـــــع وارتني كفا تزين الســـــــوارا
فتناولتها فمالت كغصــــــــن حركته ريح عليه فمــــــــارا
وذاقت بعد العلاج لذيـــــــــــذا كجني النحل شاب صرفا عقارا
واشتكت شدة الإزار من البهر وألقت عنها لدي الخمــــــــــارا










الأسلوب ألهوسي

حديث النفس للنفس فهو هوس النفوس حيث تكلم النفس ذاتها فكانما للشاعر نفسين تحدث أحداهما الأخرى وبهــــذا يكون الشاعر متخذا التعلل بالاماني الزائفة في بعض الاحيان او الأمور الخيالية حدسا في الغور بالفن ويود ادراك كنه هذه النفس الشاعرية ومنطويا عليها لذا تكون القصيدة كقطعة موسيقية راقصة يهتز وجدان المرء إليها في وحدته وخلوته بنفسه لاحظ ذلك في قصيدة الشاعر اللبناني فواءد بليبل يقول:-

إنا من إنا يا للتعاسة من إنا شبح الشقـــاء
بل زهرة فواحة عبثت بها أيدي القضـــــــــــاء
عند الصباح تفتحت وذوت ولم ياءت المساء
وطغى الفناء على الشباب فغاله قبل الفنـــــاء













أسلوب الرمز

الإيحاء الشعري خالص للايحاء ويرمز الشاعر فيه الى حالة نفسيةو تحت تاءثير المحسوس فالشاعر فيه يطيل النظر الى الشيء ولا يراه او يدرك كنهه كما تراه العين البشرية انما يراه من خلال التعبير عنه بالرمز فالشاع رخال ألا من نفس الشاعر حيث يصف نفسه وحالته بصورة غير مباشرة على طرفي نقيض فيتحول بهذا الشيء الموصوف إلــــــى صورة رمزية لاتصور الا احساس الشاعر وإحساسه بذاته والاتزان ظاهر ملموس في تنسيق الصور ومقدرة الشاعـــر فكاءن الشاعر يعيش في انطواء تام وبذلك يكون افقه ضيقا ويرى الاشياء من ناحية واحدة ويشعر كائنه مفتون فيرى الاشياء معكوسة في مراءة خيالية صافية وحالة الشاعرفيه شبه انذهال فالشاعر يوءلف صورا بمعزوفة موسيقيـــــــة يعزفها لنفسه وتصور احاسيسه الغامضة وغلبت على شعراء الشعر الحديث المنثور الرمزية حتى إن بعضهم أوغـــل في الرمز الى حد اللا معقول وزمنه 0هذه المقاطع للموءلف عالجت فيها حالة نفسية اثرت في نفسي ولازلت اذكرها رغم مرور عشرات السنين أقول:-

منذ سنين كان عودي اخضـــــــــــــــــــــــــــــــــــــر
كانت شجيرة أمنياتي ناميــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
أغصانها خضراء تسمو زاهيـــــــــــــــــــــــــــــــة
تنمو وتزهو كبريــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاء
وروى الأماني في العيون نديـــــــــــــــــــــــــــــــــة
ملئت نظراتها بالسعد والفرح الغزيــــــــــــــــــــــــر
القلب يغمره الســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرور
يعيش في خلجات عيشه السعيــــــــــــــــــــــــــــــد
أيامها جذل أغانيها حبور وانشـــــــــــــــــــــــــراح
يتهادى النور فيها كالرجـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاء
وكأنها شمس الصباح تطل في اشراقها الانوار جذلى
اتبعث الامال فينا من جديــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد
فنملا الدنيا حيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاة
تزهو ريا العيش السعيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد
من جديـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد


الأسلوب الغنائي

ونعني به الترتيل والانسجام المحسوس في تحويل نظر الشاغر على العالم في هدوء وانتظام وموقف الشاعر فيه موقف العابد في محرابه وخاصة في الغزل والمدح والرثاء وبالرثاء يطوي الشاعر نفسه في غلالة سوداء قاتمة بلون ما يعتمل في احساسه او شعوره اتجاه الرثي ويعني بالايحاء خالصا لوجه التاءثير في المتلقي وطابعها الفتي غنائـــــــي ينزوي الشاعر فيه للعبادة تهيمن عليه روحانية لا تعلل الا في ضوء احساسه لاحظ قول الشاعر الجاهلي امرئ ألقيس

وليل كموج البحر مرخ سدوله علي ابواع الهموم ليبتلـــــــــــــــــــــــي
فقلت لما تمطى بصلبـــــــــــــه وأردف إعجازا وناء بكلكـــــــــــــــــــــل
الا ايها الليل الطويـــــــــــــــــل إلا نجلي بصبح وما الإصباح منك باءمثل
فيالك من ليل كاءن نجومـــــــه بكل مغار الفتل شدت بيذبــــــــــــــــــــل

إن سر الوحدة الشعرية هو احتفاظ الشاعر بالموقف وكلما كثر اطلاعه وغزرت ثقافته اتسق اسلوبه وقد يجمع الشاعر في القصيدة الواحدة اكثر من اسلوب واكثر من موقف الا الاسلوب القصصي فبه يستطيع الشاعر ان يلم بجميــــــــــــــع الاساليب الشعرية



النغم والايقاع

ان النغم اوالايقاع هو توزيع الصوت ومداه بمقتضى حركات الالحان
والموسيقى نوع من انواع الايقاع والنغم وجد منذوجد البشر عاى الارض فهو ملازم للانسان منذ القدم وقد تمثل في القديم في دندنة الانسان القديم مع نفسه او مع فرحه وحزنه حين تغلب عليه عاطفته فيصفق بيديه فرحا او سرورا او يبكي نشيجا يعبر عما في مكامن نفسه0 مر الايقاع او النغم بمراحل زمنية عريقة على مر الدهور والازمنة وانتقل هذا الفن بين الشعوب بمراحل ملازمة لمراحل تطور الانسان نفسه وحاجته اليه حتى اصبح فنا واسعا وانغاما لها خاصيتها في كل شعب وفي كل عرق انساني
فالشعب الاثيني اختلفت يقاعاته عن الشعب الفارسي والرماني عن العربي وهكذا والشعب العربي في المدن مثلا اختلفت انغامه عن الساكنين في البادية والصحراء فالاختلاف حاصل بين هذا وذاك وحتى في المفصل الواحد
فالنغم او الايقاع العربي عرف بحركات الشعر العربي او في الغناء العربي اللذين هما جزء من كل وتطور بمرور الزمن حسب متطلبات كل مرحلة وعصر وغير حسب المكان ايضا بين ابنا ء الصحراء والبادية والحضر والمدينة وكان حصيلة هذا التطور هذه البحور الشعرية المستنبطة من النغم العربي الحاذق التي اتخذت كما قيل من حركات سير الابل مثلا ولو رجعنا تاريخيا لوجدنا العناية بالنغم العربي وجدت في او قبيل العصر الاموى مكتوبة مثل كتاب الاغاني لاابي الفرج وتطورت في العصر العباسي هذه الانغام لتصبح فنا مستقلا واسعا علي ايدي فطاحل العلماء والفلاسفة العرب ومؤلفات الفارابي والخليل ابن احمد و اسحاق الموصلي ةوالكندي خير دليل على ذلك 0 والبحور الشعرية التي وجدت انغامها منذ الجاهلية سماعا ضرب من ضروب الايقاع او اللحن كانت غير معروفة كفن وقد اظهرها الخليل ووزعها ايقاعا في ستة عشر بحرا او لونا موسيقيا سميت بحور الشعر لازالت قائمة لحد الان ولم يخرج عنها شعراء العربية فهي تمثل اساس الايقاع العربي وقمة الانغام وقد تفرع منها الموشح والدوبيت وغيره تبعا لظروف العصر وحاجة الانسان الى نوع جديد من الغناء او النغــــــــــــم
وجميع هذه الانغام لاتخرج عن اصولها فهي بالاصل حركات صوتية معينة صدرت في زمن فمثلا بحور الشعر جاءت لكل بحر حركات خاصة به فالبحر الطويل تكون مثلا على وزن فعولن \ مفاعلين \ فعولن \ مفاعل ونرمز اليه ن - - \ ن- - - \ ن - - \ ن – ن - \والبحر الكامل احتلفت ايقاعاته عن الطويل وجاءت مثلاعلى وزن متفاعلن \ متفاعلن \ متفاعلن او نرمزله ن ن - ن - \ ن ن– ن \ ن ن – ن - \والهزج او بحر الحداء كما يسمونه جاء على وزن مفاعيلن \ مفاعيلن \ مفاعيلن \ ويرمزاليه ن - - - \ن - - - \ن - - - وهكذا بقية بحور الشعر وقد دخلت عليها بمرور الوقت والحاجةالى التنغم الجديد الخبن والحذف والشطر و- - -و--- اما الايقاع الموسيقي او النغم الموسيقي ربما يخرج عن فن الايقاع الشعري الا انهما متلا زمان مترابطان ولد احدهما في رحم الاخر وترعرع معه وفي كنفه فلايقاع الموسيقي العربي ودساتين هذا الايقاع هي السبابة والوسطى والبنصر والخنصر على التوالي اساسا لنغم الموسيقى وقد جعل اسحاق الموصلي الانغام تسعا وضوعفت بمرور الوقت فاصبحت ثماني عشرة نغمة وقد بنى العرب الحانهم على ايقاعات معينة اذكر منها على سبيل المثال مايلي :-
1 - الثقيل الاول متكون من ثلاث نقرات متالية ثم نقرة ساكنه ثم يكرر اوتعاد لتشكل نغما موسيقيا خاصاويرمز لها ن ن ن --
2- الثقيل الثاني متكون من ثلاث نقرات متوالية واخرى ساكنة تتبعها اخرى متحركةويرمز لها \ ن ن ن - ن
3 – خفيف الثقيل متكون من ثلاث نقرات متتالية لايمكن ان يكون بين واحدة زمن نقرة وبين كل ثلاث نقرات نقرتان زمن نقرة ويرمزلها
ن ن ن – ن ن \
4 - الرمل متكون من نقرة منفردة ونقرتين متتاليتين بحيث لايمكن بينهما زمن نقرة وبين رفعه ووضعه زمن نقرة ويرمزلها \ ن \ن ن 00 ن \
5 - خفيف الرمل متكونة من نقرات ثلاث متحركات يرمزلها \ن نن 6-حفيف الخفيف متكون من نقرتين متتاليتين لايمكن بينهما نقرةزمن ثم يكرركل نقرتين زمن يرمز \ ن ن .


من هذا السلم يتبين ان الالحان الموسيقية والاوزان الشعرية مترادفة مترابطة متكاملة نابعة احدهما من الاخر فالغناء العربي واللحن الموسيقي احدهما يتمم الاخر ويكون جزء منه وقد تطورت بالانقسام و الانشطار او التداخل بين الخفة والثقل تبعا لحاجة العصر وتطور الاذن السمعية ونزعتها لسماع نغمة جديدة اتية من حالة الابتكار او التوليد متفاعلة مع التقدم الحضاري وحالة الشعوب على اختلاف مواقعها ومواطنها عامة ان قراء المقام العراقي وقراء المصحف الشريف وقراء المواليد والأذكار لا تخرج إعمالهم عن كونها أنغاما وإيقاعات موسيقية نغمية وصوتية اختلفت بين قارئ واخر حسب نوع الايقاع واللحن المتبع لهذا اوذاك وتلونت بنفس ألوان الموسيقى والنغم الصوتي للقارئ نفسه متاثرة بالزمان والمكان والنفس الخالص لذا اختلفت الاصوات والنغمات بينهم وتلونت الاطوار و تباينت وكذلك في المواليد وما شابههامن نقر على الدفوف والطبلات وغيرها وحتى في الاجهزة الالكتروتية الحديثة هي ذاتها فالضارب على هذه كالضارب على تلك كل حسب نغمته وايقاعه وان تباينت الاحوال واختلفت وقد تصل الى ذات الشخص نفسه فعلى سبيل المثال لو اخذنا موسيقى اغنية معينة لمطرب عربي ولتكن ام كلثوم في اغنيتها ( ياظالمني ) واغنية اخرى لها ولتكن ( امل حياتي ) نلاحظ النغم الموسيقي لتلك مطبوع بطابع الحزن والثقل ونلاحظ خفة النغم وايقاعاته الراقصة في امل حياتي ويلاحظ ذلك حتى الانسا ن الجاهل ويفرق بين ا للحنين وتزداد هذه الملاحظة مع ثقافة السامع واختلاف الاذن الموسيقية له ومدى تعلمه وتظهر جلية لدى الشاعر او الفنان حتى تصل الى ارقى درجة0 اما لدى الموسيقي او العازف فتصل الى درجة الاكتمال في البناء وربما تصل الى حالة الارتقاء بها عند ذلك يحصل الابداع والتطور وهكذا تتطور الحياة في كل مساراتها


------------------






















الباب الرابع
مختارات

اخر كل طبقة و واضعي كل كلمة ومؤلفي كل أدب أعذب ألفاظا وأسهل مذهبا وأوضح طريقة لأنه ناكص متعقب والأول بادئ متقدم

ابن شهيد الأندلسي
أداة الكتابة العقل فلا يوجد كاتب بلا عقل

ابن شهيد الأندلسي
لكل عصر بيان ولكل دهر كلام ولكل طائفة نوع من الخطابة وضرب من البلاغة

ابن شهيد الأندلسي
أهل صناعة الكلام ثلاثة
القريبوا المرمى الذين يجيدون التأليف ولا يحسنون الغوص في الأعماق
الكارعون من بحر الغزارة المزدحمة لديهم المعاني يشتكون ولا تخطأ لهم أفكار
المتجافون عن الكلام يألفون الصمت ولا يستطيعون السير في ضفاف أرباب الصناعة ا

ابن شهيد الأندلسي
تهدف الكتب إلى
1 – تعلم مالا يعلم
2- توحي بالحاجة
3 - السمو بالافكار إلى العلى
سهير القلماوي المصرية

الشعر محور الثقافة وشعور الحياة في الأمة0 الشعر يرتبط بالعظمة الشخصية وهو تعبير عن الحس والعاطفة والخيال والعصر الحاضر أغنى العصور بالشعر المحسوس لا المنظوم

الكاتب عباس محمود العقاد

الأدب تعبير عن تجربة شعورية موحية إنسانية غايتها في ذاته

إبراهيم العريض

الفرق بين الأدب والعلم الأول ذو عاطفة حارة ثائرة والثاني باردة وقد يكون الأدب علما أو حقيقة شعورية حارة ولذلك فالحقائق الخيالية أعمق واكبر من حقائق العلم

إبراهيم العريض

التعبير الشعري جزء من الحالات النفسية الشعورية

محمود العبطة المحامي

من البداية إن الشاعر العربي المعاصر لا يكتب في فراغ بل يكتب و ورائه الماضي وإمامه المستقبل فهو ضمن تراثه ومرتبط به





محمود العبطة المحامي

إبداع الشاعر يجب إن يتناول التصميم كما تناول اللفظة والموسيقى والفكرة والموضوع لأن الإبداع ككل يتجسد في كل الأجزاء

محمود العبطة المحامي

أن تحرر الشاعر العربي الحديث من قيم الثبات في الشعر واللغة يستلزم تحرره أيضا من هذه القيم في الثقافة العربية كلها

محمود العبطة المحامي

الشعر الجيد لا يعني انه كلام بسيط ساذج إنما هو وليد التفكير العميق و التحكيم والتنقيح ومن هنا جاء النقد الجمالي يفترض شروطا موضوعية لتجميل القصيدة

محمود العبطة المحامي
كل امرئ في وسعه إن يكون فيلسوفا في نظره إلى الحياة

إبراهيم صالح شكر

قد تدل الابتسامة على الرضا إما القهقهة فهي احتجاج صارخ

إبراهيم صالح شكر

مجابهة الحقائق وعم التهرب منها ضرورة من ضرورات الرجولة

إبراهيم صالح شكر










الشاعر القومي الأعظم هو الذي يعبر عن نفسه فيجيء شعره معبرا عن قومه جميعا




نازك الملائكة
ان الشعر معاناة روحية موصولة يصحب الشاعر فيها ذاته

نازك الملائكة

إنما الشعر الجيد سكرة لغوية تتحول فيه لغة القاموس إلى أنغام وأضواء وظلال


نازك الملائكة

إننا امة انتفعت بحرفنا أمم أخرى فكتبت به

عبد الرزاق محي الدين

الحرف العربي يمكن عده أجمل الخطوط العالمية قاطبة

ناجي معروف

هذا شبابي الغض في ريعانه
عصفت به الدنيا فكان حطاما
أنا ان نعمت بطيب يوم واحد
جر الأسى والحزن لي أعواما

الشاعر يوسف عز الدين


اما انا فاقول\
يجديك يا رجل عيش بلا نصب
تحيا بعيش سعيد القلب فرحان
ان الحوادث تجري كيفما اتفقت
بالشر تعرفني بالخير تنساني000


=====================================
من مؤلفات

فالح نصيف الحجية الكيلاني

الشعرية

نفثات القلب المجموعة الاولى
قصائد من جبهة القتال المجموعة الثانية
الشهادة والضريح المجموعة الثالثة
القصائد الدينية المجموعة الرابعة


النثرية

الشعر العربي
في الادب والفن
تذكرة الشقيق في معرفة اداب الطريق
شرح ديوان عبد القادر الكيلاني وشيئ في تصوفه
كرامة فتاة (قصة طويلة )
اصول في الاسلام
الاشقياء ( مجموعة قصص قصيرة )
اصحاب الجنة في القرآن 1
القرآن في القرآن 2
الامثال في القرآن 3
الادعيةالمستجابةفي القران4

المراجع

القرآن الكريم صحيح البخاري
ديوان ابي تمام
شرح ديوان المتنبي للبرقوقي
ديوان اللزوميات للمعري ديوان ابن هانيءالاندلسي
ديوان ابن زيدون
ديوان المعتمد بن عباد
ديوان حسان بن ثابت
ديوان ايي فراس الحمداني
تاريخ الادب العربي السباعي بيومي تاريخ اداب اللغة العربية جرجي زيدان الشيخ عبدالقادر الكيلاني وشيءفي تصوفه فالح الحجية
شرح ديوان فن التقطيع الشعري والقافية د / صفاء خلوصي
العقد الفريد ابن عبد ربه
في الادب الجاهلي د/ طه حسين
حديث الاربعاء د/ طه حسين
الشعر العربي فالح الحجية النظام في شرح شعر المتنبي وابي تمام المستوفي الاربيلي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق